تنهمر الأخبار المتعلقة باللاجئين إلى أوروبا على مدار اليوم والساعة، وتعيد وسائل الإعلام الغربية، وخصوصاً الشعبية واليمينية منها، صياغة هذه الأخبار والتعليق عليها بطريقة تسعى بشكل مقصود ومبرمج لشيطنة حركة النزوح الإنسانية الكبرى هذه، قافزة على جذورها العميقة، ومخفية دور أوروبا ونظم السيطرة العالمية بأسباب نشوئها واستمرارها. تتجاهل هذه الأخبار، السياق التاريخي للنزوح، ولكون العالم الحديث تشكل عبر هجرات واسعة لكافة الشعوب وبينها الأوروبية منها كالإيطاليين والسويديين والإيرلنديين واليونانيين والألمان والبولونيين وغيرهم إلى قارات العالم المكتشفة في أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا، وقد تعرض الملايين منهم لأشكال متعددة من الاضطهاد والاستغلال والتنميطات العنصرية ممن سبقهم في استعمار تلك البلدان قبل أن يستقروا في أوطانهم الجديدة ويساهموا في تنوعها وثرائها المادي واللغوي والثقافي والعرقي. بعض هذه الأخبار يلفت النظر لكونه مليئا بالمفارقات السياسية والثقافية، ومن ذلك ما فعله الرئيس التشيكي ميلوش زيمان الذي انتقد الأربعاء الماضي التماسا لأكثر من 2000 اقتصادي وأكاديمي يمثلون النخبة الفكرية لبلاده حذروا فيه الشعب من زيادة العداء للأجانب وحثوا السياسيين على عدم استخدام كراهية اللاجئين والمهاجرين كأسلوب للصعود السياسي مطالبين بنقاش عقلاني للجدل الدائر حول الهجرة. يقدم هذا المثال رئيساً لدولة أوروبية يحمل لواء كراهية الأجانب ويطالب باستخدام الجيش لمنع دخولهم إلى البلاد في تكرار مقيت لموقف لا ينفك الساسة الانتهازيون يركبون أعنّته رغم منافاته لقوانينهم وأعرافهم وأخلاقهم، وهو أمر وقع فيه كثيرون غيره، بينهم رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون، الذي وصف المهاجرين الذين يحاولون عبور المانش إلى بريطانيا من فرنسا بكلمة swarm وهي كلمة تستخدم لوصف سرب الدبابير أو حشد الحيوانات المندفعة، الأمر الذي جلب انتقادات من منظمات حقوق الإنسان التي اعتبرت ذلك محاولة لتحقير البشر و»حيونتهم». حادثة أخرى تلفت النظر حصلت في ألمانيا أمس حين ثارت مجموعة من اللاجئين في مخيم للجوء بعد قيام لاجئ آخر بحرق صفحات من المصحف ورميها في المرحاض مما أدى لمشاجرة سقط فيها 11 لاجئا جرحى وأصيب 6 من عناصر الشرطة. تشير الحادثة إلى أن ثورة البعض منهم على ما اعتبروه إهانة دينية يقوم على افتراض لديهم بأن الغرب لا يقدم لهم مأوى ويوفر لهم فرص عمل وحياة فحسب، بل إنه يحفظ كراماتهم ويحترم معتقداتهم الدينية، وهي أمور لا تقلّ أهمّية وخطورة في روع اللاجئين عن رغبتهم بالأمان والاستقرار والرخاء المادي، وهو يدل على إيمان بقيم الغرب المفترضة ويتصادى مع تعاطف النخبة التشيكية والكثير من النخب الغربية مع اللاجئين، ويتعاكس، في الوقت نفسه، مع التيارات اليمينية ووسائل الإعلام العنصرية. ضغوط الغرب على حركة اللجوء تتبدى في مقاولات وابتزازات لدول المصدر والمرور، رأينا أمثلة عليها مؤخرا في تركيا، وفي هنغاريا، ومقدونيا، وفرنسا وغيرها، وتتجلى بالجدران الأمنية والمخيمات العازلة وسوء المعاملة، وصولا إلى استنهاض الحركات العنصرية والاحتجاجات المضادة للأجانب والتحريض عليهم ورفع الأسوار الشاهقة، رغم معرفة الغرب أن كل هذا لا يعالج المشاكل الحقيقية التي تدفع هؤلاء لبيع الغث والثمين والسفر بأي طريقة للهروب من أوطانهم. تضع حركة النزوح الكبرى هذه الغرب أمام مرآة هائلة يراقب فيها نفسه وإمكانياته على تطبيق الأسس الأخلاقية التي بنى عليها حضارته ومدنيته وغناه الروحي والمادي ولا ينفك يتغنى بها ويبشر بضرورة اعتمادها في كل أنحاء البسيطة. يعلم الغرب أن نهضته الصناعية الكبرى ومغامرته التي حققت اكتشافات جغرافية وحركة هجرة بشرية لا مثيل لها في التاريخ أدّت إلى إنشاء هذا النظام العالمي الذي يفتخر بحضارته وديمقراطيته ومدنيته، ولكنّها، من جهة أخرى، سحقت شعوباً بأكملها ودمرت حضارات سابقة عليها واخترعت دولا وحدودا جديدة وقسمت أمما وفتحت بابا لا يسدّ من النزاعات الأهلية والصراعات جزء من آثارها هذه النزوحات. الهجرة البشرية الكبيرة هذه تكشف أن العالم الذي صنعته أوروبا باستعمارها وحروبها العالمية ودفاعها عن آخر قلاع الاستعمار في اسرائيل يعاني من استعصاءات بنيوية عميقة يتحمل الغرب مسؤولية كبرى فيها ولا يمكنه الانفكاك عنها حتى لو أراد ذلك. رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
لقد صحت الخلايا. ها هي بوادر الأسى الذي طالما سمعنا قرع طبوله من بعيد تظهر في الأفق، ها هي جحافله تشق سماءنا الصافية، ها هي أنصال سيوفه تبرع لمعاناً من بعيد، لمعاناً حاداً شريراً لطالما زارنا في أحلامنا الكابوسية. أفاقت خلايا الشر في الكويت، كما أفاقت عند جيرانها من قبل، تتثاءب بتثاقل نافخة سمها الكريه في كل مكان. أفاقت لأننا نمنا والسرير لا يتسع لاثنين. كل يوم نكتشف شرا جديدا، خلايا تفيق بعد خدر، مجموعات متضادة، ترمي لخلق ساحة حرب من أرض الكويت لصراعاتها التاريخية القديمة المريضة، خلايا متعادية، إلا في تطرفها وكراهيتها للآخر، فهي في فكرها أحادي الحقيقة، جهادي المنبع، عنيف الحلول، متوائمة متفقة. سبقت الكويت دول أخرى أفاقت فيها الخلايا، وستلحق بالكويت دول أخرى خلاياها تتمطى على وشك أن تفيق إفاقتها القاتلة. في شرقنا الأوسط نحن مختلفون متنازعون متصارعون في كل شيء، إلا في مصائرنا، تختلف أساليب شموليتنا وكراهيتنا للآخر ولبعضنا البعض، ولكن تتفق النتائج دائماً: خلايا سرطانية قاتلة، تنتشر في أجساد دولنا بعد أن تجاهلناها لعقود أو قل لقرون، ننشغل نحن بالصراع على سبب الداء ومصدر الدواء، والمريض يموت أمام أعيننا، والجسد المسجى يذوي يوماً بعد يوم. أيام حزينة هذه الأيام، كلما ظهرت خلية تبث شراً في أحد أرجاء الوطن العربي. تفجير لداعش، دسيسة لحزب الله، حراك مريب للإخوان المسلمين، القاعدة، جيش النصرة، وغيرهم، كلما تعمق الخلاف رديء الملافظ بيننا، خلاف ليس على حلول عملية ولا على آراء تحليلية ولا حتى على سياسات حقيقية، إنه خلاف تاريخي سحيق، يدعي من خلال تأويله كل منا أنه على حق، وأنه مستعد للموت دون هذا الحق، فننفخ جميعاً في هذه الخلايا السامة، نلهب شعلتها ونهيج ألسنة سمومها، نفيقها ونفيقها لنموت نحن. من المؤكد أن الكارثة لم يخلقها التاريخ وحده وخلافاتنا عليه، ومن المؤكد أن الفتنة لم توقظها صراعاتنا وحدها ولا سذاجة إيماننا بامتلاكنا للحق الأوحد المطلق، هناك عوامل خارجية، هناك سياسات أجنبية مخربة وهناك جغرافيا مفروضة وهناك احتلال لا يزال سكيناً في الخاصرة وهناك جيران متآمرون وهناك أصدقاء يضمرون الشر وهناك بترول، وهناك دولارات، وغيرها، إلا أنه، ومما لا شك فيه، نحن من نصب الخيمة وصف الكراسي وأرسل الدعوات ثم رحب بالمدعويين وأفسح لهم الطريق. لقد فجعت الكويت بتفجير مسجد الإمام الصادق في قلب عاصمتها، ثم باكتشاف مخازن أسلحة موزعة في باطن أرضها، كما فجعت السعودية بتفجيرات مساجدها، ومن قبلهما كانت فجائع العراق ولبنان وليبيا واليمن والبحرين، وفجيعة سوريا التي ليس كمثلها فجيعة، ومصر التي استدارت في دائرة كبيرة فتبعناها بعيون منبهرة لنراها تعود من حيث أتت، كلنا مفجوعون، الغنية من دولنا والفقيرة، الأقوياء والضعفاء، أصحاب الحضارات ومحدثو الوجود، القبليون والحضريون، أصحاب الأنظمة الانتخابية وتلك الوراثية، فكيف ولِمَ نختلف في كل شيء ثم نتوحد في الهم وسوء المنقلب؟ لم نعد نخشى الأحداث كثر خشيتنا وكراهيتنا للحوار بعدها، فالحوار، أو الزعيق، المباح على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، الذي لم تعد قوى شمولية قادرة على إسكاته ولا شرطة سرية قادرة على مصادرته، يخبر بما حُبس لسنوات طوال في العقول والقلوب من دون هواء أو نور، من دون أي فرصة ظهور لينال حقه من النقاش الصحي السليم، حتى تحول إلى كراهية سامة نكاد نشمها في الهواء ونتذوقها بين الحروف. نحن نعيش كارثة حقيقية، يعمقها ان العدو المتسبب بها هو منا وفينا، ويجذرها رفضنا الاعتراف بدورنا الرئيسي في تشكيلها، ويشعل لهيبها تمسكنا بالحق المطلق، وينفخ في هذا اللهيب تعدد نسخنا من هذا الحق وإصرار كل منا على الموت من دون نسخته. شيء ما غاية في الكوميدية في هذه الصورة عند النظر إليها من بعيد. المهم ان الخلايا صحت ونحن لا نزال في سبات عميق. د. ابتهال الخطيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
■ مرت عشر سنوات على موت الرئيس الراحل ياسر عرفات، وما زال لغز موته يشغل المحطات العربية والغربية. فخلال هذا الإسبوع قامت محطة «فرانس 3» الفرنسية بتخصيص وثائقي يتحدث عن لغز موت الرئيس الفلسطيني. الفيلم الوثائقي من إخراج الفرنسي باتريك فوريستير، ينقل شهادات حية لخبراء ومختصين إسرائيليين وفلسطينيين، وكذلك دوليين، يتحدثون عن هذا الغموض. تنتقل بنا التحقيقات في الفيلم الوثائقي ما بين أراضي الضفة الغربية، سويسرا وإسرائيل ليتحدث أعداؤه كما مقربوه عن الأسطورة. هذا الرجل، الذي التصق اسمه بالقضية الفلسطينية، سواء كنا من المتفقين معه أم المخالفين لآرائه وطريقة تعامله مع قضية شعبه. الرجل الذي عشق الإعلام وعشقه، يتفق الجميع على أنه ذاك الرئيس، الذي أوصل القضية الفلسطينية إلى آذان العالم أجمع وفرض على العالم إسم فلسطين. هو الذي كان يضحك الجميع بقبله الطائرة وجملته الشهيرة «اللي عاجبو، عاجبو.. واللي مش عاجبو يشرب من بحر غزة». من الذي صفى عرفات، ومن الذي كان خلف اغتياله، هل قُتل مسموما، وسبب هذه الوعكة الغامضة، التي رافقته لرحلته الأخيرة؟ هذا ما سيظل العالم ينتظر لمعرفته، رغم مضي السنوات العشر، وهذا ما تحاول المحطات العربية والفرنسية الإجابة عليه. تنافس على حل اللغز قامت قناة «الجزيرة»، ومنذ ثلاثة أعوام تقريبا ببث فيلم وثائقي خاص عنونته حينها «مقتل عرفات.. الجزيرة تكشف سر موته». بدأت القصة، وكما يتحدث عنها البرنامج في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2004، حيث بدأت أعراض المرض الغامض تظهر على الرئيس الفلسطيني. ورغم محاولات عدة لاغتياله وحصاره، إلا أنه ظل ينجو منها باعجوبة دون أن يمسه شيء. لم يمض أكثر من شهر حتى توفي هذه المرة بعد محاولات فاشلة في المستشفى العسكري الفرنسي لإنقاذه. توفي دون أن يعرف العالم أسباب الوفاة، ولكن شكوك الفلسطينيين بأن رئيسهم مات اغتيالا من قبل «الموساد» الإسرائيلي، لم تدع مجالا لتصديق حادثة موته من دون التحقيق في الأمر كما يجب. ظن الكثيرون بأنه اغتيل سياسيا، ليزيد الشك بعد أن حصلت قناة «الجزيرة» على نسخة من تقرير خبراء سويسريين ليتأكد العالم بأن عرفات مات مسموما بمادة البولونيوم. الفيلم والذي نستطيع مشاهدته حتى اللحظة، على موقع محطة «الجزيرة نت»، والذي لا تزيد مدته عن أربعين دقيقة، يتشكل من شهادات مختلفة من شخصيات مقربة من الرئيس ومن الحدث ذاته. يورد الشريط الوثائقي أيضا تصريحات الطبيب الشرعي البروفيسور ديف باركلي وتأكيده على أن «البولونيوم، هو الذي أودى بحياة الرئيس»، ويبقى أن «نعرف من الذي قتله». ورغم مرور السنين إلا أن زوجة الرئيس «سهى عرفات» وابنته «زهوة» لم تكلا عن البحث والتحقيق في الأمر، ولم يبق لديهما أمل سوى في القضاء الفرنسي للتحقيق الجنائي وكشف الجاني «اللغز» الذي قتل الرئيس! فوضى إعلامية كيف يمكن أن يصمت الإعلام العالمي المهووس بهكذا قضايا ويشيح بنظره عن حادثة إغتيال أشهر رؤساء العالم، والذي لاحقته المحطات طوال فترة حياته أينما رحل وحل؟ هل نسيت صاحب الكوفية المرسومة على هيئة خارطة فلسطين، والبدلة العسكرية، هو الذي أقام المحطات العالمية ولم يقعدها بعد مصافحته لرابين بعد معاهدات أوسلو. وهو الرئيس الذي حوصر ولاحقته عدسات المحطات العالمية أينما ولى ناظريه، كيف للمحطات أن لا تتسابق في كشفها عن قضايا تحقيق في اغتياله، وكيف للعالم أن يقلب الصفحة وكأن شيئا لم يكن؟ هنا في فرنسا توجد شوارع في مدن مختلفة تحمل إسمه. وفي أماكن عديدة يتم ذكره كرجل شجاع وكرئيس ارتبط اسمه وشخصيته بقضيته وقضية شعبه. هو رئيس أخطأ كالعديد من غيره، وانقسم شعبه بين مؤيد ومعارض له ولقراراته في ما يتعلق بقضيتهم ومصيرهم. وبعيدا عن محطة «الجزيرة» وتفاصيل وشهادات الإغتيال في الوثائقي، الذي عرضته، تقوم المحطة الفرنسية «فرانس تروا» أو المحطة الفرنسية الثالثة، بعرض وثائقي يتبع تقريبا نهج فيلم «الجزيرة» الوثائقي من أرشيف ومن تحقيقات جنائية وشهادات لمقربين من الرئيس الراحل. تسلط الضوء على تحقيق سهى عرفات زوجته وإصرارها على معرفة الحقيقة، وخاصة بعد حصولها على نتائج من المختبر السويسري، والذي يؤكد الشكوك حول حادثة اغتياله مسموما. قامت أرملة الراحل وابنته الوحيدة، برفع قضية تحقيق بشأن قضية اغتياله في محكمة «نانتير» في فرنسا، والتي انتهت بقرار «رد القضية» لعدم وجود «وجه حق» لهذه الدعوى. يأس مراسل «فرانس 2» في إسرائيل! سلم الصحافي والمراسل الإسرائيلي شارل أندرلان مفاتيح مكتبه ليتنحى عن منصبه كمراسل صحافي للمحطة الفرنسية الثانية بعد قضائه لما يزيد عن السبعة وعشرين عاما في نقل الأحداث والأخبار لفرنسا من اسرائيل وفلسطين. شارل أندرلان يبلغ من العمر السبعين عاما، ألف كتبا عديدة وأخرج أفلاما وثائقية تسلط الضوء على الصراع في الشرق الأوسط. غطى المراسل الإسرائيلي أهم الأحداث، التي مر بها الشرق الأوسط تاريخيا، من حادثة إغتيال رابين وفشل أوسلو، إلى الثورة المصرية. يغادر المراسل المحطة قائلا أنه «يشعر باليأس» لأن «داعش» سرقت الأضواء، التي كانت مسلطة على القضية الفلسطينية وبرأيه «لم يعد العالم مهتما»، وقارن ذلك بالوقت الذي تخصصه المحطات الإخبارية الفرنسية للصراع العربي ـ الإسرائيلي، والذي كان يزيد عن العشرين دقيقة ليختفي تماما من الواجهة حاليا، وخاصة بعد الأحداث الحالية والثورات العربية ومجازر وحروب «داعش». شارل أندرلان رجل دبلوماسي لا بد من اللجوء إليه واستشارته، في حالة انتقال أو تعيين مسؤولين فرنسيين جدد للعمل في إسرائيل. كان صحافيا ومراسلا مهنيا لا يقبل بنقل الأخبار السريعة لتغذية شريط أخبار قصير، بل كان يزود محطته بتقارير إخبارية ساعدته في إخراج أفلام وثائقية حصرية كـ»الحلم المنكسر» نقل من خلالها محادثات «كامب ديفيد» في صيف عام 2000 ما بين الراحل عرفات وإيهود باراك. الأسوأ لم يحدث بعد للشرق الأوسط هو المراسل الذي دافع عن الطفل «محمد الدرة»، والذي قتل أمام عدسات المحطات العالمية وقتها ورفضت اسرائيل الإعتراف بجريمتها قائلة بأن الفيديو، الذي يوضح مقتل الطفل في حضن والده ما هو إلا «فيلم فلسطيني على الطريقة الهوليودية». لقد دافع أندرلان عن الطفل، وكان من أوائل الصحافيين الإسرائيليين، الذين وصفوا «إسرائيل قاتلة الأطفال» ليتهم وفورا بـ«معاداة السامية» ويهدد بالقتل ويحقد عليه من قبل الفرنسيين في إسرائيل واليهود في فرنسا! لم يتراجع عن وصفه وعن تضامنه مع الفلسطينيين وعن رأيه المتضامن مع حل الدولتين. وفي الوقت الذي تراجع صحافيون ومحطات وصحف عن مواقفهم لم ير المراسل الراحة بعد دفاعه عن زميله المصور الفلسطيني، الذي التقط الصورة وأصر على وصف اسرائيل بقاتلة الأطفال لتنهال عليه تهديدات بالقتل، بالإضافة إلى الإهانات والشكاوى وطلب توقيفه عن عمله وسحب بطاقته الصحافية. لا يعبر شارل أندرلان إلا عن تشاؤمه مما سيصبح عليه الشرق الأوسط وخاصة في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. هو إسرائيلي لا يجد نفسه متفقا مع إسرائيل حالية ولا مع عاداتها وشعائرها، يعرف عن نفسه باليهودي العلماني واليساري، الذي يؤمن بحل الدولتين، ولا يثق بأن الأمل يحلق في الأفق في ما يتعلق بحل القضية الفلسطينية ويصرح قائلا بأن «الأسوأ لم يحدث بعد» في ما يتعلق في الشرق الأوسط. ٭ كاتبة فلسطينية تقيم في باريس أسمى العطاونة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
في طفولتي وقع بين يدي «البوم» للصور، وكنت كلما فتحته أسمع صوت موسيقى ناعمة تنبعث منه، وأعجبتني الفكرة لدرجة أنني كنت أباغت الألبوم مرارا بالفتح السريع أو الإغلاق السريع لأسمع صوت قفلة الموسيقى أو بدايتها. صندوق الموسيقى شكّل بداية القصة، الموسيقى التي ترافق الصورة، ومن ثم الموسيقى التي تشكل الصورة، إلى الموسيقى الصورة. منذ ذلك الألبوم ربما ارتبطت عندي الموسيقى بالصور، تلك الصور بالأبيض والأسود أولا، ومن ثم الصور الملونة، الموسيقى لا تصاحب الصورة بل تجسدها، تجلس معها تخاطبها وتفكك ألوانها لتبعثرها ومن ثم تعيد تركيبها. موسيقى الصورة تمتاز بجماليات متعددة ومختلفة في آن، وقد يكون خير تشبيه لهذه الموسيقى هو الشعر. بالنسبة لي على الصعيد الشخصي تأليف مقطوعة موسيقية يتم بالطريقة نفسها التي تُكتب بها القصيدة، التأليف هنا يختلف عن تلحين قصيدة أو «صناعة» مقطوعة. موسيقى الصورة تمثل حدثا ما، لحظة ما، ساعات ربما، حياة كاملة أحيانا، لكنها كلها تختزل في ثوان أو دقائق. هي زمن له أوجه عديدة، قد تغيب كلها في المرايا وتتلاشى بسرعة مثل حركة قطار سريع حين نرى الصور وكأنها مخطوفة، وفي لحظة الوقوف عند المحطة تكتمل الصورة بلا أدنى اهتزاز. تجسيد لحظة، وقوف مفاجئ عند محطة، انتشال لحظة من أعماق الذاكرة، استعادة اللحظة، تكثيفها والعيش فيها مجددا، كلها أمور تجتمع بين شاعر يكتب قصيدته وموسيقي يرسم صورة عبر سلالم موسيقية ونوتات. أعود إلى تجربتي الشخصية في تأليفي لمقطوعة حب العصافير، هذه المقطوعة التي جسدت بها مفهومي لموسيقى الصورة مدعمة باستخدامي للتقنية أو بتعبير آخر «تكنيك» في العزف من حيث استخدامي لأوكتافات مختلفة في صورة محاكاة للطبيعة، وتحديداً علاقة عصفورين في حديقة معهدنا الذي تشربنا فيه الموسيقى، راقبت فرح العصفورين تحليقهما سعادتهما، إطعام بعضهما بعضا، وقوفهما المباغت، انسيابية حركتهما، وغيرها من الصور، حينها كنت في السنة الثانية في معهد الدراسات النغمية، وكنت مهووسآ في البحث عن تأسيس بصمة وأتمرن يومياً لعشر ساعات وأكثر، وقررت أن أتبنى حب العصافير وأنقل البهجة التي كانت معي وأنا أرقبهم إلى كل الناس، بدأت بأبعد وأكثر الدرجات الصوتية في نهاية الوتر ناحية المضرب، وكانت هذِهِ درجات يصعب اللعب كثيراً فيها، نسميها الأوكتاف الرابع والخامس، وعندها تنحسر المسافة بين درجة وأخرى على الوتر نفسه. بعد شهر أو أكثر قليلاً بدأت أسيطر على أصابعي وأتحكم بفعل الحركة التي يأمر فيها عقلي أصابعي، ثم أردت أن أحاكي مؤلفا شهيرا على العود للشريف محيي الدين حيدر، عنوانه «ليت لي جناحا» ربما باللاوعي كان الشريف تحديا حقيقيا لي ولكل العازفين، لم أقتبس من عمله شيئا، لكنني عملت ما يشبه عمل أكثر من شاعر، على فكرة ما أو بحر عروضي واحد. قدمت حب العصافير في الحفل الختامي للعام الدراسي ذاته وبثقة مبالغ فيها، مع استعداد حقيقي تقني وجمالي، وتحدثت حينها عن العصفورين ذاتهما ومقطوعة الشريف، وما أن انتهيت من العزف حتى شعرت بأن الكون كله كان يصفق في حرارة وردة الفعل المباغتة لي ووقوف الأساتذة وزملائي، بعدها بدأت أتشجع أكثر في الغوص في تفاصيل موسيقى الصورة، وكنت ولا زلت مخلصآ تماماً لمنطلقات الفكرة ومأتاها. مثل موسيقى رقصة الفرس «أصايل» كانت عن فرس بالاسم نفسه أعجبني جداً وأردت من خلال الموسيقى أن يرى كل مستمع لتلك القطعة ما كان الفرس عليه من جمال ورشاقة وقوة وجاذبية أخاذة، ثم عمل بعنوان على حافة الألم عن صلابة المرأة الفلسطينية وصمودها لأكثر من خمسين عاماً ضد الاحتلال تنجب وتناضل، وربما يستشهد وليدها وتلد من جديد ثم تجابه بكل قوة وفي مواقع عديدة، و«ثورة وأمل» اسم لعمل موسيقي كتبته عن طفل فلسطيني يواجه دبابة العدو المحتل إبان الانتفاضة الأولى، وغيرها من الأعمال التي كانت إما تصنع الصورة لدى المتلقي أو تترجم صورة أو مجموعة لقطات لحدث ما. الصورة تجسيد، ولكنها أيضا قد تكون مخيلة تامة، فقد نرسم صورة لا علاقة لها بالواقع ومع هذا نصنع لها حياة متكاملة، هكذا ايضا الموسيقى والشعر، حياة متخيلة أحيانا بوسعنا أن نضع لها أجنحة فتحلق، ومن خلال تحليقها نرى طبقات السماء الزرقاء، المخيلة تشبه العصفور وتستطيع أن تلتقط بمنقارها الصغير حبة متناهية الصغر لتصنع منها حياتها.. المخيلة عصفور بجناحين عندما يفردهما يصبح الكون كله بين رفتي هذين الجناحين. يحتاج المؤلف الموسيقي كما الشاعر، كما أي مبدع إلى هذه المسافة بين الجناحين ليوسع الكون من داخلهما، يحتاج أيضا إلى عين الطائر الثاقبة تلتقط من أعلى السماء لحظة صغيرة على الأرض. موسيقى الصورة تختلف أيضا عن الموسيقى التصويرية التي سأتوقف عندها في مقالة مقبلة، تجمع ما بينهما السلالم الموسيقية وتختلف بينهما التقنية. تبقى موسيقى الصورة بالنسبة لي، مؤلفا موسيقيا وعازفا أيضا، هي أساس عملي، أن أرسم جدارية كبيرة على حائط أبيض بألوان قوس قزح، تماما كما يترك المطر بعد توقفه ألوانه تحت ضوء الشمس. كاتب وموسيقي عراقي نصير شمه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: حركة النزوح الإنسانية الكبرى ومسؤوليات الغرب ونشرة القدس العربي اليومية السبت 22 أغسطس 2015 - 23:41
القاهرة ـ «القدس العربي»: كأنهم على موعد مع الأقدار المروعة كلما تعرضت أرض الكنانة لحادث بات الفلسطينيون هدفاً لكل من تسول له نفسه بتشويه المجاهدين الذين لا يريدون من خلق الله جزاءً ولا شكورا ولا يطمعون حتى في جرعة ماء أو فتات خبز.. بالأمس وبعد دقائق من تفجير مبنى الأمن الوطني في حي شبرا الخيمة، انطلقت الاتهامات لأهالي القطاع أولئك المحبوسين خلف سجن رفح في انتظار فرصة للعبور الآمن لا تأتي غالباً إلا كل عدة أشهر. وعلى الرغم من أن معظم المنتظرين هناك مرضى بأمراض مزمنة، لكن الخيال الخصب لعدد من الكتاب أهلهم لأن يكونوا إرهابيين من طراز رفيع حملوا القنابل تحت ملابسهم للقيام بأعمال انتحارية على أرض المحروسة، وقد دخل علماء وأطباء على خط المواجهة لاتهام الغزاويين بأنهم وراء التفجيرات الأخيرة، وقبل أن تصل الصحف المصرية للمطابع تكفلت المواقع الصحافية ومواقع التواصل الاجتماعي بنقل الهجوم التتري على أضعف خلق الله وأنقاهم، ومن بين المهاجمين الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث العلمية السابق، الذي ترك مرضاه وأبحاثه وهرول نحو صفحته على الفيسبوك ليتساءل عن أسباب وقوع التفجيرات، كلما فتح معبر رفح، وبالطبع التساؤل يحمل في حد ذاته اتهاماً لأهالي القطاع المنسيين من ذاكرة التاريخ والجغرافيا، الذين لا يتم استحضارهم للذاكرة إلا عند البحث عن متهمين لأي كارثة تحل بالعالم العربي. وفي الصحف المصرية أمس ازدهرت المعارك الصحافية بشكل غير مسبوق، كما واصل أنصار الرئيس احتفالاتهم بقناة السويس الجديدة، وعزاء الرئيس في وفاة والدته وإلى التفاصيل.. لماذ لا يكف السيسي عن إهانة رموز المؤسسة الدينية؟ لم يعد يخلو أسبوع واحد من وجود تصريح أو خطاب أو بيان أو تعليق للرئيس عبد الفتاح السيسي يتحدث فيه عن الشأن الديني، وأهمية تجديد الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم الدينية، وضبط صحيح الدين، والقراءة الصحيحة للتاريخ الإسلامي، وتوجيه الرئيس لعلماء الدين بهذه المعاني، ومناقشته لتطوير الفكر الديني مع شيوخ الأزهر، وكلام لا ينتهي من هذه الشاكلة، يجعلك بحسب جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» تشعر بأنك أمام رجل دين وليس رجل دولة، أمام مفكر إسلامي مهموم بقضايا الفكر الديني وليس أمام رئيس جمهورية مشغول بقضايا الاقتصاد والأمن والصحة والتعليم والخدمات الضرورية للمواطنين، وهي التكليفات الأساسية المسؤول عنها دستوريا، وليس تفسير القرآن الكريم وتدقيق أحاديث السنة المشرفة. جرت العادة في السابق، على أن يتكلم رئيس الجمهورية في المناسبات الدينية كلمات مجاملة للدين وعلماء الدين، كنوع من الفلكلور الشعبي، الذي تستخدمه الدولة لمنافقة شعبها وإظهار الرئيس كشخص محب للدين، يحترم الدين وعلماء الدين، ولكننا اليوم أمام حالة مختلفة، أسبوعيا يعطينا الرئيس السيسي مواعظ وتوجيهات ومفاهيم للدين وصحيح الدين والخطاب الديني والفكر الإسلامي المستنير، بمناسبة وبدون مناسبة، هذا مزعج جدا بالفعل، كما أنه مهين للمؤسسات الدينية التي يديرها علماء أفنوا أعمارهم في دراسة علوم الشريعة وقضايا الفكر الإسلامي». ملايين الفقراء بحاجة لمن يخفف معاناتهم أهم خبرين نشرتهما الصحف المصرية أمس الأول على حد رأي فهمي هويدي في «الشروق» هما: «انتحار عامل في محافظة الغربية بسبب عجزه عن توفير علاج ابنه. بعدما اكتشف إصابته بالسرطان، ولم يستطع أن يوفر له ثمن علاجه الكيميائى. الخبر الثانى من الأقصر، وقد تحدث عن أن أحد عمال النظافة أصيب بضربة شمس جراء ارتفاع درجات الحرارة، بعدما أجبر هو وزملاؤه على الخدمة في الطريق العام طوال 11 ساعة متواصلة، بسبب مرور موكب رئيس الوزراء. ويرى هويدي أن ملايين الفقراء في مصر بحاجة إلى جهد خاص يخفف من عذاباتهم. والحادثان اللتان أشرت إليهما ليسا جديدين لكنهما من نماذج الأجراس التي تدق بين الحين والآخر للتنبيه والتحذير أيضا. ذلك أن حبال الفقراء طويلة حقا وأجسامهم هزيلة حقا وشعورهم بالعجز والقهر قصم ظهورهم وكسر قلوبهم حقا، لكننا نعرف أن للصبر حدودا وان ثمة علاقة بين عمق الشعور بالعجز وبين دوى انفجارات المقهورين. قوانين سيئة السمعه لحماية الكبار هل كان النظام المصري في حاجة إلى تشريع قانون جديد لمكافحة الإرهاب وتضمين هذا القانون نصوصا غاية في الشذوذ والغرابة أقل ما توصف به أنها – فاشية موسولينية- منها على سبيل المثال لا الحصر المادة 35، التي كانت بمثابة قنبلة دخان وضباب اصطناعي؟ وهو ما يعتقده محمد الشبراوي في «الشعب»: «أعتقد أن الأمر ليس كذلك، خاصة في ظل هيمنة النظام على المؤسسة القضائية التي مازالت تلعب الدور الأهم لإضفاء مشروعية على عصف النظام بمعارضيه، كما أن هناك ترسانة من القوانين وضعت عبر العقود الماضية وحتى وقتنا الراهن كفيلة بالتعامل القوي الصارم مع كل ما يتعلق بالإرهاب، وهذه القوانين تتشارك في هدف واحد هو العصف بالضمانات والحقوق وإطلاق يد النظام في التنكيل بمن يريد والاستبداد الغاشم. إذن ماذا ماذا يريد النظام من قانون كهذا؟ الإجابة من وجهة نظر الكاتب تتلخص في رسالة إرهاب وترهيب متجددة باسم القانون لكل من وطأت قدماه أرض مصر أو من يحمل جنسيتها». العسكر لايطيقون كلمة ديمقراطية العسكر يحكمون مصر منذ عام 1952 لم يسمحوا طوال هذه المدة بأي قدر من الديمقراطية، أي مظاهر للديمقراطية في مصر في ظل العسكر كانت شكلية، وهو ما يعتقده ويقر به محمد العمدة عضو البرلمان السابق في «الشعب»: «فالبرلمان هم من يعينونه بانتخابات مزورة، هم من يعينون مجالس النقابات واتحادات الطلاب، هم من يعينون قيادات كل المؤسسات القضائية أو الرقابية على أساس الموالاة وليس الكفاءة، وسائل الإعلام هم من يختارون العاملين فيها، وظلت هذه الأوضاع حتى قيام ثورة يناير/كانون الثاني المجيدة، التي استرد الشعب بمقتضاها إرادته ووضع دستوره واختار ممثليه في مجلسى الشعب والشورى والرئاسة، فقام العسكر بهدم المعبد بعد مؤامرة شاركت فيها قوى خارجية وعناصر داخلية، منها من يبغض الإسلام والإسلاميين والمرجعية الإسلامية، ومنهم من له مصالح مع حكم العسكر، واستردوا الحكم، وأعادوا حكم العسكر من جديد في نموذج نازي ليس له مثيل، ولم تشاهده مصر على مر تاريخها حتى في عهود الاحتلال». يقيدونها بحجة الخوف عليها حين مرر قانون التظاهر، ظن بعض المتشدقين زيفا بشعارات الديمقراطية أن السلطوية الجديدة ترغب فقط في استعادة وضعية «الاستقرار»، وأن مؤسسات وأجهزة الدولة لن تطبق المواد التعسفية في قانون التظاهر إلا على الإخوان وحلفائهم، الذين هيأت هيستيريا العقاب الجماعي والمكارثية وخطابات الكراهية، الرأي العام لاستباحة دمائهم وانتهاك حقوقهم وحرياتهم، ولتجاهل التمييز الضروري إزاءهم بين ممارسي العنف والمحرضين عليه، وبين المتمسكين بالابتعاد عنه. وبحسب عمرو حمزاوي في «الشروق»: «فقد شرعت من ثم طوائف المتشدقين بشعارات الديمقراطية في تدبيج المبررات الفاسدة لقانون التظاهر، وفي الخلط غير الأمين عقليا وأخلاقيا وإنسانيا بين مقتضيات الحفاظ على أمن المواطن وسلم المجتمع، وتماسك الدولة الوطنية، وبين الاستخفاف بحقوق الناس وحرياتهم وبمبادئ العدل التي دونها تنهار حتما قاعدة سيادة القانون، وفي المقارنات الخاطئة بين قانون التظاهر المصري وبين بعض قوانين التظاهر الغربية، عبر الاستدعاء المنقوص «لقوانينهم» وممارسة الاستعلاء منزوع المضمون على ضمانات التقاضي العادل وغل يد السلطة التنفيذية التي تحضر في واقع المجتمعات والدول الغربية ــ وتورط هنا بعض المحسوبين على المشهد الحقوقي وعلى منظمات الدفاع عن الحريات في تبرير قانون التظاهر وفي إظهار التأييد للسلطوية الجديدة». الصحافيون يحتاجون لمعجزة اقتصادية ومن غياب دولة القانون إلى حالة الرعب التي تعتري الصحافيين بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية لمؤسساتهم.. عماد الدين حسين يضع يده على بعض جوانب الأزمة في «الشروق»: «ربما تكون الأزمة أكثر وضوحا في الإعلام الخاص، لأن الإعلام القومي لايزال يأكل ويعيش من «فتة محلولة» كما يقولون، ولا يوجد حساب حقيقي على أسس اقتصادية لنفقاته وخسائره التي يتحملها دافع الضرائب. ويرى عماد: «أن كل المؤشرات تقول إن «ساعة الحقيقة» سوف تدق إن آجلا أو عاجلا، لسبب بسيط، أنه لا يمكن أن تتحمل الدولة كل هذه الخسائر في بعض المؤسسات القومية، خصوصا أن غالبيتها تخسر ولم تعد حتى تجيد تقديم خدمة الدعاية للحكومة. ويكشف الكاتب عن أن بعض أهل الصناعة يراهنون على أن الأوضاع الاقتصادية سوف تتحسن آليا بعد انتخابات مجلس النواب. لكن يبدو من رصد بعض المؤشرات أن الأزمة أكثر عمقا، وبالتالي فإن زمن علاجها قد يطول، إلا إذا حدثت معجزة، لأن المرض صار مزمنا، بعد أن كان مجرد صداع، ويتمنى الكاتب ألا يتحول إلى سرطان خبيث». باعت كليتها لسداد ديون زوجها..شهامة قلت لها: أنا أعلم أن زوجك كان مريضا ولكنني لم أتوقع وفاته. قالت: هكذا الحياة كلما هممنا أن نستريح فيها داهمتنا بخطوبها ومصائبها. سادت فترة صمت كأنما تتهيأ لخبر خطير، ثم فجرت المفاجأة التى هزت ناجح إبراهيم القيادي السابق في الجماعة الإسلامية من أعماقه فكتب عنها في «اليوم السابع»: «قالت لي لقد بعت كليتي اليمنى بخمسين ألف جنيه من أجل أن تكون لي شقة تمليك خاصة بي وابنتي. ذهلت لهول الخبر فقد سمعت كثيرا عن بيع الكلى من الفقراء.. وكان المرحوم محمد إسماعيل ابن خالتي مريضا بالفشل الكلوي وظل يبحث عشرين عاما عن متبرع أو بائع لكليته ولكنه مات قبل ذلك. وقد حكى لي، رحمه الله، عن السوق الرائجة للتجارة في بيع الدم أو الكلى أو أشباهها، التي تديرها بعض معامل تطابق الأنسجة أو المستشفيات التي تقوم بزرع الأعضاء. وفي الحقيقة لم أصدق أن فقيرا يبيع كليته من أجل أن يسدد دينه أو يشترى شقة، حتى قابلت هذه الأرملة التي أخبرتنى أنها أرادت أن تؤمن حياتها وابنتها في العيش في شقة تمليك، وأن صاحب العقار قدر ظروفها ويسر لها الأقساط وقبل تملكها للشقة بالخمسين ألفا التي استلمتها مقابل كليتها على أن تدفع في أى وقت شاءت باقى الثمن وهو 15 ألف جنيه». ميكرسكوب لرؤية نواب البرلمان حالة من اليأس تنتاب بعض المراقبين والكتاب من تمكن مصر من العبور نحو أجواء الديمقراطية، فمن جانبه أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن معظم الأحزاب والقوى السياسية ستكون غائبة عن البرلمان المقبل بشكل متفاوت. وقال، لـ«صدى البلد»: «إن بعض الأحزاب سيكون غيابه كاملا والآخر نسبيا، مضيفا: هناك أحزاب سيكون حضورها في البرلمان المقبل رمزيا ولن ترى بالعين المجردة، وإنما ستحتاج إلى «ميكروسكوب» لرؤيتها لأنها سيكون لها مقعد واحد أو مقعدان، ولن يكون لها تأثير مثلما كان يحدث في برلمانات ما قبل 25 يناير/كانون الثاني. وأضاف، عدد قليل للغاية من الأحزاب سيحصل على عشرات المقاعد، وعلى رأسها النور والمصريين الأحرار سيحصدون ما بين 20 -40 مقعدا. وأشار إلى أن هناك 103 أحزاب، ثلثاها لم يكون موجودا في المجلس، وأقل من الثلث سيكون لهم تمثيل في البرلمان». الإمارات لا تعبد ما يعبدون لا يمكن أن نغض الطرف عن تلك التصريحات التي اهتمت بها أكثر من صحيفة وموقع منها «دوت مصر»، حيث دافع الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، عن قرار الإمارات مؤخرا تخصيص قطعة أرض لمعبد هندوسي، مؤكدا على قيم التسامح في البلاد. وتطرق خلفان أيضا إلى الحملة التي شهدتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، منذ إعلان رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال زيارته للإمارات عن تخصيص أرض لبناء معبد هندوسي في ذلك البلد قائلا إن والده بنى في الهند مسجدا لأربعة آلاف مصل وبنى وقفا للمسجد، ولم تعترض الحكومة الهندية بحجة أن الباني من خارج الهند، أو أن الهند بلد هندوسي. وتابع بالقول: بعد بناء المعبد للهنود احسبوا كم مسلما سيتحول إلى هندوسي في الإمارات وكم هندوسي سيتحول إلى مسلم…! ستجدون أن الهندوسي يسلم لقناعته وأن المسلم لا يتحول إلى هندوسي لقناعته.. في سويسرا صلى المسلمون في الشوارع لقلة المساجد.. الشرطة أمنت مكان العبادة لهم. عندنا تفجر المساجد… لا إكراه في الدين! البعض يتحدث وكأن الإمارات هي التي جعلت الهندوس يعبدون ما لا نعبد! الإمارات دولة تحترم الناس جميعا». مطلوب ملائكة بمرتب مغر ونتحول نحو بعض الساخرين، ففي زمن ندرت فيه الابتسامة يكثف محمد حلمي عبر «المصريون» من هجومه على المشاريع التي يعلن عنها النظام بوصفها الطريق نحو عبور مصر لمستقبل يعمه الرخاء، ويعلن الكاتب الساخر عبر الجريدة عن: «فرصة كبيرة للعمل في شركة مقاولات كبرى متخصصة في أعمال الحفر، ولديها سابقة أعمال مفخرة في حفر قناة السويس الجديدة.. أيوه قناة السويس الجديدة..حد عنده مانع؟!.. بعد النجاح منقطع النظير بالاشتراك في حفر القناة، تم إرساء مقاولة حفر مجرى مائي متفرع من ترعة كوبري أم عثمان في الشرقية.. وبهذه المناسبة واقتراب البدء في أعمال حفر عملاقة: تعلن شركة الحفر الكبرى عن حاجتها إلى التخصصات التالية: سواقي كراكات، مهندسين ميكانيكا تربة، عمال عاديين، ملايكة». شد حبال المشانق على أعناق الصحافيين ما الفرق بين أماني الأخرس الصحافية المتهمة بالعمالة للأمن والعديد من كبار الصحافيين المشهور عنهم التجسس لصالح المؤسسات الأمنية؟.. طبعا هناك فرق وهو أنه «مش كل الطير يتاكل لحمه»!..وهو ما يقر به محمود سلطان في «المصريون»: «طبعًا توجد أمثلة أخرى كثيرة، ويكفي أن إعلاميًا شهيرًا، خصص حلقة كاملة شتم فيها الصحافية «الأمنجية».. هو نفسه يتهمه زملاؤه بأنه «صحافي أمنجي»! بالإضافة إلى التوقيت.. فالنفخ في موضوع أماني الأخرس.. جاء بالتزامن مع صدور قانون الإرهاب.. الذي تفوق خطورته على المهنة آلاف المرات من تصرفات أماني الأخرس.. إذ يجعل من الصحافة جريمة وسيحيل الصحافيين إلى عمال نظافة لتنظيف دورات مياه السادة الضباط في أقسام الشرطة.. وفي ما كان الإعلاميون «اللي عاملين نفسهم مش أمنجية».. مشغولين بأماني الأخرس.. كما يشير الكاتب، كانت منظمات حقوق الإنسان الأجنبية، مصدومة وقد روعها القانون.. وبدا لي وكأن المسكينة أماني الأخرس قد استخدمت للشوشرة على القانون ولإحكام شد حبال المشانق على أعناق الصحافيين.. حتى النقابة ذاتها ـ رغم جهودها المشكورة ـ تركت القانون وجريت وراء أماني الأخرس». ألا يستحي أوباما؟ رغم اعتراف وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بأن مصر تتعرض لتهديدات خطيرة تتعلق بأمنها الوطني، بسبب جرائم جماعات الإرهاب في سيناء وعلى حدودها الغربية مع ليبيا، تواصل واشنطن، كما يشير مكرم محمد أحمد في «الأهرام» حملتها على مصر، بدعوى أن قانون الإرهاب الجديد، الذي أصدره الرئيس السيسي قبل يومين، يوسع سلطات الأمن، ويتيح للدولة مراقبة الأشخاص، ويفرض غرامات باهظة على الصحافيين إذا ما تورطوا في مساندة الإرهاب وتشجيع جماعاته، فضلا عن أن مصر ليست في حاجة إلى قانون جديد للإرهاب، لأنها تملك قوانين أخرى عديدة تقوم بالمهمة وتغنس عن هذا القانون! ومع الأسف تنسى واشنطن وفق الكاتب الإجراءات البالغة الصرامة، التي اتخذتها عقب أحداث سبتمبر/أيلول، عندما أصدرت سلسلة من القوانين تعزز سلطة الرقابة على الأفراد، وتتجسس على اتصالات المواطنين وبريدهم ومعاملاتهم المالية، وتخضع الجاليات المسلمة لرقابة صارمة تحاصرها، يضيف مكرم لا تستحي واشنطن مع كل هذه الجرائم من أن تتحدث باسم حقوق الإنسان، وتلوم مصر على إصدار قانون جديد لا يساوي قلامة ظفر من إجراءاتها الصارمة بعد أحداث سبتمبر، متناسية سجلها الطويل في إهدار حريات الشعوب وحقوق الإنسان على امتداد عقود طويلة، بدأت منذ الحرب العالمية الثانية ولا تزال مستمرة حتى اليوم». جنينة والسيسي..أيهما يخشى الآخر؟ ونتحول نحو اللغز الذي يميز العلاقة بين الرئيس والمستشار هشام جنينة رئيس جهاز المحاسبات، حيث تحدث الرئيس في أكثر من مناسبة عن محاربة الفساد، وهو ما دفع الكثيرين من بينهم ممدوح شعبان في «الأهرام» لتوقع أن يكون للجهاز المركزى للمحاسبات برئاسة المستشار هشام جنينة دور كبير في الكشف عن قضايا الفساد التي كانت حبيسة الأدراج : «فوجئنا أخيرا بتصريحات ومشادات مضادة بينه وبين وزير العدل مرة وبعض الشخصيات العامة مرة أخرى، لا ندرى الهدف منها ولمصلحة من؟! خاصة أن القيادة السياسية تسعى للقضاءعلى الفساد في الدولة، والجهاز المركزى للمحاسبات من أهم الأجهزة المنوط بها ذلك، فهل هناك من يسعى لتحجيم دوره؟ يضيف شعبان: لقد شعرت بالغضب الشديد عندما قرأت بعض تعليقات الشباب على خبر مجهول النسب بأن جهة سيادية طالبت وزير العدل ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بالتوقف عن حرب التصريحات بينهما. وينصح الكاتب المستشار هشام جنينة ألا يلتفت لمعارك شخصية تشتته عن عمله فهناك قضايا خطيرة ينتظر المواطن كشف النقاب عنها». الحرب على الفساد مقدسة ونبقى مع الحديث عن الفساد وهذه المره الدور على علي هاشم في «فيتو»: «الفساد آلة تلتهم عوائد المشروعات والإنجازات أيًا ما كان حجمها، وتعوق تقدمنا نحو المستقبل وتعمل على تطفيش المستثمرين وتزعزع الثقة في بيئة الاقتصاد المصري. ويعدد الكاتب صور الفساد: ما أكثر أمثلة الفساد ومظاهره حولنا.. فغرق الشوارع بالقمامة وتركها من دون معالجة واختفاء صناديق جمع القمامة وغسل أرصفة الشوارع وأنهارها بمياه الشرب النظيفة فساد عظيم، وإسراف ممقوت، حذرنا منه الشرع الحنيف وتأباه ظروفنا الحالية.. ففي الوقت الذي يعاني شحًا وفقرًا مائيًا ملحوظًا، نهدر مياهنا بلا عقل؛ حيث قدر الخبراء فقد مياه الشرب جراء السلوكيات الخاطئة بنسبة تتراوح بين 20 و30٪، تذهب إلى غسل السيارات في محطات البنزين ورش الشوارع وغيرها. ترك مخالفات المباني التي طالت نحو 318 ألف عقار، تضم 6 ملايين شقة في غيبة الرقابة من الأحياء فساد.. وتأخير صدور القرار في أي موقع وعدم قيام المدير بنصح مرؤوسيه، وترك المباني بلا صيانة والعدالة البطيئة فساد وظلم عظيم. ويطالب هاشم الحكومة أن تعيد النظر في أولوياتها، وأن تبدأ بإصلاح المنظومة بنظرة شاملة تبدأ بقاعدة الهرم بالتعليم والصحة، وإفساح المجال أمام التعليم الفني لتوفير عمالة مدربة للمشروع الأكبر، وهو تنمية محور قناة السويس». معبر رفح ضحية لا يمكن بأى حال أن نتجاهل تلك الاتهامات التي توجه لمعبر رفح والأشقاء في القطاع، بشأن ضلوعهم في عمليات إرهابية وهو ما يلقي محمد حسن الإلفي الضوء عليه في «فيتو»: «لا يمكن بأي حال نفي العقل وتجاوز المنطق، وقبول فكرة أن معبر رفح لعبور الحالات الإنسانية الفلسطينية له علاقة بكل مصيبة وعملية إرهابية، تقع داخل الأراضي المصرية، تسقط فيها أرواح بشرية! فجر اليوم روعت القاهرة والجيزة، في كل الأحياء. يضيف الكاتب تعالت أصوات بأن معبر رفح بريء من مرور المتفجرات، لأن هناك كاميرات وتفتيشا تحت الجلد لكل عابر، ومن ثم فلا ينبغي غلقه أمام الحالات الإنسانية الفلسطينية. بالطبع، لا يمكن مرور متفجرات، لكن يمكن مرور منفذي التفجيرات، وهناك ارتباط شرطي متكرر بين الإعلان عن فتح المعبر للفلسطينيين، وفتح المقابر والمستشفيات للضحايا المصريين. وهذا الارتباط لم يأت من فراغ، وكل مواطن مصري بات يصرخ، كلما أعلنت الحكومة عن فتح المعبر أربعة أيام، بل صار المواطن، يتنبأ بأن عمليات إرهابية ستقع من الواضح، حتى كتابة هذه السطور أن العملية القذرة، استهدفت مبنى أمن الدولة في شبرا الخيمة، والحمد لله أن الانفجار وقع خارج حرم المبنى». حجة «محلب» مسح التختة المناهج صعبة.. والامتحانات مقرفة.. والمصححون ظلمة.. أعمل إيه؟ ذلك هو لسان حال أي تلميذ بليد يخفق في الامتحان، تجده يعلق الفشل على أسباب من خارجه، ويندر أن يعترف بأي أسباب ذاتية أدت إلى فشله؛ كالإهمال في المذاكرة، أو عدم التركيز في الإجابات، وعدم مراعاة المعايير المطلوبة في الأداء الذي يؤدي إلى النجاح. ذلك ديدن «البُلدة» في كل زمان ومكان. يقول محمود خليل في «الوطن» هذا الكلام بمناسبة ذلك الهجوم الذي شنه المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، على الإعلام المصري، وتحميله مسؤولية تراجع السياحة في محافظتي الأقصر وأسوان، وتأكيده أن معدلات السياحة انخفضت «بسبب ما تنشره وسائل الإعلام المصرية سواء بالغلط، أو بعدم فهم لطبيعة المنطقة»، مشدداً على أنه يجب على كل مواطن أن يقود حملة لتنشيط السياحة في الأقصر. ويرى خليل أن التعميم آفة العقل البشري.. لست أدري عن أي «إعلام» يتحدث محلب، إنني أستطيع أن أسلم بأن بعض القنوات التلفزيونية الإخوانية تركز على التفجيرات والأحداث الإرهابية التي تشهدها مصر لتخاطب بها الخارج، وتحاول إقناعه بأن السلطة الحالية غير قادرة على السيطرة، كجزء من الصراع معها، لكن أن يدمغ محلب الإعلام المصري كله بهذه الصفة، فهذا ما لا يصدقه عقل، خصوصاً أن مئات القنوات الفضائية المصرية والمتعاطفة مع مصر والسابحة في الفضاء الكوني تستنسخ أكثر تجارب الإعلام الاشتراكي رداءة». «رابعة» لازالت تنزف من من الاسلاميين على الأقل يستطيع أن ينسى رابعة .. هشام منصور لديه ما يذكرنا به في «أخوان أون لاين» : «إنها جريمة العصر التي لن تمحوها الأيام من الذاكرة، ولن يفلت مرتكبوها من العقاب مهما بعدت الأيام ،لأنها ببساطة أنشأت جيلاً يكفر بدعاوى واهية لطالما تغنى بها الأجداد والآباء من وطنية العسكر واستحالة إقدامهم على قتل شعبهم فإذا بهم يتلقون كل أنواع الرصاصات وبلا رحمة من هؤلاء الأشاوس حماة الأرض، لقد راهن السذج والمغرر بهم لسنوات عديدة، والكاتب ليس بعيداً عنهم على عقيدة الجيش التي تعرف عدوها الحقيقي وتأبى أن تجعل من الشعب العدو فإذا بها تفعل وبقسوة فاقت إجرام أعداء الأمة في حروبهم، فالعدو الصهيوني مع إجرامه لم يقتل في يوم واحد مثل ما قتله الجيش المصري في مذبحة رابعة. يتابع هشام وبعد مرور عامين على الحدث الجلل الذي يتباهى به السيسي ويذكر المصريين به، مازالت آلة القتل مستمرة وتتخذ أشكالاً جديدة مثل التصفيىة الجسدية، سواء عند الاعتقال أو بعد الاعتقال والتعذيب وما حادث تعذيب وقــــتل خمســــة شباب في محافظة الفيوم في جنوب مصر منا ببعيد، ولكن ما هي آثار هذه الجرائم على الحياة في مصر؟ وهل مرت جريمة الفض ونجح العسكر في تطويع الشعب؟». الحنين للسيئ بعد مشاهدة الأسوأ أمر تكرر في منطقتنا العربية هل هي عادة مصرية أن يحنّ المصريون لأي عهد سابق، سواء كان ملكيا أو جمهوريا، أم أن الأمر له علاقة بهمومهم الجديدة التي تجعلهم يتذكرون بالخير أوضاعهم القديمة، حتى لو ثاروا عليها؟ هذه تساولات عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» عدد يوم الأربعاء ونواصل معه: «عرفت مصر هذا الحنين الذي عبّر عنه الكثيرون تجاه العهد الملكي طوال العهود الجمهورية، فالبعض يحدثك عن أناقة الأسرة الملكية و«شياكة» الأرستقراطية المصرية و«كأنك في باريس»، وعن الأوبرا ووسط القاهرة وجامعة الأفنديات والتعليم الحقيقي، حتى لو نسي أعداد الحفاة التي لا تُحصى، ونسب الأمية والفقر الهائلة، والتمايز الطبقي. حنين بعض المصريين للعصر الملكي ظل موجوداً في عز انتصارات الجمهورية حتى لو لم يحبوا الملك، ولكنه حنين لعصر الآباء والأجداد ولثلاثية نجيب محفوظ وأيام الوفد وثورة 19، وليس بالضرورة الملك وفساد النظام القائم. ومع ذلك ظل الحنين لعصر عبدالناصر هو الأكبر لدى الغالبية العظمى من المصريين، حتى بين من عارضوه أو من أحبوا السادات، فقد ظل الحديث دائما عن رخص الأسعار، وعن إعلانات شقق للإيجار (بـ3 جنيه) حاضرا في صفوف قطاع كبير من الناس، حتى لو قالوا لك الجملة الشهيرة «عبدالناصر كان ناجحا داخليا وفاشلا خارجيا» (وهي غير صحيحة)، أو رفضوا اشتراكيته، إلا أن حنينهم لأفلام الأبيض والأسود ولأم كلثوم وعبدالحليم حافظ والمسرح القومي وإلى أسماء الأدباء والقصاصين الكبار، وإلى «طليعة» لطفي الخولي و«أهرام» هيكل وذكريات التنظيم الطليعي ومنظمة الشباب غطى على انتقادات البعض لعصره…. والحقيقة أن ما جرى في مصر طوال السنوات الثلاث الماضية جعل قطاعا يُعتد به من المصريين، بل وبعض من ثاروا عليه يقولون إن أوضاعنا كانت أفضل مما نحن فيه، وانبرى آخرون يقولون إن مبارك دور البلد وأقام مشروعات كثيرة من دون أي مبالغة إعلامية ولم يكن الخلاف معه أو نقده يدخل في حيز الوطنية والخيانة، وإن حكومته كان بها بعض الإصلاحيين وكثير من الأكفاء ولو من الفاسدين، وإن نظامه السياسي كان فيه حزب حاكم حتى لو زور الانتخابات، إلا أنه كان في النهاية وسيطا سياسيا ناكف الدولة ولو على النفوذ… الحنين لمبارك من قبل البعض اختلفت دوافعه وتعددت أسبابه، فهناك من تعاطف معه بسبب محاكمته والطريقة التي عُومل بها واعتبر أن عدم هروبه بعد تنحيه عن السلطة فروسية ورجولة، وأنه تصرف كرجل دولة وليس كزعيم عصابة، ولذا كان يجب ألا يحاكم من الأصل، وهناك من وجد أن ثورة يناير العظيمة اختزلها البعض في الفعاليات الثورية والمليونيات الوهمية، ثم حكم الإخوان، فاعتبر استبداد وفساد عهد مبارك أفضل من الفوضى والخوف من الانهيار الكامل. الحنين للسيئ بعد مشاهدة الأسوأ أمر تكرر في منطقتنا العربية، فقد عرفت العراق نموذجا واضحا لهذه الحالة مع نظام صدام حسين الاستبدادي والدموي حين اكتشف العراقيون النظام الطائفي الذي تشكل بعد الغزو الأمريكي، كذلك تصور البعض في مصر أن قليلاً من المظاهر السلبية في عهد مبارك يمكن تحملها أمام مظاهر الأسوأ التي شهدتها البلاد بعده». حسام عبد البصير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
غزة ـ «القدس العربي»: في سابقة هاجم مسلحون مجهولون حافلة تقل مسافرين فلسطينيين من قطاع غزة بعد اجتيازها معبر رفح البري في الطريق إلى مطار القاهرة واختطفوا منها أربعة ركاب قبل أن يلوذوا بالفرار من المكان. وشرعت وزارة الداخلية في غزة بإجراء اتصالات عاجلة ودعت الجانب المصري لتأمين الإفراج عنهم. وقعت الحادثة مساء أول من أمس حين خرجت حافلة تقل نحو 50 مسافرا فلسطينيا من المعبر الذي فتح طوال لأربعة أيام انتهت مساء أمس من قطاع غزة إلى مطار القاهرة الدولي. ولم تكن هذه الحافلة التي يطلق عليها «حافلة الترحيلات» وتقل هؤلاء الفلسطينيين المرحلين من المعبر للمطار بدون السماح لهم بالنزول في المدن المصرية تبعد عند مهاجمتها سوى مئات الأمتار من بوابة المعبر. وحسب روايات شهود عيان كانوا على متن هذه الحافلة التي تعرضت للهجوم فإنه خلال السير على طريق مدينة رفح المصرية الرئيس أوقف مجهولون مسلحون الحافلة وصعدوا لبضع دقائق على متنها ما أدى إلى ترويع الركاب. وتخلل عملية الهجوم على الحافلة إطلاق النار في الهواء ما أحدث حالة من الخوف والهلع في صفوف ركابها. ونقل عن أحد الشهود القول أن المهاجمين اعتدوا بالضرب على الركاب وأنه بعد التدقيق في جوازات سفرهم ومقارنة الأسماء بأخرى موجود على جهاز كمبيوتر محمول (لاب توب) كان بحوزتهم جرى اختطاف أربعة من الشبان الذين كانوا يستقلون الحافلة. وفور انتهاء عملية السيطرة على الحافلة وخروج المسلحين المهاجمين عادت الحافلة إلى صالة معبر رفح من الجهة المصرية. وعلى الفور انتشرت قوات من الجيش والأمن المصري في المكان ونشرت آليات مصفحة وشددت إجراءات الأمن حول المعبر. وفتحت الأجهزة الأمنية المصرية على الفور تحقيقا في الحادثة وكذلك قام مندوب سفارة فلسطين في المعبر بأخذ إفادات من ركاب الحافلة. والمختطفون الأربعة هم شبان من عدة مناطق في قطاع غزة وكانوا ينوون السفر للخارج. وكان من المفترض أن تلحق حافلة أخرى تقل مسافرين مرحلين من المعبر إلى مطار القاهرة بتلك التي تعرضت للهجوم غير أنها عادت إلى الصالة المصرية من المعبر. وقال إياد البزم المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية في غزة أنه جرى اختطاف أربعة فلسطينيين من قبل جماعات مسلحة أثناء سفرهم في «حافلة الترحيلات» التي تكون بحماية الأمن المصري في منطقة رفح المصرية واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وأشار إلى أنهم يجرون «اتصالات عاجلة» على أعلى المستويات مع السلطات المصرية للوقوف على ملابسات ما حدث مطالباً الجانب المصري بالعمل على «تأمين حياة المخطوفين والإفراج عنهم». ولم تعلن أي جهة مسلحة في منطقة سيناء مسؤوليتها عن عملية الاختطاف كما لم يتبين بعد مصيرهم بعد عملية الخطف. ونظمت الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس وقفة احتجاجية ظهر أمس أمام بوابة المعبر من الجهة الفلسطينية تنديدا باختطاف الأربعة شبان خاصة وأن من بينهم طلبة. ولم يسبق أن سجلت مثل هذه الحالات من قبل في منطقة سيناء التي تشهد تدهورا أمنيا كبيرا ومواجهات ين السلطات المصرية وبين أفراد مسلحين من تنظيمات متشددة أبرزها «تنظيم الدولية الإسلامية ولاية سيناء». وفي هجمات سابقة للمسلحين على مراكز وثكنات أمنية وعسكرية قضى عدد كبير من أفراد الجيش والشرطة بينما قضى مسلحون من المتشددين في هجمات للجيش على معاقلهم استخدمت فيها الطائرات الحربية. ومعبر رفح، الذي أعادت السلطات المصرية فتحه لمدة أربعة أيام انتهت مساء الخميس أمام سفر الحالات الإنسانية من قطاع غزة، هو المنفذ البري الوحيد للسكان المحاصرين الذي يمكنهم من الانتقال إلى العالم خاصة وأن من يسمح لهم بالسفر خلال عملية الفتح الاستثنائي هم من المرضى والطلبة وأصحاب الاقامات بالخارج. وتتذرع السلطات المصرية بتردي الحالة الأمنية في منطقة سيناء وتقول إنها السبب في إغلاق المعبر أمام الفلسطينيين من سكان غزة. ويوم أمس واصلت السلطات المصرية فتح معبر رفح لليوم الرابع على التوالي وسمحت بخروج حافلات تقل مسافرين فلسطينيين من ذوي الحالات الإنسانية. وأعلنت هيئة المعابر والحدود في وزارة الداخلية أن 690 مسافراً على متن تسع حافلات إضافة إلى ستة عربات إسعاف تمكنت من مغادرة المعبر في اليوم الثالث من أيام العمل الاستثنائي لمغادرة ووصول المسافرين ذهاباً وإياباً. وأكدت الهيئة وصول 15 حافلة إلى المعبر تقل عالقين 838 عالقاً لدى الجانب المصري كما تم إدخال 22 شاحنة أسمنت تحمل 1235 طناً في حين تم إرجاع 18 مسافراً بدون إبداء أسبا أشرف الهور [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
لندن ـ واشنطن ـ «القدس العربي»: كشفت وكالة أنباء أمريكية الغطاء عن الاتفاق السري بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أثار جدلاً واسعاً بين الإدارة الأمريكية وزعماء الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلسي النواب والشيوخ، وكتبت أن هذا الاتفاق السري يسمح لإيران أن تقوم بتفتيش منشأة بارتشين التي تظهر التقارير الخاصة أن طهران استخدمتها لإجراء أبحاث واختبارات لصنع القنبلة النووية، دون حضور المفتشين الدوليين، وأن تمتنع طهران عن عرض صور وأفلام منشآتها السرية حسب رؤيتها، للوكالة الدولية. وسارعت وزارة الخارجية الأمريكية في الرد على التقرير على لسان أحد متحدثيها، جون كربي، حيث أكد أن واشنطن لديها الثقة الكاملة بتخطيط الوكالة الدولية حول تفتيش المواقع العسكرية المشبوهة بالنشاط النووي في إيران. وأفادت وكالة أسوشيتد برس أن الاتفاق السري بين إيران والوكالة الدولية يسمح لطهران أن يقوم الخبراء الإيرانيون أنفسهم بتفتيش منشأة بارتشين المثيرة للجدل ودون حضور المفتشين الدوليين، وأن تمتنع عن عرض صور وأفلام منشآتها السرية للوكالة. وتم نشر التقرير بعد تأكيد زعماء كبار في الكونغرس الأمريكي على ضرورة رؤية نص الاتفاق السري بين إيران والوكالة. وأضافت أسوشيتد برس أن نص هذه الاتفاق السري يظهر أنه يوجد اتفاق سري آخر حول تفاصيل المحاولات المحتملة الإيرانية لصنع القنبلة الذرية الذي لم يتم الكشف عنه حتى الآن. وصرح التقرير بأنه تم تخفيض دور مفتشي الوكالة الدولية إلى مراقبة أداء الموظفين الإيرانيين لتفتيش منشأة بارتشين دون توضيح آلية تلك المراقبة. وأكدت أسوشيتد برس أن الاتفاق السري ينص على عدم سماح إيران بدخول مفتشي الوكالة الدولية إلى بارتشين، وامتناع طهران من عرض صور وأفلام المواقع السرية والحساسة حسب رؤية إيران. وجزء آخر من الاتفاق السري يؤكد على أنه لا يحق لمفتشي الوكالة أخذ العينات من بارتشين، وأنه سيتم ذلك من خلال الإيرانيين أنفسهم. وذكر التقرير أنه تم توقيع الاتفاق السري من قبل مساعد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للشؤون الاستراتيجية بدلاً من أحد مسؤولي منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ويدل ذلك على الأهمية التي توليها طهران لهذا الاتفاق السري. وسارعت وزارة الخارجية الأمريكية في الرد على تقرير وكالة أسوشيتد برس على لسان أحد المتحدثين باسمها، جون كربي، حيث أكد أن واشنطن لديها الثقة الكاملة بتخطيط الوكالة الدولية لتفتيش منشأة بارتشين. وأضاف جون كربي أن توافقات الوكالة الدولية مع باقي الدول هي سرية، وأنهم تم اقناع الفرق المفاوضة في مجموعة 5+1 حول كيفية تفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية، وأن الخارجية الأمريكية بدورها وفرت التفاصيل اللازمة حول الموضوع لأعضاء الكونغرس. وشدد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على أن الاتفاق السري بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يحتاج تأييد مجموعة 5+1، وأن الوكالة هي الجهة المسؤولة عن تفتيش منشآت إيران المشبوهة بالنشاط النووي العسكري. وبعد تسريب وثيقة سرية عن توصل طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتفاقية سرية تقضي بقيام خبراء من إيران بعمليات تفتيش المنشأة في قاعدة بارتشين العسكرية، حيث بالفعل قام الإيرانيون بتسليم المراقبين الإيرانيين صورا ومقاطع فيديو لتلك المنشأة، وكذلك عينات بيئية ضرورية من هناك للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بدلا من قيام مراقبي الوكالة بتفتيشها..ولكن عندما سئل الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي امس الاربعاء أجاب: اننا نثق بالخطط التقنية لوكالة الطاقة الذرية الدوليه للتحقيق بالبعد العسكري لبرنامج إيران السابق والتي يعود بعض قضاياه لأكثر من عقد مضى.وان هذه الترتيبات بين إيران والمنظمة للتحقيق بالنشاطات التاريخية. ولكن عندما يأتي الأمر بالتحقيق في تصرفات إيران الحالية والمقبلة فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضعت نظاما رقابيا قويا لتضمن بقاء البرنامج النووي الإيراني سلميا بالكامل وهذا هو ايضا هدف الاتفاق النووي الإيراني مع الدول السته مؤخرا. ولكن عندما سئل كيف يمكن لدوله مشتبه بها بالقيام ببرنامج نووي سري ان تحقق هي عن نفسها وترفع تقرير للوكالة لذرية المنوط بها القيام بذلك رد كيربي بقوله: انه امر روتيني ان تتوصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لترتيبات سرية مع إيران حول الأمور التقنية للتفتيش. ونحن مطلعون عليها حتى اننا اطلعنا لجان الكونغرس بطريقة سرية حول ذلك. ولاعلاقة للدول الستة التي تفاوضت مع إيران ان توافق عليها او ترفضها الجدير بالذكر أن «خريطة الطريق» الموقعة في السابق من قبل الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا آمانو ونائب الرئيس الإيراني رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، تقضي بأن الوكالة الدولية ستبين ما بقي من المسائل المتعلقة بعناصر عسكرية محتملة لبرنامج طهران النووي قبل نهاية العام الجاري… وكانت الوكالة الدولية حاولت مرارا منذ عام 2005 التوصل إلى اتفاق حول إجراء عمليات التفتيش من قبل مراقبيها في قاعدة بارتشين العسكرية الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب شرق طهران، معبرة عن شكوكها بوجود منشأة نووية هناك. لكن السلطات الإيرانية تمسكت بمنعها عن ذلك، مشيرة إلى وجود مواقع عسكرية في بارتشين لا ترتبط أنشطتها ببرنامج إيران النووي بأي شكل من الأشكال. من جانبها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن سماح إيران لها بدخول موقع بارتشين العسكري الذي تشتبه بعض الدول بأنه شهد تجارب تتصل بإنتاج قنبلة ذرية يرضيها ويفي بما هو مطلوب. وتأكيد الوكالة على أن طهران تلتزم بتعهداتها المنصوص عليها في اتفاق نووي وقعته مع ست قوى عالمية في 14 تموز/يولي�[/size]