الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: بودابست تحذر من "انفجار" وشيك في أوروبا الخميس 3 سبتمبر 2015 - 22:14
Reuters لاجئون يقتحمون قطارا في محطة القطارات الرئيسية في بودابست
دعا رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان الاتحاد الأوروبي إلى إرسال إشارة واضحة للاجئين من أجل وضع حد لتدفقهم، فيما منعت سلطات بلاده مئات اللاجئين من التوجه إلى النمسا.
وقال أوربان في مقالة نشرت الخميس 3 سبتمبر/أيلول في صحيفة "فرانكفورتر زايتونغ" الألمانية": "ما تواجهه أوروبا اليوم ليس قضية لاجئين، بل هو موجة جديدة من عصر الهجرات"... "نشاهد يوميا كيف يتوجه مئات الآلاف إلينا ويدقون أبوابنا"... "وفي المستقبل ستتوجه ملايين غيرهم إلى أوروبا لاعتبارات اقتصادية".
وحمل رئيس الوزراء قيادة الاتحاد الأوروبي مسؤولية الأزمة قائلا: "ما تعمله أوروبا هو جنون. لقد أدت سياسة الهجرة الفاشلة التي اتبعها الاتحاد الأوروبي إلى الوضع الراهن".
وأضاف: "أي مسؤول سياسي يعطي اللاجئين الأمل في حياة أفضل، يتصرف بصورة غير مسؤولة، وهو يحثهم على ترك كل شيء وراءهم والسفر إلى أوروبا وهم يخاطرون بحياتهم".
وأشار إلى ازدياد عدد اللاجئين المتجهين إلى أوروبا في العام الحالي بنسبة تتجاوز 70% بالمقارنة مع النصف الأول من العام الماضي. وأكد أن قرابة 150 ألف مهاجر غير شرعي عبروا حدود بلاده منذ بداية العام.
واعتبر أن الوضع الراهن "يهدد بوقوع انفجار يطال أوروبا بأكملها، وذلك بدأ يثير قلق العالم برمته".
كما أعرب رئيس الوزراء الهنغاري عن خشيته من فقدان أوروبا جذورها المسيحية بسبب تدفق اللاجئين، قائلا: " لا يجوز أن ننسى أن أولئك تربوا في ديانة مختلفة ويمثلون ثقافة أخرى. ومعظمهم مسلمون وليسوا مسيحيين".
وشدد على أن هذه المسألة مهمة جدا لأن "جذور أوروبا والهوية الأوروبية مسيحية".
واعتبر أوربان أن سكان أوروبا قلقون من عجز زعمائهم عن تقديم حلول فعالة لأزمة الهجرة.
وحسب قوله، فإن هنغاريا لا ترغب في استضافة جماعات مسلمة كبيرة، بسبب حقبة الحكم العثماني للبلاد على مدار 150 عاما خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.
وقال أوربان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية: "أعتقد أن لدينا الحق في أن نقرر أننا لا نريد عددا كبيرا من المسلمين في بلادنا"، مشيرا إلى إن "التجارب التاريخية" التي خاضتها هنغاريا عزلت البلاد عن الآخرين.
وتأتي تصريحات أوربان بالتزامن مع انطلاق مناقشة خاصة في برلمان بلاده لتشديد قوانين الهجرة في البلاد، وإنشاء "مناطق للمسافرين" على الحدود مع صربيا، مع تشديد العقوبات على أولئك الذين يعبرون الحدود بصورة غير الشرعية.
هذا وتقترب السلطات الهنغارية من استكمال بناء سياج أسلاك شائكة ارتفاعه 3.5 أمتار على حدود البلاد مع صربيا من أجل وضع حد لتفق اللاجئين.
وقال أوربان تعليقا على تشديد قوانين الهجرة والإجراءات عند الحدود في بلاد: "لن نجيب عن أسئلة حول عدد الناس الذين يمكننا استقبالهم أو بشأن الحصص، إلا بعد ضمان أمن حدودنا".
واعتبر رئيس الوزراء الهنغاري أن نظام شنغن بات مهددا بخطر واقعي، بسبب انعدام رقابة صارمة على حدود الاتحاد. وشدد على ضرورة ضمان حماية الحدود من أجل الحفاظ على حرية التنقل داخل الاتحاد.
وحث زعماء الاتحاد الأوروبي على إرسال إشارة واضحة إلى اللاجئين مفادها "أرجوكم، لا تتوجهوا إلى أوروبا ولا تعبروا حدودها، بل عليكم أن تبقوا في تركيا وصربيا، وهما بلدان آمنان، إذا كنتم تهربون من الحرب".
بدورها دعت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي إلى ضرورة الإبقاء على نظام شنغن قائما"، قائلة "ويل لنا إن عدنا إلى عصر الأسلاك الشائكة".
وفي تصريحات لها على هامش الاحتفال باليوم الوطني للصومال في إكسبو ميلانو، قالت الوزيرة: "الهجرة قضية بالغة الأهمية، تؤثر على جميع الدول الأوروبية، والقدرة على إدارتها معاً بمسؤولية وتضامن، هي بمثابة اختبار لما قد يكون مستقبل أوروبا".
مواجهات بين الشرطة الهنغارية ولاجئين بعد رفض السلطات السماح لهم بالتوجه إلى النمسا
تحدثت تقارير إخبارية عن مواجهة نشبت بين لاجئين والشرطة الهنغارية الخميس 3 سبتمبر/أيلول، بعد أن أوقف رجال الأمن قطارا مزدحما كان يتجه إلى الحدود مع النمسا، وحاولوا إجبار اللاجئين على النزول.
وكان مئات اللاجئين قد تمكنوا من مغادرة بودابست بعد يومين من الانتظار، إذ كانت السلطات تمنعهم من ركوب القطارات المتجهة إلى غرب أوروبا، وبعد ذلك أمرتهم بإخلاء محطة القطارات.
وصعد اللاجئون المرهقون على قطار متجه إلى مدينة سوبرون الواقعة عند الحدود مع النمسا، وأظهرت صور التقطت في محطة القطارات الرئيسية في بودابست، القطار وهو ملآن وقد التصق اللاجئون بأبوابه، وتركوا أطفالهم وسط القطار.
لكن السلطات الهنغارية قررت إيقاف القطار في الضاحية الغربية للعاصمة وتحديدا في مدينة بيتشكي، حيث يوجد مركز إيواء للاجئين. وأمرت الشرطة اللاجئين بالنزول من القطار، غير أن مجموعة من اللاجئين لم يمتثلوا لأوامرها، وتصدوا لضباط الشرطة وحاولوا العودة إلى القطار.
ويسعى اللاجئون، وأغلبيتهم من الشرق الأوسط، للوصول إلى النمسا وألمانيا ودول أخرى في أوروبا الغربية.
يذكر أن ألمانيا أعلنت مؤخرا تعليق العمل باتفاقية "دبلن" الخاصة بتوحيد إجراءات طالبي اللجوء، وذلك فيما يخص التعامل مع اللاجئين السوريين، وتعني هذه الخطوة أنه يمكن للاجئين السوريين أن يطلبوا اللجوء في ألمانيا، حتى إذا وصلوا إلى الأراضي الألمانية عبر دول أوروبية أخرى.
وكان آلاف المهاجرين قد وصلوا إلى النمسا وألمانيا قادمين من هنغاريا، علما بأن معظمهم يدخلون أراضيها من صربيا غير العضو في الاتحاد الأوروبي.
الهجرة إلى ألمانيا عند أعلى مستوى لها منذ عشرين سنة
أعلن مكتب الاحصاءات التابع للحكومة الألمانية أن الهجرة إلى البلاد سجلت العام الماضي أعلى مستوى لها منذ عام 1992، فيما سُجّل ارتفاع في عدد طالبي اللجوء بنسبة 61%، حسب البيانات الأخيرة، التي نشرها المكتب الخميس.
وتشير البيانات إلى أن عدد الأشخاص الذين انتقلوا إلى ألمانيا العام الماضي، يزيد على عدد أولئك الذين غادروا الأراضي الألمانية بنحو 550 ألفا. ووصل معظم القادمين من أوروبا، وبالدرجة الأولى من بولندا. هذا ويتوقع المكتب أن يزداد هذا المؤشر العام الحالي وصولا إلى 800 ألف شخص.
يذكر أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد وصفت أزمة المهاجرين بأنها أكبر تحد تواجهه أوروبا، وحذرت من تنامي النزعات المعادية للاجئين في صفوف السكان الأصليين في البلاد.
هذا وتشير نتائج استطلاع للآراء نشرت أمس الأربعاء إلى تراجع شعبية ميركل وحزبها على خلفية أزمة الهجرة.