يقترب المشهد العراقي بسرعة من ساعة الحقيقة. هذا ما يتمناه الآلاف من العراقيين الذين يواصلون التظاهر للمطالبة بتوسيع الاصلاحات، وعدم الاكتفاء بما اتخذ من اجراءات. اما رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي طالما انهمرت عليه عبارات المديح في ايران باعتباره «زعيما اسلاميا بارزا»، بل وذهب البعض هناك لاعتباره «قائدا يوازي في ثقله السياسي زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله»، فله رأي مختلف. هذا ما يبدو جليا من تصريح قال فيه ان احالته الى القضاء مع خمسة وثلاثين آخرين متهمين بالتسبب في سقوط الموصل (قرار بلا قيمة). ومن الخطأ التقليل من اهمية الثقة الزائدة التي تفوح من هذا التصريح بالنظر الى ما تملكه ايران من نفوذ سياسي وامني في العراق. ولا بد انه سمع في طهرن نوعا من التطمينات، خاصة انها تشعر بانزعاج متصاعد من استمرار المظاهرات، وترى أن تضحية العبادي ببعض الأحزاب والشخصيات «تصفية سياسية». ومن المهم ان يتمهل المراقب هنا قبل اصدار اي حكام مطلقة، فايران قادرة سياسيا على عرقلة عمل البرلمان والحكومة في العراق من خلال نفوذها لدى كثير من الأحزاب والكتل الشيعية. كما ان رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يستطيع التخلي عن دعمها المعلن لقوات الحشد الشعبي التي تعتبر القوة الرئيسية في محاربة تنظيم «الدولة». ولعله كان يلمح لايران وبعض وكلائها عندما قال امس ان «هناك من يريد تدمير العملية السياسية في العراق». يذكر ان المالكي كان انتقد المظاهرات لدى اندلاعها وقال انها «ستنشر الخراب في العراق»، في تصريح بدا اقرب الى التهديد منه الى التنبؤ. اما المرجعية العليا في النجف، فبدت امس وكأنها رفعت الغطاء ضمنيا عن المالكي عندما حملت حكومته مسؤولية انتشار الفساد، وحذرت من ان البديل الحتمي لعدم استكمال الاصلاحات سيكون الانهيار والتقسيم. وحتما سيقرأ البعض هذا الموقف لآية الله السيستاني على أنه «رسالة تنبيه» الى ايران من عواقب الاستمرار في دعم المالكي والوقوف في وجه الحراك الشعبي الذي يصر على المحاكمة الجنائية والسياسية للمسؤولين عن الفساد وسقوط الموصل أيا كانت اسماؤهم ومناصبهم. وكان «ائتلاف دولة القانون»، الذي يتزعمه المالكي سارع الى دعمه معلنا «رفضه المطلق» لنتائج التحقيق بسقوط الموصل، ومعتبرا أن ورود اسم زعيمه مع المتورطين بسقوط المدينة «تم بضغط خارجي». الا انه من المهم تذكر ان هذا الائتلاف نفسه ظل متمسكا ببقاء المالكي في رئاسة الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة، حتى وصلت «كلمة السر» من المرجعية بالتخلي عنه ودعم العبادي لرئاسة الوزراء، فانقلب موقفه فورا، ولولا ذلك لربما استمرت الأزمة السياسية في العراق لشهور او سنوات. والسؤال الآن هو ان كانت ايران ستقبل ان ترى «رجلها في العراق» وهو يحاكم كسياسي فاسد وفاشل، وهي التي كانت اتت به الى السلطة، واستقبلته مثل الابطال المنتصرين، بعد ان وقع على قرار اعدام الرئيس الراحل صدام حسين، ثم جعل من العراق «حديقتها الخلفية» طوال سنوات حكمه؟ ستكون لحظة قاسية دون شك عندما يتعين على طهران أن تأخذ قرارا بشأن مصير المالكي، خاصة وهي تزعم انها لا تتدخل في الشأن العراقي(..)، وتكتفي بالدعم السياسي. ولن يكون القرار اقل قسوة بالنسبة الى العبادي، عندما يبدأ عمليا مواجهة امبراطورية الفساد والطائفية المتنفذة عبر تنفيذ تعهداته بالغاء المحاصصة الطائفية، وفتح ملفات الفساد السابقة والحالية، تحت إشراف لجنة عليا لمكافحة الفساد تعمل بمبدأ «من أين لك هذا»، فيما تتواصل ضغوط المظاهرات عليه لتحقيق نتائج حقيقية ملموسة. اما السيناريو «الواقعي» الذي لمح اليه العبادي، والذي يأمل معه تفادي اغضاب ايران، فيتلخص في اقناع المتظاهرين بأن العملية السياسية في العراق عصية على التغيير التام، وان عليهم قبول اصلاحات جزئية وتدريجية، وبكلمات اخرى فان الحصول على الاصلاحات غير ممكن مع الحفاظ على العملية السياسية غير القابلة للاصلاح بسبب «عيوبها الهيكلية»، وان عليهم الاختيار بين عملية سياسية اقل فسادا او الفوضى السياسية. على اي حال فان العراق يمر بمفترق طرق تاريخي، وسيبقى الشارع العراقي الثائر المدعوم من المرجعية الطرف الاقوى والحاسم في المعادلة، اذا لم تنجح امبراطورية الفساد والطائفية في الالتفاف عليه. فهل حان الوقت لتتخذ ايران القرار الصحيح؟ وهل حان للعبادي ان يفي بتعهداته ليحصل العراقيون على فرصة حقيقية لبداية جديدة بعيدا عن سرطان الطائفية والفساد والارهاب وانصاف الزعماء وانصاف الحلول؟ رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
منذ وصولي إلى باريس قبل أكثر من ربع قرن وأنا أقرأ في صحفها ومجلاتها في الصيف كشفاً بكتب جديدة للمطالعة تحت الشمس، مراعين في اختيارها شروط إجازة الفكر من دون خيانة بعض العمق. وهي عادة غربية عامة أحبها.. ولها نفوذ على المدى الذي جعل بعض نجوم السينما والاعلام حتى هذا العام يحملون معهم كتباً وهم يتمددون بثياب الاستحمام على الشواطئ المرفهة.. وعلى الرغم من ترسيخ المكتبة الإلكترونية لقدميها في عالم القراءة، لكن الأسلوب التقليدي في المطالعة بالكتب ما زال يجد عشاقه، ومن طرائف ذلك أن أحدهم التقط صورة لنجمة غربية مشهورة ممددة بثياب الاستحمام وهي تطالع كتاباً أو تزعم ذلك لضرورات «الوجاهة» الفكرية الإعلامية، إذ يلحظ القارئ أن النجمة كانت في الصورة تحمل كتابها (بالمقلوب) وعنوانه إلى الأسفل وبالتالي لم تحن منها حتى نظرة إليه لتصحيح الوضع! من فرنسواز ساغان إلى تود آن ذلك كله سيبدو جزءاً من عالم قديم يكاد ينقرض… ولكنه ما زال صامداً بعض الشيء.. ومن مظاهر صموده ما جاء في الملحق الاقتصادي لجريدة الفيغارو (21/11/2014) حيث تم تسجيل ارتفاع في مبيعات الصحافة الورقية، و63 في المئة يطالعها مقابل 37 في المئة فقط يطالعونها إلكترونية. ولكن الكمبيوتر يكاد يطرد القلم والورقة والمطبعة من المشهد لتحل مكانها شاشة مضيئة لا بالمعنى الخارجي المألوف بل يتجاوز ذلك إلى جوهر الكتابة وجذورها. وفي مجلة فرنسية كبيرة (باري ماتش ـ عدد 28/7/2015) صورة عن مستقبل أدبي صار حاضراً: الكتاب الورقي الذي كان ملكاً طوال عصور يهتز عرشه الآن في زلزال التكنولوجيا المستقبلية. ففي صفحاتها الأولى المكرسة عادة لكبار المبدعين استضاف المحرر الأدبي أوليفييه أوماهوني أديبة شابة أمريكية (26 سنة) هي آن تود، كتبت روايتها «فيما بعد» مباشرة على الإنترنت، على موقع «فان كلوب» المجاني حيث يكتب من شاء ما يشاء من «إبداعاته» والحــــكم للقــراء الذين يطالعونها، مجانا أيضا. وهكذا كتبت روايتها الأولى «دونما أي ثقافة أدبية» كما تقول عن نفسها وأقبل عليها ملايين القراء من اليافعين.. وبعدها بعام فوجئت بعرض من دار نشر كبيرة هي «سيمون أندشوستر» لطباعة الرواية «فيما بعد» ورقيا ضمن إطار عرض حصري لخمسة أعوام مقابل نصف مليون يورو، كدفعة أولى، وقبلت الشابة العرض بسعادة، فهي، كما تقول، من أسرة متواضعة وزوج يعمل في الجيش، وكتبت روايتها على الإنترنت، لضجرها وبعفوية، دونما تخطيط مسبق. وكانت أول من دهش للنجاح الذي حققته مادياً وإعلامياً، حتى أن زوجها تقاعد من الجيش ليكون معاونها أدبياً!. ويصفها كاتب المقال بأنها الأديبة/ الأديب الأول في تاريخ الأدب الذي يفرض نفسه على ملايين القراء عبر الإنترنت مباشرة وبنجاح كاسح. وبعدها أصدرت دار النشر الكبيرة إياها الأجزاء الخمسة من روايتها ورقياً وبيع من كل جزء أكثر من مليون نسخة. قلت لنفسي وانا أطالع ذلك الحوار: إننا نخطو إلى عصر جديد أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا. إنها الحقيقة، ولكن! وعلى الرغم من كل ما تقدم، وربما بسببه، اخترت أن تكون وقفتي اليوم مع ثلاثة كتب جميلة ورقية تحترم التقاليد الأدبية العربية التراثية، إكراماً للذاكرة الإبداعية حررها الأديب الاردني ـ الذي لا أعرفه شخصيا ـ أحمد العلاونة، ولكنني من عشاق الكتب الورقية وبالذات الجميلة شكلاً ومضموناً، بخط عربي عريق كفن. أبدأ بكتاب «رسائلهم إليّ» ـ والعنوان الفرعي: «من رسائل الأدباء والعلماء إلى أحمد العلاونة». وهو ليس مجرد نشر (ميكانيكي) لمراسلاته، ولكنه يمتاز أيضاً بهامش عن حياة كاتبها وأعماله مثل قاموس مصغر بذل صاحبه الكثير من الجهد لتزويدنا بالمعلومات.. ومعظم الذين راسلوه (بخط يدهم) باحوا بالكثير من الأسرار الأدبية، وحتى السياسية، وقام البعض بتعرية قلوبهم أو بعرض أحداث سياسية كبيرة، ولكن من الداخل على شاشات أعماقهم في لحظة صدق. في الكتاب نقرأ لعشرات الشخصيات الكبيرة من أدبية وفكرية وسياسية، والكتاب بالتالي وثيقة استثنائية عن إيقاع حياتنا العربية الداخلية في أوائل القرن الواحد والعشرين وأواخر ما انصرم قبله.. كما أنه من «فصيلة منقرضة» من الإبداع، فالرسائل الورقية بالبريد يكاد ينتهي عمر زمنها، ومن الجميل في الكتاب أسلوب طباعته. إذ صدر في حلة فخمة جداً وغلاف تراثي يسعد «فئران الكتب» بضمه إلى مكتبتهم، حيث يتنافس جمال الصورة مع جمال المضمون. وقد أصدرت هذا الكتاب الجميل جداً «دار البشائر الإسلامية» التي تستحق الشكر على لمسة تراثية أصيلة الجمالية، في الطباعة. الوفاء لمبدعينا المنسيين الكتاب الثاني لأحمد إبراهيم العلاونة هو عن العلاّمة السوري المؤرخ والأديب خير الدين الزركلي الذي يجد العلاونة أنه لم يُعط حقه من الباحثين، وأثبت العلاونة في الكتاب فهرسا لمخطوطات الزركلي التي آلت إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. وفي نحو مئة وعشرين صفحة نلتقي بالمنسي الزركلي في كتاب هو لمسة وفاء من العلاونة إلى مبدعين كانوا يستحقون وقفة مطولة من ذاكرتنا العربية الإبداعية التي تكاد تدخل في مرحلة «الكوما» أو مرض «الزهايمر». أما «دار البشائر الإسلامية» التي أصدرت الكتاب فلم تبخل عليه بالطباعة الفخمة والخط العربي الجميل الأصيل. الجماليات الإبداعية الكتاب الثالث لأحمد العلاونة وهو «معجم صور الشعراء بكلماتهم» يستحق وحده وقفة متأنية مطولة، وقد صدر عن مكتبة لبنان ـ صائغ ـ ناشرون في طباعة أنيقة جداً. وهو معجم يصح القول في تعريفه بأنه طريف ظريف يجمع بين العلم والأدب والشعر، طارد للملل والسأم. كتب أحمد العلاونة توقظ فينا حنيناً إلى جماليات قد لا تتكرر على هذا النحو في العصور الآتية. كأنها تلويحة وداع لعالم يتلاشى. غادة السمان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
أعلن «تامر ابن أبيه» في برنامج تلفزيوني أن مكان والدة السيسي محجوزاً في الجنة، فأصبحت أخشى أن تلحق «الجنة» و«النار» بصندوق تحيا مصر، الذي بعثه السيسي ليميز بين الموالاة ومن يدعون أنهم منهم، وتتأكد وطنية المرء بحجم ما يتبرع به لهذا الصندوق، الذي قال السيسي إنه سيشرف عليه بنفسه، ثم زهد فيه وسلمه إلى لجنة. في مصر الآن حكم كهنوتي مكتمل الأركان، احتكر فيه الحاكم الدين، وصارت له تأويلاته وتفسيراته التي لا علاقة لها بما قاله المفسرون الأوائل، ولم يكن أهمها تفسيره لقوله تعالى «وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم»، فقد قال البعض هم بنو قريظة، وقال البعض إنهم من فارس، وهناك من قالوا هم كل عدو للمسلمين! ولكن الحبر الأعظم عبد الفتاح السيسي، قال إنه فكر في معناها فوقف على أنهم الذين سيتحركون لإنقاذ الدولة المصرية من السقوط! وخلال عامين من الإنقلاب العسكري، خلعوا على السيسي أوصافاً مختلفة وحدث تسابق بين أهل الأديان، فشيخ يصفه بأنه نبي الله موسى، وقس يصفه بالمسيح، ولم يكن غريباً أن يعلن تامر المذكور أعلاه، أن والدة السيسي مكانها محجوز في الجنة، على نحو تمنيت معه أن يفسح المجال للاتصالات الهاتفية ، لكي أسأله على طريقة عادل إمام في مسرحية «شاهد ماشفش حاجة»: أنا اسمي مكتوب؟! ما دام أحد مقدمي البرامج التلفزيونية في حوزته كشف سكان الجنة، وتأكد بنفسه من أن والدة السيسي مكانها محجوز هناك! لدي عادة لم تنقطع منذ وقوع الانقلاب، تتمثل في اهتمامي بكل ما يكتبه الذين كانوا ينتمون للمعارضة في عهد مبارك، وقد صاروا من دراويش السيسي، والقراءة لهم ممتعة، لا سيما إذا كانوا من الكتاب اليسار الذين يسعى المؤيد منهم أن يبدو جاداً وعميقاً، ولا سيما بعد أن تعرى السيسي فلم يعد يتشكك أحد في أنه قائد لإنقلاب عسكري، وأنه ليس عبد الناصر، وليس منحازاً للثورة، وقد أدهشني ما توصلت إليه كاتبة، لم تجد ما تقوله في تبرير استمرار تأييدها له إلا بإعادة صياغة ما يقوله عوام المؤيدين للسيسي، وقد فشل الآن في البر والبحر. تسأل الواحد منهم: ما هو سبب تأييدك للسيسي؟ فتكون إجابته: يكفي أنه قضى على الإخوان. العداء للإخوان كثيرون يسمعون الإجابة، فيكتفون بهذا القدر ولا يتورطون في جدل عقيم، وقد شيطن إعلام الثورة المضادة الإخوان المسلمين، ضمن مخطط تشويه الثورة منذ اليوم الأول لها، وكان «تامر» المذكور واحداً من هؤلاء، الذين كانوا يطلون كل ليلة عبر شاشة التلفزيون المصري، ويقومون بشيطنة الثورة والمشاركين فيها، واتهامهم بالعمالة لجهات أجنبية. وهم من الإعلاميين الذين غسلوا سمعتهم باستضافة المحسوبين على الثورة، وكان عبد الحليم قنديل من هؤلاء الذين شاركوا في المهمة. وعبد الحليم كان ضيفاً كذلك لأحمد موسى، ولو دعاه توفيق عكاشة لقام بتلبية الدعوة، وكما كان يسبق اسم «موسى» المحسوب على أجهزة الأمن في عهد مبارك بـ «الأستاذ»، فقد كان سيسبق اسم «توفيق عكاشة» بلقب «الدكتور». وبالمناسبة ففي قضية حبس عكاشة، أصدرت وزارة الداخلية بياناً سايرته في إطلاق وصف «الدكتور» على نفسه، مع أننا لا نعلم في أي جامعة حصل على درجة الدكتوراه، وفي أي فرع من فروع العلم كانت أطروحته؟ وهل حصل عليها في العلوم الإنسانية أم في الكيمياء العضوية؟! لا بأس، فوزارة الداخلية كانت تنفي عن نفسها الإتهام بتعقب المناضل عكاشة، فلم تجد مانعاً في منحه رسمياً درجة الدكتوراه، قبل أن نتوصل إلى من وقف وراء سجن توفيق عكاشة، فقد أعلن مقدم برنامج تلفزيوني بعد زيارة له في محبسه، إن الإخوان هم من يقفون وراء ما جرى. بشكل كاشف لنفوذهم وجبروتهم وسيطرتهم على وزارة الداخلية التي ألقت القبض عليه! في محاولة الوقوف على السبب في تأييد الفاشل براً وبحراً وجواً، على أساس يكفي القضاء على الإخوان يكون سؤالي: «وماذا فعل الإخوان ليكون سقوطها هدفاً يغفر للسيسي ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر»؟ بل وما هو الضرر الذي وقع على جنابك من الإخوان ومن حكمهم؟ لأن كل ما كان يُتهم به مرسي بالباطل موجه للسيسي بالحق. اكتشف أن سؤالي الهادئ يبدو مفاجئاً لمن كان يظن أنه يتحدث عن بديهية، وقد خضع لتأثير إعلام الثورة المضادة، الذي كان يذكر حيثيات لرفض مرسي إبان حكمه ليس من الجائز أن تقال الآن، لأنها ستنسحب على السيسي وتمثل مبرراً لطلب إسقاطه، ولهذا فإن المحطات التلفزيونية الموالية للشرعية، تستدعي فيديوهات لمقدمي هذه البرامج في عهد مرسي، فيصبح الوضع حساساً، ووصل الأمر إلى حد استدعاء مقطع للميس الحديدي في سياق حملتها على الرئيس محمد مرسي، على أنها قالته الآن في حق السيسي فظننت أنها تناولت حبوب الشجاعة! كانت الصورة على الشاشة عن زيارة للسيسي للجيش في سيناء، وظهر حراسه وهم يشهرون أسلحتهم وفي وضع الضغط على الزناد، ويقفون بينه وبين الضباط، بينما لميس الحديدي تصرخ: «أنت خايف من الجيش؟! إيه الفزع ده.. إيه الخوف ده»! قبل أن نكتشف أن المستهدف بالهجوم كان الرئيس محمد مرسي. كاتبة عميقة لم أجد إجابة عند العوام فلما وجدت مقالاً لكاتبة يسارية «عميقة» بحكم الإنتماء الفكري، تكشف فيه عن الدوافع الفطرية لتأييدها لعبد الفتاح السيسي فقد التهمته عيناي، فمن الذي لديه القدرة إلى الآن على أن كتب بعمق» عن سر تأييده للسيسي، ويقدم لهذا التأييد حيثياته، بعد أن صار السيسي كتاباً مفتوحاً ولم يعد علاء الأسواني يقول إنه أعظم قائد عسكري بعد إيزنهاور، كما لم يعد أحد يقول إنه جمال عبد الناصر! لقد أرجعت الكاتبة سر تأييدها للسيسي أنه قضى على الدولة الدينية التي أسسها محمد مرسي، عندها هتفت: تكبير، وإن كانت الكاتبة قد عجزت أن تقدم ملمحاً واحداً يدل على الدولة الدينية في عهد مرسي، الذي كان حكمه مدنياً بكل المقاييس ولا يوجد من ملمح يمكن أن يشير بأن الرجل من الإخوان، إلا صوره وهو يؤم في الصلاة عدداً من الشيوخ دون تأثير حقيقي لهذا على سياسة الدولة وتوجهها. في حين أن الدولة الكهنوتية هي التي تشيد الآن، ويتحول فيها الحاكم إلى إله أو نبي وصاحب أحكام دينية يريد فرضها وإن كانت تائهة وهائمة وغير مترابطة وتفتقد للمنطق. والمشهد الكهنوتي كان حاضراً في اليوم الأول للإنقلاب، بوجود البابا وشيخ الأزهر عن اليمين وعن الشمال قعيد، حول السيسي وهو يلقي بيانه، ويحدد معالم دولته، وهو مشهد لم يكن له وجوداً في عهد الدكتور مرسي. وقد ماتت شقيقة الرئيس مرسي وهو في الحكم ولم نشاهد مذيعاً يتصرف في التسكين في الجنة كما لو كانت تابعة للدولة وتشرف عليها وزارة السياحة، فيعلن أن بها مكاناً محجوزاً لشقيقة الرئيس، كما قال «تامر» وهو يتحدث عن والدة عبد الفتاح السيسي، ويمر ما قال مرور الكرام، فلم تعترض المؤسسة الدينية الرسمية على هذه الهرطقة، فالحكم الديني في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي يعتمد الهرطقة، التي عرفتها الكنيسة في عصور الظلام، حتى ظن أن دولته عندما تسقط، يأتي «الآخرون من دونهم» لحمايتها من السقوط، بأن يرفع كل منهم يده تحتها فلا تسقط، بحسب تفسير بابا المسلمين الأرثوذكس! ظاهرة المتحولون في الإعلام لقد تداعت الذكريات فقد اكتشفت نسياننا لظاهرة «المتحولون» في الإعلام، فالإعلاميون الذين كانوا ينتمون لسلطة مبارك وولده جمال وهاجموا الثورة، انتقلوا ليتكلموا باسمها، وسهل لهم مهمتهم في إدخال الغش والتدليس على الرأي العام، تجار «يناير» ممن شكلوا الائتلافات، وباعوها للمجلس العسكري، ولأنهم كانوا شباباً انتهازياً في مجمله فقد تعاملوا مع إعلام مبارك على قاعدة «شيلني وشيلك»، فقد منحوا الفلول بظهورهم معهم «صك براءة» من تهمة العداء للثورة، وفي المقابل تحققت لهم النجومية وتسهيل مهمتهم في أن يكونوا هم وحدهم الثورة. ورأينا في تجليات ثورة يناير، كيف كان ياسر رزق رئيس تحرير جريدة «الأخبار» بقرار من نظام مبارك، يحضر لميدان التحرير فيلتف حوله هؤلاء كما لو كان المرشد الروحي للثورة، في حين أن الثورة الحقيقية كانت ترفع صورته في قلب الميدان ضمن آخرين من إعلاميي المخلوع وتطالب بخلعهم أيضاً. وتذكرت تنظيرات هيكل، في رفضه لوجود قناة «الجزيرة مباشر»، معلناً أنه لا يجوز لدولة أن يكون لها مشروع إعلامي موجهاً لدولة أخرى. فالقناة التي تقدم البرنامج الذي تلا فيه «تامر» قرار التسكين في الجنة، هي «إم بي سي مصر» ولم تشملها حملة هيكل لأنه وضع القاعدة لمباشر مصر، أما هذه القناة فهي مكملة لدور التلفزيون المصري في مهمة تدشين السيسي بابا للمسلمين الأرثوذكس! وتذكرت أن هذا الإعلامي الذي تلا قرار التسكين في الضاحية الجنوبية بالجنة هو من حول برنامجه إلى كمين، لتمكين سلطة الإنقلاب من القبض على زميلنا إبراهيم الدراوي، بعد دوره في فضح هذا الانقلاب من خلال قناة «اليرموك» في الأردن، و»القدس» و«الأقصى» في بيروت بعد تسويد الشاشات في مصر، وقد عاد إلى القاهرة بعد اتصال تامر به، وكنا نعرف هذا ولا نعلنه، لكن تامر نفسه هو من أعلنه في «وصلة فخر» باعتباره كان بما فعل يؤدي دوراً وطنياً لا يقل عن دور رأفت الهجان في إسرائيل! ٭ صحافي من مصر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سليم عزوز [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
قلما تستمع لبرنامج أو تتفصح موقعاً إعلامياً لما يسمى حلف «الممانعة والمقاومة» إلا ويكرر أن ما يحدث في سوريا ليست ثورة، بل مجرد لعبة أمريكية لتمرير مشروع الفوضى الخلاقة لإعادة رسم خرائط «سايكس بيكو» وغيرها من مشاريع التفتيت والتقسيم. لا شك أننا كنا سنصدق هذه الأطروحة لو كان الخطاب الإعلامي والسياسي «الممانع» متماسكاً منذ بداية اندلاع الثورات العربية. فمثلاً عندما اندلعت الثورة المصرية ضد حسني مبارك سارع التلفزيون السوري فوراً إلى نقل مشاهد تنحي مبارك عن السلطة على الهواء مباشرة. وقد كان العنوان الذي اختاره وقتها لمشاهد سقوط مبارك: «سقط نظام كامب ديفيد». وبدوره فعل الشيء نفسه الإعلامان الإيراني واللبناني «المقاوم» بين قوسين طبعاً، فراحا يهللان بحرارة عز نظيرها للثورة المصرية. وقد فعل الإعلام «الممانع» الأمر ذاته من قبل مع الثورة التونسية، على اعتبار أن نظام زين العابدين بن علي «عميل». باختصار شديد، لم تكن هناك مشكلة لإيران وأذنابها مع الثورات العربية عندما اندلعت ضد أنظمة لا تواليها. لكن ما أن اندلعت الثورة السورية حتى راح الإعلام المقاومجي يصفها فوراً بأنها «مؤامرة كونية» على النظام «الممانع والمقاوم» في دمشق، مع العلم أن الكثير من السوريين ما كانوا ليثوروا لو كان لديهم نظام كنظام الرئيس المصري حسني مبارك. لقد كان النظام المصري ديمقراطياً عظيماً مقارنة بالنظام السوري، الذي كانت مخابراته تتدخل حتى في شأن الفلافل وإقامة الأعراس. لقد كان كل من يريد أن يفتح مطعماً أو حتى كشكاً صغيراً لبيع الفلافل في سوريا بحاجة للحصول على موافقات أمنية من عشرات الفروع، وعلى رأسها المخابرات الجوية. تصور أنك كنت في سوريا بحاجة لموافقة الأمن الجوي لقلي الفلافل. ما علاقة الفلافل بربكم بأمن الطائرات والصواريخ؟ والأنكى من ذلك أنه حتى بيوت الدعارة في ساحة المرجة في دمشق كانت بإشراف المخابرات الجوية. فعلاً عجيب. أما الأمن السياسي فكان مسؤولاً عن الأعراس والحفلات، فلا يمكن لأي شخص يريد أن يتزوج في سوريا أن يقيم حفلة أو يستدعي مطرباً لإحياء الحفلة، إلا إذا حصل مسبقاً على إذن من الأمن السياسي في المنطقة. بعبارة أخرى، فإن وضع الحريات في سوريا مقارنة بنظام حسني مبارك في مصر كان كارثياً بكل المقاييس. وبالتالي كان أولى بالسوريين أن يثوروا على نظامهم قبل أن يثور المصريون الذين كانوا قادرين على شتم الرئيس ليل نهار في الشوارع دون أن يتعرض لهم أحد بسوء، بينما كان شتم الرئيس في سوريا يودي بصاحبه خلف الشمس. فلماذا اعتبر حلف «الممانعة» الثورة المصرية مباركة، بينما الثورة السورية مؤامرة وجزء من مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي؟ هل يعلم حلف «الممانعة» أن الذي حوّل الثورة السورية إلى مؤامرة حقيقية على سوريا والمنطقة هي الطريقة التي تعامل بها النظام وحلفاؤه مع الثورة؟ هم الذين جعلوها جزءاً من مشروع «الفوضى الهلاكة» الأمريكي بوحشيتهم وهمجيتهم وسوء تصرفهم. لاحظوا الفرق بين سوريا من جهة ومصر وتونس من جهة أخرى، فاستجابة النظام لمطالب الثائرين في مصر وتونس جنّبت البلدين كارثة كان يمكن أن تحرق الحجر والبشر لو أن مبارك وبن علي قررا مواجهة المتظاهرين بالحديد والنار. لكن تنحيهما التكتيكي، على الأقل، عمل على تجنيب الشعبين في تونس ومصر تبعات الثورة السورية. صحيح أن الثورتين في مصر وتونس لم تحققا مطالب الثائرين، لكن على الأقل لم يتشرد نصف الشعبين، ولم يمت الملايين بسبب همجية ومكابرة النظامين. على علاتهما يبدو نظامي مبارك وزين العابدين بن علي مقارنة بالنظام السوري حملين وديعين، لأنهما لم يتسببا بواحد بالمليار مما تسبب به نظام بشار الأسد للسوريين من مصائب وكوارث لم يسبق لها مثيل في القرن الواحد والعشرين، كوارث استغلها المتربصون لمشاريعهم الخاصة. لن أختلف مع مفكرجية ومحللجية لبنان والنظام السوري وإيران بأن الثورة السورية تحولت إلى مشروع فوضى يناسب المشاريع الإسرائيلية والأمريكية التي تستهدف المنطقة. لكن هل كان المشروع الأمريكي ليتحقق بضرب استقرار المنطقة وشرذمتها وتقسيمها لو أن النظام السوري وأتباعه تعاملوا مع السوريين كما تعامل زين العابدين بن علي وحسني مبارك مع التونسيين والمصريين؟ هل سأل اصحاب «الممانعة» أنفسهم هذا السؤال قبل أن يصفوا الثورة السورية بأنها مؤامرة كونية وجزء من مشروع الفوضى الخلاقة؟ هل يذكرون ما قاله بشار الأسد لصحيفة «التايمز» البريطانية بعد ستة أشهر على اندلاع الثورة بأن سوريا، حسب وصفه، «تقع على فالق زلزالي خطير، ولو حركناه لاشتعلت المنطقة بأكملها». هذا ما قاله بشار حرفياً. من الذي زعزع استقرار المنطقة إذاً ووضعها على كف عفريت بحيث أصبحت ناضجة لتنفيذ المخططات الأمريكية الشريرية؟ أليس النظام السوري وحلفاؤه؟ هل كان ليحصل ما حصل في سوريا لو حصل ما حصل في مصر وتونس؟ هل كانت سوريا لتشتعل وتصبح بؤرة للتطرف والإرهاب والفوضى التي تهز الدول المجاورة كلها لو أن بشار الأسد على الأقل تعامل مع السوريين كما تعامل حسني مبارك وزين العابدين بن علي مع المصريين والتونسيين؟ لم يعد هناك أدنى شك بأن بشار الأسد، كما قلنا في المقال السابق، أصبح كالشجرة التي تحجب الغابة، وبأنه أصبح مجرد غطاء لمشاريع دولية خطيرة في سوريا والمنطقة بسبب سياسته الغشيمة التي وفرت للطامعين أسباب التدخل في سوريا وتحقيق مشاريع الفوضى. هل كان لتلك المشاريع أن تبدأ وتنضج لولا فعلته الأولية المتمثلة بإشعال الحرب في سوريا وتحويلها إلى بؤرة للتطرف والإرهاب والفوضى؟ ألا يخدم ما فعله بشار الأسد المشاريع الامبريالية والصهيونية في المنطقة؟ ألا يمكن القول إن حلف الممانعة والمقاومة الذي كان أول من حذر من خطورة مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي أصبح عملياً قائداً ومنفذاً لمشروع الفوضى انطلاقاً من سوريا؟ لا ننكر أبداً أن مئات الجهات والأطراف العربية والإقليمية والدولية أغرقت سوريا بالجماعات المقاتلة والمسلحة، وساهمت في تخريبها، لكن السؤال الأهم: هل كان لسوريا أن تصل إلى ما وصلت إليه من خراب ودمار وتشرد وبؤرة لتحقيق المشاريع الأمريكية الهدامة لو أن النظام وحلفاءه تصرفوا مع الوضع منذ بداية الثورة بحكمة وروية على الطريقة المصرية أو التونسية؟ أم إنهم أرادوا إيصال الأمور إلى هنا؟ وكي لا يكون الكلام عمومياً، ألا تعمل إيران وحليفها بشار الأسد الآن بشكل مفضوح على إعادة رسم الخارطة السورية على أساس مذهبي وطائفي وعرقي؟ ألم يتفاوضوا مع الثوار في الزبداني على نقل سكان الزبداني (السنة) إلى منطقة «الفوعة» في إدلب على أن يحل محلهم سكان الفوعة الشيعة في الزبداني؟ أليست عملية تطهير مذهبي معلنة؟ ماذا كانت تريد أمريكا من مشروع الفوضى الخلاقة، بحسب حلف الممانعة والمقاومة؟ أليس إعادة رسم خارطة المنطقة وتفتيتها؟ ما الذي يفعله حلف الممانعة الآن في الزبداني؟ أليس تطبيقاً حرفياً لمشروع الفوضى الهلاكة؟ ٭ كاتب وإعلامي سوري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د. فيصل القاسم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
القاهرة ـ «القدس العربي»: اكتست صحف مصر أمس بلون الدم وخيم الحزن على معظم كتابها على إثر العملية الإرهابية التي شهدها حي شبرا الخيمة، حيث تم تفجير مقر الأمن الوطني. وجاءت المانشيتات الرئيسية لتكشف حالة القلق على الوطن والخوف من المستقبل، بسبب قدرة الإرهابيين على التجول بحرية في العاصمة، وتنفيذ عمليات نوعية في أكثر من موقع على مدار الأسابيع الماضية.. كما عمت الصحف حالة من الاستنكار البالغ، بسبب فشل الأجهزة الأمنية في الحيلولة دون وقوع تلك العمليات الإرهابية، ما خلف حالة من الغضب الشعبي وتجاوز عدد من الكتاب المحسوبين على النظام الحدود المتعارف عليها في النقد، ووجهوا الاتهامات للحكومة لعدم القدرة على حماية الشعب والمؤسسات، ونالت جماعة الإخوان المسلمين والمتحالفين معها المزيد من التهم من قبل الصحف الحكومية والمستقلة وثيقة الصلة بالنظام. كما اهتمت الصحف بأنباء الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا، والاستعدادات التي تقوم بها الأحزاب السياسية من أجل الانتخابات البرلمانية المقرر أن تعقد قبل نهاية العام الحالي وإلى التفاصيل: كعكة البرلمان بين برهامي وساويرس البداية حول الاستعدات للانتخابات التي طال انتظارها، حيث يرى جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» أنه: «لا يوجد فعلياً في الساحة الانتخابية سوى الحزبين الأهم الآن، «المصريين الأحرار» و»النور»، اللذين يملكان مفاتيح الوصول إلى الناخبين بطريقين مختلفين، هناك تسريبات تتحدث عن رصد رعاة المصريين الأحرار مليونا ومئتي ألف جنيه للمقعد، إنه رقم متواضع وإنك يمكن أن تشتري البرلمان بما يقارب النصف مليار جنيه فقط لا غير. والنور من جهته نشط في عمليات التودد للناس، عن طريق توزيع السلع الاستهلاكية بين الفقراء، ويراهن على أن الكتل الشعبية المتدينة وغير المسيسة وغير المتأثرة بالخطاب الإخواني ستصوت له. المفاجآت واردة، إما بترويع ساويرس لتحجيم «شهيته» لالتهام مقاعد البرلمان الجديد، حيث يمكن للجهاز الإداري والقانوني للدولة أن يخرج من «الكتاب الأصفر» ما يعطله أو يخيفه، وإما بإجراء قانوني مفاجئ ضد حزب النور يربكه ويدفعه للتواضع أو حتى الانسحاب، ورغم التصعيد في العنف ضد الحزبين، والتحريض العلني، إلا أنني لا أتصور أن تلجأ الدولة إلى هذه الخيارات الآن، لأنها ستكون مكشوفة، وقد تأخر وقتها. كما أن حزب ساويرس أو النور ليسا من الأحزاب المشاكسة أو الثورية أو الصدامية، خاصة «النور» يمكن أن يمثل فضاء سياسيا مناسبا للتنسيق مع النظام، وأهم من ذلك كله، فإن التعديل التشريعي الأخير جعل قرار حل البرلمان «في الدرج» في أي وقت، إذا استعصى الترويض أو خرج البرلمان الجديد عن النص، وبالتالي فلا يوجد ما يقلق النظام فعليا». لماذا لا يفصل الرئيس بين منصبه وقيادته للجيش؟ للكثير من الكتاب ملاحظات حول خطاب الرئيس الأخير، من بينهم حازم حسني في «التحرير»: «أول ملاحظاتي على الخطاب أنه خصصه للحديث عن مشروع قناة السويس وعن غيره من المشاريع الكبرى، ثم عن جهاز الخدمة المدنية وردود فعل الموظفين حياله، وكلها أمور مدنية كما نرى، ومع ذلك لم نرَ حضورًا لرئيس الحكومة ولا لأي من قيادات الدولة المدنية! اكتفى الرئيس بتوجيه كلمته بخصوص دقائق الشأن المدني إلى ضباط القوات المسلحة، وهو ما لا يقل خطورة عن تناول دقائق الشأن العسكري مع قيادات مدنية! فلرئيس الدولة في الحقيقة صفتان، إحداهما أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأخرى أنه رئيس السلطة التنفيذية، وقد كشفت كلمة الرئيس بوضوح أنه غير قادر على التمييز بين الصفتَين. ثانية الملاحظات تتعلَّق بالتعامل مع العلاقات العسكرية المدنية، وكأن المؤسسة العسكرية تعلو فوق المؤسسة المدنية، فهي التي تقود العمل المدني، وتضع تحت إشرافها المباشر خطط وموازنات الأشغال العامة المدنية، بل وصل الأمر بالرئيس إلى حد المن الذي قد يؤذي، ما يجب أن يكون بين المؤسستين من علاقات سوية في إطار الدولة الواحدة والوطن الواحد، وإلا فما هو معنى حديث الرئيس المتكرر عن تضحيات رجال القوات المسلحة، بينما يتحدَّث عن تقاعس رجال القطاع المدني عن خدمة الوطن، وكأن خدمة الوطن لا تكون إلا بالسخرة! ويتساءل الكاتب، ألا يضحي القطاع المدني بكثير من أساسيات الحياة الكريمة كي يوفّر لقواته المسلحة كل ما تحتاجه من سلاح وعتاد ومرافق، بل حتى منشآت الترفيه التي بخل بها على نفسه. الملاحظة الثالثة تتعلَّق بتعامل الرئيس مع المشروعات المدنية الكبرى، وكأنها أسرار حربية لا بد من إخفاء أخبارها وتفاصيلها عن القطاع المدني، حتى لا تتسرب لأهل الشر!». الشرطة عادت لتنتقم كيف تنظر في عين امرأة أنت تعرف أنك لا تستطيع حماية نفسك أمامها من الإهانة والضرب؟ كيف تنظر في عينيها بعد أن حاولت الدفاع عنها فانهارت كرامتك في معركة غير متكافئة مع من ظنوا ويظنون أنفسهم فوق القانون والناس؟ هذا هو ملخص مقطع الفيديو الذي انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، لمجموعة من أمناء الشرطة والعساكر ينهالون بضرب شاب. وهو ما يؤلم تامر هنداوي في «البديل»: «الواقعة تتلخص في أن أشرف الشاب المعتدى عليه، وصل لمحطة مترو دار السلام، ليجد خطيبته التي كانت في انتظاره، وقد تعرضت للإهانة والتحرش اللفظي من قبل مجموعة من الشباب، وحين استنجدت بأحد عساكر شرطة المترو رفض نجدتها، بل عاكسها هو الآخر، وعندما حضر أشرف وعرف القصة طالب بتحرير محضر ضد العسكري، فتدخل أمين شرطة وسب والدته، وعندما اعترض الشاب، فوجئ بأمين الشرطة وبكل قوة شرطة مترو محطة دار السلام تعتدي عليه بوحشية أمام خطيبته وأمام الركاب.. لم يمر يومان على الحادث الأول، حتى سقط قتيل في المطرية برصاص الشرطة، بعد أن هاجمت قوة شرطية عائلةً، وادعت أن أفراد العائلة قاوموا بالسلاح، فأطلقت قوة الشرطة الرصاص والخرطوش والغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد العائلة وإصابة العديد من أفرادها، وعندما حاولت الأم الدفاع عن ابنائها تعرضت للضرب بـ«دباشك» الأسلحة. ويرى تامر أن المشهد يؤكد أن الشرطة عادت لتنتقم لنفسها، وأنها لن ترضى حتى بوضعها قبل ثورة يناير/كانون الثاني، بل أنها قررت أن تعاقب الشعب على ثورته على الظلم، وأن يدفع من يقع تحت أنيابهم ضريبة ثورة المصريين جميعا، فكل مواطن من وجهة نظرهم متهم بالثورة، متهم برفض الظلم، متهم بالتعالي على أسياده من الضباط، وهي تهم لو تعلمون كبيرة من وجهة نظر الباشوات. هذا هو ملخص حال المصريين، فليس جديدا أن يعتدي أفراد من الشرطة على مواطن، بل ليس جديدا أن يفقد مواطنون حياتهم داخل أقسام الشرطة، أو برصاص في مواجهات لا نعرف أسبابها، أو بسبب خوف لدى عناصر جهاز أمني لم يتدربوا على المواجهة فيسيطر عليهم الخوف فتخرج منهم ردود أفعال لا تناسب الموقف. أيا كان السبب، فكرامة المواطن ستظل حبرا على ورق في دستور لا نعرف متى سيطبق على أرض الواقع، وستظل عناصر الشرطة يرون في أنفسهم أسيادا للشعب لحين محاسبة المخطئ منهم». الإسلاميون شماعة لأخطاء الآخرين تقول بعض الدراسات السياسية إن هناك ثلاث مراحل متتابعة للثورة، يحدثنا عنها أشرف توفيق في «التحرير»: « الأولى هي الثورة الوطنية، أي مجابهة الاستعمار والتدخل الأجنبي، والثانية: هي الثورة الحضارية، أي تطوير القيم الاجتماعية والنظم الثقافية وإعلاء قيمة الفرد في المجتمع والمطالبة بحقوقه المشروعة مع الإيمان بالواجبات المفروضة عليه، والثالثة: هي الثورة الاندماجية، أي أن تندمج الدولة في العالم، تؤثر وتتأثر، تقدم إنجازاتها للعالم وتستغل ما ينجزه. وبتطبيق السطور السابقة على أرض الواقع ومقارنة ما يحدث في مصر بما يحدث في العالم تتجلى الكارثة، وتأتي الإجابة الواضحة عن السؤال الأزلي: لماذا تخلفنا ولماذا تقدموا؟ يحلو للبعض أن يلصق التهمة دائما بالإسلاميين لأنهم مهمومون بدخول الحمام بقدمهم اليسرى، ولا أدري ما الرابط بين تطبيق سنة يعتقدون فيها والتخلف، إلا إذا كان دخول الحمام هو غايتهم الكبرى، ولكن هذا الزعم يتهاوى تماما حين نلاحظ أننا لم نعد نهتم بفتاوى الإسلاميين، فلا نحن طبقنا سنة ولا تقدمنا! والحكاية كما يراها الكاتب أننا ما زلنا محشورين في الثورة الثانية، في الوقت الذي قام فيه الآخرون بثورتهم الثالثة الناجحة، وأصبح العالم كله كتلة واحدة منتجة مؤثرة متقدمة إلا نحن ومن شابهنا.. كيف تطلب من المصري أن يندمج في العالم وهو ما زال يقاتل في سبيل نيل حريته في وطنه، وعدم المساس بآدميته والسعي المتواصل للقمة عيش إذا أتت فهي تكفيه بالكاد؟ كيف تنتظر منه رفاهية التفكير والإبداع والابتكار؟». السيسي مؤمن بالحوار مع معارضيه ننتقل لأزمة قانون الخدمة المدنية الذي يعتبره محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام» دليلا على سعة صدر الرئيس: لقد اختارالرئيس عبد الفتاح السيسي أسلوب المكاشفة والمصارحة في التعامل مع الواقع الصعب، ووضع في أكثر من مناسبة الحقائق أمام الرأي العام بلا مواربة وبلا زيادة أو نقصان، حتى لا يتوه القصد من عملية الإصلاح الدائرة في اتجاهات متعددة، وجعل من المجتمع شريكا فعليا في خطط التنمية والتحديث، ويتابع بعناية النقاشات الدائرة حول القوانين الجديدة، التي تريد من خلالها السلطة أن تعدل الكثير من المعايير والموازين المختلة، في ظل إدراك واع بأن بناء إجماع بشأن تلك القوانين أو القرارات ليس متيسرا في بلد كبير يحمل تنوعا سياسيا واجتماعيا، غير أن الوصول إلى توافق وطني عريض يظل هدفا منشودا حتى تستمر عملية الإصلاح في طريقها المرسوم. يضيف الكاتب: لو تتبعنا ما جرى من نقاشات حول قانون الخدمة المدنية الجديد، فسنجد أن الفريق المؤيد، وجله من الخبراء والمتخصصين في الإدارة، يراه نقلة نوعية في إصلاح الجهاز الإداري للدولة وتحفيز العاملين في إطار يجمع بين المسؤولية والواجبات، وهو ما افتقدناه في العقود الماضية، التي شهدت ترهلا ضاراً أنتج أوضاعا تقف بالمرصاد أمام أي تطور محتمل في بلد يوجد فيه أكثر من سبعة ملايين موظف، في المقابل رأى فريق آخر يمثل في الغالب مصالح العاملين وتنظيماتهم النقابية المدافعة عن تلك المصالح في مشروع القانون تهديداً وخطراً، رغم كل المزايا التي يوفرها لإطلاق الطاقات وتحرير البيروقراطية من قيود الفساد والمحسوبية وغياب المحاسبة». الفاعل معلوم في تفجيرات شبرا أعلن تنظيم «الكتلة السوداء» تبنيه لتفجير مقر الأمن الوطني بشبرا الخيمة، وبتأمل البيان الصادر عن التنظيم يرى أحمد رفعت في «فيتو»، «يتضح عدم صدقه بالكامل، لأنه أكد أنه نفذ عمليتين داخل مصر.. وحتى كتابة هذه السطور صباح اليوم، وبعد ما يزيد على الأربع ساعات من تفجير شبرا، تأكد تماما أن هناك تفجيرا واحدا فقط، وأن التفجير الثاني المزعوم جاء على ألسنة مشاهدي الفضائيات، وبعض ناشطي فيسبوك فقط، وثبت كذبه، وبالتالي فالبيان غير الصحيح لـ»الكتلة السوداء»، جاء نقلا عن وسائل الإعلام ليس إلا.. كما أن وجود صفحة علنية للجماعة على «فيسبوك»، رغم سقوط أصحاب الصفحات المماثلة السابقين، يؤكد فرضية إدارة الصفحة وتأسيسها من خارج البلاد! فضلا عن سبب آخر وهو: يقول البيان في نصه، أن عمليتين وقعتا داخل مصر!.. والسؤال: كيف لمن قال إن المجموعة المركزية في القاهرة بتنظيمهم نفذت الجريمة، يصاب بالكسل لذكر مكان التفجيرين؟!.. ولماذا قال داخل مصر ولم يقل داخل القاهرة؟ ووفقاً للكاتب فإن كاتب البيان كان يستقي معلوماته من الفضائيات، ومع استبعاد قرار الجامعة العربية بالموافقة على دعم ليبيا عسكريا، وهو ما يعني قرب توجيه ضربات لـ»داعش»، وطبقا لطريقة تنفيذ الحادث نجده يشبه كثيرا حادث تفجير مديرية أمن القاهرة قبل عام تقريبا؛ حيث توقفت سيارة فجأة وتركها سائقها ليستقل سيارة أخرى كانت خلفه، وهو ما جرى أمس؛ حيث التقطت السيارة المنفجرة قائدها على عجلة بخارية وفرت هاربة، وهو ما يشير بأصابع الاتهام إلى «بيت المقدس»، وهو ما يعني أن الإجراءات الأمنية المشددة الأسابيع الماضية في احتفالات قناة السويس، كانت جيدة وتسببت في تأجيل مثل هذا الحادث». شهادة أمريكية تؤكد عبقرية رسول الإسلام العسكرية ومن موضوعات الأمس الصحافية دراسة حول عبقرية نبي الإسلام العسكرية كاتبها المؤرخ العسكري ريتشارد غابرييل، الذي عمل سابقا في جهات حكومية مختلفة وخدم في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وله 41 كتابا. ويرى الكاتب الامريكي بحسب محمد الشناوي في «الشروق»: «أنه بدون عبقرية ورؤية الرسول محمد العسكرية الفذة ما كان ليبقى الإسلام ويصمد وينتشر بعد وفاة الرسول. كما ترى الدراسة أنه لولا نجاح الرسول محمد كقائد عسكري، ما كان للمسلمين أن يغزو الإمبراطورتين، البيزنطية والفارسية، بعد وفاته. وتقول الدراسة أن النظر للرسول محمد كقائد عسكري هو شيء جديد للكثيرين، حيث أنه كان عسكريا من الطراز الأول، قام في عقد واحد من الزمن بقيادة 8 معارك عسكرية، وشن 18 غارة، والتخطيط لـ38 عملية عسكرية محدودة. تذكر الدراسة أن الرسول أصيب مرتين أثناء مشاركته في المعارك. ولم يكن الرسول محمد قائدا عسكريا محنكا وحسب، بل ترى الدراسة أنه كان «منظرا عسكريا» و«مفكرا استراتيجيا» و«مقاتلا ثوريا». وتصف الدراسة الرسول محمد بأول من أوجد «عمليات التمرد وحروب العصابات». استخدم الرسول كل ما كان متاحا من وسائل من أجل تحقيق أهدافه السياسية، واستخدم في هذا الإطار وسائل عسكرية وغير عسكرية، مثل بناء تحالفات، وضحى الرسول أحيانا بأهداف قصيرة المدى من أجل تحقيق أهداف طويلة المدى. وتشيد الدراسة بـ«أجهزة المخابرات» التي أنشأها وأدارها الرسول، والتي تفوقت على نظيراتها عند الفرس والروم أقوى إمبراطوريتين آنذاك. وأن استراتيجيات الرسول يمكن وصفها بأنها جمع بين نظريات كارل فون كلاوزفيتس ونيقولا ميكيافيللي، حيث استخدم الرسول دائما القوة من أجل تحقيق مكاسب سياسية. وتعزي الدراسة نجاح الرسول لإيمانه بأنه مرسل من عند الله، وتشير إلى أنه وبفضل ذلك نجح في إيجاد أول جيش نظامي عربي قائم على الإيمان بنظام متكامل للعقيدة الإيديولوجية، الدين الإسلامي». الإرهاب إفراز طبيعي للاستبداد تتوالى العمليات الإرهابية التي تضرب قلب مصر وهو ما يعتبره عمرو حمزاوي في «الشروق» خطراً يهدد الأمة: «مهما تذرعت عصابات الإرهاب زيفا، وتذرع أيضا مروجو المبررات الفاسدة بمظالم وانتهاكات تتورط بها نظم الاستبداد والسلطوية، وكون جرائم وعنف الإرهابيين ما هي سوى رد فعل على إجرام الحكام وبحث عن «العدالة الغائبة»، تظل الحقيقة الوحيدة هي أن الانتفاء المطلق للروابط الإيجابية بين الإرهاب وبين تجاوز الاستبداد والسلطوية أو التأسيس للعدل. فلم تتمكن عصابات الإرهاب من مناطق أو جهات، إلا وألحقت بها من المظالم والانتهاكات ما تبتعد معه عن واجهة الوعي العام جرائم نظم الاستبداد والسلطوية، التي تبدو أقل وحشية. لم تتمكن عصابات الإرهاب من جماعات من البشر ومن أماكن حياتهم إلا وفرضت عليهم الدماء والعنف المتفلت من كل قيمة أخلاقية وإنسانية والاحتفاء المريض بالقتل والانتهاك والتعذيب، كمفردات لمعاناة شاملة تتراجع إزاءها قسوة الواقع المعاش للاستبداد والسلطوية. وبحسب الكاتب لم تتمكن عصابات الإرهاب من أجزاء من بلدان ومجتمعات إلا وأشاعت التدمير والخراب لاغتيال العقل وعممت التطرف والكراهية للقضاء على العلم والعدل والحرية، لم تتمكن عصابات الإرهاب من أرض إلا ونزعت عنها جمال الماضي وحب المعاصرين للجمال». التفجيرات توحد المصريين ونبقى مع تداعيات وردود الأفعال على التفجيرات التي شهدتها القاهرة أمس، حيث يرى فهمي عنبة رئيس تحرير «الجمهورية»: «أنه لن تنجح التنظيمات الإرهابية في اختراق صلابة المصريين، أو يجعلوهم ييأسون، فالكل يعلم أن الباطل لا يدوم، والإرهاب إلى زوال مهما طال زمنه.. ومن لا يصدق فليقرأ التاريخ ويقول لنا أين ذهب التتار والمغول والصليبيون والنازيون؟ مطلوب الوعي والانتباه والحذر.. فالمعركة طويلة لكننا بإذن الله سننتصر.. ومن فشلوا في إفساد فرحة المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة يحاولون الآن إثبات انهم موجودون وقادرون علي الوصول ليس إلى سيناء فقط، ولكن إلى القاهرة الكبرى. ويطالب الكاتب بسرعة تحديد الجناة وضبطهم وتطبيق قانون الإرهاب الجديد على من يستحقون العقاب من المسلحين الإرهابيين والتفجيريين وليس على من يحملون القلم. لا يوجد لدينا أدنى شك في القضاء على الإرهاب الأسود.. وحتى يكون هذا اليوم قريباً.. فلابد من تكاتف الشعب بكل فئاته وطوائفه.. وتكثيف جهود الأجهزة الأمنية للضرب بيد من حديد على كل من يهدد أمن مصر القومي.. وفي الوقت نفسه حشد للتأييد الدولي لأن استقرار هذا الوطن هو استقرار للمنطقة العربية وآسيا وأفريقيا والعالم بأسره. وبحسب الكاتب سيظل كل مصري «مشروع شهيد» يعمل ويبني ويدافع عن بلده، ولن يسمح لمن يريدون عرقلة عجلة التنمية أن ينجحوا أبداً». لماذا لا يشارك الإخوان في الانتخابات المقبلة؟ لماذا لا تشارك الجماعة في الانتخابات المقبلة، كي تكون الانتخابات القول الفصل في مصير الجماعة، «تقطع جهيزة» كل الذين يطالبون في الخارج والداخل بإشراكها من جديد في حياة مصر السياسية. يتساءل مكرم محمد أحمد في «الوطن» معتقداً أنه: «في غيبة وجود قانون للعزل السياسي وعدم حماس الحكم لإصدار مثل هذا القانون، يستحسن الإبقاء على أبواب الترشيح في الانتخابات المقبلة مفتوحة على مصاريعها، لا تستبعد أحداً من دون حكم قضائي، ولا تغلق أبواب الترشيح إلا أمام الذين ارتكبوا جرائم ضد وطنهم وتحمل أيديهم آثار دماء مصرية.. وأياً كانت طبيعة البرلمان المقبل، فمن المهم بمكان أن تُجرى الانتخابات المقبلة تحت إشراف وطني ودولي ضماناً لنزاهتها، لعلها تبرأ من إدمان التزوير وسوء السمعة الذي لصق بها وقتل مصداقيتها على المستويين الوطني والدولي، ومن الضروري وفق الكاتب أن يعرف الجميع أننا لا نزال في سنة أولى ديمقراطية، وأن المجلس المقبل لن يكون أفضل المجالس أو أقواها، ولا ضرر ولا ضرار أن لم تتحقق في البرلمان المقبل كل الآمال، لأن الديمقراطية تملك القدرة المستمرة على تصحيح أخطائها، شريطة أن يُحسن الشعب التعلم من أخطائه.. وأظن أن هذه هي إحدى الميزات الكبرى الجديدة، التي اكتسبها الشعب المصري بعد ثورتى يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران، عندما مكّن جماعة الإخوان المسلمين من اعتلاء عرش مصر في انتخابات نزيهة لعل الجماعة تقدم نموذجاً جديداً للحكم أكثر رشداً». هل تعهد حزب النور بالدفاع عن إسرائيل؟ ونبقى مع الحرب ضد الإسلاميين ويقودها هذه المرة الجهادي السابق نبيل نعيم في «البوابة نيوز»: «لن يقف كتاب التاريخ أمام عبارة أن المشير طنطاوي، سلم الإخوان للمصريين، لأن هذه العبارة لا تصلح لكتاب التاريخ، فالإخوان شركاء في هذا. وكذلك اعتراف مراد موافي مدير المخابرات السابق، بأن المنطقة الغربية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وضعت لها خطة لتفتيت الدول العربية، ولم تجد المخابرات الأمريكية أفضل من جماعة الإخوان للتعامل معها في تنفيذ المخطط لعدم اعترافها بالحدود الإقليمية للدولة، وإن كانت ثورة 30 يونيو عطلت مشروع التدمير مؤقتًا، ولكن ما زال المشروع قائمًا، وللأسف أدوات نجاحهم أكبر من أدوات فشلهم. فها نحن نرى حزب النور يهرول إلى السفارة الأمريكية يعرض نفسه بديلًا للإخوان، وبكل بجاحة ووقاحة يعترف المتحدث الرسمي لحزب النور بأنهم يلتقون بمسؤولين أمريكان مثلهم مثل باقؤ الأحزاب الليبرالية، وبالمناسبة فجميع الأحزاب الليبرالية في مصر توفيت منذ فترة وقبل ثورة 25 يناير، ولا يوجد لها أي ظهير شعبي، ولا يعرفها أصلا أحد من الشعب، وهي فقط تحتاج إلى من يواري جثتها التراب، فلا معوّل عليها لا من الداخل ولا من الخارج». عندما يستعين الصحافيون بتويتر والفيسبوك فعلى الصحافة السلام اهتزّت القاهرة قبيل الفجر على صوت دوي الانفجار، ونشطت الأسئلة على صفحات الإعلام الشعبي: هل سمعتم صوت الانفجار؟ أين حدث؟ وبعد دقائق، كانت الإجابة معروفة للساهرين: الأصدقاء في شبرا الخيمة أكدوا أن التفجير استهدف مبنى الأمن الوطني هناك. شهادات، وصور، وتحليلات، وتكهنات عكس الاتجاه، وأحاديث عن تلفيق ومؤامرات، وكل شيء يمكن أن يُقال في أي اتجاه قيل. ماذا يتبقى إذن للإعلام الاحترافي؟ يتسائل جمال الجمل في «المصري اليوم»: «لم يعد معقولا ولا مقبولا أن توزع الصحف في مثل هذا العصر بطريقة: «إقرا الحادثة»، فلا يليق بالصحافة أن تلوك ما سبق للجمهور مضغه.. يا له من تشبيه مقرف! لا أحب أن أتخيله، وبالطبع لا أقبله لمهنة عملت بها سنوات طويلة، لكن المؤسف أن المهنة نفسها تقبله، وتقبل أسوأ منه، ولا تخجل وهي تعيد تدوير الأخبار التي تلقفتها من قراء تستهدفهم! إنهم يرتكبون هذه الحماقات على حد وصف الكاتب، ثم يقولون لك بغباء مفضوح: الصحافة تخسر! يجيب الجمل: اللي يخسر يقفل، اللي يخسر لا يستحق أن يتشدق بأي حديث عن المهنية، ورسالة الصحافة، وغير ذلك من الأكاذيب المشبوهة. وهو رأي الكاتب محمد حسنين هيكل نفسه، ويؤكد جمال أن شروط صناعة صحافية ناجحة معروفة ولا تحتاج إلى بحث طويل، وهي بالمناسبة شروط صناعة أي مؤسسة ناجحة». الحرب على القمامة تأخرت كثيراً حسناً ما فعلته الحكومة وهو إعلان الحرب على القمامة.. «فالأمور كما يرى عاصم بسيوني في «الجمهورية» باتت صعبة، ولم نعد نحتمل التشويه الذي صنعناه بأيدينا على مدى سنوات طوال. أرقت حياتنا واستعصى علينا النوم الذي معه يستريح الجسد من عناء يوم شاق سعياً وراء لقمة العيش، في ظل ظروف صعبة تم فرضها علينا، لتزداد معاناتنا كلما زادت تلال القمامة المصدرة للأمراض المشوهة للمنظر العام. يضيف الكاتب صحيح الخطوة تأخرت طويلا، ولكن كل الشكر لاقتحام هذا الملف الذي استعصى على الحكومات السابقة وفشلت في إدارة الأزمة، رغم بعض المحاولات التي لا يمكن انكارها. ولكنها كانت مجرد مسكنات ولأن مثل هذه الحلول وقتية ومجرد تجميل للواقع المرير كانت هذه المبادرة الجادة من مهندس الحكومة الذي لا يكل ولا ييأس، حيث اجتمع بجميع الجهات المعنية والمحافظين وشدد عليهم أنه لا تهاون ولا تقاعس وأن الحساب سيكون عسيراً، إذا لم يتم خوض غمار هذه الحرب بالأسلحة التقليدية، لذا فقد توعد محلب الشركات بإلغاء التعاقد معها فوراً وفرض غرامات فورية للمخالفين، سواء بالنسبة للشركات أو الأفراد، وأمر خلال الاجتماع الذي استمر لعدة ساعات وضع خلالها خطة الحرب بغلق المحلات التي تلقي في الشارع وليس كما كان في السابق مجرد فرض غرامة غالبا لا يتم تحصيلها بسبب المجاملات». الإسكندرية تشكو الإهمال من يذهب إلى محافظة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط سابقا، فسيجد نفسه في أسوأ مكان في مصر، وسيترحم على إسكندرية عبدالسلام المحجوب وإسكندرية طارق المهدي عندما كانا يغسلان أرصفتها بالصابون، وقتها كان المصطافون يذهبون إلى هناك ليشاهدوا أجمل المدن التي كانت تذكرك بالمدن الإيطالية، كما يقول عبد الفتاح عبد المنعم في «اليوم السابع»: «لكن بعد وصول المحافظ الأمريكاني كل شىء تم تدميره، ويكفي أن تذهب إلى قلعة قايتباي في الإسكندرية لترى بعينيك كيف تحولت إلى وكر للباعة الجائلين والبلطجية وأصحاب السوابق، وأصبحت مكانا لروث البهائم، وتحولت من مكان سياحي إلى أقذر مكان في مصر، والكارثة أن هذا المحافظ الأمريكاني لم يعمل شيئا لأنه بصريح العبارة مازال يقف أمام المرآة ليقوم بتسريح شعره، باعتباره المحافظ الوسيم. يضيف الكاتب طلبت مرارا من رئيس وزراء مصر عمل جولة مفاجئة تكون مسائية في هذه القلعة، ليقابل البلطجية وأرباب السوابق الذين حولوا أجمل مكان في الإسكندرية إلى وكر لكل شيء قذر.. والحقيقة أن كل شيء تدهور إلى الأسوأ في الإسكندرية بعد التغيير الأخير، وتدهورت سلوكيات الجميع نخبًا وعامة ومثقفين وجهلة، الكل تحرك لهدم مصر وليس لبنائها، ووضح ذلك في كل شيء حتى التغيرات في حقائب المحافظين أو الوزراء، فقد جاءت بما لا يحقق طموح أمة». هجر الزوج لزوجته عاطفياً حرام طالب الدكتور رمضان عبد العز، أحد علماء الأزهر الشريف، الأزواج بعدم هجر زوجاتهن من دون إنفاق ولا ملاطفة، حتى لا يأثمون شرعاً، مشيراً إلى أن الزوجة أمانة لدى زوجها وسيسأله الله عنها يوم القيامة. وقال عبد المعز خلال برنامجه «الكلام الطيب» على فضائية «TEN» في رده على زوجة تسأل ماذا أفعل مع زوجي الذي يتركني بالشهور من دون الإنفاق: قائلا: «اتق الله في زوجتك التي تزوجتها على كتاب الله وسنة رسوله. عاشر زوجتك بالمعروف واستوصِ بها خيرا». وأضاف، يجب على كل زوج أن يراعي الله في زوجته حتى لا يكون من الخاسرين يوم القيامة لقول النبي: «أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله». ووجه عبد المعز نداء لجميع الأزواج قائلا: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له»، فالزوج الذي يهجر زوجته بالشهور من دون إنفاق ولا ملاطفة فهو آثم شرعا. فإذا بغضتها فتسريح بإحسان لقوله تعالى: «ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا». سارة مقتنعة بزواجها من سعيد طرابيك قالت مدام عايدة، والدة الفنانة سارة طارق، زوجة الفنان سعيد طرابيك، الذي يتعرض لهجوم واسع في المواقع الاجتماعية بسبب الفارق الكبير في السن بينه وبين زوجته أن «ابنتها تزوجت على سنة الله ورسوله من الفنان سعيد طرابيك»، مضيفة: «مش بتعمل حاجة أعوذ بالله وحشة». وقالت عايدة في مداخلة هاتفية لبرنامج «يحدث في مصر» على قناة «إم بي سي مصر»، الأربعاء، إنها سألت ابنتها سؤالا وهو «إنت مقتنعة بيه أم لا؟»، مضيفة: «وهي مقتنعة جدا بيه، فأقنعتني». وأضافت: «نظرة بنتي للزواج مختلفة عن نظرة الفتيات للزواج، وهي شايفة أن 99٪ من الشباب مش بيكملوا الزواج، وهي عايزة تعيش، مش عايزة راجل تلبسه مايوه وتنزل معاه المية». من جانبها نشرت الفنانة سارة طارق، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عبر صفحتها الشخصية، أن زوجها يتمتع بصحة جيدة، وما يقال غير ذلك غير صحيح، مضيفة أنها لا ترى فارقا في السن بينهما أضافت سارة أنها رفضت عددًا كبيرًا من الشباب، كانوا قد تقدموا لخطبتها؛ لحبها للفنان سعيد طرابيك، وأكدت أنهما تزوجا بعد قصة حب كبيرة، وقالت: «اهبطوا بقى»، مبدية استياءها من الجدل الذي أثير حول زواجها من الفنان سعيد طرابيك». حسام عبد البصير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
غزة ـ «القدس العربي»: أعادت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح بعد أربعة أيام من الفتح الاستثنائي، أمام سفر الحالات الإنسانية، دون أن تشهد عملية الفتح سفر الوفد القيادي الرفيع من حركة حماس للخارج، وهو ما يشير إلى رفض مصر خروجه من القطاع، خاصة في ظل تأزم العلاقات على خلفية اختطاف مسلحين أربعة فلسطينيين كانوا على متن إحدى «حافلات الترحيلات»، خاصة بعد اتهام الحركة للأمن المصري بالوقوف وراء العملية. ولم يغادر كما كان متوقعا وفد قيادي رفيع من حركة حماس للخارج، للقاء مدير المخابرات المصرية أولا ، ومن ثم القيام بجولة خارجية تشمل كلا من قطر وتركيا، لعقد لقاءات مع قيادة الحركة في الخارج لبحث ملف «التهدئة طويلة الأمد» مع إسرائيل. وكانت الأنباء قد أشارت إلى أن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي، كان على رأس الوفد الذي يضم عددا آخر من قيادة حركة حماس من بينهم زياد الظاظا وفوزي برهوم. وطلبت الحركة في اليوم الأول لفتح المعبر الذي صادف يوم الاثنين الماضي، من السلطات المصرية الإذن بخروجهم من القطاع. وتشير عملية عدم خروج الوفد إلى رفض مصري، رغم أن أحدا لم يعلق على الأمر، خاصة وأن تسريبات سابقة نفاها مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذكرت أن الأخير تلقى تطمينات من مصر عبر سفيرها في رام الله وائل عطية، تفيد بوقوف مصر إلى جانب الشرعية الفلسطينية المتمثلة في الرئيس عباس، وعدم المشاركة في أي تفاهمات للتهدئة تعقد بين حماس وإسرائيل. جاء ذلك بعد أن شهدت الساعات الماضية خلافات بين حماس والسلطات المصرية، على خلفية اختطاف مسلحين أربعة شبان من غزة كانوا في طريقهم من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي، ضمن «حافلة الترحيلات». وهاجم مسلحون الحافلة وأطلقوا النار لتخويف الركاب التي لم تبعد أكثر من كيلومترين عن المعبر، واضطروها الى التوقف، قبل ان يصعدوا على متنها واختطاف الشبان الأربعة. وفتحت السلطات المصرية فور وقوع العملية مساء يوم الأربعاء الماضي تحقيقا، ونشرت المزيد من قوات الجيش والشرطة في محيط المعبر. واتهم مصدر مطلع في حماس في تصريحات نقلتها مواقع مقربة من الحركة عناصر أمنية مصرية بالوقوف وراء عملية الخطف. ونفى المصدر أن يكون تنظيم «أنصار بيت المقدس»، هو من يقف وراء الاختطاف كما نفى ان تكون حماس قد اجرت مفاوضات مع هذا التنظيم. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية خطف هؤلاء الشبان الأربعة، الذين أنزلهم مسلحون يضعون أقنعة على وجوههم من الحافلة، بعد التدقيق في أسمائهم باستخدام جهاز كمبيوتر محمول. وكان الشبان الأربعة في طريقهم إلى تركيا لإكمال الدراسة والعلاج، كما ذكر العديد من المصادر. وفي السياق ذكر موقع «بوابة الأهرام» المصري نقلا عن مصادر فلسطينية أن الأربعة الذين اتهمت حركة حماس عناصر أمنية مصرية باختطافهم، ينتمون إلى وحدة الكوماندوز التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري للحركة. وأشارت المصادر إلى أن عملية الاختطاف تأتي ضمن «حركة انشقاقات داخلية تشهدها حماس على خلفية كيفية إدارة قطاع غزة». وزعم التقرير أن كتائب القسام تشهد خلافات داخلية من جهة، بالإضافة إلى خلافه مع الأمن الداخلي في القطاع. وطالبت مصادر مصرية على علاقة وثيقة بالملف الفلسطيني، حركة حماس أن تقدم أية أدلة أو مستندات تثبت تورط السلطات المصرية في عملية اختفاء الكوادر الحمساوية، مؤكدة أن السلطات المصرية تستطيع اعتقال أي عنصر فلسطيني داخل أراضيها في أي وقت وفقًا للقانون، وليست في حاجة إلى القيام بعمليات اختطاف . وأكدت المصادر أن هناك زيارة مرتقبة لهنية إلى مصر خلال الساعات المقبلة، كان مرتبا لها قبل هذا الحادث، من أجل «ترطيب الأجواء بين الطرفين». وطالبت حركة حماس الجانب المصري بسرعة الإفراج عن الأربعة المختطفين في سيناء، وأكدت أن الاختطاف «حدث خطير لا يمكن السكوت عنه». وأكدت الحركة في بيان لها على حرصها على «استمرار العلاقات الإيجابية مع مصر، واستمرار الاتصالات ومتابعة التطورات مع الجهات الرسمية المصرية لتدارك الأمر وإعادة المخطوفين». وأشارت إلى أنها أبلغت الجهات الأمنية بالمعلومات المتوفرة لديها حول عملية الاختطاف. وفي تفاصيل الحادث، بينت الحركة أن مجموعة من المسلحين المصريين أقدمت على اعتراض حافلة مسافرين فلسطينية مرحلين من معبر رفح باتجاه مطار القاهرة. وكانت الحافلة في حماية الأمن المصري وعلى مسافة قريبة من معبر رفح، حيث تم إطلاق النار عليها وإجبارها على التوقف والصعود إلى داخلها ومناداة أربعة من الشباب بالاسم من كشف كان بحوزتهم، ثم انطلقوا بهم إلى جهة مجهولة. وقالت إنه فور وقوع الحادث أجرت الحركة الاتصالات مع الجهات الأمنية المصرية ليتحملوا مسؤولياتهم في إعادة هؤلاء المواطنين سالمين إلى بلادهم، لاسيما وأنهم عبروا المعبر بموافقة الجهات الأم�[/size]