مقابلة مثيرة للجدل مع مهندس الموت لدى داعش !
الأربعاء 22 ـ 07 ـ 2015
في مقابلة مثيرة للجدل ، يكشف أبو عبدالله ، المسؤول
عن تخطيط العمليات الانتحارية لتنظيم " داعش " في بغداد عن كيفية تجهيز المنفذين وإختيار
الأهداف وجنسيات المقاتلين ، مؤكدا أنه ليس سفاحا ، بل ما يقوم به
هو تنفيذ خطة، أبو عبد الله هو واحد من عدد قليل من قادة داعش ، الذين احتجزوا على قيد الحياة ،
معظمهم إما قاموا بتفجير أنفسهم أو إبتلعوا كبسولات السموم لتجنب القبض عليهم ، الاعتقال على قيد الحياة
ليس جزءا من خطة الجماعة الإرهابية ، لكن تم إعتقال أبو عبدالله بسرعة بحيث لم يكن لديه الوقت لقتل نفسه ،
إذ كان تحت المراقبة لبعض الوقت قبل إعتقاله في أواخر تموز عام 2014 ، كما صادرت السلطات مصنع القنابل
الذي كان يديره من دون ان يتعرض لأي ضرر ، ويعتبر أبو عبدالله من اللاعبين الرئيسين لدى داعش
في بغداد ، إذ كانت مهامه حيوية بالنسبة لتنفيذ الهجمات في المدينة ، فكان يختار المواقع
ويجهز الانتحاريين ويرافقهم حتى قبل أن يفجروا أنفسهم بقليل ، وقال الإرهابي المسجون
إن معظم الانتحاريين الذين جهزهم للقيام بعمليات في العاصمة كانوا من جنسيات عربية ،
لا سيما السعودية وتونس والجزائر ، بالإضافة إلى استرالي وآخر ألماني يدعى " أبو القعقاع " ، مشيراً إلى
أن واحداً فقط من كل عشرة أشخاص كان عراقياً ، أما المواقع فكان يختارها بطريقة تؤدي الى قتل
أكبر عدد من الناس ، خاصة ضباط الشرطة والجنود ، مثل نقاط التفتيش التابعة للشرطة والأسواق
والحسينيات ، وأضاف أنه لا يتذكر بالضبط عدد الهجمات التي خطط لها ، لكنه أكد أنه في الربع الأخير
من العام الذي تم إعتقاله فيه كان قد خطط 19 عملية تم تنفيذها .
وحول اختيار الانتحاريين وجنسياتهم ، قال " ذلك كان
من واجب المخططين العسكريين الذين في مرتبة أعلى مني ، فكان يتم جلبهم لي ، ومعظمهم
كان يأتي من الفلوجة وكنت مسؤولاً عن الجزء الأخير من العملية أي تجهيزهم في ورشة العمل التي أملكها ،
وتزويدهم بالأحزمة الناسفة وإرسالهم إلى الأماكن المحددة للتنفيذ " .
في التالي نص المقابلة التي أجرتها در شبيغل مع " ابو عبدالله " من وراء القضبان :
شبيغل : ما هي المعايير التي استخدمتها عند
إختيار مواقع الهجمات ؟
ـ أبو عبدالله : كنا نريد قتل أكبر عدد ممكن من الناس
وخاصة ضباط الشرطة والجنود والشيعة .
شبيغل : ما هو نوع هذه الأماكن ؟
ـ أبو عبدالله : نقاط التفتيش للشرطة والأسواق والمساجد إنما الشيعية فقط .
شبيغل : هل ندمت على قتل هؤلاء الناس ؟
ـ أبوعبدالله : كانوا كفارا! الشيعة هم الكفار، وكنت على يقين من ذلك .
شبيغل : ولكنهم مسلمون مثلك !.
ـ أبو عبدالله : ولهذا السبب كانت لديهم الفرصة ليتوبوا ويصبحوا من السنة .
شبيغل : ما عدد الهجمات التي نظمتها ؟ ومن أين أتيت بالمتفجرات ؟
ـ أبو عبدالله : لا أستطيع أن أتذكرها كلها ، ولكن في الربع الأخير من العام الماضي قبل إعتقالي ،
كانت هناك 19 عملية ، في هجمات السيارات المفخخة ، كنا نستخدم متفجرات الـC4
البلاستيكية والقذائف المدفعية ، أما الأحزمة الناسفة ، فكنت أجهزها بتفريغ المدافع المضادة للطائرات ،
لأن مفعول مسحوق البارود بداخلها اكثر قوة ، وبالتالي أعبئها في الأحزمة والسترات الواقية في أحجام مختلفة .
شبيغل : كيف كنت تختارالإنتحاريين ؟
ـ أبو عبدالله : هذه لم تكن مهمتي ، العسكريون الذين كانوا في مراتب أعلى مني في التسلسل الهرمي ،
كانوا يأتون بهم إلي ، كنت مسؤولاً فقط عن الجزء الأخير من هذه العملية ، أي إعداد الرجال
في ورشة عملي ، ومن ثم تعريفهم على الموقع المطلوب ، وتصلني قياسات الشخص
من القيادة في وقت مبكر ، حتى أقدم له الحزام المناسب لكني كنت دائماً أجهز أحزمة بمختلف الأحجام .
شبيغل : هل كنت تخبر عائلات الانتحاريين بعد وفاتهم ؟
أبو عبدالله : هذه ليست مسؤوليتي أيضاً، الشخص الذي يرسل الانتحاري إلي هو الذي يهتم بأسرته من بعده .
شبيغل : من أين أتى هؤلاء الرجال ؟
أبو عبدالله : جاء معظمهم من المملكة العربية السعودية ، تونس، الجزائر ، ورجل استرالي ،
وآخر ألماني معروف باسم " أبو القعقاع " ، كان هناك عراقي واحد من أصل كل عشرة انتحاريين
من جنسيات عربية .
شبيغل : الانتحاري الالماني لم يكن يتحدث العربية ،
وأنت لا تتكلم الإنگليزية ، فكيف كنت تتواصل معه ؟
ـ أبو عبدالله : كان يفهم كلمات قليلة ، لكننا إستخدمنا الإشارات في أغلب الأحيان ،
كانت تلك العملية الأسرع والأقصر، فقد أخذته من مكان قريب جداً من موقع التفجير،
وكانت المرة الأولى التي يزور فيها بغداد ، ثم فارق الحياة بعد 45 دقيقة ، وقتها قلت في نفسي :
الآن حتى الناس من ألمانيا يأتون هنا من أجل تفجير أنفسهم ، لقد شعرت بالنشوة للقاء مسيحي
إعتنق الإسلام وضحّى بنفسه ، شعرت بالقرب منه ، لأنني أيضاً وجدت الايمان الحقيقي في وقت لاحق من الحياة .
[( يشار إلى أن أبو عبد الله كان مخطئاً في مسألة الانتحاري الألماني ، فهو لم يكن مسيحيا بل مسلماً ،
إنتقل من المذهب الشيعي الى السني في سن 16 أو 17 عاما، بعد تجنيده من قبل واعظ ، وجاء الشاب
من عائلة شيعية قديمة في بغداد ، ترتبط بزعيم ميليشيا عصائب أهل الحق ، والتي كانت تنظم هجمات ضد
القوات الاميركية في العراق . اليوم ، تحارب هذه الجماعة ضد داعش على عدة جبهات )] ! .
شبيغل : هل تردد أحد هؤلاء الرجال أو ساورته الشكوك قبل تنفيذ العملية ؟
أبو عبدالله : كلا ، لأنهم كانوا سيفشلون في تنفيذ مهمتهم. تم إعداد هؤلاء الرجال لفترة طويلة ،
وكانوا يصلون إلي بهدوء وبهجة ، بعضهم كان يضع الحزام ويقول لي مازحاً :
" إنه يليق بي " ، لاأبو محسن القاسمي ، الشاب السوري ، كان يلقي النكات قبل دقيقتين من عمليته
وودعني ضاحكاً قبل أن ينفذ العملية ، وكان هناك شاب سعودي أيضاً، ذهبت معه لتفخيخ سيارة
وتظاهرنا أنها معطلة، ثم تركناها ومشينا بعيداً ونحن نضحك .
شبيغل : وجهك يتحول الى اللون الأحمر حين تتحدث عن هذه القصص ، على ما يبدو هذه ذكريات
سعيدة بالنسبة لك ، لو عاد بك الزمن ، هل كنت ستفعل الأمر ذاته ؟
يقول أبو عبدالله انه لا يمكنه الإجابة على هذا السؤال .
شبيغل : كم كان عمر الإنتحاريين ؟
ـ أبو عبدالله : كان أصغرهم يبلغ من العمر 21 عاماً .
شبيغل : كيف أصبحت المسؤول اللوجستي
الرئيس في بغداد ؟
ـ أبو عبدالله : تم إختياري من قبل المخططين العسكريين في تنظيم داعش ، وسرعان ما أثبت مهارة في العمل .
أنا لم أكن مجرد تابع ، بل كنت مخططا ومفكرا ، كما أني ولدت في بغداد وأعرف المدينة جيداً .
شبيغل : ما هي الذاكرة الأقرب إلى قلبك في بغداد ؟
أبو عبدالله : عندما كنت طفلا ، كنت أذهب إلى حديقة الزوراء ، وحديقة الحيوانات في بغداد ، مع والدي
في عطلة نهاية الأسبوع ، والدي كان يشتري لي المثلجات ، أحيانا كنا نذهب الى الأسواق .
شبيغل : كيف يمكن أن تقتل الناس دون تمييز في مدينتك ؟
هل كنت تتجنب الأماكن التي لديك فيها ذكريات خاصة ؟
أبو عبدالله : لا ، قطعا لا ! أنا لم أفعل ذلك لأنني متعطش للدماء ، كنت ألبي نداء الجهاد ،
فكرت أن هؤلاء الشيعة في مرحلة ما سيتحولون إلى المذهب السني أو يغادرون البلاد ، أنا لست سفاحاً ، كنت أنفذ خطة .
شبيغل : لكن الخطة لم تنجح ، بل أدت إلى زيادة الكراهية ! .
أبو عبدالله : إعتقدت أن الناس الذين عانوا من الانفجارات سيبدأون بالتفكير أو سيخافون .
شبيغل : ومع ذلك لم تنجح !.
أبو عبدالله : هذا لا يهم ، كنت أنوي أن أستمر حتى يتحول الجميع إلى [ المذهب السني ] ، أو يهاجروا ،
لا يهم متى ؟ لا يهم ! .
شبيغل : هل كنت ستفجر نفسك أيضا ؟
ـ أبو عبدالله : لم أفكر بذلك يوماً ، هذه ليست وظيفتي ، لقد إخترت التخطيط للعمليات ، وليس تنفيذها بنفسي .
أنا منسق ، ولست منفذاً ! .
* شبيغل : معنى الكلمة بالألمانية { المرآة } !
وهي صحيفة واسعة الإنتشار في المانيــــا ! .