تحوّلت سوريا، في وسائل الإعلام العالمية، إلى حالة معقدة صعبة على الفهم والتحليل والاستقراء، لكنها تدهورت، في عيون أغلب مواطني الأرض غير المنخرطين مباشرة في الصراع، إلى صورتين رئيسيتين متقابلتين تتغذيان من بعضهما بعضاً. تظهر البلد في الصورة الأولى باعتبارها مغناطيساً منتجاً وجاذباً لأشكال الطغيان والشرّ والإجرام المحلي والإقليمي والعالمي الذي يصبّ على سكان البلد نيران البراميل المتفجرة وغازات الكيمياء السامة وصواريخ الدول «الصديقة»، وتبدو في الصورة الثانية مركزاً طارداً للهاربين من الجحيم الباحثين عن بلد يؤويهم. يتقاطر السوريون، في الصورة الثانية، ومعهم لاجئون مثلهم عراقيون وفلسطينيون وأفارقة وآسيويون، من كل فج عميق باحثين عن دولة تحميهم من دون أن تعاملهم كتهديد أمني أو كشعب أدنى، متحملين في سبيل ذلك مخاطر الموت غرقاً (عبر بحر إيجة أو المتوسط أو قناة المانش) أو اختناقاً (كما حصل في الشاحنة التي وجدت في النمسا) أو برداً (بعد أن اكتشفنا أن منهم من يجتازون القطب الشمالي للوصول إلى أوروبا). على المستوى الدبلوماسي تتابع الأمم المتحدة سياحتها في معالم الجرح السوري وآخر إشارات ذلك جاءت من المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي يحاول الالتفاف على عقدة استعصاء خروج الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم، باقتراحه اكتفاءه بـ»سلطات بروتوكولية» في فترة حكم الهيئة الانتقالية الحاكمة التي ستتشكل من تفاوض النظام مع المعارضة، فيما يبدو شكلاً من أشكال المفارقة الساخرة لأنها تفترض أن الرئيس سيقبل التنازل عن صلاحياته التي مزّق شعبه ودمّر مدنه وبلداته وقراه للحفاظ عليها. لكنه يعني أيضا أن المفاوضات الحقيقية لو تمت فستكون مع داعمي النظام من الروس والإيرانيين القادرين على فرض تسوية الرئيس «البروتوكولي»، فهل يتّفق هذا مع ما يجري على الأرض؟ آخر المستجدات كانت ما نقلته الصحافة الإسرائيلية عن المشاركة المباشرة الروسية والإيرانية بالدعم الجوّي للنظام السوري، وهو أمر حصل بالتأكيد على تغطية أمريكية، فكيف يستقيم هذا إذن مع اقتراح دي ميستورا، الذي تزامن مع التصريح المشؤوم المتكرر لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أن الأسد «ما زال رئيساً شرعيّا تماماً»؟ القبول الأمريكي للتدخل الجوّي الروسي يتناظر بسهولة مع ما فعلته في العراق حين سمحت بمشاركة طيّارين إيرانيين في غارات بغداد على تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإذا عطفناه على ضغط واشنطن على أنقرة للدخول في الحملة على «الدولة الإسلامية»، فهو يتقارب مع الطرح الروسيّ حول «الجبهة الإقليمية والعالمية» لقتال التنظيم، والذي اقترح ضمّ تركيا والسعودية إليها إلى جانب النظام السوري. ارتفاع الطائرات إذن من كل حدب وصوب للإغارة على «الدولة الإسلامية» هو نتاج تنسيق أمريكي – روسيّ ضد التنظيم ولكنّ الخلاف المتبقي بينهما (وبين السعودية وقطر وتركيا من جهة، وإيران من جهة أخرى) يتعلق بمصير بشار الأسد الذي تصرّ روسيا على تعويمه وتصرّ أمريكا على خروجه (كوسيلة للإبقاء على النظام). وفيما تقوم «الدولة الإسلامية» المزعومة بتدمير التراث الحضاري لسوريا والهجوم على المعارضة السورية في ريف دمشق وحلب، يحاول النظام، أثناء ذلك، القول إن مصير رئيسه ليس موضوعاً على طاولة المفاوضات، من خلال ارتكاب مجازر أكبر، وإعاقة صفقات إيران السورية الصغيرة من قبيل تفاوضها مع حركة «أحرار الشام» لإنقاذ من تعتبرهم «سوريين مفيدين» من الشيعة الذين يسكنون قريتين في إدلب، عبر مبادلتهم مع «سوريين غير مفيدين» من السنّة في بلدة الزبداني. لكنّ أكثر حركات النظام سوريالية وغرابة في جوّ «القيامة الآن» السوريّ هي افتتاحه حديقة للزعيم الكوري «الخالد» كيم إيل سونغ في دمشق، رمز الطغيان الآسيوي المطلق الذي نجح في توريث حكمه لابنه وحفيده غريب الأطوار، وهي رسالة «باطنية» من أبي حافظ (بشّار) لمواليه وأنصاره عن قدرته على توريث سوريا (أو ما تبقى من أهلها) إلى ابنه المدلل. رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
ما فائدة اليونسكو في عالم يحرق كل ميراثه الإنساني على يد عصابات كأنها خارج كل عقاب؟ لماذا لا تتحرك المنظومة الدولية بشكل أكثر فاعلية لحماية الميراث الذي يجعل من الإنسان إنسانا؟ الشجب لا يكفي. يجب تطوير وسائل جديدة لحماية هذا المنجز الإنساني التاريخي الذي لن يتكرر أبدا. فهل الإنسانية وصلت إلى العجز الكلي الذي يدفع بها إلى الاستغناء عن جزء من ذاكرتها التي تتم إبادتها، بشكل علني، بسبب الضغينة والجهل؟ في الحرب العالمية الثانية أبدعوا فرقا لحماية التراث الإنساني من تسلط النازية، التي على الرغم من كل جبروتها، كانت تسرق اللوحات والمعالم التي يمكن نقلها، ولكنها حفظتها، باستثناء ما أكله القصف الجوي. بعد الحرب تمت استعادة الكثير من المسروقات. اليوم كل شيء يتم تدميره بشكل معلن، منذ أن قام طالبان بتفخيخ تماثيل بوذا وحطموها ليتركوا المكان، الذي قاوم القرون، مجرد كومة أحجار وغبار. صمت المشرفون على تراث الإنسانية، باستثناء بعض نداءات الاستغاثة الضعيفة، وكان ذلك إعلانا على وصول البدائية والتوحش إلى أقاصيها. شيئان وراء هذا الصمت الذي أصبح قانونا، أو الشجب الخجول؟ إما أن هذا الأمر ليس مهما بالنسبة لأوروبا، وبالتالي فهي غير معنية به لأنه يقع خارج مجالها الثقافي واهتماماتها الإستراتيجية، إذ لنا أن نتخيل آثار تحطيم معــــالم أثرية أساسية في فلورنسا أو باريس أو برلين أو لوس أنجليس أو سيدني، أو غيرها من مدن المعمورة في جزئها المتقدم حضاريا؟ ستقوم الدنيا ولن تقعد، وسيعيش العالم في حداد من دون نهاية، وهذا هو الطبيعي. وقد يدخل العالم المتحضر حربا أكيدة ضد مسخ الإنسانية، وتوقيف القتلة على جرائمهم ضد ذاكرة الإنسانية. الديكتاتوريات بكل جبروتها وبطشها لم تستطع أن تغيب حق الوجدان العام في الحياة والتجلي. تحطيم معالم مدينة تدمر السوريا، لا اسم له إلا التواطؤ الذي يقف وراءه للأسف، أولا المثقفون العرب بصمتهم المخيف، لا يحركون ساكنا حتى برسالة جماعية موجهة للضمير العالمي. لم تبق إلا المؤسسات الدولية التي بإمكانها أن تفعل شيئا قبل فوات الأوان. هناك حلول مؤقتة يمكنها حفظ الحد الأدنى. عندما اندلعت حرب الرماد في الجزائر في التسعينيات، وكان على رأس المتاحف الوطنية متخصصون وعشاق للميراث الوطني والإنساني، تم الاتفاق مع اليونسكو على القيام بواجب الحفظ بمعارض تدويرية عبر العالم. وخرجت الكثير من القطع المهمة وجابت العالم على مدار سنوات عديدة قبل أن تعود إلى الجزائر. ولعبت اليونسكو وغيرها من الهيئات المتخصصة في حفظ التراث دورا مهما. صحيح أنه لا يمكن نقل مدينة مثل تدمر بكاملها لكن يمكن تهريب ما يمكن تهريبه من طرف الدولة أو بقاياها بالاشتراك مع اليونسكو نحو المناطق الأكثر هدوءا، وأعتقد أن هذه الجهود التي قام بها العالم الكبير خالد أسعد هي ما أنقذ بعض المعالم الأثرية المتحركة من مخالب «داعش» التي لا يقف أمام سياسة المحو والعدمية التي اتبعتها أي قانون إلا مواجهتها بكل الوسائل القانونية والعسكرية. ما يزال في العالم العربي ما يمكن إنقاذه من تراثه الأثري الذي يتعرض اليوم للتلف المقنن. اليونسكو، يمكنها بوسائلها الكبيرة، على الرغم من صعوباتها المالية، أن تفعل الكثير في صالح الآثار المهددة التي لم تدمر بعد. وقد بينت لجنة حماية التراث العالمي في اليونسكو،عن قدرات حقيقية في لحظات التأزم. بفضل جهودها مثلا تم اعتماد جزء كبير من الميراث العالمي الذي كان مهملا زمنا طويلا. أدرجت مثلا موقع النقوش الصخرية بحائل في التراث العالمي كرابع موقع سعودي، ويعد هذا إنجازا تاريخيا وتراثيا جديدا للمملكة. فهو فريد من نوعه كون هذه الرسوم من الآثار النادرة التي تصور الحياة اليومية للإنسان في فترة ما قبل التاريخ. في هذه الرسومات الصخرية تعبيرات فنية، آدمية وحيوانية وأنشطة صيد، رسمت قبل 10 آلاف سنة. الشيء نفسه يمكن أن يقال عن سوريا التي تحوي مواقع تاريخية وأثرية شديدة الحساسية، أدرجت منظمة اليونسكو ستة مواقع منها على قائمة التراث العالمي المهدد، بعد تعرضها للخطر والقصف بفعل المعارك الجارية منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا. الكثير من الآثار التاريخية تأثرت جراء القصف أو التخريب، مثل سوق حلب التاريخي الذي التهمته النيران، وقلعة المدينة نفسها لم تكن في منأى عن قذائف الهاون العمياء. حتى مئذنة الجامع الأموي التي يعود تاريخ بنائها للقرن الثامن الميلادي، تضررت جرّاء المعارك الضارية في محيطه. وقد حذرت منظمة اليونسكو المجتمع الدولي من كارثةٍ تاريخيةٍ ستمس سوريا، لهذا أيّدت اقتراحا فَرنسيا أثناء دورتها السنوية في مدينة بـنومبينَه، عاصمة كمبوديا، لتأسيسِ صندوق خاصٍ للحفاظ على الآثار السورية العريقة. اليمن أيضا كان موضوع اهتمام من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). فقد أدرجت مدينتا «صنعاء القديمة» و»شبام مع سورها القديم» على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، بسبب ما تتعرض له المدن الأثرية من تخريب جراء النهب والسرقة في ظل غياب الدولة، إضافة إلى القصف العشوائي الذي يمحو في طريقه كل شيء. وصنفت اليونسكو في السياق نفسه، موقع مدينة الحضر الأثري العراقي على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بعد نشر «داعش» شريط فيديو يظهر عناصره يدمرون بالبنادق والمطارق آثارا في هذا الموقع المدرج منذ 1985 على لائحة التراث العالمي، إذ يظهر مسلحان يتحدث أحدهما قائلا إن التنظيم أرسلهما لتحطيم الأوثان. قمة الجهل والضغينة. الأمثلة كثيرة ولا يمكن حصرها كلها، عبر العالم. فوضع المواقع والمدن العربية المهددة بخطر التدمير، في قوائم المحميات الثقافية الإنسانية، جميل ومهم، لكن ما جدوى ذلك إذا كان الأثر مدرجا كموقع محمي، ويحطم بلا رحمة على مرأى العالم. ماذا فعلت اليونسكو والمنظومة الدولية لحماية هذا الميراث الذي وضعته هي على قوائم الحماية؟ أليست لديها وسائل يمكن تفعيلها قبل فوات الأوان؟ ما نرى حدوثه اليوم هو عزل للعالم العربي وتصحيره وتفقيره ثقافيا، وتحويله إلى كيان ضائع، بلا حياة ولا تاريخ. نظرية المؤامرة معناها عدم تحميل الأنا المريضة مسؤولياتها التاريخية، لكن لا يمكن أيضا أن نتصور أن ما يحدث اليوم عملية عفوية وليس القصد من ورائها تدمير الميراث الإنساني وعزل العالم العربي وتفكيكه بسرعة غير مسبوقة على المستوى الجغرافي والتاريخي والثقافي، بحيث لن تجد الأجيال المقبلة شيئا ترتكز عليه إلا صحراء قاحلة وقاتلة أيضا، لا تثمر في النهاية إلا الخوف. لهذا أستغرب هذا الصمت الأوروبي الأمريكي؟ ماذا كان سيحدث لو حدث كل هذا التخريب في الدول المتقدمة كما ذكرت سابقا؟ هذا كله لا يخفي مطلقا مسؤولية المثقف العربي وسلبيته الثقيلة، لأن الأمر يتعلق بتاريخه الإنساني ووجدانه العميق وكينونته التي أصبحت اليوم محل اندثار. واسيني الأعرج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
مع عودة المدارس، تتنافس برامج الصباح على أغلب الفضائيات العربية، بتقديم النصائح والمواعظ للأهل في كيفية مواجهة هذا اليوم العصيب. المشكلة أنه حتى في هذه الفقرة هناك نخبوية في الاستهداف، فدوما هناك اختصاصية تربية يستضيفها البرنامج، وهذه الاختصاصية التي لم تغفل تفصيلا من تفاصيل اكسسوارات الزينة إلا وارتدته أمام الكاميرا، وتتأكد أنها ستهز رأسها بابتسامة واثقة حين يتم تقديمها للمشاهدين، وتبدأ حديثها دوما بكلمة «الحقيقة إنو…»!! وهي عبارة ثابتة بمثابة لازمة لكل ضيف في أغلب الحوارات العربية. الاختصاصية تتحدث عن طلاب مدارس خاصة، أو مدارس النخب المرتاحة وهي مدارس لها حافلاتها المكيفة ونظام تغذية مدرسي خاضع لنظام مطاعم خمس نجوم، وهي تتحدث بثقة عن سندويشة الصباح الملفوفة بكيس ذي ميزات حين أسمعها أعتقد أنها تتحدث عن أكياس غذاء رواد الفضاء في ناسا. وتتحدث عن نظام النوم لأطفال، أقلية عندهم القدرة على توفير حديقة خاصة في غرفة الطفل نفسه، وتتحدث عن حوار مهذب مع الطفل لإقناعه بالمنطق بضرورة النوم وفوائده الصحية للجسم، وتفاعل هذا النوم ليلا مع الحليب صباحا على أن يكون الحليب 8 % دسم!! مع تجنب الصوت العالي في الصباح لكي لا «يتكركب» صباح الطفل في يومه الدراسي الأول. حسنا سيدتي، ولا يهونوا الفضائيات التي أتعبت نفسها وأتعبتنا بهذه المواعظ الموسمية.. واقع الحال لدى غالبية المشاهدين مختلف تماما، مثل اختلاف المدراس التي تصفونها عن المدارس التي يعرفها غالبية الناس واسمها مدارس حكومية في عالم عربي. موضوع السندويشة الملفوفة جيدا، يمكن تجاوزه أمام سلاح «الزيت والزعتر» الفتاك لكل لفة مفترضة، كما أن التغذية المدرسية وإن توفرت في المدارس الحكومية فهي ليست حتى بتصنيف نصف نجمة وعليه التوجه بالنصائح للشيف غير مجدية، فالشيف هنا بأحسن الأحوال هو صاحب مطعم فلافل أو متعهد تجاري ملتزم بمناقصة لا تتوافق ومعاييركم. وعليه، فإنني أرى (وأنا من المحظوظين والحمدلله) أن تلك الفقرة الفضائة المكررة موسميا إما أن تحذف او تستبدل بما يتناسب وواقع عنوانه (مدارس يا مدارس..يا ما أكلنا ملبس خالص)! الدلع التلفزيوني ما أوردناه أعلاه، يقودنا إلى ظاهرة «الدلع التلفزيوني»، وهو الموضوع الذي فجرته الفنانة الجادة صاحبة الالتزام الحنبلي بالفن الجاد والحضور الأكثر جدية لا فض فوها، الكويتية حليمة بولند. حيث عبرت عن استيائها الشديد من الإتهامات الدائمة لها بأنها تتصنع الدلع، خلال استضافتها في برنامج «تو الليل» على قناة «وطن» الفضائية.. وقد استضافتها كإعلامية.. وهي مهنة صارت تطلق على أي كائن حي (من الجنسين) يظهر تباعا وتكرارا على أي شاشة تلفزيون، مما يجعل دجاجة «مكعبات ماجي» إعلامية أيضا. بولند أكدت أنها لا تتصنع الدلع، مما يعني – حسب كلامها – أن دلعها Built in و جزء من «السوفت وير» الذاتي لشخصيتها العبقرية، ومما يعني أيضا أن الإنسان يمكن أن يولد «دلوعا» منذ يومه الأول في الحياة!! لكن بولند.. التي أتحفتنا بمقابلة خالدة أنصح بتسجيلها وتوزيعها وحفظها في مكتبات البيوت لكي تستفيد منها أجيال قادمة، أكدت انها لا تعتمد على دلعها بالمطلق: «.. لأن الدلع عمره ما يصنع نجومية كاسحة مثل اللي أنا وصلت لها»، كما تقول الله يسلمها في الحوار الغني بالمعلومات والفائدة!! شوفي يا حليمة..الحق مو عليكي..الحق على هيك إعلام عربي مناسب تماما لواقع عربي دلوع مثله. لغة التجميل الفضائية ولأن الدلع سيد الموقف، وعنوان المرحلة، فقد لفتت انتباهي خبيرة التجميل التي استضافتها «العربية» في «صباح الخير يا عرب»، لتتحدث ميسا عساف بـ «العربيزي» عن قضية «تزبيط و تنسيء فستان العرس، بناء على بدجت سبيسفك، اعتمادا على كلتشرز محددة فما بصير تلبس فنكي دريس وانا بعمل كل الأسستمنت لأنو إتز لايف تايم شي، أما المجوهرات فإحنا ونس حكينالها شو الكولور وممكن تروح هي عالسلفر بطلع كتير بيوتفول، لازم نختار الديزاين اللي بيعمل فت إلنا.. وات ايفر لازم نشوف براندز وأكتشيولي لازم نعمل دايت سريع والشعر بنعمل اكستنشين..إي تي سي»! أي والله هذا بالنص نقلا عن قناة اسمها «العربية» في برنامج اسمه «صباح الخير يا عرب» سامعين يا عرب يا بتوع اللغة!! ما علينا، المهم يا عيوش يا بنت حارتنا، انتبهي للديزاين ولا تعملي عرسك بدون ما تشوفي «الفت البيرفكت». وسامحينا . في ماذا أخطأت مذيعة «بي.بي.سي» وبمتابعة متأخرة واعتمادا على ميزة التسجيل على الأجهزة الحديثة، تابعت بدافع الفضول مقابلة السيدة الأنيقة جيزيل خوري في برنامجها الحواري «المشهد» مع العلامة المفكر السياسي المحلل وريث بلاغة أبيه ريبال الأسد.. والذي تحدث في ساعة تلفزيونية كاملة عن مزايا أبيه الديمقراطية، وكيف أن الدكتور رفعت الأسد كان منذ الأزل ديمقراطيا ومطالبا بالإصلاح الديمقراطي حتى أن سبب خروجه من سوريا ثوراته الديمقراطية والتي ربما خلفت بعض الضحايا بعشرات الآلاف هنا أو هناك. ريبال، كان يتحدث بقناعة تامة وحالة إنكار مطلقة للواقع المخالف لما يدعيه، حتى أن الجميلة المهذبة جيزيل خوري قاطعته باستغراب ودهشة جعلتني وأنا المندهش أزداد دهشة لرده عليها أولا، ولهذا الصبر العجيب الذي تحلت به مقدمة الـ «بي بي سي»، التي ربما نسيت أنها لا تجري المقابلة على فضائية لبنانية داخلية. فعلا، اللي بيعيش ياما بيشوف. كاتب أردني يقيم في بروكسل مالك العثامنة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
يتضح لكل متتبع للشأن القطري والعربي، وما يتخبطان فيه من مشاكل عويصة تجعل العالم العربي يعرف تقلبات لا حصر لها، أننا نمارس الثقافة بلا سياسة، ونشتغل بالسياسة بلا ثقافة. وحين تغيب الثقافة عن السياسة تهيمن الأهواء. وتشيع الفوضى حين لا تدبر الثقافة بالسياسة الناجعة. بين سيادة الأهواء وهيمنة الفوضى لا يمكن إلا أن نكون أمام التخبط والعشوائية في تدبير الشأن العام، والتفكير فيه، وإنتاج الخطابات بصدده، فيقل التواصل، وينعدم الحوار. ولا يمكن أن يتولد عن ذلك غير العنف في مختلف أنواعه وصوره وأشكاله الأكثر شراسة، والأشد ضراوة. يسلم كل من تحمل مسؤولية «وزارة» الثقافة في الوطن العربي، بشكل أو بآخر، سواء من خلال تصريحات أو حوارات، أننا لا نمتلك سياسة ثقافية. وأن التجريب والارتجال يطبعان أي تدبير لشأن الثقافي. فالتكنوقراطي حين يتحمل مسؤولية الثقافة تجده يتعامل معها بتقنيات الإداري بلا رؤية ثقافية ولا عمق اجتماعي. والمثقف حين يتصدى لها بهوى السياسي لا يرى دورها إلا من خلال رؤيته السياسية، وبما يمكن أن تعود بالنفع على تصوره الإيديولوجي، فتضيع الثقافة بين العمل الإداري والهوى الإيديولوجي. من تبعات غياب السياسة الثقافية ونتائجها انعدام الثقافة السياسية، سواء لدى الدولة أو الحزب. فالدولة العربية، أيا كان النظام السياسي الذي تعتمده لا ترى في الثقافة، سوى واجهة لتزيين صورة النظام. وهو غير معني، تبعا لذلك، لا بالسياسة ولا بالثقافة لأنه يرى أن الاشتغال بهما معا، متصلين أو منفصلين، لا يمكن إلا أن يمسا بصورة أو بأخرى، الهوى الذي تدبر به شؤون البلاد. لذلك كانت ممارسة السياسة لعنة، والاشتغال بالثقافة محنة. وطوال عدة عقود ظلت السياسة العربية الرسمية تسير على هذا النهج: الموقف من الحزب الذي يمكن أن ينافسها في السياسة، والمثقف الذي يمكنه أن يفكر فيها بكيفية مختلفة. أما الحزب، إذا سمح له بالتشكل، فبسبب السياسة الرسمية يظل موقفه من السياسة والثقافة معا مختزلا في ما يمكن أن يعودا عليه بمكاسب، سواء بالتواطؤ مع الدولة، أو باحتلال موقعها. فيكون الهوى الآخر هو السائد في ممارسة الحزب أو الطائفة، ورؤيتهما للثقافة. لكل هذه العوامل لا يمكننا الحديث في التجربة العربية لا عن سياسة ثقافية ولا عن ثقافة سياسية. يبرز لنا هذا الواقع بجلاء في اللحظات الكبرى في تاريخ الوطن العربي: الانقلابات، الاحتجاجات، الانتخابات، مثل هذه اللحظات تبدو فيها هشاشة السياسة وهي تتأسس على الهوى، وضعف الثقافة وهي تبنى على الفوضى. فإذا كانت أحداث الربيع العربي، مثلا، قد عرت تلك الهشاشة وكشفت عن تلك الفوضى، فإنها تبين لنا بجلاء أن كل التاريخ العربي الحديث لم تتشكل فيه تراكمات يمكن أن تتأسس عليها حقبة جديدة من تحول المجتمع العربي سياسيا وثقافيا. وصرنا بذلك، وكأننا أمام ولادة جديدة، ولكنها محملة بكل تبعات ومشاكل التاريخ الحديث، مما يجعل الولادة مستعصية وزمانَ المخاض طويلا جدا. تصرف المغرب مع أحداث الربيع بكيفية مختلفة عن العديد من الأقطار العربية. وها نحن أمام دستور جديد وانتخابات جديدة. وإذا كانت السياسة الثقافية، كما صرح بذلك المثقف سالم حميش حين تقلد مسؤولية وزارة الثقافة منعدمة، فإن الثقافة السياسية بدورها مستحيلة. إن هناك علاقة جدلية بين السياسة الثقافية والثقافة السياسية. وإذا شئنا التمييز بينهما لضرورة التحليل، قلنا بأن «السياسة الثقافية» من مسؤولية الدولة، وأن «الثقافة السياسية» من مهام المثقفين والأحزاب والمجتمع المدني. وإذا تأكدنا من الانفصام القائم بين المثقفين والمجتمع السياسي، بدا لنا بجلاء أن المثقف، وهو يبدع أو يفكر أو يحلل أو يعظ، يتوجه بذلك إلى جمهور عريض وغير محدد هو القارئ أو الشاهد، وهو غير معني بتأطير الناس أو توجيههم في نطاق مؤسسي. إن هذا هو دور الحزب أو الجمعية. لكن الحزب الذي يضطلع بمهمة التأطير الاجتماعي، يضع على قائمة مهامه، ليس الارتقاء بوعي الناس، وجعلهم يحملون ثقافة سياسية ما، من أجل بناء مجتمع المواطنين لا الأتباع، ولكن النجاح في الانتخابات، وقد صارت الممارسة السياسية مختزلة في صناديق الاقتراع. لذلك فهو يشتغل بالثقافة والسياسة بكيفية لا تختلف عن الدولة. فما هو الخطاب الذي يمكن أن ينتجه حزب في استحقاق انتخابي؟ ومن هم «المناضلون» الذين سيضطلعون بالتعريف بالبرنامج الذي يدافع عنه الحزب ويسعى إلى إقناع الناخبين به؟ لن نجد أنفسنا سوى أمام الهوى والفوضى. حين يوظف الحزب أطفال ونساء وشيوخ الأحياء الشعبية الفقيرة لتوزيع أوراق الدعاية للمرشحين، لا يمكننا الحديث عن ثقافة سياسية. وحين يمارس العنف بين من يقودون الحملة الانتخابية، لا يمكننا الحديث عن فهم ثقافي لاستحقاق سياسي. وحين تتشابه الخطابات والشعارات إلى حد التطابق، رغم تباين الأحزاب وصراعاتها، لا يمكننا الحديث عن رؤية ناضجة للتحول الثقافي. أمام المساجد وفي الأسواق الشعبية يتصارخ الباعة المتجولون على بضائعهم، ويعرِّضون ببعضهم بألفاظ نابية، وقد يصلون إلى الاشتباك بالأيدي… إنها ثقافة سياسة الساحات الشعبية العمومية؟ إنه الهوى والفوضى. كاتب مغربي سعيد يقطين[/size]
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61369مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: رسائل كيم إيل سونغ السوريّ ونشرة القدس العربي اليومية الأربعاء 2 سبتمبر 2015 - 18:12
القاهرة ـ «القدس العربي» كثيرة هي الأخبار والموضوعات التي امتلأت بها الصحف المصرية الصادرة أمس، والتي تنافست في اجتذاب الإهتمام، مثل زيارة الرئيس السيسي لسنغافورة، ثم اتجاهه للصين وتفاصيل الكشف عن خزان الغاز في حقل شروق، الذي توصلت إليه شركة «أيني» الإيطالية وتقديرات بأنه سيصبح أكبر حقل غاز في العالم، وسيبدأ الإنتاج منه بعد ثلاث سنوات ليحل مشاكل كثيرة للبلاد، بينما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات البدء في تلقي طلبات الراغبين في الترشح لمجلس النواب، سواء على المقاعد الفردية أو القوائم الأربع والكشف الطبي عليهم وتحديد سقف الإنفاق على القائمة أو الفردي والرموز الانتخابية والدعاية. وعلى الرغم من ذلك فقد أخبرنا زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب في «المصري اليوم» عمرو سليم أن حزب النور السلفي لم ينتظر شروط اللجنة في الدعاية، وبدأها فعلا إذ شاهد يافطتين للحزب الأولى تحذر الناس من المواد الغذائية التي ستوزعها الأحزاب العلمانية، وقالت عنها «زيت كافر» و»كيس سكر مش موحد بالله» و «فياغرا فاجرة»، أما التي سيوزعها الحزب فكتب تحتها «زيت مؤمن» و»كيس سكر موحد بالله» و «فياغرا ملتزمة». ومن القضايا التي تجتذب اهتمامات الأغلبية هي مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ووعود الحكومة بتوفيرها بأسعار معقولة واستمرار حملة «بلاها لحمة» مع أمال بأن تؤدي المنافسة في الإنتخابات الى المساهمة في الحل، وكذلك الإهتمام ببدء سفر حجاج القرعة والإستعدادات للعام الدراسي الجديد. وإلى بعض مما عندنا: الأحزاب والانتخابات: اهتمام في المحافظات وبرود في القاهرة ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على انتخابات مجلس النواب المقبلة والتي بدأت تحتل مساحات متزايدة من الإهتمام في وسائل الإعلام، كما بدأت تجتذب اهتمامات سكان القرى والمحافـــظات التي تتواجـــــد فيها قبائل وعائلات لها تاريخ في خوض الإنتخابات والرغبة في الإبقاء على نفوذها بينما لا اهتمام حتى الآن في القاهرة والإسكندرية على مستوى الناس. ويوم الاثنين نشرت «المصري اليوم» حديثا مع زميلنا محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة جريدة «الوفد» وعضو مجلس الشعب السابق عن بور سعيد أجراه معه زميلنا عادل الدرجلي قال فيه وهو يغمز «حزب المصريين الأحرار»، دون ذكر اسمه: أحزاب «تخطف» مرشحين من كل الأحزاب، وليس «الوفد» تحديدا وهي أحزاب تقوم بالاتصال بالمرشحين وتطلب منهم الترشح باسمها والعرض يكون دعما ماديا وانتخابيا في ظل ما يحدث بين الأحزاب لا يمكن أن نعلم من ستكون له الأغلبية أو من سيشكل الحكومة، وإذا تم تشكيل الحكومة هل ستستمر أم لا فإننا أمام مشكلة أخرى كبيرة جدا اعتقد أن التيار الديني لن يحصل على أكثر من خمس إلى عشر في المئة من المقاعد بما فيها حزب النور. «الأهرام»: الإنتخابات ستحدد وزن الأحزاب الحقيقي وفي «الأهرام» الاثنين قال زميلنا محمد حبيب ردا على الذين لا يعجبهم حال الناخبين والمرشحين: «اقتربت ساعة الحسم لاختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب الجديد، ولا أعذار فقد حصلت الأحزاب وغيرها على الوقت الكافي للاستعداد، ولم تعد هناك فرص أخرى أو مزيد من الوقت للاتفاق على مرشحيها، وبرغم الخوف الذي ينتاب البعض من التشكيلة النهائية للنواب، إلا أن وجود المجلس سيساند في الدفع إلى الأمام على جميع الصعد، بعد المجهود الضخم الذي بذل في المرحلتين السابقة والحالية، والمرتبط بوقف النزيف على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي والأمني إلى حد كبير، جعل هناك استقرارا حافظ على الدولة وشعبها من أياد مخربة نحن لا نستطيع أن نستورد نوابا من الخارج، ولكن نستطيع أن نحسن الاختيار، ولا يمكن أن نستمر على ما نحن عليه، ويجب أن نحقق طموح وآمال الشعب، ما زالت الأقلام التي سنختار بها أمام الصناديق فى أيادينا، ولا أعذار، فالتجارب شاهدة وتحذرنا. لا للاحزاب التي تخلط الدين بالسياسة وما أن سمع الدكتور يسري عبد الله كلمة تحذرنا حتى قال في مقال له في العدد نفسه: ليس معقولا ولا مقبولا على الإطلاق أن نرى أحزابا تخلط الديني بالسياسي، وتوظف المقدس للسيطرة على ذهنية العوام وتأجيج مشاعرهم الدينية، ففضلا عن الانتقاص من منزلة المقدس حين يوظف في اللعبة السياسية المراوغة، فإن ثمة تدليسا على الجماهير تمارسه هذه الأحزاب حين تقدم نفسها بوصفها ظل الله في الأرض، ويقدم شيوخها ومنظروها أنفسهم بوصفهم وكلاء السماء على الأرض، فيعدون الناس بالجنة الأرضية، مثلما وعدوهم بامتلاك مفاتيح الجنة الإلهية !! ولا تخفي الأحزاب الدينية ولعها بالسلطة، ولا يمكن لنا جميعا أن ننسى أنها قد أوصلت مصر إلى مفترق طرق قبل الثلاثين من يونيو/حزيران، وذهبت قواعدها الشعبية فيما بعد الثورة للاعتصام في رابعة والنهضة ووضع الدولة المصرية بناسها وجماهير شعبها أمام مأزق تاريخي، ولولا الإرادة السياسية المصحوبة بظهير شعبي قوي لما خرجنا من تلك الحالة التي وضعتنا فيها الجماعة الإرهابية وحلفاؤها الإجراميون. وبعد إن وجود الأحزاب الدينية طعنة حقيقية في جسد الثورة وقيمها النبيلة، وضربة قاصمة لفكرة المواطنة التي تعد أساسا للمجتمعات المتقدمة الساعية صوب العدل والكرامة والحرية وإنسانية الإنسان. والإشارة للأحزاب الدينية تنصب أساسا على النور، لأن الأحزاب الأخرى قررت عدم خوض الانتخابات وهي «البناء والتنمية» و«الجماعة الإسلامية» و«مصر القوية» و«الوسط». ياسر برهامي» عجيب شأن إخوة يوسف! وتقتضي الأمانة أن نفسح لـ«النور» مساحة كافية للرد، وأوله سيكون لنائب رئيس جمعية الدعوة السلفية، التي خرج منها ياسر برهامي، الذي كتب يوم الجمعة الماضي مقالا في جريدة «الفتح»، لسان حال الجمعية، والتي تصدر كل جمعة فسر فيه أسباب الحملات التي يتعرض لها الحزب والافتراءات التي يتم ترويجها ضده، وشبهها بما تعرض له سيدنا يوسف عليه السلام من أخوته وحقدهم عليه، والذين لم يكتفوا بإلقائه في البئر وهو طفل وإنما حتى عندما جاءوا إلى مصر وهم في حالة ضنك وكرب وقابلوه باعتباره عزيز مصر، دون أن يعرفوه في البداية أظهروا حقدهم مرة أخرى. قال ياسر عنهم وقد شبههم بمهاجمي الحزب وشبه أعضاء الحزب بسيدنا يوسف: «أحببت أن أُذَكِّر نفسي وإخواني بالأسوة الحسنة في مثل هذه الأحوال: الأنبياء الكرام عليهم السلام، ومِن أعظمهم صبرًا وألما على ما سمعه مِن البهتان: يوسف عليه السلام، ومع وقفات إيمانية في قوله تعالى: ﴿قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ (يوسف:77). عجيب شأن إخوة يوسف، عليه السلام، على الرغم مِن مر السنين وغيابه عنهم؛ فلا يزال الحقد والحسد يملأ قلوبهم عليه، فهم يحاولون تنقيصه وأخيه طالما سنحت لهم فرصة في ذلك، يدل هذا الأمر على طبيعة مرض الحسد والغل، وأنه لا يزول بمجرد مرور الزمن أو بُعد المحسود عن الحاسد، وإنما يزول باستعمال دوائه مِن شهود قسم الله وعطائه لعباده، وأنه يؤثر مَن يشاء بما يشاء، وهم إلى تلك اللحظة لم يستعملوا هذا الدواء، ولذا لما وجدوا فرصة للطعن في يوسف عليه السلام وأخيه؛ انتهزوها وسارعوا إلى النَّيْل منهما فقالوا: ﴿قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ﴾ قال سعيد بن جبير عن قتادة: «كان يوسف عليه السلام قد سرق صنمًا لجده أبي أمه فكسره»، لذا كانت مقالة إخوة يوسف عليه السلام عيبًا وطعنًا فيه يستشفي الحسود بها غلّه وحقده، حتى ولو كانت الواقعة المدَّعاة حال الطفولة، فتكون مسبَّة له مر الدهر، فينزه عنها الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- وتأمَّل كيف كانت محاولتهم التنقيص مِن يوسف عليه السلام سببًا لنقصهم هم، فهم يواجهون يوسف عليه السلام بالطعن فيه جاهلين أن العزيز هو يوسف عليه السلام، فأمر يوسف عليه السلام في نفسه قوله عنهم: ﴿أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾، فكل مَن رام تنقيص غيره بالباطل واتهامه بما ليس فيه رغبة في وجاهة عند ذي سلطان أو عند أحد مِن الخلق، فإن عاقبة مكره السيئ تعود عليه، فيحصل له النقص عند ذي السلطان وعند الناس جميعًا وأتعجب مِن نفسي ماذا يكون شعور إخوة يوسف عليه السلام وظنهم لو علموا أن الذي يعنون بالسرقة مِن قبل هو هذا الملك العزيز أمامهم؟! كيف كان خجلهم وفضيحتهم؟! ثم لو كان صدقًا فما الحاجة في أن يذكروا أمام ملك غريب منهم فضائح إخوتهم، كأن عائلتهم عريقة في السرقة؟! وهل هذا إلا فضيحة لأنفسهم مِن حيث أرادوا تبرئتها؟! فكأنهم يثبتون الجريمة على أخيهم ويؤكدون أنها صفة لازمة في الأسرة. «الشروق»: المال السياسي والعصبيات ستلعب في الانتخابات والله صحيح ماذا يكون شعور أشباه أخوة يوسف في الحياة السياسية الآن وهم يظهرون، والعياذ بالله، حقدهم وحسدهم على حزب النور الذي نشرت جريدة «الشروق» يوم الاثنين الماضي حديثا مع نائب رئيسه بسام الزرقا أجراه معه زميلنا كمال قال فيه مبتعدا عن حكاية سيدنا يوسف وأخوته: الانتخابات المقبلة ضرورية، لكي نرجع إلى المسار السليم، وأخشى أن المال السياسي والعصبيات ستلعب فيها دور كبيرا، ونطمع أن تكون المراحل القادمة أفضل، وأتمنى أن تكون الإنتخابات نزيهة ومعبرة بصورة حقيقية عن الشعب المصري. حتى الآن لم يؤكد أي حزب ذي مرجعية إسلامية خوض الإنتخابات البرلمانية، باستثناء حزب النور، ولا أتوقع تغييرا كبيرا على أي مستوى فى الفترة المقبلة، الإخوان لن يشاركوا نهائيا في العملية الإنتخابية، لأنه بعد التداعيات المتوالية أصبحت الجماعة في حالة رفض تام للعملية السياسية، وهناك حالة اعتراض من شباب الجماعة على قياداتها، وجزء من الشباب سيترك الجماعة ويتجه إلى طريق آخر، ونرجو ألا يكون اختيارهم هو طريق التخريب والعنف. فرص حزب النور في البرلمان المقبل في علم الغيب، نحن الآن في حالة سيولة سياسية، ولا يوجد تصور وتقديرات لنسب محددة لنا، وسنبذل قصارى جهدنا، ونطمح أن نقدم ما يحتاجه الشعب المصري في الفترة المقبلة. الخريطة السياسية للبرلمان المقبل ونسب المستقلين والأحزاب لا أستطيع تحديد نسبة أحد، وأخشى أن البرلمان المقبل سيشبه «الفسيفساء» ولن يضم كتلا سياسية كبيرة ظاهرة «شراء المرشحين» في الانتخابات المقبلة ستزيد وبقوة وفي بعض الدوائر الصغيرة، كما كان في الماضي ونتيجة عزوف الناخبين المتوقع، ستحسم المعركة الانتخابية بأصوات قليلة، ويصبح المال هو الحاسم لا يستطيع أحد أن يمنع المال السياسي في الانتخابات، وعملية شراء المرشحين بدأت قبل حكم المحكمة الدستورية ببطلان الانتخابات، ومعروف للجميع من الأحزاب والأشخاص التي تقوم بذلك الحزب يطمع أن يكون رمانة ميزان التوافق الوطني في المرحلة المقبلة، ونحن لا نسعى لأغلبية البرلمان، والدفع بمرشحين للوزراء ليس طموحنا صلاحيات البرلمان في دستور 2014، أقل من صلاحيات البرلمان السابق في دستور 201، والمبالغة في حجم الصلاحيات غير صحيح، ولذلك لن يكون الأخطر كما يرددون. «الأسبوع»: لا أحد يستطيع التنبؤ بهوية البرلمان المقبل ونظل في يوم الاثنين بعد أن نترك «الشروق» ونتجه إلى «الأسبوع» لنكون مع رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها زميلنا وصديقنا مصطفى بكري وهو خبير في الانتخابات لأنه عضو مجلس شعب سابق لأكثر من دورة، كما أنه سيخوضها هذه المرة على قائمة «في حب مصر» بكري أعطى تصوره التالي: إننا أمام برلمان لا أحد يستطيع أن يتنبأ بهويته، والقوى الأساسية التي سوف تتحكم في قراراته، ذلك أن كل ما ينشر من تحليلات ربما هي اجتهادات شخصية، أو قرارات قد تصح أو تخطئ ولكن لا أحد يمتلك ضمانة فعلية تسير إلى رسم دقيق لخريطة البرلمان المقبل كانت الاتجاهات في البداية تشير إلى أن الرئيس السيسي ربما يكون له حزب، حتى وإن لم ينتم إليه، يستطيع من خلاله حشد المؤيدين لمواقفه وبرنامجه للتقدم بهم إلى الإنتخابات، إلا أن الرئيس نفى ذلك أكثر من مرة، وقال إنه لا يسعى إلى بناء ظهير سياسي في الوقت الراهن. بعد سقوط الإخوان يطرح السلفيون أنفسهم كبديل سياسي يتصدر المشهد يمتلك السلفيون في مقابل ذلك إمكانات مادية هائلة، تمكنهم من صرف مبالغ طائلة على حملاتهم الإنتخابية وإدارتها بأحدث الوسائل العلمية، والتواصل مع الجماهير بشتى الطرق، إلا أن الشك والريبة لا يزالان هما سمة الجماهير في نظرتها لهذا التيار. علينا أن ندرك أن القوى المدنية ستواجه خلال الإنتخابات المقبلة، خطابًا مغايرا للسلفيين يسعى إلى الرد على كل ما يثار، ويقدم نفسه باعتباره فصيلاً من تحالف ثورة «30 يونيو»، إذا كان توظيف الدين هو واحد من سمات المعركة البرلمانية المقبلة، فإن المال السياسي سوف يلعب دورًا هامًا في استقطاب كوادر مؤهلة للنجاح في البرلمان المقبل. وقد تراوحت المبالغ المقدمة ما بين مليون وثلاثة ملايين جنيه، بل وصل الحال إلى الوعد بمبلغ 50 ألف جنيه كراتب شهري لكل نائب يحقق الفوز طيلة الدورة البرلمانية الجديدة ويعتمد هؤلاء على نواب سابقين، أو عناصر تنتمي إلى عائلات وقبائل لها وجود فاعل، وتحديدًا في مناطق «الصعيد» وبعض مناطق «بحري»، على اعتبار أن هذه العناصر لها رصيد عائلي وخدمي يؤهلها للفوز بمقعد البرلمان ولا يجب أن يظن أحد أن من قدم الأموال قدمها لوجه الله والوطن، بل إنه أراد أن تكون له كتلة انتخابية لحسابات سياسية لا يدري أحد أبعادها، وأن هذا المال قد يكون واردًا من الخارج فتصبح التبعية أخطر وأنكى، وقد يرى أصحاب هذا المخطط أن الهدف هو خلق تكتل لتشكيل حكومة مناوئة للرئيس تدافع عن أصحاب رأس المال وتتبنى رؤية معاكسة، وهؤلاء بالقطع سيقودون البلاد إلى نموذج الحالة اللبنانية أو العراقية، وهي حالة أدت إلى الفوضى التي يعيشها البلدان، فهل مصر قادرة على أن تعيش هذه الحالة؟ وهنا يبقى التكتل الثالث، الممثل فــــي دعاة الحفاظ على الدولة وإعادة بنائها وتأييد المشروع الوطني للرئيس عبد الفـــتاح السيسي التيار الداعم لثوابت الدولة الوطنية، والرئيس السيسي، يمتلك أرضية واسعة في الشارع، نابعة من رفض الجماهير للفوضى، وسعيها المستمر لإعادة بناء الدولة وهزيمة المخططات الداخلية والخارجية. وفي تقديري أن أي تكتلات من الماضي لا يمكن لها أن تسعى إلى إعادة إنتاج «نظام سابق».. فهذا نظام سقط إلى غير رجعة، كما أن أيًا من عناصر الفساد والإستبداد لن تنجح في فرض إرادتها على الجماهير، حتى ولو دفعت أموال الدنيا كلها وسيكون من الظلم معاداة العناصر التقليدية، أو رجال الدولة الذين ينتمون للتنظيمات السياسية للدولة، من منطلق الحرص على التمثيل العائلي، والقبلي، وضمان تحقيق المصالح للدوائر التي ينتمون إليها.. وطالما أن هؤلاء لم تمسهم الاتهامات، أو تصدر ضدهم الأحكام، فلا ضرر ولا ضرار، ذلك أن لهم تواجدهم في الشارع، وسيكونون هم مفاجأة الإنتخابات المقبلة.. وقد لجأت إليهم الأحزاب كافة بلا استثناء. وبكري يقصد التحذير من نجيب ساويريس مؤسس حزب المصريين الأحرار. «الكرامة»: السيسي لا يمثل التيار الناصري بل صباحي وإذا كان بكري وهو ناصري مؤيد للمشروع الوطني للرئيس السيسي فإن ناصريا آخر ومن «حزب الكرامة» في جريدة «الكرامة» لسان حال الحزب والتي تصدر كل أحد شن هجوما عنيفا ضد السيسي، مشيدا بمنافسه في الانتخابات زميلنا وصديقنا حمدين صباحي على أساس أن السيسي لا يمثل التيار الناصري بدر الدين: «لماذا لا يوجد أمل في السيسي؟ إنه لا يخالجنا شك أن الشعب في مصر سوف يعرف الحقيقة بأبعادها كاملة وسوف يكون أداؤه السياسي «بل الثوري» في مواجهتها على مستوى الحقيقة مهما كانت صدمة أو مرارة الحقيقة ولا يخالجنا شك: أن ذلك سيكون موقف كل الشعب بما في ذلك بل في مقدمته القطاع الشعبي الواقع الذي تحمس للسيسي أو بالأصح وبالأدق تحمس «للآمال» التي اعتقدها في «السيسي»، والتي عقدها عليه ولا يخالجنا شك: أن لحظة الحقيقة لن تتأخر كثيرا وأن موقف مواجهة الشعب لمختلف أبعاد الحقيقة لن يمتد أمره لسنوات وقد منح الشعب «السيسي» سنة وقرر أن يصبر خلالها على مكاره وهوان كل المستويات ولكن إذا مرت سنتان على بداية حكم السيسي بينما كل شيء يزداد سوءا وترديا وتدهورا مطردا فإن الشعب أو أوسع قطاع معه سوف يبدأ في إعلان: إن الصبر نفد، وأن له حدوده وسوف يتأكد مجددا: اتق غضب الشعب الحليم اتق ثورة الشعب الصبور بعد انقضاء عامين على «حكم السيسي»، نحسب أنه سوف يبدأ العد التنازلي لإنهاء القصة كلها قصة أشهر وأعجب وهم في التاريخ الحديث والمعاصر لمصر «وهم السيسي». لقد شوهوا لدى الشعب في تلك اللحظة وبشدة في شأن الحقيقة المتمثلة في حمدين صباحي وقالوا نريد «حمدين»، لأنه ناصري ستأتي لك برجل ليس ناصريا فحسب بل «عبد الناصر جديد» وأغرقوا البلاد في لحظة 2013 إثر ثورة الشعب الثانية ضد حكم الإخوان ولإنقاذ ثورته الأولى ضد حكم «مبارك» الأب والابن أغرقوها بوجه الضابط الكبير السيسي جنبا إلى جنب «ناصر» في صورة واحدة. ويؤسفني القول إن صديقنا بدر الدين يبدد جهده وطاقته في معركة افتراضية في من هو خالد الذكر الجديد السيسي أم حمدين وكان عليه كما نصحناه هو وغيره من الناصريين أن يهتموا بمناقشة الخيبة القوية، التي انتهينا إليها وانعدام وجودنا السياسي في شكل حزب قوي يجمعنا رغم أن القاعدة الجماهيرية الواسعة موجودة والتخلي عن الأنانية المرضية التي ضربتنا جميعا ويكفي أن جميع القوى الناصرية وعلى قبر خالد الذكر وقعت على وثيقة باندماجنا في حزب واحد فإنها لم تلتزم بها بل زادت روح العداء والخصام بينها لقد انتهينا سياسيا من حيث الحزب بسبب أمراضنا». «المشهد»: الحربة لا تقبل التجزئة وسجن الشباب تدمير للوطن وإلى حزب آخر لا تقل مأساته عن مأساة الناصريين وهو «حزب الدستور»، الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي وكان له صدى، ولكنه تلاشى الآن ودبت فيه الصراعات، كما حدث عندنا من قبل وهرب مؤسسه للخارج ويرفض العودة، رغم أنه ليس مطلوبا في أي قضايا ولا خطر عليه أو على نشاطه، مكتفيا بالتغريدات أو بالصوصوة التي اضطرت رئيسته هالة شكر الله للاستقالة، ورغم ذلك وجدنا مؤيدا للبرادعي يحلق في الخيال كما حلق بدر الدين وهو الشاب محمد حليم بركات يقول في «المشهد» الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل ثلاثاء ويرأس تحريرها زميلنا وصديقنا مجدي شندي وأنظار بركات تتجه إلى العاصمة النمساوية فيينا: «على مدار ساعات الجمعة الماضية شهد العالم الإفتراضي كما يسمونه الناكرون لحقيقة تأثيره على أرض الواقع حدثا جللا يحدث لأول مرة البرادعي يعيد نشر تغريدات الشباب. بدأ البرادعي الساعات الأولى من يوم الجمعة بكتابة تغريده عبر «هاشتاغ» على «تويتر» بمسمى «حريتهم هي حريتنا» قائلا: حتى من منطلق عقلاني: عندما نجهض حلم الشباب ونقمعهم ونرمي بهم في السجون فنحن نقضي على مستقبل وطن ثم تبعها بتغريده أخرى عبر الـ«هاشتاغ» نفسه، قائلا عبارة: «نيلسون مانديلا» الشهيرة: الحربة لا تقبل التجزئة: القيود التي تكبل شخصا واحدا هي قيود تكبل الجميع، وهنا شارك معظم الشباب عبر «تويتر» في هذا «الهاشتاغ» حتى جاءت المفاجأة المدوية للجميع اعادة نشر كثير من التغريدات لأول مرة لإيصال صوت الشباب لمن تصم أذانهم عن السمع حتى ينقلب «تويتر» إلى أوركسترا كبير يعزف عليه الشباب عزفا جماعيا منتظما عن الحرية لمصر وشبابها المسجونين من خلال نوتة البرادعي الفريدة إلقاء الحجر في المياه الراكدة أنها موهبة منحه الله إياها وأصبحت بالنسبة إليه هواية يجيد ممارستها، فمن حيث لا يدري أحد وحين يستغرق الجميع في لحظة سكون يأتي «البوب» دائما بحجر يقذفه في المياه الراكدة لكن هذه المرة ليست كمن سبقتها فهو يدرك جيدا أكثر من غيره أن البلد لم تعد تتحمل هزة. على الدولة أن تتخلى عن عجرفتها على التيارات السياسية بمختلف أيديولوجياتها أن تنزل إلى أرض الواقع. وعلى الشباب أن يستمر قدما تجاه الدفع نحو المصالحة وعلى محمد البرادعي ما كان على نيلسون مانديلا. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إيه الحكاية بالضبط مع هؤلاء الناس حزب النور مثل سيدنا يوسف والبرادعي منحه الله موهبة إلقاء الحجر في المياه الراكدة ليحركها وهذه معجزة أن يظل الحجر طائرا في السماء من النمسا ليسقط في مصر، ولكن في أي بحيرة من بحيراتها العديدة؟ وهكذا قادتنا الموهبة التي منحها الله للبرادعي إلى القضايا الدينية». «الاخبار» تطالب بإعادة النظر في استمرار شيخ الأزهر على كرسيه وإلي الأزهر وشيخه، حيث قام زميلنا في «الأخبار» علاء توفيق يوم الاثنين قبل الماضي بوضع صورة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبعد أن تأمله صاح: «مع تواضع أداء مشيخة الأزهر، وعدم قدرتها على تحمل مسؤوليات القيادة الدينية، يتوجب أن نطرح مسألة تعيين شيخ الأزهر، ومسألة عزله أو إعفائه من مهام عمله. إن الإبقاء على شيخ الأزهر بشكل «يشبه» المطلق بات أمرا مرفوضا، نعم الإبقاء على شيخ الأزهر ساكنا في كرسيه مرفوض منطقيا ووطنيا، بل ودينيا. دعونا نتأمل الأحداث والأزمات التي تلاحق الأزهر، سواء المشيخة أو الجامعة أو مراحل تعليم ما قبل الجامعة إننا كإعلاميين نطالب بإعادة النظر في استمرار شيخ الأزهر على كرسيه دون مراجعة، لابد من إيجاد جهة ذات كياسة تراجعه، وتملك أن تستدعيه وتسأله في شئون الأمة ودينها، كما تملك أن تحيله إلى جهة أعلي ذات كياسة أيضا لكي تنهي عمله، ويكون ضمن مهامها تجديد شيخ الأزهر لا تغضبوا.. الأمر أخطر من الخواطر، الأمر يحتاج إماما صاحب عزيمة، وصاحب وعي، وصاحب مبادرة، فالإسلام يتعرض لحرب صهيونية، وكذلك مصر، لأن مصر رحم الدين، وتخريب الرحم يؤدي إلى إجهاض الدين، والأزهر عاش وطنيا احتضن شباب الأمة بإخلاص قادته ووعيهم وقدرتهم على التجديد يقي سؤال: أليس لسنوات العمر تأثير على الإنسان؟! نعم، إذن فلابد من تحديد سن لتقاعد شيخ الأزهر. مرصد الأزهر للدفاع عن القضايا الإسلامية لكن حظ علاء شاء أن تنشر «الأهرام» في اليوم الاثنين نفسه قبل الماضي تحقيقا لزميلتنا الجمــــيلة مروة البشــــير عن الأزهــــر، قالت فيه: «في الوقت الذي كانت فيه حملة الهجوم على الأزهر الشريف وصلت إلى ذروتها، كان «حــــراس» الدين الإســـلامي بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهــــر الشريـــف يعكفــــون على مطالعة دراسات وأبحاث من أجل إنشـــاء «مرصد» إعلامي باللغات الأجنبية يتابع جميع ما يكتب عن الإســـلام داخلـــيا وخارجياً في الصحـف والشــــبكات الإخباريـة ووكـــالات الأنــــباء والدوريات العلمية ومراكز البحوث ليقــوم بعد ذلك فريقً بحثي متخصص فى مختلف المجالات بتجهيز ردود شرعية على كل ما يثار من قضايا فكرية، وذلك للحد من تشويه التنظيمات المتطرفة للخطاب الديني وإفساد مخططاتهم التي تهدف إلى تشتيت فكر شباب الأمة ورجالها ونسائها لاستقطابهم باسم الدين.. ولأن المرصد يعمل بعشر لغات كمرحلة أولية، وبطرق ونظم تواكب متطلبات العصر، ذهبنا إلى مقره بالمشيخة لننقل عن قرب كيفية عمل «وحدات» المرصد المختلفة ولنقف على آخر مستجدات استكمال عناصر المرصد المختلفة حول الهدف من إنشاء المرصد باللغات الأجنبية. قال شيخ الأزهر الشــــريف إن إنشـــاء مرصد الأزهر باللغات الأجنبية يأتي انطلاقا من دور الأزهر في تبني قضايا الأمة الإسلامية وحرصه على نشر وسطية الإسلام ونبذ كل أشكال التطرف والتفريط، خاصة في ضوء ما يشهده العالم من ثورة الاتصالات ومن أحداث متسارعة تفرض على الأزهــــر مواكبـــة هــــذه التطـــورات والأحداث التي تسيء للإسلام والمسلمين وبخاصة تلك التي تأتي من بعض ممن ينتمون إلى الإسلام، فالمرصـــد يتيح للأزهر أن يتفاعل مع الأحداث معرفة وتحليلا وإجابة، من خلال المعلومـــات التي يقوم أعضاء المركز برصدها، كي يتعامل الأزهــــر بالشكل المناسب معها، وهذا لحرصنا على تبني رؤى عصرية جديدة ودفع بكوادر شابة قادرة على التجاوب مع الثقــــافات والحضارات المختلفة، حيـــث يتطلع الأزهر الشريف أن يكون هذا المرصد حصناً يحمي الأمة من خطـــر الاستقطاب للجماعات المنحرفة، والرد على كل ما يسيء للإســـلام في المواقع والصحف والمجلات وإصدارات مراكز البحوث بقصد تشويه الإسلام والتخويف منه، ويضم عشرات الباحثين المتخصصين في اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والإسبانية والأردية، بجانب اللغات الأفريقية (سواحيلي ـ هوسا ـ فولاني ـ أمهري( ومن المقرر إضافة لغات أخرى لاحقًا. حسنين كروم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
الجزائر ـ «القدس العربي»: نشرت صحف ومواقع إخبارية جزائرية منذ أيام خبرا مفاده أن الجنرال حسان الذي كان المسؤول الأول عن مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات قد تم اعتقاله، وأنه وضع رهن الحبس المؤقت في انتظار محاكمته عسكريا، وهو الخبر الذي لم تتطرق إليه كل وسائل الإعلام الجزائرية، لأنه لم يتم تأكيده بشكل رسمي، قبل أن تعلن صحيفة أخرى عن إطلاق سراحه، من دون توجيه أية تهمة له بشكل رسمي، وسط غموض وضبابية وفي ظل عدم وجود أي تأكيد أو نفي رسميين. وكان بعض الصحف ومواقع إخبارية نشرت منذ أيام خبرا مفاده أن الجنرال حسان، الذي كان المسؤول الاول عن وحدة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات، قد أودع السجن العسكري بمدينة البليدة (45 كيلومترا غرب العاصمة) وأن مجموعة من التهم وجهت إليه، مثل تشكيل جماعة مسلحة والاحتفاظ بأسرار أمنية، وامتلاك أسلحة حربية، وهي قضية قديمة تعود إلى أكثر مِن سنتين، اذ تم تداول المعلومات والتهم نفسها، بخصوص الجنرال حسان في عز الحملة على جهاز المخابرات، وقبيل الحملة الانتخابية الرئاسية لأبريل/نيسان 2014، والتي كانت سببا في الحملة الأولى، إذ تم تداول معلومات بشأن اعتقال الجنرال حسان، وذلك في إطار صراع العصب داخل النظام، ومحاولات إضعاف الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق قائد جهاز الاستخبارات، لكن حسان الذي أقيل من منصبه بقي في بيته، ولم يتمكن من أرادوا إيداعه السجن من الوصول إلى أهدافهم، لتطفو هذه القضية مجددا قبل أيام، ما يمكن ان يستنتج منه أن الصراع عاد مجددا بين جهاز المخابرات وبين الرئاسة، خاصة في ظل ما تردد بشأن محاولات دفع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى الاستقالة وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. قضية الجنرال حسان قوبلت بصمت غير مسبوق، اذ لم يكن هناك أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي ما تم تداوله إعلاميا، كما أن أغلبية وسائل الإعلام الجزائرية تجاهلت الخبر، إما لأنها لم تتمكن من التأكد منه، أو لأن هناك في الأمر «إن» مع أن الصحافة لم تكن تتوانى عادة عن نشر أخبار من دون التأكد من صدقيتها. صحيفة «الوطن» (خاصة صادرة بالفرنسية) شرحت تفاصيل التهم الموجهة إلى الرجل الأول سابقا في وحدة مكافحة الإرهاب، مؤكدة على أن الأمر يتعلق بعملية قادها الجنرال حسان لما كان في منصبه، وأنه أرسل فرقة خاصة من وحدته لتوقيف جماعة كانت تحاول إدخال الأسلحة عبر الحدود الجنوبية، وأن هذه العملية السرية لم يكن على علم بها الا الفريق محمد مدين، وأن الفرقة التي أرسلها استرجعت الأسلحة وحملتها معها نحو العاصمة، وفي الطريق تم توقيفها في حاجز عسكري، وتبين ان القيادة لم تكن على علم بها، فتم احتجاز السلاح والفرقة التابعة لجهاز المخابرات، ولكن حسان تدخل لدى رئيسه الفريق مدين، وتم إطلاق سراح المجموعة التي أرسلها حسان بعد احتجازها ليومين، واعتقد مسؤول وحدة مكافحة الإرهاب أن القضية انتهت عند هذا الحد، لكن كل هذا السيناريو لا يمكن فصله عن الصراع الذي كان مشتعلا حول ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة، والذي كانت المخابرات ممثلة في قائدها الفريق محمد مدين ترفضه، وتسانده قيادة الأركان ممثلة في الفريق أحمد ڤايد صالح، لكن عودة القضية فجأة ومن دون سابق إنذار دليل على الأمور ليست على ما يرام. وكانت لويزة حنون زعيمة حزب العمال (تروتسكي) الوحيدة التي تحدثت عن القضية في مؤتمر صحافي عقدته أمس الثلاثاء، مؤكدة على أن توجيه تهم خطيرة ضد الجنرال حسان أمر يدعو إلى القلق وإلى الخوف. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
عمان ـ «القدس العربي»: تصوران قفزا إلى الواجهة من دون سابق إنذار في الأردن على هامش محاولة نخبوية «محمومة» لتحديد هوية ما حصل خلف ستارة الحكم والدولة في المسافة التشريعية الفاصلة بين نوعية مشروع قانون الانتخاب، الذي تحدثت عنه حكومة الرئيس عبدالله النسور، وصنف مسودة القانون الذي أعلنه النسور شخصيا مساء الاثنين في مؤتمر صحافي مباغت. التصور الأول يفترض أن النسور تحرك فجأة في سياق «عزف منفرد» ومثير ومقلق على وتر»الولاية العامة» ليتقدم بجملة»مناكفة» فيها جرعة كبيرة من الدهاء السياسي لتحقيق هدف مركزي قوامه خلط الأوراق واستباق مؤشرات إسقاط أو إقالة الحكومة. هنا يتحدث أصحاب الخبرة البيروقراطية عن إشارات ومؤشرات التقطها مبكرا رادار النسور ودفعته لتحديد سقف ونوعية وتوقيت مغادرته الحكم قبل ان يفعل الآخرون. المؤشرات تبدأ من عند المناورة التي ما زالت غامضة لحليف النسور سابقا ورئيس مجلس النواب عاطف طراونة الذي أعلن، في غفلة من الجميع قبل أسبوعين، عن ضرورة رفع»الحرج» عن الملك وإلغاء المشاورات البرلمانية في اختيار رئيس وزراء جديد، ما فسر على انه تحرش لا يمكنه إلا ان يكون مبرمجا، عندما يصدر عن شخصية وازنة مثل طراونة. لاحقا وفي حسابات معسكر النسور توالت المؤشرات، حملة شرسة مفاجئة تنتهك خصوصيات رئيس الحكومة وتصدر عن لا مكان وتحاول الإيحاء بوجود «فساد»، فرضيات تروج من أقلام متصلة بالمؤسسة تتحدث عن غضب السعودية تحديدا من النسور ورغبتها في رحيله بسبب مواقف علنية له تنتقد أداءها. لاحقا أيضا أنباء وتسريبات هنا وهناك في مؤثرات إلكترونية تتصدر صفحات التواصل وهي تتحدث عن أبناء رئيس الوزراء قبل العبث مع الحكومة باستهداف الرجل الثالث فيها وزير الخارجية ناصر جودة، والإطاحة برلمانيا بمشروع وزير التعليم العالي لبيب القمحا لإصلاح الجامعات. في الأثناء يتحدث معسكر النسور عن «تضخيم مقصود ومبرمج» في دور وزير الداخلية الجديد سلامة حماد، وبصورة عابرة للحكومة، مع بروز أول خلاف واضح بحضور البرلمانيين بين الرئيس والوزير «المدعوم» مرجعيا تحت عنوان مشروع قانون اللامركزية. وفي السياق لا يقف مسلسل المؤشرات المضادة للنسور وللرغبة في بقائه في الحكم عند محطة الآراء الاقتصادية الناقدة التي يتبناها حيتان القطاع الخاص ضد النسور وسياساته الضريبية. وفقا لأصحاب التصور الأول مثل هذه المؤشرات الحيوية المثيرة دفعت النسور للتغريد خارج السرب، في لحظة ملغمة جدا قوامها «ضربة استباقية» لمشروع محتمل ووشيك لإسقاط الحكومة عبر رافعة الولاية العامة. والأهم عبر «استبدال» ورقة قانون الانتخاب المقترحة والمتوافق عليها أصلا بورقة جديدة انتخابيا ستظهر الحكومة – لو رحلت فعلا – بمظهر المغادرة، لأنها إصلاحية إضافة لإنها ستعيق الطريق أمام الطامعين برحيل الحكومة أو وراثتها. القناعة بهذا التصور تتطلب رصد خلافات قوية بين مؤسسة الحكومة وبقية المؤسسات المرجعية انتهت بحالة التمرد المنهجية التي يعلنها النسور بصيغة قانون الانتخاب الجديد، الأمر الذي يسبب إحراجا للجميع في الإدارة العليا للدولة، وسينتهي على الأرجح بتفعيل الصراع العلني ورحيل الحكومة بصورة شعبية مغايرة عن ما يراد لها. بطبيعة الحال لا يجلس هذا التحليل وحيدا وسط شخصيات مهمة سارعت للتذكير به، وهي تتحدث عن ثقتها المطلقة بأن مشروع قانون الانتخاب الذي أعلنه النسور مساء الاثنين «ليس هو» ذلك القانون المتوافق عليها في أروقة الدولة. «القدس العربي» كانت قد توثقت من أن مشروع القانون الذي توافقت عليه المؤسسات الفاعلة وقدم باسم الحكومة للقصر الملكي كان يحتوي على نظام الصوتين وليس الصوت المتعدد الذي أعلنه النسور. لكن ذلك لا يعني أن نظرية الضربة الاستباقية قد تكون الأساس في الحراك التشريعي الانتخابي المتفاعل على وقع مفاجأة النسور التشريعية، فأصحاب الرأي الذي يشكك أصلا بتوفر قدرة أو نوايا على التمرد بهذه الصيغة، عند حكومة النسور يتحدثون عن «توافقات» مثيرة جرت في الدولة العميقة ضمن تدشين الخط الإصلاحي برعاية ملكية وانتهت بالعودة لصيغة قانون 1989 على أساس قرار مركزي بالانفتاح السياسي العريض، في وقت الاحتقان الإقليمي ومناخات التسوية الإقليمية الكبرى والوضع الاقتصادي والديمغرافي الحرج للبلاد، الأيام القليلة المقبلة ستحكم على النهايات. بسام البدارين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
إسطنبول ـ «القدس العربي»: عند جانب محطة مترو «أك سراي» الواقعة وسط الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية، يقف عشرات الشبان العرب بصحبة أمتعتهم بانتظار وصول «المهرب» الذي سيصطحبهم إلى نقطة انطلاق أخرى للهجرة إلى أوروبا من خلال اليونان، في مشهد يتكرر يوميا في العديد من النقاط بالمحافظات التركية المختلفة. ولا يتعرض هؤلاء الشبان المتجددين يوميا في هذا المكان إلى أي مضايقات من قوات الأمن التركية التي يقع على بعد عشرات الأمتار من مكان انطلاقهم المقر الرئيسي لأمن إسطنبول المركزي «أمنيات»، في مشهد أعاد طرح التكهنات والتساؤلات حول حقيقة وجود قرار تركي رسمي بغض الطرف عن «المهاجرين غير الشرعيين» الذين ينوون الوصول إلى أوروبا من خلال الأراضي التركية. وقليلا إلى جانب محطة المترو يتخذ عددا من كبار المهربين أحد المقاهي مقرا لممارسة عملهم في جمع الأموال وترتيب رحلات الهجرة التي تبدأ من مدينة إسطنبول ومن ثم إلى إحدى المدن الساحلية التي تكون على الأغلب إزمير أو مرسين، وصولا لإحدى الجزر اليونانية القريبة، لتبدأ بعدها رحلة أخرى داخل أوروبا. وعلى الرغم من إعلان السلطات التركية بشكل متواصل عن إحباط عمليات تهريب للمهاجرين، إلا أن العدد الأكبر من الرحلات البحرية التي تنطلق من المدن الساحلية تنجح في الوصول إلى الضفة الأخرى، حيث يستخدم المهربون القوارب المطاطية والسفن صغيرة الحجم. ويقول الشاب العراقي محمود (30 عاما) الذي هاجر عدد من أصدقائه من تركيا، لـ «القدس العربي»: «السلطات التركية تعلم بكل شيء وتغض الطرف عنهم، فهم يتجمعون يوميا في أك سراي وفي أماكن باتت مركزا لهم وبالتأكيد الأمن التركي يعلم وليس لديه نية بإيقاف ذلك»، مضيفا: «وفي المدن الساحلية تنطلق السفن أمام أعين خفر السواحل التركي.. إنهم يراقبون الوضع، ولو تعرض مركب للغرق ينقذون الركاب». ويتم في منطقة «أك سراي» اللقاء الأول بين المهرب والزبون، حيث يدور هناك الحديث عن آلية السفر وموعده والمق[/size]