،
كيف يجتذب الإسلاميون المتطرفون الفتيات الألمانيات ؟
الجمعة 17 ـ 07 ـ 2015
يورو پررس عربية
برلين
أصبح المتطرفون بارعين في استخدام الإنترنت للترويج لأفكارهم ودعايتهم ، ولا يكتفي تنظيم ( داعش )
باستقطاب المقاتلين الجدد ، وإنما يسعى أيضاً لاستقطاب فتيات وأمهات من أوروپا .
يزداد عدد الفتيات في سن المراهقة والشابات الألمانيات اللواتي يتركن عائلاتهن في حالة ذهول وصدمة
ويلتحقن بصفوف تنظيم (داعش) في العراق وسوريا .
وتستهدف بروباغندا " داعش " الفتيات الألمانيات في منتديات خاصة وصغيرة من حيث عدد الأعضاء ،
كما يقول فلوريان إندرز، الخبير في قضايا التطرف لدى المكتب الاتحادي الألماني للاجئين والهجرة ، الذي يضيف :
" إنهم يستخدمون مجموعات ومنتديات صغيرة للوصول إلى البنات الأوروبيات ويحاولون إقناعهن
بأن يصبحن جزءاً من {مجتمع النخبة والدولة الإسلامية الجديدة " } .
ويضيف الخبير، في حديثه مع DW، أن " داعش " تبني دولة
جديدة ولبناء الدولة ، فإنهم يحتاجون إلى نساء لتكوين عائلات !!! .
إقناع " الأخوات " في أوروپا :
ويوضح إندرز أن الفتيات المنتميات إلى التيار [ السلفي ] في ألمانيا ينشطن على شبكات التواصل الاجتماعي
لنشر المعلومات . وتتواصل الناشطات مع فتيات راغبات بمعرفة المزيد عن تنظيم " داعش " وكيف يمكنهن
الوصول إلى سوريا والعراق ، كما يتواصلن أحياناً مع فتيات كنّ هناك والتحقن بصفوف التنظيم الإرهابي .
وتقوم ألمانية تطلق على نفسها اسم " مهاجرة " بالنشر بشكل دوري على " فيسبوك " و " تويتر "
منذ أن غادرت ألمانيا عام 2013 .
وكتبت عن حياتها في العراق تقول : " على أساس الجهاد ، على أساس الشرف " .
وفي إحدى مشاركاتها على " فيسبوك" بعيد مغادرتها ألمانيا ، كتبت :
" أخيراً أستطيع ارتداء النقاب كما أحب دون رؤية أو سماع السخرية " .
كما تقدم هذه الألمانية وصفات ونصائح ، فضلاً عن الوعود والمعلومات التي قد تحتاجها زوجات " الجهاديين " في ألمانيا .
وهي أيضاً مستعدة لتقديم للمساعدة في إيجاد زوجات للمقاتلين " لأنه يوجد العديد من المجاهدين العازبين هنا " .
حول ذلك ، يرى الخبير الألماني إندرز أن " هؤلاء النسوة يصورن الواقع هناك بشكل رومانسي ،
ولكن لا ننسىأن سوريا غارقة في حرب أهلية " .
تبجيل الحياة في ظل " داعش " :
هناك الكثير من التغريدات والمنتديات التي تعكس المجتمع الإسلامي الجديد ،
كتبتها نساء غربيات متزوجات من مقاتلي " داعش" .
هؤلاء الشابات يُطنبن في الحديث عن مباهج الحياة الأسرية
وتربية [ الأطفال ] لكي يصبحوا مقاتلين من أجل الإسلام .
تلجأ الكثير من الأوروبيات لـ " تويتر" وموقع " آسك إف إم " للسؤال عن كيفية الوصول إلى سوريا والعراق .
ومن أكثر الأسئلة المطروحة سؤال عن كيفية التعامل مع الآباء
الذين يرفضون السماح لبناتهم بالمغادرة والالتحاق بالمجاهدين .
فالحصول على إذن الوالدين يمكن أن يكون عقبة رئيسية أمام القاصرين ،
الذين يحتاجون إلى موافقة ذويهم من أجل السفر والزواج .
ويعترف إندرز أن إقناع الفتيات بعدم التطرف وترك المنزل أمر ليس بالسهل ، خاصة وأن الشابات لا يعرفن شيئاً
عن الدين والسياسة ، وهو ما يجعل التغرير بهن أمراً سهلاً ، وتشير تقديرات المخابرات الألمانية إلى أن أعمار
حوالي 40 في المائة من الفتيات اللواتي التحقن بالجهاديين والجماعات المتطرفة يقل عن 25 سنة ، وبعضهن
ما زلن حتى قاصرات دون سن الثامنة عشرة ، كما يقدر عدد الشباب الألمان الذين سافروا
إلى سوريا والعراق بـ 650 شاباً و 100 فتاة .