حذر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش امس من وجود «كيانات مجهولة» تقوم بترويع ومضايقة المتظاهرين ضد الفساد وسوء الخدمات، واعتبر المسؤول الأممي أن الدور الذي اضطلعت به القوات الأمنية «مهم في ظل ورود تقارير تفيد بوجود كيانات مجهولة تقوم بترويع ومضايقة المتظاهرين والصحافيين والاعتداء عليهم وتهديدهم بالموت». وكانت «القدس العربي» نشرت بالامس خبرا حول حملة تستهدف اغتيال عدد من الناشطين في تنظيم المظاهرات، اسفرت بالفعل عن مقتل الناشط خالد جميل العكيلي اثر هجوم عليه داخل بيته في بغداد، بالاضافة الى اصابة نشطاء باعتداءات متفرقة. وفي غضون ذلك تتحدث تقارير اخبارية عن امتعاض الرئيس العراقي فؤاد معصوم من قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بالغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية، على الرغم من انه كان صرح في الماضي بأنه لا يحتاج الى ثلاثة نواب، في اشارة واضحة الى ان تلك المناصب كانت مجرد تعبير عن المحاصصة الطائفية القميئة التي تحكم العراق. وفي الوقت نفسه تتحدث تقارير عن محاولات حثيثة قد تسفر عن اعادة عضوية البرلمان الى نواب الرئيس الملغية مناصبهم، ما يعني منحهم حصانة قانونية تلقائية قد تمنع مقاضاتهم. وليس من قبيل المصادفة ان تنطلق حملة الاعتداءات ضد المتظاهرين السلميين بعد ان بدأت بشائر الاصلاحات تظهر على الارض، وخاصة بعد فتح المنطقة الخضراء التي كانت محظورة لسنوات امام المواطنين العراقيين، والغاء «الكانتونات الخاصة» التي اقامتها بعض الاحزاب في وسط بغداد، والتي مكنتهم من الاستحواذ على اراض تقدر بعشرات الملايين من الدولارات بدعوى مواجهة التهديدات الامنية، بالاضافة الى قرارات تخفيض «جيوش الحراسات الخاصة» للنواب والوزراء والقيادات الحزبية التي كانت تمثل احد الابواب الواسعة للفساد المالي والاخلاقي والانتهاكات الحقوقية والامنية. وليس من المستغرب ان يصعد معسكر الفساد والطائفية، وهما وجهان لعملة واحدة، هجومه ضد المتظاهرين ومن يدعمونها في المرحلة المقبلة بينما يجد العبادي نفسه مضطرا الى اتخاذ اجراءات ملموسة ترد على من يقولون ان ما اتخذ حتى الآن ليس سوى «امور قشرية لا تلبي مطالب المتظاهرين». ومن الواضح ان تردد العبادي او تقاعسه في رهان على تراجع الاحتجاجات تدريجيا سيجعله هدفا للمتظاهرين ومعسكر «الثورة المضادة» في آن. فالقضية لم تعد انقطاع الكهرباء او الخدمات او حتى الفساد فقط، بل انها تركيبة النظام السياسي نفسه الذي صمم لخدمة اطراف ليس بينها الشعب العراقي. ومن هنا تتصاعد المطالب بتشكيل حكومة إنقاذ أو طوارئ لإيقاف الانهيار والفشل ولمواجهة خطر تقسيم العراق. وليس من مبرر للعبادي في هذا التهاون امام الثورة المضادة، وهو الذي يملك صلاحيات نادرة ليكون الرجل الذي يكتب تاريخ العراق اذا اتخذ قرارات التغيير الحقيقي مستفيدا من إسناد الشعب والمرجعية لخطواته الإصلاحية. ولا يعني هذا الكلام بأي حال التقليل من نفوذ «امبراطورية المحاصصة الطائفية» التي تتمتع بدعم واسع من داخل العراق وخارجه. وتعد عودة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الى العراق بعد التقارير المتسرعة التي اتهمته بالهروب الى ايران اثر حالته للقضاء دليل على ان القضية اشد تعقيدا مما تبدو. وعلى الرغم من الاعلان عن تقديم عدد من الوزراء السابقين للمحاكمة بتهمة الفساد، لا يبدو انهم اظهروا اي قلق بهذا الشأن. اما التفسير فيمكن العثور عليه بسهولة في شعارات المظاهرات التي تبدي وعيا واسعا بحقيقة الوضع في البلاد، عندما تطالب بالبدء بمواجهة الفساد في القضاء حتى يتمكن من محاسبة الفاسدين، وهو ما لم يحدث حتى الآن. فما الذي ينتظره العبادي؟ وهل لموقفه علاقة باشارات وتلميحات صدرت عن احد النواب المقالين الى وجوب محاسبة العبادي نفسه حول «بعض القضايا المالية» عندما كان عضوا في حكومة المالكي؟ سؤال مشروع يحتاج الى اجابة. الواقع انه في بلد اصبح يقف على حافة الانهيار والفشل والمجاعة، بعد ان كان عبر التاريخ ارض الخيرات والثروات، لا يجب ان يكون احد كبيرا على المحاسبة السياسية والجنائية، سواء كان مسؤولا سابقا او حاليا. بل ان العبادي يجب ان يبادر بتقديم نفسه للقضاء اذا تطلب الامر، ليقدم نموذجا جديدا في القيادة عبر البدء بنفسه، لتبدأ المواجهة الحقيقية مع الفساد التي تعد حتمية للانتصار في الجبهات الاخرى بدءا من ارهاب تنظيم «الدولة» الى ارهاب امبراطورية المحاصصة الطائفية وتقسيم العراق. رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
السبت 29 آب/أغسطس 2015 عادت بيروت إلى بيروت، فشهدت ساحة الشهداء مصالحة الناس مع مدينتهم، وعودة روح التمرد والرفض والنضال إلى المدينة التي استباحها أمراء الحرب ومافيات النظام الطائفي الاستبدادي. -1- أهم إنجاز للمظاهرة الحاشدة التي صنعتها إرادة شباب تمردوا على النظام الطائفي بكل رموزه، هو مصالحة اللبنانيين مع وطنهم. فالوطن المخطوف منذ عقود، والذي قامت طبقة رجال الأعمال والمافيا المتحالفة مع النظام الميليشيوي باستباحته، وتقديمه أضحية على مذابح نهبها وارتهاناتها الإقليمية، بدا وكأنه يستفيق من غيبوبة طويلة. كره الناس وطنهم وبلادهم، بل كرهوا أنفسهم، وهم يرون كيف انحدر بهم الزمن وتلاعبت بأقدارهم المافيا الطائفية، ليجدوا أنفسهم في النهاية مطمورين بالزبالة. وعندما استفاق الوعي، وهي بالمناسبة ليست استفاقة من عدم بل هي تراكم بطيء لنضالات نقابية واجتماعية ومدنية، صنع صبايا وشباب لبنان مفاجأتهم الكبرى، تصالحوا مع وطنهم عبر التمرد والثورة والانتفاضة، وصالحوا كل الأجيال مع هذه البلاد المنكوبة بطبقة سياسية تُباع وتُشترى لأنها لا تعرف سوى قانون واحد هو قانون النهب. في ساحة الشهداء امحت الطائفية من الشعارات والنفوس، وارتفع الصوت المدني العلماني، ورُفعت شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية، وانصبت اللعنات على جميع اعضاء نادي النهب والكذب من دون استثناء. سقطت حصانات من اعتقد انه محصن ضد النقد، وتهاوت هيبة زعامات اعتقدت انها تملك الشارع بخطاب طائفي. لكن المهم هو أن شباب لبنان استعاد صوته ورفع شعاراته، وأثبت أن لبنان دخل في مرحلة جديدة اسمها ما بعد الانقسام الطائفي والمذهبي العمودي الذي جسدته كتلتا 14 و8 آذار، اللتان اثبتتا كفاءة مدهشة في النهب، وعجزا كاملا عن تقديم الحد الأدنى من الكرامة للمواطن اللبناني. ما بعد يعني اننا أمام منعطف سياسي وثقافي واجتماعي جديد. وهذا هو التحدي، تحدي صوغ أفق لبناني ديموقراطي علماني، يبني بديل سلطة القمع والقهر والذل. -2- أفلس نظام الحرب الأهلية بشكل كامل. فمنذ تأسيس الجمهورية الثانية في ظل الانتداب السوري، تشكل بنيان العجز، وصار التمديد عادة، وأصبح النظام عرضة لأزمات دورية لا حلول لها. في زمن الوصاية الانتدابية كان نظام الاستبداد في دمشق يلعب دور الحَكَم والشريك المضارب. يغطي النهب، ويحكم بين اللصوص ويتقاضى حصته الثابتة. لكن بعد انهيار نظام الانتداب على إيقاع انتفاضة الاستقلال، أُعيد تشكيل نظام الحرب الأهلية من جديد، بدءا من الاتفاق الرباعي وصولا إلى ورقة التفاهم بين حزب الله والعونيين، وانتهاء بانقسام عمودي طائفي شلّ البلاد بشكل كامل. ميزة هذا النظام انه يقوم على ثلاث ركائز: لامركزية في السياسة الخارجية، بحيث يكون لكل مكوّن طائفي حريته في رسم سياسته الخارجية بما يتلاءم مع القوى الإقليمية التي تحركه و/أو تموله و/أو تحميه. مركزية شديدة في النهب، تقوم على تقاسم دقيق لسرقة المال العام، عبر مافيا رجال الأعمال وقادة الميليشيات، هذه المركزية تقود إلى أزمات متعددة، يجري تطويقها وتسويتها بصعوبة. أزمات دورية، بمعدل أزمة سنوية، يجري البحث عن تنفيس لها بطرق شتى. أفضل وصف لهذا الشلل هو انه يشبه مطمر النفايات، الذي يحتاج إلى مسارب لإخراج الغاز من جوفه كي لا ينفجر. الشلل يعني أن لبنان يعيش على شفير الحرب الأهلية من دون أن يدخلها بشكل واضح. انها حرب نائمة تسمح لأمراء الحرب والطغمة المالية – العقارية بأن تهدد الناس في حياتهم، كي تجبرهم على القبول بما لا يُقبل. الكرامات تُمتهن، الفقراء يزدادون فقرا، المطالب الاجتماعية يُطاح بها، وثروات يكدسها ناهبو المال العام في الكسارات والشواطئ المصادرة والرمول المشفوطة والعقارات والدين العام. الأزمات الدورية تجتاح البلاد، وإذا كان الانفجار الكبير مؤجلا فهذا يعود إلى حكمة اللبنانيين الذين ذاقوا ويلات الحرب الأهلية من جهة، وإلى رؤية القوى الإقليمية للبنان بصفته ساحة جانبية فقدت أهميتها. الاسم الملائم للنظام الحاكم هو نظام الحرب الأهلية. انه نظام سياسي يبدو فاقداً لأبسط مقومات السلطة، لكن سلطته الخفية بالغة القوة، لأنها بنية شبكية اخطبوطية تستطيع ان تتعايش مع أي شيء، من قيام حزب الله باحتلال أجزاء من سوريا دفاعا عن نظام الاستبداد، إلى عدم انتخاب رئيس للجمهورية… إلى آخره. -3- اعتقد قادة نظام الفساد والنهب انهم يستطيعون الاستمرار إلى الأبد. يورثون الأبناء والأصهار، يتلاعبون بالوتر الطائفي من أجل حشد الأنصار، يتاجرون بالخوف من الآخر، ينهبون الدولة ويقيمون زبائنية الفُتات. لا شك أن هذه الطبقة الأخطبوطية التي نجحت في تدمير العمل النقابي وأفرغت المجتمع من دفاعاته التنظيمية، كانت تعتقد انها تستطيع الاستمرار في لعبتها إلى الأبد. وفجأة، وفي غمرة صراع الحيتان على «كنز النفايات» أفلت الموضوع من أيديهم، و»طلعت ريحتهم». كانت لحظة تحويل لبنان إلى مزبلة هي الشرارة التي التقطتها مجموعة من الشبان والمناضلين البيئيين كي تشعل احتمالات بناء رؤية جديدة وآفاق جديدة. كان المشهد مدهشاً وحيوياً وخلاقاً. بدأت الهيمنة الطائفية تنكسر، وبدأ الناس يشعرون انهم يملكون بلادهم، وأنهم قادرون اذا قرروا على إحداث التغيير. يجب ان لا نستهين بقوتنا، ولكن أيضاً يجب أن لا نضخمها، فالذي بدأ هو مشروع لكسر فجوة في جدار الاستبداد، والقوى المهيمنة لن تتراجع، قادة ميليشيات في أعناقهم ألوف الضحايا لن يستسلموا بسهولة، وسيقاتلون بشراسة ووحشية. من هنا يجب الوعي بأن ما بدأ هو مسار تغييري وليس التغيير نفسه. ان تحقيق مجموعة من المكتسبات الصغيرة أشار اليها البيان المشترك الذي أعلنته الحملات جميعا، كفيل بأن يفتح الباب أمام قانون انتخابي نسبي وخارج القيد الطائفي، سيكون بداية التغيير. السبت 29 آب – أغسطس هو البداية التي آن لها أن تبدأ، وهذه البداية تحتاج إلى الوعي والصلابة من أجل إدارة معركة وجود القوى المدنية والعلمانية والديموقراطية، لأن وجودها صار اليوم اسما آخر لوجود لبنان كوطن. -4- افتقدنا في ساحة الشهداء الرفيقين الشهيدين سمير قصير وجورج حاوي. سمير قصير بشبابه الدائم وحيويته وذكائه وقدراته الفكرية والتنظيمية، وجورج حاوي بما يمثله من استمرار لخط نضالي مديد، هذا الخط الذي بنى النضال النقابي وأسس للمقاومة الوطنية. افتقدناهما رغم أنهما كانا معنا، سمير يكتب اليافطات ويطلق الشعارات ويدعونا إلى العودة إلى الشارع، وحاوي يصوّب الاتجاه ويعطي المناضلين جرعات الأمل. الدم المسفوك لم يذهب إهداراً، انه يورق اليوم في حركات شبابية ترفع راية النضال السلمي وتؤسس لوطن آن له أن يولد من ركام الحروب والخيبات. الياس خوري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
يُطُرح سؤال «السيرة الذاتية» باستمرار في الثقافة العربية، من خلال البحث في الإكراهات التي تُعيق انخراط الكاتب العربي فيها، والكتابة بجرأة عن سيرة الذات، بعيدا عن الرقيب الذاتي والاجتماعي. ويتم إرجاع بعض أسباب تلك الإكراهات إلى وضعية الحرية والديمقراطية في المجتمعات العربية من جهة، مع حضور سلطة مفهوم الجماعة ( القبيلة، العشيرة، الطائفة…) الذي يُذيب مفهوم الفرد في منظمومة أعراف/وصايا الجماعة. ولهذا، تتحول السيرة في كثيرة من النماذج العربية – إلى خطاب تعبيري لحكي الإيجابي في مسار الشخصية، أو تصبح مرجعا لتوثيق حكمة، أو درسا في سبل الوصول والنجاح، وقلما اقتربت السيرة من الوجع والألم والمسكوت عنه، إلا قليلا، وفي نصوص معينة، مثلما حدث مع نص» الخبز الحافي» للكاتب المغربي محمد شكري ونصوصا أخرى. أما ما تبقى من السير فقد بدأت أفقا لكتابة السيرة الذاتية من طرف مؤلفيها، لكنها انتقلت إلى الشكل الروائي، واحتمت بالتخييل الروائي مثلما نجد في نصوص كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال نص «الرجوع إلى الطفولة» للكاتبة المغربية ليلى أبوزيد، مع استحضار نماذج النصوص التي جُنَست تحت اسم «السيرة الذاتية الروائية». وإذا انطلقنا من كون شرط الكتابة يتفاعل مع شرط الوضع التاريخي- الاجتماعي، فإننا قد نعتبر إلى حد ما أن وضعية الشرط الاجتماعي الذي من شأنه أن يُؤهل الكاتب العربي لكي يتجرد من وصايا المجتمع، ويسمح له بسرد ذاته بكل جروحها وتناقضاتها وضعفها، ما تزال تُربك العلاقة بين الكاتب وسيرة ذاته. غير أننا، بتنا نلمس حضور شكل مختلف لوضعية السيرة الذاتية في السنوات الأخيرة في الكتابة العربية، يؤكد ذلك، بداية ظهور تعبير»السيرة» تعيينا لكثير من النصوص، مما يحفزنا للاهتمام بهذا التحول، ليس باعتماد ما جاء في التنظير الأدبي لمفهوم السيرة الذاتية، إنما بالرجوع إلى النصوص الواردة تحت هذا التحديد، وقراءتها في ضوء التحولات التي تعرفها الكتابة العربية، ولعله اهتمام سيجعلنا نُعيد التفكير في مفهوم «الكاتب العربي» اليوم، بعيدا- أيضا- عن التوصيفات الجاهزة. كل شيء يبدأ من الكتابة، من أجل إنتاج دلالات جديدة بالمفاهيم المتداولة حول الكتابة والنص والكاتب والقارئ. من بين مظاهر السيرة الذاتية في الممارسة العربية اليوم، أنها تأتي في علاقة بسؤال القراءة والرغبة في المعرفة، وليس توثيقا لمعرفة قائمة وجاهزة، يسعى الكاتب إلى تدوينها. نُمثَل لهذا النوع من الكتابة السيرذاتية نص سيرة «أرق الروح» (2013) للناقدة يمنى العيد، من أجل تأمل وضعية السيرة الذاتية في الممارسة العربية اليوم، مع الإشارة إلى كون الكتابة العربية تُؤسس لمفهوم جديد للسيرة الذاتية يتماشى ووضعية الكاتب العربي في ظل التحولات السياسية والاجتماعية. جُنَس نص «أرق الروح» بالسيرة في الغلاف، وبالسيرة الذاتية في النص الوارد في الواجهة الخلفية للغلاف. لكن، الأمر لا يتعلق بالسيرة الذاتية المتعارف عليها في التنظير الأدبي، إذ تبدأ يمنى العيد الكتابة من سؤال مختلف عن بداية سؤال «السيرة الذاتية» التي تنطلق من الرغبة في توثيق حكاية مُحددة مسبقا في المرجعية الواقعية، بدليل أن تحقق السيرة يبدأ من التطابق التام بين البطل/الشخصية المحورية والكاتب/المؤلف والسارد. في وضعية» أرق الروح» فإن الكاتبة- الناقدة يمنى العيد تنطلق من سؤال العتبة، أكثر من سلطة المعرفة. تدخل مجال السيرة رغبة في المعرفة من داخل الكتابة، وليس من خارجها. تتحول السيرة إلى زمن تُقيم فيه الكاتبة، بحثا عن هوية الضمير الذي يُحدد معناها أو وجودها. لهذا، تبدأ الناقدة يمنى العيد الكتابة رغبة في تحديد وضعية ضميرها، والتحرر من موقع ما بين البينين، بين ضميرين، والتخلص من لُبس الضمير. هل هي «حكمت» الاسم الذي حملته غربة، لأنه يُنفي أنوثتها/ وجودها «طفلة لم آلف اسمي ولم أستسغه يافعة. كانت صورة أخي عبد الحليم تحتلني. كأن وجودي كان خللا. مات صبي وجاءت أنثى»(ص14)، أم يمنى الصوت المعرفي- النقدي؟ من هو الضمير الذي يحدد هوية الساردة أو صاحبة السيرة؟،» من أنا؟ هل أنا حكمت أم أنا يُمنى؟»(ص11). لهذا، هي غير معنية بالسيرة الذاتية، لأنها لم تحسم في الضمير الذي تود توثيقه، على أساس أنه يمثلها، ويُوثق سيرتها الذاتية، ويُحقق التطابق المطلوب في السيرة الذاتية، خاصة أنها تدخل السيرة وهي مُثقلة بالازداوجية « أنوثة/ذكورة» « أنا يمنى أقول. فهل طوى الزمن حكمت أم أن يمنى وحكمت لا تزالان تتصارعان في داخلي» (ص 12). تكتب يمنى التي تمتلك قواعد الكتابة وسلطة المعرفة عن حكمت وتاريخ اسمها الاجتماعي، وعلاقة الاسم بفكرة محو الأنوثة، وتمد حكمت يمنى بمواد الحكاية من أحداث اجتماعية منذ الطفولة، وتاريخية تخص لبنان. وعبر الكتابة تظهر حاجة كل واحدة إلى الأخرى. لكن، تدريجيا، وعبر عملية السرد الذي يغتني بالتخييل الوظيفي، تظهر ملامح الضمير الفاعل في الساردة، والذي ينتصر لمعنى وجودها. ولعل بعض تلك المظاهر تبدأ في التجلي من الصوت/الضمير الذي يفعل في تدبير السرد. تتحكم يمنى الصوت المعرفي في عملية السرد، ليس بطريقة مُفكر فيها، أو بتوجيه مباشر، إنما تاريخ الذاكرة الثقافية – النقدية ليمنى العيد يُنظم السرد، ويفعل في مساره، خارج وصايا يمنى الباحثة عن سيرة ضميرها الوجودي. لقد تعودنا في سير ذاتية كثيرة على أن الكاتب عندما ينطلق بالحكي من الطفولة، لا نجده – في غالب الأحيان – يعتمد توثيق مرجعيات معلوماته، ومصادر أخباره، ومنابع حكاياته. ولذا، يسرد الولادة والطفولة وأحداثا كانت تكبره عندما كان طفلا من خلال صوته وضميره العليم. يمنى العيد تسرد وقائع ولادتها، ومسار طفولتها وتوثق لمرجع أخبار الطفولة، ولصوت المعلومة، تقول «أبي، كما حكت لي أختي الكبرى عائشة هو الذي سمَاني حكمت وليس أمي التي ولدتني» (ص 13)، تضع الساردة صفة/ الكبرى، مرجع أخبارها، « قبل تعيين علاقتها بالمرجع» أختها، ففي تقديم الصفة منح المصداقية للحكاية، وتوثيق نوع من الحقيقة أو ما هو واقعي، وسنجد الساردة تتخلى على الصفة/الترتيب «الكبرى» في السرد اللاحق، تقول «كانت تقول لي أختي عائشة وهي تروي لي الحكاية» (ص18). تُحرر الكتابة-السيرة الكاتبة من عتبة الوجود، وفضاء ما بين البينين، والصراع الداخلي الذي تعيشه بين حكمت التي كانت تعتقد أنها توارت إلى الخلف، غير أنها تستيقظ لتُوقظ الأسئلة حول الثنائيات والازدواجيات، ويمنى الضمير الذي حقق للكاتبة اعتبارها الوجودي من خلال سلطة النقد والمعرفة، إذ شيئا فشيئا تُصبح لـ»يمنى» قوة تدبير الصراع الذاتي بتجاوزه من خلال إنتاج وعي به وبملابساته، ولعل إعطاء مساحة مهمة لوالد الكاتبة في السيرة، مع إعلان الاعتراف بدوره في إنتاج «يمنى- الكاتبة» يُعد مظهرا لبداية الحسم في التناقض والصراع، والتحرر من تاريخ الوهم بالذكورة، الذي حملته مع اسمها «حكمت». تقول في نهاية السيرة «وداعا أبي، (….) وداعا حكمت. فأنت الذي وفَر لي فرصة أن أكون كاتبة»(ص247). لهذا، فتحرير علاقتها بأبيها من الصمت والذاكرة، وتحويل حكاية حكمت إلى سرد هو إعلان عن التخلص من حكمت، وتجاوز العتبة» (…) قبالتي باب بيتنا، بصعوبة أكثر أفتح هذا الباب، وبحذر أجتاز العتبة الرخامية العريضة» (ص 247). يتلاشى النص عند ضمير يمنى التي تنتصر على «حكمت»، باعتبارها الضمير الذي أعاد قراءة حكاية «حكمت» اجتماعيا وتاريخيا. ولولا يمنى ما كانت العودة إلى «حكمت». إن انتصار السيرة في «أرق الروح» لضمير يمنى هو انتصار لصوت المعرفة التي تُعد مكتسبا ذاتيا، وفعلا ثقافيا، كما يعتبر تحريرا من تاريخ الأوهام التي يُنتجها المجتمع. ما تعرفه الكتابة العربية راهنا من تحولات في نظامها وخطابها، يجعلنا نُعيد التفكير فيها من داخل بنيتها، بعيدا عن التقيد بالمرجعيات النظرية التي تعودت القراءة اعتمادها، وهي تتجه نحو الكتابة العربية. الاقتراب من السيرة الذاتية العربية اليوم، هو اقتراب من تحولات مفهوم الكاتب العربي الذي يعيش زمنا ثقافيا يجعله يقرأ ذاته. كاتبة مغربية زهور كرام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
رام الله ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني في الموعد المحدد، وتأكيد رئيسه سليم الزعنون على ان حضور المؤتمر سيقتصر على الأعضاء فقط، أطلقت شخصيات سياسية وأكاديمية ومجتمعية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 والشتات وثيقة تطالب بمجلس وطني يعيد بناء الوحدة الفلسطينية. في الوقت ذاته أعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين انها ستبقي على ممثلها في اللجنة التنفيذية تيسير خالد، بعدما تسربت معلومات أن هناك توجها لإقصائه واستبداله بشخصية أخرى. ففد أكد الزعنون أن التحضيرات مستمرة داخل وخارج الوطن لعقد دورة المجلس الوطني في موعدها في 14 أيلول/ سبتمبر الحالي ومكانها في مدينة رام الله. وأهاب بجميع أعضاء المجلس والفصائل والاتحادات، المشاركة. وقال الزعنون في تصريح، إنه نظرا لطبيعة جدول أعمال هذه الدورة للمجلس والمتضمن في أحد بنوده إجراء انتخابات، فإن الحضور والمشاركة سيقتصران فقط على الأعضاء، ولن يكون هناك حضور لأي مراقب. وكما هو معروف فإن حق الانتخاب فقط يكون لعضو المجلس. وشدد الزعنون مجددا على أنه سيبقى ملتزما بتطبيق أحكام النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولائحة المجلس الوطني الداخلية، في كل الإجراءات المتعلقة بعقد المجلس الوطني. ودعا الزعنون كافة أعضاء المجلس المقيمين في الخارج الذين لم يتسلموا دعوات المشاركة في دورة المجلس، إلى المبادرة وبأسرع وقت ممكن للمراجعة والاتصال بسفارات وممثليات دولة فلسطين المنتشرة في الدول التي يقيمون فيها، لاستكمال كافة الإجراءات اللازمة لسفرهم إلى أرض الوطن. كما دعا أعضاء المجلس داخل الوطن ممن لم يتسلموا دعواتهم، إلى مراجعة مكتب المجلس الوطني في مدينة رام الله. وبمناسبة الحديث عن التغييرات المتوقع على عضوية اللحنة التنفيذية للمنظمة، قال قيس عبد الكريم (أبو ليلى) نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية ان الجبهة ستبقي على تيسير خالد ممثلها الوحيد في اللجنة على الرغم من التغييرات التي قد تشهدها المنظمة في الفترة المقبلة. وأوضح عبد الكريم في تصريحات لوكالة معا الفلسطينية الخاصة، انه في حال إجراء انتخابات لكامل أعضاء اللجنة التنفيذية ستعيد الديمقراطية انتخاب ممثلها تيسير خالد. وانتقدت الديمقراطية على لسان خالد الطريقة التي أثيرت فيها قضية المجلس الوطني قائلا «ان ما يجري ليس سوى تعزيز السيطرة على منظمة التحرير والتفرد بقرارها». وأكد عبد الكريم ان الديمقراطية مع عقد المجلس الوطني في دورة عادية وبذل كل الجهد لتأمين النصاب ليقوم المجلس بالوظيفة المنوطة به وتأكيد الخط السياسي الذي اقره المجلس المركزي الفلسطيني وتطويره وإجراء عملية تجديد كاملة في مؤسسات منظمة التحرير مما يمكنها من مواجهة التحديات. ويبلغ عدد اعضاء المجلس الوطني 766 عضوا في الداخل والخارج، ويتطلب لعقد جلسة عادية اكتمال النصاب بحضور ثلثي الاعضاء اي 476 عضوا، وتوقع عبد الكريم اكتمال النصاب خاصة ان غالبية الأعضاء من الضفة الغربية، علما ان نحو 120 شخصا من أعضاء الوطني توفوا. ودعا الى ضرورة انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير بحضور جميع القوى الفلسطينية. وفي السياق ذاته طالبت شخصيات في وثيقة نشرتها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي التوقيع على الوثيقة لمن يرى أنها تلبي مطالبه من القيادة الفلسطينية قبيل اجتماع المجلس الوطني. وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات للمطالبة بدعم الفلسطينيين عامةً تقول «من بيروت حيث مخيمات التضحية والصمود إلى جانب مخيمات سوريا والأردن والشتات وجهت شخصيات سياسية وأكاديمية ومجتمعية من مختلف التجمعات الفلسطينية نداء لاستنفار الجهود دفاعا عن التمثيل الوطني المعبر عن الإرادة الشعبية. وللتذكير إن العشرات من أعضاء المجلس الوطني خارج الضفة الغربية لن يتمكنوا من المشاركة بجلسة تعقد في رام الله برعاية التنسيق الأمني، وأن نصف الشعب الفلسطيني ما زال محروما من العودة إلى وطنه وهو لن يرضى بفبركة تمثيله عبر لجنة تنفيذية لا تباركها الإرادة الشعبية. لنرفع صوتنا عاليا: لن تجدد الشرعية بوسائل غير شرعية». وجاء في الوثيقة «إذ نقف إجلالا وإكبارا لشهداء مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وللجرحى والأسرى ونوجه التحية لدفاع شعبنا عن وطنه وحقوقه في كافة تجمعات شعبنا، فإننا ندعو لتعزيز هذه الملحمة البطولية المتواصلة عبر إعادة بناء الكيان التمثيلي الموحد والقيادة الوطنية الواحدة والبرنامج الوطني الموحد في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري». واعتبرت الوثيقة أنه لتحقيق هذا الهدف «نتوجه إلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده وإلى جميع القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وأعضاء المجلس الوطني ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشعبية والفعاليات الوطنية من أجل تحمل مسؤولياتهم في إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية والإحجام عن اتخاذ أية خطوات من شأنها أن تفاقم حالة الانقسام من خلال ما يأتي: أولا: تأجيل عقد المجلس الوطني في منتصف شهر أيلول الحالي والعمل على عقد دورة عادية للمجلس الوطني يتم التوافق على التحضير الجيد لها من قبل الإطار القيادي المؤقت مع الالتزام بما ورد في النظام الأساسي لمنظمة التحرير باعتماد القاعدة التي تنص على أن المجلس الوطني بأغلبية ثلثي أعضائه هو الجهة الوحيدة المخولة بإعادة انتخاب اللجنة التنفيذية للمنظمة بكامل أعضائها أو ملء الشواغر في عضويتها والعمل على توفير فرص المشاركة المتساوية لجميع أعضاء المجلس عن طريق إجراء الاتصالات اللازمة لعقد دورة عادية في أحد البلدان العربية، وبذل كل الجهود من أجل تذليل العقبات التي تحول دون مشاركة الأعضاء من مختلف التجمعات والفصائل والاتجاهات. وفي حال استنفاد الجهود لتأمين مكان ملائم لاستضافة الدورة العادية ندعو لاعتماد تقنيات الاتصال الحديثة مثل «الفيديو كونفرنس» للربط بين حلقات يشارك فيها أعضاء المجلس في الضفة والقطاع والشتات كما حدث في اجتماعات المجلس التشريعي الثاني في الفترة التي أعقبت انتخابه. وأكدت الوثيقة على ضرورة التحضير الجيد لدورة المجلس العادية، وبضمنها جدول الأعمال حسب النظام الأساسي بحيث تشكل هذه الدورة محطة مفصلية في مراجعة التجربة السابقة منذ إبرام اتفاق أوسلو والتوافق على استراتيجية وطنية فعالة تستعيد الطابع الوطني التحرري للقضية الفلسطينية. وفي البند الثاني دعت الوثيقة المجلس الوطني في ختام أعمال دورته إلى تشكيل لجنة تحضيرية تتولى الإشراف على عملية إعادة تشكيل المجلس الوطني بالانتخاب حيث أمكن والتوافق الوطني حيث يتعذر إجراء الانتخابات وفقا لما ورد في اتفاق المصالحة الموقع في أيار/ مايو 2011 وبما يضمن إعادة بناء التمثيل وتجديد هياكل ومؤسسات المنظمة انسجاما مع الإرادة الشعبية. وثالثاً أهابت الوثيقة «بأبناء شعبنا وفصائله وأعضاء المجلس الوطني استعادة زمام المبادرة في الدفاع عن إعادة بناء التمثيل الوطني عبر رفع الصوت بمختلف أشكال الفعاليات الديمقراطية والسلمية من أجل وقف أي خطوات من شأنها تعميق الانقسام سواء عبر الدعوة لجلسة استثنائية للمجلس الوطني في رام الله بمن حضر أو عبر خطوات مقابلة تهدد وحدة التمثيل الوطني أو تمضي في خيارات أحادية تتصل بقضايا تمس الكل الوطني، مثل المفاوضات غير المباشرة حول التهدئة في قطاع غزة وهو ما يقتضي إحياء صيغة الوفد الموحد إلى مفاوضات التهدئة بالقاهرة». وخلصت الوثيقة إلى أن «تضافر الجهود الوطنية والشعبية من أجل إطلاق عملية إعادة بناء الكيان التمثيلي الموحد والقيادة الواحدة والبرنامج الوطني التوافقي هي السبيل لاستنهاض الطاقات الفلسطينية لاستكمال مسيرة التحرر الوطني، وقطع الطريق على المخططات والمشاريع التي تعمل على تكريس الفصل بين الضفة والقطاع. وكذلك تعميق انفصالهما عن تجمعات الشعب الفلسطيني في أراضي 48 والشتات وما يرتبط بذلك من مشاريع سياسية لاحقة تهدد بضرب وحدة الشعب الفلسطيني وأرضه وقضيته وحقوقه. ومن بين الموقعين على الوثيقة: هاني المصري- جابر سليمان- خليل شاهين- إبراهيم أبراش- كايد الغول- هدى نعيم- زياد العالول- خالدات حسين- سعد عبد الهادي- سهيل الناطور- محمود خلف- يسري درويش- هيثم عبده- صلاح الخواجا- سمر هواش- ريما كتانة نزال- خالد منصور- وفاء عبد الرحمن- أنطوان شلحت- عمر عساف- سلطان ياسين- صلاح عبد العاطي- فادي قرعان- داليا مالكي- جهاد محمد كوسى- ريما الوحيدي وإبراهيم الشطلي. فادي أبو سعدى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: ثورة مضادة في العراق… هل يتقاعس العبادي؟ ونشرة القدس العربي اليومية الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 - 23:44
القاهرة ـ «القدس العربي» ـ ركزت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 31 أغسطس/آب على زيارة الرئيس السيسي لسنغافورة، وحضوره حفل التوقيع على بروتوكول بين شركة هاي فلاكس وهيئة قناة السويس، لإنشاء محطتين لتحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء في بورسعيد والعين السخنة على البحر الأحمر، لخدمة المستثمرين في مشروعات محور قناة السويس. والملاحظ أن النظام ينفذ خطته التي أعلنها مرارا في أن الدولة ستكون حاضرة وبقوة في المشروعات التي ستتم، حتى لا ينفرد رجال الأعمال المصريون والمستثمرون الأجانب في السيطرة الكاملة. كما أعلنت شركة ريني الإيطالية للبترول اكتشاف حقل للغاز الطبيعي في المياه الدولية الخاصة بمصر، قد يكون الأكبر على مستوى العالم، والمعروف أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيطاليا قديمة واكتسبت أولى بوادر قوتها أيام حكم خالد الذكر، عندما أنشأت شركة فيات للسيارات أول مصنع في حلوان لتجميع سياراتها. كما أبرزت الصحف استدعاء وزارة الخارجية السفير البريطاني في القاهرة، لإبلاغه رفضها تعليقاته على أحكام محكمة الجنايات في قضية خلية الماريوت، واعتبرتها تدخلا غير مقبول، ولا نعرف إن كانت ستطلب من الحكومة البريطانية سحبه أم لا، مثلما فعلت السعودية في الثمانينيات مع السفير الأمريكي، الذي هاجم صفقة الصواريخ التي كانت السعودية تجهز لها مع الصين فطلب الملك فهد طرده فورا. وتواصل الاهتمام بأسعار اللحم، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى ونتائج حملة المقاطعة بعنوان «بلاها لحمة». وقد أخبرنا أمس زميلنا الرسام في «الوفد» عمرو عكاشة أنه شاهد مواطنا يرفع لافتة بلاها لحمة أمام محل جزارة ورأس حمار مذبوح معلق فيه وجاء حمار آخر وقال له مشجعا: - عليّ النعمة أجدع حملة أيه لزمتها تاكلوا لحمة. وبدأت أولى رحلات حجاج القرعة من مطار برج العرب في الإسكندرية واهتمت الصحف بالذكرى التاسعة لوفاة الأديب نجيب محفوظ، الحاصل على جائزة نوبل. أما الفضائيات فقد اهتمت بعض برامجها بالفيلم الإيراني الذي يظهر فيه الرسول «صلى الله عليه وسلم» وهو صبي ومن ظهره، ودبت الحياة في الحركة السياسية بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب، ابتداء من اليوم الثلاثاء ولمدة اثني عشر يوما، وإجراء الانتخابات على مرحلتين، الأولى في أربع عشرة محافظة، والثانية في ثلاث عشرة محافظة. وإلى بعض مما عندنا…. الانتخابات وشحن الرأي العام لإعطاء الأولوية لتيارات محددة وإلى أبرز ردود الأفعال على انتخابات مجلس النواب المقبلة واستعدادات الأحزاب والكتل السياسية لها، وتقييمها لها، وسنبدأ بتعليقات الأفراد ثم مسؤولي بعض الأحزاب، ففي «أهرام» الأحد قال زميلنا وصديقنا رئيس مجلس إدارتها الأسبق مرسي عطا الله في عموده اليومي «كل يوم»: «إذا كان البعض بدأ يغمز ويلمز باتجاه شحن الرأي العام لإعطاء الأولوية لتيارات بعينها، تحت دعوى الحاجة لوجود معارضة قوية في البرلمان، فإن من الضروري – من دون التفتيش في النيات -أن نقول لهم إن ظروف الوطن في الوقت الراهن تعزز الحاجة إلى أغلبية برلمانية مريحة، يمكن أن تفرز حكومة وطنية قوية تدعم الرئيس السيسي وتسهم في تجنيب البلاد مخاطر الاهتزازات والمناورات الحزبية الضيقة، وما أسخف تلك الأقاويل التي تتردد عن رهانات لهذا الحزب أو ذاك، حول خطته لحصد أكبر عدد من المقاعد البرلمانية، لأن الوجود المؤثر تحت القبة ليس مجرد نسبة عددية فقط، وإنما المهم أن تتنوع ألوان الطيف السياسي تحت القبة، وأن يحظى بشرف العضوية البرلمانية كل من يستطيع أن يعبر عن قضايا وطنه بحرية وجرأة وبالتزام ومسؤولية وظني أن جماهير 30 يونيو/حزيران قادرة على فرز الغث من السمين وعدم السماح بعودة نواب «النقوط» أو نواب الإرهاب أو نواب السبوبة الثورية». عاطف زيدان: أشعر بالتفاؤل حول شكل ومكونات البرلمان المقبل وهذه النتيجة التي انتهى إليها مرسي هي ذاتها التي وصل إليها في اليوم نفسه زميلنا في «الأخبار» عاطف زيدان بقوله: «أشعر بالتفاؤل حول شكل ومكونات البرلمان المقبل. سبب تفاؤلي ارتفاع مستوى الوعي السياسي لدى معظم المواطنين. هناك شبه إجماع على تطهير الحياة السياسية من رجال مبارك ورجال الإخوان على حد سواء، والمتحولين الذين يلعبون على كل الحبال، لتحقيق منافع خاصة. لن تجد من يختار أي شخص من نظامي مبارك ومرسي. فالشعب يريد طي صفحة العهدين المستبدين اللذين جرا الوبال على مصر. لن يكون للزيت والسكر الإخواني أي دور مؤثر، وإن كنت استبعد اختفاء تلك الرشوة الانتخابية تمامًا، وكذا لن يكون لأموال رجال أعمال عهد مبارك أي تأثير، رغم ارتفاع معدل الفقر، ومعاناة الملايين من ارتفاع تكاليف المعيشة». حزب النور يسعى للسيطرة على البرلمان! وما أن سمع زميلنا وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «الوفد» برأي عاطف زيدان حتى صاح في اليوم نفسه مشيرا إلى حزب النور: «في اجتماع قيادات النور في الإسكندرية مؤخراً، أوصل الحزب السلفي رسالة إلى المجتمع، في أنه يسعى إلى السيطرة على البرلمان، بل أنه قال أيضاً إنه يستعد لسن تشريعات تتوافق مع هذه المرجعية الدينية التي ينتهجها.. فماذا ينتظر التيار المدني، بعد هذا الإعلان الصريح والواضح من حزب النور، القائم على أساس ديني بالمخالفة للدستور. التهديد واضح وظاهر وعلني من النور، في إقدام أعضائه بكل قوة للسيطرة على مقاعد البرلمان، ولو ـ لا قدر الله ـ هذا حدث تكون فعلاً كارثة حقيقية لحقت بالبلاد، بل يعني أن المشروع الوطني يتعرض لخطر فادح. إذن ماذا تنتظر الأحزاب والتيارات المدنية، بعد هذه الصراحة من حزب النور التي تظهر ببجاحة شديدة وفي تحدٍ صارخ ضد الأحزاب المدنية. نكرر على التيار المدني لملمة شمله، والتنحي عن أي تناحر سياسي في أسرع وقت، بتوافق وطني على المقاعد الفردية والقائمة في البرلمان المقبل، بدلاً من ترك الساحة خالية للسلفيين الذين يلعبون بالناس». الحرب تتصاعد ضد برهامي وساويرس وإذا توجهنا في اليوم نفسه أيضا إلى «المصريون» الأسبوعية المستقلة سنجد رئيس مجلس إدارتها وتحريرها زميلنا جمال سلطان يشير إلى الحملات التي يتم شنها ضد حزبي النور والمصريين الأحرار وقال مفسرا لها: «بدأت الحرب تتصاعد ضدهما، والأجنحة المعنية داخل الدولة وأجهزتها تحرض على الاثنين، ساويريس وبرهامي، أو المصريين الأحرار والنور، رغم أنهما نقيضان، وبالمنطق نفسه و«الأخلاق» السياسية التي أزاحوا بها الإخوان، يحاولون الآن إزاحة الاثنين، باستعداء الدولة والجيش والأجهزة على الاثنين. وهناك خطاب إعلامي علني الآن من الإعلاميين المحسوبين على الأجهزة وأجنحة معينة في الدولة، تصف الاثنين بأنهما الأخطر على مصر وعلى الانتخابات المقبلة، وهناك إدراك أنهم لن يستطيعوا مواجهة الحزبين في نزال ديمقراطي مفتوح وحر، فكان اللجوء إلى طريقة عزل الإخوان، باستدعاء القوة الخشنة وأجهزتها. الأحزاب الموجودة الآن، التي قررت المشاركة في الانتخابات أحزاب كرتونية، تستخدم كميكرفونات للأجهزة الأمنية لا أكثر، أو قطع ديكور سياسي للوجاهة، وبعض الأحزاب الأخرى المهمة التي يمكن أن تزاحم قررت الامتناع عن المشاركة، مثــــل «مصر القوية»، وحزب «الوفد» تعصف به الانقسامات والاتهامات المتبادلة، وبعض مرشحيه باعوه ولجأوا إلى حزب ساويرس، وبالتالي لا يوجد فعليا في الساحة الانتخابية سوى الحزبين الأهم الآن، «المصريين الأحرار» و«النور» المفاجآت واردة، إما بترويع ساويرس لتحجيم «شهيته» لالتهام مقاعد البرلمان الجديد، حيث يمكن للجهاز الإداري والقانوني للدولة أن يخرج من «الكتاب الأصفر» ما يعطله أو يخيفه ، إما بإجراء قانوني مفاجئ ضد حزب النور يربكه ويدفعه للتواضع أو حتى الانسحاب، ورغم التصعيد في العنف ضد الحزبين، والتحريض العلني، إلا أنني لا أتصور أن تلجأ الدولة إلى هذه الخيارات الآن، لأنها ستكون مكشوفة، وقد تأخر وقتها، كما أن حزب ساويرس أو النور ليسا من الأحزاب المشاكسة أو الثورية أو الصدامية، خاصة «النور» يمكن أن يمثل فضاء سياسيا مناسبا للتنسيق مع النظام». أحمد إمام: نرفض أن نكون وردة في عروة جاكيت النظام وقد جاءت إشارة جمال سلطان إلى حزب «مصر القوية» الذي يترأسه عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مكتب الإرشاد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، لأن الجريدة في عددها نفسه نشرت حديثا مع أحمد إمام المتحدث باسم الحزب أجراه معه زميلنا حسن عاشور وأبرز ما قاله: «مشاركتنا في 30 يونيو/حزيران كانت واضحة بشكل كبير من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في وجود الرئيس المنتخب، أو غير رئيس وزراء تفوض له الصلاحيات، فنحن لم نناد الجيش إلى التدخل في الحياة السياسية. لم يحدث في أي وقت من الأوقات أي تواصل بيننا وبين المؤسسة العسكرية، غير تواصل كان بهدف تحذير المؤسسة العسكرية من التدخل في الشؤون المدنية وحدث تواصل بعد إلقاء بيان 3 يوليو/تموز من خلال اتصال هاتفي بعد إلقاء البيان مباشرة من عبد المنعم أبو الفتوح إلى قيادات المجلس العسكري، ومن ضمنهم السيسي، قال خلاله إنه لا يصح على الإطلاق أن يكون هذا شكل العلاقة بين أكبر مؤسستين في مصر المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة، وإنه يجب إعطاء الشعب الفرصة للضغط لإنجاز مسار ديمقراطي وتغيير الديمقراطية. وعندما صدر بيان 3 يوليو لم نكن نعلم أي شيء من ترتيبات البيان، وبمجرد صدور البيان أعلنا وقتها عن اعتراضنا على البيان، وبدأنا نضغط بقوة في هذا التوقيت للعودة للمسار الديمقراطي، إلى أن حدث سقوط أول نقطة دم في أحداث الحرس الجمهوري، صرحنا وقتها بأن هذا ضد الديمقراطية. عبد المنعم أبو الفتوح مثله مثل أي معارض مصري عليه حصار إعلامي قوي، فليس هناك أي نافذة إعلامية من داخل مصر تسمح له بالظهور، فقيادات مصر القوية تفضل أن تعارض النظام من داخل مصر، وعُرضت علينا فرص كثيرة في الخارج، ولكننا رفضنا لأنه من وجهة نظرنا أن الخيار الأفضل هو مقاومة النظام من الداخل، وهذه المقاومة من خلال الشارع أو السجون بغض النظر عن تفهمنا للمضطرين للظروف للهرب إلى الخارج من البطش في مصر، فنحن غير معترضين على ذلك ولكننا فضلنا البقاء داخل مصر. ثانيا أن المشهد لا يحتاج إلى تعريف فالسلطة حاليا تكبل بالحديد والنار، ولن تحقق الديمقراطية فبالتالي ليس هناك جدوى من فكرة البحث عن حلول للأزمة. النظام الحالي لا يريد أن يستمع إلى أحد نحن نحتاج نظاما يرفض أي مسار غير ديمقراطي، فليس مطلوبا منا أن نزيد الدماء في الشارع، نحن سنناضل عبر مسارات أخرى، لن نشارك في الانتخابات المقبلة، ولن نقبل أن نكون وردة في عروة جاكيت النظام وأن نحمل صورة النظام». محمد بدران: لسنا حزب الدولة أو الرئيس ولست مقربا من الرئيس ومن «المصريون» إلى «جمهورية» الأحد أيضا ورئيس حزب «مستقبل وطن» محمد بدران الذي تدور الأقاويل حوله بأنه من أحزاب النظام فقد أجرى معه زميلنا محمد بسيوني حديثا قال فيه: «نحن أعلنا من قبل أن من يمول حزب «مستقبل وطن» ومن يصرف عليه، هم مجموعة من رجال الأعمال، وليسوا رجال سياسة، وأنه مجرد أنه مؤمن بتأهيل وإعطاء الفرصة للشباب إذن هو مؤمن بالفكرة، وليس هناك أي أهداف سياسية، وكان ذلك شرطا ووافقوا. تجربة الشباب تعاني الكثير منذ العصور السابقة من الكبت والقهر لفترة طويلة الشباب يسعى دائما للعيش والزواج والعلاج وغيره، لكن هناك شبابا غير مؤهل ورأينا ذلك فيمن تولوا مناصب بعد الثورة، ففكرة التمكين فشلت بدون تأهيل حتى يتولي مناصب تنفيذية كنائب للوزير أو مساعد للمحافظ. الحزب مؤسسة ولا يتوقف على شخص، ويضم قامات كبيرة، ولجانا فرعية ومجلسا استشاريا وليس الحزب هو محمد بدران، ونحن وجهنا جميع قيادات الحزب بعدم الرد على أي اتهامات أو شائعات بعيدا عن الإعلان وشاشات التلفزيون أو الشهرة، ونحضر لمفاجآت في الانتخابات البرلمانية المقبلة. نحن مستمرون في قائمة «في حب مصر»، وبالنسبة لمرشحينا للمقاعد الفردية لم نستقر حتى الآن على الأسماء، خاصة من دون تغيير في الدوائر والمحافظات. لسنا حزب الدولة أو الرئيس ولست مقربا من الرئيس، بالعكس قد نكون الحزب المعارض للرئيس، إذا لم يحقق طموحات وآمال الشعب والشباب. وبالنسبة لوجودي على يخت المحروسة ضمن احتفالات قناة السويس فلم أكن الوحيد وكنت ضمن خمسة عشر شابا». المزاج الانتخابي المصري يتغير بين يوم وليلة وآخر رئيس حزب سنستمع إليه يوم الأحد سيكون أكمل قرطام رئيس حزب «المحافظين» ورجل الأعمال وصاحب جريدة «التحرير» التي نشرت له حديثا أجرته معه زميلتنا الجميلة إيمان البصيلي على صفحتين كان أبرز ما قاله هو: «نحن في حزب المحافظين ليست لدينا أموال كثيرة كغيرنا من الأحزاب، والتمويل يكون من خلالي بالإضافة إلى تبرعات من بعض الأعضاء في الهيئة العليا الذين يقومون بتأجير المقرات ومساعدتنا. والحقيقة أن الناس تقوم بما عليها على قدر إمكانياتها، فنحن نخوض الانتخابات من أجل فكرة وليس مقعدا. المزاج الانتخابي المصري يتغير بين يوم وليلة، وأظن أن الناس خلال الفترة المقبلة سوف تشعر بالمسؤولية، خصوصا إذا نزل الشباب للاقتراع فلن يجاملوا أحدا، وتكون اختياراتهم مسؤولة وهذا ما أراه حتى الآن وقد أكون مخطئا. أعتقد أن المسؤولية العامة أصبحت موجودة لدى الناس والإحساس بها تجاه الدولة، فمستقبلها شبابها والناس سينظرون إلى من هو الأصلح الذي يستطيع أن يتبوأ هذا المنصب ويمثلهم بأمانة، ولذلك توقعاتي حتى الآن أن هذا البرلمان ستكون خريطته غير مفهومه وربما يتحول إلى مشكلة وربما يتحول من برلمان الأزمات إلى برلمان مصدر للأزمات. تخيل أنه سيكون هناك عدد من الإسلاميين لا بأس به قد يصل إلى 25٪. وسيكون هناك الكثير من المستقلين قد يصلون 50٪ ولن تأخذ الأحزاب حصة كبيرة من المقاعد، إلا الأحزاب التي لديها أموال كثيرة، لأن الأحزاب تفتقد كوادر تستطيع الترشح في البرلمان، فهي تأتي بالكوادر الموجودة التي لها شعبية، ومعظم القيادات الشعبية في النظام السياسي القديم كانت تعمل من خلال الحزب الوطني، وهي قيادات شعبية أيضا. والحزب الوطني لم يكن هو الذي رباها سياسيا، ولكنه كان ينتقيها من العمد والمشايخ، فهل المزاج الانتخابي المصري سيأتي بهؤلاء الأشخاص مرة أخرى؟ هل القبليات وصلات القرابة ستؤثر؟ أنا أرى أنه من الممكن ألا يكون لها تأثير كبير، فبعد ما شاهدناه السنوات التي مرت أصبحت لدى الناس مسؤولية أمام الله وأمام الوطن، إنها تختار النائب الصالح وليس النائب الذي تعرفه. البرلمان المقبل سيكون برلمان تسيير أعمال، كحكومة تسيير أعمال وسينظر للقوانين من منطلق شعبي، وهذا أمر جيد وسيتابع السياسات العامة للحكومة وسيكون رقابيا. وهناك دور يغفله الناس وهو مكافحة الفساد وأعتقد أن البرلمان سيؤدي هذه المهمة بشكل جيد». الصحافة والإعلام وإلى المعارك الخاصة بالصحافة والإعلام، حيث شن زميلنا في «الجمهورية» محمد العزبي يوم الخميس هجوما عنيفا على ما حدث من إغلاق صحيفة «التحرير» المملوكة لأكمل قرطام بسبب ما تكبده من خسائر مالية فقال: «ـ ما زلنا نعيش أجواء ملاعيب شيحة، وهي تشتري وتبيع صحيفة «الدستور» الأصلي وكان لها بريق ومعارضة وآمال، وكانت الخطة بدلا من الإغلاق ووجع الدماغ هي تغيير صاحب المال وإن أضرب واعتصم الشباب في نقابة الصحافيين التي لم تملك لهم شيئا. - هذه المرة أغلقها واستراح وجعلهم ينشغلون بمن يبقى ومن يذهب ولا يهم ماذا كانت تقدم الصحيفة للناس. لا تقاس الصحف بأرقام التوزيع فقط، فالبعض يشتريها أحيانا من أجل صفحة الوفيات، والبعض الآخر لا يهتم إلا بملحق التعليم. قراءة الصحف وما بين سطورها مزاج وهواية لمن يهتم بالشأن العام، وقد تكون أيضا تسالي وكلمات متقاطعة. ولقد صودرت في أسبوع واحد الطبعات الأولى لثلاث صحف خاصة، ولم يعلن اسم أو صفة من ارتكبها، وهذا أفضل من موت صحيفة على يد صاحبها، باعتباره حرا فيها يطارد الصحيفة التي نزلت عليها اللعنة من يقول إنها تبحث عن مشاكل الناس وتخفي الإنجازات، ويحسبون عليها أنها لم تهتم على صفحتها الأولى بالفساد في الزراعة والتجاوزات في الأوقاف، وارتفاع أسعار اللحوم، وإضراب أمناء الشرطة ومليونية الخدمة المدنية، بينما الأفراح والليالي الملاح ليس لها مكان يليق. أليست مهمة الصحافة هي إزعاج الحكومة وهي البرلمان عندما يغيب أعضاؤه والرقيب عليه، عندما يعقد جلساته. صحيفة أخرى مهمة رأى ابن مؤسسها أن الحكاية مش جايبة همها ونزيف الخسارة يجب أن يتوقف، والحمد لله أن الأب لم يسمع كلام ابنه، هل هذا أمر متوقع من أصحاب الصحف الخاصة، فكلهم مشغولون بالبناء في المعمار وأسعار البورصة وتقسيم الأراضي وبيع الشقق، وأيضا كروت شحن المحمول أي تجارة، إلا الفكر والقلم ومع ذلك لهم الشكر فقد صنعوا جوا مختلفا عن صحافة « الاتحاد الاشتراكي الغارقة في الديون». المطالبة بإعادة إحياء مهنة الصحافة التي أصابها الجفاف والعزبي يقصد بالصحيفة الأخرى «المصري اليوم» والمساهم الأكبر فيها رجل الأعمال صلاح دياب. والموضوع نفسه كان محور مقال زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة ومؤسسة روز اليوسف الأسبق كرم جبر في يوم الخميس ذاته وفي جريدة «اليوم السابع» فقال عنه: «إغلاق صحيفة «التحرير» جرس إنذار حتى لا يكون أول الغيث، وتتساقط واحدة تلو الأخرى، مثل أوراق الخريف، ويكون الصحافيون هم الضحايا ويدفعون الثمن، والخطر لن يقتصر على الصحف الخاصة فقط، ويطارد الصحف القومية، إذا توقف الدعم الحكومي، لأن النفقات أكبر بكثير من الإيرادات، وأرقام الدين تتزايد يوما بعد يوم، والصحافيون الشبان الذين رماهم القدر على مهنة صاحبة الجلالة، سيجدون أنفسهم من دون مظلة أو غطاء، بعد سنوات من العذاب والشقاء، ولن تقدر نقابة الصحافيين على رعايتهم، لأن الأمر يفوق قدرتها مهما كانت قوتها، والأزمة لا تتعلق بسقف الحريات أو الخطوط الحمراء، ولن تنفرج بإقرار قانون حرية تداول المعلومات، المعضلة اقتصادية وتتجسد في الخسائر وانهيار الموارد وتراجع الإعلانات والتوزيع، وانصراف القراء عن الصحافة المكتوبة. والحل؟.. وقف النزيف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحماية جموع الصحافيين، وإعادة إحياء المهنة التي أصابها الجفاف.. وأطرح بعض الأفكار قد تكون مفيدة.. أولا: إعادة الهيكلة بكبح الإنفاق وزيادة الموارد، وتقليل الخسائر لأقصى درجة ممكنة، وضبط المطبوع بحيث لا يزيد المرتجع عن 15٪.. ثانيا: تغيير السياسات التحريرية القائمة، التي حولت كثيرا من الصحف المطبوعة إلى «أكل بايت» للمواقع الإلكترونية، وابتكار صحافة مكتوبة جذابة تهتم بالخدمات». مذيعة ربط تتحول للبرامج السياسية ويوم السبت ترك زميلنا في «الأهرام» محمد أمين المصري قضية الصحف إلى الفضائيات وقال وهو غير مصدق: «لم أكن أتخيل أن أشاهد مقطعا من حلقة تلفزيونية لمذيعة تتحدث في السياسة الدولية والعلاقات الدبلوماسية، وهي في الأصل مذيعة ربط أو منوعات ومسابقات هزلية، فالمذيعة التي تحولت للبرامج السياسية في إحدى الفضائيات شنت هجوما فجا ضد حركة حمـــــاس الفلسطينية، قد لا نراه سوى في برامج الفضائيات المصرية، التي تحـــــول الكثير منها إلى منابر للشتائم والنيل من الآخرين. المذيعة وصفت أعضاء حمــــاس بأنهم «حشرات زاحفة» لا يستحقون سوى الرش أو الضرب بالشبشب في أماكن حساسة، باعتبارهم حثالة ولا يستحقون الذكر. البعــض للأسف يزايد علينا باعتبارهم أكثر وطنية منا، ويسمحـــون لأنفسهم بالتفوه بكلمات لا تخرج أبدا من إنسان يحترم عمــــله الإعلامي، الذي يفترض أنه عمل رزين. لكن للأسف، رأينا هــــؤلاء ينتشرون في الفضائيات ويطلقون على أنفسهم لقب إعلامي، ومنهم المنافقون، وبعضهم يتحدث في عناوين كبيرة وهم لا يعلمون طبيعة مضامينها. الشعب الفلسطيني مع مصر قلبا وقالبا، ويتألم لمثل هذه الأوصاف، ولا يجب أن نلتفت لبعض الحمساويين الذين يتبنون مواقف غير فلسطينية، حتى مع بني وطنهم ومن الشطحات الإعلامية، أن اتهمت مذيعة شعبا عربيا بـ«الدعارة»، لتكلف مصر اعتذارا رسميا بسبب قبـــح ما يتردد في الفضائيات المصرية». البورصة المصرية تأثرت بسجن عكاشة! وهو يقصد الأزمة التي حدثت مع أشقائنا في المغرب. وأراد زميلنا في «الجمهورية» سمير الجمل أن يضيف في اليوم نفسه إلى ما قاله أمين المصري بأن قال: «ضحكت وضحك غيري .. لكن توفيق عكاشة لم يضحك وهو يصرح للصحافة بأن البورصة تأثرت بسجنه، وخسرت ما خسرت. لكن ما لم يذكره عكاشة أن كثيرا من بورصات العالم خسرت ولا نعرف إن كان هذا بسببه أو بسبب حياة الدرديري». - يا أستاذ عكاشة يا صديقنا العزيز دمك زي العسل بالبدلة الزرقاء!». الحرب على اليمن المسكوت عنها خطأ فادح أن يعتقد البعض أن من ينتهكون حقوق الإنسان والحريات في البلدان التي يتسلطون عليها سيعملون على الانتصار للديمقراطية خارج حدود بلدانهم أو سيغلبون اعتبارات كرامة المواطن والمساواة وسيادة القانون على حسابات المصالح وموازين القوة وغرائز البقاء. هذا ما بدأ به عمرو حمزاوي مقاله في «الشروق» عدد أمس الأثنين مواصلا كلامه: خطأ فادح أن يعتقد البعض أن الحرب على اليمن التي يروج لها سعوديا وخليجيا وعربيا بكونها عملا جماعيا يستهدف إنقاذ اليمن من مصائر تفتت الدولة الوطنية وانهيار السلم الأهلي للمجتمع وتورط قطاعات سكانية واسعة في الطائفية «الممولة إيرانيا» والعنف والإرهاب، ويدعي أيضا الانتصار لحقوق وحريات الشعب اليمني. خطا فادح لأن الحكومات المشاركة في الحرب على اليمن يتناقض مجمل ممارساتها الداخلية مع مضامين الحق والحرية، ولأن بعضها تتردد في دوائره المعنية بصناعة القرار وســـياقات السلطة التنفيذية ذات الأصداء الطائفية التي توظفها إيران في اليمن، ولأن الحرب على اليمن والتكالب الإيراني عليها هما في الجوهــــر صراع على النفوذ الإقليمي لا يتوقف طويلا عند المقومات الحقيقــــية لبـــناء الدولة الوطنيــة المرتبطة بالعدل ولا يكترث بشروط استعادة السلم الأهلي للمجتمع المترتب دوما على المساواة ومناهضة التمييز واحترام الكرامة الإنسانية ولا يهمه المواطن المنتهكة حقوقه وحرياته في جميع مناطق الشرق الأوسط. لكل ذلك تدمر اليمن وتخرب البنى التحتية للمجتمع الفقير ويقتل الناس وتفرض عليهم مصائر النزوح والارتحال، والحكومات العربية والحكم الإيراني يواصلون تقطيع أوصال البلاد التي أصبحت ساحة من بين ساحات الصراعات الإقليمية. لكل ذلك تدمر اليمن وتستباح دماء أهلها وينتهك حقهم المقدس في الحياة، والرأي العام العربي والإيراني في صمت لا قيم أخلاقية به ولا إنسانية، والجماعة الدولية العاجزة إما منصرفة لتسوية صراعات أكثر مأساوية في العراق وسوريا وليبيا وفي عرض البحر المتوسط وعلى امتداد الحدود الأوروبية، أو متورطة وفقا لحسابات المصالح والنفوذ وعلاقات التحالف مع بعض الأطراف الإقليمية في تعتيم متعمد على كوارث الدمار والخراب والقتل التي تنزل باليمن اليوم». الفتاوى وإلى الفتاوى من صفحة «أسألوا أهل الذكر» في جريدة «عقيدتي» التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة دار التحرير الحكومية التي تصدر عنها «الجمهورية» و«المساء» حيث أرسل المواطن المسكين سامح بدر يسأل وهو في قلق عظيم: - أتثاءب كثيرا في الصلاة فماذا أفعل لرد التثاؤب وهل تكون الصلاة مقبولة أم لا؟ وأفكر في أمور كثيرة من أمور الدنيا أثناء الصلاة فماذا أفعل لرد الوسوسة؟ وقد رد عليه الشيخ سعيد حسن قائلا: التثاؤب هو أمر قهري لا يمكن للإنسان أن يرده ولكن المطلوب فيه أن تخفف منه، وهو إذا جاء في الصلاة لا تبطل به الصلاة والتخفيف منه يكون برده، كما روى البخاري التثاؤب فهو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم تثاءب ضحك منه الشيطان والإجابة على ذلك يكون بما ورد من الحديث النبوي الذي رواه مسلم «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل. وسواء كان التثاؤب في الصلاة أو خارجها يستحب وضع اليد على الفم وإنما يكره للمصلي وضع يده على فمه في الصلاة، إذا لم تكن حاجة كالتثاؤب وشبهه أمر شرود الذهن في الصلاة فأمر لا ينجو منه إنسان بحكم تكوينه وشواغله وبما جاء في الحديث «أن الشيطان يأتي للإنسان في الصلاة ويقول له أذكر كذا وكذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى» رواه البخاري ومسلم. المهم في حكاية التثاؤب أن واحدا من الأطباء أو علماء النفس لم يستطع تفسير ظاهرة تثاؤب شخص كرد فعل لتثاؤب شخص أمامه، فهل معنى ذلك أن الشيطان انتقل إليه بعد أن أنهى مهمته مع زميله؟. أما بالنسبة للفتوى التي قيل إن الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية قد أتى بها بحرمة فوائد شهادات قناة السويس فقد نشرت له مجلة «المصور» يوم الأربعاء حديثا أجرته معه زميلتنا الجميلة رضوى قطري أوضح فيه حقيقة الأمر بقوله: فتوى تحريم عائدات شهادات قناة السويس أنا أسأل: أين نص هذه الفتوى مكتوباً أو مصوراً؟… أين الفيديو الذي قلت فيه إن عائدات شهادات قناة السويس حرام؟! الحكاية أنني ظهرت في فيديو على موقع «أنا سلفي» وطرحت مبادرة لتخفيف العبء عن كاهل الدولة، فالدولة مطالبة بدفع مبلغ 7 مليارات جنيه ســــنوياً، كخدمة فوائد للمبلغ الأساسي، وفي الوقت نفسه مطالبة بعد 4 سنوات من الآن برد أصل المبلغ 64 مليار جنيه، أي نحو 22 مليار جنيه سنوياً، وأظن أن هذا عبء على الدولة، في سنوات تشغيل القناة الجديدة الأولى، وقلت نصاً «أطالب أبناء الشعب المصري للخير المرجو من هذا المشروع بأن تبدأ حملة لإسقاط ديون الدولة، وأنصح أصحاب الشهادات، أن يتصدقوا بفوائد وأرباح هذه الشهادات على الشعب المصري والدولة المصرية، لأن هذا فيه خير لدينهم ودنياهم» وأقسم بالله لم أقصد غير ذلك، وما حدث من قبيل البحث في النوايا والمقاصد الخفية، ألا يعد هذا أسلوب محاكم التفتيش؟!». حسنين كروم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
واشنطن ـ «القدس العربي»: حاول المرشح الرئاسي الأمريكي جيب بوش تضليل وسائل الإعلام عبر استخدم صياغة ملتوية حول موقفه من حرب العراق التى اطاحت بالرئيس الراحل صدام حسين بحيث تحاول السؤال من استفسار حاسم إلى :» إذا كنت تعرف سابقا ما تعرفه الان، هل ستصدر امرا بالغزو ؟.مما اثار الكثير من اللغط والنقاش في حين تجاهلت وسائل الإعلام موقف غريمه المرشح الرئاسي جان كاسيج عندما قال بصراحه بانه لن يعلق قطعيا على صواب او خطأ حرب العراق مذكرا الجميع بانه وافق على قرار الغزو في ذلك الوقت. في الواقع، تراجعت المسألة العراقية إلى حد ما من اهتمامات الرأى العام الأمريكي خاصة بعد الاتفاق النووي مع إيران والحرب ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « ولكن تركيز وسائل الإعلام على تحديد المواقف من الغزو العراقي لم يتوقف بسبب الحرص على معرفة مكنونات المرشح ومدى استعداده شخصيا للاعتراف عند اجراء حكم خاطئ ناهيك عن محاولة اختبار القيادات الوطنية الجديدة، هل للمرشح القدرة على الاعتراف بان السياسة الخارجية الأمريكية كانت على خطأ فادح ؟. وسائل الإعلام بدورها سمحت لقادة الحزب الجمهوري بتبديل السؤال، وبدلا من مناقشة ما إذا كان من المنطقى غزو العراق، يجادل الجميع الان حول مدى منطقية مغادرة العراق ولكن رغم هذا التراجع، يسود هناك اعتقاد عند الخبراء بان الجمهوريين يواجهون مشكلة سياسية خطيرة نظرا لأن الرئيس السابق جورج بوش هو الذى بدأ بالانسحاب كما حاول اكثر من مرشح رئاسي التهرب من سؤال يتعلق بمدى خطورة بقاء القوات الأمريكية في العراق بدون حصانه قانونية. وادى النقاش الدائر بالفعل إلى قناعات سياسية جديدة بغض النظر عن تحقيق اجابات تتعلق بموقف حاسم من حرب العراق المضللة وفقا لاستنتاج الخبيرة ديانا اهولبيوم التى اوضحت ان الجمهوريين اعترفوا بالفعل بان هناك الكثير من القيود على قدرة الولايات المتحدة على فرض ارادتها على العالم، ليس لانها تفتقر للقوة العسكرية او الارادة السياسية لاستخدام القسوة والخوف لفرض احكامها بل لانها غير قادرة على ازالة المظالم، وعلى النقيض من ذلك، تزيد من تفاقم المشكلة إلى حالة انفجار. هذه الحقائق المزعجة لصقور الحزب الجمهوري ودعاة الحرب سببت، ايضا، مشكلة حرجة لغالبية المرشحين للرئاسة لانهم ببساطة لا يستطيعون انكار الكارثة وعدم وجود وسيلة سهلة للهرب من خطأ تاريخي فادح وهي تتجازر بالتاكيد كما تضيف اهولبيوم التضليل البشع حول دور مزعوم لصدام حسين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول او حيازته لاسلحة دمار شامل كما انها تتجاوز بالتاكيد مقولات ان سبب فشل حرب العراق يعود لارسال عدد قليل من القوات او الانسحاب مبكرا لان الفشل الاكبر يتمثل في ان نظرية انتزاع بلد عبر الصدمة والترويع هي فرضية فاشلة لا اساس لها من الصحة. عقيدة التدخل المسلح التى انتشرت في اعقاب الحرب الباردة كما يستنتج الكثير من الخبراء لن تجعل الولايات المتحدة اكثر امنا، فالغارات والضربات الجوية التى تشنها الطارئات بدون طيار وعمليات القتل تغذى التهديدات ولكنها لا تزيلها، وفي هذا العالم المتشابك المترابط فان بالامكان هزيمة التقنيات العالية بسهولة عن طريق تكنلوجيا بسيطة والمذابح التى يمكن ان يرتكبها فرد واحد لا يمكن منعها من جميع الوكالات بالمال والقوة مما يعنى ضرورة اعادة التفكير جذريا بمصادر قوة الولايات المتحدة ونفوذها. وهكذا تاتى اهمية اعتراف أى مرشح رئاسى بالفشل والاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية عن عواقب قرار ارعن والتعامل مع الامور بشكل مختلف في المستقبل، وفي نهاية المطاف، سيطارد شبح ملايين القتلى نتيجة الغزو الأمريكي للعراق الوسط السياسي في واشنطن، وبالتاكيد لن تفلح محاولات التملص من السؤال المزعج لان ساسة الولايات المتحدة يدركون تماما فداحة القرار ولكنهم لا يمتلكون الشجاعة للاعتراف. رائد صالحة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]