[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] Posted: 26 Jul 2015 02:07 PM PDT[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size]
إسطنبول ـ «القدس العربي»: بدون مقدمات أو استعدادات مسبقة وجدت تركيا نفسها في حالة أشبه بـ»الحرب المفتوحة» على ثلاث جبهات متمثلة في تنظيم «الدولة» ومسلحي حزب العمال الكردستاني، ومسلحي بعض الجماعات اليسارية المسلحة، وذلك في ظل حالة من الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد منذ الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من حزيران/يونيو الماضي.
فبعد سنوات من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على مناطق واسعة من الحدود السورية التركية وما رافق ذلك من تهديدات أمنية وانتقادات دولية واسعة، وجدت أنقرة نفسها أمام استحقاق لا بد منه وهو الالتحاق في ركب التحالف الدولي ضد «داعش» وفتح قواعدها الجوية لضرب مواقع التنظيم بعد رفض استمر لأشهر طويلة بسبب الرفض الأمريكي للشروط التركية المتمثلة في اقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية وتوسيع العمليات لتشمل النظام السوري وعدم اقتصارها على التنظيم.
أنقرة حركت طائراتها الحربية لضرب مواقع لـ»داعش» داخل الأراضي السورية، لأول مرة، بعد ساعات من هجوم نفذه التنظيم على نقطة حدودية للجيش التركي أدى لمقتل جندي وإصابة آخرين، ليعلن رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال أحمد داود أوغلو أن الغارات هي جزء من عملية أوسع بدأتها تركيا ضد التنظيم، وتبعها تصريح للرئيس رجب أردوغان قال فيه إن بلاده اقدمت على «خطوة أولى» في هذا الاتجاه.
ولا يعرف إن كانت واشنطن قد وافقت على المطالب التركية في سوريا، كما أن تصريح أحد مستشاري داود أوغلو الذي قال فيه إن «المناطق التي سيتم طرد داعش منها ستكون بمثابة مناطق آمنة» لم يكن كافياً لتوضيح الموقف، لكنه أرسل إشارات إلى أن العملية التركية ستتواصل وستتوسع ضد تنظيم الدولة في سوريا خلال الفترة المقبلة.
الغارات الجوية ضد «داعش» ترافقت مع غارات جوية وقصف مدفعي مكثف ضد مواقع لمسلحي حزب العمال الكردستاني، أيضاً لأول مرة من سنوات، بعدما نفذ مسلحي «بي كا كا» سلسلة عمليات أدت إلى مقتل وجرح عدد من رجال الأمن والشرطة التركية على أثر التفجير الانتحاري الذي استهدف نشطاء أكراد في مدينة سوروتش في ولاية شانلي أورفا جنوب تركيا وادى إلى مقتل 32 وإصابة 100 آخرين.
هذه الغارات تبعها إعلان مباشر من قبل «العمال الكردستاني» بإنهاء الهدنة التي تم التوافق عليها قبل قرابة العامين مع الحكومة التركية في إطار ما يعرف بـ»عملية السلام الداخلي» والتي كانت تهدف لوضع حد لعقود من الحرب بين الحكومة التركية والمسلحين الأكراد، لكن التطورات السياسية والميدانية التي شهدتها البلاد عقب الانتخابات الأخيرة وأنهت الهدنة، يبدو أنها ستنهي أيضاً أو أنها ستجمد «عملية السلام» لسنوات عدة ـ بالحد الأدنى- وستدخل البلاد في جولة جديدة من العنف.
وفي آخر هجماته فجر مسلحو «العمال الكردستاني» فجر الأحد سيارة مفخخة بإحدى سيارات الجيش التركي مما ادى إلى مقتل 2 وإصابة آخرين، ضمن سلسلة عمليات إطلاق نار ومهاجمة نقاط للجيش الشرطة وحرق آليات وممتلكات تابعة للدولة، بالإضافة إلى عمليات خطف وتخريب تشهدها مناطق الجنوبي الشرقي من البلاد ومدينة إسطنبول منذ أيام.
وعلى جبهة ثالثة، تخوض أجهزة الامن التركية حملة واسعة ضد مسلحي بعض التنظيمات اليسارية المسلحة داخل المحافظات التركية، اعتقلت خلالها العشرات، حيث فجرت إحدى عناصر التنظيم نفسها خلال محاولة قوات الامن اعتقالها في مدينة إسطنبول، قبل يومين.
هذه التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة، لم تكن بمعزل عن التطورات السياسية الداخلية التي تشهدها البلاد منذ الانتخابات التي افرزت حالة من الفراغ السياسي، حيث رسمت نتائجها خريطة سياسية جديدة للبلاد انتهت بموجبها الأغلبية البرلمانية التي تمتع بها حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد منذ سنوات، ولم تتوافق حتى اليوم الأحزاب المتمثلة في البرلمان على تشكيل حكومة ائتلافية، في حين يجمع المحللون على أن تركيا ذاهبة نحو انتخابات برلمانية جديدة قد تنهي حالة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد.
نتائج الانتخابات السابقة واحتمال إجراء انتخابات مبكرة، دفعت جميع الأحزاب لإعادة النظر في سياستها ومحاولة استغلال الأحداث الداخلية والخارجية واستثماراها لصالحها، فالعدالة والتنمية الذي اتهم بتهاونه في محاربة تنظيم الدولة طوال سنوات حكمه السابقة يبدو اليوم أكثر حزماً اتجها التنظيم.
مدينة إسطنبول و13 محافظة أخرى شهدت عملية أمنية غير مسبوقة شارك فيها عشرات الالاف من رجال الأمن وقوات مكافحة الإرهاب استهدفت جميع المشتبهين بانتمائهم إلى تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني والتنظيمات اليسارية المسحلة، أسفرت عن اعتقال المئات منهم في يومها الأول، وما زالت مستمرة في اعتقال المزيد.
في حين حاول حزب الشعوب الديمقراطي الذي أدخل الأكراد للبرلمان لأول مرة في تاريخهم كحزب سياسي استغلال التفجير الأخير في سوروج في تعزيز الخوف لدى الاكراد واتهام «العدالة والتنمية» بالتساهل في حماية الاكراد، ووصل الأمر لزعيم الحزب صلاح الدين ديمرطاش إلى دعوة الأكراد لحماية أنفسهم بأنفسهم في دعوة وصفت بأنها «تحرض واضح على حمل السلاح».
وتظهر الحملات الامنية الواسعة التي شنها الامن التركي في الداخل مدى خشية الحكومة التركية من تنفيذ هذه التنظيمات لعمليات واسعة لا سيما تنظيم «الدولة» الذي يبدو أنه قادر على تحريك العديد من الخلايا له في الداخل التركي وإدخال السلاح والمتفجرات من الحدود التي تمتد على طول 900 كيلو متر مع سوريا والتي يسيطر التنظيم على جزء واسع منها، وهو التهديد الذي دفع أنقرة أيضاً للإعلان عن مخطط أمني متكامل لبناء منطقة أمنية على طول الحدود مجعومة بأنظمة مراقبة حدودية وجدار عازل وأسلاك شائكة.
ولا يعرف حتى الآمن إلى أي مدى ستؤثر التطورات الأخيرة على مساعي داود أوغلو لتشكيل حكومة ائتلافية، ففي الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن الأحداث الاخيرة ستزيد الأمور تعقيداً وستدفع البلاد لحالة من الفوضى السياسية، يرى آخرون أن انهيار الهدنة مع الاكراد ربما تسهل المفاوضات بين «العدالة والتنمية» وحزب الحركة القومية الذي كان يشترط إنهاء عملية السلام ـ بالإضافة إلى شروط أخرى» للانضمام إلى حكومة ائتلافية.
إسماعيل جمال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] Posted: 26 Jul 2015 02:06 PM PDT[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size]
لندن ـ «القدس العربي»: يعتبر شهر تموز/يوليو هذا العام شهرا مهما للرئيس السوري بشار الأسد، فرغم هزائم جيشه، أو ما تبقى منه، على أكثر من ساحة وتراجع المناطق التي تسيطر عليها في حكومته كان هناك ما يفرحه.
فقد توصلت الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى لاتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية في إيران يحد من نشاطاتها النووية، مقابل رفع للعقوبات المفروضة عليها. وفرح الأسد أكثر عندما انجرت تركيا أخيرا لدوامة الحرب الأهلية في سوريا ودخلت في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد في سوريا الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شرق وشمال- شرق البلاد. ويهدد التدخل التركي الذي جاء على خلفية التفجير الذي قتل 34 شخصا في بلدة جنوبية بتركيا الأسبوع الماضي بتعقيد مهمة واشنطن لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والمحادثات التي تجريها تركيا مع أكراد تركيا لتأمين وقف إطلاق النار ووقف حرب العصابات التي يخوضها حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) منذ ثلاثة عقود على الدولة التركية.
ففي يوم الخميس أعلنت الحكومة التركية عن سماحها لطائرات التحالف الذي تقوده أمريكا ضد التنظيم استخدام قواعدها الجوية في إنجريليك وديار بكر، وهو تطور رحبت فيه الولايات المتحدة التي تطالب أنقرة بموقف حاسم تجاه الجهاديين الذين استخدموا أراضي تركيا وحدودها الطويلة مع سوريا لتهريب المقاتلين والأسلحة والبضائع. وفي يوم الجمعة ضربت طائرات أف-16 مواقع لتنظيم الدولة داخل سوريا. وشن يوم السبت المقاتلات التركية غارات على مواقع لحزب العمال بجبل قنديل شمال العراق الذي يتحصن فيه مقاتلو حزب العمال. وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن الغارات الجوية هي جزء من استراتيجية واسـعة وهو ما دعا الصحافة التركية تفسير تصريحاته بأنها محـاولة لإنـشاء «منطـقة حظر جـوي» في شمـال سـوري.
معا ضد «الدولة»
وترى مجلة «ذا أتلانتك» في مقال كتبه مات تشيافينزا أن المشاركة التركية تضع ضمنيا الأسد والرئيس التركي طيب رجب أردوغان في الصف نفسه ضد تنظيم الدولة. وهي مفارقة لأن جهود وسياسة أردوغان المعلنة ظلت منصبة على دعم جهود الإطاحة بنظام الأسد في دمشق. ولتحقيق هذا الغرض وفرت المساعدة لجماعات المعارضة السورية. لكن سيطرة تنظيم الدولة على الموصل في حزيران/يونيو 2014 غيرت أولويات المتحدة بالكامل من تغيير النظام في سوريا إلى التخلص من التهديد الجهادي.
ورغم دعم أنقرة للجهود هذه إلا أنها ربطت مشاركتها في الحملة وبالضرورة فتح قواعدها الجوية لطائرات التحالف بتوجيه الجهود ضد الأسد في نفس الوقت. فقد ربطت أنقرة صعود التنظيم بسياسات الأسد الوحشية ولهذا فالتخلص من الديكتاتور يسبق القضاء على تنظيم الدولة. ويربط المقال تدخل تركيا بالتقدم الذي حققه مقاتلو الحشد الشعبي التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تراه أنقرة فرعا لحزب العمال.
فتركيا لن تسمح أو تتسامح مع نشوء كيان كردي قرب حدودها. ويرى تشيافينزا أن تفجير بلدة سروج كان عاملا من عوامل دفعت القيادة التركية لتغير موقفها. فالحرب الوحشية التي شنها التنظيم على سكان المناطق التي احتلها أدت لوصول مليوني لاجئ إلى تركيا، وهو ما زاد أعباء البلد. ويرى الكاتب أن دخول تركيا الحرب ضد تنظيم الدولة يعني أن أنقرة لم تعد مهتمة في الوقت الحالي بالأسد والتخلص منه. ويعد هذا تطورا إيجابيا لصالح الرئيس السوري المعزول ويأتي بعد اتفاق فيينا الذي سيخفف الضعط عن حليفته إيران.
كل هذا لا يعني قدرة النظام على استعادة المناطق التي خسرها منذ بداية الحرب الأهلية وفي الأشهر الأخيرة تحديدا، سواء في الشمال أو جنوب البلاد. لكن النظام أظهر نوعا من الثقة من خلال العفو العام الذي أصدره الأسد عن المجندين الهاربين من الخدمة العسكرية.
ويعتقد الكاتب أن التغير في المزاج التركي لا يعني نهاية للأزمة السورية، بل تأكيد للأمر الواقع: حكومة ضعيفة لا تسيطر على كامل البلاد، ولديها بعض الأوراق للتفاوض. ويتزامن تفاؤل الأسد مع جهود غربية للقيام بعمل عسكري في سوريا.
ثمن التأخر
ويرى جيمس روبن، المساعد لوزير الخارجية الامريكي سابقا بمقال له في صحيفة «صنداي تايمز» أن تأخر الغرب للتدخل من بداية الأزمة السورية عام 2011 كان وراء مقتل أكثر من 300.000 سوري، لكن خسارة النظام مواقع وقاعدة للدعم له زاد من آمال قرب التخلص منه فقد ذكرت تقارير أن الأقلية الدرزية في سوريا البالغ عددها 800.000 نسمة تخلت عن الأسد ودعمه وبدأ أفرادها حملة لرفض تجنيد أبنائها بالجيش. ويرى روبن أن الجهود الغربية لا تهدف حتى هذا الوقت للقضاء على الأسد بل من أجل توسيع الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الذي يسيطر على ثلثي سوريا.
وعليه يواجه التنظيم ضغوطا من كل جانب، فحكومة ديفيد كاميرون في لندن تبحث عن خطط لتوسيع مشاركتها لتشمل سوريا إضافة للقرار التركي. وكل هذا يشير أنه طالما ظل التنظيم آمنا في مناطقه السورية فلن يتم القضاء على تهديده في العراق، مهما كانت الوسائل المستخدمة. ويرى روربن أن القرار البريطاني يظل رهنا للنقاش السياسي الداخلي خاصة بعدما رفض البرلمان عام 2013 مشاركة بريطانيا في حرب ضد نظام الأسد، عندما استخدام السلاح الكيماوي. لكن النقاش يتغير نظرا للدور الذي يلعبه مايكل فالون وزير الدفاع والأزمة التي يعيشها حزب العمال الذي عارض المشاركة.
تخيل
وبعيدا عن هذا يعتقد أن المشاركة التركية تعتبر عاملا حاسما نظرا للموقف التركي من النظام السوري الذي لم يلق دعما من الغرب. ويقول «تخيل لو عملت واشنطن مع تركيا لدعم آلاف المقاتلين السوريين ولو قام الناتو بإنشاء منطقة للحظر الجوي وتم نشر القوات التركية على الأرض لإنشاء منطقة آمنة لكان مصير الحرب مختلفا». ويضيف أن تدخلا عسكريا لو حدث على قاعدة محدودة قبل سنوات لكان بديلا عن الدمار والقتل الذي عاشته سوريا كل السنوات الماضية. ولربما أعطى فرصة لتولي المعارضة غير المتشددة السلطة ولعانى جيش الأسد من هروب جماعي لجنوده.
ويعتقد روبن أن تردد الغرب كان وراء استمرار الحرب، فبالإضافة للأسد برز عامل جديد في المعادلة وهو تنظيم الدولة الذي أصبح جزءا من المشكلة. ولهذا يرى أن ثمن التردد وعدم فعل أي شيء يعني حربا طويلة كان يمكن أن تتوقف بثمن أقل مما دفعه السوريون والعالم معهم.
تعقيد
وبالمحصلة فالصورة الآن تبدو أكثر تعقيدا بدخول تركيا الحرب. فضرب أنقرة لتنظيم الدولة ولحزب العمال الكردستاني يؤكد موقفها من الطرفين باعتبارهما «إرهابيين» لكن ثمن التدخل ضد داعش هو تخلي الحكومة التركية عن محادثات عامين مع قادة حزب العمال. وترى صحيفة «واشنطن بوست» أن استهداف تركيا لـ»بي كي كي» سيعقد من جهود واشنطن لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية. وهذا نابع من الدور الذي يلعبه أكراد سوريا ممن يوالون حزب العمال في مواجهة الجهاديين. فالولايات المتحدة، مثل سوريا تتعامل مع «بي كي كي» كمنظمة إرهابية، لكنها لم تسحب هذا الوصف على مقاتلي الحماية الشعبية. ومن هنا كان تعليق الخارجية الأمريكية على الغارات التركية ضد مقاتلي «بي كي كي» بأنها ليست مرتبطة بالتفاهمات مع أنقرة حول استخدم القواعد العسكرية. وكتب بريت ماكغرك أحد مسؤولي الخارجية الأمريكية تغريدة «نشجب بشدة هجمات «بي كي كي» الإرهابية ونحترم حق حليفتنا تركيا بالدفاع عن النفس».
ولكن رغبة الولايات المتحدة بالحصول على دعم تركيا ضد تنظيم الدولة ستمنعها كما تقول من الاعتراض على ضرب حزب العمال الكردستاني، كما يقول سونير تشاغباتاي من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى. وعلق قائلا «لقد سحبت تركيا البساط من تحت أقدام الأكراد». فلدى الحكومة التركية بطاقة بيضاء لمواجهة الأكراد لأنها تقاتل الإرهاب. ويرى باتريك كوكبيرن، الصحافي في «إندبندنت» والناقد للسياسات التركية في سوريا ان التحول في الموقف التركي ليس مرتبطا بقتال تنظيم الدولة، ولكن بالمسألة التركية. وساق كوكبيرن ما زعم عن دعم أنقرة للمتشددين وسماحها لنقل الأسلحة وتدفق المتطوعين، وينقل ما قاله مسؤول إن تركيا تحولت «إلى الدفاع النشط من حالة الدفاع السلمي» حيث اعتقلت مئات من المشبته بعلاقتهم بتنظيم الدولة إلى جانب ناشطين أكراد.
ويربط هنا التغير من الموقف المتردد إلى النشط من بالمسألة الكردية في سوريا حيث استطاع مقاتلو الحماية الشعبية ربط الجيوب الكردية التي يعيش فيها 2.2 مليون كردي ببعضها البعض بعد خروج تنظيم الدولة من عين العرب/كوباني وتل أبيض. وهو ما يعني سيطرة الأكراد على 250 ميلا أو نصف الحدود التركية مع سوريا. ويرى كوكبيرن ان تردد تركيا في المساهمة الفاعلة ضد تنظيم الدولة كان وراء صعود قوات الحماية الشعبية التي أصبحت حليفا موثوقا للأمريكيين على الأرض.
مع أن أردوغان يعرف كيف أدى رفض البرلمان التركي عام 2003 السماح للقوات الأمريكية استخدام الأراضي التركي لغزو العراق، وهو ما فعله الأكراد حيث حصلوا على درجة من الحكم الذاتي. ويتساءل كوكبيرن عن أثر التدخل التركي في سوريا على العلاقة مع الجماعات المقاتلة الأخرى مثل جبهة النصرة – الموالي للقاعدة والتي حققت إنجازات في منطقة إدلب. فهل سيؤدي إلى حرف ميزان الحرب؟ ويشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية استطاع تحمل الضربات الجوية التي بدأت في آب/أغسطس، ولم يمنعه هذا من التوسع في الرمادي وتدمر. وهناك إمكانية لتوسيع التنظيم حملة التفجيرات الانتحارية في داخل تركيا والقيام بعمليات قتل ضد الأتراك والسياح الأجانب. وفي الوقت الذي تعتبر نسبة 80% تنظيم الدولة منظمة إرهابية إلا أنه يتمتع بجيوب دعم ولديه خلايا نائمة مثل منفذ هجوم سروج، وهو ما سيزيد المخاطر في المنطقة، كما كتبت صحيفة «إندبندنت» في افتتاحيتها ليوم السبت.
التجارة غير المشروعة
من الزوايا التي ركزت عليها صحيفة «أوبزيرفر» تتعلق بحركة التجارة بين مناطق تنظيم الدولة وتجار التهريب في تركيا. ويقول مارتن شولوف إن مقتل أحد قادة التنظيم على يد القوات الخاصة في أيار (مايو) هذا العام بمدينة دير الزور كشف عن إسم قيادي لم يكن معروفا لدى الكثيرين: أبو سياف الذي قالت الولايات المتحدة إنه مسؤول عن مالية ونفط التنظيم.
ولكنه كان، كما يقول شولوف، معروفا لدى التجار الأتراك، فهذا المقاتل التونسي كان مسؤولا من منتصف عام 2013 عن بيع النفط السوري المهرب للسوق السوداء في تركيا. وكان ريع التجارة هذه يصل يوميا إلى ما بين 1-4 ملايين دولار أمريكي، وهو ما أدى لتحول منظمة صغيرة بطموحات محدودة إلى قوة ضخمة. فرغم الهجمات الجوية على مواقعه في سوريا والعراق لا يزال التنظيم يحافظ على قوته ويواصل حضوره على الحدود اللبنانية مع سوريا، وله تأثير واضح يمتد من غرب أفريقيا إلى جنوب آسيا. ويقترح شولوف في تقريره عن موقف تركيا الجديد نوعا من علاقة نشأت بين مسؤولين أتراك ومسؤولين من تنظيم الدولة. ويرى أن مقتل أبو سياف أدى إلى حصول الأمريكيين على معلومات عن هذه العلاقة.
وينقل عن مسؤول غربي بارز مطلع على المعلومات التي جمعت عن المسؤول القتيل إن العلاقة «لا يمكن» إنكارها بين الأتراك وتنظيم الدولة. ويقول إنه تم العثورعلى عشرات من الوثائق التي تم الحصول عليها «ويتم تحليلها الآن في الوقت الحالي، ولكن العلاقة موجودة وستترك أثرا عميقا على العلاقة بين الولايات المتحدة وأنقرة».
ويشير شولوف إلى علاقة تركيا مع الإنتفاضة السورية حيث أكد رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان بين بقاء النظام السوري واستمرار تهديد تنظيم الدولة. وهو ما دعا الحكومة التركية إلى دعم جماعات في المعارضة السورية مثل أحرار الشام وجبهة النصرة حيث يرى المسؤول أن تمييز تركيا بين هذه الجماعات لم يكن واضحا وأن تعاونا عسكريا تم مع المتشددين وغير المتشددين.
وينقل الكاتب عن مسؤول أوروبي في أنقرة قوله إن التغير في الموقف التركي من تنظيم الدولة لا يعتبر مراجعة لأفكار المسؤولين الأتراك، ولكنه جاء رد فعل على المعلومات التي قدمتها الولايات المتحدة لهم، حيث لم يعد تنظيم الدولة بيدقا يمكن استخدامه ضد نظام الأسد. مع أن الكل يعرف أن التغير في الموقف التركي جاء بسبب فتح التنظيم جبهة جديدة على الأراضي التركية. ومهما يكن يرى الكاتب أن عملية تهريب النفط الخام، الذي يتم استخراجه من مصافٍ مؤقتة، وإن تراجعت بعد مقتل أبو سياف، إلا أن شاحنات لا تزال تعبر حدود تركيا نظرا لوجود نفوذ للتنظيم في كلس والحسكة.
وينقل الكاتب عن أحد أعضاء التنظيم قوله إن انشاء اقتصاد قائم بذاته يحتاج لوقت طويل، ولهذا فالمسؤولون في الرقة والموصل بحاجة للتعاون مع الأتراك في هذا المجال. ويتساءل «لا أفهم لماذا تضرب تركيا المنظمة بهذه القوة، فلديهم مصالح مشتركة». ولم تغير الضربات الجوية من واقع الأمر، لكن المسؤول الغربي يقول إن الحرب جعلت أشياء تجري في الظل علنية مشيرا لدور حزب الله في الحرب والزعم بوجود تعاون بين الأتراك وتنظيم الدولة. ويتساءل إن كان الأتراك سيكتشفون أن هذا التعاون يمثل تهديدا لسيادتهم خاصة أنه ترك أضرارا كثيرة عليهم. كما ان الأسد حاول اللعب بتنظيم الدولة وخسر.
إبراهيم درويش
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]