الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: رسالة من راهبات الدومينيكان في العراق ! الأربعاء 5 أغسطس 2015 - 17:24
رسالة من راهبات الدومينيكان في العراق ! الثلاثاء 04 ـ 08 ـ 2015 العـراق .. أيها الأخوة والأخوات والأصدقاء : مع إقترابنا من الذكرى السنوية الأولى لتهجيرنا، ننظر للخلف ونتذكر الأشهر الإثني عشر الماضية . إننا نعيد لأذهاننا هذه الذكرى لنتذكر ما فعله الرب لأجلنا ، وكيف رافقنا طوال ليلة 6 آب 2014 لننزح مع شعبه ، تدفعنا هذه الذكرى للصلاة حتى نتمكن من فهم إرادته لحياتنا خلال هذه الأزمة ، وبقيامنا بهذا نود أن نطلعكم على رؤيتنا وأملنا ومخاوفنا أيضاً ، نستغل هذه الفرصة لنشكركم على وجودكم معنا ومرافقتكم لنا في رحلتنا وبعث روح الشجاعة فينا للاستمرار في طريقنا ، وفي تذكرنا لشهر آب الماضي تتبادر إلى ذهننا كلمات المزمور124: 2-3: " لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا ، إذاً لآبتلعونا أحياء عند إحتماء غضبهم علينا " ، لقد كانت ليلة مظلمة بحق عندما غادرنا دون أن نعلم ما الذي سنحمله معنا وما الذي سنتركه خلفنا .لقد كان المسيحيون في كل مكان على الطريق ، غير عالمين أي طريق سيسلكون ، خيّم ظل حقد الدولة الإسلامية على كل شيء ، ولم نفهم إلّا القليل مما يحدث حولنا ، عندما وصلنا في النهاية إلى كوردستان بقي الكثير من الناس مشردين في الشوارع ، لقد كانوا كخراف دون راعي ، وبعد بضعة أيام لنا في إربيل أدركنا أن مدننا في سهل نينوى قد وقعت في قبضة الدولة الإسلامية وأصبحت عودتنا لها حلماً بعيد المنال ، ومما زاد الطين بلّة ، هو أن الدولة الإسلامية لم تكن المسبب الوحيد لألمنا فقد شاركها جيراننا من غير المسيحيين وأصدقاءنا في القرى المجاورة ممن خدمناهم وعلمناهم وعاملناهم أفضل معاملة فما كان منهم إلّا أن خذلونا في أوقات الشدة والأزمات ، ولم يكن من السهل علينا تقبل حقيقة أننا نازحون ، تخلت عنا الحكومتين العراقية والكوردية فلم تكن مبادراتهم بالمستوى المتوقع والمطلوب ، أخذت الكنيسة المسؤولية على عاتقها في محاولة لجمع ودعم النازحين الذين كانوا منتشرين في جميع أنحاء منطقة كوردستان ، ومع إدراكنا لمدى سوء الأوضاع فكرنا في طرق لتخفيف الأزمة ومساعدة الناس في تلبية احتياجاتهم الأساسية ، بدأنا مشاريعنا من الصفر ، لكن بمساعدة الأخوة والأخوات الدومينيكان وأصدقاءنا والمنظمات المختلفة ،فقد كنا قادرين على تزويد النازحين بالمواد الغذائية وغير الغذائية ، وزعنا البطانيات والفرشات لـ 5000 أسرة ، والحليب والحفاضات والملابس والصابون والمناشف وأغطية صيفية لنحو 10000 أسرة ، وأحذية على 740 تلميذ ، إضافة إلى 5000 مبردهواء و600 ثلاجة و 400 مبرد مياه ، على الرغم من أن بعض هذه المواد قد وزعت على النازحين بشكل عام إلّا أن تركيزنا كان على من استأجروا منازلاً فهم يدفعون الإيجار والكثير منهم لا دخل لديه ، كما فكرنا في الأطفال الذين ضاعوا وسط هذه الفوضى ، لقد افتتحنا روضتي أطفال مجانيتين ، وتعاونّا مع بعض المنظمات لفتح عيادة خيرية للنازحين ، كما حصلنا للتو على رخصة لفتح مدرسة إبتدائية مجانية أيضاً ، إستأجرنا مكاناً ونأمل أن يلاقي إحتياجات النازحين ، وهدفنا من ذلك إظهار رعاية ومحبة الكنيسة للنازحين ، وبعد قولنا هذا ، علينا أن نعترف أن العمل مع النازحين لم يكن سهلاً دائماً ، فقد واجهتنا بعض التحديات التي أثقلت كاهل مهمتنا حقاً ، هناك عدد كبير من اللاجئين وشعرنا أحياناً أن عملنا غير منطقي ، كما إننا لم نكن مستعدين لمثل هذا النوع من العمل وكانت تنقصنا المهارات اللازمة للتعامل مع هذا الوضع ، وكان ما سبب لنا الصدمة الأكبر هو الوفاة الغير متوقعة لعشرة من أخواتنا معظمهم في السبعينيات من العمر خلال فترة قصيرة جداً ( ثلاثة أشهر ) ، وعلى الرغم من ذلك فقد استمرت رعايتنا بقوة الله الذي بارك جهودنا مهما كانت متواضعة ، وفي خضم انشغالنا بهذه المشاريع لم ننسى مهمتنا في إيصال كلمة الله لشعبنا القلق والمضطرب ، منذ الشتاء عملت بعض أخواتنا على إعداد 400 طفل للمناولة الأولى مقسمين إلى ست مجموعات .وكان آخر إحتفال للمناولة الأولى في 12 تموز ، وستبدأ الأخوات بإعداد نحو 100 طفل للمناولة الأولى في بلدات وقرى أربيل ودهوك ولا تزال الأخوات تذهبن إلى مخيمات النازحين لرعايتهم : لمحادثتهم وتشكيل مجموعات من الشباب لممارسة تمارين روحية مختلفة ، والصلاة وإقامة القداديس ( مازلنا نتذكر القداس الأول الذي حضره إثنتين من أخواتنا في إحدى مخيمات النازحين حيث لم يكن لديهم مذبح فاستخدموا مكتب وقامت إحدى الأخوات بوضع وشاحها عليه باعتباره غطاء للمذبح ) ، إن الهدف الرئيسي لعملنا هو التأكيد للنازحين أن الكنيسة المحلية لم تنساهم ولم تتخلى عنهم .