بعيدا عن «الموضوعات السياسية الساخنة» التي تستهوي وسائل الاعلام، سواء المؤيدة او المناهضة، وقريبا من الاوجاع الحقيقية للمواطنين في مصر، وخاصة الفقراء الذين اصبحوا يموتون بشكل شبه يومي لاسباب تبدو احيانا سريالية او هاربة من العصور الوسطى، تقف ازمة المياه والكهرباء في انتظار من يجد لها حلا، او نصف حل، وقد تفاقمت في ظل هذه الموجة الحارة غير المسبوقة التي تضرب البلاد حاليا، واوقعت اكثر من ستين قتيلا ونحو سبعمئة مصاب في ايام قليلة. وسيكون صعبا على مراقب من خارج البلاد ان يصدق حدوث هذا في وادي النيل، اول الانهار في العالم واعظمها، ومهد احدى الحضارات التي انارت طريق الانسانية، الا انه واقع يعيشه الملايين حاليا في مصر، فيما تبذل الحكومة جهدا في التعتيم عليه اكبر من اي جهد لمعالجة المشكلة نفسها. وليس الحديث هنا عن مشاكل في تأمين المياه قد تحدث هنا وهناك بين حين وآخر، ولكن عن مدن ومناطق كاملة بعضها في القاهرة الكبرى مثل شارع فيصل القريب من الاهرامات (التسمية الواجبة هي امبراطورية فيصل لأنه تضخم ليتحول الى مدينة سكنية مستقلة) والمنيب والقاهرة الجديدة وغيرها، حيث يصل الانقطاع المنتظم في المياه الى ثلاث وعشرين ساعة يوميا. وحسب المتحدث الرسمي باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي فإن أزمة انقطاع المياه على مستوى الجمهورية «سببها في جزء منها أعمال الصيانة التي تجري على المحطات وباقي أزمة الانقطاعات بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن محطات تغذية هذه المناطق بالمياه». وأن «شركة المياه تنوه في المناطق من خلال المساجد والمحافظة قبل قطع المياه لإجراء عمليات الصيانة ثم تفاجأ بشكاوى المواطنين من الانقطاع عندهم». وهكذا فقد توزعت الدماء بين ثلاث جهات، اولها عمليات الصيانة التي اختارت لها الحكومة اسوأ توقيت يمكن تصوره في العام، في ظل حرارة تجاوزت الخمس والاربعين في الظل، ثم المواطنون الذين «يعاندون الحكومة» عندما يتجاهلون الاعلانات عن عمليات الصيانة مسبقا، ولا يخزنون ما يكفيهم، واخيرا انقطاع التيارالكهربائي، وهذا حق لكن اريد به القاء المسؤولية على وزارة اخرى. واذا ذهبنا نسأل مسؤولا عن الكهرباء مثل رئيس شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، بعد ان ادى النقطاع الكهرباء الى تعطل المترو الى جانب انقطاع المياه في جنوب العاصمة، ستجده يقول في تصريحات منشورة انه لا يعرف السبب الذي أدى لهذه الأزمة (..)، وبالتالي ليست لديه خطة للتغلب على تلك المشكلة؛ ولعل الرجل صادق حقا اذ انه قال:»اقسم بالله أنا شخصيا معرفش سبب الأزمة، علشان أقول هتغلب عليها أزاي» . اما وزارة الكهرباء فلم تجد سوى الموجة الحارة وزيادة الاستهلاك لتوجه اليهما اللوم. وهكذا يبدو ان الفاعل الاصلي في هذه المأساة التي اودت بارواح العشرات، هي الطبيعة الغادرة التي فاجأتنا بهذا الصيف القائظ، ثم المواطنون الذين رفضوا الانتحار بان يمتثلوا لاوامر الحكومة، وقاموا بتشغيل المراوح او التكييفات حتى «لا يفطسوا» بالتعبير المصري في هذا الحر. اما الخلاصة على اي حال، فهي ان النظام بريء، وان المواطنين هم من لايعرفون كيف يحكمون. ولا يحتاج القارئ ان يكون مصريا ليفهم لماذا لا يجد المصريون امام هذه المأساة – الملهاة الا ان يسخروا من كل شئ. ولكن اذا كان مصريا او يعرف مصر جيدا سيدرك ان هذه السخرية في حقيقتها اخطر تعبير ممكن عن تراكم الغضب. وفي بعض المناطق، حيث اصبحت المياه تباع في السوق السوداء (الجركن بخمسة جنيهات والبرميل بخمسة عشر جنيها) قرر بعض الاهالي التحرك لانقاذ عائلاتهم، فقاموا بحفر آبار مياه جوفية دون اذن او مساعدة من الحكومة، في اشارة مهمة الى تراجع الدولة وانكماشها. وللأسف عندما يتصل مواطنون ببعض القنوات الفضائية ويحاولون شرح معاناتهم، يقوم مقدمو البرامج بالتضييق عليهم، بمجرد ان يعلموا انهم يريدون الشكوى من قضايا حياتية، وليس ان يمدحوا السيسي او مرسي او الجيش او الاخوان او ينتقدوهم (حسب توجهات القناة). وهكذا لا يجد هؤلاء من يوصل صوتهم للحكومة، ناهيك عن ان يخفف معاناتهم، فلا يجدون مفرا من مواجهة مصيرهم الذي اصبح مرهونا بمؤامرة حقيقية اساسها التقصير والفشل والاهمال من جانب نظام مشغول بالانجازات والانتصارات الاعلامية، والاجندات الامنية، واطرافها اعلاميون تفرغوا لخدمة الحكام وليس المحكومين، وارهابيون لم يجدوا هدفا اسهل من محولات الكهرباء لتفجيرها فيساهمون بدورهم في قتل الفقراء الذين لا يستطيعون شراء مولدات كهربائية ولا تكييف. فهل يلتفت احد الى هؤلاء قبل فوات الأوان؟ رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
مكبر الصوت هو مصدر معيشة أبي حسام منذ أكثر من أربعة عقود. في البداية اقتصر استعماله على الأفراح، كان يثبته مع بطاريتين وسماعتين على دراجة هوائية ذات ثلاث عجلات، يمضي أمام صف السحجة الذي يطوف القرية مرافقا للحاديين. الحادي يبدأ مسيرته بتحية صاحب (الميكروفون) أولا، ثم يطلب منه ضبط الصوت والانتباه لسلامة الجهاز من وعكات صوتية متوقعة صعودا وهبوطا أو سرسكة وحتى سكوتا، ثم يتحرك الصف بالطواف في أحياء القرية، بينما العريس في آخر الصف على صهوة فرس ذلول تحيط بها النسوة ويهزجن لجمال العريس وكماله وهيبته وعلومه وشجاعته، بينما الرجال يتقافزون ويسحجون ويردّون على الحادي بحماس. كان الفرح يستمر أسبوعا من التعاليل والسّحجات والدبكات، ولكن مع تطور علاقات الإنتاج، اختُصر إلى سهرة وزفة في ساحة البيت أو الحي، أو في ساحة المدرسة مقابل تبرع مالي للمدرسة، أو في قاعة أفراح، أو في الشارع العام بعد إغلاقه من الجهتين، وعلى السيارات أن تبحث لها عن طريق بديل. استبدل أبو حسام الدراجة بسيارة تجارية، وصار مكبّر الصوت أكثر حداثة، ثم أضاف كراسي وطاولات وثلاجة كبيرة ومسرحا متنقلا، يؤجرها لأصحاب الفرح، ويُذكر له تبرّعه بالكراسي في المناسبات الحزينة بلا مقابل. كثير من الناس يفضلون دعوة الناس بمكبر الصوت لتكون الدعوة شاملة، فلا يعتب عليهم أحد، فيكلفون أبا حسام بالمهمة لينادي: «يا أهالي قريتنا الكرام، باسم فلان الفلاني أبو فلان، ندعوكم إلى الزفة وزيانة العريس، وذلك مساء يوم غد الخميس، كما وندعوكم إلى المولد النبوي الشريف، عصر يوم الجمعة، ولتناول طعام الغداء على مائدة والد العريس، دامت الأفراح في دياركم عامرة»! واتسعت أعمال أبي حسام فصار أهم وسيلة محلية للدعاية والإعلان للمصالح التجارية من خلال المناداة بمكبر الصوت. تعلن محلات الزهرة البيضاء للألبسة الجاهزة عن حملة تنزيلات غير مسبوقة، إدفع ثمن بنطلون جينس واحد وخذ الثاني ببلاش…يا بلاش..»حملة تنزيلات هائلة على بدلات العرسان من كل الألوان وآخر موضة، وعلى (أبواط سبورط) من أحسن الماركات العالمية الأصلية، وأين هذا! طبعا في محلات أبو شاهر». « بسم الله الرحمن الرحيم…يا أهالي قريتنا الكرام، ندعوكم لافتتاح المخبز الجديد في الحارة الشرقية تحت دار أبو كارم لصاحبه محمود العبد، أرغفة عادية، خبز صاج، مناقيش بزعتر وبجبنة، تشكيلة من المسخن والمعجنات والقرشلة، خبز أسمر أيام الاثنين والخميس.. يا عيني على القرشلة باليانسون». «اسمعوا مليح…في ملحمة الأمانة عند أبو السعيد..كيلو لحم العجل بخمسة وثلاثين وبس..طري مثل الخس..إلحق حالك يا أبو العيال….». ليس هذا فقط، فالنشاطات والندوات والأمسيات السياسية والثقافية والفنية والتسجيل لروضات الأطفال ولدورات مهنية وغيرها يعلن عنها بواسطة أبي حسام وحتى المؤسسات الرسمية «إلى جميع أهالي قريتنا الكرام، قسم الجباية في المجلس المحلي يدعوكم لتسديد ضريبة الأملاك وأثمان المياه حتى نهاية الشهر الجاري، وذلك قبل اتخاذ الإجراءات القانونية، والحاضر يعلم الغايب، وقد أعذر من أنذر»..ثم يضيف (يا جماعة أنا لا أنذر أحدا..هذا رئيس المجلس هيك بدو).. وفي موسم الانتخابات، يصبح القرار الأول لدى الخلايا الحزبية في القرية «قولوا لأبو حسام ينادي على الاجتماع الشعبي»! وسوف تسمعه ينادي- يا أهالي قريتنا الكرام باسم الحزب ال…ندعوكم لحضور الاجتماع الانتخابي الشعبي الكبير في ساحة السوق، يتحدث في الاجتماع (النائب..الشيخ…الرفيق..الأستاذ، الشاعر..المرشح)..هلمّوا بجماهيركم!». أذكر في إحدى مسيرات الغضب في قريتنا، كان مكبر صوت أبي حسام البدائي في حينه ما زال على الدراجه الهوائية يتوسط المسيرة، وأحد الشبان يهتف من خلال المكبر والآخرون يردون وراءه… يا أهالينا انضموا انضموا شعب فلسطين ضحى بدموا.. يا أهالينا ردوا علينا دمّ الأسرى غالي علينا… حتى وصلت المسيرة إلى شارع عكا صفد في محاولة لإغلاقه. في اليوم التالي دُعي عدد من الشبان إلى التحقيق في مركز الشرطة وبينهم أبو حسام. - لماذا سمحت لهؤلاء الزعران أن يستخدموا مكبر الصوت خاصتك؟ - إنها مهنتي، وهم يدفعون أجرته! - لكنهم حرضوا على التمرد والعصيان ضد الدولة بمكبر صوتك أنت! - إنهم يدفعون أجرته، ولا شأن لي بماذا يستعملونه! ولكنهم هتفوا وحرضوا ضد الدولة… يا سيدي أين المشكلة! إدفع أنت أجرة مكبر الصوت وخذه واهتف ضد جامعة الدول العربية! رغم تجاوزه الخامسة والسبعين فهو يبدو في الخمسينات، ما زال صوته وطريقته بتقديم بضاعته تجذب انتباه المستمعين. قبل أيام كنت واقفا أمام بيتي عندما مر بسيارته، رآني فألقى التحية عبر مكبر الصوت (مساء الخير)، فرفعت يدي ردا على تحيته، نفخ منبّها..ثم بدأ ينادي بصوت رزين..»بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، صدق الله العظيم»، يا أهالي قريتنا الكرام، ندعوكم للسفر إلى القدس الشريف للصلاة، ولحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين من هجمات المتطرفين اليهود، السفر مجاني على نفقة فاعلي خير، تنطلق الحافلات من ساحة العين في تمام الساعة السادسة من صباح يوم غد الخميس». وحسب طريقته المعتادة في جذب الزبائن أضاف «لا تنسوا أنكم الرابحون، فالركعة في الأقصى بخمسمئة ركعة، وتقبل الله سلفا. سهيل كيوان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
كانت ترتجف كمن أصيبت بصاعقة كهربائية وهي تقص علي حكاية ابنها الذي تعرض للتحرش الجنسي، ثم الممارسة الجنسية غير الكاملة مع زميله في المدرسة، فلما سألتها عن عمره، تفاجأت بأنه لم يتجاوز الثانية عشرة، لم تكن هذه هي الحالة الوحيدة التي صادفتها في عالمنا العربي بعد نصف عودة من المهجر، فعداك عن تحرشات المعلمين بالأطفال، وتصويرهم على أجهزتهم الخلوية الخاصة، بعد أن يحرضوهم على خلع ملابسهم والقيام بحركات مخلة لا يفهمونها تحت ستار الترفيه، فإن جرائم الجنس التي ترتكب في أماكن قضاء الحاجة في المدارس ليست هينة، ولا تلقي الإدارات المدرسية لها بالا، بل تتغاضى عنها قصدا، ليس منعا للحرج أو الفضيحة فقط بقدر ما هي أسباب عنصرية، وواسطات، ولفلفة قضايا خطيرة وكبيرة لحماية مصالح الأقزام، تتواطأ معها وتتستر عليها بعض الجهات الرسمية مرتكبة جرائم أكثر خطورة باسم القانون! حاولنا الوقوف – قدر الإمكان – بعد سنوات من البحث، على أسباب هذه الانتهاكات، وتفشي هذه الظاهرة المسكوت عنها، وهنا كانت المفاجأة! عدد لا يستهان به من هؤلاء الأطفال يقومون بتصوير مشاهد مخلة وعري وإيحاءات جنسية صريحة من مسلسلات كرتون على هواتفهم الخلوية، ويتداولونها في المدرسة في ما بينهم، فهل قلت مسلسلات كرتون؟ بذاءة كوميدية شريرة نعم إنها كذلك… أحدثكم عن برامج كرتون صممت خصيصا للأطفال، تبثها قناتا boomerang و Cartoon Network الإنكليزية والعربية، أحدثكم عن رسوم متحركة تروج للقبلات الفموية، وتدعو للبلاهة والضحك الرخيص غير الهادف لا من الناحية الترفيهية ولا الأخلاقية ولا الثقافية، تستخدم إيحاءات جنسية فاضحة صريحة مباشرة أو غير مباشرة، وعنفا وأساليب كيدية، ونماذج كرتونية تقوم بإحاكة وفبركة الحدث بتفنن فظيع بالكذب والأحابيل الشريرة، كما تجده جليا في Looney Tunes مغرقة باستخدام العنف اللفظي والعبارات البذيئة، والمشاهد المربكة والمشوشة، والمواقف المفتعلة المبالغ بها خاصة في نطاق العلاقات الأسرية التي تقوض المفاهيم والمبادئ الأخلاقية بحيث تنزل الأبوين كما في The Amazing World Of Gumball والمعلمين في المدرسة مثل Horrid Henry إلى مرتبة دنيئة توظفهم بها لنمط تجاري يحرف أنماطنا السلوكية عن بوصلتها فيجعل من الأم والأب والمدرس أو المدرسة مادة للسخرية يقلل من احترامهم وقدرهم، ويشوه القيم وبهذا تستثير فضول الطفل وتجذبه وتسلخه عن واقعه فتنوم عقله مغناطيسيا، وهي تدغدغ عواطفه، وتغرقه في قهقهات مدوية تجره إلى التعود على هذا النمط الرخيص من الكوميديا الترفيهية المنحلة والمشوهة . «ديزني» إباحي بتمويل إسلامي أحدثكم عن أفلام «ديزني» للأطفال، التي تعج بها محلات بيع الأقراص المدمجة والمرخصة من الجهات الرسمية، أحدثكم عن عالم الطفولة الذي خدشوه وشوهوا براءته ، أحدثكم عن عمليات صهر للوعي وتجريد تام من الموروث الأخلاقي في نظمنا الاجتماعية التي تراعي الحياء والعفة والشرائع الدينية، أحدثكم عن قنوات فضائية عربية حتى النخاع لا بل ومسلمة، بطاقمها وتمويلها وقمرها الصناعي، ومركز بثها الإعلانية، والمشرفين على دوراتها البرامجية، وصفحات تواصلها الاجتماعية، تتفنن بدبلجة عروض كرتونية تعج بالمؤخرات العارية، والقبلات الفرنسية بألسنة وبلا ألسنة، بكل ما يخطر على بالك من فجور ومهازل أخلاقية مقززة، وتعري متعمد وخلع ملابس داخلية على الملأ بحجة الإضحاك والتسلية فأي عهر بعد هذا يا إلهي؟ الخطر في بيوتكم وفي أرحام نسائكم ما دام الجيل القادم ينتظر رسوما يمارس أبطالها الكرتونيون الجنس فوق شطآن العراة… فويحكم ماذا تنتظرون؟ فخاخ قانونية إن كانت أهم مبادئ اتفاقية حقوق الطفل الصادرة في عام 1989 تضافر الجهود من أجل المصلحة الفضلى للطفل ووضع حقوق تتلاءم مع الكرامة الإنسانية له وتطويره وتنميته، فإن في المتاجرة بمتعته وترفيهه على حساب سلوكه ما يجرم كل من لا يطبقون المواد الخاضعة لتلك الاتفاقية. وهذه أسبابنا : 1 – المادة 16 من قانون حقوق الطفل تجرم انتهاك حرمات المنازل وحياة الأطفال الخاصة لم تجد في كل تلك البرامج ما يخل بحرمة البيوت، وخاصة في مجتمعاتنا العربية، أليس فيها اقتحام لملكوت الأطفال الذي فطر على البراءة والنقاء والعفة والحياء والخصوصية؟ ألا يوقع هذا الطفل في فخ الإدمان على البذاءة مما يصل في قانون العقوبات إلى مرتبة الإدمان على المخدرات تبعا للآثار المدمرة المترتبة عليه نفسيا وجسديا وأخلاقيا واجتماعيا؟ أليس في هذا الإصرار على عرض هذه النوعية اختطاف للطفل من منظومته الأخلاقية التي تربى عليها؟ مما يضيف جرائم أخرى تندرج تحت بندين آخرين يتعلقان بالاختطاف والإدمان.. وكله يدخل في باب الانتهاك المباشروغير المباشر . 2 – المادة 17: على الدولة أن تضمن حصول الأطفال على المعلومات والمواد الإعلامية من مصادر مختلفة وأن تشجع وسائل الإعلام على نشر المعلومات ذات الفائدة الاجتماعية والثقافية للطفل وحمايته من المواد الإعلامية الضارة … فأين هي الإجراءات القانونية التي نحاكم بها من يخالفون هذا بكل وقاحة بلا ضمير ولا رادع قانوني! 3 – إن اعتبرنا أن واجب الدولة كما في المادة 18 من هذه الاتفاقية مساعدة الوالدين على تربية الأبناء بتوفير الجو الملائم والدعم ليس فقط المادي بل الرسمي، الذي يكفل حمايتهم من الاستغلال الجنسي أو الاعتداء والبغاء المنظم كما في المادة 34، فإن تغاضي الدول عن هذه البرامج القذرة يضعها أمام جرمين خطيرين باختراق المادتين المذكورتين، واستسلام الأهل لهذا التقصير ومجاراتهم للموضة الإعلامية الرائجة لا يقل جرما، لأن كل ما شرحته بغاء واعتداء جنسي على الأطفال قوامه استغلال غرائزهم وإثارتها بمواد إباحية تخدر طاقتهم الإيجابية وتدفعهم لخوض تجارب مهينة لبراءتهم وعمرهم ووعيهم مما يعني أنها تشجعهم على ممارسة بغاء أعمى بلا معرفة ولا إدراك لمجرد التقليد والانسياق وراء حاسة الفضول. وهذا أفظع من الاعتداء وأقذر! 4 – إن كان الإعلام يدخل في مجال التعليم، فإنه حسب المادة 29 عليه أن ينمي مواهب الأطفال وقدراتهم العقلية والجسدية، وهو ما لا يمكن أن يحدث إن واظبت الرقابة على ترخيص هذه السموم التي لا تطبق المادة 36 فلا تكفل الحماية من جميع أنواع الاستغلال وأشكاله، بالتالي تنافي نص الماة 35 الذي يحظر المتاجرة بالأطفال وإساءة معاملتهم، فماذا بعد؟ من دور العبادة إلى دور الدعارة عندما تصل نسبة الأطفال في مجتمعاتنا إلى ما يقارب 43 % من معدلات الفئات العمرية، ونسبة اهتمامنا بالمنتوج الثقافي والإعلامي لهم تصل إلى دون الدرك الأسفل مقارنة مع نسبة الأطفال الأقل في المجتمعات الغربية ومعدلات الإنتاج الثقافية والتوعوية الضخمة جدا الخاصة بهم وحدهم، فهذا يعني أننا شركاء بالجريمة، ليس جهلا بل بوعي تام ولامبالاة مفرطة… ومطاطية مصابة بالتخمة والكسل والغباء والجلافة. إن اعتبرنا أن إعلام الطفل عليه أن يحفز الحس الجمالي وينميه، ويشذبه، كما يفترض، فإن ما نراه من تشويه وتفكيك للمعايير السامية ما يرعب من مستقبل يربي أطفالنا على عادات محرمة وضارة صحيا ونفسيا، دون تثقيف أو توعية جنسية تليق بعمرهم وبخطورة ما يعرض عليهم ويتلقونه مجبرين، لأنهم ينتمون إلى مجتمعات استهلاكية لا تنتج ولا تفكر، كل ما يهمها أن تفرض أنماطها السلوكية بالقمع والتخويف لأنها مرعوبة من ثقافة العيب والحرام والعار، في ذات الوقت تؤدي فروضها في المساجد طيلة النهار، وبعد صلاة العشاء بقفزة واحدة تنط من الجنة إلى الجحيم، تخرج من دارالعبادة لتدخل دارا للدعارة . العقاب بالتعرية ردود أفعال لم نعهدها في أبنائنا من قبل، نراهم يجنحون إلى القسوة والعنف بعيدا عن رقة القلب وسمو العاطفة، نعود إلى مجتمعاتنا العربية من منافينا الغريبة، لنفاجأ بما هربنا منه في غربتنا… انظر إلى ارتفاع معدلات الجريمة، إلى حالات الشذوذ التي أصبحت عادية تعيش بيننا ونتعود عليها كأنها موضة حضارية… نماذج أنانية، صراعات رخيصة، انسلاخ وعزلة ثقافية وفقدان هوية، في حين يخصص تلفزيون (Cbeebies) البريطاني برامجه للتثقيف والترفيه والتسلية وتنمية المواهب وتعليم آداب التعامل والصداقة والترابط الأسري والتخيل والإبداع والمرح وعلم الطبيعة والحيوان والطبخ والفضاء والرسم والضحك الهادف الذي يوظف شخصية «Mr Tumble» للتعاطى مع الأطفال المعاقين وإدماج المجتمع معهم، فماذا نرتكب نحن بحق أطفالنا؟ قبل أن نحاكم من يقوم ببث هذه الأمور علينا إغلاق كل هذه المحطات بالشمع الأحمر، واقتياد طاقمها إلى شرطة الآداب، ورفع دعاوى جماعية للقضاء والمحاكمة الدولية إن تواطأ قضاؤنا معهم، واللجوء المنظم المدروس قانونيا لمنظمات حقوق الإنسان والطفل، حول العالم، والخروج إلى الشوارع والساحات العامة، مطالبين بتعريتهم في الميادين وعلى الملأ، فهل أكتفي أم أزيد؟! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن لينا أبو بكر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
لا بد أن ينتهي من يبحث في مفهوم التخييل إلى كونه قد اقترن في الأغلب بالنصوص الحكائية، ويعود السبب في ذلك إلى الرؤية إليه من زاوية مرجعية أرسطية. والركيزة الرئيسة في ذلك، المحاكاة وقيامها على الفعل أساسا. وكل إنتاج لا يراعي هذه الركيزة أو يفتقر إليها يستبعد من مجال التخييل، وهذا ما نلمسه في الكثير من الكتابات النظرية التي لامست المسألة، وفي مقدمتها ج. جينيت الذي يضع التخييل (بوصفه يحدد المظهر الأدبي للنص) مقابلا للتعبير (بوصفه يرتبط بالمظهر اللفظي للنص). ويقسم الأدب تبعا لذلك إلى تخييل وشعر، ويقصي الشعر بموجب هذا التقسيم من مجال التخييل، ومن ثمة يصير هذا الأخير مماثلا لما هو سردي، أو درامي. لكن هذا الإجراء النظري يعد في نظرنا غير منصف البتة تجاه الأدب نفسه قبل أن يكون منصفا تجاه الشعر. ومرد رفضنا لهذا التقسيم، وما يترتب عليه من إعادة النظر في مفهوم التخييل، إلى حجتين رئيستين: الحجة الأولى تعود إلى المرجعية الأرسطية نفسها؛ ومن ثمة يكون الاستدلال نابعا من ضرورة فحص الاتساق النظري والمنطقي للمسألة انطلاقا من داخل هذه المرجعية. والحجة الثانية ماثلة في مدى صحة حصر محتوى التخييل في صيغة إنتاج فني واحدة، وعدم التساؤل عما إذا كانت تحتمل توسيعا لها، خاصة إذا أدركنا أنها مأخوذة من اللفظة اللاتينية fictionem التي تعني عدة معان مختلفة من أهمها معنيان هما: الخلق inventer وفعل الخيال imaginer. وعلينا أن نبسط الحجتين معا قبل تقرير النتائج التي تترتب على ذلك. بسط الحجة الأولى: عادة ما جُعل التخييل مساويا للمحاكاة mimésis اعتمادا على أرسطو، وذلك بوضعها في تقابل مع اصطلاح diégèsis الذي يشير إلى الكلام الذي يتحمل فيه الشاعر مسؤوليته، وينقل عبره كل شيء، ومن خلاله، ولا يُسند إلى الآخر، ومن ثمة يمكن عد مقابله (أي المحاكاة) بمثابة الكلام الذي يسند إلى الشخصيات من دون تدخل كلام الشاعر. فهذا التحديد تام بوساطة الصيغة، ويطرح مشكلة ما إذا كانت المحاكاة صيغة إنتاج ومبدأ له، أي تمثيل العالم (لا تقليده)، بما يطرحه هذا التحديد من علاقة بالواقع (و/أو الحقيقة). هذا التساؤل هو الحاسم في فهم المسألة إلى جانب التأكيد على أن الحكي لا يعتمد على صيغة المحاكاة وحدها، بل أيضا على صيغة «التسريد» التي نفضل أن نترجم بها مرحليا لفظة diégésis، بل تكاد هاته الصيغة الأخيرة مهيمنة تحدد الفعل السردي، ولربما هذا ما كان أفلاطون يحدد به الفنون أو يصنفها به استنادا إلى التلفظ (من يتكلم؟) في الكتاب الثالث من «الجمهورية». ويمكن القول اعتمادا على هذا التوضيح إن الفنون هي محاكاتية من حيث المبدأ، وقد تكون غير محاكاتية من حيث الصيغة، أو تجمع بين المحاكاتي وغير المحاكاتي داخل فن واحد. أما اعتماد التخييل مساويا للمحاكاة، وحصره في السردي أو الدرامي، فيتعارض مع جعل أرسطو الفن محاكاتيا، سواء أكان تاما بوسيلة الشعر أم بوسائل أخرى غير لفظية من قبيل الرقص والنحت والموسيقى، بل يجعل من اللغة ضربا من الصناعة المحاكاتية. وإذا كان الأمر كذلك فكل صنف شعري ينبغي أن يندرج في خانة المحاكي، وإلا اتسمت النظرية الأرسطية في الشعر بالتناقض، ووقتذاك سنكون مجبرين على إصلاح الضرر بأحد إجراءين: إما أن ندع أرسطو جانبا، ونفكر في بديل نظري أكثر اتساقا، وإما أن نحاول إعادة النظر في المسلمات التي كونت قراءتنا لأرسطو بما في ذلك مفهوم المحاكاة. وفي كلتا الحالتين ينبغي أن نتخلى عن المفهوم السائد حول التخييل لأن تبعات نظرية وإجرائية غير مرضية ستترتب على الإبقاء عليه بالفهم الحالي. وفي نظري يعد الإجراء الثاني أكثر مقبولية، والنظرية الأرسطية لا ترفضه، بل تقبله، وذلك بموجب إعادة قراءة «البويطيقا» من خلال رؤية غير مجزئة. وهذا الإجراء يسمح لنا بحل مشكلة إدراج الشعر أو عدم إدراجه في المحاكاة. ولكي يتحقق ذلك لا بد من التمييز كما قلنا بين مستويي المحاكاة: مستوى كونها مبدأ منتجا، ومستوى كونها صيغة في القول. ففي المستوى الأول يكون الشعر محاكاتيا، فيقبل النظر إليه من زاوية التخييل بفعل عده خلقا invention، وهو شبيه بكل الصناعات في هذا الأمر، ومن ثمة تطرح علاقته بالحقيقة، والواقع. وهذا يعد- في الحقيقة- الخلفية التي كانت تعمل خلف التصنيف الفني في العصر اليوناني؛ وبهذا يمكن قراءة المحاكاة على نحو يغاير ما هو سائد في المرجعيات الغربية القديمة والحديثة، التي بنت تصورها في هذا الصدد على أرسطو. بسط الحجة الثانية يسمح لنا ما استعدناه من لفظ التخييل اللاتيني من معنيين (الخلق وفعل الخيال)، وكذلك إعادة النظر في فهم المحاكاة كما بسطناه آنفا، بتوسيع مفهوم التخييل بغاية مراجعة مدى عدم تخييلية الشعر. وعلينا أن نقرر بدءا أن التخييل ليس هو اختلاق الحكايات، بل هو أوسع من ذلك بكثير؛ إذ لا يطول – من حيث عده فعل اختلاق (و/ أو خلق)- الأفعال في علاقتها بالماهيات والوقائع (حكي الأحداث) فحسب، بل الأقوال أيضا بوصفها مخيَّلة لا من جهة علاقتها بالحقيقة، ولا من جهة ابتكارها (حكي الأقوال). كما يطول التخييل الشكل التأليفيَّ (الجانب المادي من الإبداع: الإيقاع- الخط – الكلمات- الحروف…الخ)، والشكل المعماريَّ (الجانب الأخلاقي: موقف الكاتب) الذي يُؤسِّس الموضوعَ الجماليَّ (Bakhtine). وينبغي في ضوء هذا الفهم تجاوز التقابل بينه وبين التعبير dictionالذي سجنه فيه «ج. جنيت» إلى مد فعاليته الفنية إلى البناء والطريقة اللذين يُمثَّل بواسطتهما الموضوع الأدبي، وصياغتِه فنيا، ولا يتعلق الأمر هنا بالصيغة وحدها، وإنما بمجمل مكونات العمل الفني. فالتخييل فعل صناعة يتدخل في المادة الجمالية ليصوغها على نحو مخصوص كي تقدم إلى متلقٍ معين، والانتقال به من مجال العالم الجاري أمامه إلى مجال عالم آخر مختلق. وينبغي هنا استعادة كل من «كانت» و»وردزورث»؛ حيث يرى الأول بأن الخيال يركب الصور غير المترابطة في الذهن، ويغني الثاني فهم كانط بإضافة وظيفة الانسجام على عملية التركيب التي يمارسها الخيال، ومن ثمة فالتخييل هو العمل الذي يمارسه الخيال، والذي يقوم على الجمع بين المتنافر وإنتاج واقع جديد، وهذا ما فعله بول ريكور في كتابه «الاستعارة الحية»؛ حيث جمع بين إيمانويل كانت ووليام وردزورث، فعد الاستعارة داخلة في عدم التلاؤم المحمولي، ومنتجة واقعا جديدا بفعل خلق التلاؤم داخل عدم التلاؤم. ينبغي الإدراك- في إطار توسيع مفهوم التخييل هذا- أن الكاتب لا يُخَيِّل موضوعه بخلقه خارج عالم الوقوع فحسب، بل يخيل أيضا الطريقة التي يُمثِّل بها هذا العالم، ويُقدم جماليا، هذا إلى جانب تخييل البعد الخلقي بتخييل إسناداته إلى شخصيات مُحدَّدة. فالروائي غابرييل كارسيا ماركيز لا يُخَيِّل، في روايته «الحب في زمن الكوليرا»، حاسّة الشم عند فيرمينا داثا بوصفها دالة على فعل استثنائي يخالف العرف الواقعي في التعامل مع الملابس، بل يُخيِّل أيضا الموقف الأخلاقي من الشم، والماثل في شك فيرمينا في زوجها، ويزداد هذا الموقف الأخلاقي تخييلا بجعله مصوغا وفق خلفية عقدة الذنب تجاه «فلورينتينو أريثا»، ولا يقف التخييل- في هذه الرواية- عند بناء الموضوع والموقف الأخلاقي، بل يمتد إلى التأليف الصوتي (تركيب الصور عند كانت غير المرتبطة)؛ فالاسمان فيرمينا داثا وفلورينتينو أريثا يكادان يتماثلان في مادتهما الصوتية، ويظهر التخييل فيهما أكثر على مستوى تماثل بدايتهما (ف) مع تماثل بداية الرواية التي تجسم بداية الحب بينهما، وتماثل نهايتهما (ثا) مع نهاية الرواية الماثلة في استعادة الحب مرة أخرى بينهما في زمن الشيخوخة مرة أخرى، بل أن التصغير الذي يطول الاسم فلورينتينو- من حيث تركيبه المورفولوجي- دال على التشخيص الروائي الذي يطول حامله؛ حيث يوصف بكونه قميئا غير جذاب. تترتب على ما أتينا عليه من تفصيلات- عقب مراجعة مفهوم التخييل- نتائج مهمة نحددها في ثلاث قضايا ينبغي التفكير فيها بجدية: ا- إعادة النظر في إشكالات نظرية وإجرائية نقدية تتعلق بنظرية الأجناس الأدبية، خاصة على مستوى المحاكاة؛ إذ لم يكن لاستعمالها صلة بالتصنيف، بل بأمور تتعلق بالحقيقة، وبكيفية الوسائل التي تعتمد فنيا للتعبير عنها. وإقرار حقيقة من هذا القبيل يسمح بإعادة النظر في إشكالية الجنس الأدبي، ومدى حضورها في العصر اليوناني. ب- إعادة النظر في نسقية الشعر أو عدمها (رولان بارث)، وعلاقته بأصوله الأولى، وعدم مراعاة النسقية الفلسفية العقلانية المبدأ الأسطوري السابق عليها بسلبه حقه في أن يمتلك نسقه الخاص به في علاقته بتخييل الحقيقة. ج- إعادة النظر في كثير من التسميات التي وضعت من أجل حل إشكالات إبداعية جديدة، ومن ضمن ذلك التخييل الذاتي كما هو محدد اليوم في الأدبيات التي تؤسس مفهومه. أكاديمي وأديب مغربي عبد الرحيم جيران [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
البيت الارامي العراقي الادارة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: رد: عطش وظلام في وادي النيل وبلاد النور؟ ونشرة القدس العربي اليومية الخميس 13 أغسطس 2015 - 21:05
القاهرة ـ «القدس العربي» : لا تزال اهتمامات الأغلبية متوجهة نحو موجة الحر الشديدة، ووفاة العشرات بسببها، والأخطر أنه لأول مرة منذ شهر رمضان الماضي حدث شرخ في الثقة الشديدة التي حدثت في التحسن الهائل للشبكة الكهربائية، بسبب صمودها في رمضان وبدايات الموجة الحارة، عندما حدث تلف أول أمس في محولين كهربائيين بسبب الحرارة والضغط، أدى إلى وقف حركة مترو أنفاق القاهرة الخط الأول، عدة ساعات، وكذلك انقطاع الكهرباء فترة في القاهرة، وتأثيره في محطات المياه، وقد تم إصلاح التلف بسرعة، وهو ما عكسته الصحف المصرية أمس الأربعاء 12 أغسطس/آب، التي اهتمت أيضا بما يقال عن انقطاعات للكهرباء في بعض المحافظات وهو ما تنفيه الوزارة. ووقع حادث أول أمس جذب اهتمام الأغلبية، وهو وفاة الفنان الكبير نور الشريف، وسوف تمتلئ الصحف وبرامج الفضائيات بالكتابة والحديث عنه، رحم الله الفقيد. الاهتمام أيضا امتد لظهور نتائج المرحلة الثانية للقبول في الجامعات ولم تعد الكتابات الكثيرة عن قناة السويس الجديدة تلقى الاهتمام الذي كانت تلقاه قبل افتتاحها، ويوم الحفل بعد أن اطمأن الناس عليها. وكان لهذا سبب آخر إضافي أخبرتنا به أمس الأربعاء الجميلة في جريدة «الأهالي» سحر، إذ أدعت أن أحد العمال في المشروع رد على مقدم برامج وهو يقول: بمناسبة افتتاح قناة السويس نهنئ السيد الرئيس والسيد رئيس الوزراء والسادة الوزراء والسيد المحافظ والسادة مديري الأمن.. بأنه هو الذي حفر القناة. وتضاءل الاهتمام بعدد من الأخبار، رغم أهميتها مثل، تصفية طائرات الأباتشي في سيناء أكثر من عشرة إرهابيين، وهذا يؤكد استمرار إجادة الجيش للهجوم بالهليكوبتر، وتوافر المعلومات، وسرعة الإقلاع للحاق بالعناصر الإرهابية المبلغ عنها، ومن الأخبار الأخرى التي وردت في صحف أمس استمرار محكمة الجنايات في محاكمة كل من علاء وجمال مبارك في قضية التلاعب بالبورصة، وإصدار المحكمة العسكرية أحكاما بالسجن المؤبد ضد مئتين وخمسين من الإخوان في البحيرة وإحالة مرشد الجماعة محمد بديع وعشرات آخرين للجنايات في قضية رابعة. وإلى شيء من أشياء عديدة لدينا…. الانتخابات والأحزاب ونبدأ بانتخابات مجلس النواب المقبلة حيث ستقوم اللجنة العليا للانتخابات بالإعلان عن تلقي طلبات الترشيح على الدوائر الفردية وعددها أربعمئة وأربعون مقعدا، وكذلك القوائم الحزبية التي قال عنها يوم الثلاثاء لواء الشرطة رفعت قمصان مستشار رئيس الوزراء للانتخابات في حديث نشرته «الأخبار» له يوم أول من أمس الثلاثاء، وأجرته معه زميلتنا الجميلة ثناء القص: «موضوع المال بشكل عام يتوقف على ثقافة الناخبين وقدرتهم على الفرز واختيار الأصلح، أعتقد أن هذا الأمر لن يكون له تأثير كبير في ظل وعي الناخب المصري، بعد سلسلة الانتخابات التي خاضها في العامين الأخيرين، وأصبح على درجة من معرفة المرشح وأهدافه، أكثر من أي وقت مضى. فالناخب قد يعطي موافقات شفوية وقد يتلقى مقابلا بشكل أو بآخر، ومن يراهن دائما على الناخب المصري وعلى الشعب المصري هيكسب، وأنا واثق من أن الناخبين المصريين سوف يكونون حذرين ومدققين في اختياراتهم هذه المرة. والرئيس السيسي راهن على الشعب ولم يراهن على أي قوة أخرى داخلية أو خارجية، وكسب الرهان. والناخب المصري سيختار عناصر جيدة تشكل برلمانا جيدا وأي فئات يتخوف الشعب منها لن يختارها حتى لو اضطر البعض تحت عوز الحياة والحاجة إلى أن يتلقى فائدة معينة فسوف يحكم ضميره أمام الصندوق ويختار الأصلح». أبو شقة يعلن دعمه للبدوي ويسحب استقالته هذا بشكل عام أما المشكلة الحزبية التي استحوذت على الاهتمام فجأة فكانت التطورات التي قيل إنها تقع في حزب الوفد، حيث تشكلت مجموعة قوية داخله تطالب رئيسه السيد البدوي بالاستقالة، وقام السكرتير العام للحزب بهاء أبو شقة بالإعلان عن استقالته وكان غريبا أن ينشر كل ذلك، بينما الجمعية العمومية للحزب «المؤتمر العام»، اجتمعت من مدة بسيطة وأنتجت الهيئة العليا الجديدة وجددت الثقة في البدوي، وهو ما يؤكد أن ما نشر رغم كثرته يفتقد إلى الدقة، بالإضافة إلى ملاحظة وجود تعمد واضح من حزبي «المصريين الأحرار» و»الجبهة الوطنية» للنفخ في حكاية وجود أزمة داخل الوفد والترويج بأن الرئيس السيسي غير راض عن السيد البدوي، لأنه لم يلتزم بتنفيذ كل ما تعهد به أمامه، عندما جمع الرئيس السيسي البدوي مع ممثلين عن المعارضين الذين يطالبون بإقالته من القيادات، مثل فؤاد بدراوي وعصام شيحة وعبد العزيز النحاس وطلعت رسلان، وهم من القيادات الثقيلة، وتعهد البدوي أن يحل الأزمة بتعيين ثمانية من العشرة، لكنه عندما رجع للحزب واجهته معارضة أخرى من أنصاره واعتبروا العدد الذي سيتم تعيينه كبيرا بالإضافة إلى أن قطاعا في الحزب لم يكن مرحبا بوساطة الرئيس، حتى لا تصبح سنة جديدة بأن يتدخل بين قوى الحزب كلما حدث شقاق، مع تقديرهم لدوافعه التي عبر عنها بأن الوفد حزب الأمة، وله تاريخ لابد أن يحافظ على شعبيته، بالإضافة إلى أن هناك شخصيات أعلنت انضمامها للوفد، ولابد أن يتم تعيينها في الهيئة العليا، خاصة رجل الأعمال الناصري محمد فريد خميس، الذي قد يوازن بثقله ثقل رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويرس، والذي يتهمه وفديون بأنه مستخدم المال لإجتذاب مرشحين من الوفد، مع العلم أن في الوفد رجال أعمال وأسرا غنية قادرة على الصرف على الحملات الانتخابية، وعلى رأسهم البدوي نفسه، لكنهم ليسوا في غني ساويرس ولا يتمتعون بمثل جرأته في صرف مئات الملايين على الحزب. المهم أن الخلاف الذي نشر عن الحزب بأن رئيسه يهدد بالاستقالة لم يكن صحيحا، كما أن السكرتير العام بهاء أبو شقة، أكد أنه قدم استقالته من الحزب لا احتجاجا على قرارات للبدوي وإنما لقطع الطريق على شائعة أنه استقال رغبة في وراثة منصب رئيس الحزب. وعلى العموم فقد عقدت الهيئة العليا للحزب اجتماعا جددت فيه الثقة في البدوي كما أن أبو شقة أعلن دعمه له وسحب استقالته». رئيس حزب «الوفد»: أساس الديمقراطية هو التعددية الحزبية وألقى البدوي كلمة أمام الهيئة العليا نشرتها «الوفد» أول من أمس قال فيها: «حدث خلال الـ24 ساعة الماضية فتنة داخل بيت الأمة، وما نؤكده أن الوفد بثوابته وقيمة وتاريخه أقوى من أن ينال منه أحد، أو أن تنال منه جماعة اليوم. نعلن أن الهيئة العليا بجميع أعضائها، أكدت الثقة في رئيس حزب الوفد وسكرتيره العام، وصدر بيان موثق بالتوقيعات على تأكيد هذه الثقة، وأن الوفد ماض في طريقه سندا ودعما للدولة المصرية الوطنية المدنية الحديثة والعادلة، حتى ننتصر في معركتنا ضد الإرهاب ومعركتنا في بناء مصر الكبرى. كان الهدف من تلك الفتنة الإساءة للوفد والتأثير على الوفد في الانتخابات المقبلة، وظفر في هذا بعض المنافسين وبعض الشخصيات التي تطمح في الاستيلاء على الوفد، ولكن أقول لهم الوفد اكبر من أن ينال منه احد، الوفد ظل باقيا لـ97 عاما، وسيظل بإذن الله باقيا أبدا الدهر، لأنه أساس الديمقراطية. والديمقراطية التي نحرص عليها جميعا ويسعي لها رئيس الدولة لن تقوم إلا على أساس التعددية الحزبية، والوفد هو حجر الزاوية في هذه التعددية الحزبية وأؤكد مرة أخرى أن علاقتي والمستشار بهاء أبو شقة هي علاقة تمتد لأكثر من عشرين عاماK علاقة إنسانية علاقة أخ بأخيه وعلاقة سياسية وعلاقة حزبية لم تشبها شائبة على مدى 20 عاما وأكثر، ولن تشوبها بإذن الله مستقبلا أي شائبة». أموال «المصريين الأحرار» لن تشتري «الوفد» إذن هذا اعتراف علني مسجل على رئيس الحزب بان فتنة حدثت داخل الوفد بتآمر واضح من حزب المصريين الأحرار، وإن لم يذكر علنا ذلك. وفي العدد نفسه نشرت «الوفد» تحقيقا لزميلتنا الجميلة نرمين عشرة جاء فيه: «ردا على تصريح المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار بان منسحبين من الوفد طالبوا بالانضمام للمصريين الأحرار، أكد المستشار بهجت الحسامي المتحدث باسم حزب الوفد على أنه يتحدى المتحدث باسم المصريين الأحرار بأن يذكر اسما من هذه الأسماء، وأن «أموال المصريين الأحرار»لا يمكن أن تشتري أي عضو من أعضاء الوفد، وأن تلك التصريحات تدخل في إطار سعي المصريين الأحرار للإساءة للوفد معتقدين أن الأموال التي يشترون بها النواب من الممكن أن تشتري تاريخا، وان تصنع مستقبلا. الأيام بيننا وسوف يرد الناخب المصري الواعي على حزب المصريين الأحرار في الانتخابات المقبلة ردا يفاجئ القائمين على الحزب والذين يظنون أنهم قادرون على شراء مجلس النواب وشراء الحكومة المقبلة». أحزاب متنافسة تتبادل الاتهامات ونغادر «الوفد» إلى «التحرير» في اليوم نفسه، وقد نشرت فيه تصريحا للمتحدث باسم المصريين الأحرار شهاب وجيه قال فيه: «تقدم لنا عدد من أعضاء حزب الوفد للانضمام إلى حزب المصريين الأحرار، ونحن بدورنا نقوم حاليا بمراجعة هذه الطلبات، وفحص كل عضوية على حدة- هناك أعضاء، وهناك مرشحون، ولكن الأكثرية من المرشحين – ليس لدينا حصر بالأعداد، خصوصا أن كل الراغبين يحضرون إلى المقر الرئيسي للحزب، فلدينا ما يزيد على 100 مقر، على مستوى الجمهورية، وهناك استمارات عضوية تطلب يوميا في هذه المقرات، ونجري حصرا كل 3 أشهر على عدد العضويات الجديدة، حالة العداء مع الوفد « نفسنة» وربما الصعود الكبير لحزب المصريين الأحرار، وانضمام مرشحين أقوياء له سبب إزعاجا لكثير من الأحزاب المنافسة، مما جعلهم يشنون حملات لتوجيه اتهامات للحزب، لا أساس لها من الصحة. والحزبان يتنافسان على أرضية واحدة فمبادئهما متشابهة، وفي النهاية من جهتنا ليست لدينا أي مشكلات مع حزب الوفد، ولكن حزب الوفد هو من يشعر بأن حزب المصريين الأحرار منافس قوي فيسعى للهجوم عليه – أنصحهم بالتركيز على حل أزماتهم الداخلية، واختيار عناصر قوية لخوض الانتخابات البرلمانية، فنحن قلقون من أن حزب الوفد لن يحقق النتائج المرجوة، التي ينتظرها الناس منه في الانتخابات، ولذلك إذا لم يتمكنوا من حل أزماتهم الداخلية سينتهون للأبد- من المرجح جدا أن يحدث تفاهم في البرلمان». اسم «الوفد» لم يصنع من فراغ وفي مقابل وجيه نشرت «التحرير» تصريحا لنائب رئيس حزب الوفد حسام الخولي قال فيه متعمدا الاستهانة بالمصريين الأحرار وساويرس: «ليس لدينا أي استقالات، ولا نعرف عن أي أعضاء يتحدث حزب المصريين الأحرار، وحتى الآن لم ترد إلينا أي إخطارات من مرشحي الحزب أو أعضائه بالاستقالة من الحزب، أو الانضمام إلى أي حزب آخر، وأعضاء الحزب مئات الآلاف، ومن الصعب معرفة ما إذا كان هناك عضو أو اثنان تقدموا باستقالاتهم، خصوصا إذا كانوا من الأعضاء الجدد، ويوميا ينضم إلينا أعضاء جدد من كل الأحزاب، أرى أن حالة العداء التي يتعرض لها حزب المصريين الأحرار، ليست من حزب الوفد فقط، لكن من كل المرشحين المستقلين، ومرشحي الأحزاب، الذين يشعرون أن مرشحي «المصريين الأحرار» متفوقون عليهم ماديا، ولديهم إمكانيات مالية ضخمة وفرها لهم حزبهم، وما يخلق حالة من الاستفزاز بين المرشحين. القضية، ليست حزب الوفد ومنافسته مع «المصريين الأحرار»، فلنضع حزب الوفد جانبا، فهل الـ90 حزبا الباقية لا تعمل؟ في الحقيقة لا، ولكن حزب المصريين الأحرار يركز فقط مع حزب الوفد، لأن الوفد حزب كبير، وأي أزمة تحدث له تهز الساحة السياسية، ثم هل هناك أزمة أكبر من استقالة رئيس حزب المصريين الأحرار؟ بالتأكيد لا، لكننا لم نرَ أي أزمة تحدث فى الوسط السياسي، في المقابل إذا استقال الدكتور السيد البدوي من منصبه فسيهتز الوسط السياسي كله، وهذا لحجم حزب الوفد، ومكانته، وأي أزمة في حزب المصريين الأحرار، الإعلام سيتناولها في 6 ساعات فقط، ولكن أي هفوة صغيرة في حزب الوفد تأخذ أياما وشهورا في الإعلام، وهذا هو الفرق بين حزب الوفد وحزب المصريين الأحرار، فـ«الوفد» لديه ميزة تاريخ 100 عام، واسم «الوفد» لم يصنع من فراغ، ويمكننا أن نذهب للقرى والنجوع، ونعرف حجم حزب الوفد، وحجم حزب المصريين الأحرار، فنحن على سبيل المثال أيضا إذا استقال السيد البدوي من رئاسة الحزب هل سنغلق أبوابنا، بالتأكيد لا، لكن إذا رحل المهندس نجيب ساويرس، عن حزب المصريين الأحرار، فلن يستمر الحزب 5 أيام بعده، وهذا ليس عيبا فى الرجل، ولكن لأن لديه إمكانيات مالية كبيرة، ويقف وراء حزبه، ولذلك نرفض المقارنة بين الحزبين». خطيئة ساويرس ويبدو وربكم الأعلم أن سخرية حسام من ساويرس أزعجت في يوم الثلاثاء نفسه زميلنا وصديقنا في «الأهرام» رئيس مجلس أمناء المصريين الأحرار الدكتور أسامة الغزالي حرب فقال في عموده اليومي «كلمات حرة»: «يتعرض رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس لحملة ضارية أعتقد أنها سوف تزيد في الشهور المقبلة.. لماذا؟ لأن الحزب الذي أنشأه حزب المصريين الأحرار -يسعى للتنافس للفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان المقبل، واقرأوا معي تلك العناوين: ساويرس أخطر رجل ضد مصر يسعى للسيطرة على البرلمان» وأنه «يسعى لرئاسة مجلس النواب» وأنه «يشكل حكومة موازية»، وأن هناك بلاغات تتهمه بمحاولة إفشال السيسي؟ حسنا، إذا لم تكن الوظيفة الأهم للحزب السياسي هي السعي للحصول على أكبر عدد من مقاعد البرلمان فماذا تكون؟ المصريين الأحرار يسعى للحصول على أكبر عدد من المقاعد، وهذا الهدف نفسه هو الذي يفترض أن تسعى إلى تحقيقه جميع الأحزاب الأخرى، الوفد والتجمع والكرامة والديمقراطي الاجتماعي والدستور والمؤتمر والحركة الوطنية…. إلخ، فضلا بالطبع عن أحزاب السلفيين التي سوف تسعى لوراثة الإخوان، ولكنني أكرر أن وجودها يتنافى مع الدستور الذي يحظر الأحزاب الدينية. هناك ما يقرب من تسعين حزبا في مصر لن يغربلها ويرشد عددها سوى الدخول في المنافسة على مقاعد البرلمان، وبعدها سوف يقل عدد الأحزاب ليقتصر فقط على تلك القادرة على البقاء. لكن الأهم من ذلك أن نزول المصريين الأحرار بقوة سوف يكون في مقدمة العوامل التي تدفع الأحزاب الأخرى لنزول الحلبة والدفع بأكبر عدد من مرشحيها. يتهم نجيب بأنه يدفع الملايين لدعم مرشحيه للبرلمان.. نعم، لأن أي مرشح للبرلمان لابد أن تكون لديه القدرة على تمويل حملته الانتخابية، فإذا ساعد الحزب مرشحيه، ما الضير في ذلك؟ وإذا افترضنا أن هناك شخصية وطنية متميزة من شباب الثورة أو من المثقفين أو العمال أرادت الترشح، ألا تكون جديرة بالدعم بذلك «المال السياسي» الذي سوف يراقبه جهاز المحاسبات؟ من السخف أن نعترض على إيجاد منافسة حزبية قوية وانتخابات ديمقراطية لأول برلمان مصري بعد الثورة، واستكمال «خريطة الطريق». كان من السهل على نجيب أن «يشترى دماغه» ويوفر أمواله ويقيم في أي من مدن العالم التي سوف ترحب به، لكنه يصر على أن يسهم في بناء برلمان قوي تستكمل به مصر مقومات نظامها الديمقراطي. هل ارتكب نجيب أخطاء؟ وارد طبعا ولكن- مرة أخرى- من كان بلا خطيئة فليلقم نجيبا حجرا». الناخب يستهدف انتخاب شخص وليس حزبا أما آخر ما عندنا اليوم في موضوع الأحزاب والانتخابات فسيكون للمهندس الدكتور صلاح حسب الله، الذي انسحب من حزب المؤتمر الذي كونه وترأسه في البداية عمرو موسى ثم تركه وشكل حسب الله حزبا جديدا باسم «الحرية» وقد نشرت له «المصري اليوم» يوم الثلاثاء حديثا أجراه معه زميلنا محمود جاويش كان أبرز ما فيه قوله: «جميع الأحزاب تعتمد على شخص المرشح وليس الحزب، فالناخب يستهدف انتخاب شخص وليس حزبا، فالناخب، فى دائرة شبرا الخيمة على سبيل المثال يذهب إلى صلاح حسب الله، وليس لحزب الحرية، وفي فاقوس يذهب إلى معتز محمد محمود، لأن الحياة الحزبية لم تنضج بعد حتى تصل إلى الممارسة، ونحن لدينا نحو 40 عضواً خاضوا الانتخابات من قبل، وبدأت لجنة الانتخابات استكمال عدد المرشحين الأسبوع الحالي المجلس المقبل ستكون أغلبيته من المستقلين، فلا توجد أحزاب على الساحة (منفردة أو تحالفا) لديها القدرة على حصد الأغلبية فى المجلس، فالمشهد الحزبي مريض، وأكبر الأحزاب لن يحصل على أكثر من 40 مقعداً. النور كمن نراه من خلف ستار، تراه كبيراً وأنه سوف يصنع مفاجأة، لكن بالكثير ربما يصل مرشحوه إلى جولة الإعادة، وفي تقديري أن انحياز الناخب سيكون للتيار المدني، فبعد مرارة تجربة الإخوان في الحكم، سيكون من الصعب على الشعب استدعاء تجربة الإسلام السياسي، ورهاني على وعي الناخب، إلا أنني أرى أن حزب المصريين الأحرار سيكون رقماً في البرلمان، لكنه لن يكون متناسبا مع حجم الإنفاق المالي الذي ينفقه الحزب خصخصة الحياة السياسية من أخطر الظواهر السلبية في الحياة السياسية، فبعد خصخصة الاقتصاد وصلنا إلى خصخصة السياسة، وبعض الأحزاب تتعامل مع الانتخابات بمنطق «شراء المرشح لا تربيته» وبدأت عمليات شراء المرشحين بمبالغ ضخمة، ما يجعل معركتنا صعبة، فنحن نطرح على المرشح مشروعا سياسيا، بينما يقدم له آخرون شيكات بأرقام ضخمة، عكس ما كان يحدث فى عهد الحزب الوطني، فكان المرشح يذهب إلى الحزب، لأنه يعلم أنه سوف يحافظ له على مصالحه. للأسف التأثير المالي على المشهد الانتخابي أصبح بالغ القسوة، وإن لم تكن الدولة حاضرة من خلال اللجنة العليا للانتخابات والإدارة المحلية بمراقبة حجم الإنفاق المالي سنكون أمام مزاد سياسي، من يدفع أكثر سوف يدخل البرلمان». جيهان السادات نجمة حفل افتتاح القناة وإلى المعارك والردود وأولها من يوم الاثنين في مجلة «البوابة» لرئيس تحريرها التنفيذي زميلنا محمد الباز، الذي نظر في وجوه الحاضرين حفل افتتاح قناة السويس فرأى القمر وقد نزل وجلس بين الحاضرين فقال: «لم يكن في المشهد شيء غريب على الإطلاق، ولم يشعر من شاهدوه أن ما يدور أمامهم مناف للمنطق، فوجود زوجة الرئيس الحالي لا ينفي أبدا سيدة بحجم جيهان السادات، خاصة أنها تحولت إلى رمز بعد صمودها كل هذه السنوات ودفاعها عن ذكرى زوجها. أراد السيسي باستضافة جيهان السادات أن يؤكد أنه ليس مثل سابقيه لقد نفى مبارك جيهان تماما، لم تطق سوزان زوجته وجودها، بل تعرضت لحملات صحافية عنيفة من كتاب موالين للنظام وكان الهدف الوحيد من ذلك هو أن تختفي تماما عن الساحة، فلم تكن سوزان لتسمح لأخرى غيرها أن يكون لها مكان أو مكانة، لم تكن السيدة جيهان السادات نجمة حفل افتتاح قناة السويس لكنها فعليا كانت من منحته بريقه وقد تسأل: كيف احتفظت هذه السيدة بكل هذا البريق كل هذه السنوات؟ رغم أن الأضواء انحسرت عنها ولم تعد هي السيدة الأولى، بل أن سيدة أخرى حاولت أن تحاربها وان تخفيها تماما». وهل هذا سؤال يا باز؟ إنه الجمال الدائم الذي يتحدى الزمن لأطول فترة ممكنة. هل يسمح لقاتل سوزان تميم بالعلاج في الخارج؟ وفي «أهرام» يوم الاثنين نفسه حذر زميلنا أحمد عبد التواب في مقاله الأسبوعي من بعض الحركات المريبة للإفراج عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المسجون لمشاركته في التحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم بأن قال: «يفتقد القارئ نقطة بالغة الأهمية والمحورية في الأخبار المنشورة عن مذكرة هشام طلعت مصطفى، التي يُطالِب فيها بالإفراج الصحي للعلاج خارج البلاد، بين انكلترا وأمريكا، من مرض تقول المذكرة إنه يُشكِّل خطراً على حياته، وإنه لا علاج له فى مصر، والنقطة هي، من يضمن أن يعود إلى سجنه لاستكمال مدة عقوبته بعد زوال الخطر المزعوم على حياته؟ ذلك أن الدفاع عنه يعتمد على المادة 36 من القانون 396 لسنة 1956، التي تمنح المسجون حق الإفراج الصحي للعلاج من مرض يهدد حياته، ولكن المادة تنص على عودته إلى سجنه لاستكمال مدة عقوبته بعد زوال الخطر، كما أنها لا تتطرق للعلاج خارج البلاد حيث تنعدم قوة أجهزة الدولة في إجبار المدان على العودة للسجن! فهذا كله هزل في سياق لا يحتمل إلا الجدية! لأن الدولة إذا رقَّ قلبُها مع بعض المدانين بالقتل البشع دون رحمة، لا لشيء سوى لأن ثرواتهم طائلة وأنهم يستطيعون أن يجيّشوا جيشاَ، فهذا خطأ مُرَكَّب في بعضه ظلمٌ فادحٌ على الفقراء المرضى وراء القضبان العاجزين عن توصيل شكاواهم المتواضعة المُطالِبة بمجرد تحسين ظروف السجن، والذين يجهلون أن لهم حقوقاً قانونية بالإفراج الصحي، وإذا سمعوا بها فليس في إمكانهم الوفاء بأتعاب الخبراء الذين يمكنهم أن يواجهوا أجهزة الدولة القوية». الإنجاز يفرض نفسه ولا يحتاج إلى استئجار من يدافع عنه هل طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي، من إعلامه الثناء عليه آناء الليل وأطراف النهار؟! بهذا التساؤل يبدأ محمود سلطان رئيس تحرير «المصريون « مقاله مواصلا التساؤلات: «هل تطلب أجهزته الأمنية، من الإعلاميين والصحافيين الموالين، أن يضفوا عليه قداسة، تنزله منزلة المعصوم.. الذي لا يخطئ أبدًا.. وتأديب كل من يرفض الانتظام في «القطيع» والعزف منفردًا بعيدًا عن تلاوة آيات التبتل في صاحب الفخامة؟! وإذا كان الرئيس السيسي صاحب إنجازات ومعجزات اقتصادية وسياسية، فلِم لا نترك لتلك المعجزات مهمة الدفاع عن صاحبها.. فالإنجاز يفرض نفسه، ولا يحتاج إلى استئجار من يدافع عنه. ولِم نخلط ما بين الجيش والرئيس من جهة، وبين الدولة والرئيس من جهة أخرى؟! فالرئيس ليس هو الجيش وليس هو الدولة: فاصطفافنا خلف الجيش، لا يعني بالضرورة اصطفافنا خلف السيسي.. فالجيش كمؤسسة يحظى بإجماع وطني، والسيسي عليه انقسام وطني.. وهو قيادة سياسية تخضع للنقد والرقابة والعزل وفق الدستور.. والرئيس ليس هو الدولة، ونقده ومعارضته لا تعني أنها ضد الدولة، ومحاولة الخلط بين الرئيس والجيش والدولة، ممارسة «مفقوسة»، لا غرض منها إلا التزلف الرخيص للقيادة السياسية، وإرهاب كل صاحب كلمة نقد لانحرافات السلطة، وقمع كل صوت معارض للسلطة في نسختها القمعية. منطق «أنا الجيش».. أو «أنا الدولة».. هو من مخلفات عصور الظلامية السياسية، وهي أداة العجزة والمكسحين وتنابلة السلطان، وكل من يرغب في أن يرفل في دفء السلطة وعطاياها، ولو على حساب البلد وأمنه واستقراره. على الفضائيات الآن تنتشر كائنات حية، تتعايش وتقتات من افتراس أعراض وسمعة كل من يكتب كلمة نقد للرئيس أو لنظامه السياسي.. وتجعل من مدح الرئيس «وطنية» ومن نقده «خيانة».. بل جعلوا من السيسي معيارًا مطلقًا للفرز الوطني والديني والأيديولوجي.. فمؤيدوه على الهدى ومن أهل الجنة، وفي مرتبة من شهد بدر.. ومعارضوه على ضلالة وسيحشرون مع فرعون وهامان وأبي بن خلف. يوجد بالتأكيد ملايين من المصريين يؤيدون السيسي، وكذلك يوجد ملايين المصريين يعارضــــــونه.. وهو واقع طبيعي يوجد في أي دولة طبيعية.. وهؤلاء جميعًا ـ مؤيدين ومعـــارضين ـ وطنيون.. ومن حق المعارضة أن تصل إلى السلطة، وليس من وظيفتها مساعدة النظام على النجاح، بل تتصيد أخطاءه وتكشف عوراته.. وتقدم نفسها بديلاً عنه.. هذا هو الطبيعي.. فليس مطلوبًا من المعارضة أن تهلل لرئيس الدولة وتطبطب عليه، وتسانده.. فهي ـ والحال كذلك ـ لن تكون معارضة بل شوية «هتيفة» أو «سنيدة».. أو صــــندوق ماكياج في حقيبة يد النظام، يستخدمه لإخفاء ما يستقبحه العـــالم الحر من ممارسات. وما يبعث على التفاؤل، أن مصر من الداخل، تختلف عما يقدمه عنها هذا الإعلام الظلامي والمتخلف للعالم.. لأن الطليعة التي صنعت ثورة يناير/كانون الثاني، سريعًا ما انفصلت عن هذا المشهد المخزي، وعقمت ضميرها الوطني من هذا الروث والتلوث، وتراهن على الوقت.. فدولة الظلم ساعة.» «آهٍ على سِرِّكَ الرهيب.. يا نيل يا ساحر العيون» وننهي الجولة لهذا اليوم مع محمد حلمي وعموده في «المصريون» (صباحك عسل) الذي يقول فيه عن القناة والنيل: «يقولون إن النيل هو النهر الوحيد الذي يجري من الجنوب إلى الشمال عكس كل انهار الأرض.. الخبراء والمتخصصون في كل أنحاء الدنيا بحثوا عن تفسير لتلك الظاهرة الفريدة، وفقاً لقوانين الجغرافيا والجاذبية.. عندنا في مصر كان تفسيرنا مختلفاً بالكلية، وهو تفسير قريب الشبه بحكاية الملايكة التي شاركت في حفر قناة السويس الجديدة.. قلنا إن جريان النيل عكس كل أنهار الأرض، هو من تجليات أعمال العكوسات..نحن أمام نهر مَلْبوس»!. حسنين كروم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
عمان – «القدس العربي»: المقالات التي ظهرت في صحف قريبة من السلطات المرجعية في الأردن حول ظروف البلد ونوايا الاستثمار السياسي والإقتصادي في مشكلات المنطقة وصراعاتها وأزماتها، تعبر عن محاولة مبكرة لتهيئة الرأي العام لمشروعات سياسية محتملة على المستوى الإقليمي. هذه التعبيرات القريبة، خصوصا في الإعلام الخاص، من المستويات الأمنية والسياسية تنتج مبكرا عدة انطباعات إزاء بعض الملفات والقضايا المطروحة بقوة، ليس فقط على الصعيد الوطني الأردني، بل أيضا على الصعيد الإقليمي. ضمن هذا السجال المتسع في الطبقات العليا من المجتمع من حيث النفوذ والقدرة المالية يمكن القول ان ملف اللاجئين السوريين يحتل الصدارة في سلم الأولويات والوقائع التي يخضع لها القرار السياسي عمليا. تبين، وفي القنوات العميقة، أن التقدير الأكثر بروزا في مستوى القرار الرسمي الأردني عندما يتعلق الأمر بمحاولات تقليد تجربة تركية مفترضة بعنوان «المناطق الآمنة» يؤشر إلى صعوبة استنساخ هذه التجربة في خاصرة شمال المملكة بمحاذاة درعا السورية. السبب أمني بامتياز، فنظام بشار الإنعزالي الجريح المائل للانتقام مرحليا قد يميل لخطوات «ثأرية» من الأردن في حال إعلان مناطق عازلة أو آمنة جنوب سورية من الجانب الأردني، مع العلم بأن الكلمات الثلاث» جريح..إنعزالي.. منتقم» مفردات سمعتها «القدس العربي» على هامش حوار صريح في مقر رئاسة الوزراء الأردني. عندما بحثت المؤسسات العميقة في الأردن تجربة «المنطقة الآمنة» قفز إلى السطح فورا محظوران: الأول احتمالات الانتقام النظامية السورية، خصوصا في ظل القناعة المتواصلة بوجود «خلايا نائمة» قد تتبع أجهزة مخابرات بشار الأسد في عمق المدن الأردنية وفي ظل المسافة الصغيرة، بالمعنى الاستراتيجي العسكري الدفاعي الفاصلة بين عمان ودمشق. المحظور الثاني على تماس مباشر بالحوار الأكثر إثارة للجدل في الأردن في العادة، وهو النقاش الديمغرافي، فالعشائر مشتركة وموحدة على طرفي سهل حوران بين الأردن وجنوب سورية وإقامة مناطق آمنة معزولة ومحروسة في درعا تحت عنوان توطين اللاجئين السوريين في ديارهم عملية ستكون معقدة ومحفوفة بالمخاطر الأمنية، في ظل الواقع الديمغرافي والجغرافي. فوق كل ذلك تيقن صانع القرار الأردني بأن المجتمع الدولي لعب مع الأردن لعبة مثيرة وخبيثة في مسألة اللاجئين السوريين تحديدا. فقد طالب بإستيعابهم على أساس سقوط محتمل لنظام بشار خلال ستة أشهر ففتحت الحدود على مصراعيها أمام اللجوء السوري على أساس العودة الوشيكة والاستثمار الاقتصادي والسياسي في الطريق. وتبين خبث اللعبة لاحقا فنظام بشار لم يسقط وقد لا يفعل وكتلة اللاجئين المتماسكة تعمقت في الواقع الاجتماعي الأردني، والمال الخليجي الموعود تحت عنوان «استضافة اللاجئين السوريين» لم يحضر، فدخلت الحكومة الأردنية في أزمة يعترف بها كل الوزراء. تخابث اللعبة متواصل اليوم فقد إكتشفت الحكومة الأردنية ما لم تكن مستعدة له بسبب كلاسيكية نخبتها الدبلوماسية، فكل وعود المجتمع الدولي تحولت إلى مزايا محتملة ضمن نطاق ما يسمى بـ»الاستثمار اللوجستي» مع الحفاظ على مخاطبة غرائز وأطماع المسؤولين الأردنيين، في حديث متناثر هنا وهناك عن سيناريوهات توسيع المملكة وأموال هائلة ستضخ. وفقا لوزير مالية سابق ما يحصل اليوم كالتالي: الوعد بتخفيف الخسائر مستقبلا يتطلب توريط الأردن أكثر بمسألة «اللوجستيات» مقابل عوائد ما زالت موهومة ولم تتحقق. المسألة تتعلق باستيعاب اللاجئين وتعليمهم وتقديم الخدمات من طعام وشراب وعلاج وإقامة وأمن لملايين العابرين والضيوف من لاجئي العراق وسورية، مقابل وعود وآمال تبدأ من السماح للأردن بتصنيع وتصدير اليورانيوم عام 2016 وتعبر بإنتاج الوهم بأن الأردن سيسمح له بإمتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض إنتاج الطاقة السلمية، بعد نشاطه الحيوي في مجال مكافحة الإرهاب. هذه التصورات كلها حبيسة الستائر ولا تناقش على مستوى الرأي العام والعلاج اليتيم المتاح اليوم لمشكلة «هزالة تفكير الطاقم السياسي» الذي أدار ملف التعاطي مع سوريا والعراق هو حصريا الاسترسال أكثر في التورط بتفاصيل لوجستيات اللاجئين والعمليات الأمنية على أمل تعويض الناقص، أو تحقيق مكتسبات وهو الدور نفسه الذي لعبه الأردن بخصوص القضية الفلسطينية في عملية ابتزاز شهيرة وتاريخية. لذلك، وعندما يتعلق الأمر بما يسمى دور الأردن الإقليمي المحوري، وبسبب الحسابات المعقدة والمعمقة، بدأت المؤسسات المعنية بالتمهيد لإعلان الواقع الموضوعي المتمثل في أن احتمالات الاستثمار أكثر في أزمات المنطقة «واعدة» وستحلحل الوضع الاقتصادي، وبالتالي اللاجئون السوريون والعراقيون «لن يرحلوا قريبا» وقد تطول إقامتهم. النغمة سالفة الذكر تتفاعل من دون سياسات إفصاح حقيقية وشفافة مع الرأي العام ومع بقاء نخب الإخفاق الأصلية نفسها في واجهة المشهد والقرار بالتوازي مع «نكهات بسيطة» ستضاف هنا وهناك قريبا على شكل مؤسسات إعلامية وتلفزيونية يمهد لها القوم وستجيد الرقص على الوضع الجديد وتحاول مرة أخرى تسويق وترويج برنامج اللوجستيات «الإنساني» من دون ادنى اعتراف بالإخفاق الإداري السابق. بسام البدارين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]