تواترت في العراق ومصر ولبنان في الأسابيع والأيام الأخيرة أخبار مظاهرات، لتشكل نوعاً من الظاهرة الجديرة بالانتباه، ورغم الطابع المطلبي للكثير من هذه الأعمال الاحتجاجية فلا يمكن قطع صلتها نهائيا بمظاهرات الربيع العربيّ الجماهيرية قبل سنوات، فبعضها، كما حصل في لبنان، استخدم شعارات «إسقاط النظام»، فيما اكتفى البعض الآخر، كما في العراق ومصر، بالاحتجاج على الفساد والسرقات وسوء الخدمات، من دون ربط مباشر لها بالنظام السياسي. في مفارقة كاشفة، وجدت المظاهرات العراقية غطاء سريعاً لها من قبل «المرجعية الشيعية» ممثلة بآية الله علي السيستاني، وكذلك بالمرجعية السياسية التنفيذية ممثلة برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بحيث تم إعطاؤها شرعّيتين، دينية وسياسية، وتم احتواؤها وخفض سقفها، في الآن نفسه، بحيث لا تعرّض النظام السياسي الطائفيّ للخطر، وهو الأمر الذي لم يحدث سابقاً مع الاحتجاجات الكبيرة التي قامت بها المحافظات ذات الغالبية السنيّة في العام 2013، أثناء ولاية نوري المالكي والتي قوبلت بالتهديد والقمع وسجن واغتيال زعمائها. ما يحصل في لبنان أخيراً من مظاهرات يبدو أشد تعقيداً من الصورة العراقية، فالحراك المدني الذي وجد في موضوع تراكم النفايات سبباً لتجمع الآلاف من اللبنانيين حول قضيّة عامّة، أعطى بارقة أمل في أن يستعيد الخطاب المدني مكانته متغلباً على الخطاب الطائفي الطاغي الذي يقسم اللبنانيين إلى جماعات صلدة متحاربة لا يقوم شأن إحداها إلا على قهر وكسر الأخرى، لكنّ ما شهدناه لم يقدّم مبادرة حقيقية ذات معنى، فشعار «إسقاط النظام» في لبنان، لم يتمخّض عملياً غير عن التهديد باقتحام مؤسسات الدولة، كالبرلمان، والتنديد بذاك الوزير أو سواه، وهو خطاب يمكن استخدامه في قصائد «الزجل» اللبناني الشهيرة أكثر مما يمكن التعويل عليه كآلية لعمل حقيقي بديل للنظام السياسي الراهن. أما في مصر، حيث تظاهر عناصر من الشرطة المصرية أمس الأحد احتجاجا على «تجاهل المسؤولين لمطالبهم» بعد بدئهم اعتصاما مفتوحا السبت أمام مديرية أمن الشرقية لتحسين أوضاعهم الوظيفية، فقد ووجهوا بالرد عليهم بقوّة وباتهامهم ضمناً بالتأثر بدعاية «جماعة الإخوان المسلمين» التي «حرّضتهم على التظاهر»! وبحسب الأخبار القادمة من العراق فقد تعرّضت بعض التظاهرات في المدن العراقية الجمعة للعديد من حوادث الاعتداء على المتظاهرين من قبل عناصر أمنية أو عسكرية، وذلك في البصرة والحلّة وبغداد، كما أشارت إلى وجود عناصر من «الحشد الشعبي» تندد بـ«تأخر دفع مستحقاتهم المالية لعدّة أشهر». يشير العنف الصريح أو المتدرّج الذي تعامل به قوات الأمن والجيش مع المظاهرات إلى حالة الفزع العام لدى الأنظمة العربية من اتساع دائرة هذه الأعمال الاحتجاجية من مجالها المطلبيّ الذي يمكن احتواؤه تحت مظلات طائفية أو شارعيّة إلى المجال السياسيّ العامّ الذي يوجّه الاتهام للنظام ككلّ وليس لأفراد محددين يمكن التضحية بهم، كما هو الحال مع نوري المالكي في العراق وبعض الوزراء والمسؤولين المتهمين بالفساد، أو توجيهه في لبنان ضد وزير الداخلية أو رئيسي الحكومة والنواب. اللافت للنظر أن النظام المصري، وأجهزة أمن النظام العراقي بدرجة أقل، هو الذي يسعى إلى تأطير النضال المطلبي ضمن يافطة سياسية، باتهام المحتجين بالارتباط مع «الإخوان المسلمين»، مستخدما إياهم كفزّاعة لإرهاب ومنع أي عمل مطلبي جماهيري مشروع ضده، وهي سياسة ذات حدّين، فهي قد تخيف أصحاب الحقوق وتمنعهم من المشاركة في أي عمل جماعي، كونهم سيتهمون بشكل ميكانيكي بالارتباط بالإخوان، كما أن هذه السياسة نفسها قد تدفع المحتجين إلى التماهي مع «الإخوان» ما دام هذا هو الثمن الغالي المطلوب للدفاع عن الحقوق التي تحمي أطفالهم من الوقوع في وهدة الفقر الفظيعة. تعيد المظاهرات المذكورة نقاشاً تاريخياً حول علاقة المطلبي بالسياسي، غير أن ردود الفعل العنيفة من أجهزة الأمن تؤكد، بدون مماراة، أن النضالين مرتبطان، وبما أن الأنظمة لا تفرق بينهما، فالأحرى بالمتظاهرين ألا يخدعوا أنفسهم بالظنّ أن من يحرس أجهزة الفساد سيقوم بالإصلاحات. رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
في «الأوديسة»، عشية عودة أوديسيوس (عوليس) إلى إيثاكا، وانتقامه الرهيب من عشّاق زوجته بنيلوبي؛ يروي هوميروس أنّ ثيوكليمنوس (أو «الكاهن الآبق» حسب ترجمة دريني خشبة الشهيرة، التي صدرت سنة 1945، بعنوان «الأوذيسة»)، يهتف بالخطّاب المتهتكين: «تعساً لكم أيها الأنجاس لقد سيءَ بكم! ماذا تخبيء لكم المقادير يا ترى؟ ما هذه الظلمات كأنها قِطَع الليل تغطس رؤوسكم وتزلزل أقدامكم؟ وما هذه الدموع تتصبب من عيونكم فتشوي خدودكم؟ أنظروا إن استطعتم! ما هذه الدماء التي تضرّج جدران القصر؟ ما هذه الأشباح التي تكظّ البهو الخالد؟ إنها تتهاوى إلى عالم الفناء، فويل لكم! أوه! وتلك آية أخرى، لقد كسفت الشمس فجأة وتوارت بالحجاب! الضباب الضباب! ما أروع الضباب ينتشر فيملأ ما بين الأرض والسماء!». في عبارة أخرى، كان هوميروس، على لسان الكاهن، يتحدّث عن كسوف للشمس، في عمل أدبي ملحمي تناقلته الأجيال شفاهاً، وخضع نصّه المدوّن لعاديات الزمن. بعد أكثر من ثلاثة آلاف سنة، سوف ينتصر لشعر هوميروس عالِمان ينتميان إلى عصرنا، استخدما أحدث تقنيات علوم الفيزياء والفلك. هذا ما انتهى إليه مارشيللو مانياسكو، رئيس قسم الفيزياء الرياضية في جامعة روكفلر، نيويورك؛ وزميله كونستانتينو بايكوزيس، رئيس المرصد الفلكي في لابلاتا، الأرجنتين: شاعر الإغريق الضرير، هوميروس، لم يكن يهرف بما لا يعرف، بل العكس هو الصحيح: كان يعرف… حقّ المعرفة، أيضاً. لقد انكبّ الرجلان على تحليل جميع الأقمار الجديدة بين سنة 1250 و1125 قبل المسيح، وبلغ عددها 1684 قمراً، للبحث فيها عن تواريخ تطابق أحداث الأوديسة؛ فعثرا على يوم 16 نيسان (أبريل) 1178، الذي يصادف عند هوميروس تاريخ عودة عوليس، وتنفيذ مذبحة العشاق. ليس هذا فقط، بل إنّ سلسلة من الظواهر الطبيعية التي نجح مانياسكو وبايكوزيس في رصد تواريخ وقوعها، إنما تتطابق على نحو مذهل مع الظواهر ذاتها التي سردها هوميروس: قبل ستة أيام من المذبحة، كان كوكب الزهرة مرئياً في السماء، وعالياً؛ وقبل 29 يوماً، كانت مجموعة كواكب «بنات أطلس» و»بؤرطيس» (أو «راعي الشاء») مرئية بدورها عند الغروب؛ وقبل 33 يوماً، كان عطارد عالياً وقريباً من الطرف الغربي لمساره (في نصّ هوميروس يكون هرميس، التسمية الإغريقية لكوكب عطارد، على سفر لتسليم رسالة). ليست هذه رياضة استكشاف مجانية من جانب العالمَيْن، كما أنها قد لا تضيف قيمة جمالية إلى الأوديسة، ولا تنتقص منها في المقابل؛ إذْ ليس التطابق بين الفنّ والواقع قلادة جودة أو وصمة رداءة بالضرورة، سيّما إذا جُرّد من جدليات اشتغاله داخل العمل الإبداعي، أو نُظر إليه على نحو ميكانيكي جامد. وفي نهاية المطاف، مَن يجرؤ اليوم على التكهّن بما اعتمل في مخيّلة هوميروس العبقرية تلك، التي أتاحت للإنسانية ولادة تحفتين مثل «الإلياذة» و»الأوديسة»، كُتبتا للرسوخ في الأبدية، وليس لأيّ عصر واحد أو حتى سلسلة عصور؟ وأيّ علم نفس، نظري أو سريري، يمكن أن يعطي جواباً شافياً على ذلك الحرص التوثيقي الذي هيمن على ذهنية شاعر كان يؤرّخ، ومؤرّخ كان يدوّن بروح الشاعر، حتى أنّ البعض يشكك في وجوده أصلاً؟ وكما هو معروف، تتناول نصوص هوميروس حرب طروادة، المدينة التي قد تكون قامت بالفعل على شواطئ آسيا الوسطى، ودُمّرت مرّات عديدة، بما في ذلك الخراب الذي حلّ بها أواسط 1200 قبل المسيح، (في أواخر القرن التاسع عشر كان هنريش شليمان، عالم الآثار الألماني، قد اكتشف ما اعتبره موقع طروادة الحالي). ولعلّ ذاكرة ذلك الانهيار ارتبطت بقصص سقوط المدينة، محوّلة حكاية تلك الحرب العتيقة إلى استعارة جبارة تصف تقويض الحضارات عن طريق الشهوة والعنف. معروف، كذلك، أنّ تلك القصص رُويت طيلة مئات السنين، ونُظمت قصائد ملحمية عديدة في وصف الحصار والاجتياح، ضاعت كلّها ما عدا الإلياذة والأوديسة. وهاتان وضعهما هوميروس شفهياً، ثمّ جرى تدوينهما لاحقاً، وأصبحتا توراة الأجيال التالية من الإغريق، الذين تلمسوا فيهما مزيجاً فريداً من التاريخ والشعر معاً، وارتقوا بهما إلى مصافّ السردية الوطنية الكبرى. ولعلّ وقائع حصار طروادة، ثمّ سقوطها وتدميرها، صنعت الحكاية غير الدينية الأكثر سرداً وتناقلاً وإلهاماً واستلهاماً على مدى التاريخ؛ فتوفّرت، في كلّ الأحقاب الرئيسية من عمر البشرية، هذه الحزمة أو تلك من الشروط التي تشجّع على استثمارها، بما يخدم سلسلة أغراض سياسية وأيديولوجية وسياسية وثقافية. والآن حان دور علوم الفلك، كما يلوح؛ فلِمَ لا… في نهاية المطاف! صبحي حديدي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
بثت محطة «رؤيا» الأردنية المحلية شريط الفيديو الذي يتضمن إطلاق رصاصة عرس على أحد الأطفال تفاعلا مع تنامي الجدل حول استمرار الظاهرة، رغم تحريمها قانونيا قبل أن يتجه التلفزيون الرسمي لإعداد برامج دعائية حول الظاهرة. القوم في طبقات القرار الرسمي ينتقدون بقسوة ظاهرة إطلاق الرصاص في الأعراس، لكنهم لا يريدون التحدث عن أسباب وظروف دخول أكثر من ست ملايين قطعة سلاح غير شرعي للبلاد معظمها من الجانب السوري. من يراجع المحكمة العسكرية ويطلع على ملفاتها يعرف المزيد عن هذه المسألة المعقدة. المهم في حادثة إصابة طفل في حفل عرس من قبل أحد أعمامه المحتفلين تبدو الحكاية المأساوية متكررة.. مواطن فرحان يطلق الرصاص ابتهاجا بالهواء وسط زحمة من المتفرجين وعندما ينزل بمسدسه حسب الفيديو تنطلق رصاصة لتصيب أقرب طفل. المسدسات لا زالت تظهر على خصر بعض النواب في البرلمان حتى اللحظة وبعض الهدايا من علية القوم لا زالت أسلحة فردية ورشاشة في بعض الأحيان… كل الجرائم التي ترتكب بهذا السياق لم تسمح بعد بموقف جاد للدولة ضد ظاهرة الرصاص الاحتفالي. بطبيعة الحال لا نذيع سرا إذا قلنا بأن نسبة ليست قليلة من مطلقي النار في الأعراس هم من الموظفين الرسميين الذين تأخذهم العزة بالحفل الجهوي أو العشائري على حساب القانون والأصول المهنية. مرة أخرى وأخيرة.. لا يمكن إعداد طبق العجة بدون تكسير البيض ولا يمكن معالجة المشكلات بدون توقف ثقافة إنكارها. بين الأسد والنمر لا أعرف سببا محددا ومقنعا يمكن أن يفسر قرار الرئيس السوري بشار الأسد إقالة وزيرة التنمية الإجتماعية «المحجبة» بعدما إلتقطت صورة شهيرة، وهي تحضن من يدعى «النمر» وهو شبيح متميز وبرتبة عسكرية من جماعة النظام ناشط في قتل السوريين وتدمير منازلهم في محيط إدلب. قناة «الجزيرة» تحدثت عن الموضوع وفضائيات النظام السوري إكتفت ببث خبر إقالة الوزيرة دون نشر صورتها مع النمر وهو ما فعلته فضائية الإخبارية في رسالة تقول بأن «نمر» دمشق هو في الواقع مجرد «ضبع» يعمل مع الأسد ولا يجوز لمواطنة حتى لو كانت برتبة وزيرة إحاطته بأي قدر من الحنان. الوزيرة المسكينة الدكتورة كندة الشماط اعتقدت أن الحركة الفيزيائية التي قامت بها وهي تحتضن خصر صاحبنا «النمر» بطريقة رومانسية فيها الكثير من الإدعاء ستفيدها- أي الحركة- عند ملك الغابة الرئيس الأسد، لكن المفاجأة كانت أن أنصار الأسد يصرون على أن احتضان الوزيرة للنمر المتوحش كانت محاولة يائسة للتعويض عن إتهامات لها بمجاملة مناطق المعارضة في المساعدات الإجتماعية. فوق ذلك مثل هذا الحضن الوزاري قد يشغل النمر عن مهامه الأساسية المتمثلة في إطلاق المدفعية لقتل أطفال إدلب. نظام الأسد يريد سحق أي قرية خرج منها أي معارض مقاتل ويتعامل اليوم على أساس وجود «شعبين» الأول مع النمر والأسد والثاني مع الأعداء.. الشعب الثاني حتى لو إختطفته المعارضة بالقوة المسلحة وأجبرته على المعارضة ينبغي أن يموت في قياسات النمر ومجموعته من الضبع حتى الواوي. مشكلة الوزيرة إياها أنها لم تدرك هذه المعادلة فقد شاهدتها بعيني على شاشة الفضائية السورية وهي ترافق – من أجل تجميل صورة النظام – قافلة إغاثة وصناديق مساعدات كان يفترض أن تعبر إلى مخيم اليرموك لكن «الإرهابيين» منعوا الوزيرة وقافلتها من «القيام بالواجب» حسب المذيع الكشر الذي قرأ النبأ. الحاجة الوزيرة الشماط إحتضنت النمر في حركة بهلوانية غير عابئة بحجابها فإلتهمها الأسد. نقطة على حرف كل خصوم الإخوان المسلمين والإعلام المصري الراقص المؤيد للإنقلاب إبتداء بمحطة «الفراعين» وحتى قناة «القاهرة والناس».. كل هؤلاء مارسوا الإحتفال بـ»خطأ المحرر»، الذي ظهر على شاشة «الجزيرة» في تغطية أحد الأخبار. نقطة واحدة فوق كلمة في موقع غير مناسب دشنت حربا شرسة على محطة «الجزيرة»، التي تورطت حسب المعترضين في خطأ مهني قاتل.. بصراحة الخطأ لا قاتل ولا بطيخ بل عادي جدا ويحصل في تلفزيونات العالم كلها، لكن الأخوة إياهم وصلوا من البؤس إلى درجة الإحتفال بالإمساك بمحطة «الجزيرة» متورطة بجرم غريب … نقطة فوق حرف غير مناسب … يصلح أن نقول لـ»الجزيرة» هنا ..«يا كايداهم». «الفيصلي» و«الوحدات» على شاشة «صدى الملاعب» في «أم بي سي» تم التركيز على المشهد الكروي الأردني التالي: عامر شفيع حارس مرمى فريق الوحدات ومنتخب النشامى يقع مصابا إصابة خطرة.. فوجىء الجميع بجمهور النادي الفيصلي يهتف بـ «السلامة يا شفيع». معنى الكلام وخلافا للمألوف فان جمهور الفريقين يمكنه أن يتحلى ببعض الأدب والأخلاق الرياضية خلافا للانطباع السائد وأن المنتخب هو عامل مشترك، رغم الإساءات المزمنة للوحدة الوطنية في لقاءات الفريقين. بالمناسبة تطلبت المباراة التي أوقفت الحكومة الأردنية على رموشها آلافا من رجال الدرك الوطني وقبلها بدقائق تبادل «زعران» من الفريقين أكثر من مئة كيلوغرام من الحجارة قبل تفريقهم دركيا. لحظتها قدمت الاقتراح التالي: جمع موتوري تشجيع الفريقين في إستاد عمان الدولي وتزويدهم بأطنان من الحجارة وإغلاق الأبواب ودفعهم للتحاور معا وتفريغ الشحنات.. سنكسب وطنيا بإتجاهين التخلص ولو لفترة من الوقت من العنصريين في الفريقين، ثم حرمان ذائقتنا الوطنية من أسوأ ما تسمعه عبر تأديب من يتمكن من النجاة سالما من الحوار إياه. مدير مكتب «القدس العربي» في عمان بسام البدارين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
أزمة النفايات المستفحلة منذ أكثر من شهر في لبنان على خلفية اقفال مطمر الناعمة والاتضاح النافر لحجم السلب والنهب في هذا القطاع مع الاضرار بالبيئة والانسان هي «أزمة – مصيدة» بالنسبة للنموذج الذي تقوم عليه الدولة اللبنانية. فهي تبدو من جهة قضية وفضيحة تشبه سابقاتها، فيحدث الهرج والمرج حولها، إلى ان يلمع نجم قضية فضائحية جديدة، لكنها تبدو من ناحية آخرى «أزمة تعجيزية»، أزمة لا حل لها دون مراجعة في الصميم للنموذج الذي تقوم عليه الدولة في لبنان، اذ لا يمكن تسكينها أو تأجيل حلّها باعتماد اللزوجة نفسها التي استخدمت حيال مسائل أخرى، بل يمكن أن يعيش البلد من دون رئيس جمهورية، ومن دون حل مشكلة السلاح فيه، ومن دون انتخابات برلمانية، ومن دون حدود وطنية، وكل هذا حاصل حالياً، لكن لا يمكن أن يؤجل البت في موضوع النفايات، واسوأ من ذلك فإن الحلول الترقيعية في هذا الموضوع، والعشوائية المتمثلة بدفن النفايات هنا أو هناك بين المناطق السكنية وفي المجاري المائية والمواقع الطبيعية بشكل صلف وغبي للغاية ارتد سلباً على السلطة التنفيذية وصورتها، حيث ظهرت بشكل طفل له مشكلة مع النظافة لأنه يخبىء أوساخه تحت سريره، وهذا الأمر، معطوفاً على انزلاق هذه السلطة إلى اعتماد لغة الفظاظة الأمنية مع المحتجين، بعد وقت قليل من فضيحة تسريبات التعذيب في سجن رومية، قد زادت من النقمة ثم الحركة الشعبية، وكان أطرف ما في الأمر آن غارت هذه السلطة التنفيذية على «هيبة الدولة»، في الوقت الذي بدت فيه هي.. معدومة الهيبة. لكن كل هذا ليس الا بعض الواقع. استكماله بأن هذه السلطة التنفيذية تفصح عن مفارقة. هي تتعامل مع المشكلة المتفاقمة، ومع الناس، كما لو انها سلطة حاكمة، وهذا ليس دقيقاً، ويجري التعامل معها من قبل الناس كما لو أنهم محكومون من قبلها وهذا ليس دقيقاً. من العبث بالتالي اجتراح مشاريع لاصلاح العلاقة بين الحاكم والمحكوم في هذا الاطار. لا يعني ذلك انها سلطة صورية، ابداً. لديها اجهزة امنية، وبعضها يتجاوز «فطرياً» القانون مثل كل الاجهزة الامنية في العالم العربي، لكنها سلطة تستمد حيثيتها من امرين: فلو شئنا الاختزال بعض الشيء لايضاح الوجهة لقلنا بأنها حكومة 14 آذار التي يتخذها «حزب الله» حلاً له أو متعة. هذا الحزب أجهزها. هذا الحزب سمح للعماد عون بتخريبها من الداخل. هذا الحزب رد على تهديد رئيسها تمام سلام بالاستقالة بتهديد التهديد نفسه. وهي على صعيد متصل حكومة تستمد شرعيتها من كونها «أفضل من الفراغ التام». هذا لسان حال من يبرر استمرارها. لكنها في الوقت نفسه تبحر بلا خارطة طريق حيال اي من الموضوعات المعطلة او المفرغة. اذ يبدو مبهما كيف سيمكن للبلد بعد سنتين على تعطل الانتخابات النيابية فيه وسنة ونصف على شغور رئاسته الاولى ان يتمكن من توليد مجلس نيابي جديد او رئيس عتيد. في لبنان اليوم هرطقتان دستوريتان. واحدة تحمل بالاحرى لمسات 8 اذار وقوامها تجويز تعطيل انتخابات رئيس الجمهورية بتطيير جلسات النصاب إلى ما لا نهاية. وثانية تحمل لمسات 14 اذار اساسا وعنوانها: الرد على الهرطقة بالهرطقة، باغفال ان الدستور اذا كان لا يسمح بأن لا يمارس النواب واجب انتخاب رئيس للدولة فانه لا يسمح أيضاً بولاية الغائب، أي أن تحكم الحكومة كما لو أن رئيس الدولة الغائب حاضر فيها بروحه، هذه الروح الذي يتخاصم عليها السني والمسيحي العوني حالياً، فالسني يراها مجسدة في شخص رئاسة الحكومة والمسيحي العوني يريدها في شخص العماد ميشال عون كونه الأكثر شعبية بين المسيحيين، وهناك من يحسب انه يحل المعضلة باقتراح ان تحلّ روح رئيس الجمهورية الغائب في مجلس الوزراء مجتمعاً، وتلك واحدة من جملة فوازير اتفاق الطائف. أزمة النفايات تعجيزية للحال الذي وصلت اليه مؤسسات الدولة الدستورية (النظام السياسي) لكنها ايضاً تعجيزية لكيان الدولة، جهازها، المنتفخ، حول مدينة بيروت، والذي لا يستطيع ان يفهم ان مسألة النفايات تحديداً، في اي بلد من العالم هي جزء من العقد الاجتماعي البيئي بين مختلف المناطق والشرائح. ليس الموضوع اذاً «ان تضحي» منطقة لأخرى، على ما سمعناه من هراء البازار التراشقي حول مكان الطمر البديل للنفايات. الموضوع يتعلق بأن دولة تقوم قائمتها على استبعاد العقد الاجتماعي والبيئي باسم الميثاق الوطني هي دولة معطوبة. كل الحلول المقترحة حالياً تؤبد المشكلة طالما أرادت الابقاء على مركزية الدولة، سواء تحدثت عن لامركزية معالجة النفايات او لا. فهذه المعالجة كي تستقيم بشكل مزمن وفعال ينبغي ان تتواشج مع برنامج جذري للتحويل في اتجاه لامركزي يستعيد شيئاً من روح الفدرالية وليس بالضرورة صيغة منها، أي يؤسس للامركزية ليس فقط ادارية انما ايضا بيئية وثقافية، وربما ينقل العاصمة إلى مدينة في وسط البلاد، كمدينة زحلة، كي يعاد التوازن إلى الجسد اللبناني بدلا من تضخمه المريع حول بيروت وضواحيها، وهو تضخم لم يسمح على اية حال للاقاليم الاخرى بأن تتفادى التخريب البيئي، بل أحدث تماماً العكس. ٭ كاتب لبناني وسام سعادة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
من الأشياء المهمة التي ذكرها الكاتب الأرجنتيني المخضرم: ألبرتو مانغويل في كتابه الصغير الرائع: مع بورخيس، الذي تحدث فيه عن الفترة التي قضاها مع ساحر القصة الكبير: خورخي لويس بورخيس، يقرأ له الكتب بسبب فقدانه البصر، أن الكاتب الكبير كان طوال حياته، يقرأ بلا أي تمييز، يقرأ لمشاهير الكتابة في العالم ومغموريها على حد سواء، ولا يستحي أن يستعين برأي لكاتب لا يعرفه أحد، وأن يشيد بكتابة شخص آخر، مقدما إياها على كتابته الشخصية، ويمكن أن يشترك مع كاتب صغير وغير معروف، في صياغة عمل شعري أو درامي، وممكن جدا أن يقضي أمسيات طويلة، يناقش أفكارا معينة مع كتّاب، هو أستاذ لهم. وفي الفترة التي فقد فيها بصره، تحول إلى قارئ أكثر نهما، يحاول مطاردة المعرفة عن طريق أصدقاء يأتون إلى شقته، ليقرأوا له ما قد يكون ضروريا. هنا بالتحديد، ألتفت إلى ذلك التقدير العظيم الذي كان يكنه بورخيس للمادة الإبداعية بغض النظر عن كاتبها، ما جنسيته؟ وكم عمره؟، وهل له قاعدة قرائية عريضة، أم لا؟ إلى آخر تلك المعوقات التي نلاحظها في تصرفات كثير من الكتاب والقراء. فبعض الكتاب المعروفين مثلا، لا يقبلون على الإطلاق أن يستضافوا في ملتقيات يشاركهم في إحيائها كتاب مبتدئون، ودائما ما نجد أن الكتاب المبتدئين، يحاولون اللجوء إلى من سبقوهم من أجل اكتساب الخبرة أولا، ومن أجل البحث عن المساندة المعنوية ثانيا، ولكن نادرا ما نجد كاتبا موهوبا، أمسك بعصا مساندة مدها كاتب قديم، وعبر بها إلى الانتشار، لأن من النادر أن تمتد له العصا أصلا. وفي ساحات القراءة، كذلك يصبح النقد قاسيا جدا ومتطاولا، إن طال عملا غير متقن لكاتب معروف، وبقلم شاب لا يعرفه أحد، فلن يغفر الكاتب ذلك، بينما كان بورخيس يرحب بما يقال عن نصوصه سلبا أو إيجابا، ويمكن أن يناقش منتقديه للوصول إلى لحظة رضا عن نصه، لا بد يريدها باقتناع الطرف الذي انتقده. فالكتابة مهما كانت جيدة، ومتقنة، وصادرة من كتاب سحرة كما أسميها، لا بد تحمل بعض الجزيئيات المعطوبة أو فلنقل، المكتوبة بإهمال غير مقصود، وهذا ألاحظه كقارئ لكتابات الآخرين، وقطعا يلاحظه من يقرأوون كتابتي من الزملاء، وحتى غابرييل غارسيا ماركيز، الذي كان يتنفس إبداعا، لم تسلم بعض نصوصه من تلك النقاط المعتمة، وهكذا ومن أجل كتابة ثرية، وجيدة فعلا، نحتاج لتواصل كبير، بين الرؤى ونظرات التذوق المختلفة، ونحتاج إلى أسفلت إبداعي متعدد المصادر، لنردم به الثغرات التي تحتاج إلى ردم. لو طبقنا منهج بورخيس الشفاف، على كتابتنا العربية، نجد هناك من ينتهجه بكل تأكيد، فليس كل الكتاب العرب، يضخمون أنفسهم بنرجسية مزعجة كما يردد البعض، ولماذا أصلا النرجسية، والتضخم، واضطهاد كتابة الآخرين، ولا يوجد عائد مادي أو أدبي ذو جدوى، توفره الكتابة العربية؟ وحتى الصيت إن وجد، فهو صيت محدود، يظل أسيرا لجغرافيا محددة، ومعروف أن الذي يكتب هنا، إنما يكتب بنصف عقل ونصف ساعات عمل، لأن نصف العقل الآخر، موجود في طرق كسب العيش، ونصف الوقت أيضا يبحث عن اللقمة، ولن يتخلى عن البحث عنها حتى يرحل الكاتب، وحتى الكتاب الظواهر، الذين تحدثت عنهم كثيرا، والذين قد توفر لهم الكتابة حياة جيدة جدا، لا يمكنهم أن يغامروا بترك وظائفهم، والاعتماد على الدخل الإبداعي، أي أن هناك ثمة خوفا، أن لا يظل الظاهرة ظاهرة دائمة، وأن تأتي ظواهر جديدة، تسحب سجاد الانتشار من تحته. وكنت قرأت حوارا مع كاتب باكستاني شاب، يعمل محاسبا في مصرف، حققت روايته الأولى أصداء كبيرة، وجاءت بعائد مادي كبير، ذكر فيه أنه لن يترك وظيفته، ويتفرغ للكتابة، في بلد ربما يكرمك قراؤه مرة، ولا يكرمونك بعد ذلك. ولا أظن أننا أفضل حالا من باكستان، لنتبع طريقا آخر. أعتقد أن المقاهي، خاصة في مصر، من الأماكن التي تذيب الفارق بين أجيال الكتابة المختلفة بسهولة، وتضطر من أراد أن يتضخم بسبب العمر أو الشهرة، أو النجاح، أن يفكر كثيرا قبل أن يستخدم آليات النرجسية وتعابيرها. المقهى يقدم الشاي والقهوة، والنرجيلة، ويقدم الأجيال جيلا إثر جيل، ولولا جبروت المقهى لما تعرفت شخصيا في بداية حياتي الكتابية، إلى أباطرة حكائين ما كان يمكن التواصل معهم أبدا. لقد سألني أحد القراء عن ورطات التواصل، والمناقشات والاستماع إلى الرأي والرأي الآخر، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي لا بد أن يتورط فيها الكاتب بصفحات ينشر فيها ما يريد نشره، تماشيا مع متطلبات هذا الزمان. كانت إجابتي ألا ورطة هناك على الإطلاق، بل بالعكس فرصا طيبة لأن يختفي أي جفاء بين الكاتب وقرائه، والكاتب وزملائه، والكاتب ومن يقرأ لهم شخصيا، ومهما يكن من سلبيات في الأمر من حيث أن ليس كل من يتواصلون مع الكاتب، هم قراء أو مهتمين بالثقافة والأدب، إلا أن الأمر يستحق تذوق الورطة والتواصل متى ما سمح الوقت، وقد ذكرت طرائف عديدة مررت بها، منها ما كان محفزا للكتابة، ويستحق أن أشاركه من يتابعني وأتابعه. فقط تبقى قمة الورطة، عدم العثور على وقت كاف لمطالعة المخطوطات الأدبية التي يرسلها الباحثون عن رأي آخر قبل النشر، من الأجيال الجديدة، وكان يمكن أن تقرأ كلها، لو كان الكاتب، كاتبا فقط، أي موظفا عند الكتابة، يقرأها ويكتبها ويسافر ويستقر بها، وتمنحه ما يسند الجيب. نحن نحتاج إلى الكثير لتزدهر حياتنا الثقافية، نحتاج أن نستوعب دروس بورخيس جيدا، وفي الوقت نفسه، أن يكون ثمة احترام وتقدير للمبدع، وهو يتواصل مع أشخاص لا يعرفهم على الأرض، فقد كان بورخيس محبوبا ومحترما، أينما حل، رغم ذوبانه في الناس والكتب، ومنحه الآراء الإيجابية والسلبية في أعمال الآخرين، بلا تضخم أو استفزاز. كاتب سوداني أمير تاج السر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
لا نفهم شيئا في علاقة غير متكافئة بين زوج وزوجته حين يدّعي الزوج أن زوجته «متسلّطة»، فيما حسب معرفتنا بها ليست أكثر من سيدة ممسوحة الشخصية، ضعيفة، ولا سند لها. في الغالب نميل للتعاطف مع الزّوجة، لأنها ببكائياتها وبؤسها وشكاواها وتاريخها الذي قد يزيد من تأثرنا بما ترويه، نعتقد أنها مظلومة وأن الزّوج كذّاب. لكن هل فكّرنا للحظة أن كلام الزوج قد يكون صحيحا؟ نعم، لدينا حالة عجيبة نعاني منها وهي أننا نملك أفرادا كثيرين متسلطين وضعفاء جدا في الوقت نفسه. تماما كهذه الزوجة التي تنغّص حياة الزوج بشخصيتها المزدوجة، التي تجعله ظالما في أعين الناس، مع أنّه يعاني، وتجعل من نفسها الضحية في أعينهم، مع أنّها متسلّطة فعلا. هل هذا يعني أننا لا نعرف معنى كلمة متسلط؟ أم أنّنا لا نعرف حقيقة التسلُّط وأنواعه، وكيف يمكن لشخص ضعيف أن يفرض سلطته على شخص أقوى منه؟ الولد الذي يجعل أمّه تنتّف شعرها لأنه لا يسمع كلامها، لا يعني أنّه غبي أو لا يفهم، إنّه يفرض سلطته على أمّه التي قد تستعمل العنف لفرض سلطتها عليه وتفشل. صديقك الذي تقترح عليه مشروعا لعطلتكما معا، والذي يقترح أشياء بديلة لا تمت لشخصيتك بصلة ويشرح وجهة نظره على أنّها الصح، إنّما يفرض سلطته عليك، فالمتسلّط ليس دائما ذلك الشخص الذي يرفع صوته، ويلوِّح بعصاه مهددا، ويستعمل خطابا عنيفا ضدك. المتسلّط قد يكون شخصا من أضعف خلق الله، ولكنّه يفسد حياة كل من حوله بطريقته في التّعامل معهم. تلك الزّوجة التي تحدثنا عنها في بداية المقال، سيدة ضعيفة في مفهوم الجميع، ولكنّها مع زوجها شخص آخر. يطلب منها أن يزوروا أمّه، فتجيب بطريقة لطيفة وصوت شبه غير مسموع: «والله أمك ما بتحبنا» أو «الأولاد ما يحبون أن يروحوا» أو أي إجابة أخرى فيها رفض وجواب نهائي لا يوحي بأن الموضوع قابل للمناقشة. قد يقول البعض أن الموضوع تافه وقابل للمناقشة. طيب تابعوا معي حين يتم ذلك: الزوج: ليش أمي ما تحب الأولاد؟ الزوجة: والله اسألها، ترى الأولاد متضايقين منها، هي تحب أولاد أخوك. الزوج: لا.. لا أنت غلطانة، أمي تحب كل أولادنا هي دعتنا للغداء عندها. الزوجة: طبعا، تدعينا وتبوس أولاد أخوك وتدللهم وتحضنهم، وأولادنا تراقبهم، كيف ما يتحركون تصرخ: انتبه يا خالد تكسر المزهرية، يا دانا لا تمضغي الأكل مثل الحيوانات، يا حسن اعط الكرة لابن عمك هو أصغر منك… صراحة الأولاد مو ناقصهم قوانين وملاحظات. في كل حديثها لا نجد جملة واحدة تقول فيها : «لا لن أذهب» ولكنها أغلقت كل أبواب الحوار ومصرّة على أن الذهاب لزيارة حماتها معضلة. هذا النوع من التسلُّط هو ربما الأعنف، لأنه يختفي خلف أقنعة ضعف. وهو أيضا تسلٌّط يلعب على الحبل العاطفي، له تأثيراته التّدميرية أحيانا، تصل حدّ الفتك بالطّرف الذي تعرض للهيمنة. هل نحن متسلّطون حسب هذا المفهوم؟ في الغالب نحن كذلك، لقد قال السوسيولوجي إيميل دوركايم «الفرد صناعة المجتمع» ونحن في الغالب أبناء مجتمع متسلّط. صحيح أن مجتمعاتنا فقيرة عموما وبائسة ومهضومة الحقوق وتعيش على الهامش، ولكنّها مجتمعات متسلِّطة لديها قوانينها، وأعرافها وعقوباتها المرعبة، والشاطر ابن الشاطر من تسَوّل له نفسه أن يكسر تلك القوانين والأعراف. إذ تبلغ بمجتمعاتنا الجرأة على أن تضع نفسها محلّ الله، وتملي على الفرد ما يجب فعله مُدَّعية أن الله هو من يريد ذلك، بل تتمادى في إنزال أقسى عقوبة به ملفّقة ذلك لله. الفرد الذي يغيب صوته وسط جماعة لا تعرف لغة الحوار، فرد يُدَرّب على سلْك الدّرب نفسها. واتخاذ العنف والتسلُّط طريقة لفعل أي شيء. هل نعلّم أبناءنا لغة الحوار أم لا؟ بالطبع لا، فمن قواعد تربيتنا أننا نعلمهم أن رب البيت هو الأب، وأن الأسرة يجب أن يكون لديها ربٌّ واحد. إلغاء دور الأم هنا له تبعاته الخطيرة، لأن غياب الأب لظروف معينة يعني تمرّد الأبناء على والدتهم. الشراكة في اتخاذ القرارات بين الأم والأب هي أول درس للأولاد عن الحوار، شرط ألا يكون حوارا للطرشان كالذي عرضته سابقا لزوجة متسلّطة تتخفى في ثوب امرأة ضعيفة. لغة الحوار لا تعني من سيغلب في الأخير، ولكنّها تعني كيف يمكن اتخاذ قرار يفيد جميع الأطراف. لا جحيم في هذه الحياة أكثر من الحياة مع شخص متسلّط، لا يقبل سوى أن تكون كلمته الأخيرة. ويرفض رفضا باتًّا أن يصغي للآخر. أكثر من ذلك يجتاحك الشخص المتسلّط شيئا فشيئا، فتحاول في البداية أن ترضيه عسى أن يسكت، أو يتنازل، ولكن الذي يحدث أنّه لا يتوقف عند حدّه، فكلما وافقت على إرضائه تمادى وبدأ بتحويلك إلى كائن يشعر بالنقص حيال نفسه. تتقلّص كلما زاد من تسلٌّطه، لأنه يخدعك بطريقة ذكية ليجعلك تشك في قدراتك، فكل شيء تقوم به يبدو له غير متقن، ما يجعلك تشعر بالفشل، وهذا بالضبط ما يحوّل حياتك إلى جحيم. وشخص كهذا في حياتك قد يحطمك إن لم تضع له حدًّا. والمصيبة حين يكون هذا الشخص في حياتنا الأب أو الأم أو الأخ الأكبر. وأعتقد أن هذه مصيبة مجتمعنا كله. هل يمكن أن يدرك المتسلّط أنه يفقدك أعصابك وثقتك بنفسك؟ بالطبع لا، لأنه في اعتقاده أنّه يرى الأمور أفضل منك، وهو موجود في حياتك لتوجيهك لتحقق النجاح الذي يريد. وحين تنعكس الأمور وتنكسر العلاقة التي بينكما فإنّه يصب اتهاماته ضدك ثم يتهمك بصراحة جارحة أنك شخص عديم الفائدة. قبل بلوغ هذه المرحلة يمكن إنقاذ نفسك، ومن السهل، يقول أحد الخبراء النفسيين، أن يصورك أحد مع شريكك المتسلّط على شكل فيديو، ثم تعرض الفيديوعلى هذا الشريك ليرى نفسه. هذه الطريقة تعتبر الأكثر تأثيرا ونفعا، تليها المقاطعة لفترة قصيرة لسببين، أولهما أن ترتاح من تسلط الآخر عليك، وثانيا لتفهمه عن بعد أنك تعبت من تصرفه الأرعن نحوك. إذ يبدو أن المقاطعة أيضا لها تأثيرات إيجابية لردع المتسلّط، والتقليل من تدخلاته في حياتك وصب الأوامر عليك صبا. ولأن الموضوع عميق ولا يمكن تناوله بشكل سطحي، أكتفي بعرض أهم سبب من الأسباب التي تجعل الشخص متسلّطا، وهوعدم الثقة بالنّفس، إضافة إلى فقدان الكاريزما.. لهذا على الواقع تحت سلطة أحد هؤلاء أن ينظر إليه على أنّه إنسان أضعف منه، ولا يستحق العناء لإرضائه. أما الشيء الأهمّ في عالم الثقافة والأدب والإعلام والفن في بلداننا المباركة، فهو أن المتسلّطين كارثتنا العظمى. مع أن المتسلط ليس أكثر من شخص يرتعب خوفا من أن يمسحه أحدهم بإبداعه، فيعمل على محاربتهم بطرق مشبوهة بعيدة عن أخلاقيات المهنة. هذا المرض متفشٍّ بكثرة في عالمنا العربي، لأن أغلب المناصب استولى عليها «متسلقون» فباتت الثقافة في حضيض المشهد الثقافي، وبات «المثقف الحقيقي» في مستنقع ذلك المشهد، وباتت الواجهة لأشخاص يحملون سوطا بدل القلم ويجلدون أغلب من يحيطون بهم. وللحديث بقية أن شاء الله… شاعرة وإعلامية من البحرين بروين حبيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: مساحات الحرية المتبقية تتآكل بوتيرة متسارعة… وضعفنا جعلنا نتفرج على سوريا كما فعلنا مع كل مآسينا ومصائبنا Posted: 23 Aug 2 الثلاثاء 25 أغسطس 2015 - 0:52
القاهرة ـ «القدس العربي» :الحر لا يزال محور الاهتمام الأول للأغلبية، خاصة مع تحذيرات وزارة الصحة المواطنين من الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى. كما نشرت الصحف المصرية السبت خبرا لافتا عن إصابة محافظ الشرقية الدكتور رضا عبد السلام بضربة شمس، وتم نقله إلى المستشفى. ومن الأخبار الأخرى التي نشرتها الصحف إعلان وزارة الداخلية أنها توصلت إلى معرفة الإرهابيين الذين قاموا بعملية التفجير أمام مبنى الأمن الوطني في شبرا الخيمة، وبدأ الاهتمام يتزايد بالانتخابات المقبلة بعد الإعلان عن فتح باب تلقي الطلبات للترشح في الثالث عشر من الشهر المقبل، وموافقة اللجنة العليا للانتخابات على الطلبات التي تقدمت بها منظمات المجتمع المدني المحلية والأجنبية للمراقبة. ورغم زيادة الاهتمام بالزيارة المقبلة للرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا، فإن الاهتمام الشعبي الحقيقي بها سيحدث إذا ما تم التوقيع على اتفاقية إنشاء المفاعلات النووية الأربعة في الضبعة، كما لم يهتم كثيرون بأحكام محكمة الجنايات على مرشد الإخوان وآخرين بالسجن المؤبد في قضية قسم شرطة العرب في بورسعيد، وكذلك الأمر بالنسبة لإضراب أمناء الشرطة في أقسام ومراكز الزقازيق للمطالبة بزيادات مالية. وبالإضافة للحر والمرحلة الثالثة للقبول في الجامعات وكثرة الاهتمام بهما فقد تزايد الاهتمام باقتراب موسم الحج وإجازات عيد الأضحى وأسعار اللحوم. وسوف نخصص جزءا كبيرا من تقرير اليوم للعلاقات المصرية السعودية بالنسبة لسوريا، حتى يلم القارئ بكل أبعادها التاريخية والحالية، خاصة أنها ستكون محورا لتحركات مقبلة ومؤثرة في منطقتنا. سوريا ومصر والسعودية ونبدأ بالقضية التي بدأت تبرز من مدة على استحياء عن خلافات بين مصر والسعودية بالنسبة للمشكلتين اليمنية والسورية، ثم أخذت تزداد سخونة بالتدريج عندما امتدت إلى القول أن هناك تغيرات في السياسة السعودية بعد وفاة الملك عبدالله وتولي الملك سلمان، من ناحية الإخوان المسلمين، وزيادة الدعم السعودي للمعارضة السورية المسلحة لإسقاط نظام بشار الأسد، وهو ما تعارضه مصر صراحة ولم تخفه. وبرز قدر من التوتر بسبب الانتقادات التي وجهتها الصحف المستقلة للسياسة السعودية، واتهامها بدعم السلفيين وحزب النور، مما دفع وسائل إعلام وكتاب سعوديين للرد والهجوم، وكان أبرزهم زميلنا الكاتب جمال خاشقجي، وهو ما أثار حساسية شديدة وتساؤلا، أن كان مدفوعا من الجهات العليا في المملكة، أو من أحد أجنحة الحكم، وهو التساؤل نفسه الذي ثار في المملكة بالنسبة لانتقادات بعض الصحف المصرية لها، لكن قيادتي البلدين السيسي والملك سلمان، نفيا حدوث أي توتر أو فتور، وتمثل ذلك في زيارات للسيسي ولوزير الخارجية سامح شكري ومسؤولين سعوديين لمصر، ثم جاء حديث محمد حسنين هيكل مع زميلنا طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة «السفير» اللبنانية، وفيه جملة أثارت عاصفة ضده في السعودية، وعقد السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان مؤتمرا صحافيا للرد عليه وعلى غيره، وتوضيح الموقف، وكان كلامه فيه جملة عن استقرار العلاقات بين البلدين، رغم أنف هيكل. وأبرزت صحف «المصري اليوم» و«الوطن» و«اليوم السابع» و«البوابة» في صفحاتها الأولى أخبار تغطيتها للمؤتمر، بينما لوحظ أن الصحف الحكومية الثلاث «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» تجاهلت المؤتمر، ولم تشر إليه، باستثناء مجلة «المصور» القومية التي شنت هجوما عنيفا ضد هيكل، وفي مؤتمره الصحافي تعمد السفير القطان التأكيد على أن جمال خاشقجي وما يكتبه عن مصر هو رأيه الشخصي ولا يعبر بحال من الأحوال عن سياسة بلاده. المهم أن الإجراءات العملية بين البلدين استمرت في مسارها الطبيعي مع حرص مصر الشديد على إظهار تمسكها بموقفها مع السعودية في ما يخص قضية اليمن، لأنها تعتبرها جزءا من أمن دول الخليج العربي، وتعهدها بأن تكون داعما عسكريا قويا لها لمواجهة الأطماع والتدخلات الإيرانية. أما بالنسبة لعلاقات السعودية مع حزب الإصلاح الإخواني فهي حرة فيها، لكن مصر غير ملزمة بذلك في اتصالاتها وعلاقاتها مع الأحزاب والقوى اليمنية الأخرى. ويرى النظام المصري ان اليمن ليس مشكلة إنما المشكلة الحقيقية هي في سوريا، ومصر منذ البداية أعلنت عن معارضتها لأن تنتهي الأوضاع هناك، إما إلى تقسيم سوريا أو سيطرة التيارات الإسلامية المتطرفة أو الإخوان، أو انفراد تركيا وإيران بتقاسم النفوذ والسيطرة هناك، وكان هذا الموقف الرسمي تعبيرا عن رأي شعبي. سياسة السعودية ثابتة ولا تتأثر بتغير الملوك ونبدأ مع «المصريون» الأسبوعية المستقلة، التي نشرت في عددها يوم الأحد قبل الماضي حديثا مع خاشقجي أجراه معه زميلنا فتحي مجدي كان مثيرا للعجب والدهشة فقد قال بالنص: «البلدان استطاعا تجاوز اختلاف في وجهات النظر، في اليمن ثمة توافق وتعاون، أما في سوريا حيث كان هناك اختلاف سابق أقر بوجوده السفير السعودي في القاهرة الأستاذ القطان، ولكنه أيضًا أشار إلى تجاوزه، المنطقة مقبلة على تحرك سعودي وتركي، ومن الجيد أن يكون لمصر دور بجوار جناحها الآخر، السعودية ولا يستمر غيابها. ثمة سياسة سعودية ثابتة لا تتغير بتغير الملوك والرؤساء في البلدين، هي حرص المملكة على علاقة ممتازة مع مصر، السعودية تشعر باطمئنان أكبر ومصر معها، لذلك لا أحسب أن تحولات الحكم في السعودية ستؤدي إلى تغيير جذري، ولكن لكل زمن رجاله وسياسته، الظروف تغيرت، السعودية اليوم وسط مشروع كبير قوامه أمران مهمان، الأول: وقف حالة الانهيار الجاري في المنطقة والمسبب للإرهاب، لاحظ أنها وهي محاربة شرسة للإرهاب ولكنها لم تقدم مواجهته على مواجهة بشار، كما أراد الروس، كذلك فعل المصريون أو لنقل الإعلام المصري. الثاني: طي صفحة إيران في المنطقة، أحسب وهذا رأيي كمراقب سعودي أن هذين الهدفين مسيطران على السياسة الخارجية السعودية، من التزم بهما فهو صديق وحليف، ومن عارضهما فهو خصم، هذه هي المسائل التي ستحدد بها شكل العلاقة وليس تغيير القيادة والله أعلم. وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التقى قبل أيام مع نظيره الإيطالي وقال إنه لا مكان لبشار، ونفضل أن يمضى سلما من خلال اتفاق جنيف، أو غيره، وإن لم يكن كذلك سيخرج بعمل عسكري، هذا التصريح يكشف المدى الذي ستذهب إليه المملكة في مشروعها السوري، هل مصر مستعدة أن تشاركها فيه؟ خاصة أن أشد مناصري المملكة فيه هما قطر وتركيا، وبين الثلاثة تعاون كبير، قد يأتي وقت تكون فيه حاجة لقوات عربية لحفظ الأمن في سوريا تتعامل مع قوى إسلامية صاعدة هناك، هل مصر مستعدة لشراكة كهذه؟ السياسة لا يمكن أن تكون وفق ما نحب، خاصة عندما تجري خارج أرضنا، النوايا طيبة فنسأل الله أن تستمر كذلك، إذ لا يجوز أن تغيب مصر عن هذه الولادة الجديدة للمشرق العربي، وهي ولادة قد ترسم شرقا عربيا جديدا غير ما نتج عن ذلك الشرق الذي ولد عقب سقوط الدول العثمانية وعاش متعثرًا لمئة عام ثم انهار في 2011». من يضمن مستقبل لسوريا الموحدة بعد الأسد؟ وعلى كل حال فسرعان ما جاء الرد بطريقة غير مباشرة على جمال إذ سافر إلى سوريا وفد صحافي مصري وعادوا للكتابة عما شاهدوه، كما شارك في التعليق من لم يسافر، ففي «أهرام» الاثنين الماضي قال زميلنا فيها ماهر مقلد في إشارة واضحة للسعودية: «سقطت كل النظريات التي كانت تتوقع سقوط النظام السوري في غضون عام أو عامين. الحرب الأهلية الدائرة في سوريا تجاوزت عامها الرابع من دون أفق سياسي أو عسكري للحل.. وبدأت الأصوات المكتومة تتحدث عن ضرورة إنقاذ سوريا من شر العصابات والارهابيين.. ومعنى هذا، العمل على بقاء نظام بشار في هذه المرحلة. لا يمكن الآن أن يتخيل كل من يهتم بالوضع السوري رحيل نظام بشار الأسد في هذا الظرف المأساوي، الذي تمر به سوريا فمعناه باختصار ضياع هذا البلد العربي وانهياره تماما تحت وطأة التقسيم الطائفي والصراعات المذهبية. وهذا لا يعني دعما غير مشروط لنظام بشار الأسد، ولكنه في الأساس دعم لسوريا ولضمان وحدتها. سقوط نظام بشار في هذه اللحظات وبعد كل ما جرى لسوريا يعني نهاية محتملة لدولة عربية والنماذج ماثلة للعيان في ليبيا وفي العراق وفي اليمن مع وجود اختلافات رهيبة في تركيبة المجتمع السوري. هذا الواقع يفرض نفسه ويطرح السؤال، ما الذي يتوجب عمله تجاه سوريا؟ أولا من المهم إعادة قراءة المشهد السياسي والعسكري بصورة مغايرة تماما، وأن تتحرك الجامعة العربية وتراجع سياساتها باعتبارها منظمة إقليمية لا تتخذ مواقف عدائية ضد قطر عربي وإنما تبذل كل ما بوسعها من أجل أن تفعل المستحيل لوقف نزيف الدماء في هذا القطر. هناك دول عربية فاعلة بينها وبين النظام السوري خلافات تصل لحد العداء بسبب تعنت النظام السوري من قبل في ملفات لبنان وإيران، ومع هذا ما يمكن أن يواجه سوريا مستقبلا ستكون آثاره أخطر بكثير على لبنان والعراق والأردن. ومن هنا تكون البدائل على الرغم من مراراتها هي الأنسب للوضع السوري واستمرار النظام كمرحلة مؤقتة يحافظ فيها على وحدة وتماسك الجيش السوري المنهك ومؤسسات الدولة قبل أن تتحول إلى بلد بلا جيش أو مؤسسات وتحت وصاية العصابات. قطعا الغضب كبير من تعنت بشار الاسد في مواقف عديدة، ولكن من يضمن مستقبلا لسوريا الموحدة بعده؟ الوقت ليس للحساب ولكنه وقت عدم نكء الجراح ووضع مصلحة سوريا والعرب فوق كل اعتبار. والعجب أن تنشر صحيفة «الديار» اللبنانية عن عقد لقاء ثنائي في القاهرة بين الملك سلمان العاهل السعودي وبين الرئيس بشار الأسد.. وهو خبر شبه مستحيل لأن لا الأجواء تسمح بينهما ولا بشار لديه فرصة الخروج من سوريا تحت أي مسمى». مصر وسوريا والسعودية قاطرة العالم العربي ويوم الثلاثاء كتب زميلنا وصديقنا في «الأخبار» خبير الشؤون العربية أسامة عجاج يقول عن زيارته لسوريا: «أكتب من دمشق عاصمة الأمويين، إحدى قلاع العروبة في المنطقة، وسط أجواء من توقع حل سياسي، للأزمة التي تعيشها سوريا منذ أربع سنوات ونصف السنة، وفي ظل «عتب على قدر المحبة» للحكومة المصرية، من تأخر عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، فقد علمتنا دروس التاريخ، أن الأمن القومي لمصر يبدأ من طرطوس في شمال سوريا، وكشفت لنا أحداثه، أن أول تجربة وحدة بين دولتين عربيتين في العصر الحديث، ضمت القاهرة ودمشق، وكانت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وأكدت لنا السياسة، أن مصر وسوريا ومعهما السعودية، شركاء الإنجاز الأكبر، المتمثل في انتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973، وأن الدول الثلاث هي قاطرة العالم العربي، فهل يعيد التاريخ نفسه؟ ويكون الوفد الصحافي المصري الذي يقوم بأول زيارة من نوعها إلى دمشق، هو «بشرة خير»، لتعود المياه إلى مجاريها بين البلدين؟ نحن نعتقد أن على الدبلوماسية المصرية، أن تكون إحدى محطات البحث عن حل، والمساهمة بإيجابية في ذلك الحراك الدولي والإقليمي، فهي مؤهلة بحكم التاريخ والجغرافيا، لدور وسيط نزيه ومقبول، بين المعارضة والحكومة السورية، ولعل الخطوة الأولى لمثل هذا الدور المصري، إعادة الاتصالات، والسعي إلى حوار مع الحكومة السورية، واتخاذ قرار باستئناف العلاقات وعودة السفراء». أمريكا سلمت العراق لإيران تسليم مفتاح وإلى «الوفد» يوم السبت وزميلنا محمد الشرايدي وقوله: «تيقن للعالم أن بقاء الدولة السورية هو الحل، وهذا ما تطرحه الدبلوماسية المصرية منذ زمن، ولكن أصوات الضجيج كانت أعلى، وفي النهاية وصل الكل إلى ما طالبت به مصر، وهو الحفاظ على كيان الدولة في سوريا، وان تنظيم «داعش» همه الأول والأخير إسقاط الدولة السورية أو تفكيكها، حتى يستطيع أن يلتهم بوابة الأمن القومي المصري، بعدما سلمت أمريكا العراق لإيران تسليم مفتاح، ولم يتبق أمامهم سوى بوابة دمشق، لذا على العرب أن يستيقظوا سريعا، وربما يكون الاتفاق النووي الإيراني رسالة سريعة ومهمة للعرب، والدبلوماسية السعودية والمصرية تستوعبان ما حدث، ولكن عليهما العمل بصورة أخرى، والعمل على استعاده محور القاهرة دمشق الرياض، وعودة هذا المحور سوف تعيد للعرب موقفاً ومكانة، ولقد تمكنت أمريكا والغرب من تعطيل هذا المحور، ولكن الرياض بعد اتفاق إيران النووي أعادت التفكير مرة أخرى في القوة العربية القادرة على حماية الأمن القومي العربي». سوريا الأرض والشعب والوطن هي الباقية ومن «الوفد» إلى «المصري اليوم» في يوم السبت ذاته وزميلنا وصديقنا سليمان جودة وهو ساداتي وقوله: «كان كل هدفي على مدى أسبوع قضيته في سوريا، متنقلاً بين اللاذقية، وطرطوس، وحمص، ودمشق، أن أرى سوريا الشعب.. سوريا الوطن.. سوريا الأرض.. لا سوريا الحكومة أو الحاكمة، لأن هذه الأخيرة تذهب وتجيء، ولأن سوريا الأرض والشعب والوطن هي الباقية، وسوف تبقى، ولذلك فالرهان من جانبنا، ومن جانب كل عربي معنا، لابد أن يبقى عليها هي.. لا على شيء غيرها! وربما يكون أكثر الأشياء التي تلفت نظرك بقوة هناك، أنهم لا يزالون متمسكين بارتباطهم العربي، بشكل لافت للانتباه حقاً، وسوف يدهشك أنهم متمسكون به إلى الدرجة التي يقدمونه معها على ارتباطهم الوطني ذاته! وسوف تلاحظ بقوة أيضاً، أن كل مواطن سوري لم يحدث أن زار مصر من قبل، يتمنى لو أسعده الحظ وزارها، ويبلغ به الشوق إليها أن يقول لك، أن هواه مصري، رغم أنه لم يضع قدميه على أرضنا، ولم يحدث أن تنشق هواءنا.. ربما لأنه فقط كان يتربى، منذ صغره، على أن مصر وسوريا بينهما رباط خاص.. وأن هذا الرباط قد يغيب عن الأنظار، ولكنه أبداً لا يغيب عن الوجود». سوريا.. هل من أمل؟ وأخيرا في ما يخص الموضوع السوري نقرأ للكاتب عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» عدد يوم السبت يقول: «دخل الشعب السوري الصابر والعظيم في دائرة جهنمية من الصراع الدموي البشع، وكلما لاحت في الأفق فرصة أو أمل في تجاوز هذا الصراع، سرعان ما يتحول إلى سراب وتنهار فرص الحل أمام جرائم النظام وجرائم «داعش»، وخطايا المعارضة المدنية. وحين هلل أنصار الحسم العسكري لتقدم المعارضة وأغمضوا أعينهم عن أن «داعش» وجبهة النصرة هما في قلب هذا التقدم، فاجأهم جيش النظام وحقق تقدما في مكان آخر هلل له آخرون باعتباره نصرا على الإرهاب، وبدا الأمر وكأنه كر وفر في معظم الأراضى السورية يدفع ثمنه آلاف الأبرياء من أبناء الشعب السوري. حوالى ربع مليون قتيل حتى الآن وما يقرب من نصف مليون مصاب، وحوالى 4 ملايين لاجئ خارج الحدود، وبلد جرى تدميره وتخريبه وإنهاء قدراته، ويتحمل النظام السوري المسؤولية الأولى عما جرى في البلاد بصرف النظر عن جرائم الدواعش الإرهابيين، فهو مسؤول بممارساته عن نموهم وانتشارهم، وهو الذي كان (ولايزال) في يده تجديد النظام والدخول في عملية سياسية جديدة منذ أن انطلقت الانتفاضة المدنية السلمية في سوريا وقابلها النظام بالقتل والذبح. والسؤال المطروح الآن في ظل صعوبة الحسم العسكري وثمنه الكارثي على الشعب السوري، ففي حال انتصر جيش النظام وسحق معارضيه فإن هذا يعني أن مستقبل سوريا المحفوف بالمخاطر سيتحول إلى كارثة «رواندية» وسيصبح القتلى والشهداء الذين نحصيهم الآن بعشرات الآلاف بالملايين، ونحمد الله أن فرص النظام في القضاء الكامل على معارضيه مستحيلة. في المقابل فإن إمكانية إسقاط النظام السوري بالقوة المسلحة واردة، وإن كان باحتمالات ضعيفة جدا، لحسابات روسية- إيرانية في الأساس، كما أن نتائجه ستكون كارثية أيضا على الشعب السوري وستعني تحول البلاد إلى وضع أسوأ مما جرى في العراق بعد الغزو الأمريكي. والحل المطلوب هو الدخول في عملية سياسية، لايزال يرفضها النظام، تؤدي بشكل تدريجي إلى تنحي بشار الأسد والحفاظ على ما تبقى من الدولة والجيش السوري. هناك بوادر أمل قد تنقذ هذا الشعب من أكبر مأساة شهدها طوال عصره الحديث، وضعفنا جعلنا نتفرج عليها كما فعلنا مع كل مآسينا ومصائبنا. صاحب القرار لم يعد واثقا من قدرته على القيادة السليمة قرب الظهر كنت أستقبل المكالمة المقلقة دائما من مطابع الأهرام، أستاذ جمال: تم وقف طباعة عدد صحيفة «المصريون» الجديد بطلب من جهة ما، والمرجو إزالة مقالك المعنون «لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي» من صدر الصفحة الثالثة، وحذف الإشارة له في الصفحة الأولى أيضا. هذا ما بدأ به جمال سلطان رئيس مجلس إدارة «المصريون» ورئيس تحريرها مقاله مواصلا قوله: «في مثل هذه الحالات لا يكون الوقت لصالحك في الأخذ والرد والنقاش والجدل، خاصة أن الجهة صاحبة القرار لا تظهر لك في الحوار، وإنما يأتي صوتها من وراء ستار الإجراءات وجهة الطبع التي تتعامل معها، وتأخير الطباعة يعني أن تخسر قسما من سوق التوزيع لهذا اليوم، لأن هناك ترتيبات للطباعة ـ حسب الدور ـ إذا فاتك الوقت يمكن أن تطبع بعد منتصف الليل، إذا تم السماح بعدها بالطباعة بدون تعديل، ولذلك كنت مضطرا للاتصال بالزملاء في قسم التنفيذ في الصحيفة لكي أطلب منهم إعادة تعديل الصفحة الأولى والثالثة والرابعة أيضا، حيث كان هناك تقرير عن زيارة السيسي لبريطانيا، وتم الاعتراض عليه هو الآخر. عدت إلى المقال المشار إليه وأعدت قراءته لأعرف ما الذي أزعجهم فيه، ناهيك عن أن أكون قد خرجت على أي قاعدة قانونية أو حتى أمر يتعلق بالأمن القومي للبلد، فلم أجد شيئا، مجرد نقد صحافي لبعض نشاطات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ربما كان النقد قاسيا وشديدا، ولكنه في حدود القانون وبدون أي إساءات أو خروج على مقتضيات العقلانية السياسية وأخلاقياتها التي نحرص على الالتزام بها من غير رقيب، سوى احترامنا لأنفسنا ورسالتنا والقيم التي تربينا عليها، وملخص المقال، وهو متاح بكامله أمام قارئ الموقع الإلكتروني، أنه لا يصح أن ينشغل الرئيس بالحديث المستمر يوميا أو أسبوعيا عن تصحيح الفكر الديني وتجديد الخطاب الديني وصحيح الدين وفهم القرآن وفهم السنة ويعطي التوجيهات والمواعظ لعلماء الأزهر في ذلك، فهذا ليس دوره، لأنه رجل دولة وليس رجل دين، كما أنه غير مؤهل علميا للخوض في مثل هذه الأمور، وأن الاستغراق فيها يعطي الانطباع بأنه هروب من مواجهة مسؤوليات الدنيا لإغراق الجميع في أوهام أزمة في قضايا الدين، وتحويلها لشماعة نعلق عليها فشلنا أو عجزنا عن الإنجاز الحقيقي في النهوض بالبلاد واقتصادها وأمنها وأمانها وصحة المواطنين والتعليم والبنية الأساسية وغيرها، هذا كل ما في المقال، فهل هذا الكلام يستحق المصادرة …. أشعر بأن الصدور تضيق تدريجيا في مصر، وأن مساحات الحرية القليلة المتبقية تتآكل بصورة مخيفة وبوتيرة متسارعة، والخطير في هذا الأمر أنه لا يعطي إشارة ثقة نحو المستقبل، حتى بغض النظر عن قضية الحريات بما فيها حرية الصحافة، وإنما القصد أنه يشعرك بالقلق على البلد كله، لأن هذا السلوك، في هذا الزمن الجديد، يعني أن صاحب القرار لم يعد واثقا من سلامة الطريق أو قدرته على القيادة السليمة والحكيمة والآمنة» . مأساة مسيحيي الشرق وننتقل الآن إلى «الشروق» عدد يوم أمس الأحد ومقال الكاتب عمرو حمزاوي عن مسيحيي الشرق وقوله: «لا، ليس القدر هو المسؤول الأول عن مأساة مسيحيي الشرق التي صرنا نشاهد يوميا خرائط الدماء والدمار والتهجير والنزوح والارتحال المترتبة عليها، بل هي إخفاقات مجتمعاتنا وعجزها عن التأسيس الفعال لثقافة قبول الآخر والتسامح ومواطنة الحقوق المتساوية والبناء الديمقراطي والتنموي. هي إخفاقات مجتمعاتنا وعجزها عن التخلص من مصائر الاستبداد والسلطوية والإرهاب والعنف التي تستبيح دماء الجميع. تلاحقنا الفواجع من إعدام مجرمى «داعش» لعالم آثار سوري أمضى عمره في حماية تراث الإنسانية الرائع في بالميرا/ تدمر، من جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل جماعي يرتكبها نظام الأسد وعصاباته، من تفجيرات إرهابية تتحرك على امتداد القطر المصري مخلفة وراءها الدماء والدمار وموقعة لضحايا من مدنيين وعسكريين تتراكم قوائم أسمائهم فارضة للحزن كشعور عام، من انتهاكات للحقوق وللحريات وممارسات استبدادية تتورط بها منظومة الحكم في مصر وتنتهك بفعلها قيم العقل والعدل والحرية والكرامة الإنسانية وتفرض عبرها الخوف شعورا عاما موازيا للحزن، من عمليات قتل وانتهاك لحق الناس المقدس في الحياة تتسع دوائره من العراق وبلدان الخليج العربي واليمن إلى ليبيا وتونس. تلاحقنا الفواجع هذه، وفي أودية غير بعيدة عنها تتوالى فصول مأساة مسيحيي الشرق بين العراق وسوريا. تستبيح عصابات «داعش» دماء وحقوق وكرامة السكان المسيحيين في العراق، فتنزل بهم طاعون القتل والتهجير والاغتصاب والاختطاف وانتهاك الأعراض وتنزل ببلداتهم جرائم التخريب والتدمير. تستبيح عصابات «داعش» دماء وحقوق وكرامة السكان المسيحيين في المناطق السورية الواقعة تحت سيطرتها، فتنزل بهم الطاعون ذاته والجرائم ذاتها. يهدم دير مار إليان السرياني بالقرب من مدينة حمص، ويسبق التهديم الإجرامي اختطاف الآباء القائمين على الدير وترحيل السكان المسيحيين اختطافا إلى مناطق أخرى، وتليه تهديدات متصاعدة من عصابات «داعش» لمسيحيي الشرق الذين ينزع عنهم المجرمون هوية وكرامة الإنسان ويتجاهلون مواطنتهم وحقوقهم وحرياتهم الخاصة والعامة … يحزنني أن تقف بعض مجتمعات وبلاد العرب على حافة هذه الهاوية المأساوية، يحزنني أن يفرض علينا طرح السؤال بشأن مصائر مسيحيي الشرق وما الذي سيتبقى منهم ومن دور عبادتهم ومن بلداتهم ومن تراثهم الحضاري والإنسانى العظيم، يحزنني أن أقرر أن المسؤولية عن مأساة مسيحيي الشرق تعود للاستبداد والسلطوية ولآفات الإرهاب والعنف والتطرف الممسكة بمجتمعاتنا وأن استمرارية متواليات الاستبداد والإرهاب يرتبها عجزنا نحن شعوب العرب عن الانتصار للديمقراطية والعدل والحق والحرية دون خوف ودون تردد ودون مراوحة بين محاولة جادة للبناء الديمقراطي والتنموي ثم انسحاب منها وأعتذر عنها على ما يحدث فى مصر خلال العامين الماضيين…. تحزنني مأساة مسيحيى الشرق، كما تحزنني مأساتنا جميعا كمواطنات ومواطنين تنزع عنهم الحقوق والحريات وتهدر كرامتهم الإنسانية، ثم أتذكر أديرة الــسريان الجميلة على جبل لبنان وتراتيل الصلاة ذات المقامات الموسيقية العربية والشرقية البديعة ووجوه الناس التي لم تتغير منذ قديم الزمن وتهدد الهمجية اليوم بمحو صفحتها من وجه عالمنا الحزين». التخبط ورشاوى إسقاط الديون ونبقى في العدد نفسه من «الشروق» ومقال الكاتب محمد مكي عن التخبط ورشاوى إسقاط الديون يقول: «حكومات متعاقبة دأبت على تقديم رشاوى في صور مختلفة للحصول على تعاطف أو تأييد، كان أكثره وضوحا في موسم الانتخابات في عهد المخلوع حسني مبارك، فقبل كل انتخابات كان يسقط بعض ديون لفلاحين، ومتعثرين، وهو ما حوَّل عددا من البنوك إلى خرابات، ومن رحمة الله أن معظم تلك الخرابات اختفت قبل أن تحدث ثورة 25 يناير/كانون الثاني العظيمة، التي بلا شك أثرت على وضعية الاقتصاد، مبارك ورجاله كانوا يمنحون بغرض لكثير من المؤسسات والفئات، ومن الخطأ أن تعود تلك السياسات حتى لو كانت بدافع الحفاظ على بعض الكيانات الوطنية من مصانع وشركات وصحف وتلفزيون، فإسقاط الديون من دون سند أخلاقي أو قانوني تدمير للمستقبل، فكيف تسقط ديون عن مؤسسات نخر فيها الفساد من دون حساب، والأدهى أن يحصل الأفراد بداخلها على أرباح، الديون التي تسقط هي أموال دافعي الضرائب ومواطن أصبح لا يجد، إذا أردت الإصلاح فحاسب المقصر ولا تكافئ مؤسسات أصابها الوهن وتراجعت في الإنتاج والتأثير. مع التأكيد على أن وجود شركات ومؤسسات وطنية ضرورة حياة للمصريين، مع عدم إغفال المحاسبة والمنح يكون مرتبطا بالإنتاج. وفي المقابل لا تكافئ القطاع الخاص ولا تعطيه أكثر مما يستحق، ولكن تعامل معه بشفافية من دون تخبط يحسب عليك، فقد حدث في العام ونصف العام الأخير فيضان قانوني وإداري وتشريعي، كان الارتباك عنوانا له، خذ منها ارتباكا كبيرا في السياسة المالية في ما يخص قوانين ضريبة البورصة وضريبة الدخل، سواء للأفراد أو الشركات، قرارات تجميد ومصادرة لكثير من رجال الأعمال وأحكام تنفى أخرى، وخسارة البورصة يوميا حتى بعد المناسبات الوطنية دليل على عدم وجود «مخرج» يضبط الصورة التي تتحسن وسرعان ما تسوء. نحتاج إلى عدالة ناجزة تنهي ما تعانيه مصر من تأخير في القوانين، وتحفز المستثمرين على العمل وليس لمكوث في جلسات المحاكم، فإن كانت السنوات الأخيرة من عهد مبارك قد شهدت صعودا لرجال الأعمال، بعضهم عاد يتصدر المشهد الآن، فلا يمكن أن تكون الفترة الحالية عقابا لبعضهم حتى لو اختلف مع النظام سياسيا، وكلنا نعرف أن «المال جبان» ويعيش مع الأنظمة بقدر ما توفره لمصالحه». حسنين كروم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]