اعتبرت المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة سامانثا باور أن عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة خصصها لبحث حقوق المثليين جنسيا واضطهادهم على أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق جرى في لحظة «تاريخية»، وتكرر وصف الاجتماع بالتاريخي في أغلب وسائل الإعلام التي نشرت أو بثت الخبر. واستضاف الاجتماع «التاريخي» مثلياً سورياً يدعى صبحي النحاس (الذي يظهر في الصورة المرافقة للموضوع مع المندوبة الأمريكية) كشف للحضور إن «المثليين في الدولة الإسلامية يلاحقون ويقتلون على الدوام»، وأن التنظيم «يرمي المثليين من أعلى المباني الشاهقة، أو يضعهم في ساحات عامة حيث يرجمون بالحجارة من قبل جموع غفيرة من الناس بمن فيهم الأطفال، كما لو أن المشاركين في عملية الإعدام هذه يحضرون حفل زفاف». أما الشاهد العراقي فأضاف جوانب جديدة على المسألة كاشفاً عموميتها وأنها ممارسة رسمية لاضطهاد المثليين حيث بين أنه كان ضحية معاملة وحشية تعرض لها على أيدي القوات العراقية قبل أن يسيطر تنظيم «الدولة» على مدينته، وعندما وصل التنظيم «فرّ من المدينة خوفاً من أن تسلمه عائلته إلى التنظيم المتطرف». وتحدثت في الجلسة مديرة اللجنة الدولية لحقوق المثليين والمثليات جنسيا أن تنظيم «الدولة الإسلامية» تبنى إعدام ما لا يقل عن 30 شخصا بتهمة قيامهم بـ»عمل قوم لوط»! يحتاج تفكيك الخبر ودلالاته مجلدات بحثية لأنه يخلط قضايا سياسية واجتماعية معقدة ويحوّلها إلى نوع من الفضيحة الإعلانية التي تجمع بين المهزلة والمأساة، ولكن لا بأس، في هذه العجالة، من حكّ بعض النقاط البارزة: يكشف الحدث بداية عن خطاب غربي متأصل وعتيد يقوم على إعلاء منظومته الاجتماعية والأخلاقية وشهرها كسلاح في وجه الآخرين الذين لا يشاركونه القناعة بهذه المنظومات لأنهم «متخلّفون ورجعيون ولم يدخلوا عصر الحداثة الإنسانية بعد»، وهو، في أساسه، موقف سياسيّ بامتياز، ويتعارض في حقيقة الأمر مع مزاعم العلوّ الحضاري والأخلاقيّ. والواقع أن وظيفة هذه الادعاءات الحقيقية، ليس الدفاع عن حقوق المثليين، أو حقوق الإنسان، بل خدمة آليات التحكم والسيطرة الغربية من خلال خفض الرأسمال الرمزي لمعتقدات الآخرين وأديانهم وأعرافهم الاجتماعية والقانونية، وهي آليات يفرضها الغالب على المغلوب، كما حصل مع «الهنود الحمر»، وكما يحصل للفلسطينيين مع الإسرائيليين. من المهم هنا فضح النفاق الكبير الذي يحيط بمقولات الدفاع عن المثليين والأقليات الدينية والإثنية، وكشف الطبيعة الوظيفية والانتقائية لهذا الدفاع، فرعاية هذه الدعوات تأتي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي حاصرت العراق، بقرار من مجلس الأمن، منذ عام 1990، وحرمت شعبه مدة 13 عاماً من الغذاء والدواء ووسائل التقدم والتكنولوجيا مما أدى الى وفاة مليون ونصف مليون طفل، ثم اجتاحته عام 2003 بمبررات كاذبة متسببة بأكبر خسائر بشرية في المدنيين في تاريخه وتاريخ الجيش المحتل نفسه، فكيف يستقيم بعد كل هذا التاريخ الطويل من الإجرام «المعمّم» ضد الشعب العراقي الحديث مع الدفاع عن أقليات أو مثليين؟ غير أن أكثر ما يكشف زيف هذا الغرام المفاجئ بالمثليين في سوريا والعراق (والذي صار أكثر فضائحية وإعلانية واستشراقية من خلال ربطه بممارسات «الدولة الإسلامية» وفصله عن مجاله العام: أمراض الاستبداد والتطرّف) هو أن البراميل المتفجرة والصواريخ والغازات الكيميائية تنهمر منذ سنوات طويلة على شعبي البلدين، بالقسطاط ومن دون أن تفرق بالتأكيد بين المثليين وغير المثليين. رد الفعل الأول الذي يمكن رصده بسهولة لدى الرأي العام في الشعوب المعنية على أخبار من هذا النوع يجمع، بالتأكيد، بين السخرية والألم لأنه يقدم احتقاراً متغطرساً متخفيّا في ثياب الاهتمام والشفقة والنزعة الإنسانية الميلودرامية، وهو يفضح أن اهتمام هذا الغرب بالهوامش، ممثلا في المثليين والأقليات الدينية، لا يغذي، للأسف، إلا النقمة على هذا الغرب وعلى هؤلاء الذين يدافع عنهم، مما يفاقم الخطر عليهم بدلاً من أن يحميهم! رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لعِبَت القمامة دورا يكاد يكون حاسما في تاريخ الانتخابات البلدية في بلدتي، إذ تنافس المرشحون لرئاسة المجلس البلدي على أصوات المقاول الذي سيجمعها، أولا من منطلق أن جمعها هو باب رزق لعدد من المعيلين في البلدة، والأهم هو كسب أصوات المقاول ومن يمون عليهم، وقد تكون هذه الأصوات في بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها أربعة عشر ألف نسمة هي كفة الميزان التي تقرر الفائز. يتنافس المتنافسون قبيل الانتخابات على استرضائه ووعده بأن مناقصة جمع القمامة ستكون من نصيبه، ولهذا قبيل كل انتخابات محلية تتكثف زيارات المرشحين للمقاول، ويصبح اسمه على كل لسان، مرة أنه انقلب إلى جانب فلان، ومرة إلى جانب علان. أما المرشح الذي يعلن أن الأمر سيتم بمناقصة نزيهة والأرخص هي التي ستفوز ولا يعد بشيء، فيقولون له «سلّم على نزيهة»، ويصبح مصيره الانتخابي على حافة الحاوية. بعد الانتخابات تجري المناقصة الودّية المحسومة سلفا، وينتهي الأمر، ولا يكترث المواطن كيف تدار الأمور، فالمهم بالنسبة له هو جمع القمامة من أمام بيته. المشكلة أن طريقة مناقصة القمامة نفسها انتقلت إلى المجالات الأخرى، حتى تعفن مجلسنا، والنتيجة أنه لم يجد ما يدفع به للمقاولين والعمال والموظفين، وأول ما انتبه له الناس هو قمامتهم. «لماذا لم يجمع المقاول القمامة»! يبدو أنه لم يتلق مستحقاته»! والأهم أنه بكل بساطة يَمنع دخول مقاول آخر للقيام بهذا العمل، سواء بالقانون الذي يقف إلى جانبه في هذه الحالة أم بالعصا! ويضطر المواطنون أن ينتظروا الفرج، أو أن يغامروا بأنفسهم للتخلص من قمامتهم، وهي ليست عملية سهلة، من ناحية لوجستية أولا، ثم أنها قد تنتهي في قاعة المحكمة، وغرامة مالية باهظة من قبل دوريات حماية البيئة من المستوطنات المجاورة أو ما يسمى «الحدائق الوطنية»، وحتى من قِبَل موظفي المجلس المفلس نفسه. حُلّت مشكلة المقاول مؤقتا، بأن أخذ رئيس المجلس قرضا من البنك ودفع له، ولكن المشكلة أنه ليس الوحيد، فأمثاله كثيرون، ولهذا وفي مرحلة ما، امتنعت البنوك عن منح القروض لمجلسنا الموقر وعلّمته بالأحمر، فلجأ إلى قروض من السوق السوداء، ورؤوس أموال محلية وبفوائد خيالية، وشروط هي نهب وسرقة (عينك عينك)، وهي أيضا تدخل في خانة «رد الجميل» لبعض المؤيدين، وتضاعفت الديون وتوجّه أصحاب الحقوق إلى المحاكم، والمدهش وقتها أن مجلسنا الكريم جدا، لم يحضر الجلسات للدفاع عن نفسه، وذلك أيضا باتفاق مع أصحاب الدعاوى ومع محاميهم فربحوا القضايا مضاعفة وبسهولة، وهكذا استفادت فئة المحامين المؤيدين بأرباح خيالية، حتى أن أحد القضاة في محكمة العمل أشفق علينا ورفض التحكيم وقال في الجلسة:» أليس للمال العام من يدافع عنه»!. كانت هذه أهم أسباب انهيار جمهوريتنا الصغيرة، كان هذا قبل حوالي خمسة عشر عاما، أعلن مجلسنا إفلاسه، وتدخلت وزارة الداخلية التي أغمضت عينيها وأذنيها عن كل هذا الفساد، لأن «البَركة» بموظفيها ومراقبيها وقائمقاميها وغيرهم من مرتشين أو أغبياء، أو ممن لا يعنيهم الأمر من أصله، وعيَّنت رئيسا لمجلسنا المنهار من خارج البلدة لسنتين، كانت ميزته الأهم والأجمل أنه لا يعرف العائلات والمجاملات ولا يُضمر طمعا بأصوات، ولم تكن عنده «لحية ممشطة»، وكان عفيفا لأنه لم يَبقَ في المجلس ما يمكن سرقته، فقد أكلوا البيضة وقشرتها والكعكة وكرتونتها. طبّقَ القانون على الجميع بحذافيره، وعمل على تسوية مع أصحاب الديون والمقاولين والسوق السوداء ومانحي القروض بأن أعاد لهم 40٪ فقط من مستحقاتهم، وأعلن أن البقية تدخل في باب (الاختلاس والسلب والسلبطة)، ومن لا يعجبه فليذهب إلى القضاء! وكُشف الغطاء عن مشاريع وهمية كثيرة، مثلا تم تقديم فواتير من قبل أربعة مقاولين على بناء جدار، تبين أنه هو الجدار نفسه، فأطلقنا عليه في حينه «جدار الحُلفاء»، المقصود حلفاء الرئيس، نظرا لتكاليفه التي فاقت تكاليف رحلة علمية إلى كوكب (كبلر ب 452) الشبيه بالأرض، وعُبّدت ساحات خاصة على حساب الميزانية العامة بِمَكرُمات رئاسية، وتم تكعيب رواتب بعض الموظفين فارتفعت إلى 400٪ من دون أي نضال نقابي ولا مظاهرات ولا إحراق إطارات في الشوارع اللهم إلا جهد التكرّم بتوقيع الاتفاقات الخاصة، فنشأت عندنا طبقة وسطى من حيث لا نحتسب، لم نجد لها توصيفا دقيقا لدى فحول مفكري الاقتصاد لا في الصين ولا في اليونان، حتى أن رواتب بعضهم فاقت راتب الرئيس نفسه بكثير، وللأمانة وللتاريخ (إذا كان هناك من يؤرّخ)، فرئيس المجلس لم يأخذ شيئا لجيبه، كما اتضح، كان كل همه المنصب والوجاهة، والدليل أنه ما زال يعاني اقتصاديا حتى يومنا هذا منذ فترة حكمه الليلكية تلك. رحل موظف الداخلية المعيّن بعدما أخرج مجلسنا من مأزقه بلا حفلة شكر ولا درع تكريمية، رغم ازدهار صناعة الدروع في الحقبة الليلكية التكعيبية، وعدنا لننتخب رئيسنا بالتصويت الديمقراطي الحر ومن أبناء بلدتنا ومن دون إملاءات خارجية، وأشهد أنه حتى صبيحة يوم أمس جُمعت القمامة بشكل منتظم. إسأل أي مواطن «كيف وضع مجلسكم؟ وسيجيبك» قل الحمد لله إنهم يجمعون القمامة». عندما أرى ما يحدث في لبنان بسببها أطمئن وأقول، مهما دق الاستعمار أسافينه بيننا ومزّقنا إربا إربا، نبقى أمة واحدة ذات هموم وقمامة سياسية واحدة، سواء كنا تحت احتلال صهيوني أو عشائري أو طائفي أو مذهبي أو عسكري أو بعضها أو كلها مجتمعة. ومن هنا، من مزبلتنا في فلسطين، نعلن تضامننا مع الثوار في مواجهة القمامة السياسية في وطننا العربي حيثما كانت، ونقول «لا بد للقمامة أن تنجلي». ولكن الحذر الحذر، فهناك من يلوّث التحركات النظيفة من خلال شيطنة المتظاهرين، بالاندساس للتخريب واتخاذ ذرائع للقمع ثم ارتكاب المجازر، كما حدث في بداية الثورة السورية، فهناك محترفون بسرقة الثورات والانتفاضات وحرف مساراتها، لوضع الناس أمام خيارين، التسليم والقبول ببراميل القمامة السياسية القائمة، أو فتح قمقم (بنادورا) وكوارث الحروب الأهلية. سهيل كيوان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال لي محارب فلسطيني مارست معه الجهاد مرة في نفق سري: - تعرفين لماذا نقاوم؟ - من أجل الحق الذي… - (مقاطعا) كنت متأكدا من إجابتك.. ولكننا في الحقيقة نقاوم من أجل التهيؤ للأصعب.. - وما هو الأصعب من كل هذا المستحيل؟ - معركة المصالحة .. - تخافون منها؟ - نرفض خوضها لأننا واثقون من شجاعتنا .. استشهد هذا البطل المقاوم بعد معركة «حجارة السجيل»، ولكنه ترك لي رسالة مع تامر المسحال مفادها: «نريد أن نوقف الحرب، ولكن دون أن نتنازل عن عدونا». هؤلاء المقاومون هم جنود فلسطين وحماة كرامتها وحقها وذاكرتها، وهؤلاء هم من عليك أن تشد لمعاقلهم الرحال كي تتأكد من أن فلسطين لم تزل قيد الكبرياء، وتؤمن أنه زمن تلتحم فيه البندقية بكتف صاحبها، وتنام قنبلته إلى جنبه دون أن تتقزم وتتحول إلى رصاصة غدر ! وأنت هناك تمارس الجهاد على طريقة الحب في خنادق البطولة، ستصحح خطأ ثوريا في دستور(جيفارا)، فأينما وُجدتْ المقاومة فذاك موطني ! طوشة فلسطينية بعد تصريحات الزهار على قناة «الأقصى»، التابعة لحركة حماس، لم يأل تلفزيون «فلسطين» جهدا، بسن سكاكينه، متناسيا أن استقالة محمود عباس هي إعلان حرب أو بالأحرى إعلان طوشة أهلية جديدة على الحمساوية، لأن الرئيس الذي ظل قابضا على منصبه، الذي انتهت صلاحيته بأسنانه وأظافره، لن يفطن فجأة إلى أن الاستقالة ليست هي كلمة السر التي يفتح بها مغارة الكنز، ولكنها حتما الشعرة التي ستقصم ظهر السلاح ! الحرب الإعلامية أقذر بكثير من حرب الخوصات «السكاكين»، لأنها لا تشحذ العزيمة بل توغر الأحقاد، دون أن تترك أثرا لجرح تستدل به على موضع الطعنة، أو بصمة الدسيسة، فكيف تنجو من هذه التسديدات العمودية على ظهر الثور، وأنت تجلس أمام التلفاز تتابع حمحمة الثيران الهائجة، وتخرج من الحلبة باحثا عن جثة البهيمة أو جثة البيكادور، فلا تعثر سوى على قماشة حمراء تغطي وجهك الذي تلطخ بدم الشاشة ! رغم أن الكثير من التحليلات الإعلامية رأت في استقالة عباس فرضا لسلطة المنظمة، وعلى رأسها صحيفة «معاريف» الاسرائيلية بعددها الصادر أول أمس، بينما تساءل موقع «الجزيرة نت» عن النية الحقيقية لهذه الخطوة، إن كانت ترتيب أوراق أم فرض نفوذ، إلا السؤال الحقيقي الذي وجب عليك طرحه: هل يستطيع عباس فعلا أن يستقيل من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دون العودة إلى مراجع إقليمية ودولية. قناة «الأقصى» ردت على بلسان أكبر الرؤوس الحمساوية: لا بد لحماس أن تحكم الضفة، وتستعيد السلطة .. عندما دخلت حماس انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، حصدت أغلبية أصوات الشعب الفلسطيني وأطاحت بفتح ومشايخها المحنطين، ورغم أن عباس تحول إلى اسفنجة تمتص الصدمة، إلا أنه لم يستطع المضي قدما في هذا التحول لجنسه السياسي، فسرعان ما انقلب على صناديق الاقتراع، وعلى شعبه بأكمله، ليختطف الأصوات من أصحابها، وتختطف حماس غزة من قلب الضفة، وتشتعل حرب أهلية تثبت أن لا أحد على حق بما فيهم الصندوق، والآن يطالب الزهار بالعودة إلى الشرعية التي انتهت صلاحيتها لسببين: - الاندماج النووي الذي تولده انشطارات عنقودية أسفرت عن انفجار الجغرافيا وتصدع الخارطة ! - مضي أكثر من تسع سنوات على الإنتخابات بالتالي بطلان صلاحيتها ! فلو سلمنا جدلا بأحقية حماس باستعادة حقها المسلوب، وبأحقية عباس باستقالة تلوي ذراع الوحدة، دون أن تلبي مطلبا شعبيا كبيرا بإكمال معروفه والتنحي التام، هل نضمن فعلا رضوخ الجميع لصناديق الاقتراع؟ مجزرة النفايات أول ثورة عربية غير مكتملة كانت في لبنان العام 2005، حين أطاح الشعب اللبناني بنفايات الأنظمة الاستخباراتية خارج حدوده، وانتصر لنظافة البيئة السياسية قبل أن يختطف منه لصوص الطوائف ثورته، ويلقون بها في مكبات الأرشيف الطائفي النتن الذي كدسوا فيه جثث ضحاياهم منذ الحرب الأهلية اللبنانية ومجازر المخيمات الفلسطينية . من يتابع الإعلام اللبناني في تغطية ثورة النفايات، سيوقن أن مجزرة القمامة هي مجزرة مستحدثة من كل المجازر التي لم يزل مرتكبوها يحتفظون برتبهم العسكرية ومقاعدهم الحزبية في البرلمان وبصماتهم الطائفية، وأن الزبالة المتعفنة هي صورة حية عن الوضع السياسي الذي يتكوم فيه ساسته دون حراك في بؤرهم الفاسدة، ولا ينوب الشعب منهم سوى الرائحة الكريهة . واختراقا للأعراف الحيادية في الوسط الفني، يخرج الكثير من فناني لبنان عن صمتهم ليواكبوا الحراك الشعبي والغضب اللبناني بما يليق بهذا الشعب الذي يخرج من حاويات الصفقات الطائفية بكامل أناقته مصرا على الحياة ومتشبثا بالحريق كرمى للرماد . اللبنانيون بدو مثلنا حين يخرج أحدهم للحديث عن الشعب اللبناني بصفته شعبا فينيقيا، وليس عربيا، فهذا يعني أن العنصرية هي أخطر أشكال التلوث البيئي في لبنان، وأن علاجها لا يتم سوى بالحرق لتخليص التاريخ من الغازات التأويلية السامة، ولمعلومات هؤلاء فقط، نحب أن نقول إن الفينيقيين بدو مثلنا، وأن أصلهم مثلنا يمني، فالبابليون والكنعانيون والفينيقيون جاءوا من اليمن وانتشروا في أماكن متفرقة ليبنوا فيها حضارتهم التي دخلت إلى دين العروبة واندمجت بعقيدة الدم العربي مع بقية البدو الرحل في فلسطين والعراق والشام. هذا التعالي والغرور الذي يروج لثقافة الانسلاخ عن الجذور، والتبرؤ من الأصول، لمرض مستأصل في نفوس بعضهم قوامه الخزي والعار من العروبة، والنفاق للغرب، لا يدحضه سوى محاولة التملص من جريمة النفايات، التي ارتكبها كل الطائفيين ليتملصوا منها، ويتقاذفون التهم في ما بينهم، فصفقة الفينقة لا تقل جرائمية وتجارية عن صفقة الزبلنة ! التحام قماماتي سبحان موحد الصفقات والنفايات، فحرب إعمار غزة التي تقف خلفها صفقات سياسية تبقي على غزة تحت الركام، هي ذاتها حرب القمامة والتلويث التي تبقي على لبنان في سلة المهملات السياسية، ولم يتبق على الشعبين سوى الثورة التي تطيح بكل الحاويات السياسية بلا استثناء، فلا تبقي منهم أحدا… وإلا ظلت المصيبة قابلة للانتشار البيئي، فما يتكدس في لبنان ستشم رائحته في فلسطين وباقي أرجاء الوطن العربي، الذي لم يجد بعد نكسة الربيع العربي قبورا يأوي فيها أشلاءه المبعثرة، فما بالك بالزبائل! عساف بقرة حلوب قناة «أم بي سي» تروج لفيلم من إنتاجها عن قصة حياة البطل الفلسطيني محمد عساف، لا يقوم هو بدور بطولته فيه، بل يكتفي بالظهور في آخر الفيلم، وهو تكنيك مشابه تماما لقصة حياة الفنان الإيراني «آفشن غافاريان» في فيلم «راقص الصحراء»، من إنتاج بريطاني بحت، استعان بالبطل الحقيقي في لقطة صامتة في نهاية العمل بعد استعراض جميل ومؤثر لمعاناته من قمع السلطة وشرطة الأخلاق في إيران. ولا شك أن الفكرة التي جاءت بها «أم بي سي» رائعة إن كانت حقا ستصاغ بطريقة إنسانية بعيدة عن الأغراض التجارية التي تتعامل مع بطل أسطوري كعساف كبقرة حلوب قابلة لدر المزيد من الأرباح على أصحاب هذه المزرعة الإعلامية.. أتمنى حقا أن توظف قصة معاناة عساف لصالح القضية الفلسطينية، وإن لم تكن كذلك سأعلن الحرب هنا على عساف إن قبل بما يخل بشروط البطولة الفلسطينية… احذر أن يفتنوك، أو يستغلوك، أو يجروك إلى حظيرة البنوك.. وإلا قتلتك ! رد على القارئ محمد في مقالتي السابقة وعدت القارئ محمد من الأردن أن أرد عليه، مع كل احترامي لرأيه الذي كونه عن مقالتي تلك، وسعادتي بكل التأويلات التي لا تتوافق مع قصدي في الكتابة لأنها تثري لغتي ولا تقلل من شأنها شرط ألا تحمل تكفيرا ضمنيا لن أسمح به.. أما بما يتعلق بالهدف من الكتابة فلقد أُخِذت يا محمد برأيك العميق والواعي، لأنني أكتب من أجل أن أكتب فعلا، ولا هدف آخر لي من الكتابة سوى الكتابة… المهم هو أن نعرف كيف نكتب ولا نكتفي بالكتابة بلا معرفة ولا فن. ملاحظة سرية: عزيزي القارئ في الفقرة الأولى من هذه المقالة: أرجو ألا تصدق كل ما أكتب! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن لينا أبو بكر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الجزائر ـ «القدس العربي»: تسعى الجزائر إلى إنقاذ اتفاق السلام الموقع بين أطراف النزاع في مالي، من خلال شروعها في ربط اتصالات مع ممثلين عن جماعات الطوارق ومسؤولين في الحكومة، بهدف تفادي توتر الوضع أكثر وتأزمه، بما يهدد بنسف اتفاق السلام، الذي لعبت الجزائر فيه دور الوسيط بدعم أممي لمدة قاربت السنة، حتى تمكنت من إقناع كل الأطراف بالتوقيع على اتفاق السلام، لكن الاضطرابات سرعان ما عادت إلى شمال مالي. قالت مصادر دبلوماسية جزائرية إن اتصالات تم الشروع فيها مع أطراف النزاع في مالي، من أجل نزع فتيل الاضطراب الذي بدأت تشهده المنطقة، بعد عودة المواجهات في شمال مالي، بعد أسابيع قليلة من توقيع كل الأطراف على اتفاق السلام في باماكو، وهو الاتفاق الذي لم يكن سهلا، على اعتبار أن بعض الجماعات رفضت التوقيع في وقت أول، وتطلب الامر الدخول في مفاوضات جديدة لإقناعها بالتوقيع. وكان وزير الدولة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد استقبل رئيس بعثة الامم المتحدة في مالي منجي الحامدي، داعيا إلى عدم منح الفرصة للقوى التي «تحاول عرقلة مصير اتفاق السلم بمالي، و ضرورة مواصلة العمل والتشاور في إطار لجنة المتابعة لتنفيذ اتفاق السلام. وقال منجي الحامدي عقب لقائه مع لعمامرة إنه من الضروري تجاوز المشاكل التي وقعت قبل أسابيع في شمال مالي، مشددا على عدم إعطاء فرصة للقوى السلبية، التي تحاول أن تعكر مصير الاتفاق السلمي التاريخي في مالي، الذي تم التوصل اليه بعد مسار شاق ومعقد. وأوضح أهمية التركيز على مواصلة العمل والتشاور والتنسيق، في إطار لجنة المتابعة للعمل على تنفيذ اتفاق السلم بمالي، مذكرا بالدور الذي لعبته الجزائر، من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق الذي جاء ليضع حدا للازمة التي كانت تعصف بمالي، وتهدد أمنه واستقراره ووحدته، وتهدد استقرار وأمن المنطقة. وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال اللقاء الذي جمعه مع الوزير رمطان لعمامرة على مواصلة العمل والمجهودات مع كل الأطراف المعنية، وبمشاركة الوساطة الدولية والجزائر التي لعبت دور المسهّل في مسار السلام. جدير بالذكر أن المفاوضات التي رعتها الجزائر لمدة قاربت السنة رسميا، بالاضافة إلى فترة طويلة من الاتصالات السرية، أفضت إلى التوقيع على اتفاق سلام بين ستة جماعات أزوادية وبين الحكومة المركزية في باماكو، وهو اتفاق استبعد الحكم الذاتي في شمال مالي، بعد أن كان مطلبا أساسيا بالنسبة لبعض الجماعات الازوادية، مع وعود بتنمية المناطق الشمالية، وإدماج مسلحي الأزواد في الجيش المالي. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بغداد ـ «القدس العربي»: في تطور سيقلق طهران ولا شك، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا أفلاما عن تظاهرات حاشدة شهدتها مدينة كربلاء المقدسة ردد المتظاهرون فيها شعارات معادية لأيران ومنها هتافات «إيران بره بره.. كربلاء تبقى حرة». وتعكس التظاهرات الجارية في العراق عموما رفضا شعبيا واسعا لتنامي النفوذ الإيراني في العراق في الوقت الذي ردت فيه إيران بأن التظاهرات نفسها «مشبوهة». فقد برزت ولأول مرة شعارات وهتافات ضد النفوذ الإيراني في العراق، إضافة إلى المطالبات التي شهدتها التظاهرات الحاشدة في المدن العراقية بانتقاد نقص الخدمات الأساسية ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وتقديمهم إلى القضاء. وفي بغداد، التي انطلقت فيها تظاهرة حاشدة في ساحة التحرير وسط العاصمة بمشاركة عشرات آلاف المتظاهرين للمطالبة بإصلاح الجهاز القضائي ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين، أقدم متظاهرون الجمعة على تمزيق صور المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي التي وضعتها بعض الميليشيات في ساحة التحرير. وفي محافظات في الوسط والجنوب رفع المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات مناهضة لطهران. كما ذكر شهود عيان أن المشاركين رفعوا خلال التظاهرات التي خرجت في مدينة الكاظمية في العاصمة العراقية لأول مرة شعارات مناوئة لإيران. ويلاحظ جليا أن نفوذ إيران وسيطرتها على مفاصل وفعاليات زيارة الإيرانيين اليها ومنافستها لأهالي المدينة الشيعية المقدسة صار مصدر إزعاج وقلق نتيجة الأضرار التي لحقت بالسياحة الدينية التي تعتبر مصدر رزق غالبية سكان المدينة. وفي تطور لافت نادر الوقوع في مدن شيعية معروفة أخرى مثل كربلاء والنجف، ذكرت مصادر خاصة لـ«القدس العربي» أن المشاركين في التظاهرات المطالبة بالإصلاحات في المدينتين رفعوا شعارات ضد النفوذ الإيراني المتنامي في العراق عموما وفي المدن الشيعية المقدسة خصوصا. وأشارت المصادر أن هذا التطور في توجيه الانتقادات إلى إيران وبشكل علني كان غير متوقع إلى وقت قريب وذلك نظرا لوجود أحزاب وميليشيات مسلحة موالية لطهران تسيطر على الشارع الشيعي، وخاصة في تلك المدن وهي ذات نفوذ وتحظى بدعم رسمي حكومي حسب المصادر. كما سبق ان نشرت مواقع التواصل صورة كبيرة للمرجع الإيراني الخميني وقد تعرضت للتخريب بعد أيام من وضعها في بداية شارع المطار في النجف الذي أطلق عليه اسم «شارع الخميني» والذي تم افتتاحه مؤخرا بحضور مسؤولي السفارة الإيرانية وبعض قادة الأحزاب العراقية الموالية لإيران. وأبدى مسؤولون إيرانيون مواقف معارضة للتظاهرات المنتشرة في مدن العراق التي وجهت تهم الفشل والفساد للحكم فيه. فقد نشرت وسائل إعلام إيرانية تصريحات السفير الإيراني السابق في العراق والقيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن كاظمي قمي الذي انتقد التظاهرات في مدن العراق واعتبرها «مشبوهة»، وحذر من وقوف دول خارجية وراءها. كما تداولت وسائل إعلامية عراقية تقارير نشرت على مواقع الحرس الثوري الإيراني ذكرت أن إيران اجرت اتصالات مع الحكومة العراقية للتحذير من إحالة حليفها نوري المالكي إلى المحاكمة بتهمة الفساد، علما أن معظم التظاهرات الجارية اعتبرته المسؤول الرئيسي الأول عن انهيار العراق وإفلاسه حاليا. وضمن الإطار نفسه تناولت وسائل إعلام محلية انتقاد مسؤول إيراني المرجعيات الدينية العراقية لتأييدها التظاهرات المطالبة بالإصلاح، اذ أكدت المراجع الدينية في النجف تأييدها للمطالب المشروعة التي رفعها المتظاهرون، كما طالبت حكومة العبادي بملاحقة الفاسدين. ويعتقد المراقبون ان الشعب العراقي يبدي كثيرا من الحساسية إزاء اي نفوذ أجنبي في شؤون العراق وخاصة من إيران التي وقعت بينها وبين العراق حرب مدمرة لثماني سنوات ( 1980 ـ 1988)، أضف إلى هذا سعي الحكومة الإيرانية للسيطرة على المدن المقدسة في العراق من خلال الهيمنة على كل الجوانب الدينية والاقتصادية فيها منذ عام 2003 والتي سببت انتزاع حقوق ومصالح تاريخية للعراقيين فيها. كما يعتقد البعض ان إيران كانت وراء إنشاء الميليشيات المسلحة التي تتمتع طهران بنفوذ قوي على قياداتها عبر تقديم مختلف أنواع الدعم المالي والعسكري لها.
عدل سابقا من قبل البيت الارامي العراقي في الخميس 27 أغسطس 2015 - 17:33 عدل 1 مرات
البيت الارامي العراقي الادارة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: رد: س الغرب بين «الدولة الإسلامية» و«قوم لوط»! ونشرة القدس العربي اليومية الخميس 27 أغسطس 2015 - 17:32
القاهرة ـ «القدس العربي»:هيمنت زيارة الرئيس السيسي لروسيا التي وصلها أول أمس الثلاثاء على الصحف الصادرة أمس الأربعاء 26 أغسطس/آب، خاصة مع وجود كل من الملك الأردني عبد الله الثاني والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، بما يؤكد وجود اتجاه لاتفاق ما قد يغير شكل الأحداث في المنطقة. كما أن الاهتمام كبير جدا بما سيتم التوصل إليه من اتفاقات بين روسيا ومصر في مجال إنشاء أول محطات نووية لتوليد الكهرباء وتحليه المياه وإنشاء مناطق اقتصادية روسية في محور قناة السويس، والتوقيع على صفقة أسلحة جديدة وإعادة تأهيل عدد من المصانع التي بناها الروس في عهد خالد الذكر. وفي ما عدا ذلك لم تكن هناك أحداث أو تطورات مهمة رغم أن الاهتمام الحكومي بدأ من الآن يتجه نحو رحلات الحج بعد أيام وتوفير اللحوم بأسعار معقولة في عيد الأضحى، وطرحها في المجمعات. ومن الأخبار الأخرى التي جذبت الاهتمام أيضا استعداد المدارس للعام الدراسي الجديد، وإعادة وزارة التربية والتعليم والحكومة معها، ما سبق ان اتخذته من قرارات بمنع الدروس الخصوصية نهائيا وغلق جميع المراكز الموجودة. وقد أكد لنا الرسام في «الأخبار» زميلنا هاني شمس صحة تأكيدات الوزارة على ذلك، فقد كان يسير في شارع قريب من وزارة التربية والتعليم فشاهد ديناصورا يمثل مافيا الدروس الخصوصية وأحد المسؤولين يشخط فيه وهو ممسك بمسطرة ويقول له مهددا ومتوعدا: ـ وشرفي لأربيك إفتح أيدك إفتح أيدك بأقولك ونشرت الصحف المصرية أيضا أنه تم إلقاء القبض على عدد من المرتشين في هيئة الطرق واستمرار زيادة عدد السفن المارة في قناة السويس. ونشرت «الأخبار» أول أمس رسالة مؤثرة جدا من صديقنا مدير مكتب معلومات خالد الذكر سامي شرف موجهة إلى زميل وصديق العمر الأديب جمال الغيطاني، الذي يرقد من مدة بين يدي الله في مستشفى الجلاء العسكري قال سامي مخاطبا جمال لعله يسمعه: «العزيز الغالي جمال مش قادر أصدق أننا وصلنا لليوم الذي لا أسمع فيه صوتك لنتناقش كالمعتاد في مسائل وقضايا حيوية حول أم الدنيا، أطلبك كالمعتاد تليفونيا ولكن التليفون إما مغلق أو لا يرد، ولا أصدق أنني لا أسمع جمال يقول لي مرحبا يا عمي سامي، ولا أصدق فأعيد الطلب مرة أخرى، ولكن بالنتيجة نفسها. أصبح في اليوم التالي لأعيد المحاولة ولكن ليس هناك من يجيب وأحاول في المساء وبرضه بلا فائدة بدأت أدعو لك يا جمال وسوف أظل أدعو لك بأن تمر من هذه الأزمة الطارئة إن شاء الله ونعود للجدال والمناقشات حول مصرنا وأمتنا العربية، لك الله يا جمال وأدعوه أن يخفف عنك وهو المستعان». يارب.. يارب.. وإلى بعض مما عندنا…. المطالبة بإقامة مشروعات سياحية بدل النووية ونبدأ بأبرز وأهم ما نشر يومي الاثنين والثلاثاء عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت لافتة للانتباه، نتيجة ما فيها من إشارات إلى مواقف وما تعكسه من معان، فقد سارع بعض رجال الأعمال الذين قاتلوا أيام مبارك لمنع إقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء وتحليه مياه البحر في الضبعة في الساحل الشمالي والاستيلاء على أرضها لإقامة مشروعات سياحية عليها، ودخولهم في صراعات مكشوفة وعلنية مع الجيش والمخابرات ووزارة الكهرباء وهيئة الطاقة الذرية، يدعمهم جمال مبارك ورئيس الوزراء وقتها أحمد نظيف، ولكل من أراد استعادة تفاصيل هذه المعارك بين أجنحة نظام مبارك سيجدها في تقارير «القدس العربي» المنشورة وقتها من عام 2005. المهم أن الصراع انتهى لصالح إقامة المحطة، ومع ذلك تمت عرقلتها، ثم جاءت ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وما تلاها من أحداث ليوقف المشروع، بل دخل عدد من الأهالي إلى أرض المشروع واستولوا عليها، رغم أنها منطقة عسكرية وقالوا إن لهم حقوقا لم يحصلوا عليها من نزع الأرض، ونتيجة علاقات الجيش القوية بالفصائل والأهالي هناك تمت تسوية الأزمة بصرف تعويض مرض، وكذلك بناء مدينة جديدة على الطراز البدوي باسم المنطقة الضبعة نفسه، وتزويدها بكل المرافق. واكتملت بالفعل معظم مبانيها ومرافقها وتجد الحديث عن ضرورة إنشاء المحطات في الضبعة وبرز اسم روسيا وأمريكا والصين وفرنسا وكوريا الجنوبية ويكاد الاتفاق يتم مع روسيا لإنشاء أول محطة أو اثنتين من عدد المحطات المخطط إنشاؤها، أي أن الأمر انتهى. ومع ذلك فوجئنا قبل سفر الرئيس إلى روسيا بيوم واحد بمحاولة جديدة من رجال أعمال لمهاجمة الرئيس واتهامه بأنه عنيد، وإعادة كل الحجج التي سبق لهم وذكروها لمنعه من إقامة المحطة وتسليم الأرض لهم لإقامة مشروعات سياحية. سميح ساويرس: «أجّلنا المحطة النووية تلاتين سنة نخليها اتنين وتلاتين» فقد شارك رجل الأعمال وصاحب أكبر نسبة في صحيفة «المصري اليوم» صلاح دياب رجل الأعمال سميح ساويرس يوم الاثنين في مهاجمة الرئيس والمشروع، فقد أرسل سميح رسالة إلى نيوتن وهو الاسم الذي يوقع به صلاح عموده اليومي قال فيها عن تصميم السيسي على إتمام المشروع: «فعلاً العند سيد الأخلاق، فبعد تشرنوبيل وفوكوشيما لسه فيه حد في الدنيا يعمل محطة نووية وسط الناس، وعلى بعد أمتار من البحر؟ وكل ده علشان نوفر أقل من واحد في المئة من تكلفة قناة التبريد اللازمة للمحطة، مقارنة بقيمة الأرض! طب إيه المشكلة لو زقينا المحطة خمسة أو حتى عشرين كيلومترا جوه الصحراء؟ أولاً: كده ولا كده الدراسة اللي اتعملت من تلاتين سنة محتاجة تتعاد ولا البيئة هتطنش علشان دي حكومة؟ ثانياً: هناك مليارات تم استثمارها في الساحل، بل أخيراً بدأت أيضاً بشائر فنادق سياحية تأتى بسياح أجانب ووظائف وعملة صعبة ده كله هيروح لأني أشك أن حد عاقل هيروح يبقى جار لمحطة نووية، زقوا المحطة كام كيلو جوه الصحراء الله يهديكم، واستفيدوا من أحلى وآخر قطعة أرض على الساحل يمكن تتحول إلى مدينة سياحية متكاملة أحلى من الجونة، تربح الدولة من ورائها المليارات التي تحتاجها لتمويل المحطة النووية واللي خلانا أجّلنا المحطة تلاتين سنة نخليها أتنين وتلاتين! وبصراحة أكتر كمان متهيأ لي أن الميزانية متستحملش حالياً خدمة قرض تاني بالمليارات (النووي أغلى كيلو وات في العالم)، يعنى التأجيل لحين تحسن الأوضاع أيضاً موصوف لبلد لا يجد أموالاً تبني مدارس كافية أو مستشفيات يعالج فيها مواطنيه». وعلق نيوتن قائلا: رسالة منعشة ومنشطة. باختصار: لو كان ممكن نقيم المشروع نفسه داخل الصحراء 20 كم. لن تتجاوز التكلفة ½ نفق واحد من الأنفاق الموصلة لسيناء المارة تحت قناة السويس. بهذا نوفر 6 ملايين متر ستعود على مصر بستة مليارات جنيه على الأقل. بالإضافة إلى عائد الضريبة العقارية وباقي الفوائد. أما فكرة أن يكون مصيفي بجوار محطة نووية. هي فكرة منفرة مهما كانت درجة الأمان. الحرب الباردة بين رجال مبارك والسيسي ثم دعانا صوت جميل أعرفه، لأن نذهب إلى مجلة «البوابة» في يوم الاثنين نفسه وكان للجميلة أميرة ملش التي أمدتنا بما هو آت: «النسبة الأكبر من الشعب المصري كانت تريد السيسي رئيسا، ولكن كان هناك من يريد غير ذلك، وعلى رأسهم أنصار «مبارك وشفيق»، وهم الذين غضبوا بشدة بعد إعلان المشير عبد الفتاح السيسي في هذا الوقت الترشح لرئاسة الجمهورية، وعندما أصابتنا الدهشة من موقفهم كان بعضهم يتكلم بلسانهم ويقول «كنا نظن أن السيسي سيكتفي برتبة مشير، وأن شفيق سيصبح رئيسا»، فهم «أجبن» من ذلك، بل أنهم اخذوا ينافقون السيسي والنظام، وذلك في العلن، ولكن اللي في القلب في القلب فهم يضمرون الكراهية والحقد في الباطن، ولعل الرئيس يعلم ذلك جيدا قبل أي أحد. وعن طريق رجال الأعمال المحسوبين على زمن مبارك بدأت الحرب الباردة بين رجال مبارك والرئيس فإن بعضهم عمل منذ اللحظة الأولى ضد السيسي، وكانت البداية في انتخابات الرئاسة عندما منع هؤلاء موظفي وعمال شركاتهم ومصانعهم من الذهاب لصناديق الانتخاب في اليوم الأول بشكل غير مباشر، بعدم منحهم إجازة في هذا اليوم، أو حتى ساعات قليلة للانتخاب، وعندما انكشف أمرهم اضطروا إلى منح العاملين إجازة للذهاب للانتخاب. وبعد فوز السيسي كانت لهم اتجاهات أخرى فهم يتحكمون في البورصة واقتصاد البلد، ومنهم من يملك أيضا قنوات تلفزيونية وصحفا، أو يتحكم فيها عن طريق الإعلانات وأصبح الضرب تحت الحزام مكشوفا وواضحا. كما أنهم يحركون اللجان الإلكترونية التي تتبعهم في انتقاد الرئيس السيسي والسخرية منه وبث سمومهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مع طلبهم الدائم تكريم الرئيس المخلوع مبارك، وكأنه لم تقم عليه ثورة شعبية في 25 يناير/كانون الثاني وأجبرته على التنحي مع الحديث الدائم عبر مواقع التواصل عن أن السيسي ناكر للجميل، لأن مبارك هو سبب ما هو فيه ولا أعرف كيف بصراحة ؟ مع التلميح المتكرر بان مصر في عهد السيسي من سيئ للأسوأ، وأن عهد مبارك كان أفضل، خاصة في ما يخص حرية الرأي والتعبير حتى يؤلبوا أنصار السيسي ومؤيديه عليه». حمدي وهيبة: «السيسي هيبصم بالعشرة أنني أجدع منه مئة مرة» وفي اليوم التالي الثلاثاء دخل على الخط مهاجم جديد غير متوقع هو الفريق حمدي وهيبة رئيس أركان حرب الجيش الأسبق في حديث نشرته «المصري اليوم» وأجراه معه زميلنا محمد البحراوي وقال فيه: «السيسي حصل على رصيد كبير في الشارع تصعب منافسته، وأرى أنه رجل عادي هناك كفاءات إدارية كثيرة في مصر ولو جلس أمامي وتناقشنا «هيبصم بالعشرة أنني أجدع منه مئة مرة»، وللأسف هناك أخطاء ارتكبها الرئيس السيسي مثل أخطاء الرئيسين السابقين حسني مبارك ومحمد مرسي، بل أسوأ، مثل تعيين فايزة أبو النجا مستشارة له والشخصيتين اللتين كانتا أبواقا له، محمد حسنين هيكل وعمرو موسى، ثم وضعهما في الثلاجة حاليا. الشخصية الوحيدة التي يحتفظ بها السيسي هي الرئيس السابق عدلي منصور، وكنا ننتقد مرسي لأنه عين سبعة عشر مستشارا ولم يأخذ رأيهم في شيء والدكتور مصطفى الفقي كتب مقالا قال فيه أن السيسي لا يستعين برأي وزارة الخارجية، بل يعتمد على رأي المخابرات وهذا أمر مقلق الرئيس السيسي خبرته ما زالت محدودة حتى في العسكرية، الوظائف الثلاثة الأخيرة لم يستمر فيها طويلا عندما نقارنه بأقرانه نجد أن الفرق شاسع». وهكذا تحدى حمدي السيسي أن يجلس أمامه وأن يتناقشا لتكون نتيجة النقاش أن يبصم السيسي على أن حمدي أجدع منه، أي أن هناك إقرارا جاهزا بنتيجة مسبقة للنقاش، وهذا معقول ولكن لماذا يبصم السيسي بأصبعه ولا يوقع بقلمه، على كل هذا العرض بالمبارزة الكلامية لمعرفة من هو الأكثر جدعنه يحتاج توضيح بعض النقاط. ملايين حفيد مبارك أما نحن فنترك الفريق حمدي لنتجه إلى زميلنا في «الأهرام» سيد عبد المجيد يقول عن السيسي وهو يقارن بين وفاة والدته وبين وفاة حفيد مبارك: «قبل سنوات قليلة هبت نخبة زائفة، راسمة علامات وجوم على وجوهها، ورغم ذلك لم تنس أن تكسي عيونها المنهوكة رياء نظارت شمس من أفخر الأنواع، وأشهر الماركات للمشاركة في مراسم تشييع جنازة حفيد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولأن الكثير منهم يتبوؤن مناصب رفيعة، هنا حشدت مئات السيارات الفارهة التابعة لوزاراتهم ومؤسساتهم وشركاتهم، التي يفترض أنها مملوكة للشعب، للمصاب الجلل، ويا لها من سخرية فكم هم الآلاف مثله الذين يوارون الثرى، من دون أن يدري بهم أحد، تاركين لذويهم الحسرة. وسمع العامة عن طائرات أعدت بوجه السرعة للسفر لبلاد الفرنجة، والسؤال على اللسان من أين كل هذه التكاليف ومن يتحملها. والاثنين قبل الماضي أعلن عن وفاة والدة الرئيس من دون صخب أو ضجيج، وكان يمكن أن يحدث هذا لو أعطى السيسي مجرد إشارة، لكنه لم يفعل فقط عبر عن امتنانه للمشاعر الصادقة، وما هي إلا سويعات رأيناه في مكتبه يمارس مهامه وليبق الحزن خاصا بعيدا عن بهرجة زائفة أو تسول لعواطف هنا أو هناك». غادة شريف: نتحسر على بخت السيسي المايل في حكومته ثم نعود إلى «المصري اليوم» الثلاثاء لنقرأ للجميلة خفيفة الدم والأستاذة في كلية الطب جامعة القاهرة الدكتورة غادة شريف قولها: «قدر ما ننبهر جميعا لدرجة الخجل من شدة دماثة الرئيس السيسي ولسانه الذي لا ينطق إلا بكل كريم، فيشعرنا بأننا كلنا على بعضنا كده «مش متربيين»، لا بد أن نتحسر على بخته المايل في حكومته، ونتساءل من أين يحضرون له هؤلاء الوزراء؟.. إلا ما فيهم حد يشعرك إن ربنا عوَض علينا عوض الصابرين.. جميعهم إلا القليل لسانهم أطول من لسانك يا حمادة!.. بداية من محافظ يرد على مواطن صاحب شكوى بأنه «راجل معندوش دم»، ومرورا بمحافظ آخر يتهم مواطنا بأنه «مزقوق وحد دافع له»، إلى محافظ يشوط في المواطنين بأنه «مش شغال عندهم»، ووزيرة جابت من الآخر، وهددت الموظفين بشبشب الهنا، انتهاء بوزيرالتعليم العالي الذي تراوحت شتائمه لأساتذة الجامعات بين النتانة والسفاهة وتأكيده أن أستاذ الجامعة في نظره ليس أكثر من «بوبي الحبوب».. ما هذه الحكومة التي جاءت لنا من المذبح يا حمادة؟.. المذهل أن كل هذه الفظاظة، وتعمد الإهانات لم يحدث إلا في مواقف عابرة كان من الممكن أن يتركوها تمر، فماذا يفعلون إذن داخل روائق وزاراتهم أمام مشاكل حقيقية؟.. بيرفعوا السنج على الموظفين؟.. عموما، إبقى خذ حذرك يا حمادة لو رأيت أحدهم مصادفة فربما تفاجأ بأنه يخبئ شفرة موس في فمه أو مطواة في الشراب!.. أستثنى بعضا منهم مثل وزيرة القوى العاملة، فرغم أنها كثيرة المشاحنات مع موظفي الوزارة إلا أنها مش فاضية تشتم وتحول المشاحنات لخناقات، حيث أنها لازم تطير على بيتها علشان يادوب تلحق تعمل الملوخية بالأرانب والمحاشى لزوجها العزيز… فهل هكذا ينفع أن تدار الدولة؟.. بقعدات الصلح والمصاطب واتنين ليمون؟.. أراهنك يا حمادة أن منزل معالي رئيس الوزراء لا يشهد أي خلافات، وأكيد هو كبير العائلة الذي تتحطم عند أقدامه جميع الخلافات الأسرية.. لكن هل ينفع أن تدار الحكومة بمنطق إننا كلنا أسرة وعيلة واحدة؟.. كلا بالطبع!.. الأمر السلبي الثاني في تعامل رئيس الوزراء مع المتجاوزين هو أن مبدأ عقاب الرؤوس الكبيرة مختف تماما من منهجه، بينما العزل الفوري لا يعاقب به إلا صغار الموظفين، فهل الحكاية استقواء على الأضعف؟ بالتالي كان طبيعيا أن يبالغ بعض الوزراء في إظهار سلوك الفتونة والبلطجة ولسه يا ما نشوف وياما.. وبعد كدة يقولك إن الرئيس أرسل ف طلب تقارير الأجهزة الرقابية والأمنية لترشيحات الوزراء!.. طب بأمارة إيه والنبي؟.. أليست هذه هي الأجهزة نفسها التي رشحت هذه التشكيلة الفاشلة من المسؤولين؟.. والنبي يا ريس سيبك من تقارير الأجهزة، وع الأصل دوَر!». أستاذ في كلية الطب تم ضبطه بإدخال صمامات قلب مستعملة وننتقل إلى المعارك والردود المتنوعة التي لا رابط بينها ولا تجمعها وحدة موضوع ففي يوم السبت شن زميلنا في «أخبار اليوم» أحمد هاشم المشرف على صفحة الاقتصاد هجوما على من دافعوا عن أستاذ جراحة القلب، الذي نشر أنه ضُبطت معه صمامات قلب مستخدمة أثناء دخوله بها مطار القاهرة وقال هاشم: «لم أشعر بالاستغراب عندما ظهر الإعلامي محمود سعد في برنامجه التلفزيوني.. وكتب الكاتب الصحافي حمدي رزق في عموده في الزميلة «المصري اليوم».. كلاهما يدافع باستماتة عن جراح قلب شهير.. رغم ضبط هذا الطبيب في جمارك مطار القاهرة أثناء عودته من أمريكا وبحوزته 7 حقائب كبرى تمتلئ بقساطر القلب المستعملة، وكذلك بأبر طبية، فكل شيء يدار في مصر بالأهواء الشخصية، لا فارق في ذلك بين إعلامي صغير أو كبير، لماذا يقومون بهذه الحملة، والأمر ما زال قيد التحقيق، بعد إحالة الأمر برمته للنيابة.. عندما سألت منذ أيام مجدي عبد العزيز رئيس مصلحة الجمارك عن هذه القضية، أكد لي أن سلطات جمارك مطار القاهرة اتخذت الإجراءات القانونية ضد أستاذ في كلية طب القاهرة عقب ضبطه عند عودته من أمريكا في شهر إبريل/نيسان الماضي وبحوزته كمية كبيرة من المستلزمات الطبية من بينها «قساطر قلب» و«إبر طبية» مستعملة ومنتهية الصلاحية، حيث تم تحرير محضر ضبط جمركي قرر فيه الأستاذ الجامعي أنه جلب تلك المستلزمات لاستعمالها في العمليات الجراحية التي يجريها، وإهداء بعضها لقصر العيني، وأضاف رئيس مصلحة الجمارك أن وزير المالية هاني قدري دميان رفض الضغوط التي مارسها البعض عليه للإفراج عن هذه المــضــبوطات، وأكد أنه لن يفرج عن أي سلعة تضر بصحة المواطنين.. بعد كل ذك يخرج علينا هؤلاء الإعلاميون للدفاع عن هذا الطبيب». حرب أصحاب المصالح من الفاسدين والمفسدين ضد جنينة ونظل في «أخبار اليوم» لنكون مع زميلنا محمود سالم وهو يدخل معركة أخرى مختلفة هي: « لم أصدق عينيَّ وأنا أقرأ كلام المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في حواره مع الزميل صابر شوكت في «أخبار اليوم» السبت الماضي لدرجة أنني قرأته أكثر من مرة حتى أستطيع استيعاب ما قيل! رئيس أكبر جهاز رقابي في مصر يكاد يصرخ من شدة الحرب التي يشنها ضده أصحاب المصالح من الفاسدين والمفسدين بصورة فاقت كل أشكال الفجور.. لم أصدق عينيّ وأنا أقرأ كلامه عن العشرات من كبار رموز عهد فساد المخلوع، ومنهم للأسف بعض ضعاف النفوس من المسؤولين في أجهزة الدولة ورجال أعمال كبار كل ذلك كوم وما قاله عن أحد هؤلاء الكبار كوم تاني، ولذا فإنه من غير المنطقي أن يمر مرور الكرام لكونه اتهاما واضح المعالم ويقترب من جريمة ارتكبها رجل أعمال خلال مكالمة تليفونية فوجئ بها رئيس الجهاز، وهو في طريقه لأداء واجب عزاء. هذه المكالمة جاءت بعد فشله طوال شهور عديدة في إرهاب المستشار جنينة عن طريق فضائياته التي سخرها لشن الهجوم ضد جهاز المحاسبات حتى يتوقف عن فتح ملفات أعضاء التحالف السري للفساد ! في ليلة لن ينساها، على حد تعبير رئيس الجهاز، كانت المكالمة المشبوهة من صاحب الإمبراطورية الإعلامية زعيم جناح الفساد حيث فوجئ به يتودد إليه ويطلب اللقاء على فنجان قهوة، ويعتذر عن حملاته الشرسة ضده، عارضا عليه التحدث في قنواته الفضائية كيفما يشاء ، لكنه وجد في انتظاره ما لم يتوقعه عندما نهره المستشار جنينة قائلا : إنه لا يتحدث في القنوات الفضائية المشبوهة ولا يجلس مع مفسدين!.. ورغم تلك الإهانة فإن رجل الأعمال لم ييأس لينقلب في مكالمته إلى إغراء خطير طالبا بوضوح مساعدته في الحصول على مستندات ووثائق المخالفات التي ارتكبها بشأن الاستيلاء على آلاف الأفدنة من أراضي الدولة بالملاليم وبيعها بالملايين، وهي الجرائم التي كشفها جهاز المحاسبات وأحيلت إلى جهاز الكسب غير المشروع ومباحث الأموال العامة، حيث انتهى الأمر إلى إجباره على إعادة أغلب الأراضي إلى الدولة حتى لا يتم سجنه، مع دفع نحو مليار و200 مليون جنيه لخزينة الدولة غرامات جنائية عن باقي الأراضي التي باعها وربح منها المليارات! لقد بلغت الجرأة بالمفسد الكبير أن يتحدث مباشرة مع رئيس أكبر جهاز رقابي بعد فشله في إرهابه إعلاميا، وبلغ الفجور مداه عندما طلب من المستشار جنينة تسريب مستندات ووثائق مخالفاته التي تدينه، بحجة أنه مظلوم وضحية نظام حــكم الإخوان الذين أجبروه على دفع هذه المبالغ الطائلة، على حد زعمه! هكذا وصل الفجور بتحالف الفساد، وهكذا كان موقف رئيس جهاز المحاسبات كما كان منتظرا منه.. ولكن لا يمكن أن يمر ما حدث وكأن شيئا لم يكن!.. صحيح أن رئيس الجهاز لم يكشف عن اسم رجل الأعمال، لكن ذلك ليس بيت القصيد.. المهم محاسبة هذا الفاجر مهما كانت سطوته، والأهم أن المستشار جنينة لم يتفاجأ عندما قام مسؤولان كبيران من جهاز سيادي كبير بزيارته بعد المكالمة إياها بيومين فقط ليشدان من أزره ويؤكدان له ثقة القيادة السياسية والدولة في استكمال طريقه بقوة لكشف كل رؤوس الفساد واستعادة حقوق الدولة، مع التأكيد على أن شعب مصر سوف يفاجأ بذلك قريبا وأن شبكة الصياد سوف تمتلئ بجميع المفسدين !الحقيقة.. لم أجد ما أقوله سوى كلمة واحدة: ياريت». تطوير طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي ومن الشبكة التي ستصطاد الفاسدين إلى الطرق خاصة طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، الذي يشيد به المسافرون الآن وأرجعوا تطويره وإدارته للجيش، لكن الأستاذ في كلية الهندسة الاستشاري البارز الدكتور ممدوح حمزة الذي شارك في تصميم الطريق من قبل، أرسل رسالة إلى الكاتب فاروق جويدة نشرها له في عموده يوم السبت في الأهرام قائلا: «وصلتني هذه الرسالة من د. ممدوح حمزة حول ما كتبت حول طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، أريد أن أضع أمامكم الحقائق التالية حول المشروع، إن القوات المسلحة وتحديدا الشركة الوطنية للطرق لم تقم باستكمال الطريق الصحراوي بسبب وجود شبهة فساد أو إهدار للمال العام في تنفيذه، إنما تقوم باستكمال ما تبقى من أعمال الطريق وتشغيله وصيانته وفقا لعقد التزام أبرم بينها وبين الهيئة العامة للطرق والمباني –المالك الأصلي للمشروع بنظام الـ (Bot) يعود الطريق بعدها للهيئة، وذلك مقابل قيام الشركة الوطنية للطرق بالانتفاع لمدة خمسين عاما هي مدة الالتزام من عوائد تشغيل الطريق وأصوله، وتشمل عائدات رسوم المرور. الطريق تم استكمال الجزء المتبقي منه الذي لا يتعدى 10٪ من المشروع بالتصميمات نفسها التي قمنا بإعدادها. إن تصميم هذا الطريق يمثل علامة فارقة في هندسة تصميم وتنفيذ الطرق في جمهورية مصر العربية». ساويرس: الشعب المصري يريد الحصول على كل شيء بدون مقابل أما رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار خفيف الظل نجيب ساويرس فإنه في مقاله الأسبوعي كل أحد في جريدة «الأخبار» القومية قال متأففا من الشعب: «الشعب المصري يبحث دائما على ما يمكن الحصول عليه من دون مقابل، من دون عناء أو بذل مجهود. قد يكون هذا نتيجة سنوات الديكتاتورية الناصرية التي عاشها الشعب، منذ أن عرف الحياة السياسية الحقيقية بعد الثورة. فمنذ هذا العهد كان الاتفاق بين الحاكم والمحكوم كالآتي: سوف نوفر لكم المأكل والمسكن والعمل والشهادات، من دون أي عناء أو مجهود، مقابل ألا تطالبوا بديمقراطية في الحكم أو كشف حساب بما يفعله الحاكم وشركاؤه. كان هذا هو الاتفاق السائد أيام عبد الناصر تلاه السادات ومن بعده حسني مبارك… يتبعون كلهم الفلسفة نفسها، كلما احتج الشعب زادت المنح والهدايا. فالتعليم مجاني والشهادات سهلة يحصل عليها الجميع (تقريبا) والوظيفة مضمونة ومتاح للجميع، من دون تمييز المواصلات تقريبا مجانية والصحة بلا مقابل «وفي معظم الأحيان بلا علاج»، كل شيء إما رخيص أو سهل المنال». عودة الدولة للاستثمار إنذار للقطاع الخاص ولكن انتقادات نجيب وغيره من رجال الأعمال لن توقف خطة الدولة التي تسير فيها بالفعل، وهي زيادة وجودها الاقتصادي وهو ما جاء يوم الأحد أيضا في تحقيق في «الأهرام» المسائي لزميلنا محمد إبراهيم جاء فيه: « أصبح أكيدا بعدما كشفت خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة للعام المالي الحالي عن تراجع نسبة مساهمة القطاع الخاص إلى 57٪ مقابل 61٪ العام المالي ونحو 70٪ قبل خمس سنوات من الآن، عودة الدولة مرة أخرى للاستحواذ على حصة أكبر من الاستثمارات الكلية لترتفع نسبة مساهمتها إلى 43٪، ومن المتوقع أن تزيد مثلما حدث في العام المالي الماضي، فبحسب وزارة التخطيط يتوقع أن تصل إلى 59٪ بزيادة 16٪ عن المستهدف في الخطة. يبدو من وراء ذلك أن الدولة أرادت أن ترسل إنذارا للقطاع الخاص الذي فشل في الحفاظ على معدلات النمو ووضع الحكومة في حرج مع الشعب، بعدما ترك البلاد تتأرجح بين الامل والخيبة خلال الفترة الانتقالية، لذا قررت ان تعود لتقود عملية التنمية وترفع حجم الاستثمارات العامة لتحريك الاقتصاد الكلي وإتاحة المزيد من فرص التشغيل أمام الشركات والأفراد لامتصاص البطالة. ورغم التحديات الصعبة التي تواجهها الحكومة وفي ظل المخاوف المتصاعدة من ارتفاع عجز الموازنة وزيادة الدين العام، وكيفية سداد فوائد الديون المتراكمة، إلا أنها ـ بحسب من تحدثوا لـ»الأهرام المسائي» ــ قادرة على إحداث نجاح ملحوظ في خطة التنمية، رغم حالة الترهل التي تعاني منها أجهزة الدولة، لكن هذا لم يمنعهم من إبداء الكثير من الملاحظات، أبرزها، أنها لا تتفق مع النهضة الكبرى التي تحدث في مصر، عدم وجود اتجاه واضح لدى الحكومة للمشاركة مع القطاع الخاص رغم صدور القانون منذ سنوات وفي ظل نقص الموارد. هنا يثور التساؤل، هل تعود الحكومة للتخطيط المركزي وتتولى قيادة التنمية، اذن فمن يمول؟». حسنين كروم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
اللاذقية ـ «القدس العربي»: بعد تبرئة سليمان الأسد من قتله للعقيد حسان الشيخ المنحدر من ضاحية بسنادا، اجتاحت موجة من الغضب الساحل السوري وبدأت دعوات للتظاهر والاعتصام تظهر على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة على موقع «فيبسبوك» مطالبة بإعدامه، هذه القضية التي بدأت تتفاعل منذ نحو نصف شهر كان لها أسبابها البعيدة وتحمل في طياتها الكثير من المفاجآت في القادم من الأيام، كما يؤكد نشطاء لـ»القدس العربي» ومنهم عدنان الذي اعتقل لفترة طويلة في سجون نظام الأسد الأب، وأحد سكان اللاذقية الذي عاش سطوة سليمان الأسد على مجمل المدينة. يقول عدنان: لم يكن العقيد حسان الشيخ أول ضحايا سليمان الأسد، بل هناك ما يقارب 37 جريمة قتل قام بها سليمان الأسد علنا متحديا كل القوانين والأعراف الإنسانية، كما أن الكثير من قضايا الاغتصاب العلني والاختطاف بما يشبه السبي لأي فتاة تعجبه أينما كانت في الجامعة أو في السوق أو حتى في بيت أهلها لن تسلم شره، بمجرد أن تقع عينه عليها، لكن الجديد هو إحساس أهل الساحل، وبالأخص العلويين، بأنهم دفعوا دماء أبنائهم مجانا، وأن الأسد سيهزم وأن كل وعوده سترافقه للجحيم، كما أن الفقر المتزايد الذي يطال الجميع واستشراء السلب والنهب من قبل ميليشياته التي باتت تختطف الناس في وضح النهار زاد الطين بلة، وأرغم جميع الموالين بإعادة التفكير بسلوكهم تجاه النظام. ترهيب النظام مستمر والوجع ينفجر قد يظن البعض أن الأسد يتراخى مع مواليه ولا يقمعهم، كما فعل في باقي المناطق السورية، لكن نظام الأمن والسطوة لا يعرف سوى القمع كلغة يتحدث فيها، فقد اعتقل فرع الأمن السياسي في اللاذقية قرابة 60 شابا كانوا قد تظاهروا احتجاجا على مقتل العقيد، كما قام النظام بتصفية محمد الخطيب مدير مكتب إذاعة موالية للنظام في اللاذقية، بعد تغطية الإذاعة لقضية حسان الشيخ وإدانتها الواضحة لسليمان الأسد، لكن قرار المحكمة بتبرئة سليمان الأسد وروايتها لقصة لا يصدقها أصغر طفل في اللاذقية جعل الغضب ينهب قلوب الناس الذين أحسوا بأن قيمة الإنسان عند الأسد لا تتعدى الرقم والأداة. صفحات موالية قليلا ومعارضة كثيرا فقد باتت الصفحات التي كانت موالية للأسد تدعو للتظاهر، وتفضح الفساد الذي يملأ نظام الأسد، كما باتت تفضح أكاذيبه التي يسوقها على مواليه، واحدة تلوى الأخرى، ولا يستطيع أحد الآن أن يفرق بين موال ومعارضٍ بشكل واضح، إذ إن البنية الأسدية تنهار بشكل متسارع ولم يبق منها سوى عناصرها الأمنية التي تهدد الجميع، لكن ضغط الحياة وفجيعة الناس بأبنائها قد تجعل من هذا العامل هامشيا في الفترة القادمة، فدعوات التظاهر والاعتصام تستمر والظاهرة بدأت تتسع، فهل نشهد مظاهرات أو اعتصامات الثلاثاء القادم؟ أليمار لاذقاني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
تونس ـ «القدس العربي»: فوجئء المتابعون لنشرة الأخبار الرئيسية على القناة الأولى للتلفزيون الرسمي في تونس، والتي تبث يوميا في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، بإعلان مذيعة الأخبار زينة المليكي، ليل الثلاثاء، في ختام النشرة عن انسحابها من تقديم الأخبار بعد مسيرة طويلة دامت أكثر من عقد كامل من دون ان تقدم للمشاهدين أي تفسير أو شرح لدوافع القرار وأسبابه. وقالت المليكي موجهة خطابها لجمهور المشاهدين «وصلنا إلى ختام النشرة الأخبارية وبختامها أختتم مسيرتي في تقديم الأخبار» مقدمة شكرها لكل من ساهم «من قريب أو بعيد» كما قالت في تلك المسيرة. وكتبت مذيعة الأخبار ساعات بعد ذلك على صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك «لم اقدم استقالتي وسأواصل عملي بكل الجدية التي دأبت عليها منذ دخولي إلى هذه المؤسسة العريقة التي أكن لها كل المحبة، أما الأسباب فهي أولا رفضي تدخل فرع النقابة الوطنية للصحافيين بالمؤسسة في قسم الأخبار من خلال الضغط على الإدارة العامة للقيام بـ»كاستينغ» لاختيار المقدمين وإخضاع كل المقدمين سواء بالحضور أو عبر تسجيلات لهذا «الكاستينغ» من دون احترام لمسيرة في القسم دامت أربعة عشر عاما، وفي هذا إهانة لي من فرع النقابة ومن المؤسسة أيضا، فبعد النشرات والتغطيات المباشرة والبرامج التي عملت فيها لا يمكن ان اشارك في «كاستينغ» من المفروض ان يكون لوجوه جديدة تقدم الإضافة وتواصل المسيرة…». وفي أول تعليق على تلك الخطوة قال الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزيون التونسية في تصريح إلى موقع «آخر خبر أون لاين» أن «الشكل الذي اتبعته مقدمة الأخبار زينة المليكي في تقديم استقالتها هو استغلال غير قانوني لمرفق عام» مشيرا إلى ان ذلك يتعارض مع القوانين الداخلية للمؤسسة وأنه» يستحق المتابعة التأديبية» من قبل الإدارة كما قال موضحا أيضا ان مسألة الأقدمية لا تخول لأي صحافي داخل المؤسسة ان يحتكر وظيفة التقديم التلفزيوني. وردا على «الكاستينغ» الذي أجرته المؤسسة لاختيار مقدمين للأخبار قال المدير العام في التصريح ذاته بأنه» استجاب للشروط المطلوبة، وكان الهدف منه ضخ دماء جديدة لروح التقديم في التلفزيون». ولم يتسن الحصول على مزيد من التفاصيل من مقدمة الأخبار المنسحبة، لكن «القدس العربي» حصلت على معلومات من مصادر موثوقة، من داخل قسم الأخبار في التلفزيون التونسي، تؤكد ان تصرف المذيعة لم يكن رد فعل فرديا ومنعزلا بل كان القطرة التي أفاضت الكاس وأظهرت للعلن حالة من التململ والقلق ظلت تسود أوساط الصحافيين، خصوصا منذ الجمعة الماضي لما طلبت الإدارة من مقدمي الأخبار إجراء اختبار أو «كاستينغ» قرر معظمهم مقاطعته رغم تهديد الإدارة باقصائهم نهائيا من التقديم. وتفيد المعلومات الحصرية أن الغاية الحقيقية من وراء قصة «الكاستينغ» المفاجئ الذي قررته إدارة التلفزيون هي إعادة بعض الوجوه القديمة ومنحها من جديد مهمة تقديم نشرات الأخبار، خصوصا ان نشرة الثامنة مساء تحظى في تونس بنسبة مشاهدة مرتفعة وتعد مجالا رحبا للتنافس السياسي على كسب الرأي العام وتوجيهه. وبحسب المصادر ذاتها فإن فرع نقابة الصحافيين في التلفزيون هو من قام بالضغط على الإدارة لفرض ذلك «الكاستينغ» الذي من المفترض ان تظهر نتائجه خلال الساعات والايام المقبلة. وهي نتائج تقول المصادر التي اتصلت بها «القدس العربي» إنها محسومة سلفا لصالح وجهين تلفزيونيين بالذات، وهما وجه نسائي بدأ مسيرته في عهد الرئيس المخلوع بن علي وفرضه عبدالوهاب عبدالله الذي كان يدير الإعلام في تونس، في ذلك الوقت، ووجه رجالي شاب كان من المنتمين لطلبة «حزب التجمع» المنحل في عهد بن علي. وفي السياق نفسه، وتعليقا على انسحاب مذيعة الأخبار زينة المليكي قالت زميلتها في قسم الأخبار المذيعة نوال الزرقاني في تصريح لـ«القدس العربي» ان ما أقدمت عليه المليكي هو «رسالة مشفرة للشعب التونسي لإنقاذ قسم ال�[/size]