الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7042مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: توفير الخدمات ام تحرير الموصل الأربعاء 19 أغسطس 2015 - 8:45
[size=32]توفير الخدمات ام تحرير الموصل[/size]
سامر الياس سعيد
لايختلف اثنان على ان المحرك الاساسي للتظاهرات التي شهدتها مؤخرا العاصمة الحبيبة (بغداد ) فضلا عن محافظات عراقية اخرى هو المطالبة بتوفير الخدمات لاسيما الكهرباء من خلال اشتداد درجات الحرارة ووصولها الى نصف درجة الغليان مما دفع المئات للمطالبة بتحسين توفير الطاقة الكهربائية في المناطق التي تشهد تذبذبا بتوفير المادة الرئيسية لديمومة الحياة ..
لكن الامر المؤلم ان الاستجابة لمطاليب المتظاهرين من قبل الحكومة جاءت كردة فعل باصدار عدد من القرارات الاصلاحية التي ابرزت فسادا وتشعبا من خلال المناصب الكثيرة التي من شانها ارهاق ميزانية الحكومة وتحميلها ما لايطاق بالنظر لسياسة التقشف التي اعلن عنها وتضرر فئات كثيرة من جراء ذلك لاسيما النازحين من شريحة الموظفين الذين باتوا يترقبون صرف مستحقاتهم المالية من اجل سد تكاليف المعيشة في المناطق التي لجاوا اليها خصوصا في تسديد بدلات الايجار الباهظة التي باتوا يتكبدوها بعد ان طردوا من منازلهم ومناطقهم بعد سيطرة تنظيم داعش..
اقول لو ان تلك التظاهرات التي انطلقت في الاسابيع القليلة الماضية كانت قد انطلقت بالتزامن مع سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل هل كانت الحكومة ايضا ستسعى واستجابة لمطاليب المتظاهرين في ان تقوم بتحركات جادة في استعادة تلك الارض المغتصبة خصوصا وان سقوطها قبل عام والتحرك السريع ازاء ذلك السقوط كان سيمنع العديد من الكوارث التي وقعت بعد ان احكم عناصر داعش سيطرتهم وعبثوا بكل مقدرات المدينة واستهدفوا رجالاتها وحطموا حضارتها وطردوا مكوناتها ولم يبق من الموبقات والغرائب الا وقاموا به في ظل البطء الذي شاب تحركات الحكومة من اجل استعادة المدينة وبقيت الوعود وتحديد المواعيد الخاصة بانطلاق معركة تحرير الموصل جاثمة على صدور النازحين ممن تلظوا بحرارة الصيف اللاهبة وبرد الشتاء القارس املا في ان يكحلوا عيونهم بقرب انطلاق تلك المعركة التي لو جاءت فستضع حدا لانهاء اوضاعا شاذة عاشتها مدينة الانبياء منذ اكثر من عام ..
ان ما يحز في انفسنا كمكونات اصيلة في مدينة الموصل اننا لم نلمس مثل تلك المظاهرات العارمة التي شهدتها العاصمة وباقي المحافظات الجنوبية حينما وجدنا انفسنا خارج دائرة التاريخ مطرودين من مدينتنا ولو كان انطلاق مثل تلك التظاهرات قبل عام او مايزيد فحتما ستكون هنالك تحركات جادة وملموسة لغرض الفات نظر العالم والراي العام الدولي بما واجهه ملايين المسيحيين ومعهم مكونات عراقية من ظروف استثنائية باخراجهم قسرا من مدنهم والعبث بممتلكاتهم وسرقتها لابل تفجيرها فضلا عن العبث بدور العبادة الخاصة بتلك المكونات وتدميرها ..وهنا ينطلق سؤال يمكن ان نتوجه به الى سادتنا المتظاهرين حول اولوية التظاهر واهميته سواء من اجل اعادة الحق لملايين النازحين ممن مروا بتجربتهم الانسانية القاسية بالخروج من دائرة التاريخ ام من اجل رفاهيتهم وضمان استقرار التيار الكهربائي وغلق ملفات فساده المتجددة مع تولي اي وزير لحقيبة الوزارة وبقاء الوضع على ما هو عليه منذ عقدين او مايزيد..