انتشر مؤخراً خبر توجيه «محكمة دينية يهودية» تهديداً إلى بابا الفاتيكان ينذره بالعودة عن قرار الاعتراف بدولة فلسطين وإلا فإن هذه المحكمة ستحاكم البابا في 20 أيلول/سبتمبر المقبل. المحكمة المذكورة تضم 71 حاخاماً يعتبرون أنفسهم حكماء إسرائيل ولهم تأثير كبير على حكومة تل أبيب وأحزابها وعلى اليهود المتدينين، ورغم أن هذه المحكمة لا تحمل صفة قانونية فالواضح أن إسرائيل تقوم باستخدامها سياسيا للضغط على حاضرة الفاتيكان، وتجلى ذلك في امتناعها عن إصدار موقف بخصوصها. تكتسب الحادثة المذكورة أهمّية كونها تحوّل الصراع من كونه سياسياً حول قضايا احتلال واستيطان وانتهاكات بشعة لحقوق الإنسان الأساسية إلى صراع دينيّ الأمر الذي يحمل دلالات مهمة. فمنذ هجمات تنظيم «القاعدة» في 11 أيلول/سبتمبر على برجي التجارة العالمي والبنتاغون، وما تبعها من ردّ فعل أمريكي غير مسبوق تجلى في احتلال بلدين مسلمين، أفغانستان والعراق، سادت العالم موجة طامّة من العداء للإسلام ومساواته بالإرهاب، الأمر الذي أدى إلى نتائج كارثية على العالمين العربي والإسلامي، ما زلنا نشهد عواقبه تتوالى حتى اليوم. أدّى طغيان مخيالات الصراع الدينيّ التي أججتها الهجمات وكذلك ردود الفعل الغربية عليها أن اضطرّت منظمات لا علاقة لها بالمسلمين حتى، مثل الجيش الجمهوري الإيرلندي، للانحناء أمام العاصفة الرهيبة فغيّرت بسرعة من سياستها، فيما استغلت إسرائيل الأمر إلى أقصاه وقامت بتجريم نضال الشعب الفلسطيني ضدها في خلط متعمّد بين هذا النضال والإرهاب. في الوقت نفسه فإن استهداف إسرائيل للمسيحيين الفلسطينيين لم يتوقف منذ بدايات المسألة الفلسطينية، وجاءت إجراءات تل أبيب أمس لاستكمال بناء الجدار العنصري العازل في بلدة بيت جالا المسيحية، ضمن خط من أطوار القمع تتناوب عليه الدولة مع منظمات الإرهاب اليهودي مثل «تدفيع الثمن» التي قامت في حزيران/يونيو الماضي باستهداف كنيسة «الخبز والسمك». تشكل نضالات المسيحيين الفلسطينيين خاصرة طريّة موجعة لإسرائيل، وهي إلى كونها جزءا من النضال الفلسطيني العامّ ولكنّها تشكل موضوع قلق خاص لإسرائيل لأسباب عديدة منها أن وجود المسيحيين ونضالهم ضد إسرائيل يقوضان أساطير الصهيونية المسيحية (الأمريكية خصوصا) التي تستخدم تأويلات العهد القديم لتعزيز مكانة إسرائيل وإلغاء أصحاب الأرض المسلمين منهم والمسيحيين، بتبنيها لمفهوم «أرض الميعاد» الصهيوني، وباعتبارها قلعة «المسيحية الغربية» الواقفة بوجه «البربرية الإسلامية». وجود المسيحيين يجعلهم عقبة كأداء تمنع إسرائيل من إجمال نضال الفلسطينيين في المعادلة المبسطة التي تساوي بين المسلمين والإرهاب، وحين ينضاف إلى ذلك اعتراف الفاتيكان الوازن عالمياً، باعتباره المرجعية التي تمثل عددا هائلاً من أتباع الديانة المسيحية، بفلسطين، نفهم خطورة العامل المسيحي في المعادلة الفلسطينية. تجرّ مبادرة «حكماء اليهود» الـ71 ضد بابا الفاتيكان الصراع نحو حقل الخلافات الدينية وهي خطوة سترتد بالضرورة على إسرائيل لأنّ محاولتها إرهاب المرجعية الكبرى لمسيحيي العالم وإخضاعها للرؤية اليهودية – الصهيونية لقضايا العالم، يكشف طبيعتها الشمولية ويخرق منظومتها الدعائية المزيفة التي سمحت لها، تحت غطاء دوليّ سميك، في تمرير إرهاب الدولة الوحشيّ ضد الفلسطينيين. إنذار البابا من قبل حاخامات يهود متطرّفين هو تشريع دينيّ لإجرام «تدفيع الثمن» لن يفعل غير مدّ نيران الصراعات الدينية العالمية بالحطب اللازم. رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
رواية غسان كنفاني «رجال في الشمس»، 1962، تنتهي عند أبو الخيزران، سائق الصهريج، بسؤال سوف تتلقف أصداءه صحراء الكويت أيضاً: «- لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟». وعندما شاع خبر الـ71 لاجئاً سورياً (59 رجلاً وثماني نساء وأربعة أطفال)، الذين عُثر على جثثهم داخل شاحنة أوروبية، على طريق سريع في النمسا؛ لم يملك الكثيرون دفع إغواء العودة إلى رواية كنفاني، واستعادة السؤال ذاته: لماذا لم يدقوا جدران الشاحنة؟ لكنّ طارح السؤال بصدد هذه المأساة السورية لسنة 2015 يعرف، مثل أبو الخيزران بصدد المأساة الفلسطينية قبل 60 سنة، أنّ الجواب واضح، في حدوده الدنيا مثل تلك القصوى: خوف المختبئين في الشاحنة/الصهريج من افتضاح أمرهم، وبالتالي انكسار أحلامهم في الوصول إلى برّ الأمان (النمسا ثمّ ألمانيا أو الدنمارك أو السويد، في المثال السوري؛ والكويت، في المثال الفلسطيني). وإذا كانت إسرائيل والنكبة، ثمّ الأنظمة العربية في الخلفية، هي المسؤولة عن اختناق الفلسطينيين الثلاثة، أبو قيس وأسعد ومروان؛ فإنّ نظام بشار الأسد هو المسؤول، أولاً وثانياً وعاشراً، عن مقتل السوريين الـ71، قبل أن يتحمل النظام العربي بدوره، أسوة بما يُسمّى «المجتمع الدولي»، قسطاً من المسؤولية؛ لعلّه أعلى، في الدرجة الأخلاقية والحقوقية أوّلاً، من مسؤولية المهرّب أو سائق الشاحنة الأوروبية. ورغم ذلك، على ضفة أخرى من احتمالات ما جرى داخل الشاحنة، وحتى تتضح ملابسات أخرى للواقعة الرهيبة؛ الأرجح أنّ الكثيرين بادروا بالفعل إلى قرع الجدران، وربما الصراخ بأعلى الصوت، إنْ لم يكن من أجل المقاومة الغريزية في وجه الموت، فعلى الأقلّ من أجل الدفاع عن الأطفال داخل المحبس. هل تبدد القرع، مثل الصرخات، في أرجاء غابات صمّاء، وعلى إسفلت صاخب ضاجّ لكنه أصمّ أبكم أعمى أيضاً؟ أم أنّ أحداً لم يبادر إلى ترجمة دلالة الموت الفيزيائية المحضة، لأصوات غريبة اللكنة، لم تكن سوى حشرجة احتضار آدمي؟ أم أنّ السامع خطرت له خواطر شتى، لكنّ أياً منها لم يبلغ عنده ذلك المستوى المرعب الذي يتيح التنبّه إلى طراز فريد من فناء بشري جَمْعي، وحشي وبهيمي، هولوكوستي بامتياز؟ ولقد توفّر لنا، نحن السوريين، ناطق سفيه مثل أدونيس، منحلّ الضمير، حليف للقتلة ومجرمي الحرب، ازدرى السوريين الذين يهاجرون من بلدهم: «في سوريا مثلاً، فإن ثلث الشعب هاجر. لا يوجد شعب في العالم يهاجر ونستمرّ في تسميته بأنه شعب ثوري»، قال في حوار مع «السفير» اللبنانية. من الإجحاف، بالطبع، أن يضع المرء كلاماً في فم أدونيس لم يصرّح به، أو لم يفعل بعد؛ ولكن، في القياس على موقفه من الشعب الذي يهاجر، ما الذي يمكن أن يقوله عن شاحنة النمسا؟ ليس ذاك السؤال الذي تردد تلقائياً: لماذا لم يدقوا جدران الشاحنة؟ بل السؤال الآخر: لماذا جازفوا بالدخول إلى الشاحنة؟ أو، على نحو أكثر وفاءً لـ»فلسفة» الهجرة عنده: لماذا تركوا بلادهم وهاجروا، أصلاً؟ ألم تكن براميل الأسد، وسمومه الكيميائية، وطائراته الحربية… أولى بهم؟ ألم تكن نصال «داعش» أرحم من الموت اختناقاً، داخل شاحنة، في بلاد الغربة؟ في المقابل، لم يتوفر لنا، نحن السوريين، ضمير غربي من طراز إرنست همنغواي؛ المراسل الصحافي الشاب الذي كان يكتب لصحيفة كندية مغمورة، وصاحب تقرير شهير بعنوان «الموكب الصامت المروع»، وصف فيه نزوح آلاف اليونانيين من القسم الشرقي لجزيرة ثراسي، أُغلقت في وجوههم الحدود البلغارية، ولم يتبق أمامهم سوى مقدونيا والقسم الغربي من ثراسي ذاتها. كان همنغواي يغطي أحداث شبه جزيرة البلقان من أدريانوبل وإسطنبول، وكان في الثالثة والعشرين من عمره، لكنّ تقريره ذاك وضع اسمه على كل شفة ولسان في أوروبا، ليس بسبب موهبة مبكرة جلية وساطعة، فحسب؛ بل، كذلك، لأنّ النصّ انقلب إلى ضمير صارخ في البرّية، ترددت أصداؤه في النفوس. يتيمة هذه الانتفاضة السورية، إذاً، حتى في مستوى استيقاظ الضمائر الغربية على عراء مواكب السوريين في مقدونيا، أو جدران الشاحنات في النمسا. القاتل الأوّل هو نظام الأسد، والسوريون كفيلون به، قصر الزمان أم طال؛ وأمّا المنشغلون، عمداً، عن سماع ما يُقرع على جدران الخزانات والشاحنات، وما يتلقفه البحر وتبتلعه الوديان السحيقة، فإنّ سجلات العار التي سطّرها التاريخ، على امتداد قرون وقرون، لن تغفل عن تدوين حصتهم في صناعة الفظائع. صبحي حديدي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
على قناة «اليرموك» في عمان ومحطة «الأقصى»، وخلال أسبوع واحد فقط يمكن رصد الفيلم المألوف نفسه عند بعض اخوتنا في الحركة الإسلامية. الشيخ همام سعيد رجل أنا احترمه شخصيا ودافعت عن حقه في تولي منصب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، ووقفت وأقف معه ضد الإستهداف المنظم، ولكن حديثه عن إستعداد الجماعة لتكون طليعة تحرير المسجد الأقصى وتهديده لإسرائيل بالرحيل وإلا ستتحول فلسطين لمقبرة موضوع آخر. لا أعرف سببا سياسيا وجيها يدفع الشيخ المحترم لتكرار مثل هذه الإسطوانة التي لا طائل منها ولا أعرف كمواطن أثق بالإخوان المسلمين وأدافع عن حقهم في التعبير والتنظيم «حكمة» مقنعة في هذا الخطاب الذي يذكرني بقصة «تجوع يا سمك» للخالد الذكر المذيع خالد سعيد. لو كان صاحبنا لديه الإمكانية لتحرير فلسطين فعلا فما الذي كان ينتظره طوال نصف قرن قضاها خطيبا في شوارع عمان… حتى لا يفهمني أصدقائي من الإخوان وهم كثر بصورة خاطئة أقول: ما دامت الأمة العربية بأخوانها وخصومهم لا تستطيع صناعة إطار السيارة التي نقلت الشيخ سعيد إلى ضاحية الياسمين في تظاهرة دعم الأقصى فكيف سنهزم إسرائيل؟! وما دامت «حذوة» الحصان الذي إستقبل الشيخ سعيد في الكرك مصنعة في الصين، فالسمك الإسرائيلي سيبقى مسترسلا في حالة الشبع. أكيد لن يحصل ذلك بواسطة صواريخ القسام الكرتونية التي يحملها بعض فتيان الإخوان المسلمين وسط عمان بغرض إستفزاز رئيس البلدية؟ أعصاب محمود الزهار مسألة أخرى.. لا أفهم ما الذي يضغط بصورة محددة على العصب الحيوي للشيخ محمود الزهار حتى يظهر مرتين على الشاشات في يومين متحدثا في الأولى عن «جيش عرمرم» لحركة حماس سيحرر كل فلسطين قريبا ويطرد إسرائيل وفي الثانية عن قرب «حسم المعركة» لصالح حماس في الضفة الغربية.. المقصود دوما تحرير الضفة الغربية من حركة «فتح» وليس من إسرائيل. عن جد مش فاهم مثل هذه التصريحات تخدم من وماذا؟ صديق مطلع يبلغني بأن حفل عرس إبنة أحد وزراء السلطة الفلسطينية مؤخرا تخلله إطلاق كمية هائلة جدا من الرصاص كفيل بتطهير ثلاث مستوطنات على الأقل لو إستعمل ضد المحتل. التخلف مثل الإرهاب شامل وعام ولا دين أو حزب له وهذه الأمة تشعرك بأنها مبتلاة في معارضتها وأنظمتها في الوقت نفسه. الطاغية وإستقلالية القرار هل يجوز لطاغية التحدث عن «القرارالمستقل»؟ خطر في ذهني هذا السؤال وأنا أستمع للديكتاتور السوري بشار الأسد وهو يتحدث عن «إستقلال» الأردن في تعليقه على سؤال «مسقع» لمذيع محطة «المنار». لن أتحدث عن القرار المستقل في بلدي فحتى الحكومة لا تردد هذه الإسطوانة المشروخة ولا تتشدق بها كما يفعل النظام السوري والعالم يعرف ويعترف بعدم وجود دولة مستقلة في العالم الثالث كله. في كل الأحوال لا تدعي عمان السياسية أنها لا تدور في الفلك الأمريكي لكن الأردن الرسمي على أقل تقدير يوفر الحماية لشعبه والدولة الأردنية تفهم معنى الكرامة ولا تجازف في إدخال الدب لكرمها كما يفعل ديكتاتور دمشق. البلد المستقل لا يقصف شعبه بالبراميل ولا يوجد أردني واحد ضمن أساطيل الموت في المحيطات والبحار التي تعج بسوريين هاربين من «سورية المستقلة». صاحبنا فاهم غلط وببساطة شديدة كمواطن عربي أقول من يوفر الحماية الشخصية له ولعائلته الحرس الثوري الإيراني لا يمكنه التشدق بقصة القرار المستقل فحتى الجيش السوري يتلقى اليوم التعليمات من حزب الله ومن موسكو. عين الحلوة فضائية «المستقبل» اللبنانية تحدثت بكثافة وفي برامج عدة عن أخبار الصراع المسلح في مخيم عين الحلوة.. في التقارير المتلفزة وكذلك في المطبوعة ترد عبارات تثير السخرية مثل هجوم مسلح للسلفيين على «براكيات حركة فتح».. وهجوم على محور شارع «شاتيلا» ومعركة بالقرب من مقبرة المخيم وقرب مركز الطوارىء.. شر البلية ما يضحك الإخوان جميعا عايشين في زرائب عمليا، وفي أماكن هامشية ومهمشة ومشردين بسبب إسرائيل.. كل ذلك لا يقنعهم بنقل البندقية للعدو الحقيقي.. فعلا «في جهنم وبيتشاجروا»! حملة ضد ناصر جودة الموقف متباين قليلا عندما يتعلق الأمر بتركيز كاميرا التلفزيون الأردني على وزير الخارجية ناصر جودة وهو يشارك في لقاءات وحوارات موسكو المهمة بعد حملة منظمة ضد الرجل إضطرت بعدها صحيفة «الغد» للإعتذار وتوضيح موقفها بأنها لا تقصد الوزير النشط في خبرها المبهم والغريب المتعلق بالحكاية التالية «.. مسؤولة أممية تقدم شكوى تحرش بحق مسؤول أردني كبير». الصحيفة المحترمة خرجت عن العادة والسكة وقلدت الصحافة إياها وسط أنباء عن عدم وجود رئيسة التحرير الأصيلة على مكتبها في يوم نشر الخبر. كان لافتا جدا أن الخبر الذي أثار ضجة وتطرقت له بعض حواريات محطة «رؤيا» المحلية برز وللصدفة بعد زيارة قامت بها سفيرة واشنطن لصحيفة «الغد». مدير مكتب «القدس العربي» في عمان بسام البدارين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
عاشت الجمهورية الثانية بزمنين: واحد منذ دخول معظم الاصلاحات الواردة في اتفاق الطائف كمقدمة وتعديلات إلى متن الدستور وطيلة سني الوصاية العسكرية والأمنية السورية على لبنان، وزمن ثان بعد جلاء الجيش السوري وانشطار اللبنانيين بين 8 و14 آذار وصولاً إلى المتاهة الحالية، مع تمادي الشغور الرئاسي، وقبله تعطل الانتخابات النيابية وتمديد المجلس لنفسه مرتين قضى المجلس الدستوري نحبه في احداها، وحالياً انكشاف كم من الاستهتار الحكومي في التعاطي مع كارثة النفايات، ثم في التعاطي مع المحتجين على هذا الاستهتار، ما أدى إلى مضاعفته، والى توسيع رقعة الاحتجاج نفسها أضعاف أضعاف، إلى الدرجة التي فاضت معها الساحات بالجموع المنتفضة على ما تشعر أنه اذلال لها، وعلى ما يحاول اكثر من جهبذ حرفها عنها، بدعوى أنه شعار اما مستهلك، واما غير صالح لبنانياً، عنينا شعار «الشعب يريد اسقاط النظام». وهكذا، تجرّدت حملة «فكر يومي» ينعق كطائر البوم على اوراق الصحف، ويتفنن في الوعظ الأبوي للشباب بلا حتى عدة النصب التي اسمها «رصانة»، ممتهناً الـ «تفسير الزائد» للشعار. وكل هذا يصلح تسميته «بالتفكيكية المبتذلة» التي شاعت ضد الحراك الاحتجاجي هنا وهناك، والانكى من ذلك، التي تخيّل المروجون لها انه كان يمكن للاحتجاج واتساع دائرته ان لا يحصلا، والناس تبقى تأكلها النفايات، وعمليات الطمر العشوائية تكشف عن تخبّط فظيع واستعداد لامتناهي للنفاق والدجل. ثمة نظام كامل من الكذب لم تفعل الحركة الاحتجاجية حتى الآن سوى افتتاح مسيرة يفترض ان تكون طويلة وصبورة من أجل استنزافه. منطقياً، «الشعب يريد اسقاط النظام»، قضية صائبة. ان لا يكون هناك «شعب» او «نظام» او ان يكون فهذا لا يبدّل شيئاً في صحة القضية. هناك طرفان. هذا ما يريد قوله حملة هذا الشعار. يستعيرون للاول اسم «شعب» وللثاني اسم «نظام» كما يفعل اي كان عندما يريد ان يتحدث عن شيء. الفرضية ان هناك طرفا متضررا من الطرف الثاني ويريد تخريب لعبته، أي نظامه. «الشعب يريد اسقاط النظام»، أي اللعبة، النظام – اللعبة. والشعب أيضاً يريد اللعب مع النظام، امطار مرماه بأهداف محققة. فما الضير في ذلك؟ الشعبوية؟ هذه طبعا موجودة بنسبة ما في اي حركة احتجاجية جماهيرية. لا عجب. لكنها تبقى شعبوية حميدة طالما لم يظهر الزعيم الكاريزمي بين الشعب ليقول انا والشعب وحدة صوفية كفاحية، وتلك الشعبوية التي لا تحمد عقباها. في المقلب الآخر، يعاني الحراك اللبناني من مشكلة انتفاضات الربيع العربي كلها: من فرط احتقان الناس ضد الزعامات السياسية المسؤولة عن تخريب أمنها وسلامتها وبيئتها وكهربائها الخ، لا يسهّل الحراك انبثاق قيادات سياسية جديدة من الجيل الجديد، بما يتجاوز القيادات التنسيقية والإعلامية للحراك. أزمة الحركات الشعبية في بلادنا العربية منذ أربع سنوات هي أزمة صعوبة انبثاق قيادات جديدة (وفي المقابل، كردة فعل على ذلك في جزء منه، انبثاق خلافة وامارة بين التنظيمات الجهادية). وبالطبع، يمكن الاستفهام عن أي نظام يراد اسقاطه، طالما أنّ الأنظمة العربية، تعرّف بأنها نظام الديكتاتور فلان الفلاني، وليس في لبنان مثل هذا، إذا ما نحينا مؤقتاً الهالة الديكتاتورية حول زعيم «حزب الله» السيد حسن نصر الله، بل ليس في لبنان رئيس دولة منذ عام ونصف، وهذا عنصر أساسي من المشكلة الحالية. لكنها ليست مسألة ميتافيزيقة من نوع «هل الفراغ نظام؟»، انها مسألة ملموسة إلى حد كبير قدر ما هي مبهمة في بعد آخر. عندما يصرخ عشرات آلاف اللبنانيين المحتشدين في شوارع وسط العاصمة، وبأعلى الصوت، مستعيدين «الشعب يريد اسقاط النظام» بشكل أو بآخر، فانهم يفعلون ذلك من موقع الملموسية: فليس يعقل ان يشعر فرد، فكم بالأحرى عشرات الآلاف، بأن ثمة نظاما من الشخصيات والقنوات والقوى والأشخاص يعادي مصالحهم وأرزاقهم وأمنهم وسلامتهم وصحتهم ثم يأتي أحد ما ليقول «ليس ثمة نظام». ان يقول نظام عن نفسه، «انا لست نظاماً»، «انا وهمي»، وان يقمع من يقول عنه «انت نظام». فكل هذا يعني ان ثمة نظاما ما. طبعاً، «الشعب» يصبح بذلك في موقع «اسقاط نظام ما». نظام ستتضح معالمه تدريجياً كلما اتسعت الحركة الاحتجاجية اكثر، وهي مرشحة لذلك لأن الحكومة التي تمثل كل الاطراف السياسيين الاساسيين باستثناء «القوات» وقعت في ملف من الصعب ان تخرج منه، هو ملف القمامة. لكن هذا النظام ليس مبهماً لهذه الدرجة كي نظل نقول «نظام ما» او كي يقال عنه «الطبقة السياسية». هذا النظام هو أيضاً مرحلة من عمر كل واحد منها: انها الجمهورية الثانية بقسميها، بزمنيها، ما قبل وما بعد 2005. هذه الجمهورية الثانية ما عاد لها بعد اليوم ذرة تسويغ يمكن ان يشبّه بمفهوم الشرعية. الناس اسقطت بالفعل آخر شبهة شرعية عن الجمهورية الثانية، وبشكل اساسي طعنت في شرعية استمرارها، بالتوازي مع طعنات ذاتية تسدّدها مؤسسات الدولة وأجهزته لنفسها في آخر سني الجمهورية الثانية هذه. لا يعني هذا انّ الانتقال إلى جمهورية ثالثة هو «كلمة بالفم». فقط، يمكن ان يطرح السؤال على المتحاملين على ارادة التغيير الجدي في لبنان، لماذا يمكن ان يطرح شعار «العبور إلى الدولة» كمرحلة تاريخية، بمعنى تأجيل كل مسألة إلى ما بعد حل مشكلة سلاح «حزب الله»، ولا يمكن ان يطرح شعار العبور إلى عقد اجتماعي بيئي جديد كشعار لمرحلة انتقالية، تدريجية، تنطلق من ضرورة اعتراف الجميع بأنّ مؤسسات الدولة وأجهزتها باتت جميعها ما بين حالة فراغ وشغور وبين حالة موت سريري، ولا يمكن شحن بطارية «الجمهورية الثانية» بعدها بالحد الأدنى. ٭ كاتب لبناني وسام سعادة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
منذ فترة سألني أحد القراء، من المعتادين على سؤالي من حين لآخر، عن أشياء كثيرة تخص الكتابة والقراءة، وكان يكتب القصة القصيرة، وسألني عن رأيي في الكاتبة الكندية المخضرمة أليس مونرو، التي حصلت على نوبل للأدب منذ عامين، ولم أستطع إجابته، ذلك ببساطة أنني لم أكن قرأت شيئا لأليس مونرو، ولا فكرت في قراءة شيء، ولم أكن أقصد عدم قراءتها هي بالتحديد، لكني ابتعدت عن قراءة القصة القصيرة منذ زمن، بسبب ما نالها من تنكيل في السنوات الماضية، بحيث أصبحت القصة القصيرة، تبدأ مثلا بشخص يحك رأسه، وتنتهي في السطر التالي بالشخص نفسه، وما زال يحك رأسه، وكتبت مرة عن تلك القصة التي وصلتني من كاتب لا أعرفه، وكان عنوانها مكونا من ثلاثة سطور، بينما هي في سطر واحد فقط. لكن وتحت ضغط ما يشبه الإحساس بالجهل من عدم قراءة كاتبة مهمة مثل أليس، بدأت أقرأ لها، واكتشفت أن القصة القصيرة في عوالمها، شديدة التوهج والجبروت، وتستطيع إذا ما مدت حبالها قليلا أن تصبح رواية غنية بالأحداث والتفاصيل، أيضا يوجد لديها ما يسمى بالمتواليات، بمعنى أن بطلة القصة تنتهي قصتها، لتقلب الصفحة وتجدها في قصة أخرى، فيها العوالم السابقة نفسها، من شوارع وبيوت وأشخاص مؤثرون، لكن الحكاية تختلف وهكذا. اللافت أن أليس في ما قرأته حتى الآن، تمسك بشدة بعالم المهمشين: العمال الفقراء، الذين يسكنون بيوت الخشب والصفيح، في الأحياء الفقيرة، وأطراف المدن، الذين يتحدثون بلغة الفقر في مأكلهم وملبسهم، وتفاصيلهم الصغيرة والكبيرة، والذين إذا تعلموا فإنما يتعلمون بمشقة في مدارس لا يهتم أحد إن كانت مؤهلة لاستقبال التلاميذ أم لا؟ إن كان من يدرسون فيها، مدرسين حقيقيين أم هواة مستهترين، سيقضون أوقاتهم في التثاؤب أو الصياح، أو التحرش بالتلاميذ والتلميذات. ولأن الكاتبة من جيل بعيد، ألم بتفاصيل حقيقية لم تشوهها التكنولوجيا الحديثة، ولا دخلتها شوائب من الإنترنت، والهواتف المحمولة، وحتى الكهرباء العادية، أحيانا، نستطيع أن نشم روائح المكان بسهولة، الدرب الوعر يبدو وعرا مليئا بالحفر والأوحال بصدق، الحصائر المتسخة في البيوت القذرة، ستبدو كذلك، وحتى وصف المراحيض العمومية، في المدارس والأسواق، سيبدو وصفا حقيقيا لما كانت عليه الصحة العامة في زمن ما، ولو كتبت هذه القصص اليوم، فقطعا لن يكون الهامش المذكور فيها، هو الهامش القديم نفسه، فلا بد من تغير، خاصة أن الكتابة عن بلد كبير ومتحضر، وصناعي، ومن بلاد الغرب الأشد جذبا للهجرة إليه من العالم الثالث المثخن بالفقر والحروب. كتابة الهامش هذه، عند أليس مونرو وغيرها من الروائيين حول العالم، وحتى في البلاد العربية، دائما ما تبدو للقراء أشد حرارة، ودفئا كما لو كانت كتابة فاخرة عن الفخامة وتوابعها من قصور ويخوت وسيارات، وأسفار مخملية هنا وهناك. دائما ما تشد تفاصيل البيوت الضيقة، والأنفاس الحارة المتلاصقة، والأفواه الجائعة وغيرها من أدوات رسم المأساة، قراء أكثر، وتعليقات أكثر في تلك المواقع التي تهتم بالقراءة، وتقصي الإصدارات الجديدة. بالطبع هناك من يفعل العكس، أي يتفاعل مع كتابة الفخامة، والمركز المزدحم بالعطور والمكياج، والوسائد الناعمة أكثر، لكن قصدت أن أغلبية من يتفاعلون، يبحثون عن الهامش الدامي، أو الهامش الذي سيصبح مأساة، أيضا تجد معظم الروائيين، وحتى لو لم يكونوا من سكان الأحياء الفقيرة، أو سكنوها وترعرعوا فيها ذات يوم، يبحثون عن تفاصيل تلك الأحياء، وملامح سكانها، ليكتبوها في قصصهم، وبذلك يحصدون تعاطفا أكثر، وتحصد شخصياتهم المأزومة ما يشبه العطف الكبير عليها، وأن هناك من يتمنى لو قدم لها شيئا. تفاصيل الهامش في رأيي الشخصي، أكثر ثراء من تفاصيل المركز الثري ماديا، بمعنى أن الثراء المادي هنا، يتم تعويضه بالأحلام، ومحاولات الحصول على موقع متميز في الحياة، ومعروف بالطبع أن تفعيل الخيال، في حد ذاته مادة خصبة توحي بالقصص، فالعسكري المسكين الذي يقيم في حي النور الشعبي البعيد، في مدينة بورتسودان، مثلا، ويذهب إلى وحدته محشورا في المواصلات العامة، يستطيع بسهولة شديدة، وبشيء بسيط من الخيال والخيلاء، أن يبدو في وسط الحي جنرالا، وبذلك فهو مادة ذات تفاصيل يمكن التقاطها، وقد عرفت واحدا، من سكان حي النور، كان يعمل ساعيا بسيطا في مستشفى بورتسودان، حيث كنت أعمل، يصنع الشاي والقهوة، ولا يبدو أكثر من أي شخص عادي بلا أي إيحاءات، لكنني حين صادفته مرة في حيه، كان مختلفا تماما، كانت ملامحه كلها غطرسة، مشيته بترفع، وجيوبه محشوة بأدوية الأسبرين والبندول، وحبوب الملاريا، ويناديه الجيران بلقب: الدكتور. إذن هنا ثمة خيال، عمل هذا الساعي البسيط على تفعيله بقوة، ووصل به بالفعل إلى درجة الطبيب التي لن تتحقق بالطبع على أرض الواقع، ما لم يكن ثمة جهد يبذل وسنوات طويلة تضيع في الدراسة. أيضا كتبت عن تلك المرأة عواطف، التي عشقت عالم الرجال، رغم أنوثتها الواضحة للجميع، وأنها كانت زوجة ذات يوم. حيث قصت شعرها، وارتدت الثوب والعمامة، وأطلقت على نفسها اسما ذكوريا كان منتشرا في حيها، ولا تسمح لأحد بمناداتها داخل الحي بغيره، لكن حين تذهب إلى وسط المدينة أو تضطر لتوجد في مكان تغشاه المرأة فقط، مثل أقسام النساء في المستشفيات، أو العزاءات داخل البيوت، فهي امرأة، بثياب النساء. هذه ليست شخصية مجنونة كما قد يعتقد من لا يعرفها، لكنها شخصية غنية، وتحتاج لمن يتغلغل في خيالها، صانعا منها مقاطع مدهشة. في سياق الحديث عن الهامش الجاذب، أو البلاد الفقيرة الدامية، الجاذبة أبدا للقراءة والكتابة، أرى على سبيل المثال فقط، بلادا مثل أفغانستان، التي لم تنهض من كبواتها قط، من زمن احتلال الروس، إلى عهد الطالبان المتوحش، إلى زمن تحررها الذي لم يأت بأي ثمار. هذه البلاد كتبت كثيرا جدا، كتبت بأقلام أبنائها مثل: عتيق رحيمي، وخالد حسيني، وكتبت بأقلام غريبة استثمرت ضعفها وخرابها، والملاحظ أن كل ما كتب كان ناجحا على مستوى الكتابة والقراءة. «حجر الصبر» لرحيمي، رواية ناجحة، «عداء الطائرة الورقية» لخالد حسيني ناجحة، وحتى «سنونوات كابل»، الرواية التي لم أحبها لياسمينة خضرا، نجحت على مستوى القراءة. كاتب سوداني أمير تاج السر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
هناك دوما محطّة ما من ماضينا نتوقف عندها بشكل دائم. فلاش باك ضروري في حياتنا، بعضنا يظل واقفا في محطات الماضي ويتنقل بينها من دون أن يهتدي للقطار الصح لينتقل إلى حاضره. الماضي بما فيه من شقاوة الطفولة ومغامراتها وسقطاتها وصدماتها وضحكاتها، يبقى الفهرس الحقيقي لباقي حياتنا. شاء من شاء وكره من كره فالماضي له تأثيراته البعيدة في كل سلوكاتنا.، سواء تعلّمنا من دروسه أو لم نتعلّم، سنتصرف وفقا لمنظورنا الشخصي، وتحليلنا الخاص له. قبل الماضي نحن لا شيء، لذلك هو كل ما نملك لنعيش سفرنا الحياتي الغريب. نحمله مثل حقيبة سفر، ونفرده في كل مرة لنرتديه كما نرتدي أثوابنا. لا معنى لحياة شخص فقد ذاكرته فجأة، فالماضي دعامته الوحيدة ليستعيد هويته ويقلع من جديد. في حالات كثيرة يكون الماضي أثقل من الشخص نفسه، يجره الشخص جرّا، فيتعثّر ويسقط ويعاود الوقوف، ويسقط ثانية وثالثة ورابعة، وحقيبة الماضي تنهكه حتى تقصم ظهره. في أحيان أخرى الحقيبة هي التي تجرُّ الشخص، وتلقي به في أعماق سحيقة لا نور فيها ولا بصيص أمل. كيف نتعامل مع الماضي؟ الحكمة التي تقول « لا ترد على الماضي لأنه لن يخبرك بشيء جديد» حكمة قوية، ولعلّها الأنسب لكل الذين لا يعرفون أن يخرجوا من دهاليزه، لكنّها أيضا تخالف حكمة أخرى تقول «من ينسى ماضيه يكرره في الغالب بكل أخطائه». عند البعض الماضي مثل مساحة كبيرة من الآثار العظيمة، وكلما نقّب فيها وحولها وجد كنوزا ثمينة، ذلك ما يجده الكاتب مثلا في ماضيه مهما كان بائسا، ويجده أيضا السينمائي وصانع الدراما وغيرهم من مبدعين. وخزة الماضي تظلُّ بالنسبة لهم تلك الوخزة التي تعطيهم دفعا جامحا للعطاء. ويبدو جليا أن تشكيل الماضي من طرف المبدعين يجعلهم أكثر حساسية وشفافية، فينتجون دوما ما يدهشنا فعلا. وإن كنت أحفظ لإيليا أبوماضي هذا البيت «إن كنت مكتئبا لعزٍّ قد مضى * هيهات يرجعه إليك النّدم» فإني حفظته حتى لا أتوقف عن عتبة شيء خسرته. فأحيانا الخسارات أعباء تخلّصنا منها لكننا لا ندرك ذلك. في الحب يبدوالماضي دوما شائكا. أحيانا يأخذ أحجاما أكبر من حجمه الحقيقي. نخسر في الحب فنبقى هناك. نحسب ما خسرناه من صدق واهتمام ووقت… يسرق الحب أعمارنا، لهذا لا نعرف أن ننسى بسهولة، وهذا يعني أن الزمن هو أثمن ما نملك، غير ذلك كل كنوز الدنيا لا تعني لنا شيئا أمام فقداننا لثروة تسمى «العمر». البكاء على عمر مضى، والبقاء في متاهته يعني بشكل ما «الحياة موتا» لهذا يجدر بنا ربما أن نختار طريقة إيجابية لإنقاذ أنفسنا من مخالب الماضي حين يستشرس ويلتهمنا من دون رحمة. يقول الكاتب الروحاني الكيبيكي ملكي ريش: «ننهار حين نغذي الجانب السلبي فينا، وننجح حين نغذي الجانب الإيجابي فينا، والأمر ليس بالصعب، فالخيار دوما في أيدينا» وهذه هي الأعجوبة الإنسانية الوحيدة التي تظل ملكا للإنسان وحده. والعجيب أن الجميع يمتلكها، لكن البعض يفضل أن يدفنها في أعماقه ليبقى اتكاليا على غيره وينسب فشله دوما لتدخلات غيره في حياته، وهذا يسهّل تبرير فشله أمام الناس، لكنه أمام نفسه يتبين له بوضوح أنه فاشل، مما يعقد الأمور أكثر. وحتى لا نبتعد عن موضوعنا الرئيسي وهو الوقوع في مخالب الماضي وعدم الإفلات منه، دعونا نبحث معا، من منا لم يعش تجارب مريرة في ماضيه؟ كلنا عشناها، لكن هل فعلنا شيئا حيال ذلك، لنشحن أنفسنا بطاقة إيجابية توقف زحف الماضي على حاضرنا وإتلافه، كما يفعل الجراد حين يزحف على مساحات خضراء شاسعة؟ في فيلم «في مهب الرّيح» الذي تعرفه أجيال وأجيال، ونعيد مشاهدته كلما صادفناه على إحدى فضائياتنا، لا نرى معاناة الكاتبة مارغريت ميتشل، التي حوّلت معاناتها إلى رواية والرواية تحوّلت إلى فيلم لا يموت. صحيح أن الرواية روت فظاعات الحرب الأهلية، لكنّها أيضا روت بالتفصيل الممل فظاعات الخيارات السيئة في الحب، من خلال تجربتها الشخصية وكيف يذهب أجمل عمر للإنسان في مهب الريح بسبب خوف عميق من الماضي. أحبت مارغريت ميتشل شابا ابتلعته الحرب العالمية الأولى فعاد إليها في تابوت شحن من فرنسا، وحين جاءها الحب ثانية وقف أمامها في هيئة رجلين، فاختارت السيئ بينهما، من دون أن تعرف ذلك إلاّ حين حوّل حياتها إلى جحيم، فلجأت للثاني ليبقى إلى جانبها لكن مع كسور في الداخل لم تستطع ترميمها إلاّ حين أفرغت كل تجربتها في روايتها الوحيدة «ذهب مع الرّيح»، كتبتها في عشر سنوات، ثم اعتزلت الكتابة وعاشت في كنف الحبيب الذي رفضته ذات يوم. الحلو في حياة ميتشل أن هزّات الماضي لم توقفها ولا مرضها الذي ألزمها البقاء في البيت، ظلّت تغذي جانبها الإيجابي في نفسها، وتنظر فقط إلى حيث يدخل النور إلى حياتها، من دون الالتفات إلى الماضي الذي كان مريرا، وخرجت إلى الحياة كما لو أنها فراشة تخرج من شرنقة بعد عذابات وعراقيل كثيرة كادت أن تسحقها، أهمها جائزة بوليترز عام 1937، وبيع أكثر من مليون نسخة من روايتها في طبعتها الأولى في ظرف قياسي، ثم حين تحولت الرواية إلى فيلم حققت أكبر إيراد عرفته هوليوود آنذاك وإلى يومنا هذا، يظل هذا الفيلم من أقوى أفلام السينما الأمريكية. حياتها الزاخرة وتواضعها ظلاّ علامة فارقة بالنسبة للأمريكيين. أمّا عطاؤها على المستوى الإنساني فلا يمكن أن نختصره. في عمر قصير لم يتجاوز الثامنة والأربعين أنجزت ميتشل ما لم ينجزه غيرها في مئة عام، هذا لأنها لم تتعثّر بماضيها المؤلم أبدا، بقدر ما استثمرت ألمها وحوّلت ذلك الماضي إلى منتج أدبي زينته بكل ما أوتيت من موهبة لتجعله جميلا. لا بأس في هذه العجالة أن أهمس لكم أن بيت مارغريت ميتشل لا يزال موجودا في أتلانتا، وقد حول إلى متحف منذ سنوات كثيرة، ويمكن زيارته، ورؤية كل شيء فيه كما كان على أيامها، وهذه أيضا وقفة على الماضي ، إذ ليس من الهيّن أن نقف أمام قصّة نجاح عمرها 79 سنة، هي درس حي لكل من يظن أن عثرة حب أو عثرة مرض، أو انتكاسة ما قد تلغينا من الحياة، أو تغيّر مسار حياتنا نحو الانهيار الذي يسبق الموت. أحببت أن أضفي على مقالتي لمسة لطيفة، تعيدكم لرواية وفيلم أحببتهما كثيرا، وأظن أنّه من حق من لا يعرف حقائق كثيرة عن هذا الفيلم وتوفرت لديه إمكانيات السفر وله ماض يعيقه، أن يحزم حقيبة سفره ويزور روح الكاتبة في بيتها، لا شيء أجمل من السفر حين يكبلنا الماضي لأمكنته وزمانه وبؤسه. شاعرة وإعلامية من البحرين بروين حبيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: حاخامات اليهود يحاكمون بابا المسيحيين! ونشرة القدس العربي اليومية الإثنين 31 أغسطس 2015 - 18:30
القاهرة ـ «القدس العربي»:علي الرغم من وجود زحمة في الأخبار والموضوعات المهمة في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، فإن اهتمامات الأغلبية لا تزال مركزة على قضايا داخلية، مثل الارتفاعات في أسعار المواد الغذائية والكهرباء وغيرها، ونتائج حملة «بلاها لحمة» بعد وصول سعر كيلو اللحم إلى مئة جنيه في القاهرة، وإلى ثمانين جنيها في الأرياف، وانخفاض شرائها وتكبد الجزارين خسائر في بعض المناطق بسبب المقاطعة. وقد أخبرنا زميلنا الرسام في «أخبار اليوم» هاني شمس يوم السبت، أنه كان في زيارة قريب له مسكين قال لزوجته وهو في حالة سعادة غامرة: - طول عمر اللحمة مقاطعانا فرصة نقاطعها أحنا مرة. وعلى كل حال، فدعوة المقاطعة ليست الأولى في تاريخ مصر، لأن دعوات المقاطعة لها تاريخ، حيث وصل الأمر عام 1975 بسبب أزمة اللحوم، أن أصدر الرئيس الأسبق المرحوم أنور السادات قرارين، الأول يغلق محلات الجزارة خمسة أيام في الأسبوع. والثاني تجريم ذبح أثاث البتلو، للحد من ارتفاع أسعار اللحوم، بعد أن وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى جنيه، ما أدى إلى اندلاع مظاهرات ضده. وفي ما عدا ذلك لم تركز الغالبية اهتماماتها على ما هو أهم وأبرز، مثل بدء الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأحد سلسلة زياراته الخارجية، التي ستبدأ بسنغافورة والصين وأندونسيا للبحث في أوجه التعاون الاقتصادي في المشاريع التي تساهم في حل أزمات في مصر، وجذب المزيد من الاستثمارات من هذه الدول. كما أعلنت هيئة قناة السويس استمرار الزيادة في عدد السفن العابرة لقناة السويس، خاصة الحاويات الضخمة والإعلان عن قيام العاهل السعودي الملك سلمان بزيارة مصر بعد انتهاء زيارته المقبلة لأمريكا، وإجرائه محادثات مع الرئيس الأمريكي أوباما، وزيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب لزميل وصديق العمر الأديب جمال الغيطاني في مستشفى الجلاء العسكري. كما زار هيئة الطاقة الذرية في أنشاص في شمال القاهرة لافتتاح مشروع إنتاج النظائر المشعة وتفقد مفاعل البحث الثاني بالتعاون مع الأرجنتين، وتأكيده على قرب البدء في إقامة أول محطة نووية في الضبعة لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر. واهتمت الصحف بإبراز المؤتمر الذي عقده صديقنا محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان وعضو المجلس حافظ أبو سعدة عن نتائج زيارة وفد المجلس لسجن العقرب والاستماع إلى شكاوى الإخوان الموجودين هناك، وتأكيد أنه لا يوجد تعذيب ممنهج، ولم تعد هذه الأخبار ولا مثلها من حكم محكمة الجنايات في قضية الماريوت ولا حتي الأعمال الإرهابية وما ينشر عن انشقاقات في جماعة الإخوان، أو وجود محاولات وساطة مع النظام، أو حتى تحركات الأحزاب والقوى السياسية استعدادا لمعركة انتخابات مجلس النواب المقبلة تثير الاهتمامات، إنما الأسعار وارتفاعها فقط. وإلى بعض مما عندنا…. لماذا لم يرد أنصار السيسي على «وهيبة»؟ ونبدأ بردود الأفعال على الحديث الذي أجراه زميلنا في «المصري اليوم» محمد البحراوي على صفحتين مع الفريق حمدي وهيبة، رئيس أركان حرب الجيش الأسبق ورئيس الهيئة العربية للتصنيع السابق، والذي هاجم فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال إنه لو جلس وتناقش معه فإن السيسي سوف يبصم بأنه ـ أي حمدي ـ «أجدع» منه. وهاجم أيضا اختيار الدكتورة فايزة أبو النجا مستشارة للأمن القومي، كما سخر من محمد حسنين هيكل وعمرو موسى واعتبرهما أبواقا للسيسي في مرحلة معينة، مستخدما عبارات لا تجوز، مثلما أثارت عبارته «أنا أجدع منه» استياء واسعا. ولوحظ أن أنصار السيسي لم يبادروا بالرد عليه، ولا أعرف إن كان ذلك عدم رغبة منهم في إعطاء الحديث أي أهمية، أو ترددا في المشاركة في معركة قد يفهمونها بأنها بين عسكريين، رغم أنهم شاركوا في معارك عنيفة سابقة ضد الفريق سامي عنان، عندما أبدى رغبة في الترشح للرئاسة أمام السيسي، وعندما شرع في تكوين حزب سياسي. ربكم الأعلم بأسباب إحجام أنصار السيسي عن الرد على وهيبة، ويصعب القول بأنهم ينفذون رغبة جهة ما في تجاهله وعدم إعطائه أهمية، لأن عددا آخر شنوا هجمات ضد وهيبة وفي صحف قومية. ففي «جمهورية» الخميس دار مقال زميلنا وصديقنا عبد القادر شهيب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة «المصور» الأسبق حول حديث مجدي وهيبة وقال ردا عليه: «أدرك وأعلم أن هناك عددا من القادة العسكريين السابقين، سواء الذين جمعتهم زمالة مع الرئيس السيسي، أو لم تجمعهم، غاضبون لأنهم تصوروا خطأ أن صعود عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم وتولي منصب رئيس الجمهورية سوف يفتح الباب لهم للعودة لممارسة دور ما، سواء في الساحة العسكرية أو الساحة المدنية، ولم يستوعبوا جيدا ما قاله الرئيس السيسي مبكرا حول أنه ليس مدينا لأحد وبالتالي ليس مطالبا بسداد فواتير لأي شخص. وإنما أنا هنا أتحدث تحديدا عن أمر آخر جاء على لسان الفريق حمدي وهيبة في حواره عندما قال: «للأسف هناك أخطاء ارتكبها الرئيس السيسي مثل، أخطاء الرئيسين السابقين حسني مبارك ومحمد مرسي، بل أسوأ، مثل تعيين فايزة أبو النجا مستشارة له «وهذا الكلام بالطبع يثير الدهشة والتعجب ويدعو أيضا للتساؤل عن مغزاه ودلالاته التي يقصدها الفريق حمدي وهيبة أيضا. أما عن الدهشة والتعجب فإنه يعود إلى أن هذا القرار، تحديدا، الذي اتخذه الرئيس السيسي بتعيين فايزة أبو النجا مستشارة له للأمن القومي، لاقي وقتها ترحيبا واسعا، أولا لأنه عيّن امرأة في هذا الموقع. وثانيا لأنه اختار حربا ضارية ضد رأس المال السياسي الأمريكي، الذي أغرق بلادنا، هنا وضع الفريق حمدي وهيبة نفسه في مصاف الأمريكان الذين جاهروا بعدائهم للمستشارة فايزة أبو النجا، إلى جانب المستفيدين من التمويل الأمريكي السري، رغم أن الرئيس الأسبق للأركان في القوات المسلحة قال أيضا في حواره أنه سحب يده من محاولة عدد من العسكريين السابقين لتأسيس حزب جديد، عندما علم أن منهم من كان يسعى للحصول على تمويل أمريكي لهذا الحزب. ألا يدعو ذلك للدهشة إذن غير أن ما قاله الفريق وهيبة يدعو للتساؤل أيضا، التساؤل حول وجود ارتباط بين تحذيره الذي يضمنه حواره مع الزميلة «المصري اليوم» من اتخاذ قرارات عنترية تجعل الأمريكان يتوقفون عن مدنا بقطع الغيار اللازمة للأسلحة الأمريكية، التي يتزودها جيشنا حتى لا تتحول هذه الأسلحة إلى قطع خردة، وبين رفضه لتعيين فايزة أبو النجا مستشارة للرئيس السيسي للأمن القومي، هنا نسأل هل الفريق وهيبة يعتبر هذا التعيين قرارا خاطئا للسيسي حرصا على عدم إغضاب الأمريكان». السيسي والمارشالات المتقاعدون وفي يوم السبت ذهبنا إلى «الشروق» فوجدنا زميلنا وصديقنا عبد الله السناوي يواجه الفريق حمدي وهيبة ويتهمه بأنه من رجال جمال مبارك يقول: «… هناك فارق جوهري بين النقد، وهو شرف يستدعيه تصويب المسار في بلد لا يحتمل إخفاقا جديدا، وبين الطعن الشخصي من قيادات عسكرية سابقة ترى أنها أولى بالحكم لأنها أقدم في الخدمة. هذه رؤية شائعة تصادر أي تطلعات لدولة مدنية ديمقراطية حديثة. السيسي صعد إلى الرئاسة في ظروف استثنائية صنعت شعبيته الكبيرة. ما هو استثنائي لا يصح أن يكون قاعدة. ما صعد به للرئاسة لا يتوافر لغيره من العسكريين… ينظر عادة إلى الفريق حمدي وهيبة كمقرب من جمال مبارك، النجل الأصغر للرئيس الأسبق، ومرشح محتمل لوزارة الدفاع يمرر سيناريو التوريث. في ذروة «يناير/كانون الثاني» ضغط الابن على والده لإطاحة المشير طنطاوي والمجيء بالفريق وهيبة لمنصب وزير الدفاع، غير أن الوقت كان قد مضى. بمعنى ما فهو يرى فرصته أفلتت في اللحظات الأخيرة. وفي حوار صحافي مطول مع «المصري اليوم» تجاوز أي احترام للقارئ قبل الرئيس. نقد الرئيس طبيعي، وهو حق ديمقراطي ودستوري، أما القول «لو جلس أمامي وتناقشنا هيبصم بالعشرة أني أجدع منه مئة مرة» فهذا انحدار بأي حوار وسوقية لا تليق بالمنصب العسكرى الرفيع الذي كان يتولاه. أساء بقسوة غير مبررة إلى رفاق سلاح سابقين شاركوه التفكير لإنشاء حزب سياسي، فكلهم انتهازيون ومتمولون شأن منتسبي الأحزاب الأخرى. هو رجل لا يتحكم في ما يقول. وهذا ينزع عنه أي أحقية في التطلع إلى أي مناصب سياسية. هاجم تنويع مصادر السلاح، وبدا أمريكيا أكثر من الأمريكيين، أثناء زيارة الرئيس إلى موسكو ومن بين بنودها رفع مستوى التعاون العسكري. إساءاته شملت الأستاذ محمد حسنين هيكل والسيد عمرو موسى والسفيرة فايزة أبو النجا، من دون أن يوضح أسبابه ولا حيثياته. نقد أي شخصية عامة من طبيعة أي مجتمع ديمقراطي، غير أن الشتم قضية أخرى تنزع عن صاحبها أي صدقية. دور الجيش أن يحفظ الأمن القومي ويقاتل لصون سلامة بلاده، لا أن يحكم أو يتصور بعض مارشالاته المتقاعدين أنهم الأحق بالرئاسة. من حق مصر أن تطوي صفحة الماضي وتتطلع إلى مستقبل آخر يتأسس على قواعد دستورية ديمقراطية لا على عُقد مستحكمة». حديث «وهيبة» قرع لطبول مواجهة ويوم الأحد دخل المعركة زميلنا في التحرير أحمد الصاوي في عموده اليومي «عابر سبيل» بقوله: «تسويق وهيبة لنفسه هو مجرد شخص يستكثر ما وصل إليه أحد الضباط الذين كانوا يعملون تحت قيادته حين حصل في ظرف تاريخي مهم على موقع القيادة الأول في القوات المسلحة، كقائد عام ووزير للدفاع، وصعد برتبته العسكرية إلى قمة الهرم برتبة المشير، ثم صار بعد ذلك بشهور قليلة قائدا أعلى ورئيس جمهورية، ويصور نفسه منافسا لرئيس، تتفق معه أو تختلف، لكنك لا يمكن تجاهل شعبيته وقدراته السياسية في لحظة فوران، كثورة يناير/كانون الثاني، ولحظة قرار مثل يونيو/حزيران وما تخللهما من استعادة كفاءة وشعبية الجيش، ويوصف وهيبة بأنه كان رجل جمال مبارك في القوات المسلحة، منذ أن تسلم عمله كرئيس للأركان، ويمكن أن تقرأ المشهد في سياق مقاومة جميع الأطراف، ينضم إليها جنرالات أمانة السياسات بهدف الضغط على الرئاسة لتقديم مزيد من التنازلات في السياسات والتشريع لصالح من كان يخدمهم مبارك ونظامه، إذن لم يكن حديث وهيبة تعبيرا عن مواجهة حاصلة فهو على الأقل قرع لطبول مواجهة». وهكذا أضاف الصاوي تفسيرا آخر لهجوم وهيبة على السيسي وهو أنه جزء من معركة رجال أعمال مبارك للضغط على الرئيس . أصحاب المعاشات جف حلقهم من دون أن يسمعهم أحد ونترك معركة العسكريين لننتقل إلى معركة أمناء الشرطة التي لا تزال مستمرة، رغم إنهاء أزمة محاصرتهم مديرية أمن محافظة الشرقية وإطلاق الأمن المركزي قنابل الغاز عليهم، ووعدتهم ببحث مطالبهم، وقد شهدت صحف الخميس اهتماما ملحوظا من عدد من المعلقين بهذه القضية. جاءت في مقدمتهم زميلتنا الجميلة في «الأخبار» مايسة عبد الجليل على طريقة لادز فرست بقولها: «أشعر بالخجل من أهالينا أرباب المعاشات وهم يتابعون ثورة بعض أمناء الشرطة في الشرقية للمطالبة بالمزيد من الامتيازات، رغم زيادة رواتبهم ثلاثة أضعاف خلال السنوات الأخيرة، مع وعد من الدولة بالبت في باقي مطالبهم قبل 5 سبتمبر/أيلول المقبل، بينما أصحاب المعاشات جف حلقهم وتوقف قلبهم وهم يطالبون بتحسين المعاشات، حتى تصل ولو إلى حد الكفاف، من دون أن يسمعهم أحد. فهل لأنهم يحملون فقط العكاكيز بينما غيرها يحمل المسدسات أم ماذا؟ أشعر بالخجل وقد انتهج المسؤولون سياسة «الطبطبة» وتصريحات لا تودي ولا تجيب، ولكنها تعلي من شأن سياسة الصوت العالي وتعود بنا إلى زمن المطالب الفئوية التي لو فتح أمامها الباب لواجهت الحكومة الطوفان». من لديه حل لأزمات الوطن يتقدم الصفوف طبعا.. طبعا.. ولذلك صاح في يوم الخميس نفسه في «الفجر» الأسبوعية التي تصدر كل خميس زميلنا أحمد فايق قائلا: «هناك أطراف تريد لداخلية حبيب العادلي أن تستمر من خلال تفجير ملف أمناء الشرطة في وجه الوزير القوي، اللواء مجدي عبد الغفار، الذي طوال هذه الأزمة بدا ثابتا قويا لا يخضع لابتزاز أحد، أرسل 12 سيارة أمن مركزي مدرعة و4 فرق فض شغب، كان لديه استعداد أن يكمل السيناريو للنهاية، بشرط ألا تهتز صورة الدولة على يد أي مطلب فئوي، حتى لو كان أمين شرطة. من السهل عليك أن تطالب بحبس أمناء الشرطة المضربين والاشتباك معهم، لكنك لو جلست مكان مجدي عبد الغفار في هذه الأزمة لن تفعل هذا، فتطبيق هذه القاعدة هو تفجير لمصر، وإيجاد ثقب يدخل منه الثعابين إلى المنزل ولدغ من فيه، لقد تعامل مجدي عبد الغفار على الأرض بقوة وأرسل لأمناء الشرطة رسائل عديدة أهمها، أنه لن يقبل بضغط من أحد، لكنه في الوقت نفسه تعامل مع الأمر إعلاميا بهدوء، ولم ينقل لهجته الحادة إلى وسائل الإعلام، وإلا انفجرت مصر. تشير المعلومات إلى أن هناك جنرالات سابقين في الداخلية قاموا بتحريض الأمناء على هذا الإضراب، يريدون اللعب بهذا الملف حتى يقولوا إن الدولة ستضيع دونهم. مجدي عبد الغفار هو «سيسي» آخر في وزارة الداخلية، يتخذ القرار ويتحمله، ولا ينظر خلفه مثل القطار، فمن لديه حل لأزمات الوطن يتقدم الصفوف، والمرتعش يعود إلى الوراء». ترحيل مشكلة أمناء الشرطة لا حلها وإذا تحولنا من «الفجر» إلى «المصري اليوم» سنجد زميلنا في «الأهرام» الدكتور عمرو الشوبكي يقول: «ما جرى مع إضراب أمناء الشرطة في الشرقية يدل على أن الحكومة نجحت بامتياز في ترحيل المشكلة وليس حلها، مع أن السؤال الأول الذي يجب أن يُطرح في هذه الحالة: مَن الجهة المنوط بها عرض مشكلات رجال الشرطة ضباطاً وأمناء وأفراداً؟ هل هناك ما يمنع من أن تكون هناك نقابة للشرطة في مصر، كما جرى في تونس بعد ثورتها؟ إن جهاز الشرطة كما هو معروف هيئة مدنية، وإذا كانت هناك موانع حالية لتشكيل مثل هذه النقابة فهل يمكن لأندية الضباط مثلاً أن تقوم بهذا الدور، في صورة قد تتشابه مع نادي القضاة؟ وهل يجب أن تكون هناك صيغة مشابهة بالنسبة للأمناء والأفراد العاملين في وزارة الداخلية تتجاوز تجربة الائتلافات السلبية؟ في حال تأجيل موضوع «نقابة الشرطة»، بسبب «المرحلة الدقيقة» كما يقال يومياً، فإن السؤال المطروح: مَن الجهة أو المسار التفاوضي الشرعي الذي يجب على أي هيئة مدنية أن تدخل فيه في حال وجود خلاف أو مطالب لأعضائها؟ لأنه في كل الهيئات المدنية بما فيها القضاء- رغم خصوصيته- توجد جهة ما تحمي مصالح أعضائها المهنية إلا في حال جهاز الشرطة». إلى متى سنؤجل تحقيق العدالة في مؤسسة الأمن؟ ومن «المصري اليوم» إلى «الوطن» وزميلتنا الجميلة نشوى الحوفي التي هزت كتفيها ثم قالت عن اتهام مصدر في الداخلية بأن الإخوان المسلمين وراء إضراب أمناء الشرطة في الشرقية: «أنا لا يعنيني إن كان المحرض فاسدا أو إخوانا أو جنا أحمر، ولكن ألم يدرك وزير الداخلية ومعاونوه وناصحوه أن تصريح «إخوان» يمثل كارثة لأنه يعلن بصراحة عن وجود إخوان بين أمناء الشرطة وعلمه بهم وتركهم يخترقون الجهاز الأمني المسؤول عنه؟! ألم يدرك وزير الداخلية أنه المسؤول عن تطبيق قانون التظاهر، وأن ما فعله هؤلاء الأمناء خرج من مساحة التعبير عن الحق لحيز الإضرار بمؤسسات الدولة وكسر هيبة الدولة والقانون؟! ألم يدرك وزير الداخلية أنه بوصفه فعل أمناء الشرطة بأنه مجرد احتجاج لا تظاهرة، يفتح الباب أمام أي فئة لفعل ما فعلوه بمنطق السيد الوزير المغلوط؟ ألم يدرك السيد الوزير وصحبه أن منح الأمناء المعتصمين والمقتحمين لمبنى الأمن ما طلبوه – حتى لو كان حقا لهم- بمنطق لي الذراع سيجعلهم يتمادون في مطالب أخرى؟! ألا يتذكر وزير الداخلية ما فعله أمناء الشرطة في مطار القاهرة العام الماضي، حينما تم إيقاف أحدهم لتحرشه بإحدى السائحات التي أبلغت عنه ليُحال للتحقيق، فيعتصم زملاؤه في مشهد مهين للدولة في المطار الدولي لمصر؟! أعلم أن أمناء الشرطة قنبلة موقوتة في قلب الداخلية يؤجل كل وزير يأتي لها مسألة التعامل معهم. ولكن إلى متى التأجيل مع فئة حذفنا لهم – تحت ضغوطهم- المحاكمات العسكرية؟ وإلى متى سنؤجل تحقيق العدالة في مؤسسة الأمن بين كافة فئاتها في الرواتب والدخول والحقوق- لا للأفراد فقط ولكن للجميع بمن فيهم ضباط الشرطة؟» . حسام مؤنس: نطالب باعتبار المحبوسين احتياطيا أمناء شرطة أما آخر زبون في هذه القضية فسيكون زميلنا في «المقال» حسام مؤنس وقوله يوم السبت: «لا يمكن أن يمر تصــريح اللــواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة مرور الكرام، حول تفسيره احتجاجات أمناء الشرطة الأخيرة في الشرقية باعتبارها «وقفة احتجاجية»، وأن هذا هو السبب في عدم تطبيق قانون التظاهر عليها. تصريح المسؤول يجعل الدولة كلها أمام اتهام واضح بأنها تكيل بمكيالين في تعاملها بالقوانين التي أصدرتها، وبما أنه لم يصدر أي تصحيح للتصريح الذي أعلنه اللواء أبو بكر أو نفي أو توضيح، أو أي تعقيب من أي مسؤول في هذه الدولة، فنحن إذن أمام أحد أمرين لا ثالث لهما، إما أن توضح لنا وزارة الداخلية والحكومة تعريفها للتظاهر وللوقفة الاحتجاجية والفرق بينهما، أو أن تتخذ فورا إجراءات الإفراج عن كل من تم حبسهم احتياطيا ولا يزالون، ومن صدرت ضدهم أحكام بسبب قانون التظاهر اعتبروهم أمناء شرطة أو اعتبروهم كانوا في وقفات احتجاجية إذا كانت تلك تفسيراتكم للأمور». وفاء الشيشيني: تغليظ العقوبة لا يتلاءم مع الجريمة وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا تجمعهم قضية واحدة يركزون عليها. وبدأتها زميلتنا الجميلة في مجلة «آخر ساعة» وفاء الشيشيني بقولها يوم الثلاثاء في جريدة «المشهد» الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل ثلاثاء بقولها: «لن أمل أن أردد أن من لم يتعلم مما جرى بعد ثورة المصريين في 25 يناير/كانون الثاني وهي ثورة فعلا، ولن يقنعوا أحدا مهما جيشوا فرق المخبرين الإعلامية بأنها مؤامرة، فإن الأيام والليالي ستعلمه إياه وسيكون الثمن غاليا، قصر الزمن أو طال، لأن عدم محاسبة أحد على دم المصريين الغالي وتلبيس الإخوان كل جرائم نظام مبارك، مع اعترافنا بجرائمهم المعروفة بالكامل وكلنا يعلم أن داخلية العادلي هي التي قتلتهم مهما برأوها، لأسباب كلنا نعرفها فلن يهنأ أي حاكم على كرسيه ولن يعرف الاستقرار طريقه إليه. والذي نبتغيه جميعا كل لأسبابه الخاصة فإن خرج قانون الإرهاب بتفسيراته المرعبة التي هي في مجملها نوع من الترويع للمعارضين حتى يخرسوا تماما عن أي انتقادات فيفرضوا قانون الصمت بالإضافة إلى تغليظ العقوبة الذي لا يتلاءم مع الجريمة». فلول الحزب الوطني مسيطرون على الوضع السياسي ومن المعروف أن وفاء كانت من المشاركين في ثورة يناير هي وعدد من زميلاتها الجميلات في مجلة «آخر ساعة» الحكومية. ويوم الخميس شن أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية في القاهرة ورئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية الدكتور سعد الدين إبراهيم هجوما ودفاعا عن الرئيس في حديث نشرته له «البوابة» اليومية المستقلة يوم الخميس وأجراه معه زميلنا محمد خيري قال فيه سعد: «أهم إخفاقات الرئيس تتمثل في عدم إعطاء الشباب الفرصة الحقيقية، مع العلم أن الشباب هم الذين قاموا بالثورة، والمفترض أن النظام كله مدين للشباب، والآن فلول الحزب الوطني مسيطرون على الوضع السياسي، ونرجو أن تكون الانتخابات البرلمانية المُقبلة حرة ونزيهة. لا أعتقد أن هناك تنبؤات بموجة ثورية ثالثة، وأي تنبؤ بموجة ثورية الآن مجرد خيال، فالنظام الحالي يفتح الباب للمُظاهرات، كتظاهرات المُحتجين على قانون الخدمة المدنية، والذين احتجوا من قبل على قانون التظاهر، ومادامت الأحزاب والنقابات تعبر عن غضبها بالتظاهرات، فهذه هي السياسة، ومادام هناك تنفيس فلا مانع، أما إذا حل الكبت وتوقفت الصحافة الحرة عن عملها، سيحدث ما حدث أيام مبارك. أما الآن فهناك حرية للجميع لعقد تظاهرات وغيرها للتعبير عن الغضب. ننصح الرئيس السيسي بأخذ الحيطة من نزعة «الانفراد بالسلطة»، لأن تلك النزعة وراءها نية طيبة، فكما يقول المثل إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة، وكثير من الأفعال التي نقوم بها تقودنا إلى مجاهل الأمور، بالإضافة إلى أن تلك الأفعال تقود للاستبداد، والاستبداد يؤدي إلى الفساد، وهما معًا يؤديان للخراب. المقايضة بين الأمن والحرية تحدٍّ خطير، وهو أن نتعلم ألا نضحي بأي منهما في سبيل الآخر». نزيف الإقتصاد الوطني بسبب الاضرابات ونخرج من «البوابة» لنصل إلى «أخبار» الخميس لنكون مع زميلنا المحرر الاقتصادي عاطف زيدان وهو يحذرنا من الآتي: «نزف الاقتصاد الوطني خلال عامي 2011 و2012 ما يزيد على 30 مليار جنيه بسبب الإضرابات والاحتجاجات والمطالب الفئوية، ناهيك عن توقف عجلة الإنتاج في قرابة 1500 مصنع خاص. لم تقف الاحتجاجات – التي بدأت في عهد مبارك الفاسد – عند الاعتصام الشهير لموظفي الضرائب العقارية أمام مجلس الوزراء بأسرهم، وإضراب عمال غزل المحلة. لكن امتدت بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني- وما صاحبها من ضعف يد الدولة وانتشار الفوضى والبلطجة – لتشمل جميع القطاعات تقريبا باستثناء بعض الجهات مثل القضاء والصحافة والقوات المسلحة، ولولا حكمة الرئيس السيسي الذي تولي السلطة في يونيو/حزيران 2014 ومطالبته بإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الفئوية وخبرة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء في التعامل مع أوساط العمال لاستمرت هذه الاحتجاجات وقضت على أي أمل في انتعاش الاقتصاد الوطني. لكن مما يؤسف له عودة شبح الظاهرة من جديد إنني أقدر حق كل مواطن أو فئة في المطالبة بحقوقها، ودرء أي أخطار تهدد مصالحها، لكن الظروف التي تمر بها مصر تقتضي اختيار الأسلوب المناسب – بعيدا عن الإضرابات والمظاهرات – لرفع وتوصيل المطالب إلى الجهات المختصة. كما أتمنى أن تكون الجهات المختصة على القدر نفسه من الحكمة والحرص على مصلحة الوطن وتناقش هذه المطالب بهدوء مع ممثلي المحتجين للوصول إلى حلول لها حتى نفوت الفرصة على المتربصين ونعبر ببلادنا إلى بر الأمان». سعر كيلو اللحم يرتفع بسرعة الصاروخ ونظل في «الأخبار» لنكون مع زميلنا خفيف الظل عبد القادر محمد علي ونقرأ له قوله في بروازه اليومي «صباح النعناع»: «أربعة وأربعون عاما تفصل بين هتاف «سيد بيه سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه». وهتاف «محلب بيه يا محلب بيه كيلو اللحمة بـ100 جنيه». وما يزال سعر كيلو اللحم يرتفع بسرعة الصاروخ، لا سيد بيه استطاع وقف انطلاقه ولا محلب بيه يستطيع، ورغم كل الكلام عن انخفاض سعر الكيلو عشرة جنيهات هنا أو خمسة جنيهات هناك، ونجاح حملة «بلاها لحمة» في تكبيد التجار خسائر ضخمة في بعض المحافظات، رغم كل ذلك ستنتهي الهوجة ويفتح الجزارون محلاتهم ويبيعون اللحوم بالسعر الذي يحدده كبار التجار، اللي معاه يدفع ويشتري واللي معاهوش كفاية يحلم قبل ما تظهر حملة «بلاه الحلم». وسيد بيه الذي أشار إليه عبد القادر هو المرحوم سيد مرعي الذي كان رئيسا لمجلس الشعب في عهد السادات، وقت اندلاع المظاهرات عام 1975 ضد الغلاء، وارتفاع سعر كيلو اللحمة إلى جنيه، بعد أن كان في نهاية عهد خالد الذكر عام 1970 أربعين قرشا . النظام يرفع شعار «لا أرى لا أسمع لكنني أتكلم كثيرا» ومن «الأخبار» إلى «الشروق» ولأن زميلنا أشرف البربري من النباتيين، فلم يهتم بالمشكلة وإنما وجه اهتماماته إلى قضايا أخرى قال عنها والشرر يتطاير من عينيه: «تعديلات قانون الكسب غير المشروع التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي في قرار جمهوري مطلع الأسبوع الحالي، تؤكد أننا أمام نظام حكم لا يرى ولا يسمع لأي صوت معارض، أو حتى منتقد، لكنه بالتأكيد نظام يتكلم كثيرا، وإن كان أغلب كلامه بلا انعكاس حقيقي على حياة الناس، الذين يتعرضون لعملية غسل مخ غير مسبوقة من جانب إعلام اتفق أغلبه على دعم نظام الحكم، لأنه «أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق فالأصوات تعالت تحذر من أن التعديلات المقترحة في قانون الكسب غير المشروع هي «تصريح بالنهب» لكل من يريد أن يكسب على حساب الشعب. وتعالت الأصوات المحذرة من قانون «الوظيفة المدنية» قبل صدوره حتى من داخل المعسكر الموالي لنظام الحكم، لكن هذا النظام، الذي يرفع شعار «لا أرى لا أسمع»، أصر على إصداره ليجد نفسه ومعه المجتمع كله أمام أزمة لا يعرف أحد نهايتها وقبل ذلك تعالت الأصوات المحذرة من انتهاك قانون «مكافحة الإرهاب» للعديد من الحقوق الأساسية للإنسان ولمبادئ الدستور، لا نريد لنظام الحكم الجديد الدخول فى هذه الدوامة، لذلك عليه التخلي عن شعار «لا أرى لا أسمع، لكنني أتكلم كثيرا». حسنين كروم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
تونس – «القدس العربي»: صباح السبت لم ينتبه معظم التونسيين إلى ظهور إعلان جديد على شاشة التلفزيون الرسمي تخبرهم من خلاله إحدى المذيعات عن انسحابها ومغادرتها برنامجا اجتماعيا كانت إلى حدود ذلك اليوم تتولى تقديمه، في وقت لا يزال فيه إعلان سابق «لتوديع المشاهدين» مثلما وصفته مذيعة الأخبار زينة الخميري، والذي تقدمت به الثلاثاء الماضي لمتابعي نشرة الثامنة مساء يثير قدرا من التساؤلات والردود واختلاف المو�[/size]