اختار الرضيع الفلسطيني علي سعد دوابشة ذو الثمانية عشر شهرا وقتا سيئا ليموت محترقا في بيته بقرية دوما جنوب نابلس اثر هجوم من «الدواعش اليهود» المعروفين ايضا بالمستوطنين. بالتأكيد انه توقيت سيئ، كان على لحمه الطري ان يقاوم درجة الحرارة التي وصلت الى سبعمئة درجة مئوية بعد ان القوا قنابل المولوتوف على فراشه وهو نائم. صحيح ان تلك الحرارة كافية لصهر الحديد، ولكن، وبالنظر الى انه ولد فلسطينيا(حتى اذا لم يمهلوه ان يعرف ذلك)، كان عليه ان يقاوم افراد عصابة «تدفيع الثمن» اليهودية الاستيطانية المدعومة من عصابة نتنياهو الحاكمة، والتي تركت توقيعها على الجدران امعانا في الاذلال والاهانة لكل ما هو عربي او اسلامي او انساني على وجه الارض. لكن ذلك الطفل العنيد المشاغب أبى الا ان يحرج الجميع ، وان يعري ضعفنا وعجزنا وتشرذمنا وتهافتنا وتنازعنا امام اعيننا، فاحترق. الم يكن يعرف ان اقصى ما يمكن ان يحصل عليه في هذا التوقيت هو بيانات ادانة انشائية من هنا وهناك؟ الم يخبره احدهم بأن النخبة الفلسطينية، غير الجديرة بشرف الدفاع عن حقوق شعبها او تمثيل طموحاته، قررت قبل ايام فقط ان تدفن مشروع المصالحة الوطنية (الذي كان ولد ميتا او قتله البعض مع سبق الاصرار، لافرق)؟ وان الحطام الذي خلفه الاقتحام الاخير للمسجد الاقصى على ايدي الدواعش اليهود انفسهم مازال ينتظر من يجمعه وسط صمت دولي مريب؟ وان الزعماء العرب اما يقضون اجازاتهم على شواطئ اوروبا، ولا يريدون ما ينغص عليهم الاستمتاع بها، او منهمكون بالتحارب والمكايدة لبعضهم البعض؟ وان الحكومة المصرية مشغولة بالتحضير لاحتفالات افتتاح «قناة السويس الجديدة»، واستقبال وزير الخارجية الامريكي، ولا تريد اي تعكير للتعاون الأمني مع اسرائيل خاصة بعد ان قررت اعادة سفيرها الى تل ابيب؟ وان الحكومة الاردنية اصبحت تساهم في محاصرة قطاع غزة، بعد ان منعت دخول نحو مئة فلسطيني سمحت اسرائيل نفسها بخروجهم، وانها تخصصت في الاكتفاء باصدار «تعليقات اكاديمية» على الجرائم الصهيونية؟ وان الشعوب العربية التي طالما اعتبرت فلسطين قضيتها «المركزية» انصرفوا عنها بفضل دواعش آخرين وصاروا منهمكين في محاربة الارهاب الذي يذبحهم بالمئات بل والآلاف، وجعل بعض بلادهم كعصف مأكول؟ وان الادارة الامريكية التي اغضبت اسرائيل مؤخرا بتوقيع الاتفاق النووي مع ايران لن تحرك ساكنا في هذه الظروف حتى اذا احرق المستوطنون الشعب الفلسطيني باكمله، وليس عائلة واحدة (فقط)؟ وان قرار السلطة الفلسطينية باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية، وتنافس المسؤولين الفلسطينيين في «مسابقة بلاغية» لادانة الجريمة، لن يغير شيئا، اذ لن يجعل هذه «المحرقة»الاخيرة، وان السلطة لن تتخذ اي موقف استثنائي مثل تعليق التنسيق الامني او الدعوة الى المقاومة الشرعية الشاملة للاحتلال؟ وان بعض حركات «المقاومة» منغمسة في مفاوضات سرية مع اسرائيل ومكايدات او مساومات اقليمية؟ وان اعتراف الارهابي الاكبر في العالم نتنياهو، وللمرة الاولى بأن ما حصل «عمل ارهابي»، لن يكون سوى تحصيل حاصل، ولن يقلل من الجرم الارهابي، ولن يقدم اي ضمان بعدم تكراره، او بمحاسبة من ارتكبوه، لكنه مجرد «اجراء دعائي» لاحتواء مشاعر الصدمة والاشمئزاز؟ ماذا يجدي اي كلام هنا ياعلي؟ هل ندعو الى انتفاضة جديدة؟ وهل مازال الامر يحتاج الى دعوة؟ وهل الانتفاضة ممكنة حقا وسط هذا الحاضنة الفلسطينية المهترئة، والمحيط العربي الفاشل او المتواطئ بالصمت وغيره؟ هل نطالب مصر بصفتها الرئيس الحالي للقمة العربية بالدعوة الى اجتماع قمة طارئ؟ ولكن هل نحن بحاجة الى بيان آخر أجوف (في حال تم الاجتماع اصلا)؟ هل نطالب بتحرك عربي لعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن ليصطدم مجددا بفيتو امريكي متأهب؟ هل ندعو الى مقاطعة شعبية عربية لاسرائيل وكل من يتعامل معها، فيما تنشر مواقع في الانترنت سيارات تحمل لوحات عربية في شوارع تل ابيب؟ انت وضعتنا في هذا المأزق يا علي عندما «اخترت» ان تولد بيننا، نحن الذين لايستحقون هذا الشرف، ثم ان تموت بهذا الاسلوب الصادم الموجع، دون ان تعرف ذنبك، في هذا التوقيت السيئ، وسط هذه المعطيات التاريخية في بؤسها. عليك اذن ان تتحمل المسؤولية (..)، وسنحاول ان نقبل اعتذارك عن الازعاج(..). رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ودعت بيروت التي يسرقون منها «بحر الفقراء» ويقومون بإعدامه في قلب المدينة لحساب تعمير الفنادق الفخمة والمباني العالية الباذخة، وعدت إلى باريس التي لا بحر فيها، فوجدتهم نقلوا البحر إليها في «باري بلاج» المجاني، كما في كل صيف من زمان. نقلوا آلافا من أكياس الرمل الناعم من شواطئ فرنسا إلى إحدى ضفاف نهر السين، ومنعوا سير السيارات فيها، لتحويل واحدة من أجمل مناطق باريس التاريخية إلى مسبح مجاني للفقراء والبسطاء الذين لم يتمكنوا من الذهاب بعيدا في إجازة «شهر آب/أغسطس» لأسباب مقصودة منها ضيق ذات اليد.. والإجازة للفرنسيين تعتبر من أهم بنود «حقوق الإنسان»! وهكذا، نجدهم في باريس يخترعون بحرا ونحن في بيروت نقوم بإعدام بحرنا. وأترك للقارئ التعليق. سلامة العامل قبل سلامة أموال الأثرياء خلف بيتي في باريس مبنى منشورات «هاشيت» الشاهق ويقومون الآن بتجديده، وكي يتم ذلك دونما تعريض العمال للأذى، يقومون ببناء ما يشبه الجسور والأقفاص المعدنية تحيط بالمبنى، لكي لا يقع عنه أي عامل، ولذا لم يحدث مرة أن سمعنا بمن يقضي نحبه من العمال في فرنسا ويدق عنقه، كما نقرأ في صحفنا اللبنانية بخبر مألوف عن سقوط عمال يفارقون الحياة، وآخر ما طالعته كان عن سقوط عاملين سوريين ـ ربما لأن السوريين المشردين يرضون بنصف الأجر بل يقومون بالأعمال الخطرة! ـ ربما حان الوقت في لبنان لوضع قانون «حماية العامل» بحيث ينفق من يرغب في تعمير أو تجديد مبناه على تشييد ما يجعل العامل في أمان (مع الحرص طبعا على سلامة المارة أيضا!!). أحزنني حقا خبر سقوط العاملين السوريين في جزين وعربصاليم في (الورش) التي كانا يعملان فيها ووفاتهما، بعدما نجحا في النجاة من الموت في سوريا وتوهما أنهما يعملان في (الأمان) بلبنان. الفلسطيني التائه والصهيوني المغتصب في بيت صديقتي الفلسطينية/اللبنانية من مهاجري سنة 1948 من فلسطين التقيت بعمتها التي ذاقت مرارة هجرتين، واحدة من يافا إلى سوريا عام 1948 وأخرى إلى بيروت الآن.. لماذا تفرّخ النكبة نكبات أمام العجز العربي والاقتتال المحلي؟ ثم أن تقليص المساعدات للفلسطينيين يزيد في المعاناة ويدفع بالجيل الجديد إلى دروب العنف والضياع.. متى نصحو على أهوال ما يدور؟ بيروت مدينة لا توحي بالثقة نعود إلى بيروت التي تستقبل كل ضيف أو لاجئ بسخاء. الضيف الأديب الألماني هانس أولريش براندت لم يملك إلا الإدلاء بشهادة صدق، على الرغم من الرشاوى المعنوية كلها التي أحيطت بها إقامته العابرة في بيروت: رشوة المحبة والإلفة والتدليل بصدق وبدفء القلب وفي شهادته المقتضبة، وسط بحر من أمواج الشكر لمن دللوه جاء قوله عن بيروت: «لم أر فيها سوى الفوضى وغياب البنى والمعالم الواضحة، فشعرت بالخوف أيضا، ولم أمنح المدينة ثقتي». يا عزيزي هانس، هذا شعورنا جميعا لكننا نكابد الحب، كعاشق يزداد ولعا بالمحبوبة المريضة كلما ازدادت مرضا.. نحن العشاق الذين يتقنون فن المكابرة، لكنهم أمراء العشق.. وعبيد العشق.. ونعرف أن بيروت لا تطاق لكننا نعشقها! تحية لملكة جمال البدينات لفتني في زيارتي المختزلة إلى بيروت برنامج «أحمر بالخط العريض» الذي يقدمه الأستاذ مالك مكتبي وأحببت بالذات تبنيه لانتخابات «ملكة جمال البدينات». من حيث المبدأ، وقفت منذ بداياتي الكتابية ضد حفلات «انتخاب ملكات الجمال» وعبرت عن ذلك في مقالة بعنوان «ملكات الجمال وسوق الجواري» وهي منشورة في أحد كتبي، أما انتخاب «ملكة جمال البدينات» فأمر آخر تماما يقع تحت خانة شجاعة النساء والاعتراف بالواقع. الواقع يقول ان البدناء، نساء ورجالا، مضطهدون بمعنى ما، بل على عدة مستويات: في العمل، في النكات، في السينما والمسرح، وعلى البدين أن يكون ظريفا وطيبا وخفيف الظل لنقول معتذرين عنه إنه (مهضوم)!.. ويزداد قبولنا له إذا كان ثريا أو صاحب سلطة. باختصار، تلقى البدينة/البدين معاملة (عنصرية) كفئة، وقد لا تحظى بعمل لشكلها الخارجي. البعض يتذرع في اضطهاده الخفي للبدناء بأن البدانة تسيء إلى الصحة للبدين. نعم. والتدخين كذلك. والحروب وأخواتها من قلق فتاك واكتئاب وشعور باللاأمان وتمزق بين خيار الهجرة والوطن والرحيل بينهما. ثم ان «ملكة جمال البدينات» كانت جميلة الوجه حقا، يشع من عينيها ضوء الشجاعة والثقة بالنفس، وهذا أحبه في النساء والرجال أيضا. لكن البدانة ليست واقعا نسائيا فحسب بل تطال الذكور، وسيسعدني أن أرى «ملك جمال البدناء» أسوة بالنساء، ولم لا، وقد عايشنا في بيروت مباريات «ملك جمال الرجال» في إحدى الفترات، كما في باريس. حرية ما يغلبها غلاب في كل رحلة عشق للبنان، وحين أصل إلى بيروت أشتري الصحف والمجلات كلها، دون استثناء، وفيها أتعارف على قليل من لبنان أو معظمه.. وأحاول ردم هوة عجزي عن معاقرة الإنترنت بأمر الطبيب. في المجلات، حتى غير الفنية، لاحظت المشاجرات العلنية بين أهل الفن، على الشاشات بل والطلاقات على الإنترنت أيضا، وهي لا تخلو من التجريح وتتصف بالعنف نفسه الذي نجده بين أهل السياسة. باستثناء أن عنف أهل الفن ومشاجراتهم يتوقف على الحيز اللفظي ولا يمتد إلى الاعتقال والاغتيال والاختطاف.. لذا نتسامح أمام نشرهم لغسيلهم الإعلامي، قياسا إلى نشر شبكات الألغام والقتل والمتفجرات بفضل بعض أهل السياسة. وفي حوار بالديناميت.. وبالروائح الكريهة في شوارع القمامة وهي ليست رائحة روح بيروت بل (عطور) شهوات مجانين الحكم وعشاق (الكراسي) وليختنق الشعب الذي يحلمون بانفرادهم في حكمه، كبقية شركات التجارة في الأوطان العربية. غادة السمان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قيل لجحا: «عد غنمك»، فقال مستخفاً بالطلب: «واحدة نائمة، وواحدة قائمة». وعندما تسمع بفزع الإنقلاب في مصر من فضائيات الشرعية ورفض الإنقلاب، ستظن أن هناك ترسانة إعلامية ستقتلع السيسي من فوق عرشه، وتلقيه في اليم، لكن الحقيقة، أنها أربع محطات تلفزيونية هي: «مكملين»، و»مصر الآن»، و»الثورة»، و»الشرق»، فقط لا غير! بيانات سلطة الإنقلاب تؤكد أن هذه الفضائيات خمس محطات تلفزيونية، وفي لقاء أيمن نور مع مقدم البرامج بـ «مصر الآن» محمد ناصر، تعرضا لتقرير حكومي يقول إنها خمس، فقاما بعد القنوات على أصابعهما فوصلا في كل مرة إلى السبابة، وفشلا في التوصل للعدد الذي تعلنه تقارير جماعة الإنقلاب. وقد قلبت الأمر على كافة الوجوه، إلى أن توصلت إلى الفضائية التائهة، إنها «العربي»، التي قال القوم إن الإخوان من يقفون وراءها ويقومون بتمويلها! «العربي»، لا تزال في مرحلة البث التجريبي، حيث تبث إرسالها من العاصمة البريطانية لندن، وهي تابعة للمؤسسة التي تصدر جريدة «العربي الجديد»، وقد سبق لعبد الفتاح السيسي نفسه، أن أعلن قبل عدة شهور أنها فضائية إخوانية، ومن الواضح أن تصريحه غاب عن ذاكرة ناصر ونور، وهما يقومان بعملية العد والإحصاء! حينئذ، وعندما قال السيسي ذلك، أيقنت أن مصر فعلاً ليست محمية بأجهزتها الأمنية، وإنما هي كما يقول دراويش المتصوفة: «محمية ببركة أولياء الله الصالحين»، فالمذكور الذي كان يترأس واحداً من الأجهزة الأمنية المهمة، وهو الجهاز الحاكم الآن، لا يمكنه الوقوف على المعلومة الصحيحة، فلو كانت لدينا أجهزة أمنية جادة لوقفت على أن قناة «العربي» لا علاقة لها بالإخوان من قريب أو بعيد، وربما تقف هذه المحطة منه نفس المسافة التي تقفها من الإخوان، فالقائمون عليها يرفضون إنقلابه، كما يرفضون حكم الجماعة المذكورة! طالت فترة «البث التجريبي» لتلفزيون «العربي»، لكن ما يبث على الشاشة لا يمكن أن يجعل أي جهاز أمني يعتقد أنها محطة إخوانية بأي درجة من درجات الملكية والولاء، لكن من الواضح أن الدولة المصرية في عهد الإنقلاب العسكري فقدت قدرتها على التوصل للمعلومات، فصرنا أمام حكم للهواة، يستقي المعلومات من المخبرين «السريحة»، على وزن الباعة «السريحة»، أي الجائلين! لقد سبق للميس الحديدي أن صرخت عبر الأثير، صرخة مدوية، وهي تعلن أنها تعرف ماذا يفعل عملاء قطر الآن من الصحافيين المصريين الذين يقيمون في فندق «الشيراتون»، وأن هناك متابعة لهم في غرفهم بالصوت والصورة، في وقت كان فيه هذا الفندق قد أخلى النزلاء قبل عدة شهور على هذه الصرخة، وتتم إعادة تجهيزه وترميمه، وهو أمر يمكن أن يبعث على الخوف على مستقبل الدولة المصرية، التي تفتقد إلى المعلومات البسيطة، لولا شعورنا بالأمن لأننا ندرك أن المحروسة محمية ببركة أولياء الله الصالحين. الفهلوة ومن الواضح أن مجال جمع المعلومات في عهد الإنقلاب يغلب عليه «الفهلوة»، وإذ كنت قد شاركت قبل سنة ونيف في ندوة مصغرة في ماليزيا فقد أفزعني أن يتم النشر في القاهرة على نطاق واسع أن خالد مشعل قائد حركة حماس كان من بين المشاركين فيها، ولم يكن هذا صحيحاً البتة، وقيل إنها بتمويل من جماعة الإخوان المسلمين في وقت كان الإخوان ينظرون إليها على أنها عقدت بهدف بعث كيان جديد يهدد تحالف دعم الشرعية، ويعمل على إحداث انقسام في صف الثوار ولم يكن هذا صحيحاً أيضاً! «الفهلوة» كانت وراء القول المتواتر بأن الإخوان هم من يمولون القنوات الخمس: «مكملين»، و «مصر الآن»، و»الشرق»، و»الثورة»، و»العربي»، وإذا استبعدنا الأخيرة التي ليست مشغولة بمبدأ عودة الشرعية، فإن الجنين في بطن أمه يعلم أن للإخوان المسلمين فضائية واحدة يتيمة هي «مصر الآن»، والبرنامج المهم فيها الذي يقدمه «محمد ناصر» يدار بشكل ليبرالي، ويستضيف من تنازل عن قضية الشرعية، بل وأحيانا يستضيف من يمثلون عبئاً على قضية رفض الإنقلاب، وأحد الضيوف الذي يعامل بتقدير بالغ، يمشي بين الناس بالنميمة، ولو تم توقيع الكشف الطبي عليه ولم يجدوا له مكاناً في مستشفى العباسية للأمراض النفسية، فإن من المؤكد أنه سيحصل رسمياً على شهادة «معاملة أطفال»! هذا فضلاً عن أن قناة «مكملين»، تحرص على أن تكون بديلاً لقناة «الجزيرة مباشر مصر» فتقدم «الرأي والرأي الآخر» في برامجها. كما أن «الثورة» إذا استبعدنا منها برنامج صديقنا «محمد القدوسي»، لوقفنا على أنها قناة «سلفية»، صحيح أنها معول مهم في حملة هدم الإنقلاب، لكن لا يمكن أن يحسب رموزها على الإخوان، ولو سارت الأمور بشكل طبيعي، ولم يحدث الإستقطاب الذي جرى بعد نجاح الرئيس محمد مرسي في الإنتخابات الرئاسية، فلن تكون التيارات الدينية الأخرى التي يجري تقديمها عبر «الثورة» إلا منافساً للإخوان وفق قواعد الديمقراطية. ويلاحظ أنه بعد الثورة مباشرة، فإن الإخوان استخفوا بهذا التيارات الدينية الأخرى، وفي الوقت الذي اتسعت فيه قوائمهم لوحيد عبد المجيد المنحاز للإنقلاب الآن، ولمرشحي حزب حمدين صباحي، وأخلوا الدوائر التي ترشح فيها زياد العليمي، ومصطفى النجار، ومصطفى بكري، وعمرو حمزاوي، فإن قوائمهم لم تتسع للشيخ محمد الصغير أحد نجوم قناة «الثورة» وأحد الركائز المهمة لرفض الإنقلاب، بل لم يخلوا له الدائرة عندما كان من المقرر أن يترشح على المقعد الفردي! مقامات الأولياء «الشرق» التي تعاني من ضائقة مالية، لازمتها منذ مرحلة النشأة والتكوين، وعادت للبث بعد توقف لأكثر من مرة بأموال المساهمين، هي مشروع لصاحبها الذي يرفض الإنقلاب ولكنه يعتبرها وسيلة لتحقيق هدفه في أن يكون مرشحاً رئيسياً في المستقبل، وهو بينه وبين الإخوان خلاف مكتوم يعرفه من يقترب من أطرافه، وقد عاصرت جانباً منه. وعندما تكون المعلومات التي سهرت على جمعها الأجهزة الأمنية تقول إن «الشرق» بتمويل إخواني، فلا يلام مثلي عندما يستقر في وجدانه «أن مصر محروسة بأولياء الله الصالحين». ويقول عوام المتصوفة إنها محروسة بمقامات الأولياء، وهو ما لا نريد ذكره، حتى لا نستفز الخلايا السلفية النائمة، التي ترى أن الحديث عن المقامات والأضرحة فيه شبهة شرك بالله! وإذا كان عبد الفتاح السيسي قد حل بعبقريته المعملية الفذة الإشكال فيما يختص بالملحدين، وقال إنهم لم يخرجوا من الإسلام، إلا أنه لم يفكر بعد في حل الإشكالات القديمة بين الصوفية والسلفيين! ما علينا، فالإخوان المسلمون، لا يزال موقفهم من الإعلام «على قديمه»، فلم يؤمنوا بأهميته قبل الإنقلاب، فكانت لهم فضائية وحيدة متواضعة بعد الثورة هي «مصر 25»، لم ينتبه لها كثيرون إلا من خلال سخرية باسم يوسف من بعض مقدمي البرامج فيها. ورغم أن الإعلام هو من مهد الأرض للثورة المضادة، فإنهم إلى الآن لا يؤمنون بأهميته. مع أن إعلام الإنقلاب العسكري هو الذي جعل أنصار السيسي يؤمنون بأن استمرار حكم الرئيس محمد مرسي مما يهدد مستقبل مصر، وعندما تسأل أحدهم الآن: ماذا فعل السيسي الفاشل في البر والبحر؟ سيقول لك: يكفي أنه أسقط حكم الإخوان. وعندما تسأله عن الخطورة التي كان يمثلها حكم الإخوان على مصر بل وعلى المتحدث شخصياً؟ عندها يقع في «حيص بيص»، فقد كره الإخوان بسبب الإلحاح الإعلامي فتعامل هو على أن خطرهم بديهي يفاجأ عندما يبادر بسؤال عن هذا الخطر فيكتشف أنه لا يملك إجابة! وربما تغيرت نظرة الإخوان إلى الإعلام بعض الشيء، لكن إدراكهم بأنه صناعة ضخمة لا تقدر عليه جماعة مهما كانت إمكانياتها، جعلهم يبدون في حالة استخفاف به، واعتمدوا نظرية «الشاطرة تغزل برجل حمار»! في الواقع أن هذه النظرية هي الحاكمة في الفضائيات الأربع، على نحو جعل قوى الشرعية تشعر باليتم بعد إغلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر»، والتي تركت فراغاً لم تملأه هذه الفضائيات الأربع، والتي تقوم كل قناة فيها على برنامج واحد رئيس، وباقي الوقت حشو، لكن المفاجأة في استشعار الإنقلاب العسكري في مصر القلق من هذه الفضائيات الفقيرة، التي لا تكفي ميزانياتها مجتمعة راتباً لمذيع واحد في فضائيات الإنقلاب. واللافت أن الخوف من تأثير هذه القنوات، يأتي في وقت يملك فيه عبد الفتاح السيسي ترسانة من الفضائيات، هي الأكثر إنفاقاً، والأكثر استقراراً، ولهذا فإنه فعل كل ما في وسعه من أجل حصارها. فقد تآمر مع أهل الحكم في فرنسا فتم وقف بث قناة «رابعة» قبل أن تعود باسم جديد هو «الثورة»، وتم التشويش على الباقة، التي تبث «مصر الآن» ضمنها، فتوقفت لعدة أسابيع عن البث، وتمارس سلطة الإنقلاب التشويش كثيراً على قناة «مكملين»، وقد أوقفت بثها على مدار القمر «نايل سات» لساعات في الأسبوع الماضي! كل هذا الفزع من أربع فضائيات فقيرة ومتواضعة على المستويات كافة، ومع ذلك فإن هناك من يقول إن حكم الإنقلاب في مصر مستقر! إنه حكم تهدده فضائية، ويقلقه أحمد منصور، ويفزعه برنامج تلفزيوني، ويحتشد لمواجهة طالبة تحمل مسطرة عليها علامة رابعة. فيا له من إنقلاب أساء للإنقلابات العسكرية على مر التاريخ بضعفه. صحافي من مصر سليم عزوز [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا أدري لماذا تثور ثائرة البعض عندما يسمع تصريحات تقول إن المطلوب في سوريا تغيير النظام وليس إسقاط الدولة. ما العيب في هذا الطرح؟ ألم يثر السوريون أصلاً ضد النظام الفاشي تحديداً؟ فلماذا لا يكون الهدف الأول والأخير هو تغيير النظام مع الحفاظ بقوة على بنية الدولة السورية حتى لو كانت مرتبطة أو من صنع النظام؟ الأنظمة تذهب، بينما تبقى الدولة ومؤسساتها، وهي ليست ملكاً للنظام، بل للشعب، لأنه دفع من جيبه الخاص على بنائها. لا شك أبداً أن الأنظمة الفاشية الديكتاتورية تصنع الدولة على مقاسها، بحيث ينهار كل شيء بعد سقوط الطواغيت، لكن، لماذا نجاري رغبة الديكتاتور الذي يريد أن يهدم المعبد عليه وعلى الجميع عندما يشعر بخطر السقوط؟ صحيح أن النظام السوري وأمثاله توعد منذ بداية الثورة بأنه هو من بنى سوريا، وأنه إذا سقط سيحرق الدولة التي بناها كونها من صنعه، كما يزعم. لا شك أن معظم الطواغيت عبر التاريخ كانت لديهم هذه النزعة الانتقامية الحقيرة التي تعمل بالمبدأ الشهير: «علي وعلى أعدائي»، لكن أليس حرياً بالشعوب أن تقف لهم بالمرصاد؟ أليس من الواجب أن تعمل الشعوب على إسقاط الطغاة، لكن في الوقت نفسه، تحول دون تدمير الدولة؟ أليس أكبر خازوق يمكن أن تقدمه الشعوب الثائرة للطواغيت الساقطين والمتساقطين أن تمنع سقوط الدولة من بعدهم؟ الطاغية يريد الانتقام بحرق الدولة، فلماذا تسهّلون له المهمة؟ لماذا لا تسقطونه، وتتركون هياكل الدولة قائمة لبناء الدولة الجديدة؟ ألم يقل الثائر السوفياتي الشهير فلاديمير لينين ذات يوم إنه مستعد بعد الثورة أن يبني الدولة الجديدة بحجارة الدولة القديمة؟ لا أعتقد أن الثوار العرب أكثر ثورية من لينين قائد الثورة البلشفية الشهير. وبالتالي عليهم أن لا يكونوا ملكيين أكثر من الملك. لماذا لا ينظر السوريون إلى الدول التي سقطت فيها الدولة؟ هل شاهدوا ماذا حل بالصومال والعراق وليبيا وأفغانستان عندما انتهت الدولة، ولم يعد هناك أي نوع من النظام يحكم البلاد؟ عندما فكتت أمريكا الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية انتهى العراق كدولة، وتحول إلى ساحة للعصابات الطائفية والمذهبية، أو بالأحرى أصبح يعمل بالمثل السوري المعروف: «كل مين إيدو إلو». فبدل الجيش العراقي ظهرت الميليشيات الطائفية والمذهبية والعرقية، وراحت تذبح العراقيين على الهوية، مما جعل البعض يتحسر على أيام الطغيان الخوالي. وقد سمعنا بعض العراقيين يقول: «كان لدينا صدام حسين واحد، وعُدي واحد، وقـُصي واحد، فأصبح لنا الآن بعد سقوط الدولة آلاف الصدّامات والعُديّات والقـُصيّات. لقد ضاعت الدولة تماماً، وأصبح العراق مفككاً. طبعاً أرجو أن لا يفهم أحد هنا أنني أدعو إلى بقاء الطواغيت لأنهم يحافظون على تماسك الدولة. لا وألف لا. فلا ننسى أنه لولا طغيان بشار الأسد وأمثاله لما أصبحت الدولة السورية وغيرها قاب قوسين أو أدنى من السقوط. الطغيان هو الذي يؤدي إلى سقوط الدول أولاً وأخيراً وليس أي شيء آحر، لكن السؤال مرة ثانية: لماذا نحقق للطغاة أغراضهم الحقيرة بإسقاط الدول عندما ينفقون؟ انظروا إلى وضع الصومال الآن بعد حوالي ربع قرن من سقوط الدولة؟ انتهى البلد، ولا يمكن أن تقوم له قائمة أبداً كبلد موحد. والأنكى من ذلك أن الصوماليين استمرؤوا غياب الدولة، وأصبحوا معتادين على نمط جديد من الحياة لا يمت للدولة بصلة. ولو حاولت أن تعيد لهم الدولة الآن لربما رفضوها. انظروا أيضاً إلى أفغانستان وليبيا. لم يعد هناك بلد اسمه أفغانستان إلا على الخارطة بسبب غياب الدولة الواحدة المسيطرة على كامل البلاد. وفي ليبيا نجح القذافي في إيصال البلاد إلى مرحلة اللادولة عندما ربط كل المؤسسات العسكرية والأمنية بشخصه، فانهارت بسقوطه، ولم يستطع الليبيون، أو لنقل، لم يعملوا على ترميمها كي يبنوا دولتهم الجديدة على هياكلها. فلينظر السوريون الآن إلى النماذج الفاشلة أمامهم، ويسارعوا إلى لملمة أشلاء ما تبقى من الدولة. وهذا لا يعني أبداً أن يعيدوا تأهيل النظام الذي أوصل الشعب والبلد والدولة إلى مرحلة الانهيار. لا أبداً، فالنظام لا يمكن أن يعود أبداً، وهو أكثر المستمتعين بحالة الفوضى وانهيار الدولة الآن. وهو أكثر المستفيدين منها. وهو ضد أي محاولة لإعادة الحياة للبلاد، لأن أي حركة إصلاحية تعني سقوطه كاملاً. ولا ننسى أن النظام أصبح الآن يتصرف كميليشيا كبقية الميليشيات التي تتحكم بالأرض السورية. وهو سعيد بذلك، فهو يعتقد أنه من الأفضل له أن يبقى كميليشيا على أن يزول تماماً. من السهل جداً أن تحكم بلداً بدون رئيس، على أن تحكم بلداً بلا مؤسسات وهيكل حكومة ودولة. وكل من يعمل على تقويض الدولة ومؤسساتها في سوريا وغيرها، فإنما يحقق أهداف الطغاة الذين ربطوا مصائر الدول بمصائرهم. ٭ كاتب واعلامي سوري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د. فيصل القاسم
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: رسالة عتاب» للرضيع الفلسطيني علي دوابشة : نشرة القدس العربي اليومية مواضيع متنوعة السبت 1 أغسطس 2015 - 15:55
القاهرة ـ «القدس العربي»: أينما تولي وجهك في مصر هذه الأيام، لا تسمع إلا حديثا عن مشروع قناة السويس، الذي تتضارب الأنباء عن جدواه الحقيقية، خاصة بعدما تحدث كتاب مقربون من النظام عن ضعف ايراداته. وبينما ذهب البعض من الإعلاميين والمسؤولين إلى القول إنه سيحقق مئة مليار جنيه سنوياً، «رئيس هيئة قناة السويس أكد ذلك»، ذهب آخرون إلى أن ما هو متوقع من الدخل الإضافي لن يزيد عن أربعة مليارات جنيه، فيما بسطاء المصريون لازالوا على عهدهم عند الحديث عن أي مشروع قومي يعلقون آمالهم عليه لعل وعسى! وفيما استنفرت الحكومة كل قواها من أجل الاحتفال بافتتاح القناة، يوم الخميس المقبل، وشاركتها الفضائيات والصحف الاهتمام الواسع بالاحتفالات المرتقبة، وتوقعات رجال الاقتصاد بما سينهمر على الاقتصاد المصري، صعد المعادون للنظام حروبهم ضد المشروع المرتقب. وإلى صحف الأمس وما قدمته لنا من أخبارمتنوعة: المصالحة مقبلة توقع خبراء سياسيون، أن يدفع نجاح مشروع قناة السويس، الدولة لتنفيذ مصالحات مع العديد من جهات المعارضة، في مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، ما سيؤكد مشروعية النظام مقابل إضعاف موقف المعارضة، بحسب سياسيين. ودلل الخبراء بحسب جريدة «المصريون» على توقعاتهم، بقرار العفو الرئاسي عن 165 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين الصادرة في حقهم أحكام قضائية بالسجن، على خلفية إدانتهم بخرق قانون التظاهر. فضلا عن حالة الشد والجذب التي تشهدها العلاقات المصرية السعودية، بسبب الضغوط السعودية على النظام المصري لإجراء عملية مصالحة، وذلك بحسب مصادر قريبة من صانعي القرار السعودي. وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إنه مع التوقعات بأن يكون افتتاح قناة السويس في 6 أغسطس/آب بداية تحسن العلاقات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وجماعة الإخوان المسلمين. وأضاف نافعة لـ»المصريون»: «مشروع قناة السويس ارتبط اسمه باسم الرئيس بصورة مباشرة، الأمر الذي أدى إلى الاضطرابات الحالية، إلا أنه إذا نجح افتتاح القناة وحقق ما ينتظره النظام من ورائه، وإذا ما استقرت الأوضاع في البلاد، فإن الفرصة ستكون كبيرة وسانحة لأن يتبنى الرئيس مبادرة لم الشمل مرة أخرى». ووافقه الرأي الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلاً: «هناك العديد من التسريبات التي تفيد بأن هناك قوى خارجية مثل السعودية تحاول الوصول إلى مذكرة تفاهم بين النظام وجماعة الإخوان، وهناك أيضًا في الشأن الداخلي تلك الدعوات التي أطلقها أسامة الغزالي حرب بأن جماعة الإخوان جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني». وأضاف «إذا أردنا جلب استثمارات وتحسين الوضع الاقتصادي في مصر، فعلينا بتهدئة الوضع الداخلي مع الإخوان»، وأشار إلى أنه «لا بد من أن يكون هناك طرف وسيط خارجي يحوز ثقة الطرفين». مصر تدفع ضريبة الحكم المطلق والإعلام الفاسد وإلى الحرب على النظام وأذرعه الإعلامية، حيث أكد عمرو حمزاوي في «الشروق» أن أبرز ملامح أزمة الوطن تكمن في العصف بسيادة القانون، وتمرير قوانين وتعديلات قانونية استثنائية، تعيد التأسيس للسلطوية وحكم الفرد: «المكارثيون يجيدون خدمة السلطان، ومتابعة الرقص على عذابات الوطن والتمادي في الترويج للرأي الواحد والصوت الواحد، ومن ثم إلصاق الاتهامات ونزع المصداقية عن المختلفين معهم، وتجريدهم من كل قيمة أخلاقية وإنسانية ووطنية». وتابع: «لا يتوقف المكارثيون أبدا عند الفساد الجلي لضجيجهم، فالهدف هو إما فرض الرأي الواحد والصوت الواحد لمصلحة الحاكم الفرد، أو ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة لمن يعارضون الحاكم الفرد ويكثرون التشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، بينما هم يختزلونها فقط في سعي إلى سلطان بديل وفي ممارسة إقصاء بديل». لا يتوقف المكارثيون أبدا عند تهافت بضاعتهم المعتمدة فقط على ثنائية الصواب الكامل والخطأ التام، أو على تنويعات مقولات وطنية زائفة ومقولات تجرد الديمقراطية وحقوق الإنسان من المحتوى الأخلاقي المرتبط بالسلمية وقبول الاختلاف والتسامح والمساواة، والابتعاد عن النزعة الانتقامية، فالهدف هو تأمين الحماية الشخصية والعوائد المالية والمكانة الاجتماعية (وهي دوما قصيرة الأمد لو قرأ هؤلاء التاريخ القديم والحديث)، التي تأتي بها خدمة السلطان وخدمة معارضيه من المكارثيين، أو إنهاء اليوم وقد فرغت طاقات التشويه والتخوين الشريرة، وذُبحت الأخلاق والمبادئ والتقاليد المهنية للإعلام وللصور العامة، في سبيل نزع المصداقية عن المختلفين معهم ــ فنشوه جميعا بزيف مريع وإفك لا نظير له سوى في السلطويات، إما إلى أعداء للوطن ومصالحه وأمنه القومي، أو إلى مؤيدين للانقلاب. لا يتوقف المكارثيون أبدا، وهم يعمرون في الداخل المصري وسائل الإعلام التي تسيطر عليها السلطوية، ويوجهها أعوان الحاكم الفرد، وفي الخارج الإقليمي والدولي وسائل الإعلام التي يديرها المال والمصالح السياسية وعند التداعيات الكارثية لهيستيريا التشويه والتخوين». مشروع القناة ترف لا يحتمله اقتصاد مصر المنهار أحد معالم الفوضى السياسية والإدارية التي تعيشها مصر حاليا، أنك لا تعرف أي شيء حقيقي وجاد وعلمي عن أي مشروع، أو حتى مؤتمر يعقد فيها، وهذا ما يسري على مشروع تطوير قناة السويس الجديد، والتفريعة التي تم إنجازها خلال عام، حسبما أعلن، بطول حوالي خمسة وثلاثين كيلو مترا، والمشكلة بطبيعة الحال من وجهة نظر جمال سلطان، رئيس تحرير «المصريون»، ليس في التفريعة ذاتها، ولكن في مبررات إنشائها وفي تقدير قيمتها الاقتصادية والتنموية، بل الأعجب أن الخلاف يأتي حتى حول تصنيفها، هل هي قناة سويس جديدة، أم أنها ترعة، أم أنها عملية تطوير للقناة الحالية، والأمر في ذلك مرتهن بالموقف السياسي، فأنصار السيسي ومؤيدوه يضخمون الأمر بصورة كبيرة، فيعتبرون أن حفر هذه القناة هو معجزة في القرن الواحد والعشرين، وأنها حدث تاريخي، وبالتالي فهناك الاحتفالية التي ستقام يوم 6 أغسطس/آب المقبل كحدث تاريخي، وخصوم السيسي يرون أنها بروباغندا للبحث عن إنجاز بأي شكل وأي طريقة لتبرير القمع وغياب الديمقراطية، وأن حفر «ترعة» لمسافة خمسة وثلاثين مترا حدث هندسي عادي جدا، ولا يستدعي كل هذا الصخب. في القيمة الاقتصادية للمشروع الجديد، تسمع عشرات الأرقام، منها مئة مليار دولار سنويا، كما قال الفريق مميش رئيس هيئة القناة، الذي تراجع عن الرقم بعد ذلك، وبعد اقتراب افتتاح التطوير الجديد، وقال إن الدخل المتوقع سيكون ثلاثة عشر مليار دولار. هناك محللون في صحف موالية للسيسي قالوا إن الجدوى الاقتصادية للمشروع ضعيفة للغاية، وإنها لا تضيف ـ بعد خمس سنوات من الآن سوى 4٪ فقط من دخل القناة الحالي». التوريث يوجد وكلاء نيابة ضعاف ونتحول نحو نقد لمؤسسة العدالة، إذ يرى أسامة سلامة في «التحرير» أنه سواء أغلق ملف قضية المستشار رامي عبد الهادي، بعد تقديمه استقالته، أو تم التحقيق معه في ما نسب إليه من طلبه رشوة جنسية من إحدى السيدات مقابل الحكم لصالحها في قضية منظورة أمامه. وبغض النظر عن الملابسات، التي نشرت حول المستشار والقضايا التي أُصدرت أحكام فيها لصالح أو ضد شخصيات عامة وإعلامية، فإن قضية العدالة برمتها تحتاج إلى مناقشات واسعة، ولا يمكن الاكتفاء بترديد مقولات مثل العدالة سليمة والقضاء شامخ. الحقيقة أن مؤسسة العدالة تبدو مريضة، وهناك عدة ظواهر تدل على ذلك أولها: اختلاف المواطنين حول الأحكام التي تصدر، خصوصا في القضايا التي تشغل الرأي العام، المؤكد بحسب الكاتب، أن الغالبية العظمى من القضاة مستقلون، لكن إذا كانت هناك شكوك لدى بعض المواطنين العاديين في الأحكام فهناك مشكلة يجب التصدي لها وحلها سريعا، قبل أن تتضخم وتصبح ظاهرة تجذب قطاعات أخرى. ثانيا: كثرة الأحكام التي تنقضها محكمة النقض، وليت مراكز الأبحاث تجري دراسة عن عدد القضايا التي تصدت لها محكمة النقض، وقضت بإعادتها إلى المحكمة بشكل يثير القلق. ثالثا: التوريث الموجود بقوة في القضاء، وهو أمر لا يمثل مشكلة إذا كان الأعضاء الجدد يستحقون هذه الوظيفة، ولم يحصلوا عليها على حساب من هو أكثر تفوقا في الدراسة. التوريث قد يؤدي في النهاية إلى وجود وكلاء نيابة ضعاف، وقضاة لا يستوعبون القانون وتطبيقاته، والأخطر أنه يولد لدى المجتمع عامة شعورًا بالظلم من مؤسسة العدالة. ويرى سلامة اننا إذا أردنا العدالة حقا فيجب أن تكون العيون مبصرة بمشكلاتها ومتاعبها وأمراضها والعمل على علاجها». مصر تشق طريق الأمل وإلى مشاعر الفرح الرسمي والشعبي التي يشير اليها رئيس تحرير «الأهرام» محمد عبد الهادي علام بشأن قرب افتتاح مشروع القناة: «صباح يوم السبت الماضي، شقت ثلاث سفن حاويات عملاقة عباب مياه قناة السويس الجديدة، من البوابة الجنوبية في اتجاه الشمال، حاملة بشرى نجاح أولى تجارب التشغيل لواحدة من معجزات الأيادي المصرية الأصيلة في العصر الحديث، وتغير المزاج العام للمصريين في الساعات القليلة التي تعلقت فيها عيون الملايين بشاشات التلفزيون بالمشهد التاريخي، فيما طيرت وسائل الإعلام الخبر السار إلى كل الدنيا، في إعلان لا يقبل المزايدة أن المصريين يصنعون قصة فارقة جديدة تضاف إلى رصيدهم في العامين الأخيرين بامتياز واقتدار. كان مشهد عبور بحسب الكاتب فسفن الشحن العملاقة وتعليقات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي برامج الفضائيات المصرية والعربية أبلغ رد على حملات التشكيك، وكانت سخرية المصريين من المنتقدين والمتآمرين على المشروع الكبير، درسا قاسيا لكل من حاول أن يهون من الإنجاز ومن تعب وعرق عشرات الآلاف من العمال والمهندسين على أرض الفيروز، ولكل من تغلبت في داخله نزعة الانتقام من الدولة والشعب، وأراد أن يهيل التراب على عزيمة أمة لا تنكسر ولا تتراجع عن حقها في مستقبل أفضل. يتابع علام بعد خمسة أيام من أعظم حدث بنائي تنموي منذ تشييد مشروع السد العالي في ستينيات القرن الماضي، يأتي افتتاح القناة الجديدة ومشروعات أخرى يوم الخميس المقبل، بداية نقلة جديدة في تاريخ مشروع وطني، ستعقبه مفاجآت كبيرة سيعلن عنها تباعا في الفترة المقبلة، وستكون بمثابة حجر الزاوية في بناء دولة مدنية حديثة وقوية لها درع وسيف. ويؤكد الكاتب أن الشواهد المفرحة في الأيام التي تشهد عدا تنازليا قبل يوم الافتتاح لقناة السويس الثانية جاءت كثيرة وموحية وباعثة على الأمل». رغم القهر طلبة الإخوان الأوائل في الزنازين لم يكد يقرأ نبأ تفوق طلبة الإخوان المسلمين في الثانوية العامة، القابعين خلف القضبان وفي غياهب سجون الانقلاب، حتى امتلأ قلب وليد شوشة في موقع «إخوان أون لاين» فرحاً فقد «شكلت نتائج الثانوية العامة في مصر فرصة لعدد من معارضي الانقلاب للتحدي والتغلب على الصعوبات التي فرضتها عليهم الأوضاع، وحقق عدد من المعتقلين، أو ذوو أفراد معتقلين أو مطاردين نتائج مميزة في الامتحان، الذي أٌعلن عنه مؤخراً. لقد استطاع هؤلاء الشباب بفضل الله أن يقهروا كل هذه الظروف القاسية الصعبة، ولم يستسلموا لها كما ظن الانقلابيون، بل تحدوها بروح مؤمنة قوية؛ ثمرة تربية وصبر آباء وأمهات أبطال، لإخراج جيل قوي مؤمن بقضيته، مجاهد في سبيل عزة أمته. لقد كان كافياً، كما يشير الكاتب في موقع اخوان اون لاين، على هؤلاء الشباب أن يقهرهم عامل واحد من عوامل الضعف التي تمر بها الأمة في هذه المرحلة العصيبة من تاريخها، كما قهرت الظروف الصعبة عشرات غيرهم، حتى هربوا منها إلى الموت انتحاراً، فلم تطفئ ظلمة السجن أنوار المستقبل عندهم، ولم تطمس ستر الموت السوداء التي أسدلها الانقلاب على البلاد أضواء الحياة، ولم تُغيب حرارة الرحيل والبعد ظلال الإيمان والقرب. فظل عودهم صلبا، وقاماتهم مرفوعة، ولم تنل لهم قناة. لم يستطع الانقلاب رغم ما فعل فيهم من قتل وسجن وطرد أن يحبسهم في همومهم، بل كان داعيا لهم لأن يتقدموا للأمام بعزيمة واصرار المؤمنين. ويستشهد الكاتب بقوله تعالى في سورة آل عمران «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إن النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ». تقبيل يد الإمام الأكبر ليس فرضاً حالة من الجدل تعيشها الأوساط الدينية الرسمية، اعتراضا على تصريح الأديب الكبير يوسف القعيد، بأن تقبيل يد شيخ الأزهر من العلماء أمر لا يليق، وأن أمامهم تحديات أكبر من الإصرار على تقبيل يد الإمام، وأن هذا التصرف لن يضيف للأزهر شيئا. ولم يكد القعيد ينتهي من كلماته، بحسب عصام الدين راضي في «فيتو» حتى خرجت العمائم من كل مكان من داخل الأزهر الشريف تسفه من قيمته، وتنكر تصريحه وتعتبره خارجا على إجماع المسلمين، وترى أنه تسرع في حكمه، وعليه التوبة عن خطئه الذي لا يغتفر. وتفرغ وكيل الأزهر الشريف لكتابة البيانات ضد الأديب الكبير، وكأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة.. من حق القعيد أن ينتقد هذا التصرف، ومن حق شومان أن يقبل أقدام شيخ الأزهر وليس يده فقط، طالما أنه يرى هذا ويعتبر أن هذه وظيفته الحقيقية في الجامع الكبير، وأن هذا هو التجديد الحقيقي للدين، وأننا جميعا لا نعي هذا الأمر، وأن الجهلاء منا يفرطون في ثواب كبير سوف يقذف بهم إلى الجنة لو قبلنا يد شيخ الأزهر على الملأ، وأن الإثم والخسران مصيرنا إذا لم نحظ بهذا الشرف، ومن المؤكد أن هذا التصرف الفردي من القعيد سوف يدخله في قائمة أعداء الأزهر والإسلام، بجوار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الذي يعتبره شومان خطرا على الإسلام. ويرى عصام أن حملة الهجوم على القعيد لم تكن بسبب اعتراضه على تقبيل يد شيخ الأزهر فقط، ولكن بسبب تصريحه قبل أيام أن دعوة المثقفين للأزهر الشريف من أجل تجديد الخطاب الديني، لم تكن سوى «شو» إعلامي، ومنذ هذه اللحظة اعتبرت مؤسسة الأزهر القعيد «مارقا»، ويجب التصدي له بكل الطرق وتشويهه على الملأ؛ لأنه قال ما يؤمن به وليس ما يؤمن به وكيل الأزهر». الوزيره قلبتها فرحا بلديا وليس ببعيد عن احتفالات القناة ذلك الهجوم الذي شنه حمدي رزق في «المصري اليوم» ضد وزيرة القوى العاملة: «حركة بلدي، الدكتورة ناهد عشري، وزيرة القوى العاملة، همّت من فرشتها باكراً، وهي فرحانة وبتزغرد، وشدّت الرحال إلى شط القنال، ولبست الكاب في الشمس، ووقفت وسط السمر الشداد، وإذ فجأة، قررت تنقط، سلمت كل عامل 200 جنيه في إيده، وهي فرحانة وبتتصور. يضيف الكاتب ساخراً: الفرحة حلوة ياولاد، والوزيرة نفسها تفرح، مبروك يا دكتورة، الله يبارك فيك يا اختي، تعبت نفسك والله، مفيش تعب، نجاملك في الأفراح، كانت تكفي الزيارة، والمياه المعدنية والوجبات، خطوة عزيزة، ولكن النقوط، حفر القنال يا حاجة مش فرح بلدي، الوزيرة جاية تنقّط. معلوم الوزيرة ست طيبة وعلى نياتها بأمارة بيان الملوخية بالأرانب، ولكن نية الوزيرة كلفت الوزارة 400 ألف جنيه عدًّا ونقدًّا، كل واحد بينقط بمقامه، ومقام الوزيرة ولا مقام الست صباح، صحيح الجود بالموجود، ولكن فين عبدالموجود بتاع الجهاز المركزي للمحاسبات، عندك خبر يا جنينة أفندي ولا أنت مركّز مع وزارة الداخلية، وصلتك الصورة يا محارب الفساد! ويرى رزق أن الصورة بجد محزنة، وكأن الوزيرة تتصدّق على عمال القناة، خد يابني، دي حاجة بسيطة، دخانك، هات بيهم حاجة حلوة للعيال وإنت مروّح، حلّي بقك، أنا زي أختك، أختك ناهد بتاعت القوى العاملة، أنا والست والدتك حبايب من أيام حفر القنال، حبايب الروح بالروح، متكسفش إيدى أُمّال، خد ياوله، بطل كسوف وسلملي على الست الحاجة وبوس لي أم العيال. ويتساءل حمدي بالمناسبة، الـ400 ألف جنيه التي تم توزيعها يداً بيد، النقوط، على حساب مين، من جيب الوزيرة، من مصروف البيت، ولا من الغيط، أقصد من موازنة الوزارة». رغم «مولد» الكلام الغموض يتزايد ونبقى مع الحديث عن احتفالات القناة الجديدة، التي يعتبرها محمود خليل في «الوطن» شحيحة للغاية: «الكلام العام عن خطة الاحتفال لا تسمن ولا تغني من جوع، وتوفير قاعدة معلومات دقيقة تؤدي إلى استنارة الرأي العام بالحدث، أمر له ضرورته، خصوصاً أن بين المصريين من يظن أن الاحتفال يرتبط بحدث سوف يؤتي أكله فوراً، وتظهر ثماره ونتائجه الإيجابية في تحسين الأوضاع الاقتصادية المضنية التي يعانون منها بشكل سريع. وهذا الكلام غير حقيقي، وقد أكد المسؤولون عن المشروع ذلك، لكن لم يسع أحد إلى بلورة خطاب إعلامي يقرّب إلى المواطن العادي المسألة ويشرح له أن آثار المشروع سوف تظهر بعد عدة سنوات من تدفُّق الاستثمارات على إقليم القناة، والسر في ذلك بالطبع هو غلبة الرغبة في «الشو» و«الاستعراض» على الموضوعية والدقة في تقديم المعلومات. ومشكلة هذا النمط من الأداء أنه يمكن أن يؤدي إلى إحباط المواطن، بسبب غياب الحقائق التي تضع له الأمور في نصابها. نحن بصدد حدث مهم، لا بد أن تدار الاحتفالية الخاصة به، وكذلك أسلوب شرح أبعاده للمواطنين، إدارة موضوعية، بحيث تضيف إلى المشروع، ولا تخصم منه. على القائمين على تنظيم الاحتفالية التخلي عن منهجية «موضوعات الإنشاء» في أدائهم الشارح لشكلها وموضوعها، لأن نمط أدائهم الحالي لا يقل كوميدية عن أداء طالب الثانوية العامة الذي يستعد للإجابة عن سؤال «التعبير» في امتحان اللغة العربية!». المصريون منسيون قبل الثورات وبعدها الحادث المروع لحريق مصنع الأثاث أمس الأول أثار لدى عماد أديب في «الوطن» سؤالاً خطيراً: «هل نحن شعب مهمل في حق نفسه، وفي سلامته وسلامة المجتمع؟ مركب نيلي يغرق بسبب مضاعفة عدد الركاب بشكل مجنون، سيارات نقل قاتلة لأن سائقيها يقودون سياراتهم تحت تأثير المخدر، شباب في عمر الزهور يموت يومياً على المزلقانات التي لا تعمل، ويتساقطون من فوق سطوح القطارات بسبب «التسطيح»! يخاطرون بحياة الناس وكأنهم لا يحبون الحياة ويتمنون الموت! نحن نكاد نكون أكثر شعوب العالم ملاعبة للأخطار وتهاوناً مع الموت! يضيف عماد، نجري عمليات جراحية بلا تعقيم، ونفتح مستشفيات بلا قطن طبي ولا محاليل مطهرة، ونلقن العلم للتلاميذ من خلال معلمين بلا كفاءة وبلا خبرة في التعليم. نشيّد بنايات شاهقة بشكل غير شرعي ونحن نعلم عدم قدرتها على تحمل الأحمال! نفعل ذلك كله تحت شعار «يا عم سيبها على الله»! نحن من الشعوب القليلة التي يموت الناس فيها – بالدرجة الأولى- ضحية للإهمال العام والخاص! ويكشف الكاتب عن أننا الشعب الوحيد في العالم الذي يقف على بعد سنتيمترات محدودة من أي عبوة ناسفة معدة للانفجار ويقوم بتصوير نفسه «سيلفي» وهو بجانب مسرح الجريمة! نحن الشعب الوحيد الذي يعشق الاحتفاظ بفوارغ القنابل المسيلة للدموع وبقذائف المدفعية المتساقطة منذ حروب العلمين و1967 و1973 وحروب معارك سيناء الأخيرة في منازله، بل أن البعض يضعها تحت سرير نومه! لا يمكن أن يكون هذا سلوك من يحب الحياة ويحرص عليها! وبحسب الكاتب فهذا سلوك من يرى أن الموت هو أفضل جائزة يمكن أن يحصل عليها الإنسان في هذا الزمن الصعب!». عندما اعترف رمسيس الثاني على نفسه ونتحول نحو «الشعب» التي يهاجم خلالها حلمي قاعود الاستبداد بلهجة ساخرة: «من أشهر النكات السياسية التي شاعت في فترة الستينيات وزمن الهزيمة السوداء، النكتة التالية: عُثر على تمثال تحيّر العلماء في تحديد أصله، فاقترح جمال عبد الناصر إرساله إلى المخابرات ومديرها صلاح نصر، لكشف غموضه، وبعد ساعات قالوا له: لقد تأكدنا أنه رمسيس الثاني. فقال لهم كيف تأكدتم؟ فقالوا: التمثال اعترف يا فندم! وهناك نكتة أخرى ذات دلالة عامة شاعت في الفترة ذاتها؛ تقول، إن زعيما عربيا رسم على ذراعه وشما يصوّر خريطة فلسطين المحتلة، فلما سئل عن السبب، قال: «حتى لا أنسى!»، قالوا له: وماذا ستفعل لو تحرّرت فلسطين والوشم لا يمحى؟ فقال ببساطة: «أقطع ذراعي»! ويرى الكاتب أنه في جمهوريات الخوف وممالكه يلجأ الناس إلى النكتة، يعوّضون بها رعبهم وجبنهم واستسلامهم وتراخيهم في انتزاع الحرية والكرامة ولقمة العيش من اللصوص الكبار وحلفائهم الطغاة الظالمين. حين تقوم أذرع الانقلاب والاستبداد بتعديد الإنجازات الفنكوشية التي حققها الانقلابيون الفاشلون، يسعى الشعب المسكين إلى تعويض القصور بتعديد إنجازات الفاشلين على طريقته الخاصة. ففي مواجهة توحش جمال عبد الناصر وفشله الذريع سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا، يصوغون نكتة التمثال الذي اعترف نتيجة التعذيب، وتستطيع أن تفسر صورة الأسرى المصريين في سجون الانقلاب الراهن ومعتقلاته، وهم يعترفون بأمور لا تمت إليهم بصلة من قريب أو بعيد، مثل التفجيرات وتشكيل خلايا إرهابية، وجماعات عصابية، وتصنيع قنابل وأسلحة وغير ذلك». إسرائيل إلى زوال وإن طال الانتظار بلسانهم لا بلساننا وبكتابهم لا بكتابنا، وبنبوءاتهم لا بنبوءاتنا، وبشهادة حلفائهم من المسيحيين الجدد «الأنجليلكيانين»، الذين يناصرون اليهودية، ويساندون دولتهم الإسرائيلية، ويؤمنون بها إيمانهم بإنجيلهم، فإنه لا وجود في عقيدتهم لدولة إسرائيل، ولا مستقبل لها بين الأمم، ولا خير يرتجى لليهود في ظل وجودها، ولا مصلحةً لهم في استمرارها، وهذا من كتبهم وبشهادتهم، كما يشير مصطفى يوسف اللدوي في «الشعب»: «ليس افتراءً أو افتئاتاً عليهم، ولا محاولةً لحرف كلماتهم، أو لي أعناق نصوصهم، أو تحميل تصريحاتهم ما لا تحتمل، بل هي الحقيقة التي يدركها العالمون، ويتعلمها العامة الجاهلون بأمور دينهم من اليهود وأتباعهم، قبل أن تكون قرآناً يتلى، وآيةً في كتاب الله تحفظ، ونبوءةً عن رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم تصدق. رغم أن التوراة قد اعتراها التحريف والتغيير، وتبدل الكثير منها وغابت بعض نصوصها، إلا أن اليهود، بحسب الكاتب، أكثر من يعلم يقيناً أن كيانهم زائلٌ، وأن دولتهم إلى تفكك، وأن شعبهم إلى شتاتٍ جديدٍ، وتيـــهٍ آخر، وأنه مهما طال الزمن وتأخرت الوقائع، فإن يوم الاستحقاق قادمٌ لا محالة، ووعد الله غير المكذوب عن أحبارهم سيكون، فهو منصوصٌ عليه في توراتهم، ومذكورٌ عندهم بأقلامهم في تلمودهم، ويعرفه المتدينون منهم والعلمانيون، ويؤمن بــــه المسيحيــون كما اليهود، ويرون أن الاستعداد لهذا اليوم واجبٌ، والتهيـــؤ له ضرورة، وإلا فإنه ســـيأتي بغتةً، وسيكون أثره على أجيالهم مدمراً، ونتائجه مأساوية، إلا أن حاخامات اليهود، الذين اعتادوا على تحريف كتابهم وتبديل نصوصهم، يقومون بحذف النصوص التوراتية التي تتعــارض مع أهدافهم، ولا تخدم مشاريعهم، وتلك التي تثبط عزائمهم، وتضـــعف همتهم، في الوقت الذي يثبتون فيه ما ينفعهم ويخدمهم، وما يتفق مع أهدافهم وسياساتهم، ويبررون ما يقومون به، بأنه لحماية وجودهم، وضمان مستقبل أجيالهم. يضيف الكاتب: بعض اليهود المتدينين يؤمنون بأن كيانهم الجديد آذن بالرحيل، ودق جرس الانطلاق». حرب على أكثر من جهة «إحنا في حالة حرب».. و»لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، جملتان تترددان كثيرا، خاصة عند الحديث عن الإرهاب والحرب ضده، كما تشير إسراء عبد الفتاح في «اليوم السابع»: «طبيعي أن يكون صوت المعركة أعلى من أي أصوات أخرى تطالب بمطالب آخرى مشروعة ومطلوبة ولا غنى عنها، رغم أنه في الإمكان أن يحدث التوازن بين صـوت المعركة وصوت العدل وصوت الحرية وصوت الحقوق الإنسانية، ولكن الموازنة بين هذا وذاك للأسف اختلت. أما عن حالة الحرب فلم تعد فقط في الميادين، لم تعد فقط ضد الإرهابين. وترى إسراء أننا نعيش حالة حرب على أصعدة مختلفة. حالة حرب في التسريبات، بين الذي يقوم بالتسريب ويذيع وبين الطرف المسرب له، وما أكثر التسريبات المختلفة في هذا الوقت من الزمن، تسريبات من كل نوع. فالسطوة على الحياة الشخصية وسرقتها والتشهيير بها هي صافرة البداية وناقوس الخطر لحالة حرب لم تنته ولن تنتهي إلا بتطبيق الدستور والقانون على الكل سواسية من دون استثناء. حالة حرب بين ثورتين، ظننا أن تكون الثانية تكملة وتصحيحا للأولى، ولكن أبى الطرف الأول المستفيد الأوحد من الثورة الثانية والمتضرر من الأولى إلا أن ينتهز الفرصة وينقض على الثورة الثانية ويشوه ويحرق ويدمر كل من له علاقة بالثورة الأولى، الثورة الأم، الثورة التي لولاها ما ولدت الثورة البنت. حالة حرب ضد شباب الثورة الأولى، أدوات الحرب فيها اعتقال، حبس قانون تظاهر، منع من السفر، تشويه وإساءة للسمعة والطرف الآخر أعزل لا يمتلك أي وسائل لرد العدوان». حرب ساحلية على المحجبات: عاوزة تصيفي اخلعي «ممنوع الدخول للمحجبات» شعار ساخن رفعته مجموعة من الأماكن السياحية، التي انتهجت هذا العام سياسة معادية «للحجاب» وانتشرت عليها قصص المحجبات اللاتي تم منعهن من ممارسة حقوقهن العادية في قضاء الإجازة بصحبة عائلاتهن، بعضهن من اضطر لمواجهة أمن الشواطئ والقائمين على القرى السياحية بعد منعهن بجمل «معلش ممنوع دخول المحجبات»، بعد أن اتجه بعض القائمين على القرى السياحية لتبرير الموقف بعبارة «ما تروحوا الأماكن الخاصة بالمحجبات»، وعبارة «من حقنا نخاف على شكل المكان» وغيرها من الجمل التي جسدت معاناة المحجبات هذا العام، واختار أبطالها مشاركة القصص مع «اليوم السابع» لسرد الحكايات الغاضبة لمحجبات تعرضن للتصنيف والمنع من «مصيف مع العائلة»، على الرغم من تأكيد وزارة السياحة على حرية الجميع في دخول المنشآت السياحية، إلا أن قصص منع المحجبات أثبتت العكس. دينا: «الموضوع مش بحر وحمامات سباحة بس.. في أماكن ما بتتعاملش مع المحجبات بأي طريقة». دينا حسن تجربة أخرى ولكنها واجهت الظاهرة بطريقة مختلفة، فكتبت قائمة بأسماء الأماكن التي تمنع المحجبات من دخولها أو من نزول البحر أو حمام السباحة بالمايوه الشرعي ونشرتها على الفيسبوك، كوسيلة أخرى للضغط على هذه الأماكن، مضيفة أن من الأماكن التي تمنعهن من نزول البحر: فندق فيرمونت، ستيلا دي، فندق أواسيز، فندق مكادي جاردن أزور، ستيلا دي ماري، جي دبليو ماريوت. ومن المطاعم التي تمنع المحجبات من الدخول، بحسب ما نشرت سارة على الفيسبوك، مطعم غابرييل مارينا، ليمون تري، مطعم هايدا اللبناني، وقالت سارة إنها جمعت أسماء هذه القائمة من أكثر من محجبة تعرضن لمواقف مشابهة بهذه الأماكن، مضيفة أن هذه القائمة تتزايد مع تزايد المواقف التي تتعرض لها المحجبات كحملة قوية لمواجهة الحرب ضد الحجاب. وتابعت دينا حسن قائلة أن مطعم «LEMON TREE» يمنع المحجبات من دخوله بعد الساعة السادسة مساء، كما أن فندق «جي دبليو ماريوت» أغلق «الجيم» فيه، لأنه لا يريد دخول المحجبات». حسام عبد البصير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
لندن «القدس العربي»: قال نائب وزير النفط الإيراني للشؤون التجارية والدولية، أمير زماني نيا إن شعار الثورة الإسلامية في إيران «الموت لأمريكا»، كان شعاراً مرحلياً، لم يعد أحد يستمع إليه في إيران. وأفاد موقع نيويوركر الأمريكي في تقرير تحت عنوان «الموت لأمريكا والصفقة مع إيران»، أن أمير زماني نيا قال إن «الهتف بشعار الموت لأمريكا كان أحد لوازم الثورة الإسلامية، ونحن لم نعد نستمع له». وأعرب عن أمله بزيادة الاستثمارات الغربية بعد إلغاء العقوبات الاقتصادية، وأكد، «ما يريده الشعب الإيراني هو أن لا يعتقد الشعب الأمريكي بأننا لا نفعل شيئاً إلا أن نذهب يومياً إلى الشوارع ونهتف الموت لأمريكا». وأضاف نائب وزير النفط الإيراني للشؤون التجارية والدولية، «نحن لدينا عملنا وترفيهنا وحياتنا اليومية، مثل باقي الشعوب»، وشدد على أن الهتف بشعار الموت لأمريكا كان أحد لوازم الثورة الإسلامية، وأنهم لا يستمعون له الآن، وأن الشعار أصبح أمراً روتينياً. وأوضح أمير زماني نيا أن وزارة النفط الإيرانية تخطط لتطوير قطاعي النفط والغاز الإيراني، وأنها ستحتاج أكثر من 200 مليار دولار خلال السنوات الست القادمة لهذه المشاريع. وفي سياق تطوير العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، للمرة الأولى بعد قطع العلاقات بين طهران وواشنطن تم إعادة موقع الغرفة التجارية الأمريكية الإيرانية على الإنترنت. وأفاد موقع اقتصاد نيوز الإيراني، أن الزيارات المتبادلة للوفود التجارية الأمريكية الإيرانية تزايدت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، وأنه يوجد اهتمام كبير للطرفين لإنشاء رحلات جوية بين إيران وأمريكا، وزيادة التبادل التجاري، وتفعيل الغرف المشتركة التجارية للبلدين. وأضاف التقرير أن نشاط الغرفة التجارية الأمريكية الإيرانية في واشنطن هو أكبر وأكثر بكثير من الغرفة في طهران، وأن التجار الإيرانيين والأمريكيين بدؤوا نشاطهم خلال الفترات السابقة قبل الاتفاق النووي. وأكد رئيس مركز التجارة العالمي في إيران، محمد رضا سبز عليبور، أن المباحثات الإيرانية الأمريكية حول إنشاء الغرف التجارية المشتركة قد بدأت منذ فترة زمنية قبل الاتفاق النووي، وشدد على أنه لا مفر من إعادة فتح الغرف التجارية المشتركة في واشنطن وطهران. وكتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مقالا رأي في صحيفة الغارديان بعنوان «إيران وقعت على اتفاق سلام، واليوم، بالتأكيد جاء دور إسرائيل». وقال محمد جواد ظريف إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في فينيا، يدفع بجميع دول منطقة الشرق الأوسط إلى التخلص من الأسلحة النووية. وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن الاتفاق حول البرنامج النووي الذي تم التوصل إليه في فينيا هذا الشهر، ليس سقفاً بل أساساً صلباً يجب البناء عليه. وأوضح الوزير أن إيران تسعى إلى التوصل إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، مطالباً الكيان الصهيوني بتفكيك ترسانته النووية. وتابع محمد جواد ظريف، «أن إحدى مهازل التاريخ هي أن الدول الفاقدة للسلاح النووي كإيران في الحقيقة عليها ومن أجل عدم الانتشار النووي، أن تبذل جهوداً أكبر بكثير من الدول النووية التي تبقى جهودها مجرد حبر على ورق. فلقد تحركت إيران وسائر الدول الفاقدة للأسلحة النووية بإخلاص في مسار تعزيز نظام حظر الانتشار النووي. وفي ظروف كهذه الدول المالكة لهذه الأسلحة المدمرة تحدثت بصعوبة، وتنصلت تماماً عن التزاماتها بشأن نزع السلاح في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي وسائر القوانين الدولية… هذا ما عدا الدول غير الأعضاء في المعاهدة أو إسرائيل التي لديها ترسانة نووية غير معلنة مصحوبة بعدم اكتراث بحظر الانتشار، وفي ذات الوقت تضع في جدول أعمالها حملة تهويل غير منطقية ضد الاتفاق النووي مع إيران.» وأردف الوزير الإيراني أن خطوة صحيحة في مسار الاتفاق بين إيران، كدولة لا تملك السلاح النووي، ودول مجموعة 5+1 التي تملك أغلب الترسانات النووية في العالم، من شأنها أن تبدأ حواراً لتأسيس معاهدة لتدمير الترسانات النووية، والتي ينبغي أن تكون مدعومة بآلية قوية لاختبار المصداقية، مؤكداً أن هكذا معاهدة جديدة قادرة على احياء البروتوكول الإضافي بالنسبة للدول المالكة للسلاح النووي. واختتم ظريف مقاله بالقول، «أن إيران وبطاقاتها الوطنية وباعتبارها رئيساً حالياً لحركة عدم الانحياز، مستعدة للتعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق هذه الأهداف، وتدرك جيداً، أنها قد تتعرض لعقبات عديدة من قبل المشككين بالسلام والدبلوماسية، ورغم ذلك علينا أن نبذل جهودنا في مسار الإقناع والإصرار مثلما بذلنا في فيينا». محمد المذحجي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
عمان – «القدس العربي» : أربعة أسباب يمكن استقراؤها عند تشخيص سبب أزمة الاقتصاد وتحديدا الاستثمار في الأردن من خلال الرؤية الملكية المباشرة. العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تحدث في العقبة مع شخصيات المدينة عن الوضع الوطني والإقليمي العام. الحديث كان «مباشرا وصريحا» وإلى جانب الملك ورئيس الأركان، كما ظهر في الصورة التي رافقت نشر الخبر حول اللقاء، ظهرت صورة للاعب مخضرم يعتزل الأضواء منذ عدة سنين وهو رئيس الوزراء الأسبق وأول رئيس ديوان ملكي في عهد الملك عبدالله الثاني عبدالكريم الكباريتي. الكباريتي لا يظهر إطلاقا في اللقاءات العامة أو على مستوى الخطاب السياسي الشعبي منذ سنوات طويلة، وبقي بعيدا عن الأضواء وتمتع برؤية «نقدية» لمسارات الأحداث في بلاده، لكنه بقي طوال الوقت مهندسا خلفيا يسند – عن بعد – علاقات بلاده مع دول الخليج ويستثمر لصالح النظام والمملكة مستخدما علاقاته الخليجية وتحديدا الكويتية الإيجابية. بكل الأحوال مع ظهور الكباريتي في اللقاء إلى جانب الملك تثيرالصورة المرافقة لحديث العقبة الملكي العديد من التساؤلات لا تقف عند تركيبة الحضور وطبيعة النخب وتطال أيضا المضمون والجوهر. قد لا ينطوي حضور الكباريتي على مؤشر من أي نوع فالرجل اعتزل الأضواء تماما ويكتفي بالعمل كشخصية وطنية بارزة من خلف الكواليس. لكن حضور رئيس الأركان بصفته مستشارا عسكريا للقصر الملكي يعزز الانطباع المتشكل حول حضور قوي للجنرال الزبن حتى في اللقاءات ذات الشأن المدني أو في الإجتماعات المحلية، في �[/size]
رسالة عتاب» للرضيع الفلسطيني علي دوابشة : نشرة القدس العربي اليومية مواضيع متنوعة