روما / أليتيا (aleteia.org/ar) - كانت فكرة "الدعوات الشخصية" (للجميع، لا للكهنة فقط) الفكرة المفضلة لدى البابا القديس يوحنا بولس الثاني
 
في صلاة المؤمنين في القداس في رعيتي نسأل الله كل يوم "زيادة الدعوات إلى الكهنوت و الحياة المكرسة".
و عندما نصلي من أجل هذه الأمور، أسعد بالمشاركة في الرد "يا رب استجب لصلاتنا"، لأني أشاطر الجميع الأمل في الزيادة. لكني أشعر في الوقت نفسه ببعض الأسف. لا لما تقوله الصلاة بل لما تغفل عنه.

إن كنت تظن أن هذا غريب، فابقي في بالك حقيقة أن: لكل منا دعوته. و هذا هو دورنا في خطة الله، حياة "لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس2: 11).
و لهذا أرى أنه و قبل الصلاة للدعوات إلى الكهنوت و الحياة المكرسة و الرعية، سيكون من المنطقي أن نصلي ليجد الجميع دعوتهم الخاصة من الله و تقبلها و البدء في عيشها.

لكن ألا يعني هذا دعوات قصيرة متغيرة للكهنوت و الحياة المكرسة و الرعية؟ ليس حقاً. فإن بدء الناس بالتفكير و الصلاة لدعواتهم الخاصة سيكتشفون أن دعواتهم تشمل واحدة من هذه الثلاثة. و بعبارة أخرى، حالة ربح للطرفين.
و كما تبدو الأمور فإن العادة السائدة الآن في رعيتي (و في كثير غيرها على ما أظن) تعكس الطريقة القديمة للتفكير في الدعوة التي تساوي بينها و بين ما يسمى عادة حالة في الحياة.

عادة ما نتحدث عن أربعة من هذه: الحالة الدينية (شمامسة و كهنة و أساقفة)، الحياة المكرسة (رجال و نساء متدينون)، الزواج، و الحالة العامة.
إن المشكلة في التفكير في الدعوة بهذه الطريقة هو أنه يتجاهل الدعوة الشخصية. و على الرغم من أن كلمة عن الدعوة الشخصية بدأت تدور، إلا أنها بطيئة و لا يتلقى الجميع الرسالة.

كان البابا القديس يوحنا بولس الثاني داعية قوية للدعوات الشخصية، و كانت هذه الفكرة محور العديد من كتاباته. و تعلن وثيقته التاريخية عن دور العلمانيين التمييز و قبول دعوة المرء الشخصية. و يضيف:
"منذ الأزل فكر الله بنا و أحبنا كأفراد. دعا كلّ منا باسمه ... لكن أثناء تكشف تاريخ حياتنا و أحداثها تتكشف لنا خطة الله الأزلية يوماً بعد يوم".

كان للقديس يوحنا بولس الثاني أسلاف فهموا الدعوات الشخصية بما في ذلك الكاردينال نيومان و القديس فرنسيس دي سال. و اليوم فإن عدد الأشخاص الذين يعتبرونها عنصر أساسي من روحانيتهم آخذ في الازدياد. و إن كنت مهتماً في الخوض في التفاصيل فإني أنصحك، بكل تواضع، أن تقرأ كتاباً كنت قد كتبته قبل عدة سنوات مع اللاهوتي المتميز و الخبير في علم الأخلاقيات جيرمان غريز – الدعوة الشخصية: الله يدعونا كلّ باسمه.
دعونا نحافظ على الصلاة للمزيد من الدعوات إلى الكهنوت و الحياة المكرسة بكل الوسائل الممكنة. لكن بإمكاننا أن نصلي أيضاً ليجد المزيد من الناس و يميزون و يتقبلون و يبدأون عيش دعوتهم الشخصية؟ إنه أمر بسيط جداً لكن قد يكون خطوة كبيرة نحو تحسن شامل في الدعوات.