ما سبب إستهداف تركيا المفاجئ لتنظيم داعش ؟
الأربعاء 29 ـ 07 ـ 2015
نيويورك ، الولايات المتحدة الأمريكية ( CNN ) :
- منذ عام ونصف على سيطرة داعش على الأراضي في شمال العراق ، لم تتخذ تركيا أي إجراءات لمحاربة التنظيم الإرهابي .
بينما عاث هذا التنظيم فسادا في أجزاء من العراق وسوريا ، جلست تركيا مكتفة الأيدي معتمدة مبدأ
" عدو عدوي هو صديقي ، " كونها من أشد المعارضين لنظام الأسد الذي يحاربه التنظيم أيضا .
ناهيك عن تفاوض الحكومة التركية في الخريف الماضي للإفراج عن 49 رهينة استحوذ عليهم التنظيم
من القنصلية التركية في الموصل كان من بينهم القنصل العام نفسه .. فما الذي حصل عليه تنظيم داعش في مقابل الإفراج
عن الرهائن ؟ هل تعهدت تركيا بعدم التهجم او الاعتداء عليه ؟ لم يكشف عن أي تفاصيل لهذه الحادثة .
مؤخرا ، وفجأة ، أعادت تركيا النظر في موقفها السياسي من هذا التنظيم ، وستسمح للقاذفات الأمريكية باستخدام
قاعدة أنجرليك الجوية في جنوب تركيا لضرب اهداف داعش في سوريا ، فضلا عن شنها غارات جوية على
أهداف تابعة للتنظيم في سوريا ، وعلى معسكرات الأكراد في شمال العراق .
وبين هذا وذاك تبرز العديد من الأسئلة التي نستعرض معكم أبرزها :
- لماذا حولت تركيا موقفها من داعش ؟
في 20 يوليو / تموز قتل مفجر إنتحاري يشتبه بكونه من داعش 32 شخصا في بلدة سروج التركية ،
بالقرب من الحدود السورية ،
الشيء الذي من المفروض ألا يقبله أي زعيم وطني ، وبعد ذلك بيومين ، في مكالمة هاتفية بين الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي باراك أوباما ، " وضعوا صفقة " حسب ما وصفته
إسراء أوزيوريك ، رئيسة الدراسات التركية المعاصرة في كلية لندن للاقتصاد ، منذ تلك " الصفقة " بين الرئيسين ،
بدأت أمريكا باستخدام القاعدة الجوية التركية ، وبدأت تركيا بضرب تنظيم داعش في آن واحد .
- لماذا لم تحارب أنقرة داعش من قبل ؟
إن عددا كبيرا من أعضاء تنظيم داعش أتراك ، وقد يكون لهم دعم ما في وطنهم تركيا .
وداعش تقاتل نظام الأسد ، في حين أن الحكومة التركية تقول إنها تعارض الإرهاب في كل أشكاله ،
إلا أنها تمسكت بالقول المأثور وجعلت عدو عدوها صديقا . أيضا ، كما ذكر من قبل ، تم التوصل إلى صفقة ما في الخريف الماضي
بين داعش والمسؤولين الأتراك ، وتنظيم كهذا ليس من النوع الذي قد يطلق سراح 49 اسيرا من دون الحصول على المقابل .
- لماذا أثر هذا على المحادثات مع الأكراد في تركيا ؟ وهل ماتت عملية السلام ؟
كاد الممثلون الأكراد والحكومة التركية أن يحققوا اتفاقا العام الماضي بلحظة تاريخية أوشكت أن تنهي الصراع الذي
أودى بحياة 45 ألف شخص منذ عام 1984 ، عندما شن حزب العمال الكوردستاني حملة عنيفة من أجل الاستقلال .
ولكن الآن ، ضربت الحكومة التركية معسكرات حزب العمال الكوردستاني في العراق واعتقلت عددا كبيرا من
أعضاء حزب العمال الكردستاني داخل تركيا ، من جانبه ، قال حزب العمال الكوردستاني أن وقف إطلاق النار
مع الحكومة " فقد معناه " ، تعتبر أوزيوريك ، من كلية لندن للاقتصاد ، أن الهجوم على الأكراد نتيجة استراتيجية إنتخابية فاشلة ،
حيث أراد أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحصول على أغلبية الثلثين في البرلمان حتى يتمكنوا
من تعديلدستور البلاد ، معزيين صلاحيات رئيس الجمهورية لأردوغان نفسه. ولتحقيق ذلك ،
يحتاج حزب العدالة والتنمية لوضع حزب الشعب الديمقراطي أو ما يُعرف بـ "HDP " بأقل من 10 في المائة
من الأصوات على الصعيد الوطني .
وهذا يعني أنه لن يحصل على أي مقعدا في البرلمان ، ولكن الاستراتيجية فشلت ، على الرغم من جهود أردوغان
لجعل الاتفاق لطيف وناجح ، إلا أنه لم يحرز الأصوات الكافية في المناطق الكردية في جنوب شرق تركيا ،
وفاز حزب الـHDP بنسبة 13.1 في المائة من الأصوات على المستوى الوطني و80 مقعدا في البرلمان .
لذلك ، برأي أوزيوريك ، أردوغان يريد ضرب داعش ، ليبين أن البلاد في حالة حرب وتحتاج إلى قيادة قوية ،
وليس حكومة إئتلافية ، كما أن إردوغان لم يعد يرى أي سبب لاسترضاء الأكراد ، حتى انه إستخدم داعش
كغطاء لاعتقال النشطاء الأكراد .
اتفاقية السلام التي كادت أن تنجح ؟ ذهبت مع الريح واستأنف العنف :
- هل سيزيد الهجوم التركي على داعش التهديد الإرهابي في مناطقها السياحية والتجارية ؟
ببساطة ، نعم ، يقول يان بريمير من مجموعة أوراسيا ، شركة إستشارية وبحوث الدولية :
" قرار تركيا المفاجئ لنقل المعركة إلى داعش سيؤدي على الأرجح إلى هجمات ناجحة كبيرة داخل تركيا .
وهذا بدوره سوف يثبط معنويات المستثمرين في البلاد ، ويجعل العملية السياسية في تركيا أكثر تحديا . "
السؤال الآخر، هو ما إذا كانت مشاركة تركيا ستؤدي إلى تحول في الحرب ضد داعش ، تقول أوزيوريك :
" سوف نكون قادرين على قياس مدى التغيير في السياسة تركيا سيضغط على داعش من عدد الهجمات الإرهابية
التي ستحصل داخل البلاد ، إذا كانت تركيا حقا تلحق الضرر بداعش ، سيكون هناك هجمات . "