البحث في المعاني العميقة للديانة الايزيدية للمفكر الايزيدي شمدين باراني

البحث في المعاني العميقة للديانة الايزيدية للمفكر الايزيدي شمدين باراني

29/07/2010

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تحرير)) خالد علوكة , بعد طلباتالنص الكامل واهمية المحتوى الايماني للمحاضرة وتوظيف كل شئ لخدمة الايزيدياتي ارتأينا نشرها كاملة لاعزائنا القراء الكرام .. ))
في البداية اسجل شكري لمركز لالش بعشيقة لاتاحته هذه الفرصة لالقاء
محاضرتي وهي ليست الاولى فقد سبقتها محاضرات

اخرى عن( ايزيد
) في الديانة الايزيدية وعن( فلسفة
الديانة الايزيدية) واخرى بعنوان ( الزمن ومفهومه في الديانة الايزيدية) و عن (الحلاج
في الديانة الايزيدية) القيت في مقر نقابة صحفي كوردستان فرع الموصل / بعشيقة وكذلك محاضرة بعنوان ( بعض من اثر الديانة
الايزيدية في الادب الكوردي ) في المركز الثقافي الكوردي في بعشيقة .

وبعد هذه المقدمة عن بعض مساهماتي .. اود ان اعلن عن تمسكي بالايمان بما تتضمنه الاديان السماوية وكتبها الدينية
وبمبادئ الاديان الاخرى التي تتمسك باشاعة العدل والتسامح وتوخيا لاي التباس فاني مؤمن في
هذا الاتجاه وان أي فكر او رأي لايتماشى مع اعلاني هذا قد يرد احيانا في محاضرتي
سهوا فاني اعتذر عن ذلك ...

لماذا هذا الموضوع ؟

رب سائل لماذا اختيارك مثل هذه المواضيع المعقدة وربما هي
عصية على الفهم؟ واجيب , ربما في بعض الاماكن, لكن ليس في كل مكان وثانيا : ان
غايتي هي وضع اللبنات الاولى في علم الالهيات الايزيدي, شأننا في ذلك شأن الاخوة
الاخرين , اللاهوت في الديانة المسيحية والالهيات عند المتكلمين المسلمين
كالفارابي وابن رشد وابن سينا وغيرهم .. ومن ثم اقطاب التصوف كالحلاج ومحي الدين
بن عربي والسهرودي واخرين ..

ورٌب معترض اننا لانملك كتابا دينيا حتى الآن وانت تتحدث
عن علم الالهيات ؟

وهذا صائب الى حد ما, فنحن نعمل بجدية لاصدار هذا الكتاب
الذي يتضمن ( الاقوال) فكتابنا( موجود) لكنه يحتاج الى التدوين والانتقاء ثم
الاصدار

واتمنى ان تتاح لي في المستقبل فرصة القاء محاضرة خاصة (
بالكتاب الديني الايزيدي ) والذي ننتظره بفارغ الصبر.

وعليه فيجب البحث في المواضيع التي تخدم تدوين الكتاب و(تتتعلق بعلم الالهيات بالذات )
...

المدخل :

يتطلب
الموضوع ان اذهب بعيدا بعض الشيء

كتوطئة لطرح فكرتي حول بعض المعاني العميقة في
الديانة الايزيدية , فابدأ بالتحدث عن :

أ‌- حِِواس
الانسان : وهي وسيلته للتعرف على الواقع وعلى الوجود ,وبشكل ادق, مثل السمع والبصر
والشم واللمس والذوق , بالاضافة الى امتلاك
القدرة على التحليل والتدقيق من خلال العقل .. وهذه الحواس بطبيعتها ورغم اهميتها
القصوى قاصرة عن التعرف على جميع الاشياء, ولذلك يبتكر الانسان, ادوات تعينه على
تحسين قدرة حواسه، مثل الناظور والمجهر والرادارات وغيرها . وهناك بعض الحيوانات
تمتلك قدرة تفوق حواس الانسان, مثل عيون النسور والصقور وكذلك حاسة الشم لدى الحيوانات هي اقوى من الانسان, ونذكر هنا, تحسس
بعض الحيوانات بخطورة طوفان( تسونامي) في جنوب شرق اسيا إذ لاذت بالهروب بينما بعض
الناس اندفع لجمع الاسماك الطافية والمتخلفة عن انحسار مياه المحيطات, بسبب انكسار
اللوح الهندي , ثم مالبثوا أن اجتاحتهم امواج عاتية من المياه تعلو عشرات الامتار
ليهلكوا جميعا ...

ب‌- عدم التطابق بين المظهر والجوهر :

وهذا يعني ان مانراه بابصارنا لشئ ما , لايتطابق
مع جوهر هذا الشئ ,ومثال ذلك: لو اخذ احدكم حفنة من الماء من الساقية, سيراها
بيضاء نقية لاشائبه فيها , ولكن لو وضعها تحت المجهر لرأى انها تعج بالكثير من
الطفيليات والاجسام الغريبة ... نقاء
الماء ( مظهر) ,الطفيليات والجراثيم ( جوهر) اخر للماء, وهذا الجوهر نفسه يتحول
الى مظهر لشئ أخر , فلو حللنا الماء كهربائيا لتبين لنا انه يتكون من ذرات من
الهيدروجين والاوكسجين وهذا جوهر اخر يصبح بدوره مظهر لشئ اخر, ليتبين لنا ان
الهيدروجين والاوكسجين تتكون ذراته من نواة ومن الكترونات وبروتونات وهذه بدورها
تصبح مظهرا لجوهر أخر, ولو حللها العلماء لشاهدوها بيونات, فوتونات, او طاقة من
ضوء متذبذب الذي هو اصل كل شئ , وكأن لااساس مادي لاي شئ , على ان المظهر الذي
نراه وكنا نلمسه يقول لنا شيئا اخر تماما ,وكيف يستطيع الانسان ان ينفذ الى جوهر
الاشياء اذن ..

وجوابي على ذلك بطرق متعددة
منها :-

ج / المنطق : -

1. المنطق الشكلي او الصوري او
منطق ارسطو واستخدامه كان مفيدا ومثمرا حتى توصل الانسان الى اكتشاف منطق اشد
فعالية وقوى منه وهو المنطق (الديالكتيكي) الذي كشف عنه الفيلسوف الالماني هيجل
بقوانينه الثلاثة

أ‌. التراكمات
الكمية تؤدي الى تغيرات كيفية

ب‌. وحدة
وصراع الاضداد

ت‌. قانون
نفي النفي

بالاضافة الى مقولات تابعة له مثل المظهر والجوهر
والحقيقة المطلقة والنسبية ومقولات اخرى لايسمح وقت المحاضرة لاتحدث عنها

2.الوعي والمادة :-

وهي من المسائل التي تختلف عليها المدرسة المثالية
والمدرسة المادية ,اذ تؤكد المدرسة المادية ان الوعي اساسه المادة وهي خارج وعي
الانسان بينما تؤكد المثالية ان لا مادة لولا الوعي او الادراك, ويسبق الوعي هذه
المادة ولو دققنا في الامر لتبين ان المدرستين المتناقضتين تقفان عند عتبة واحدة,
لو سألنا الماديين من خلق المادة ؟ لا جابوا انها موجودة منذ الازل, هكذا ولو
سالنا المثاليين ومن خلق الوعي لقالوا الله, ولو سالنا من خلقه سبحانة وتعالى,
لكان الجواب هو الذي خلق نفسه ,وكلمة (خودا) بالكردية تعطي هذا المعنى تماما, ومن
خلال محاضرتي اقر بوجود شيء خارج الوعي وهو يعتبر السبب لخلق الوعي اسميه (الله)

اذا كان غيري يسميه (مادة) ؟! ومن خلال هذه النقطة
استطيع القول ان الانسان يمتلك نوعين من الوعي :-

أ‌. وعي
الصحو وهو الوعي الذي يتعامل مع المظاهر الملموسة المادية والذي نمارسه جميعا من
خلال استخدام حواسنا لرؤية ما حولنا من المظاهر المادية ويستخدم فيه (العقل) بشكل
مباشر مثلا هذه نار وهذا ثلج هذا صادق وهذا كاذب ...

ب‌. وعي الغيب وهو الوعي الذي يختص بالعقل الباطن
للانسان وحتى في الحيوان ,فان احساس بعض الحيوانات بالهزات الارضية قبل وقوعها ومثلها الكوارث الاخرى او
التنبؤ بسقوط الامطار تعود الى هذا النوع من الوعي ويسميه علي الوردي خوارق اللا
شعور واخرون يسموه ( البارا سيكولوجي ) اذ يمتلك بعض الناس قدرات خارقة في الرؤية
عن بعد او التنبؤ, كما يقول علماء الانثروبولوجيا ان الانسان البدائي كان يمتلك
الكثير من قوى هذا الوعي, ولهذا كان باستطاعته ان ينجو بنفسه من طغيان الطبيعة
المدمر لكن تطور الانسان واعتماده (العقل الظاهري) في تدبير اموره جعل قدرات
الانسان في هذا المجال من الوعي ,تتراجع وتتلاشى تقريبا ..

النوع الاول من الوعي وعي(
الصحو) هو مجال عمل العلوم عامة اما وعي( الغيب ).. فهو مجال عمل المتصوف والحس
الصوفي من خلال الكرامات و المعجزات, وهو يتصل بقدرة هؤلاء للوصول الى اصل وجود
الله من خلال غشية الحال او النرفانا البوذية او الفناء الصوفي, وهذان النوعان من
الوعي مترابطان ومتتطابقان في المستوى الباطن أو المنطوي للوجود لان للوجود ايضا مستويان:-

1. ظاهري 2. باطني

واحد يعود للمظهر والاخر يعود للجوهر رغم تحول المظهر
والجوهر باستمرار احدهما للاخر في عملية سريان في الوجود لاتتوقف حسب المنطق
الديالكتيكي وحسب هذا المنطق ايضا فانه لاتعارض بين ما تتوصل اليه العلوم مثل علم
الفيزياء في الظاهر وعلم الباطن الحدس الصوفي والدلائل على توافقهما وارتباطهما
عديدة لانها معا يقودان الى الوصول الى اصل ا لوجود( الله).

دلائل اخرى على وجود الله :-

1. تؤكد
النظرية النسبية لانشتاين على العلاقة بين الكتلة والطاقة وتحول احداهما الى
الاخرى من خلال قانون :-

الطاقة = الكتلة في مربع سرعة
الضوء

ومن خلال هذه المعادلة تم صنع
القنبلة الذرية , مثلا فكتلة واحد كغم من
اليورانيوم من 186000 في الثانية والتي هي أيكس تتحررمنها طاقة تساوي هذه الكتلة مضروبة في 186000 . في الثانية والتي هي سرعة
الضوء فتحرر هذه الطاقة الهائلة من هذه الكتلة الصغيرة احد الادلة التي لاتد حض
على وجود قوة خارقة والهية سارية في مواد الكون . استطاع الانسان ان يحرر جزء ضئيل
منها سواء بالاندماج النووي او الانفلاق النووي

2.ان وجود نزعة في كل شئ للتطور
من الادنى الى الاعلى دليل أخر على وجود قوة الهية تجعل من الاشياء لتتسامى في
الوصول الى الواحد .

3. قانون نفي النفي :- الذي
يؤكد على التطور الحلزوني على اساس قاعدة ثابتة , اذ تعلو دوائر التطور واحدة
الاخرى لكن من خلال قاعدة واحدة ثابتة
دليل أخر على وجود قوة الهية وراء هذا النوع من السلوك الذي لايستطيع احد ان يقف
بوجهه ( كما يقول اميل زولا). عابر سبيل هي الحقيقة ولاشئ يستطيع ان يعترض سبيلها
.

4. الاستحالات الكونية :-

هناك في الكون استحالات لايمكن
ان بصلها الانسان أبدا مثلا مجرات تبعد عنا ملا يين السنوات الضوئية فهذه استحالة لايمكن ادراكها ابدا بما نحن عليه
من (عُمر) ومن سرعة , من سيحيا مليون سنة ضوئية ( علما ان الضوء يسير في الثانية
الواحدة 186 الف كم فما اطول السنة الضوئية وما اطول مليون سنة ضوئية وكما انه ليس
هناك نهاية او حدود للكون وهذه استحالة في الوصول الى ايه نهاية ....

الى هذا الحد اصل في توطئتي في المحاضرة لاصل
الى لب الموضوع , لاسأل هذا السؤال ؟

لماذا خلق الانسان والكون
باجمعه؟ . وساجيب عن ذلك من عدة مصادر ...

" الديانات العراقية
القديمة , ومنها السومرية وفي قصيدة الخلق البابلية المنقولة عن السومريين
(الاينوماايليش) تقول ان الالهة خلقت ( الانسان) ليحمل عنها اعباء العمل في الارض , اما الاديان السماوية فتقول ان الله خلق الانسان للعبادة ( وما خلقت
الانس والجن الا ليعبدوني) اية 59 الذاريات ,اما المتصوفة فيعتمدون حديثا قدسيا هو
( كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق وبي عرفوني) أي خلق الله البشر
ليتعرفوا عليه او ليعرفونه , مع اقرارنا الذي لايتطرق اليه الشك في صدق ماتقوله
الكتب السماوية . ولكن نظرة متمعنة الى الكون والى عظمة خلق الله تجعلني اضيف الى

ذلك ان الله بعظمته ليس بحاجة الى شئ يحاكي
حاجات ملوك وامراء البشر على العبادة والتقديس والتعظيم وان الله سبحانه تعالى
جدير بذلك واكثر .

لكني ارى ان مثل هذه الاجوبة
غير شافية لاكتشاف عظمة خلق الله للاشياء والاكثر قبولا لتعليل خلق الله والبشر ,
وهو نظرية ( الفيض) و (وحدة الوجود) ...

ولست أدعي هنا باني اول من قال بها فهي نظرية قديمة قال بها الفلاسة اليونانيون وبعدهم افلوطين ثم الفارابي
وابن سينا ومحي الدين بن عربي وغيرهم كثيرون .

فاذا كان( الواحد ) هو اصل الوجود , فان الوجود هو ( فائض) عن الله كما تفيض الاشعة عن الشمس
والرائحة الطيبة عن ثمرة التفاح مثلا .

ووحدة الوجود هذه نوعان :-

1. وحدة
وجود مطلقة : التي تقول ان الكون والله
واحد أي ان الكون هو بمجموعه هو ( الله)
ويقول بها الهندوس والتاوية الصينية , وابن سبعين من الفلاسفة المسلمين ومن
المتصوفة فريد الدين العطار في كتابه (
منطق الطير)

2. الوحدة
النسبية :- يقول بها ابن عربي وجلال الدين الرومي ونحن الايزيديين من خلال نصوننا الدينية (
الاقوال) والتي تسبق زمنيا ابن عربي والرومي .

ففي الوحدة المطلقة التي تجعل
الله والاشياء واحد , هناك خطأ في عدم وجود تمايز
بين الخالق القديم (الله) والمخلوق المحدث( الانسان والكون) ولهذا كفرها
ابن تيميه والقائلين بها ايضا .

اما الوحدة النسبية فان الله
يتمايز عن مخلوقاته وان كان هو اصل وجودها لان الله( قديم) والمخلوقات(محدثة) ونحن
لانستطيع ان نقول ان اشعة الشمس هي الشمس
نفسها او ان رائحة التفاح هي التفاح نفسه.

كما انه من خلال هذه النظرية لن
يبقى هناك أي معنى لسؤالنا: لماذا خلق الله الاشياء؟

لان هذه الاشياء( فيض ), ومن
طبيعة وجود الخالق هي , فلا تسأل الشمس لماذا ترسلين هذا الشعاع ولا التفاحة لماذا تنبعث منها الرائحة الطيبة
فهذه من طبيعة وجودها ...

هناك ايضا (وحدة الشهود) والذي
يقول بها ينفي وجود الاشياء ولايرى الاالله لاغيره في حالة( الفناء الصوفي)

والفرق بينها وبين وحدة الوجود اننا في وحدة
الوجود نرى اثر (الله) في كل شئ من الموجودات أي اننا نرى الاشياء وان كانت هذه
الرؤية( وهم) باعتبار الوجود هو (متكثر) عن الواحد (الله) وان انكشاف الغشية عن حواسنا تجعلنا نرى(الاصل
الحقيقي) لكل شئ , أي جوهر وجود الاشياء التي تبدو لاعيننا اشياء متماسكة بينما هي
غير ذلك كما سنبين لاحقا ...

والآن نرى ماذا تقول النصوص
الدينية حول خلق الكون ؟

خلق الكون:-

جاء في التوراة في التكوين
فصل(1) في البدء خلق الله السماوات والارض اذ خلق في اليوم الاول ( النور) ثم استمر الخلق حتى اليوم السادس اذ خلق الانسان الى ان يقول في الاصحاح (2) وفرغ الله واستراح
في اليوم السابع ..

اما في القرأن الكريم فتذكر
ايات كثيرة ان الله خلق الأشياء في ستة ايام واستوى على العرش في اليوم
السابع منها :

اية ( 32 ) سورة السجدة الله
الذي خلق الأرض والسماء وما بينهما في ستة ايام .......

ونأتي الأن الى النص الديني
الأيزيدي الذي تتحدث العديد من فقراته عن عملية الخلق هذه بل تتحدث عن اشكال
وطريقة الخلق نفسها

في النص الديني ( زه بوني مه
كسور ) معتمدآ على كتاب ( به رن ﮊئه ده بي دين
ئيزيديان ) للدكتور خليل جندي لسهولة الوصول اليه ولكونه ذو صفحات وسبقات(
مرقمة) وكل النصوص الواردة في المحاضرة تعتمد هذا المصدر

الفقرة ( 6 ) ص ( 152) زه بوني مه كسور

( به دشى من ب دورى بوو )

الفقرة ( 12 ) ص (162)

( به دشى من دور ﮊ خوه جهى كى )

أي الهي صنع ( الدرة ) من
ذاته التي هي اصل الكون في الديانة
الأيزيدية لتنفجر منها الحياة ومن ثم لتخلق السماء

وتقول الفقرة ( 38 ) ص ( 166 )

( شه مبوويى دانى ئه ساسه ل ئينى كر خلاسه )

أي في السبت ابتدأ وفي الجمعة
انتهى

اما كيف تم هذا الخلق و بأية
طريقة ؟

1. الدرة
من الكلمة :-

فالنص الديني( شيخو بكر)تقول
الفقرة ( 4 ) ص ( 185 )

( به دشى من دور ﮊخو جيكر )
الهي صنع الدرة من ذاته وكل نصوص هذا القول عدا خليل جندي فحذف هذه الفقرة وهي
برقم ( 6 ) التي تقول ( دور ﮊكه ليمه به دشى يا )

أي الدرة اصل الكون هي من كلمة
الله أي تم خلقها بالكلمة وتذكرنا هذه (
بالكلمة ) في انجيل يو حنا الأصحاح واحد
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله, او بكلمة ( كن فيكون
) الواردة في القرأن الكريم وهي واردة كذلك عندنا في ( الترقينى ) التي يتلوها
رجال الدين على الموتى.

( خه رقه ﮊكاف ونونه ) الخرقة
من الكاف والنون ( أي كن )

2. كيف
انبثق الكون من الدرة؟

النص الديني ( هه رى به رى كوبو ) ليوضح لنا كيف
انبثق الكون من الدرة :

الفقرة ( 13 ) ص ( 260 ) تقول

( به دشى من مو خفى سوره )

( ئيك حه رف حه دى بره )

( به يزايى كه ف دا دوره )

والترجمة الهي هو سر مخفي حرف
واحد يدل عليه

زبد البيضاء اعطت الدرة

ومن الملاحظ ان النص استخدم
كلمة بيضاء ولم يستخدم كلمة

( سبى ) في اللغة الكوردية .

الفقرة ( 14 )

( به يزايى دا بو كه ف )

( به دشايى من جو بووه ناف )

( به دشايى من جى دكرن بى وئه
له ف )

الترجمة : البيضاء أعطت الزبد (الهي
دخل فيها )الهي خلق الباء والألف

( والألف ) هنا هو ( طاؤوس أ لملك ) والباء هو ( الكون )

ودليلي على ذلك فقرة ( 33
) من النص الديني ( شيخادي شيخي شارا ) ص
( 430 )

( شيخادى شيخا ل مه عنييه )

( عه ول بى وئه لفييه )

( عه ين ل حه ق نافى خودييه )

الترجمة : شيخ عدي شيخ المعاني

هو قبل الألف والباء لانه عين
الحق هو اسم الله

3. ماذا تعني البيضاء :

البيضاء هنا تعني حسب كتاب

( التعريفات للجرجاني ) ص ( 33 )

البيضاء : العقل الأول اول من انفصل
من سواد الغيب, لانه اول موجود ,انه بياض يبين فيه كل معدوم ,ومن هنا ربما اتت
عبارة (عين البيضاء ) والدرة البيضاء وهي جميعآ تعود للمنبثق الأول عن سواد الغيب
وهو ( طاؤوس الملك )

والدرة البيضاء:-

عند ابن عربي في كتاب(الدرة
البيضاء) من تحقيق الدكتور محمد عزب

ص ( 11_26 ) مكتبة مدبولي
القاهرة / هي العقل الأول او

( العقل الكوني ) الذي منه انبثقت
جميع الأشياء وهو يقابل

( طاؤوس الملك ) ويأتي تحت اسم ( القلم ) وكذلك

( الروح الكلي ) وكلهم مسميات لرمز واحد, وهكذا
يتوضح لنا هنا ان الله والشيخ عدي احد اسمائه ,أي يتجلى الله في اسمه كاملآ ويتفق
معنا في هذا المعنى الكثير من المتصوفة ومن ابرزهم ( عبد الكريم الجيلي ) في كتابه
الأنسان الكامل فصل تجلي الأسماء ص ( 59 ) الباب الثالث عشر يقول :

( اذا تجلى الله تعالى على عبد
من عبيده في اسم من اسمائه, اصطلم العبد تحت انوار ذلك الأسم, فمتى ناديت ( الحق )
بذلك الاسم اجابك ( العبد ) لوقوع ذلك الاسم عليه ,فاول مشهد من تجليات الله لعبده
في اسمه ( الموجود ) فيطلق هذا الاسم على العبد, واعلى منه تجليه له في اسمه ( الواحد ) واعلى منه في تجليه اسمه( الله)
فيصطلم العبد لهذا التجلي ويندك جبله فيناديه الحق على طور حقيقته انه انا الله (
هنالك يمحو الله اسم العبد ويثبت له اسم الله )

المصدر : الأنسان الكامل في
معرفة الأواخر والأوائل / تأليف الشيخ عبد الكريم ابن ابراهيم الجيلي 767 _ 805
هـ الجزء الأول .

والتجلي هو غير ( الحلول ) او
الأتحاد بل هو ظهور الله للوصول من خلال الزهد والتعبد, أي وصول (الأدنى الى
الأعلى) وليس كما في الحلول نزول (الأعلى الى الأدنى) وهكذا

الله هو قبل الألف ( طاؤوس
الملك )والباء ( الكون ) أي ان ( طاؤوس الملك ) مخلوق قبل انفجار الدرة وخلق الأشياء جميعآ في الكون وحتى
قبل الملائكة ( كنور ازلي ) وان النص
الديني ( شيخادي شيخي شارا ) نفسه الفقرة ( 4 ) يقول

( شيخادى وتاؤوس مه له ك وسلطان
ايزيد ئيكى )

أي الشيخ أدي اسم الله وطاؤوس
الملك وسلطان ايزيد هم في المعنى ( واحد ) أي هناك في هذا المعنى وحدة الهية

( الثلاثة ) هم واحد فهناك (
وحدة وجود ) اذن كاملة ما دام كل شيء قد انبثق عن (الدرة )أو هي انبثقت بدورها عن
الله سبحانه وتعالى .

ويستمر هذا النص المقدس ليقول
الفقرة ( 18 ) ص ( 268 ) د.خليل جندي

عاشقا دا بوو جه وايه

به دشايى من جوبو نافه

دور مه وجي وبووه ئافه

الترجمة:

يجيبنا العشاق

الهي دخل في الدرة

الدرة تماوجت واصبحت ماءا

أذن كان هناك وحسب التسلسل
(الله) ,(الدرة) (الالف) طاوؤس الملك . ثم انفجار الدرة بعد استحالتها( ماءا) ثم (
الباء) الكون

ومن هنا يظهر خطأ من يجعل من
(طاوؤس الملك) عزازيل او جبرائيل الذي هو احد الملائكة السبعة والذين هم انفسهم
انبثقوا عن

(الالف) طاوؤس الملك اول نور
ازلي انبثق عن( الدرة) التي هي عرش الله....

الدرة والعرش :-

اذ يقول النص الديني (شيخ وبكر)
فقرة 3 ص 185 د.خليل جندي

كا من بيزنه من دور ته خته وبه
دشىمن تيدا كرتى مكانه

-
الا قولوا لي , الدرة هي (
التخت) راجع قول التختات ( لم يدونه د.خليل جندي والهي اتخذه مكان( عرش) الفقرة(1)
تقول (نقلا عن دفترشيخ ميرزا )

به دشى من تختي نورى جيكر

به دشي من مسكنى جيكر

به دشي من سه يرى وسيران ليكر

ان طريقة الخلق هذه الموضحه في النص الديني
الايزيدي, تتفق بشكل مذهل مع آخر مكتشفات الفيزياء, ففي كتاب (موجز تاريخ الزمن)
لمؤلفه( ستيفن هوكنغ )عالم انكليزي مشهور يتحدث عن (الانفجار العظيم) او ( الدوي
الهائل) الذي هو اصل الكون اذ يقول ان الكون ابتدأ من نقطة متناهية الصغر , وان
هذه النقطة تحولت الى سحابة من الدخان ثم اخذت تبرد من بلايين الدرجات
الحرارية حتى وصلت الى (3) درجات مطلقه,
وان اجزاء هذا الانفجار ماتزال تتباعد عن بعض وكما يقول (ادوين هابل) ان المجرات
تتباعد عن نفسها بسرعة (10) الاف كم في
الثانية وتستمر درجات الحرارة في اجزاء الكون بالتناقص.

والسؤال الى أي مدى سيستمر هذا
التباعد, وهذا الانخفاض لدرجات الحرارة؟

هل الى الابد؟ ان التجريد
الفكري يقول :

هناك ولادة اذن هناك موت ثم
ولادة ,, أي تنظيم (درة) (فوضى) انفجار – تمدد- ثم انكماش للعودة الى (التنظيم)

مرة اخرى وانقل عن موقع الكون
على النت , ان خلق الكون كان قبل 713مليار سنة حيث حدث الانجار العظيم وان 25% من
الكون مادة سوداء غامضة و70% طاقة مظلمة غامضة
و5% من الكون هو المنظوربالنسبة لنا.

, اما العناصر الاكثر شيوعا في الكون
والبالغه (105) عنصر هي الهيدروجين والاوكسجين والهليوم ..

وحسب نظرية
اينشتاين الكون على شكل بيضوي بسبب تحدب الكون .. والمشكلة الرئيسية بعد كل ما
عرفناه عن الكون , فان علماء الفيزياء اليوم يقولون :-

ليس لهذا الكون أي اساس مادي بل هو مجرد ذبذبات طاقة ,
ولقد تحدثت عن هذا الموضوع بشكل مفصل عبر اكثر من ست حلقات في مجلة زهرة نيسان تحت
عنوان تأملات شمدين باراني ( اوهامنا الجميلة)

... وسبقني في الحديث عنه د. علي الوردي

والكاتب فراس السواح وغيرهم , بالاضافة الى المتصوفه /
محي الدين بن عربي/ عبدالكريم الجيلي/ جلال الدين الرومي .. الخ

فاجزاء الذرة البروتونات والنترونات والالكترونات ليست
هي اصغر شئ ونهائي في الذرة بل هناك البيونات والفوتونات في النهاية التي هي ليست
الا ومضة ضوء . كما ان مانلاحظه من القوة الفائقة
في تماسك الاشياء في الكون ليست الآ عمليات جارية لتبادل او تحول البروتون الى
نترون وبالعكس.

المادة التي
تحيط بنا هي مادة بلا جوهر مادي , وان كل جسيم يعمل على تخليق ( جسيمات) تقوم هي
بدورها بتخليقه .. وان القوانيين التي تحكم الطبيعة ماهي الا( ابتكارات ) ذهنية
تساعدنا على فهم طريق عمل الطبيعة وليست هي الطبيعة نفسها ..

بينما كل شي في
اساس الكون يخضع للاحتمالات وتدخل الانسان يجبر لظهور احد الاحتمالات دون غيره .

وهنا يتفق العلم
والحدس الصوفي في اعتبار كل مانراه انما هو (وهم) ظهور( الواحد)او نوع من الخيال الخلاق الذي تتحدث عنه نصوننا الدينية تحت عبارة ( سيراند) كما جاء في نص (شيخ وبكر)
فقرة (4) ص 185كتاب د. خليل جندي .

به دشي من دور زخو جيكر

سيراند وسيران بيكر

ئه و سيوراند وبرئيكر

الترجمة: الهي
خلق من ذاته الدره

سيرها في نزهة

ثم
صورها وجعلها تبدو مليئة

(والسيراند) كما تحدثت عنها قبل الآن في محاضرتي عن (
الزمن) تعني الخروج من الزمن العادي المعروف الى الزمن الخيالي, وهو ليس خيالا
بالمعنى الدقيق بل قوة تأثير , تجعل من الدماغ يراه واقعا , وافضل مثال على هذا
السيراند او هو نفس المعنى للقوة الالهية
التي ( سيرت) الدرة لينبثق عنها
الكون ..

نوع من( العالم الافتراضي ) الذي يدخله المتتبع
لموقع على النت ولتقريب فهم الموضوع توضحه
لنا بشكل كامل قصة ( بير شرف وسلتان شيخ موس) د. خليل جندي ص 868 حينما شك احد (
خواص) الشيخ عدي بكراماته , فاصيب (بحكة جلدية) وحينما ذهب وغطس في ماء( عين ناسردين )

( سيره ) الشيخ
عدي اذ جعل منه فتاة في اسفل الصحراء ليعثر عليه الشيخ موس ويتخذها امرآة لتلد
طفلين له وصبي ثم يعود بها بعد ان يسمعها تردد نصوصا د ينية وفي تلك اللحظة افاق
ذلك المتعبد الذي غط في ماء ( عين ناسردين ) وليطلب من مساعده احضار ملابسه التي
كان قد نزعها فيرد المساعد لكن لم تبق في الماء سوى دقائق معدودات , فرد المتعبد
بل امضيت سنين طويلة!!

وهذه السيران او نفس الحكاية وجدتها في الهندوسية تحت
عبارة ( المايا) أي اختراق الزمن من خلال الفكر الخلاق منشورة في كتاب فراس السواح
( دين الانسان) فصل الهندوسية والبحث عن الوحدة في الوجود ص 253ومابعده ط/4 لعام
2002 اذ تتحدث اسفار البورانا ص 264 المصدر نفسه عن ناسك اسمه ( نارادا) اراد
الاله ( فيشنو) مكافأته فطلب من الآله ان
يفهمه (المايا) فعرضه لتجربة ساحقه اذ جعله يغوص في الماء مثل قصتنا ويتحول الى
فتاة تتزوج اميرا وترزق اولادا ثم تاتي الحرب على زوجها واولادها , وحينما تتقدم
من كدس الاخشاب التي تشتعل فوقها اجساد الزوج
والاولاد وتتأوه نائحه ياولداه ياولداه , عندئذ جعل الآله فيشنو نارادا
ليستفيق ليجد نفسه في بحيرة الماء التي غطس
فيها قبل دقائق معدودة ليسأل الآله ؟ اين الاولاد الذي تبكيهم
يانارادا ؟ والآن هل كانت الحياة الآخرى
التي عاشها (نارادا) كأمراة (وهما) خلقته قدرة فيشنو على ( المايا) التي تخص
الافراد ؟ام انها جزء من( المايا الكبرى) التي تتحدث عن خلق العوالم وزوالها , اذ
تبلغ كل دورة فيها (4) مليارات من السنين لتندثر ويحل بعدها ليل ( برهما) ثم ليخلق
عالم جديد بواسطة نفس ( المايا) من سرة
فيشنو السابح فوق مياه الابدية ..

ان( السيراندا) الايزيدية والمايا الهندوسية واحدة , في
اننا نعيش في كون ( وهمي) هو بالاساس ( درة) في السيراندا الايزيدي والتي هي سر
الهي يتجلى الله من خلالها في الكون باجمعه لان الكون( متكثر) من الواحد ( الله)
كما يقول النص الديني الايزيدي نقلا عن
كتاب ( به رن ِز ته ده بي ديني ئيزديان) د. خليل جندي ص 213 فقرة (1) به دشايى من
هه زار وئيك نافه

الهي الف
اسم من اسم واحد

ليقول في الفقرة (50) ص 220

قه سره كه وهه زار بنيانه

باجاره كه وهه زار دوكانه

سه ريه كه وهه زار زمانه

الترجمه :

قصر والف بنيان

بلد والف دكان

رأس والف لسان

انه الكون المتكثر عن الله
سبحانه وتعالى المظهر الذي تراه ابصارنا
هو ( وهم)(و الجوهر ) الحقيقي لظهور هذا الوهم هو ( الواحد) الاحد الذي لاشريك له
. ان تبديد هذا الوهم للوصول الى الجوهر
يتم بطرق لاحصر لها كما يقول نجم الدين كبرى الخوارزمي ( ان سبيل الوصول لله هي
بعدد انفس البشر )

واعداد البشر تزيد على
المليارات .....

شمدين
باراني