بلجيكا: قرار الحكومة استقبال مزيد من طالبي اللجوء يثير الجدل

بروكسل (7 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قرر مجلس الوزراء البلجيكي تخصيص أماكن إضافية لألفين وخمسمائة شخص من أجل الرد على التدفق غير المسبوق لطالبي اللجوء على البلاد.

وأشار وزير الهجرة واللجوء ثيو فرانكن، إلى أن إيجاد هذه الأماكن يعتبر بمثابة حل عاجل للمشكلة التي تواجهها البلاد، "تم الاتفاق على تخصيص موازنة قدرها 15 مليون يورو لتحقيق هذا الهدف وتوفير مكان لكل من يتقدم بطلب لجوء"، وفق كلامه.

وأوضح أن هذه المبالغ ستصرف من الموازنة الاحتياطية للوكالة الفيدرالية لاستقبال اللاجئين، دون أن يتم طلب مبلغ إضافية من موازنة الدولة.

وأضاف فرانكن، في بيان صدر عن مكتبه بهذا الشأن، إلى أن بعض هذه الأماكن ستكون متوفرة خلال الأسبوعين القادمين. وأعلن وزير الهجرة واللجوء أنه بدأ فعلاً بإجراء إتصالات مع السلطات المحلية وعمداء البلديات من أجل تحرير بعض المباني و المراكز والثكنات العسكرية والمستشفيات المهجورة ووضعها بتصرف الهيئات المعنية باستقبال اللاجئين.

هذا وسيتم توزيع اللاجئين على مجموعات تتراوح بين 124 شخصاً و790 بحسب قدرة البلديات على استيعابهم وإيوائهم في أماكن متواجدة على أراضيها.

ويثير هذا القرار قلق العديد من عمداء و مسؤولي البلديات، خاصة تلك التي ستسقبل أعداداً كبيرة من طالبي اللجوء. واعترض مسؤولو البلديات على شكل وآلية التوزيع التي أقرتها الحكومة، مشيرين أن وزير الهجرة لم يستطلع رأيهم بالأمر.

ويرى هؤلاء أن الأمر سيؤثر على أمن السكان المحليين، " كما أن وضع مئات المهاجرين من جنسيات مختلفة في أماكن محدودة، قد يساهم في تصاعد العنصرية"، حسب قولهم. وفي هذا الإطار، يؤكد بول أوليفيه دولانوا، عمدة بلدية تورنييه (غرب البلاد)، حرصه على المساهمة في الجهد الجماعي لاستقبال طالبي اللجوء، " ولكن ما نعترض عليه هو تجميعهم في أماكن محددة دون غيرها"، وفق كلامه.

ومن المقرر أن تستقبل بلدية تورنييه أكثر من 700 طالب لجوء. وتقترح بعض الأوساط غير الرسمية آلية أخرى لتوزيع المهاجرين على جميع بلديات البلاد، بشكل أن تستقبل كل منها عدد قليل جداً من طالبي اللجوء لتسهيل التعامل معهم وتطويق المشاكل التي قد تنتج عن تواجدهم.

هذا وقد تلقت السلطات البلجيكية المعنية حوالي ثلاثة آلاف طلب لجوء خلال شهر واحد فقط، وهو رقم قياسي لم تسجله البلاد منذ سنوات.

وتدرك السلطات البلجيكية أن أعداد طالبي اللجوء لن تتراجع في القريب العاجل، بسبب استمرار الصراعات والأزمات في البلدان المجاورة للاتحاد الأوروبي، و"سنستمر في مراقبة الوضع واتخاذ ما يلزم من الاجراءات للتعامل مع تحديات اللجوء"، حسب الوزير فرانكن

" />