[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] Posted: 23 Jul 2015 02:08 PM PDT[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size]
القاهرة ـ «القدس العربي» : اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس بالعديد من القضايا خاصة ما يجري في سيناء من معركة ضد الارهاب، فضلاً عن القضايا التي تهم الرأي العام بشأن ارتفاع أسعار السلع وتزايدت وتيرة المعارك الصحافية لمستوى غير مسبوق، ومن القرارات التي حظيت بالمتابعة القرار الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى وزارة الكهرباء بضرورة تركيب العدادات الخاصة بقراءة عداد الكهرباء، بخاصة الدفع المسبق عن طريق «كروت الشحن الذكية» لكل من المساجد والكنائس.
وبحسب صحيفة «الوطن» في عددها الصادر أمس الخميس، تم إرسال خطاب إلى دور العبادة من الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة إلى البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لتركيب تلك العدادات.
وجاء في نص الخطاب المرسل: «أتشرف بإحاطة سيادتكم أنه في ضوء متابعة الرئيس للموضوعات المتعلقة بقطاع الكهرباء وبعد الاجتماع وجدنا أنه من الضروري أن يتم تركيب عدادات مسبوقة الدفع في دور العبادة على أن يتم إرسال مطالبات بالتكلفة للجهات التابعة لسيادتكم للانتهاء من التنفيذ».
وفيما يلي نلقي الضوء على المزيد من المعارك الصحفية والتقارير:
اعتقال 3200 طفل منذ ظهور السيسي
تقرير حقوقي مروع يلقي عليه الضوء محمود سلطان في «المصريون» يتعلق بعدد الأطفال المعتقلين في مصر منذ أحداث 30 يونيو/حزيران 2013 وحتى نهاية مايو/آيار 2015 يقدر بأكثر من 3200 طفل تحت سن 18 عامًا جلهم تعرضوا للتعذيب والضرب المبرح داخل مراكز الاحتجاز المختلفة».
التفاصيل تقول بالنص: «صدر الفريق العامل المعني بالإعتقال التعسفي بالأمم المتحدة قراره رقم 17/2015 والخــــاص بالاعتـــــقالات التي تقوم بها السلطات الأمنية المصرية بحق الأطفـــال والذي أشار فيه إلى أن الاعتقال التعسفي للأطفال في مصر أصبح منهجيًا وواســع الانتشار.
جاء هذا في إطار نظر فريق الاعتقال التعسفي للشكوى التي قدمتها الكرامة بخصوص قضية اعتقال الطفل أحمد طه البالغ من العمر 16 سنة. وجاء هذا القرار إثر النداء العاجل الذي رفعته الكرامة إلى الأمم المتحدة في 8 يناير/ كانون الثاني 2015.
وخلص بعد اطلاع فريق الإعتقال التعسفي بالأمم المتحدة على قضية هذا القاصر وقضايا أخرى مماثلة ونظرت في ردود الحكومة المصرية على هذه القضايا، أن «الاعتقال التعسفي لأشخاص قاصرين ممارسة نظامية واسعة الانتشار»، وطالب السلطات المصرية «بالإفراج عنه وتعويضه بما يتناسب وحجم الضرر الذي لحقه».
القرار يعتبر الأول من نوعه الذي يصدر بخصوص منهجية اعتقال الأطفال في مصر منذ أحداث 30 يونيو/حزيران 2013 وحتى الآن، وقد سبقه تبني المقرر الخاص المعني بالتعذيب في تقريره المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الإشارة إلى واقعة اغتصاب عدد من الأطفال بداخل مقر اعتقالهم بسجن الأطفال بكوم الدكة بالإسكندرية سبق وأن قدمتها الكرامة أيضًا.
واشار الكاتب نقلاً عن تقارير موثقـــة انه مازال أكثر من 800 منهم معتقلاً جلهم تعرضوا للتعذيب والضرب المبرح بداخل مراكز الاحتجاز المختلفة.
السعداء بطائرات الرافال مصابون بالبرونويا
وأنت تشاهد أسراب طائرات «الرافال» فرنسية الصنع.. سيجتاحك شعور بالعظمة ربما.. لكن بعد قليل وإذا فكرت قليلا فإنك ستنسى المشهد كله وتغرق في ما يحدث على الأرض.
وبحسب وائل عبد الفتاح في التحرير فإذا استمر الشعور بالعظمة بعد هذا التفكير فإن هذا ما يسمى في الأدبيات الطبية «بارانويا» أو جنون العظمة.. وهو مرض عقلي يصيب الإنسان بعد سيطرة شعور أنه عظيم، ولهذا فهو مضطهد، وهذا التصور يسيطر عليه إلى درجة أنه يفسر كل شيء من هذه الزاوية، وتنتابه هذيانات وضلالات تمنعه من رؤية الواقع.
وهنا يمكنك أن تفرح بزئير الرافال في سماء القاهرة، وبعيدا عن الجدل حول الصفقة، فإن هذا الفرح لا يمنع من أن ترى ما وصلت إليه «الدولة» التي من المفروض أن تضيف الطائرة الفرنسية قوة للدفاع عنها ويتساءل الكاتب: أين هذه الدولة؟ ستدرك إذا كنت موضوعيا في الإجابة عن السؤال أنها تتآكل من الداخل، تأكلها قوارض كتبت عن أخطارها في مقالات سابقة.
لكن الآن قوارض الدولة أمر واقع، الذين التهموا الدولة 30 سنة أيام مبارك، عادوا في ظل غيبوبة جماعية، بسبب الخوف من الإخوان، واحتلوا أماكنهم من جديد، والمدهش أن الدولة التي سقطت بسببهم مرة تتركهم وأياديها مرتعشة، وتحت ابتزاز متواصل من جمهور القوارض والقطاعات المستفيدة منها، فأن تظهر في برنامج أو تعمل في صحيفة مخبرًا أو تتصل بضابط ليسهل لك الحصول على رخصة قيادة سيارة أو تقضي ساعات تسلية مع صديقك في الكمين أو تضمن فرصة من فيض الأموال التي تغرق المجال السياسي ليطفو على مياهها الفاسدة مرشحون أو حالمون بالفرصة السياسية/، كل هذا بمنطق الأنانية المفرطة أهم من بناء دولة جديدة أو حتى ترميم دولة قديمة إنها غريزة تلتهم صاحبها، تمنعه من إدراك أنه يدمر المعبد كله فوق رأسه ورؤوس الجميع المتغطرسون أو من يتصورون أن الشعب المصري «لازم يمشي بالجزمة»، عند هؤلاء ترتعش الأيادى، تصاب بالشلل.
الأزمة التي يعيشها اشهر قارئ لكتاب الله
ونتحول نحو الكتاب الساخرين والآخذ عددهم في التراجع بشكل لافت لأسباب من بينها حالة الخوف التي تعتري البعض من التعرض لبطش السلطة التي تقف بالمرصاد ضد من يقدم على السخرية من رموز النظام بينما تفتح الباب على مصراعيه لكل من يصب جام غضبه على الإسلاميين.
وفي صحف امس وعبر كلمات قلائل كتب الساخر محمد حلمي في جريدة «المصريون» معلقاً على الأزمة التي يعيشها اشهر قارئ لكتاب الله عز وجل الشيخ محمد جبريل، والذي تعرض لهجمة شديدة من قبل الكتاب المحسوبين على السلطة: مشهد بالغ الغرابة.. بعد أن أتم وكيل نيابة دولة زنجبار تحقيقه مع الداعية مامادو جابرييل لدعائه على الظالمين والإعلاميين المحرضين على الدماء.. دخل عليه العسكري المكلف بإدخال المتهمين وسأله: أجيب لك حد تاني ياباشا؟ قال وكيل النيابة: هات لي كل اللي قالوا آمين.
الرئيس المنتخب هل قتل في اجازة العيد؟
والبداية مع تلك المحاوف التي أعلن عنها احد رموز الاخوان واهتمت بها عدد من المواقع والصحف، حيث حذر الدكتور محمد جمال حشمت، القيادي بالإخوان، من تغيب الرئيس الأسبق مرسي عن محاكمته بالأمس لإصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.
وقال حشمت في تدوينة: الإعلان عن إصابة الدكتور مرسي بحالة هبوط حاد في الدورة الدموية.. وتابع حشمت بنبرة خوف: بعيدًا عن رأينا كأطباء: «يؤثر هبوط الدورة الدموية في القلب على الأوعية الدموية للـقلب مثل الأبهر (الشريان الأورطي) وغالبًا ما يكون مميتًا. ويشار إليه أحيانًا بهبوط الدورة الدموية «الحاد»).
وأضاف: «إن الهبوط العام هو الهبوط الذي يحدث على نطاقٍ واسع في أجزاء من الجسم، مثل صدمة عامة بعد فقدان كمية كبيرة من الدم وانهيار جميع أنظمة الدورة الدموية في الساقين. ويمكن إرجاع الهبوط المحدود لنقطة معينة، مثل الجلطة».
وأضاف: ولو حدث شيء من ذلك دونما تدخل من «دواعش» الداخلية أو تحويله لأكبر المستشفيات الموجودة لا نقول مماثلاً لرعاية المخلوع طوال فترة حبسه رغم الجرائم التي ارتكبها في حق مصر والمصريين، لكن الرئيس في قبضتهم وموته بأي طريقة في إطار التلفيق والتلاعب بالقانون أو خارجه لن يخلي مسؤوليتهم وتقصيرهم بل تآمرهم على أول رئيس مدني منتخب شرعي لمصر بحسب رأيه – جدير بالذكر أن الحديث عن قرب اعدام مرسي وعدد من رموز الاخوان ينتشر بقوة على السنة العديد من المراقبين وبينهم رموز من غير المنتمين للجماعة.
تفجيرات غزة حقيقة أم خيال؟
ونحلق خارج الحدود، حيث يهتم حمدي رزق في «المصري اليوم» بما شهده قطاع غزة مؤخراً: على الطريقة الإخوانية في التشكيك في كل عملية إرهابية، واتهام السلطات المصرية كذباً وزوراً بأنها وراء هذه التفجيرات، هل لنا أن نصدق بيان «تجمع أهالي المعتقلين والسلفيين في سجون حركة حماس»، بأن التفجيرات الخمسة التي لم يجرح فيها أحد، مجرد «مسرحية عبثية» لتعصف حماس وأجنحتها العسكرية بالقطاع، وتعتقل معارضيها من (فتح والسلفيين والتابعين)، وترسل إشارات وهمية إلى العاصمة المصرية أنها مثلها ضحية الإرهاب، وتغسل سمعتها مما لحق بها من دماء المصريين؟
ويتابع حمدي تبريره: لن نقول كما يقول الإخوان كذباً وبهتاناً، ولكن قلوبنا مع أهلينا في القطاع، الإرهاب هو الإرهاب، قاتل الله الإرهاب والإرهابيين، ولن نقول اللهم اضرب الحمساويين بالسلفيين، ولكن ننقل من البيان فقط ما يستحق التوقف والتبين، والعهدة على بيان الأهالي.
البيان الذي حمل عنوان «مؤامرة واضحة» يقول نصاً: «حملة اعتقالات شرسة تشنها سلطات حماس بحق (المجاهدين السلفيين) بعد ساعات من مسرحية التفجيرات المفتعلة، إن حماس مدعومة بعناصر من القسام أقدمت على اقتحام ومداهمة منازل واعتقال العديد من أبناء الجماعة السلفية من (الدعاة والمجاهدين)»!!
التفجيرات مؤامرة على حماس أم مسرحية حمساوية عبثية، حقيقية أم مفتعلة، لسنا طرفاً، ولكن على طريقة الإخوان، هل هذه التفجيرات متعمدة للتمهيد لأكبر حملة اعتقالات في القطاع، لا نملك دليلا، ولكن بيان الأهالي كاشف عن جرائم أخلاقية تم ارتكابها في حملة الاعتقالات والمداهمة التي تم توثيقها من جانب أهالي المعتقلين والسلفيين.
ويتساءل الكاتب: لماذا تصمت منظمات حقوق الإنسان عن تحقيق ما جاء بالبيان، لماذا خرست «هيومان رايتس ووتش» عن عمليات الخطف والاعتقال من داخل المستشفيات الى جهة مجهولة، لو حدث ما حدث من الداخلية المصرية لسلخوا الحكومة المصرية، وتعالت الصرخات المصنوعة، وصدرت البيانات المدفوعة، وتفاعلت الصفحات الإخوانية المسعورة.
السعوديه تعطي ظهرها لمصر
بعد أربع سنوات من مقاطعة سعودية لحماس، تأتي زيارة خالد مشعل لتقلب الموازين وتثير التساؤلات والمخاوف حول مستقبل التحالف المصري – السعودي – الإماراتي ضد جماعة الإخوان المسلمين واقرت «المصري اليوم» أن السعودية صاحبة الريادة في تحويل الصراع الإقليمي إلى صراع مذهبي، وهي التي جرّت المنطقة إلى حروب أهلية، فبدل من أن يشهر مواطنو كل دولة السلاح في وجه أعداء الوطن أصبحت المواجهات والقتال تتم بين أبناء الوطن الواحد تحت رايات مذهبية، وبدا الأمر وكأنه حرب بين شيعة وسنة وليست حرب مصالح بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية الفارسية.
تراجع الانتماء للوطن أمام الولاء للمذهب والملة، والاستخدام السياسي للإسلام استراتيجية كانت السعودية أول من رسمت ملامحها ونفذتها على أرض الواقع وكانت وسيلتها لتحقيق ذلك جماعات الإسلام السياسي السني من الخليج للمحيط التي مولتها، وكذلك الجماعات الجهادية التكفيرية التي انبثقت عنها، ولا يمكن أن ننسى دورها في تمويل الجماعة الإسلامية المسلحة (جيا) في الجزائر، والتي لم تكن أقل وحشية وعنفا من داعش بحسب الصحيفة التي ترى أن ارتباك السعودية وتغير بوصلتها له مبرره: دورها الإقليمي في خطر وحدودها مشتعلة، الحرب في اليمن تكلفها المليارات ودخلها النفطي يتناقص.
وفي هذه اللحظة التاريخية الفارقة، يبدو التعارض بين مصالحها ومصالح مصر أكثر وضوحا، سابقا في الملف السوري وأزمة ليبيا واليمن، والآن ملف «الإخوان المسلمين» وهو الأخطر والأهم بالنسبة لنا.
وتتوقع كاتبة المقال أن يختفي قريباً مصطلح «مسافة السكة» الذي أقره الرئيس السيسي وذلك بعد أن تباعدت السكك، وأصبح هناك: «سكة السلامة» و»سكة الندامة» و»سكة اللي يروح ميرجعش»، وعلى القيادة السياسية المصرية أن تضع مصالحها في المقام الأول، وأن تستمر في سياسة الانفتاح على مختلف القوى الدولية والإقليمية، وأن تجد حلولا لمشاكلها الداخلية بقرارات عادلة وحكيمة تؤدي للانفراج وتخفيف الاحتقان والاستقطاب المجتمعي، وفي المقام الأول عليها أن تثق في الشعب.. المتغطي بشعبه عمره ما يبات عريان.
«دواعش الكرة» لا يقلون خطراً عن الارهابيين
انتهى المولد الصاخب لقطبي الكرة المصرية بين الزمالك والأهلي، الزمالك يقترب من اللقب وخاب حظ منافسه، لكن مصر هي الخاسر الأكبر كما يرى شريف عابدين في «الاهرام» بسبب سوء أخلاق وانفلات مجموعات يعتد بها من شبابها أعماهم التعصب عن احترام أصعب ظرف سياسي واجتماعي تعبره بلاد في حالة حرب، وربما يسعفنا من عاشوا ظروف الجبهة الداخلية وقت حرب 73 ليلقنوا عصابات «الألتراس» معنى الانتماء للوطن والحفاظ على تماسك المجتمع في زمن السلم أو الحرب على السواء، وأن يقتصر الإنتماء لفريق الكرة على التشجيع المنضبط بلا مبالغة أو شطط. لكن كيف تتعلم تلك الشراذم سلوك حب الوطن وهي لم تجد أصلا من يلقنها في البيت مبادئ الأدب والإحترام للكبير وللأرض وللمجتمع ومؤسساته. ويتساءل الكاتب أين القوانين الرادعة – على أساس أن قانون الإرهاب لا يزال في علم الغيب – التي تمنع إتيان أيا كان بأي عمل يهفو على خاطره يهدد أمن المجتمع؟
منذ هبط علينا «دواعش الألتراس» عام 2007 تعكرت أجواء كرة القدم ولم تعد تمارس في أجواء احتفالية كما كانت، ونذكر حالة الانتشاء المجتمعي التي سادت مصر وقت البطولة الإفريقية عام 2006، ومنذ اعتراك الألتراس لدروب السياسة في «ثورة يناير» واختلاطهم بروث مؤامرات الإخوان و»حركة 6 أبريل» غابت البطولات الكروية إلا ما ندر، وأصبحت إقامة مباريات الكرة هما كبيرا على الأمن وعلى نفوس المشجعين الطبيعيين.
استفحال حالة الألتراس دليل جديد على أننا غير جادين في إعادة بناء الدولة على أساس سيادة القانون، كيف نترك تلك العصابات لتطل في الوقت الذي تريده وفي المكان الذي ترغبه لتروع الآمنين وأن تقصف «بشمروخ رخيص» قانون حل روابط الألتراس؟
قيادات الأندية تتحمل أيضا المسؤولية عن فتنة الكرة، حيث لهاثهم وراء صفقات اللاعبين بملايين الدولارات لإرضاء المتعصبين و»الشو الإعلامي» دون مراعاة انتكاسة اقتصادية يعيشها الوطن».
نتنياهو الخاسر الأعظم من الاتفاق النووي
ونعود للتحليق خارج الحدود وهذه المرة لإيران، حيث يأخذنا مكرم محمد أحمد في «الوطن» لتأمل ما أسفر عنه الاتفاق بين طهران وواشنطن: ربما يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو أكبر الخاسرين من اتفاق التسوية السلمية للملف النووي الإيراني، الذي وصفه بأنه خطأ استراتيجي لا يغتفر، لأن أمريكا والعالم الحر استسلموا لضغوط إيران، كما استسلم رئيس الوزراء البريطاني تشمبرلن للنازي الألماني وشجع هتلر على أن يشن حربه على العالم، بينما يصف نتالي بينت، وزير التعليم الإسرائيلي وحليف نتنياهو في الحكم، يوم الاتفاق بأنه الأسوأ في تاريخ العالم لأنه في هذا اليوم ولدت قوة نووية كبرى شريرة.. وأظن أن خسارة الصقور الإسرائيليين وفي مقدمتهم نتنياهو ضخمة وكبيرة، لأن نتنياهو شن حملة شعواء على الاتفاق بدعوى أنه يهدد أمن إسرائيل وأمن الولايات المتحدة وأمن العالم أجمع، وهرع إلى الكونغرس الأمريكي ليلقي في اجتماع مشترك لمجلسيه خطاباً عاصفاً هدد فيه بأن يخوض وحده حرباً على إيران لتدمير بنيتها وكافة مؤسساتها النووية، وفرض شروط مستحيلة للموافقة على أي تسوية سلمية مع إيران، في مقدمتها التخلص من كل مخزونها النووي المخصب (10 ملايين طن) وتدمير كل أجهزة الطرد المركزي (19 ألف جهاز)، ومنعها من تخصيب جرام واحد من اليورانيوم، وتدمير كل مؤسساتها ومعاملها النووية، لكن شيئاً من هذه المطالب لم يتحقق بحسب الكاتب في الاتفاق الذي أنجزه أوباما، وتدعمه دول أوروبا وفي مقدمتها ألمانيا وإنكلترا وفرنسا إضافة إلى روسيا والصين. وحظي بموافقة مجلس الأمن في اجتماع خاص، ما يعني رفع العقوبات المالية والبترولية عن إيران، ويعزز شرعية اعتراف المجتمع الدولي باتفاق التسوية السلمية.
«لسه الاماني ممكنه»
ونحن نبحث عن نقطة أمل عثرنا عمن على أحد المتفائلين.. السعيد الخميسي في الشعب: الأمل في مستقبل أفضل لبلادي لم يفارق عقلي ولا قلبي لحظة واحدة. ستنهض بلادي من كبوتها كما ينهض الحصان العربي الأصيل إذا تعثرت قدماه ووقع في حفرة عميقة، لكنه سرعان ما يستجمع قواه ويقف سريعا على قدمين ثابتتين ثم ينهض مسرعا إلى طريقه الذي حدده من قبل.
ستنهض بلادي وسيكون لها ذكر وشأن وقيمة بين الأمم، ستنهض بلادي وستشرق في سمائها شمس الحرية والديمقراطية لتصل إلى كل شبر على أرضها.
ستنهض بلادي من كبوتها وستكون سيرتها أثر تقتدي به الأمم الناهضة والشعوب المتعثرة، لأن وطني يجب أن يكون هكذا. ستنهض مصر رغم كيد الكائدين وتربص المتربصين وتآمر المتآمرين عليها في الداخل والخارج، الذين يريدون لها أن تكون نهبا للناهبين ومرتعا للفاسدين وتربة خصبة لطابور المتسلقين.
ويؤكد الخميسي أنه لن يتحكم في مصر إعلام فاسد، مثل هؤلاء الذين أصابتهم الهلوسة العقلية فراحوا يصرخون «القانون هو الرصاص»، لأن مثل هؤلاء لا يرقبون في مصري إلا ولا ذمة، مثل هؤلاء يسكبون الزيت على النار ويشعلون الوطن بتحريضهم على القتل المباشر خارج دائرة القانون.
هم يريدون لمصر أن تكون غابة استوائية يأكل القوي فيها الضعيف ويلتهم فيها الغني الفقير ويستبد فيها الحاكم بالمحكوم.
ستنهض مصر لتقول لمثل هؤلاء من فضلكم نفذ رصيدكم ولم يعد لأمثالكم موضع قدم في صدارة المشهد. لأن العقلاء وأصحاب الصوت الهادئ الرزين الذين يقدرون ويقدمون المصلحة العليا للوطن يجب أن يتصدروا المشهد ليقودوا سفينة الوطن إلى شاطئ النجاة وبر الأمان.
للعدالة وطن آخر
لكن على الرغم من تفاؤل السعيد الخميسي هناك متشائم آخر بالقرب منه في الشعب محمد الشبرواي لا يرى فرجاً قريباً: «عامان مضيا منذ الانقضاض على حلم المصريين بالحرية والإطاحة بأول تجربةٍ ديمقراطيةٍ عرفها المصريون وما زالت سجلات التاريخ تزداد ثقلا يوما بعد يوم لتنوء بحمل صفحات لأحداث ملتهبة ووقائع سوداء جعلت مصر بين شقي رحى عدل غائب وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، حتى أصبحت مقبرة للعدل والديمقراطية وكرامة الأنسان.
ما زالت مصر تعاني منذ أن ورث العسكرعرشها في الثالث والعشرين من يوليو/ تموز 1952. وبعد تأسيس عبدالناصر لديكتاتورية الحاكم الفرد والدولة البوليسية عاش المصريون فصولا من الظلم والقمعية والاستبداد أٌهدِرَ خلالها حريتهم وحقوقهم الأساسية وغُيّبَ في السجون والمعتقلات كل صاحب رأي، وتصادم النظام مع هوية المجتمع الإسلامية ونكل بدعاتها فكانت المعتقلات والسجون مقابر رسمية قضى فيها الكثيرون نحبهم على يد زبانية التعذيب في هذا العهد وسجل التاريخ صفحاتٍ حالكة السواد فيما يخص العدالة والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وكانت هزيمة الإنسان المصري والشخصية المصرية على أصعدة ومستويات مختلفة نتيجة طبيعية انعكست أجلى صورها في نكسة الخامس من يونيو/ حزيران 1967 التي ما زالت مصر والأمة العربية تتجرع آثارها حتى الوقت الراهن.
غير أن هذه الانتهاكات على الأصعدة المختلفة لم تتوقف عند حدود فترة جمهورية العسكر الأولى بحسب الكاتب بل صارت ميراث نظام ومنهجية سلطة وممارسات طبيعية لمؤسسات سيادية وسلوكيات مبررة لتابعيها تتصاعد أوتهبط من فترة إلى أخرى مرورا بعهد السادات ثم لتصعد بقوة في عهد مبارك، وأخيراً تلامس أعلى مستوياتها.
لا زعيم بعد عبد الناصر
وكأني أشعر به يلقن انصار السيسي درساً كي لا يستمر بعضهم في التطاول على «زعيم يوليو» ها هو عبد الفتاح عبد المنعم في «اليوم السابع» يشدد على أنه لاثورة بعد ثورة يوليو/تموز التي احتفلت بذكراها مصر امس: وأمس الاول، تحتفل مصر والأمة العربية بالثورة الوحيدة التي نجحت في استقلال مصر، وأعاد كرامتها وتحقيق ثالوث العيش والحرية والكرامة الإنسانية دون ضجيج أو ائتلافات «ثورية»، والكلام الفاضي الذي شاهدناه عقب مظاهرتي 25 يناير/كانون الثاني 2011 و30 يونيو/حزيران 2013 وهي المظاهرات التي أطاحت بنظامي مبار ومرسي، ولكن كان نتاج هذه الإطاحة هو تدهور في كل الأحوال المصرية أخلاقيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا على عكس ثورة يوليو/تموز العظيمة، والتي كانت نتائجها على المواطن المصري أفضل 100 مرة، مما حققته مظاهرات 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران، لهذا فإنني مؤمن إيمانا كاملا بأنه لا ثورة بعد يوليو/تموز ولا زعيم بعد عبدالناصر، وهو العنوان الذي وضعته في احتفال مصر بالعيد 62 لثورة يوليو/تموز 52، وهو العنوان نفسه، الذي أكرره اليوم بمناسبة مرور الذكرى رقم 63 والتي نحتفل بها الان، وهو الاحتفال الذي أعشقه سنويا باعتبار ما جرى يوم 23 يوليو/تموز 1952 هو الذي غير خرائط مصر ورفعنا من دولة محتلة إلى دولة كان يمكن أن تكون قوة عظمى، وهو ما جعل إسرائيل وأمريكا تتحالف ضد مصر في 5 يونيو/حزيران 1967، وهي النكسة التي تسببت في فرملة تقدم مصر، وأعتقد أنه لولا هزيمة مصر في هذا اليوم الأسود لحقق عبدالناصر تقدما كان من الممكن أن يحول تاريخ مصر وجعلها ضمن الدول المتقدمة، ولكن لا يوجد لو في التاريخ، ولكن توجد حقيقة وحيدة هي أنه لا ثورة بعد يوليو ولا زعيم بعد عبدالناصر.
10 مليارات دولار مقابل الإفراج عن مبارك
ومن اهتمامات صحف الأمس تلك الوثيقة التي سربها موقع «ويكيليكس» وكشفت عن أن اللواء مراد موافي، مدير المخابرات العامة الأسبق، كان مهندس صفقة، تقضي بإطلاق سراح الرئيس المخلوع حسني مبارك، قبل الحكم عليه في قضية قتل المتظاهرين، مقابل 10 مليارات دولار تدفعها دول الخليج.
وقالت الوثيقة، التي نشرها موقع «مدى مصر» إن المخابرات العامة المصرية سعت في صيف عام 2012 إلى إقناع الإخوان المسلمين بقبول صفقة تقضي بإطلاق سراح مبارك.
ووفق الوثيقة الجديدة، فإن «موافي» تقدم بهذا العرض لـ»خيرت الشاطر»، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، وأن الأخير قبلها، بحسب الوثيقة. وأضافت الوثيقة أن «موافي» خاطب دولا خليجية، مؤكدا لها أن هذه الفكرة لافت قبول «الشاطر» وأنها ستلقى قبول الشارع المصري وأسر الشهداء ومصابي الثورة، خاصة إذا تم الإعلان عن تخصيص مبلغ مليار دولار من هذا المبلغ لهم، وأن هذا الأمر لو تم فسيتم تسويقه من الإخوان المسلمين أنفسهم.
طلب «موافي» من دول الخليج التقدم بعرض لاستضافة «مبارك» مراعاة لظروفه الصحية، ومفاتحة الإخوان في بنود العرض، بحسب الوثيقة. ولم يتسن لـ»المصريون» التأكد من مصداقية الوثيقة المسربة، كما لم يصدر حتى الآن أي نفي من الحكومة المصرية بشأن ما ورد في وثيقة «ويكيليكس».
الله يدافع عن الذين آمنوا
ونتحول لجريدة «الشروق» المستقلة والتي يكشف خلالها الكاتب فهمي هويدي عن نوعية في الاعلام المكتوب والمقروء تتناسل كالجراد لا هم لأفرادها سوى النهش في اعراض خصوم النظام: «ضيق الصدور في مصر يزداد حينا بعد حين في مختلف شرائح المجتمع، حتى أصبح الرأي المخالف لعنة تطارد صاحبه وتفتح عليه أبواب الجحيم.
وإذا كنت قد ذكرت قبل قليل أن المغايرة صارت نوعا من المغامرة التي لا تؤمن عواقبها و يمكنها ان تتحول إلى عملية انتحارية أو استشهادية تنهي حياة صاحبها في المجال العام وتعرضه إلى ما لا يخطر على البال من اتهامات تبدأ بالاخونة وتنتهي بالخيانة.
ومن المفارقات ان الذين يستنكرون ممارسات «داعش» بما فيها من فظاظة وهمجية تصيب المغامرين من الشيعة والمسيحيين والإيزيديين، هؤلاء أنفسهم يسيرون على الدرب ذاته بدعواتهم إلى اقصاء الآخر وإبادته والتنكيل به. وإذا كانوا يشددون حملتهم على التكفير الديني فإنهم لا يترددون في الترويج للتكفير السياسي.
ويرى الكاتب أن الأجواء المحيطة بنا التي ذكرت شكلت عاملا ضاغطا ضيق كثيرا من فضاءات الحوار وانعش بنفس القدر بضاعة الردح بما تسوقه من أساليب ومفردات.
وهو ما أشاع درجة ملحوظة من التدهور في لغة الخطاب المتداولة على ألسنة بعض العوام الذين قد نعذرهم لانهم يرددون ما تسوقه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة بعدما تحول أغلبها إلى مدارس تروج للسوقية والابتذال في المسلسلات والبرامج الحوارية.
وتلك حقيقة لا تخطئها عين الباحث الذي يلاحظ أن بين الصفوف الأولى من الإعلاميين أناس لم يحتلوا مواقعهم إلا بعدما اثبتوا قدرة عالية على الردح والإسفاف.ولأن هويدي ليس له في الردح باع فلم يكن لديه ما يقوله سوى هذه «الفضفضة» التي أراد أن يبثها إلى القارئ، يقول الكاتب: افوض أمرى إلى الله. ومطمئنا إلى أنه ــ سبحانه ــ وعدنا في كتابه بأنه يدافع عن الذين آمنوا.
العدالة الناجزة ليس معناها إعدام الأبرياء
تعالت الأصوات المطالبة بالعدالة الناجزة التي يمكن أن تقود إلى الإعدام أو السجن لسنوات لا يعلم عددها إلا الله للمتهمين بارتكاب واحد من أنشطة عديدة يعتبرها مشروع قانون «تشجيع الإرهاب» المروج له إعلاميا باسم قانون «مكافحة الإرهاب» أنشطة إرهابية. بالطبع كما يشير اشرف البربري في «الشروق»: لا أحد يجادل في ضرورة التصدي لخطر الإرهاب الذي يهدد مصر بكل السبل المشروعة بما في ذلك القانون وتعديلاته والأمن وأدواته. بل إنه لا يجادل أحد في ضرورة تحقيق العدالة الناجزة لكل المتهمين لكن ليس انطلاقا من النغمة السائدة حتى بين بعض ممن ينتسبون إلى السلطة القضائية وهي أن المتهم بالإرهاب مدان حتى تثبت براءته.
والمأساة التي يشير إليها الكاتب أن الكثيرين ممن يتحدثون عن «العدالة الناجزة» يقصدون فقط سرعة إنزال العقاب الأشد بالمتهمين في العمليات التي يعتبرها مشروع القانون، سيئ السمعة، إرهابية لأنه ببساطة يقدم تعريفا بالغ الاتساع للعمل الإرهابي يبدأ من الاغتيال والتفجير وينتهي بالتجمع أمام أي منشأة عامة احتجاجا على أي مظلمة.
ويؤكد البربري ان العدالة الناجزة ليست فقط في إنزال العقاب على المتهم ولا حتى على المذنب، وإنما أيضا رفع الظلم عن المظلوم سواء كان هذا الظلم ممثلا في قانون مشكوك في دستوريته أودى بالعشرات خلف أسوار السجون، أو في حبس احتياطي يمتد لفترة قد تتجاوز فترة العقوبة المحتملة في حالة الإدانة.
إن ارتفاع الأصوات المطالبة بالعدالة الناجزة حتى لو كانت على حساب ضمانات المحاكمة العادلة، يقتضي منا مطالبة القضاة الأجلاء في المحكمة الدستورية بسرعة الفصل في القوانين المطعون في دستوريتها التي تم بمقتضاها سجن المئات وخاصة قانوني التظاهر وقانون «المحاكمات العسكرية» المعروف تمويها باسم قانون حماية المنشآت العامة الذي وضع الشعب كله رهن القضاء العسكري.
حسام عبد البصير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]