وسط معطيات مناخية ومعيشية بالغة القسوة، واصل مئات الآلاف من العراقيين امس الجمعة انتفاضاتهم السلمية في العديد من المحافظات، معلنين تأييدهم لما اتخذه رئيس الوزراء حيدر العبادي من قرارات اصلاحية، الا انهم رفعوا سقف مطالبهم لتشمل تشكيل حكومة تكنوقراط، في قرار شعبي واضح بسحب الثقة من كافة الاحزاب. وفيما بدا وكأنه رد على تصريحات للعبادي قال فيها «انه يستطيع فقط تحقيق المطالب الواقعية»، اصر المتظاهرون على تقديم كافة الفاسدين و»الحرامية»، كبيرهم قبل صغيرهم إلى القضاء، ورحيل السياسيين «مزدوجي الجنسية» في اشارة إلى شخصيات معروفة عادت إلى العراق ابان الغزو في العام 2003 على ظهور دبابات امريكية. ويبدو جليا أن هذه الانتفاضة تصر على طابع وطني يترفع عن الطائفية والحزبية، اذ ان الجميع يحمل علم العراق فقط، ولا توجد أي شعارات أخرى غير المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب العراقي. كما ان المتظاهرين عازمون على التصعيد حتى تلبية مطالبهم، وهو ما اعلنه آلاف منهم في ساحة ثورة العشرين في وسط مدينة النجف امس، اذ تعهدوا بالبدء في اعتصام مفتوح الاسبوع المقبل. ويمكن للمراقب ان يتفهم موقف المتظاهرين، اذ ان اقالة عدة مسؤولين من مناصبهم، او حرمان آخرين من نصف قوة الحماية، او تقديم حفنة للمحاكمة أمور لا يمكن ان تكون كافية لانقاذ العراق. وحسب المتظاهرين انفسهم، كيف تتمكن هذه الحكومة من تطبيق الاصلاحات اذا كانت مكونة من الاحزاب وهي جميعا متهمة بالفساد؟ وكيف يحاسب قضاء فاسد المتهمين بالفساد، وبعضهم مدعومون من قوى نافذة داخل العراق وخارجه ايضا؟ اما تصريحات العبادي التي يقر فيها انه لن يستطيع ان يذهب بعيدا في الاصلاح بالنظر إلى انه محاصر بامبراطوية نافذة اساسها الفساد والطائفية، فالرد عليها انه في هذه الحالة يكون مطالبا بمصارحة العراقيين بكافة الحقائق ووضع استقالته بتصرفهم. اما اقليميا فيبدو ان الانتفاضة العراقية اصبحت تشكل مصدر قلق لبعض من استفادوا من هذه الصيغة العقيمة التي حكمت العراق منذ الغزو الامريكي، خاصة انها لا ترفع صورا طائفية لشيوخ او مرجعيات او شخصيات دينية تاريخية، بل انها تهاجم صراحة من استغلوا الدين ورموزه لتكريس حكم الطائفية والحزبية والفساد. ويبدو ان هذا لا يعجب بعض المسؤولين في إيران الذين اتهموا «جهات غير مسلمة» بدعم المظاهرات، فيما وصفتها وسائل اعلام مقربة من طهران بانها «علمانية»(..)، وكأنهم يتهمون ضمنيا من يتمرد على «حكم العمامة» بالكفر. لكن من المستبعد ان تنجح هكذا مزاعم في افشال المظاهرات التي تتمسك بالامل في تحقيق الاصلاح رغم انها تندلع وسط تداعيات سياسية وامنية واقتصادية تدعو إلى اليأس. اذ ان تنظيم «الدولة» مازال يسيطر على اكثر من ثلث مساحة العراق، فيما يشن هجمات ارهابية يومية توقع مئات الضحايا. اما الخدمات والحالة الاقتصادية والمعيشية فتزداد تدهورا في بلد يملك اكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، وسط تحذيرات من ان الحكومة قد تعجز عن دفع الرواتب خلال شهرين. ولعل التصريحات الاخيرة لرئيس الاركان الامريكي راي اوديرنو التي اعتبرت تقسيم العراق «حلا وحيدا» تقدم دليلا جديدا على مدى الفشل والتعقيد والانهيار الذي وصلت اليه الاوضاع. وبالرغم من أن الادارة الامريكية تنصلت من هذه التصريحات، وأعلنت تمسكها بوحدة العراق، الا ان هذا كلام للاستهلاك الاعلامي فقط. اما الواقع فهو ان تصريحات اوديرنو ليست رأيا شخصيا بل ناتجة عن تقديرات رسمية للبنتاغون تقر بفشل امريكي صارخ، سواء في بناء جيش وطني موحد او هزيمة تنظيم «الدولة» لاعادة توحيد البلاد المقسمة عمليا. ولعل هذه التصريحات تقدم وقودا اضافيا للمظاهرات للاصرار على بناء عراق جديد ومستقل حقا بعيدا عن هيمنة اي قوى اجنبية سواء كانت إيران او الولايات المتحدة او غيرهما، بعد ان وصل حكم «وكلائهما» إلى نهاية الطريق المسدود. وبالطبع فان الطريق لن يكون سهلا، لكن العراقيين فيما يبدو قرروا ن يأخذوا الخطوة الاولى الضرورية على طريق الألف ميل بالثورة على حكم العمامة و»دواعش الفساد»، او هكذا يأمل كثيرون. رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
ثمة كتب تطالعها لتنام.. وأخرى تطالعها فتستيقظ!.. إلى هذا النمط من الكتب الحادة كسكين على نصل قلب، ينتمي كتاب المحامي اللبناني الفرنسي د. عبدالحميد الأحدب رئيس هيئة التحكيم العربية للمحامين العرب وصاحب أول مجلة تحكيمية في عالمنا العربي التي تصدر دوريا وكتابها من كبار المحامين في أقطارنا كلها.أما اسم الكتاب فهو: «مأزق الإسلام السياسي ـ الإسلام اللبناني أمام التاريخ ـ دار سائر المشرق ـ 2015 ـ لبنان». وعبدالحميد الأحدب مناضل بالكلمة، عمل في حقل الصحافة وهو طالب في الجامعة اللبنانية فالجامعة الباريسية، ودفع غاليا جدا ثمن آرائه غير المهادنة.. فقد بدأ حياته «ناصريا»، حتى هزيمة 1967 وحدث له ما حدث للكثير من المثقفين العرب إذ قام بتسمية الأشياء باسمائها الحقيقية فيما بعد: هزيمة لا نكسة. وقرر مع الكثيرين رفضه لنظرية «اعطونا حريتكم ونعطيكم فلسطين» وصار شعاره «»من دون حرية ليس هناك انتصارات، وأنا أتفق معه. قتلوا طفلته جمانة ولم يستسلم وهكذا تحول الأحدب نحو تيار الحرية والديمقراطية واستقلال لبنان، وكان يتوقع حوارا فكريا وجاءه الرد متفجرة وضعت كهدية من التخلف أمام باب منزله، أودت بطفلته جمانة وأصابت زوجته نهى بإصابات خطيرة، بقيت بعدها في المستشفى شهورا طويلة، ودمرت القذيفة طبعا بيته الذي أسسه بعد زواجه في سن مبكرة. قالت بيروت يومئذ ان الضربة التي أصابت الأحدب أكبر من أن ينهض بعدها. لكن الرجل نهض. حمل ما تبقى من أسرته ومن قلبه المفجوع، برحيل طفلته البريئة جمانة، وهاجر إلى باريس وأسس مكتبا كبيرا للمحاماة وقال الكثيرون إنه بعد نجاحه في باريس لن يعود إلى بيروت. لكن د. الأحدب لم يقطع يوما صلته مع بلده الأم لبنان، وكانت جلسته الشهرية للغداء مع كبار أبناء الوطن في باريس موعدا لفتح قطب الجراح، وكان من بين ضيوفه الدائمين ريمون إده وشخصيات لبنانية كبيرة فاعلة مقيمة في باريس أو تزورها.. وحين لاح بصيص ضوء في لبنان عاد إلى الوطن وترك مكتبه في باريس في رعاية ابنه المحامي د. جلال الأحدب خريج جامعات أمريكا وباريس. وخلال إقامته الطويلة في باريس ترافع مجانا عن الكثير من اللبنانيين الذين واجهوا متاعب قانونية ولم يخلع يوما قلبه اللبناني الوطني ليزرع قلبا جديدا. أما كتابه الذي أصدره مؤخرا «مأزق الإسلام السياسي» فهو صرخة مسلم لبناني ملتاع أمام أهوال تدور باسم الدين الإسلامي الحنيف، وتعود بنا قرونا إلى الوراء، على الرغم من الروح التقدمية جدا لذلك الدين في حقول لا تحصى. المطلوب ثورة إسلامية تصحيحية الكتاب بمجمله دعوة إلى إنهاء الإجازة الطويلة «التي أخذها العقل العربي وقضاها في الأكل والنوم واصطياد الغزلان.. وتأليف المدائح والمواويل».. كما يقول، وهكذا فكتابه دعوة من أجل أن يصرخ العقل وتصرخ معه الحرية في وجه عالم عربي «مستريح على مخداته وموزع الولاء بين كأسه وسجادة صلاته، بين رضى (ربه) ورضى زوجاته!» كما يضيف الأحدب. ويذكّر الأحدب أيضا قارئ كتابه بالبيانات التي تؤكد: لا يجوز في الإسلام قتل النفس البريئة ولا قتل السفراء وبالتالي (رجال الصحافة) ولا يجوز التكفير إلا لمن صرح بالكفر، ولا الإساءة إلى النصارى، ولا إكراه في الدين في الإسلام ولا التعذيب، ولا سلب حقوق النساء ولا إعلان الخلافة من دون إجماع الأمة الإسلامية، وغير ذلك من المبادئ التي يتم انتهاكها بذريعة الدين الحنيف المضيء البريء من الظلاميين. اختطاف الدين الإسلامي في هذا الكتاب الخطير الذي يقف كل سطر فيه ضد التخلف «اللاديني» يذكرنا بـ»إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» داعيا إلى إسلام التسامح وإلى الالتزام بالحديث الشريف لرسول الله: «أما أمور دنياكم فأنتم أدرى بها». في هذا الكتاب ينادي الأحدب بضرورة فتح باب الاجتهاد على خطى الشيخ محمد عبده وعبدالله العلايلي وعبدالله القصيبي ونصر حامد أبو زيد (الذي حاولوا قتله وطلقوه بالإرغام من زوجته لأنهم اعتبروه كافرا مرتدا!!) ومحمد أركون وصادق جلال العظم وفرج فودة وسواهم. أحكام السلف ليست لزماننا إنه كتاب ثري بالصدق ويصعب تلخيصه بسطور، ولعل عناوين فصوله تلقي نظرة على بعض محتوياته المتفجرة: المشكلة في الإسلام أن أحكام السلف تختص بغير زماننا/الكسل والصمت يستبدان بنا/ليس بالطائرات وحدها نقضي على «داعش» بل بفكر عصر النور الديني والعلماني/عادت السياسة الأمريكية إلى «غرامها» وتحالفها مع الإسلام السياسي من جديد/هل الإسلام هو الحل؟ ولكن أي إسلام؟/لا بد من ثورة التنوير ليعود الإسلام إلى حقيقته/سقوط الإسلام السياسي بعد سقوط الربيع العربي ـ مناقشة هادفة مع هيكل: ربيع الحرية حرمنا منها سبعين عاما بسببكم/من الحنبلية إلى سيد قطب إلى إقفال باب الاجتهاد، إلى هذا «الإسلام» الذي نراه/أما آن أوان الثورة الدينية التصحيحية؟. د. عبدالحميد الأحدب ليس عازفا منفردا بل تلتقي صيحته مع الكثير من الصرخات المسلمة المتألمة المشابهة التي تطالب مثله بهدم «مساجد القتل لبناء مساجد الرحمن الرحيم» كما يكتب، وبثورة دينية تصحيحية تعيد الإسلام إلى المسلمين. هذا المحامي المشهور لم ينفصل عن روح الدين في مطالبته بفتح باب الاجتهاد للدخول إلى عصر تنويري إسلامي، كالذي دخلت به أوروبا من حروبها الدينية إلى عصر النهضة، وكثيرون يتفقون مع صرخته، كي نحارب العدو الحقيقي الذي يتأمل حروبنا المحلية سعيدا وشامتا بنا. غادة السمان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
لا يزعجني حضور رجال مبارك في المشهد المصري، وتخطيهم الرقاب، فالمزعج ألا يظهروا، واستمرار غيابهم يؤكد كذب ما قلناه من أن 30 يونيو ثورة مضادة! في الأسبوع الماضي تم الإعلان عن أن رجل الأعمال أحمد عز يستعد لإطلاق «فضائية»، فقلت: «حقه». وإن ظل المدهش ولماذا يبدد الرجل أمواله على محطة تلفزيونية، بينما كل القنوات التلفزيونية التي تبث من القاهرة الآن، تحمل نفس فكره، وكثير من مقدمي البرامج بها، كان حزبه الحاكم يدخرهم لمهمة الدفاع عن توريث الحكم، عندما يصير واقعاً، ولحوم أكتافهم من «فضلة خيره!». «أحمد عز»، يصنف على أنه من أسباب قيام ثورة يناير، فهو الشخصية التي كانت تعبر عن المرحلة الأخيرة من الحزب الحاكم، وكان عنواناً لزواج السلطة بالمال، وهو الذي قاد الانتخابات البرلمانية وأسقط كل المرشحين المعارضين، وأجهز على صفقات صفوت الشريف مع الأحزاب. ولهذا كان قرار مبارك عقب الثورة هو إبعاده عن الحزب الوطني لامتصاص غضب الثوار. بيد أن «دولة مبارك» أجهضت على ثورة يناير بثورة مضادة في 30 يونيو، ردت الاعتبار لمبارك ونجليه وأركان حكمه وحزبه، ليكون طبيعياً أن يخرج أحمد عز من السجن، ويمهد لمرحلة جديدة من حياته السياسية يخوض فيها الانتخابات البرلمانية ويفتتح قناة تلفزيونية، يهش بها على غنمه! من الذين شاركوا في الثورة والثورة المضادة، من قد ينكرون على أحمد عز ذلك، فقد ظنوا وهم يشاركون في تمكين العسكر من يناير، أنه في غياب الإسلاميين الذين يملكون الشارع، فسوف يخلو لهم وجه السيسي، ليكونوا حزبه السياسي، فقد ظنوا أنه لن يسمح بعودة رموز النظام القديم، وقد ثبت أن حساباتهم خاطئة! لقد تمددوا لفترة في البرامج التلفزيونية، التي يقدمها الفلول، ومن لميس الحديدي، إلى تامر أمين، وغضوا الطرف عن أن هؤلاء ينتمون لدولة مبارك، وقد جرى اختيارهم على «الفرازة» لمرحلة جمال مبارك، وكانت كلمة «أستاذة» تخرج من فم المؤدب منسق حركة «تمرد»، مبشرة بمرحلة جديدة، وهو يخاطب الحديدي، فكان يسهب في مخاطبتها بـ «الأستاذة لميس»، مع أن ثورة يناير طردت «الأستاذة لميس» من «ميدان التحرير»، ولم تنس لها أنها المسؤولة الإعلامية بحملة مبارك الانتخابية، وأنها من شاركت في تشويه الثورة، قبل أن تتأكد من قدرتها على خلع مبارك، فجاءت لتطلب الصفح والغفران، فلم يتقبل منها لأنها توبة عند الغرغرة! ومع هذا، فقد كان القوم يظنون أنهم سيصبحون هم في الصورة، ولم يمانع عبد الحليم قنديل، من أن يظهر في برنامج أحمد موسى، ومن التعامل مع «لميس الحديدي» بأدب بالغ فيخاطبها فتى تمرد بـ «الأستاذة لميس»، حيث أوشك «محمود بدر» أن يقول لها يا «طنط»! لقد كان الذين مثلوا غطاء مدنياً للحكم العسكري، وغطاء ثورياً للثورة المضادة، يظنون أنهم من سيحكمون، فلا مانع إذن من قبول المشاركة في مظاهرات الانقلاب كتفاً بكتف مع أعضاء حزب مبارك، ولم يجد المناضل حمدين صباحي حرجاً من ان يقول لأنصاره إن خلافاتنا مع الفلول ثانوية، لكنها مع الإخوان جذرية، إذ تصور أنه سيأتي رئيساً بأصوات دولة مبارك، وإذا كان وحزبه دخلوا البرلمان من قبل بأصوات الإخوان المسلمين، فلا مانع في هذه المرحلة من أن يكون رئيساً بالتحالف مع نظام المخلوع البائد. ولا مانع من أن تصبح لميس الحديدي «أستاذة لميس»، أو «طنط لميس»! شاهدت مناضلة متقاعدة طالما هتفت بسقوط حكم العسكر، وقد علقت صور السيسي في حملته الانتخابية كتميمة تمنع الحسد وتجلب العريس، وكانت في برنامج تلفزيوني وهي تطالب بقانون للعزل السياسي في مواجهة رجال دولة مبارك الذين عادوا للمشهد، ولم تنتبه إلى أن الجالسة بجوارها في الأستوديو من هذه الدولة، فإذا بها تصرخ في وجهها: من أنتم وما هو محلكم من الإعراب لتعزلونا، نحن من قمنا بثورة 30يوليو، إياكم أن تتصوروا أنكم من قمتم بها؟ كم عددكم أنتم أصلا؟ وصممت صاحبتنا وانشغلت ببلع ريقها! قبل أسابيع كان محام ينتمي لهذه الطائفة التي شاركت في الثورتين، مشاركاً في برنامج على قناة «الغد العربي»، يقدمه مذيع يعجبني أدائه، وهو «وارد» التلفزيون المصري، وإن كنت لا أعرف اسمه. قال صاحبنا المشارك في الثورتين، إن من الشائع قبل 30 يونيو وتبين أنه ليس صحيحاً في هذا اليوم، أن الإخوان وحدهم من لهم القدرة على الحشد الجماهيري، قبل أن يثبت للجميع أن القوى المدنية قادرة على ذلك. لكن المذيع قاطعه بقوله إن ما جرى في هذا اليوم لم يكن حشداً من القوى المدنية ولكن من دولة مبارك. فسكت ولم يعقب وقد طبعت على شفتيه نصف ابتسامة خجلي تؤكد تسليمه بأنه كان يكذب! وعندما ينجح رجال مبارك في إسقاط ثورة يناير، يصبح من الطبيعي أن يتصدروا المشهد، ولا يلام أحمد عز إن فكر في خوض الانتخابات البرلمانية، ونشر أنه يمهد لإطلاق قناة فضائية! فماذا يميز الآخرون عن أحمد عز؟! فالنائب السابق عن الحزب الوطني محمد أبو العينين هو صاحب فضائية «صدى البلد»، وولاء مقدم برنامجها الرئيسي وهو «أحمد موسى» هو للأجهزة الأمنية منذ نعومة أظافره، ومقدمة برنامج «صالة التحرير» هي رئيسة التلفزيون المصري في عهد مبارك وعامله على ما سبيرو أنس الفقي، و»دينا رامز» مقدمة أحد البرامج على نفس القناة، هي وبعلها من تجليات مؤسسة الرائد متقاعد صفوت الشريف لـ «التشهيلات الإعلامية»! وهل يظن الذين شاركوا في ثورتين أن «الهابط» على الساحة الإعلامية بـ «البارشوت»، صاحب جريدة «الوطن»، وتلفزيون الـ «سي بي سي» كان معهم في «ميدان التحرير» وهم يهتفون: «يسقط، يسقط، حكم العسكر»؟! إن المحطة التلفزيونية التي حملت اسم ميدان الثورة «التحرير»، قام إبراهيم عيسي بتمكين دولة مبارك منها، عندما باعها لأحد رجال الأعمال المقربين من مبارك شخصياً، وهو صاحب السوابق في أعمال السمسرة الإعلامية منذ بيع جريدة «الدستور»، وقد قال إنها بيعت من وراء ظهره، فلم يعترض أو يتململ إلا عندما جاء موعد صرف الرواتب! الشاهد أن الإعلام في مصر الآن ينتمي لدولة مبارك، وليس عيباً أن تكون لأحمد عز قناته التلفزيونية الخاصة.. خذوا المسألة بروح رياضية! من أجل مبارك الدعوة لتكريم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بدت كما لو كانت حملة قومية، تجاوزت كونها اجتهاداً من قبل إعلامي بعد أن شارك فيها «أحمد موسى» مع «توفيق عكاشة»! لاحظ أنني توقفت عن إطلاق لقب «المخلوع» على مبارك، فالحقيقة المرة أننا نحن «المخلوعون»، فمبارك بعد انقلاب يونيو عاد معززاً مكرماً كما كان في حكم المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي! جريدة «صوت الأمة» نشرت في عددها الذي كان من المفترض أن يصدر أمس «الجمعة» أنه مسجون في قصر في منطقة القطامية، وهو العدد الذي لن يرى النور، فقد صادرته الأجهزة الأمنية داخل المطبعة بعد طباعة الكمية كاملة وقامت بفرمها، رغم أن دستور الانقلاب يحظر مصادرة الصحف بإطلاق، لكن «البيادة» فوق نصوص القانون، والعسكر فوق الأمة! «صوت الأمة» يرأس تحريرها زميلنا عبد الحليم قنديل، المنحاز لعبد الفتاح السيسي، بالباع والذراع، وقد تلقي في أسبوع واحد رسالتين بالغتين الدلالة الأولى بمنعه من السفر، مع وجود حكم قضائي يلغي قرار منعه، والثاني بمصادرة عدد «صوت الأمة» في رسالة لا تخطئ العين دلالتها، ليصبح ما بينه وبين السيسي هو حب من طرق واحد! لم تُصادر «صوت الأمة» لنشرها أن مبارك مسجون في قصر ليس تابعاً لمصلحة السجون، ولكن لأنها نشرت قضية فساد لأحد الوزراء في دولة السيسي والذي كان على عداء مع ثورة يناير منذ أول يوم، واختياره للمنصب الوزاري لا تخطئ العين دلالته أيضاً، لكن مع ذلك لم يتوقف ينبوع الحب المتفجر في قلب عبد الحليم قنديل. بدت لي الحملة التلفزيونية كما لو كانت تمهد للتكريم الحقيقي لمبارك ورفع الحرج ليدعوه السيسي مستقبلاً ليجلس جنباً إلى جنب في المؤتمرات والمهرجانات مع المشير محمد حسين طنطاوي، ليؤكد السيسي بحضورهما أنه وفي لأساتذته! البعض يتشنج عندما يسمع الدعوة لتكريم مبارك، مع أنها شيء لزوم الشيء، فقد عادت دولته، ويصبح من الطبيعي أن يكرم وأن يعود ولو للقيام بدور «الرئيس الوالد». ومن الذين شاركوا في «الثورتين» من يغضبون لهذه الدعوة ليس لأنها تمثل تحدياً لثورة يناير، «رحم الله موتاكم»، لكن لأنهم ظنوا أنهم من سيحكمون عندما تعود هذه الدولة بدون رجاله. فقد ظنوا لأنهم رموز للكفاح الفاشل، أن «الحداية» تلقي كتاكيت! بروح رياضية، تعترف بالهزيمة، فإن تكريم مبارك هو أقل واجب، فقد صبر ونال، والعاقبة عندكم في المسرات. صحافي من مصر سليم عزوز [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
صحيح أن الرئيس السوري يبدو وكأنه محور القضية السورية. وصحيح أن وسائل الإعلام تصوره على أنه العقبة الكأداء التي تقف في وجه أي حل في سوريا. وصحيح أن الخلاف الأكبر بين المعارضين والمؤيدين يدور حول تنحي الاسد أو بقائه. وصحيح أن الروس والإيرانيين يربطون بقاء الأسد بأي حل يريدونه في سوريا. وصحيح أن خصوم الأسد في الخارج يريدون رأسه. لكن مع كل ذلك، لا يشكل بشار الأسد إلا جزءاً صغيراً جداً من المسألة السورية التي باتت ذات أبعاد دولية وإقليمية وعربية متشعبة. الصراع على سوريا باختصار أكبر من الرئيس السوري بكثير، ولا يعدو بشار الأسد كونه سوى ستار دخاني رقيق لإخفاء معالم الصراع الحقيقية. عندما ترى الروسي والإيراني والعربي والتركي والأمريكي والإسرائيلي يتصارعون عبر أدواتهم وعملائهم على الأرض السورية، لا بد أن تسأل: ما علاقة ذلك ببشار الأسد؟ هل يتقاتلون ويتنافسون من أجله؟ بالطبع لا، فالرئيس السوري ليس أكثر من رأس جبل الجليد في المحرقة السورية. ومن المعروف أن رأس جبل الجليد لا يشكل سوى عشرة بالمائة، إن لم نقل أقل من الجبل المختبئ تحت الماء. وكذلك الأمر بالنسبة لوضع الرئيس السوري. ولا بد للباحث بعمق في خفايا الوضع السوري أن يضحك كثيراً عندما يسمع البعض وهم يطالبون برحيل بشار الأسد، ويقدمونه على أنه العلاج الشافي للكارثة السورية، وكأن رحيله سيحل كل الصراعات الدائرة على الأرض السورية، وسيعيد سوريا إلى ما كانت عليه، أو ينقلها إلى الدولة الديمقراطية الوطنية المنشودة، أو سيحقق فوراً أهداف الثورة. ليتهم علموا أن المشكلة السورية لم تعد أبداً تتركز في تنحي الرئيس السوري أو استمراره في السلطة، وأن كل من يركز على تنحي بشار الأسد، ويقدمه على أنه أساس الحل، دون أن يغوص في خفايا الصراع السوري، إنما يشارك، بقصد أو بغير قصد، في تسخيف القضية السورية، وربما إخفاء النوايا الحقيقية للفيلة التي تتعارك على العشب السوري. فقد يتنحى غداً، لكن لا قيمة لتنحيه إلا إذا كان نتيجة توافق حقيقي بين القوى المتصارعة على سوريا، أو تقاسم للنفوذ. أما أن يتنحى بشار الأسد بينما الصراع دائر بين القوى المختلفة، فهذا لا يقدم ولا يؤخر شيئاً. هل سيتصالح الإيرانيون والروس والصينيون ومجموعة بريكس والأتراك والأمريكان والعرب والإسرائيليون والأوربيون فوراً إذا تنحى الرئيس السوري؟ بالطبع لا. فهو لم يعد محور الصراع أبداً كي يساهم في إيصال السفينة السورية إلى بر الأمان، بل، كما أسلفنا، فقد غدا هو وجيشه مجرد ميليشيا من الميليشيات المختلفة المتقاتلة على الأرض السورية. ومما يؤكد أن شخصية الرئيس السوري فقدت قيمتها في الصراع السوري أن الإيرانيين يعترفون علناً بأنهم حكام سوريا الحقيقيون. وقد سمعنا المسؤولين الإيرانيين وهم يقولون إنه لولاهم لما بقي النظام شهراً واحداً. وهذا يؤكد أن القضية باتت أكبر وأعقد بكثير من رأس النظام. ولا بد للعارف ببواطن الأمور أن يضحك كثيراً عندما يسمع الإعلام السوري وهو يتشدق بالصمود في وجه المؤامرة، وهو يصور النظام على أنه أفشل كل المخططات والمؤامرات.أفشل كل المخططات والمؤامرات. لا شك أن النظام يعلم جيداً أنه ليس أكثر من بيدق من البيادق المتصارعة على الأرض السورية، لكنه يقدم نفسه على أنه غيّر العالم بصموده. النظام يعلم علم اليقين أن الصراع في سوريا ليس من أجله أبداً، وأنه مجرد تفصيل بسيط جداً في المسألة السورية. كما يعلم أيضاً أن أهمية الصراع لا تنبع من صمود النظام أبداً، بل من أهمية سوريا وموقعها الاستراتيجي وثرواتها، ناهيك عن أهميتها الكبرى كممر لخطوط الغاز والطاقة بين الشرق والغرب. فالذي حمى النظام حتى الآن ليس جيشه ولا صموده المزعوم أبداً، بل الأطماع الروسية والإيرانية في صراعها مع القوى الأخرى التي تريد قطعة أو حصة من الكعكة الاستراتيجية السورية. ولا تتفاجأوا قريباً إذا رأيتم الإيرانيين يتصارعون مع الروس على سوريا بعد الاتفاق النووي. صدقوني حتى همجية النظام السوري واستخدامه الفاشي للقوة لم يكن ليحدث لولا أنه يأتي ضمن الصراع الأكبر بين المتصارعين على سوريا. بعبارة أخرى فإن الجيش السوري تحول إلى قوة مرتزقة يخوض حرباً بالوكالة ضد جماعات أخرى تعمل أيضاً لصالح أطراف أخرى تنافس الداعمين لبشار الأسد. ولا بد أن تضحك أكثر عندما تقرأ لبعض السخفاء اللبنانيين وهم يتفاخرون بأن بشار الأسد صمد وغيّر العالم، وأنه لن يتنحى. لماذا لا يقولون لنا الحقيقة؟ هل هو الذي غيّر العالم، أم إن موقع سوريا الاستراتيجي وأهميتها الإقليمية والعربية والدولية هي التي جعلت الصراع بين العالم يصل إلى ما وصل إليه، وأن يخلط الأوراق ويغير التحالفات؟ صدقوني حتى لو كان رئيس سوريا اسمه زعيطو المحنفش كان سيحصل نفس السيناريو في سوريا بسبب القيمة الاستراتيجية للبلاد. الحقيقة أن الصراع بين المتصارعين على سوريا لم يُحسم بعد، وأن بقاء الأسد حتى الآن هو مجرد نتيجة لذلك الصراع على سوريا الاستراتيجية لا أكثر ولا أقل، وليس نصراً يمكن التفاخر به من قبل الممانعجيين وأبواقهم، ولا من قبل الإعلام السوري الذي يرفع إشارة النصر بينما وضع النظام في الواقع كوضع الجندي الذي فقد عينه وأذنه ورجليه ويديه، وتشوه وجهه تماماً، لكنه ما زال يكابر. لو استطاع بشار الأسد أن يحسم الوضع لصالحه في نهاية الصراع سنبصم له بالعشرة أنه محور المسألة السورية وفارسها كما يدعي مؤيدوه، لكن، كما يعلم الجميع، فإن محصلة أي اتفاق نهائي في سوريا سيكون بمثابة تقاسم للنفوذ بين القوى المتصارعة على سوريا. وسيكون فريق بشار الأسد تابعاً ذليلاً لحلف معين تماماً كما سيكون معارضوه. هل تسمعون الإعلام السوري وهو يتحدث عن فلاديمير بوتين كما لو كان زعيم القومية العربية؟ هل تشاهدون النظام وهو يتحدث بصفته مجرد حجر شطرنج أو حتى مرتزق بيد داعميه كإيران أو مجموعة البريكس؟ فكما أن النظام يتهم معارضيه بأنه بيادق بأيدي الامبريالية الأمريكية، فهو غدا أيضاً باعترافه المفضوح مجرد بيدق بيد الامبريالية الروسية والصينية والإيرانية، إلا إذا كانت روسيا والصين وإيران جماعات خيرية، وتريد إنقاذ سوريا وشعبها ونحن لا نعرف ذلك. بعبارة أخرى، فإن التركيز المفرط على شخصية بشار الأسد في الصراع السوري مجرد ضحك على الذقون وحرف للأنظار عن الصراع الحقيقي. بشار الأسد ليس أكثر من الشجرة التي تحجب الغابة. والغابة في حالتنا السورية هي الصراعات الدولية والإقليمية والعربية على سوريا. ٭ كاتب واعلامي سوري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د. فيصل القاسم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: لعراق: ثورة على حكم العمامة و«دواعش الفساد» ونشرة القدس العربي اليومية الأحد 16 أغسطس 2015 - 13:13
القاهرة ـ «القدس العربي» رائحة «رابعة» والمذابح التي أقيمت على ضفافها لا تنسى عند جموع الإسلاميين، سواء أنصار الرئيس محمد مرسي أو من والاهم، ومن الطبيعي في الذكرى الثانية للمذبحة أن تكسو سحابة من الحزن الحالمين بوطن خال من الدم، غير أن الصحف المصرية الموالية للنظام ومن تخاطب وده ذهبت بشططها وجنونها إلى ما لا يتصوره عقل، فقد تملكت عددا من الكتاب روح عدوانية تتجاوز سقف الأجهزة الأمنية، حيث دعا هؤلاء أجهزة الأمن لإطلاق الرصاص على كل من تسول له نفسه التظاهر في تلك الذكرى حتى لو كان هؤلاء يحملون الوردود لأحبابهم، الذين غيبهم القدر بطريقة وحشية، وقد سرت تلك الدعوة للقتل عبر الفضائيات والصحف للحد الذي يختلط عليك الأمر هل هذا الإعلامي كاتب أم عنصر أمني.. في الصحف والفضائيات المصرية نجد الجميع يسعى لأن يعلن ولاءه للنظام، أما من سعى لأن يكون محايداً وطالب بالتحقيق في «رابعة» وما تلاها من حوادث قتل، فقد وجد نفسه في مواجهة سيل من تهم التخوين والعمالة والإرهاب وإلى التفاصيل كما جسدتها الصحف المصرية أمس: اللي هينزل الشارع هيدعك البداية مع تحذير من أحد أبرز أنصار النظام بين الإعلاميين المصريين، الذي لا يترك مناسبه إلا وهاجم فيها الإخوان، حيث حذر الكاتب الصحافي مصطفى بكري، عناصر جماعة «الإخوان» من دعاوى التظاهر يوم الجمعة، في ذكرى فض رابعة. وأكد بكري، خلال تقديم برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على فضائية «صدى البلد»، على أن هناك تأمينات مشددة من القوات المسلحة والشرطة والمواطنين المصريين، للتصدي لأي أعمال تخريبية أو عدائية تستهدف مقدرات هذا الوطن، الذي يأبى التراجع و»التقهقر». وأضاف: «خلي حد فيكو ينزل.. هيدّعِك». من جانبها كثفت وزارة الداخلية استعداداتها لمواجهة أي مظاهرات لجماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة في ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة. وقالت مصادر أمنية إن وزارة الداخلية رفعت حالة الاستعداد والاستنفار الأمني إلى الدرجة القصوى، في كافة المحافظات، محذرة من أن أي محاولة لارتكاب أعمال عدائية، ستُقابَل بكل قوة وحسم، فضلاً عن مضاعفة الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين السجون لمواجهة أي اعتداء عليها. حسن شاهين: «إنت فين يا سيادة رئيس الجمهورية» هاجم حسن شاهين، المتحدث الرسمي لحركة «تمرد» النظام المصري، وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بالنزول للشارع، ليرى بنفسه الفساد، وأن النظام ما زال يعالج الأخطاء والمصائب بالطرق السلبية نفسها. وقال «شاهين» – عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» – «كفاية كدب بقى، كفاية عك بقى، لسه جهاز الدولة مش عايز يخرج من عقليته اللي انتهت من العصر الحجري، لسه جهاز الدولة بيعالج الأخطاء والمصائب بالطرق السلبية نفسها». وتابع «شاهين» قائلا: إنت فين يا سيادة رئيس الجمهورية، إنزل بقى وشوف البلد من تحت، كل اللي حواليك بيغشوك، إنت عارف كده ولا مش عارف، إنزل يا سيادة الرئيس شوف حال الشباب اللي نفسه بس يعيش عيشة كريمة وياخد أبسط حقوقه، إنه يعرف يشتغل. وأضاف المتحدث السابق باسم «تمرد»: إنزل يا سيادة الرئيس شوف كبار الحرامية اللي رجعوا تاني يدوسوا على الشعب والشباب، إنزل شوف مسؤولينك في كل الأجهزة اللي مربطين تربيطات بعينها كلها محسوبية لصالح ناس بعينها، كأن باقي الناس ملهاش قيمة أصلاً، أن حد يسمعها. وأكمل حديثه: إنزل شوف غلاء الأسعار والسوق السودا والداخلية اللي بتتعامل مع الشعب على أنه عبيد عندهم ورجعوا تاني للطرق القذرة نفسها ومش حادثة واحدة، لا ده كل يوم بتتكرر حوادث كتيير. وطالب السيسي قائلاً: إنزل شوف المستشفيات والناس اللي بتموت بسبب الإهمال، إنزل شوف حالات كتيير بتموت بأعراض مرض واحد، من الممكن يكون وباء فعلًا، ووزير الصحة بينفي أصلًا كل حاجة، ومش بيتكلم بصراحة، إنزل شوف الفساد اللي واكل عضم البلد، إنزل شوف حاجات كتيير أوي شعبك تعب وقرف وزهق، إنزل يا سيادة الرئيس للأرض وبص للناس والشعب والشباب، قبل ما نقول ياريت اللي جرى ما كان، اللهم بلغنا اللهم فاشهد». الحكومة «بتنقط الرقاصات» أما في «المصريون» عدد يوم الأربعاء فكتبت إيمان هاني عن ظاهرة «تكريم الراقصات» موثقة ذلك بالفيديو تقول: «صار سياسة حكومية في عهد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وموضة جديدة في الأوساط المصرية التي تتجه بشكل متزايد ولافت لمنح جوائز التكريم لراقصات ومطربات، فيما هو أشبه بـ«نقطة الفرح». «المصريون» ترصد أبرز الفائزات من الراقصات بجوائز التكريم. من أغرب ما حدث في مصر المحروسة مؤخرًا، تكريم أحد النوادي الشهيرة في بورسعيد، والدة قاتل الطفلة زينة كأم مثالية هذا العام. أماني كاسبر، الراقصة، والدة قاتل زينة، المجرم صاحب السجل الحافل بالجرائم بعد تكريمها وانتشار الصور على المواقع الإخبارية، سادت عاصفة من الهجوم الحاد على تكريم راقصة ووالدة قاتل مجرم كأم مثالية، لتكون قدوة هي وابنها لما يجب أن تكون عليه التربية، فمن المسؤول عن تلك المهزلة؟. والعجيب أن تنشر والدة القاتل صورها أثناء التكريم، ساخرة من الرافضين لتكريمها قائلة: «والنبي لنكيد العزال»، وكيف نتوقع أقل من تلك الألفاظ التي تليق بـ«الأم المثالية»؟ ولم تكن واقعة تكريم الراقصة والدة قاتل زينة هي الأولى من نوعها، ففي العام الماضي كرمت الراقصة فيفي عبده، كأم مثالية، في نادي الطيران في مصر الجديدة، ما أثار نوبة غضب عارمة. بررت عبده تكريم النادي لها بأنها تولت تربية طفلة منذ الصغر حتى تزوجت وتكفلت بكافة نفقاتها. بوسي «أم مثالية». أقامت جمعية «رسالة» الخيرية، حفل تكريم الأمهات المسنات في مصر والمحافظات، في قاعة سيد درويش، بحضور عدد من نجوم الفن والمجتمع. وكرمت الجمعية عددا من نجوم الفن على رأسهم: المطربة الشعبية بوسي، التي نالت خلال الحفل لقب الأم المثالية، ليبعث ذلك الخبر موجة من الغضب العارم لدى ناشطي مواقع التواصل. الراقصة شيماء الحاج، جاءت ضمن أبطال قناة السويس الجديدة بعد أن أهدى محافظ بورسعيد اللواء مجدي نصر الدين، درع المحافظة لإحيائها حفلًا بعنوان «الأمل والعمل»، الذي تبنى رعايته صاحب أكبر سلسلة محال تجارية في بورسعيد. ويهدف الحفل لتحفيز الشباب على العمل وبث الأمل في نفوسهم بأن غدًا أكثر رخاءً من اليوم، كما يأتي الاحتفال ضمن الاحتفالات المقامة بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، والمشروعات التي تقام في المحافظة». لن ننسى المذبحة وفي «المصريون» أيضا يشير جمال سلطان رئيس التحرير قائلا: (غدا) ذكرى أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، تلك المذبحة المروعة التي تحولت إلى كابوس سياسي لا يعرف أحد، سلطة ولا معارضة ولا حتى حزب الكنبة، كيف يخرج من ضغوطه الأخلاقية والإنسانية، قبل أي ضغوط أخرى. في هذا اليوم الكئيب قتل حرقا أو بالرصاص الحي قرابة ألف إنسان، حسب التقديرات الرسمية، وعدة آلاف حسب تقديرات جماعة الإخوان وأنصارها، وأيا كان الصواب في هذا التقدير أو ذاك، إلا أن الحقيقة في الاثنين أن مئات الشباب والفتيات من أبناء مصر قتلوا في صعيد واحد في يوم واحد، على خلفية نزاع سياسي بين كتلتين، وكلاهما مصري، لم تحدث أي واقعة شبيهة بتلك في تاريخ مصر الحديث كله، حتى مذبحة القلعة التي أدارها محمد علي باشا، كانت بين قيادات عسكرية، المماليك في بعضهم، وراح ضحيتها بضع عشرات من المقاتلين في أقصى تقدير، وفي أيام الاحتلال الإنكليزي كانت أشهر مذبحة في تاريخ الاحتلال الذي امتد ثمانين عاما هي مذبحة «دنشواي»، التي راح ضحيتها حوالي ستة من الفلاحين المصريين أعدموا بسبب وفاة جندي بريطاني، وفي أيام الصدام المروع بين عبد الناصر والإخوان، كانت هناك مذبحة سجن طرة، حيث قتل الحراس حوالي عشرين مسجونا، واعتبرت المذبحة الأقسى في تاريخ عبد الناصر، أما «رابعة» فتلك قصة أخرى، لا شبيه لها، وسوف تظل عالقة في ذاكرة المصريين سنوات طويلة، حتى بعد أن تنقضي تلك الحقبة وينتهي نزاعها وأشخاصها. الذين نجوا من تلك المذبحة يحكون مشاهد أشبه بأفلام الرعب التي تحترفها السينما الأمريكية، أو أفلام الخيال. خطورة مسار الدم أنه ذو اتجاه واحد، إذا دخلت فيه فلا رجوع، إلا بنهاية أحد طرفي المواجهة، لأن أحدا لن يتحمل دفع فاتورة الدم، فيتم الهروب منه إلى الأمام، بالمزيد منه، وتلك هي الكارثة، والحقيقة أن تلك المواجهة المروعة لم يكن لها ما يبررها، بمنطق الصراع نفسه في تلك اللحظة رغم قسوته، وكان يمكن الخروج منه بتكاليف أقل، لو أن الطرفين كانا يعتصمان بالمسؤولة الوطنية بقدر كاف، وقد اعترف الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية وقتها، بأنه كان هناك اتفاق على أن تنتهي الأمور سلميا، ويتم فض الاعتصامات تدريجيا، وخروج كريم للرئيس الأسبق محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكان هذا السيناريو ـ ببعض الصبر ـ قادرا على إحداث النقلة وتمريرها بدون هذا الإرث الدموي الثأري الخطير، كما كان سيعبد الطريق للنظام الجديد بتكاليف أقل ويجعل فرصة احتواء الأمور أسهل وأقصر، ولكن البعض كان متعجلا، وربما كان منطق الغضب والصدور المشحونة والرغبة في الانتقام و»تأديب» الخصم وسحقه أعلى من أي عقل سياسي آخر، فكانت المذبحة وكانت الورطة التي يدفع الوطن كله ثمنها حتى الآن…». هل «رابعة» كذبة إخوانية؟ ونتحول نحو أحد أعداء الإخوان أكرم القصاص، الذي يشكك في ما جرى من مذابح، قائلا عبر «اليوم السابع»: ربما لا يكون ما أعلنه الإعلامي الإخواني حمزة زوبع عن أحدث رابعة جديدا، لكنه يكمل صورة أهم ملامحها أن قيادات الإخوان كانوا يلعبون بالحشود ويخدعون جمهورا من المتفرجين، يتعرضون لفقرات «شو» من المسرح يتأثرون ويهتفون ويهددون، وهم مجرد أوراق لعب لا يشكلون للجماعة أي قيمة. يضيف القصاص قيادات الإخوان كانت تسوق قطعان المعتصمين، وتدفعهم نحو تصادم وصراع لا يعرفون عنه شيئا، ثم إنه تم حشدهم بالأكاذيب والحكايات والحواديت والرؤى والمنامات. كانت أهداف الجماعة مرة التفاوض للخروج بأرباح، ومرة الضغط لإخراج مرسي من الحرس الجمهوري. لم تكن هذه الجموع تعرف شيئا، وكانت تتعرض لعمليات شحن يشعل حناجرها. هناك أبرياء صدقوا الكذب واشتروا التروماي والهوا في أكياس والشمس في حلل. كانوا مجرد أوراق في أيدي قيادات هي نفسها فشلت في العمل السياسي قبل 30 يونيو/حزيران، وواصلت الكذب بعدها، من أجل تعظيم مكاسبها. وما تزال بعض القيادات تواصل الربح، بينما يجلس المخدوعون متفرجين. «رابعة» هي الترجمة والتطور الطبيعي لتيار تجمعه الأوهام والخيالات، ولا يعرف كثيرون ممن ناموا وواصلوا البقاء أن من كانوا يخطبون أو يمارسون الصراخ والشحن يذهبون ساعة أو ساعات لإلقاء خطاب تسخيني ينصرفون بعده إلى منازلهم…». كله على حساب الشعب الجائع لازالت أصداء احتفالات القناة الجديده تلفت أنظار الكثيرين وعلى رأس من ينتقدها محمد يوسف عدس في جريدة «الشعب»: «لن نجادل حول ما إذا كانت تفريعة السيسي لقناة السويس هي «قناة سويس جديدة» أم مجرد تفريعة؛ تُعدُّ من الناحية التاريخية [السابعة من نوعها].. ولكنني اعترف بأن المهرجان الكبير الذي شاهدناه – احتفالًا بافتتاح هذه التفريعة- هو الشيء الواقعي الوحيد في قصة «قناة السويس الجديدة»؛ فالمهرجان كان مقصودًا بذاته ولذاته؛ أن يعلق بذاكرة الجماهير كليلة أسطورية من ليالي «ألف ليلة وليلة» من حيث: التنظيم وفخامة العرض والإبهار: بالألوان والتصميمات والزخارف والأعلام، والاستعراضات الغنائية الراقصة، والاستعراضات العسكرية في السماء والماء وعلى الأرض.. ولم ينتقص من بهجة الاحتفال- العبوسُ والعرق الذي بدا على وجوه الضيوف، فحرارة أغسطس/آب كانت شديدة.. ولا تضخُّم صدور الضيوف الأكابر لاضطرارهم لبس السترات الواقية من الرصاص احتياطًا للمفاجآت.. يضيف الكاتب، كل هذا كان مخططا بإحكام، ولا يرجع الفضل فيه إلى عبقرية محلية، وإنما الفضل كل الفضل للشركة العالمية «WPP» التي قامت بالتصميمات، ووضعت كل التفاصيل والبروباغندا اللازمة، لإبراز المهرجان في أبهى صورة «وكلُّه على حسلب الشعب الجائع المقهور».. ويرى الكاتب أن كل ذلك سيتلاشَى، المهرجان من الذاكرة.. ولن يبقى منه إلا المرارة وتفاقُم الأزمات الاقتصادية، والنهب المستمر للفقراء.. والمزيد من الاستبداد والجنون الفرعونيّ السفيه. ويشير الكاتب إلى أن صاحب هذا المهرجان يذكره بالإمبراطور بوكاسا..! وقد كنت أحد معاصريه.. فهل سمع أحدكم بقصة هذا الإمبراطور العجيب؟ الذي حكم «أفريقيا الوسطى» بانقلاب عسكري قاده ضد حكومة مدنية، انتهت بكارثة عليه وكارثة أكبر على بلاده..». هل نبكي على «رابعة» أم تبكي علينا نأسى على «رابعة» أم علينا تأسى «رابعة»..؟ نتألم ونتوجع على رابعة، أم علينا تتألم وتتوجع رابعة؟ يتساءل السعيد الخميسي في موقع «أخوان أون لاين»: نعم.. لقد فاضت الدماء في رابعة أنهارا… وسالت الدموع من العيون مدرارا. ينقضي الليل ويمر النهار، وستظل ذكرى رابعة في قلوبنا جذوة نار. ويقر الكاتب الخميسي بأن رابعة لن تموت ولن ينجلي ليلها إلا بصبح جديد وفجر مجيد ونهار تليد. هل تعلمون ماذا تعنى رابعة؟ رابعة روح في جسد، وزئير في فم أسد، هي نبض قلوبنا ولا حسد. رابعة قمر في السماء، ونبع في أرض بلا ماء. هي كابوس يؤرق مضاجع الطغاة الظالمين، أبى من أبى وشاء من شاء. ستظل رابعة رغم الداء والأعداء.. كالنسر فوق القمة الشماء. ويرى الكاتب أن رابعة قصة حياة وليست تابوت موت، رابعة كانت انتصارا ولم تكن أبدا هزيمة وانكسارا. رابعة كانت للأحرار جوائز قبل أن تكون للشهداء جنائز. رابعة منارة في سماء الوطن، حين تظلم سماؤه. رابعة واحة خضراء في أرض الوطن، حين يغيض ماؤه. رابعة أمل كل عليل سقيم، قد استعصى على الأطباء شفاؤه. ليست رابعة فقط دماء سالت، وجثثا تفحمت، وأطرافا قطعت، وأطفالا يتمت، ونساء رملت، ولكن رابعة ضوء ساطع في نفق طويل مظلم. رابعة حكاية شعب أراد الحياة، وأبى الذل والهوان، فقدم روحه رخيصة فداء لدينه ووطنه وحريته. من كان يظن أن دماء رابعة قد ذهبت سدى، وسينجو الظالمون، ويفر المجرمون بلا حساب أو عقاب، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين إلى يوم الدين». أمام المصريين الكثير ليفعلوه وإلى «الأهرام» والكاتب فاروق جويدة وحديثه عن القناة: «أثبت المصريون للعالم أنهم قادرون على الإنجاز في الوقت الذي يريدون، وفي الظروف التي تفرضها الأقدار والمسؤولية عليهم.. ولهذا كان مشروع قناة السويس الجديدة.. وينبغي ألا نتوقف كثيرا عند الخلافات في الرأي والمواقف، وهل كان المشروع تفريعة أو ترعة أو طشت ـ كما قال مروجو الفتن ـ المهم أن مصر نجحت في إنجاز مشروع كبير، وعلى العالم أن يتلقى هذه الرسالة بفهم ووعي وتقدير.. إن كل مصري يؤمن بأن قناة السويس مثل النيل تماما هبة من الله وقدر عظيم سطره هذا الشعب في تاريخه القديم والمعاصر، وأن علينا أن نفخر بهذه المعجزة الإلهية التي جمعت البحرين على أرضنا، في عشر سنوات اقترب دخل قناة السويس من 50 مليار دولار، وهو رقم يأتى في مقدمة مصادر الدخل في حياة المصريين، وبدلا من أن يضيع منا الوقت في الرد على هذا أو ذاك، يجب أن نتوقف عند أولويات كثيرة وتحديات تنتظرنا لكي نكمل مشوار البناء، وعلينا أن ننظر إلى الأمام ولا تأخذنا لعبة الصراعات، فقد أضاعت علينا وقتا طويلا.. أمامنا مجموعة تحديات يجب أن نستفيد فيها من أخطاء الماضي حتى لا تتكرر.. يضيف جويدة، أمامنا خطة استكمال مشروعات تنمية قناة السويس، وهي مشروعات ضخمة ينتظرها العالم، وهي بداية التحول الحقيقي في مسار التنمية في مصر.. كانت لنا تجارب سابقة في هذه المنطقة بدأت بتحويل بورسعيد إلى منطقة حرة، إنتاجا وتصديرا، وانتهت نهاية مؤسفة وكانت لنا أحلام كبيرة في شرق التفريعة وانتهت بتوزيع الأراضي على خمسة اشخاص فقط، وبقي المشروع حبرا على ورق». كتاب ونواب أمريكيون يمينيون يشيدون بالسيسي ونعبر خارج الحدود حيث محمد الشناوي مدير مكتب «الشروق» في أمريكا يحدثنا عن مؤتمر في واشنطن نظمته مؤسسة «الدفاع عن مسيحيي الشرق»، وجمع المؤتمر عددا من قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وناشطين دينيين، ورجال دين مسيحيين أمريكيين وشرق أوسطيين، وكان نجم المؤتمر والمتحدث الرئيسي أمامه هو السيناتور تيد كروز، الذي مثلت كلمته صدمة لبعض الحاضرين من الشرق الأوسط، واعترض عليها وانسحب خلالها عدد منهم، أهمهم البطريرك جريجوريوس الثالث لحام ــ بطريرك الروم الكاثوليك في أنطاكية وسائر المشرق. وجه كروز كلمته لمسيحيي الشرق قائلا «أنتم لستم مسيحيين إذا لم تدعموا إسرائيل». ويؤكد الشناوي، أن السيناتور كروز لم يكن استثناء جمهوريا في توجيه المديح للرئيس السيسي، فقد سبقه عدد ليس بالقليل من قادة الجمهوريين. مدح حاكم ولاية أركانسو مايك هوكابي السيسي بالقول «نشكر الرب على وجود الرئيس السيسي في مصر»، كذلك مدح زعيم الكنيسة المعمدانية الأمريكية المحسوبة على الجمهوريين، ريتشارد لاند، في أحد مقالاته عن الرئيس السيسي بالقول إن «خطابه بمثابة تذكرة تاريخية بالخطاب الشهير لمارتن لوثر كينغ (لديّ حلم)». أما الكاتب الجمهوري جورج ويل من صحيفة «واشنطن بوست» فقد كتب مطالبا «منح السيسي جائزة نوبل للسلام». كذلك مدح نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني الذي خدم ما بين 2001 و2009 في فترة حكم الرئيس جورج بوش، التي شهدت غزو أفغانستان وغزو العراق الرئيس السيسي، الذي التقاه في ربيع 2014، وأكد أن «السيسي ترك انطباعا جيدا للغاية لديه». أما صحيفة «واشنطن تايمز» اليمينية فترى أن الرئيس السيسي هو الوحيد والأول بين كبار زعماء العالم الذي يبدو على استعداد للظهور أمام كبار رجال الدين، والقول إن الفكر المتطرف في الإسلام يدفع الإرهابيين لقتل الناس في جميع أنحاء العالم». صناعة الصحف تحتضر لا يخفى على الكثيرين حال الصحف ومستقبل المهنة المحفوف بالمخاطر كما يشير عمرو حمزاوي في «الشروق»: «صناعة الصحف يستحيل بقاؤها حال تصاعد ظاهرة هجر الصحف والاعتماد على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي التي يطالعها القراء من دون مقابل مادي. عالميا، تعاني إدارات الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات المتخصصة الأمرين، لتوفير تكاليف الطباعة وأجور العاملين فيها بفئاتهم المختلفة، وتمزج بين حصيلة أرقام توزيع النسخ والمطبوعات وبين حصيلة الإعلانات المدفوعة، والحصيلتان في تدنٍ دائم. يحتاج صناع الصحف اليومية، قبل الصحف الأسبوعية والمجلات المتخصصة، للتفكير في مجالات للتميز ولاجتذاب الطاقة الشرائية للناس بعيدا عما تتيحه المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعى ــ مثلا، التحقيقات الإخبارية المعمقة، وملفات القضايا والموضوعات المتواصلة زمنيا (معالجة أقلام متنوعة للقضايا والموضوعات ذاتها لإضاءة جوانبها العديدة)، وإفراد مساحات لنشر مقالات القراء وتعليقاتهم، وغير ذلك من مجالات التميز. دون ذلك، وبمعزل عن خصوصية الحالة المصرية ومعضلات سوق الصحافة والإعلانات الراهنة، ستنهار صناعة الصحف وتنقرض عادات قراءتها برحيل كبار السن المتمسكين بالحياة وبمطالعة الصحف المطبوعة يوميا وأسبوعيا، الذين نجدهم في بعض أكثر أماكن الدنيا جمالا ــ في الميدان الرئيسى لقرية صغيرة اسمها كاستيل مولا على قمة جبال شرق جزيرة صقلية الإيطالية». «دراع الحكومة ما يتلويش» أكبر غلط أن تعاند الحكومة مع الموظفين المطالبين بتعديل بعض بنود قانون الخدمة المدنية، فعلى هامش المظاهرات التي شهدتها منطقة وسط القاهرة قبل ثلاثة أيام، وشارك فيها آلاف الموظفين، أصدرت الحكومة بياناً أكدت فيه أن القانون باقٍ بلا تغيير، وهو ما تأكد أيضاً على لسان وزير التخطيط. ووفق محمود خليل في «الوطن» فقد اختارت الحكومة أن تتبع الأسلوب القديم نفسه الذي ابتكره يوسف بطرس غالي، وزير المالية الهارب ذات يوم في مواجهة موظفي الضرائب العقارية، منهج «دراع الحكومة ما يتلويش»، كما حكيت لك بالأمس. الحكومة ترفع شعار الإصلاح الإداري وتؤكد أنها تسعى إلى تحقيقه من خلال هذا القانون، وعددت المزايا التي يشتمل عليها في هذا السياق، وأضاف وزير التخطيط إلى قصة «الإصلاح الإداري» مبدأ «من جد وجد» أو لكل «مجتهد نصيب»، وأشار إلى أن القانون يراعيه، حين يحفز الموظف الذي يعمل، ويوقف الكسول عند حده.لا يستطيع أحد أن يتصادم مع فكرة «الإصلاح الإداري»، وليس في مقدور أحد أن يجادل في مبدأ من جد وجد، وربما كان قانون الخدمة المدنية يصب في خدمة هذه الأهداف، لكن الحكومة لا تستوعب حقيقة أن هذا الكلام فقد أي وجاهة يتمتع بها، حينما قررت تطبيق القانون «ع الكيف»، فاستثنت منه جهات، مثل الرئاسة ومجلس الوزراء، بالإضافة إلى العاملين في مجالات وظيفية معينة، ليصبح سيفاً مسلطاً فقط على رقبة الموظف عديم الحيلة. معنى الاستثناء هنا أن الحكومة السنية ترى أن الفئات التي تم إخراجها من تطبيق بعض أو كل نصوص القانون تنتمي إلى جهات عمل «منصلحة الحال»، ولا تحتاج أي جهد في الإصلاح الإداري، والأهم من ذلك أنها تصنف الموظفين الذين يعملون فيها في فئة «المجتهدين» الذين جدوا فوجدوا، خلافاً لـ«المأنتخين»- اي غير المنضبطين – من العاملين في مجالات أو جهات أخرى غير مستثناة». حرب غربية شيعية على السنة لا أحد من حكامنا الأشاوس بحسب عامر شماخ في «الحريه والعدالة» يريد أن يعترف بأن الفوضى التي تعم العالمين العربي والإسلامي، قد أشعلها الغرب بديلاً عن حروبه المباشرة ضدنا، وأنه استخدم الورقة المذهبية لضمان استمرار هذه الفوضى، حتى لا تبقى دولة إسلامية متماسكة باستطاعتها صد عدوان الصهاينة في الشرق… ويؤكد عامر أن ما يجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان، حرب ضروس ضد أهل السنة، في ظل صمت من حكام العرب المستبدين، الذين أمروا بغض الطرف عن هذه الكوارث التي حلت بأمتنا، ولخوفهم على كراسيهم ومصالحهم، دون مصالح شعوبهم استجابوا لتلك الأوامر الأمريكية، فلم يعترض أحدهم -مجرد اعتراض- على ما يجري على أرضه، وفسر لى – بربك- الصمت السعودي على استيلاء الحوثيين على اليمن وفرض سيطرتهم على البلد الاستراتيجي العريق؟ ولا تحدثني عن التحالف الذي تلقي طائراته مئات الأطنان من المتفجرات كل يوم على الأرض اليمنية، فإن الخاسر الوحيد هو المواطن اليمني المسكين الذي لا يعرف شيئًا عن السياسة.. لقد سمحوا من قبل لشيعة اليمن بالاستيلاء عليه، من جميع أركانه، وبأسلحة الجيش الوطني، ولو وضعت الحرب أوزارها فسيكون اليمن بلدًا آخر يحتاج عشرات السنين للإعمار، فضلا عن تقسيمه، إن لم يكن يمنين جنوبيا وشماليا، فسيكون واحدًا للسنة وآخر للشيعة، ما يعنى دوام الحرب بين الطرفين حتى يفني أحدهما الآخر.وهذا المثال – أي اليمن- بحسب الكاتب نموذج لما يخطط له الغرب، العدو اللدود للمسلمين، فإنه يطلق الحبل على غاربه للشيعة، ويمدهم بالمال والسلاح، والدعم الأممي؛ كي يقتلوا أهل السنة، فيكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد: أوجد الفوضى والخراب في سائر القطر المستهدف، وهي حرب مذهبية محال أن تطفأ نارها». حسام عبد البصير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
تونس ـ «القدس العربي»: دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى المساواة التامة بين المرأة والرجل في بلاده، مطالبا بتعديل قانون الأحوال الشخصية لتمكين المرأة من الولاية على الأطفال القصر أسوة بالرجل، كما اعترف بأن المرأة في بلاده ما زالت تعاني العنف المادي والمعنوي فضلا عن الفقر والبطالة، مطالبا بالتخلص مما وصفه بـ»المظاهر المتخلفة» والتي تتعلق بتحجيب الفتيات الصغيرات في دور الحضانة والمدارس الابتدائية. وقال خلال الاحتفال بالعيد الوطني التاسع والخمسين للمرأة التونسية «أطالب من الحكومة أن تبادر بالعمل الفوري على تحقيق المساواة في الأجر بين المرأة والرجل في القطاعين الفلاحي والصناعي حتى ينتفي نهائيا التمييز في الأجور بين الجنسين». وأضاف «وإذ أثمن المبادرات الرائدة للحكومة في مجال التمكين الاقتصادي للمرأة حتى تتعدد المشاريع الاقتصادية التي تديرها المرأة في كل الجهات لاسيما المهمشة منها، فإني أطلب من الحكومة المزيد من الجهد حتى تضع المزيد من التحفيزات الجبائية والتسهيلات البنكية لضمان نجاح تلك المشاريع ودوامها». واحتفلت تونس الخميس بمرور 59 عاما على إصدار الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة لمجلة (قانون) الأحوال الشخصية التي منحت المرأة التونسية مكاسب كثيرة، من بينها سحب القوامة من الرجل وتجريم تعدد الزوجات والزواج العرفي وإكراه الفتاة على الزواج من قبل ولي أمرها، وجعل الطلاق بيد القضاء وغيرها. ودعا قائد السبسي لتطوير الأحوال الشخصية في العديد من المستويات لمواكبة متطلبات الواقع المتغير «وخاصة تنقيح الأحكام المتعلقة بالولاية على الأبناء القصر بغاية تحقيق المساواة الكاملة بين الأبوين في ممارستها، على نحو يرفع عديد العراقيل فيما يتعلق بالتراخيص والوثائق الرسمية لفائدة الطفل، وذلك بتمكين الأم والأب على حد السواء من مباشرة الإجراءات للغرض. كما أن هذا التمشي التطوري في تشريعنا سيفتح في المستقبل القريب آفاقا جديدة في مجال المساواة في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية». ويمنح قانون الأحوال الشخصية الحالي الولاية على الصغير (التكفل بحالته الشخصية ومعاملاته المدنية والتجارية) الذي لم يبلغ سن الرشد (أقل من عشرين عاما) للأب ومن ثم للأم في حال وفاة الأب، على أن تؤول الولاية للوصي في حال وفاة الأبوين، ولا تبطل إلا بإذن من الحاكم لأسباب شرعية (الفصل 155 بعد تعديله عام 1981). وتعهد قائد السبسي بمقاومة جميع أشكال التمييز ضد المرأة «في القانون وفي الواقع، ونحن ندرك أن ما يقره القانون لا يسايره الواقع بالضرورة»، مذكرا بأن بلاده رفعت «كافة التحفظات على المعاهدة الدولية لمقاومة جميع مظاهر التمييز ضد المرأة (معاهدة السيداو) وانخرطت بذلك الدولة التونسية في المنظومة الحقوقية الكونية الأكثر تطورا في هذا المجال». وأضاف «سنشجع كل المبادرات التشريعية التي تطور مكاسب المرأة التونسية وترفع من شأنها وتصون كرامتها. ومن خلال متابعتي لنتائج الدراسات الميدانية التي تقوم بها الجهات المختصة، فإني لا أخفي انزعاجي من الأرقام المفزعة حول الواقع الاجتماعي الذي تعيشه المرأة الريفية في جهات عديدة والمرأة في الأحزمة الشعبية للمدن الكبرى». وأشار، في السياق، إلى أن المرأة التونسية ما تزال «ضحية للعنف المعنوي والمادي وبنسب عالية، وهذا غير مقبول في مجتمع يتمتع بمنظومة قانونية راقية. فلم يعد مجال للتسامح مع العنف المهين للمرأة مهما كان مأتاه وأيا كان شكله». وأضاف «أعلن من هذا المنبر أنني سأشجع كل المبادرات التشريعية والإجرائية من أجل مقاومة هذه الظاهرة المشينة في مجتمعنا. فبقدر ما أعتز وأفتخر بما وصلت إليه البنت التونسية من رقي وتمكين من المعارف والمهارات، بقدر ما أغضب عندما أطلع على معاناة العديد والعديد من نساء تونس وبناتها اللاتي يعانين من الفقر والخصاصة والبطالة وسوء المعاملة». وعبر قائد السبسي عن امتعاضه من «المظاهر المتخلفة في معاملة البنت الصغيرة في بعض دور الأطفال الخارجة على القانون والمتمردة على أساليب التربية العصرية، كما وضعتها الدولة ومؤسساتها التربوية». وأضاف «لم يعد مقبولا في مجتمع كان له السبق في تعليم البنت أن تحجب بنت الأربع سنوات، أو التي ما زالت في المدرسة الإبتدائية. هذا الأمر مناف لمجلة حقوق الطفل ولأبسط قواعد التربية العصرية وعلى الدوائر المسؤولة مقاومته بتطبيق القانون». وكانت وزارتي الشؤون الدينية والمرأة اتفقتا مؤخرا على تنظيم العمل التربوي داخل رياض الأطفال والكتاتيب، حيث اعتبر وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ أن «الروضات القرآنية» خارجة عن الإطار القانوني المعتمد من قبل الوزارة التي تعتمد «المناهج الحديثة للكتاتيب وتركز على تربية الناشئة على قيم الاعتدال والتسامح». فيما كشفت وزيرة المرأة والأسرة سميرة مرعي عن وجود أكثر من 800 «روضة قرآنية» في البلاد، يعتمد أغلبها على المنهج الباكستاني والأفغاني فى تدريس الأطفال، محذرة من مخاطرها على مستقبل الأطفال. من جانب آخر، تحدث الرئيس التونسي عن «قوى الجذب إلى الوراء وقوى الهدم وآخرها آفة الإرهاب التي هي غريبة عن تقاليدنا وعن تاريخنا المتحضر»، مشيرا إلى أن هذه القوى «لا تستثني المرأة بل تجعل منها أداة تستغلها أبشع استغلال وتستدرجها كأداة لتنفيذ مخططاتها الخبيثة». ووأضاف «في مواجهة هذا الخطر، فإن النمط المجتمعي الذي بنيناه بعقولنا وإرادتنا قادر على الدفاع عن نفسه والمرأة التونسية في قلب المعركة ضد الإرهاب وضد الخلفية الذهنية والأيديولوجية التي أولدته. فوعي المرأة التونسية وفطنتها هما خير ضمان لمناعة المجتمع بأسره». حسن سلمان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
هذا الصيف غريب جدا، صاخب، تحدث فيه دراما سياسية كبيرة، دراما قد يكون لها تأثير كبير في حياتنا، لكنها تشغل فقط من يهتمون بالامر، مجموعة من الموظفين، رجال الجيش، سياسيين وصحافيين. الدبلوماسيون يرسلون البرقيات إلى عواصمهم ويعترفون فيها أنه ليس لهم تفسير لما يحدث. «كل يوم أستيقظ مع شعور أنه لن يكون أصعب من ذلك»، قال أحد الاشخاص الذين يتابعون الأزمة من قريب. «كل يوم أفاجأ من جديد». الاتفاق النووي مع إيران أثار مخاوف كبيرة في إسرائيل. والعالم كله يفهم ذلك. والسؤال هو كيف ستواجه إسرائيل هذه المخاوف. ما الذي تريد تحقيقه في الحرب التي تديرها ضد نظام اوباما؛ ما هي خطتها في حال وافق الكونغرس على الفيتو الرئاسي وتمت المصادقة على الاتفاق؛ ما هي خطة إسرائيل في حال هزمت الاغلبية في الكونغرس الرئيس واضطرت أمريكا إلى الانسحاب من الاتفاق؛ هل هناك أحد ما في القدس وفي تل ابيب، يقوم بعمل حساب للتكلفة والفائدة، هل يفكر أحد باليوم التالي. الادارة الأمريكية تتابع من واشنطن ما يحدث هنا وتثير انطباعها النقاط التالية: في هذه النقطة من الازمة لا يوجد لإسرائيل مجلس وزاري مصغر، لا توجد لها حكومة، لا يوجد لها جهاز أمن، لا توجد لها كنيست، لا توجد لها وسائل إعلام حرة. كل شيء يتم حسب رغبة شخص واحد هو بنيامين نتنياهو. أوجد الجيش استشارة حول الاتفاق ومغزاه. وهذه الاستشارة كانت متوازنة ـ تحلل مساويء الاتفاق وفوائده. لم يقم أحد بتأخير صعود الاستشارة إلى فوق ـ وزراء المجلس الوزاري المصغر يعرفون عنها. ويعرفون ايضا ما الذي يعتقده رئيس الاستخبارات العسكرية وما الذي يفكر فيه رئيس الاركان، إن كان هناك فرق بين استنتاجاتهم وبين استنتاجات رئيس الحكومة. لم يحدث نقاش حقيقي في المجلس الوزاري المصغر حول اليوم التالي لقرار الكونغرس الأمريكي. إسرائيل مستعدة لاستثمار الكثير من اجل اعادة الخيار العسكري إلى الصورة. وزير الدفاع يعلون هدد في الاسبوع الماضي في وسائل الإعلام بأن إسرائيل ستعود إلى التصفيات المركزة لعلماء الذرة الإيرانيين. كان هذا غريبا، لأن إسرائيل لم تهدد في السابق بشكل علني في وسائل الإعلام ـ وحسب مصادر اجنبية فقد قامت بالتصفيات سرا. لم يكن هذا التصريح موجها لطهران بل لواشنطن. وكانت هناك اجراءات اخرى أكثر ملموسية. مهم لإسرائيل خلق الانطباع في واشنطن بأن الموافقة على الاتفاق في الكونغرس ستولد الحرب. بخلاف دول الخليج، التي تعارض الاتفاق، وفي المقابل تتفاوض مع الادارة حول أمنها في اليوم التالي، فان الاجهزة في إسرائيل وبأمر من نتنياهو توقفت عن التعاون مع الادارة الأمريكية. كان يفترض أن تبدأ في لوزان المحادثات حول التفاهمات بين الدولتين. وهي اطار من المفروض أن يمتد لعشر سنوات ويحدد المباديء المتعلقة بالمساعدات الامنية. ومن المهم لجهاز الامن الإسرائيلي معرفة ما هو متوقع. رغم أنه لا توجد محادثات ولا توجد اتصالات حول التعويض الذي ستحصل عليه إسرائيل بسبب الاتفاق مع إيران وبسبب الامتيازات الامنية الجديدة لدول الخليج. الادارة الأمريكية تقتنع أنها توجد في جبهة واحدة مع إسرائيل في مواجهة الإرهاب الإسلامي، ويشمل ذلك المساعدة التي تقدمها إيران لحزب الله وحماس، والادارة مستعدة لتعميق التعاون. وإسرائيل لا توافق على نقاش هذه المواضيع في المستوى السياسي. عندما سافر وزير الخارجية الأمريكية كيري إلى دول الخليج مؤخرا للتباحث في اليوم التالي، تجاوز إسرائيل. في السابق كان تجاهل إسرائيل يثير الغضب، ولكن في هذه المرة قال نتنياهو: «حقا، ليست هناك حاجة لأن يأتي». الصراع في الكونغرس الأمريكي مهم بالنسبة لنتنياهو لدرجة أنه مستعد لخلق الانقسام في الجالية اليهودية وتحويل «الايباك» إلى لوبي أحادي الحزبية. اعضاء ديمقراطيون في الكونغرس يتمزقون بين ولاءهم للرئيس وحزبهم وبين خشيتهم من ضياع الناخبين والمتبرعين اليهود. كل الديمقراطيين الذين أعلنوا حتى الآن أنهم سيصوتون ضد الاتفاق، هم من اليهود: ت�[/size]