تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قولاً نسبوه إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تقول فيه «غداً سنخبر أطفالنا أن اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم إلى بلادنا، وكانت مكة أقرب إليهم». رغم كونه تصريحاً ملفّقا فإن من اخترعه لامس عصباً مكشوفاً لدى الجمهور العربي والإسلامي، وبلّغ عن أمر واضح في انكشافه وتجلّيه، فما نراه اليوم هو أن مئات آلاف اللاجئين السوريين (وغير السوريين) يقطعون بأرواحهم (لا بأجسامهم فحسب) الخطّ الجغرافي الفاصل بين حضارتين، متحشدين على أبواب بودابست وفيينا وبرلين وستوكهولم وكاليه، بينما لا نجد المشهد ذاته على حدود المملكة العربية السعودية أو دول الخليج العربي، وهي دول غنيّة وواسعة، والأهم من كل ذلك إنها الأقرب جغرافياً ودينياً إلى اللاجئين، فما هو السبب الحقيقي لذلك؟ مع بداية الثورة السورية (وقبلها الأزمة العراقية) استقبلت بعض دول الخليج اللاجئين من فئة «خمس نجوم»، كما فتحت الباب لبعض رجال الأعمال وأصحاب المهن العليا كالأطباء والمهندسين والصحافيين، لكنها أقفلت حدودها بصرامة على النوع الذي نقصده من اللاجئين الحقيقيين، كما لو كانت تخشى من انتقال جرثومة الثورة أو الفوضى إليها، بل إن بعضها سارع إلى تمويل وتسليح الثورات المضادة. تتحمّل السعودية، كونها أكبر دول الخليج، مسؤولية أكبر من شقيقاتها، وهو أمر لا يتعلّق بحجمها الكبير وغناها، بل يتعلّق أكثر بالمحمول الإسلامي الرمزيّ الكبير الذي تحمله، وهو محمول باهظ يفيض عن إمكاناتها ويجعلها دائماً عرضة للانتقادات والهجمات التي تعتبرها مسؤولة عن الإرهاب في العالم، أو مسؤولة عن إنقاذ العالم الإسلامي من أزماته، وكلتاهما، أي الهجمات والآمال، تتعلّقان بمركز السعودية الجغرافي – السياسي أكثر مما تمتّان للواقع بصلة، فالإرهاب لا يتعلّق، كما يقترح توماس فريدمان، في دفاعه الحارّ عن إيران مؤخرا، بالعقيدة الوهابية، بل يتعلّق بالواقع العربيّ الكالح الذي يسدّ الآفاق أمام البشر فلا يعود لديهم سوى خيارين: الموت انتحاراً تحت أي راية كانت، حمراء أو سوداء أو صفراء، أو الهجرة بحثاً عن أمل في مكان يؤمّن مستقبل أطفالهم وكرامتهم. غير أن تمنّع دول الخليج العربي، بالمجمل، عن استقبال اللاجئين، يكشف عن إشكالات كبيرة تعاني منها هذه الدول، فإقفالها أبوابها بوجه اللاجئين تعبير عن البنية الاجتماعية التي تقسم البشر إلى مواطنين وأجانب، ثم تقسمهم إلى جنسيّات تتدرّج من الأعلى للأدنى، وهي بنية تتنافى مع علاقات الاجتماع البشري الحديثة، بل إنها تتنافى مع الموروث والتاريخ الإسلامي نفسه، الذي ابتدأ بهجرة الرسول إلى المدينة المنورة، ومكّن شوكة الإسلام بالأخوة التي قامت بين المهاجرين والأنصار. فتح الباب للاجئين، بهذا المعنى، هو علاج لاستعصاء في منظومتي السياسة والأخلاق الخليجيتين، وهي، في الوقت نفسه، عودة إلى فطرة الإسلام الأولى التي قامت على الهجرة والالتقاء الإنساني. تكشف صورة الطفل السوري الغريق على شواطئ تركيا، التي تحوّلت فجأة إلى أيقونة تلخّص معاناة المهاجرين، فضيحة عربية تتفوق كثيرا في حجمها على الفضيحة العالمية، وهو بإدارة ظهره للعالم، وبحذائه المطاطي، وصغر حجمه، يحاسب كبار العرب، قبل الأوروبيين، على ما فعلوه به. أمّا أهل النظام السوري الذين شمتوا بأهل الطفل «لأنهم أرادوا الحرية فنالوا ما يستحقون»، ولأن «بوط أصغر عسكري في الجيش العربي السوري أهم من طفل ميت»، وحتى تماسيحه التي تباكت على الغريق الصغير ولامت أوروبا «على سوء معاملتها للسوريين»، فهم أشكال للكلبية والانحطاط والوحشية، لا يمكن فهم مدى تغوّلها واحتقارها للبشر إلا بمقارنتها مع أسس المدنية والحضارة والإنسانية التي تدفع متظاهرين أوروبيين بالآلاف لرفع رايات «أهلا بالمهاجرين» للضغط على ساستهم لقبول أعداد أكبر من اللاجئين. رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
توفي طبيب الأمراض العصبية أوليفر ساكس قبل أيام قليلة تاركا خلفه تراثا علميا وأدبيا رائعا حيث اشتهر بكتاباته حول تجارب وحالات مرضاه، فكان أن ترجمت كتبه للغات عدة كما تحول الكثير منها لأعمال فنية سينمائية ومسرحية. من أشهر كتبه هو كتاب «Awakenings»الذي تحول لاحقا إلى أحد كلاسيكيات هوليوود السينمائية في فيلم يحمل الاسم ذاته من تمثيل روبرت دينيرو وروبن ويليامز. لم يتزوج ساكس، كما كان كتوما فيما يخص حياته الخاصة إلى أن كشف عن توجهاته المثلية في أواخر حياته. عندما تم تشخيصه مصابا بمرض السرطان في عينه اليمنى، كتب هــــو عن حالته في كتابه «The Mind’s Eye» كما أنه أعلن بنفسه، بعد تطور وانتشار المرض، المدة التي يقدر هو أنه سيحياها مؤكدا، نقلا عن ويكيبيديا، أنه «يريد ويتمنى في الوقت المتبقي لي أن أعمق صداقاتي، أودع هؤلاء الذين أحبهم، أكتب أكثر، أسافر اذا ما واتتني القوة، وأن أتوصل إلى مستويات جديدة من الفهم والتبصر». أن تكون طبيبا عالما تماما بحقيقة حالتك، لا مجال لتخفيفها ولا لتجميل حقيقتها أو «تمويع» توقيت نهايتها، تلك ميزة عظيمة وهبة قاسية ومريعة في الوقت ذاته. فنحن كبشر نحيا ونستمر في هذه الحياة القاسية العدمية بطريقة التمويع والتحوير المستمرين. أرحم ما نقدمه لأنفسنا هو خداعنا لها، وهو أقسى ما نقدمه لأنفسنا في الوقت ذاته، الا أن هذا الخداع، هذا التخفيف والتجميل، هي جميعا ما تعيننا على الاستمرار في الحياة ومتابعة رحلتها بشيء من السلام، بأقل القليل منه. ولكن عندما تأتي بنا الحياة أمام أحد هؤلاء العظماء الحقيقيين، أو عندما تأتي بهم أمامنا، هؤلاء القادرين على مواجهة حقيقة الحياة وعدميتها ولا هدفيتها وفي الوقت ذاته الاستمتاع بها وتقدير وقتهم المتاح فيها، فإن تلك التجربة بلا شك، ترغمنا ركوعا احتراما وإجلالا لألم لم يمنع صاحبه من مواجهة الحقيقة، والحقيقة لم تمنع صاحبها من التعامل الهين، الوقور، مع الألم. ساكس كتب الكلمات التالية قبل وفاته بزمن قليل، وحدها تستحق أن تقرأ، من دون تعليق أو تمحيص، أختم بها مقالي، حيث يقول (الترجمة لي): «لقد أصبحت مدركا بشكل متزايد، خلال السنوات العشر الأخيرة تقريبا، حالات الموت بين معاصريّ. إن جيلي في طريقه للخروج، حيث شعرت بكل موت وكأنه انقطاع مفاجئ، تمزيق لقطعة من نفسي. لن يكون هناك مثيل لنا عندما نغادر، ولكن لا يوجد مثيل لأي انسان، مطلقا. عندما يموت الناس، لا يمكن تعويضهم. هم يتركون حفرا غائرة لا يمكن ملؤها، فهذا هو القدر – قدر جيني وعصبي – لكل انسان لأن يكون فردا مميزا، لأن يجد طريقه الخاص به، لأن يحيا حياته الخاصة به، ولأن يموت موته الخاص به. لا أستطيع التظاهر بأنني بلا مخاوف. إلا أن شعوري الطاغي هو بالامتنان. لقد أحببت وأحبني آخرون، لقد حصلت على الكثير كما وقدمت شيئا بالمقابل، لقد قرأت وسافرت وفكرت وكتبت. لقد مارست الحب مع الحياة، هذا الحب الخاص للكتاب والقراء. فوق كل شيء، لقد كنت مخلوقا واعيا، حيوانا مفكرا، على هذا الكوكب الجميل، وهذا بحد ذاته كان ميزة ومغامرة عظيمتين». ارقد بسلام أوليفر ساكس. د. ابتهال الخطيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
فتحت التلفزيون. قلبت محطاته من «تي.أف.أن» وصولاً مرورا بـ «فرانس 2» وصولا الى «آرتيه». أطفأته. توجهت من بعدها إلى مواقع الإنترنت، باحثة عن معاني وتحليلات معاكسة لما يدّعونه في مضامينها. على موقعي «فيسبوك» و»تويتر»، صور جثث لأطفال على رمال الشواطئ الأوروبية. شاحنة إختنق فيها آخرون من اللاجئين القادمين بحثا عن مصير أفضل. أغلقت شاشة الكمبيوتر. أخذت نفسا طويلاً. وعدت الى الكتابة بهدوء. هجرة وأزمة أصبحت «قشة» تقسم ظهر الإتحاد الأوروبي.القطرة الزائدة التي طفح بها الكأس. أناس عزل يعبرون الصحراء، والبحر، مشياً وسباحة متجهين إلى «أرض الأحلام» أوروبا. الهجرة بعيدة جداً تاريخياً ولن أخصص مقالي هذا للحديث عن تاريخ الهجرة. اللاجوين «غير قانونيين» هم بشر من لحم ودم يعبرون البحر المتوسط ليصلوا إلى أوروبا. لم أصبح الإعلام يتحدث عن المسألة وصارت شغله الشاغل، وفي هذا الوقت بالذات، رغم أن المشكلة موجودة ومنذ سنين عديدة. هذه ليست المرة الأولى وحتما لن تكون الأخيرة ليعبر أي مهاجر عبر البحر المتوسط ويتسلل هرباً إلى الأراضي الأوروبية. هي المرة المليون التي يغرق فيها زورق محمل بمهاجرين من أطفال ونساء من أنحاء العالم الفقير نفسه. يهرب المهاجر من الحرب ومن الفقر ومن الجوع، يحمل في جيبه «تحويشة عمره» ويقبل عائلته يرحل ويحلم. يواجهه الموت يوميا ولكن إصراره على تنفس الصعداء كبير. الموت هو الحل الأخير والوحيد أمامه، ولكن ما الذي يدفع بأي إنسان الى التوجه من دولة الى أخرى ومن حدود الى اخرى ويكون «تحت رحمة» مافيات الهجرة والحدود الذين يسرقونه في أغلب الأحوال. ما الذي يدفع الإنسان الهارب من الموت بأن يلقى حتفه على شاطئ أوروبي بارد؟ أهو حب الموت أم الحلم والأمل في معيشة أفضل من تلك التي واجهته؟ الظاهر أن أوروبا لا تريد أن تفهم بأن من يهرب من «جحيمه»، ومن يريد أن ينشئ أطفاله بكرامة سيفعل ما يفوق قدرته وتحمله الإنساني ليحقق حلماً، يتمنى صنعه. لن يهتم المهاجر لجدران عالية يشيدونها له، ولن يهتم لحرس الحدود والسواحل ولن يهتم للأسلاك الشائكة، فحلمه بحياة كريمة يتعدى ذلك كله. مانويل فالس وانغلا ميركل «الثنائي الإنساني» «مجنون يحكي وعاقل يسمع»؟! في فرنسا وألمانيا يتحدث مانويل فالس وأنغلا ميركل بقلب «عطوف وحنون» عن استقبال المهاجرين الذين «يعانون الويلات»، وعن مساندتهم ومساعدتهم في التأقلم داخل المجتمع الأوروبي الجديد. يتبع فالس وحكومته ما أسس له ساركوزي سابقاً «استقبال الأجانب» على حسب «العرق والدين»، في دولة حقوق الإنسان الفرنسية. يتم استقبال «الرؤوس» أي من هم ذوو ثقافة عالية «كتاب، صحافيون، أطباء، مهندسون» أناس لا يحتاجون لدعم فرنسا المادي، «هجرة حماية» غير اقتصادية، ويتم طرد كل من هم «فقراء» أو تحويل وجهتهم الى دول أخرى، حتى لو كانوا محتاجين بحق لطلب الحماية. أعلنت فرنسا بشكل صريح ومن دون حياء، أنها ترحب بـ»مسيحيي الشرق»، وهي الرائدة في إعلان الحروب ضد الطائفية والتمييز الديني أو العرقي. تساءلت دوما «وماذا عن مسيحيي فلسطين» أم أن الإستعمار الإسرائيلي فقط يحق له قتل المسيحيين الفلسطينين؟! أمور عدة كشفت نفاق وكذب حكومة فالس «الإشتراكية»، فهو تارة يطلق كلاب حكومته البوليسية على خيم اللاجئين في كاليه، وتارة يصرح أمام عدسات محطات التلفزيون الفرنسي ويعلن تعاطفه ويذرف «دموع تماسيح» فوق أجسادهم، ما الذي يحدث فعلاً، ولم هذا التغير في السياسة الأوروبية المتبعة للحد من الهجرة فجأة؟ إفتحوا أوروبا التلفزيون اليوناني والفرنسي المستقل كبرنامج «فلنتوقف عند الصورة»، موقع «ميديا بارت» المستقل يتحدثون باللهجة نفسها. «نفاق الحكومات الأوروبية في ما يتعلق بأزمة اللاجئين»، وأن هناك أزمة لا تحتمل، والشعوب الأوروبية تدعم المهاجرين وترحب بهم في قراها ومدنها، فيما تغلق الحكومات الأبواب وتؤيد تشديد الحراسة وبناء الجدران العازلة لصدهم! هناك تحركات شعبية لدى المجتمعات الأوروبية، في الملاعب الرياضية وفي الشوارع تندد بالسياسات الأوروبية اللا أخلاقية واللا إنسانية. انقسمت الآراء، شعبياً، بين من يحتضن المهاجرين الناجين من الموت وآخرين من اليمين المتطرف يحرقون مراكز الإستقبال المخصصة لايوائهم. فرنسا لم تعد تحتمل هذا الكم الهائل من اللاجئين، وخصصت الأولوية للسوريين والمسيحين، من أولئك الذين لا يحتاجون إليها ماديا. ترحب بأولئك الرياضيين الذين يمتلأ بهم فريقها الوطني. ما بال مارين لوبين لا تنظر إلى المسابقات الأولومبية أو لمباريات كرة القدم الفرنسية، ألا يجدر بها أن تنظر مليا في لون بشرتهم؟ هي نفسها فرنسا دولة التفرقة والتمييز، أنت فرنسي مثلنا حين «تأتينا بميدالية ذهبية» أو بـ«كأس بطولة». وفي الوقت ذاته أنت شخص غير مرغوب فيه وسنرسلك مجدداً من حيث أتيت إن كنت فقيرا ومن دون شهادات جامعية. فرنسا لم تعد كما كانت بلد حماية، بل أصبحت بلد حماية «عنصرية»، تختار ما ينفع مصلحتها وتلقي في البحر جثث الفقراء. العنصرية في منع مدرسة إسلامية لطالما كرهت المدارس ذات الطابع الديني واعتبرتها مدارس عنصرية لا تحترم الآخر ولا ثقافته ولا دينه ولا اختلافه. وفي فرنسا مجدداً، نشر موقع «ميديا بارت» خبر رفض افتتاح مدرسة إسلامية بحجة عدم توفر أماكن وقوف للسيارات وكأن مدارس فرنسا لديها «باركينات» خاصة بها. المشكلة لا تكمن في المدرسة كونها «إسلامية» أو «يهودية» أو «مسيحية» حتى، المشكلة تكمن دوماً في اعتماد التفرقة، وممارستها من قبل الحكومة الفرنسية وممثليها أمام كل ما يشتبه بكونه مسلما أو عربيا. لليهود مدارسهم الخاصة وحتى روضاتهم الدينية، يترددون عليها ومنها من تدفع له الحكومة الفرنسية لمساندته ماليا، والمسيحيون كذلك لديهم مدارسهم، وأماكن عبادتهم، وحتى للبوذيين، أما حين يتعلق الأمر باعتراف الحكومة بدبلوم مدرسة لها تاريخها في فرنسا فإن الإجابة تأتي بالنفي، ومجرد فكرة افتتاح مدرسة ذات طابع «إسلامي» سيكون مرفوضا حتما، وما علينا إن كنا مهتمين سوى التوجه نحو مواقع «الإسلاموفوبيا» الرسمية لنرى تعدد الحوادث التي تحرم المسلمين الفرنسيين من ممارسة دينهم. وعلى الرغم من ترقية وزيرات من أصول عربية ومسلمة في الحكومة اليسارية إلا أن هؤلاء الأفراد لا يعملون أبدا على دمج الفرنسيين من أصول عربية والمسلمين في المجتمع الفرنسي. وبدلاً من الحث على سياسة التسامح وقبول الآخر وتقبله، يأتي الرفض لكل ما هو مسلم أو عربي، على مبدأ التمييز العنصري، وهو ممارسة واضحة تعتمدها الحكومة الفرنسية ومؤسساتها. فبدلا من تشجيع الفتيات على التعليم، تقوم حكومة الدفاع عن حقوق المرأة في التضييق عليهن وعلى حريتهن ليتركن المدرسة «العلمانية» ويذهبن إلى أخرى «دينية» ستزيد في خلق الفجوة بينهن وبين مجتمعهن الفرنسي «العلماني». كل يوم يصبح همّ الإعلام «المسلمون ذوو البشرة البنية» الذين يهددون قيم الجمهورية المخصصة لكل ألوان البشرة إلا البنية ولكل الديانات إلا الإسلام. وإلى حين أن تعد الحكومة اليسارية «كتب عالم الإجتماع الفرنسي بورديو» أنجيلها، فهي لن تتقدم أي خطوة نحو حل أزمة الهجرة… بل ستزيدها تأزما. كاتبة فلسطينية تقيم في باريس أسمى العطاونة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
إذا صحّ أنّ ستافان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، سوف يتولى بنفسه تسمية ثلث حصص المعارضة السورية في ما تسمّيه خطته «لجان الحوار»؛ فما الذي يحول دون أن يكون هو نفسه، أيضاً، الناطق باسم المعارضة، في الحوار مع النظام السوري؟ ليست هذه مزحة، أو سخرية مبطنة، خاصة إذا تذكّر المرء أنّ تلك اللجان هي العمود الفقري، التنفيذي على الأقلّ، في الخطة بأسرها: مجموعة عمل أولى تبحث السلامة والحماية، وثانية لبحث القضايا السياسية والدستورية، وثالثة تختص بالجيش والأمن والإرهاب، ورابعة تتناول المؤسسات العامة وإعادة البناء والتنمية. وما الذي يمنع دي ميستورا أن يكون، ثالثاً، ممثّل الثلث الثالث في الحوار، بعد النظام أو المعارضة، أي «المجتمع المدني»، أو ينوب عنه كلياً… ببساطة! هذه محض عيّنة على عقم الخطة التي طرحها الدبلوماسي السويدي ـ الإيطالي، وتوافق عليها مجلس الأمن الدولي، ولم يكن اعتباطاً، بالطبع، أنّ روسيا والصين لم تعترضا على بنودها، حتى ضمن مفهوم البيان الرئاسي الذي يُعدّ أقصى العقم في سلسلة إجراءات المجلس التقليدية. وإذْ تبدأ العيّنات الأخرى من مفهوم «المعارضة» في حدّ ذاتها، ومَن تمثّل، ومَن يقبل أصلاً بتمثيلاتها، وكيف للقوى المسلحة على الأرض السورية أن تعتبرها مخوّلة بالتفاوض نيابة عنها؛ فإنها لا تنتهي عند العيّنة الأشدّ إهانة لتضحيات السوريين، أي انطلاق دي ميستورا من نقطة «داعش» و»النصرة» بوصفهما جوهر «الأزمة» في سوريا، وليس نظام بشار الأسد ببراميله المتفجرة وأسلحته الكيميائية وطائراه الحربية ودباباته وصواريخه ومدفعيته… وهكذا فإنّ دي ميستورا لا يستأنف نقاط التعثر التي أنتهت إلى فشل سلفَيه، كوفي أنان ذي الباع الطويل في التفاوض الدبلوماسي حول النزاعات المستعصية، وراعي مؤتمر جنيف ـ 1؛ والأخضر الإبراهيمي، الذي مُدّدت ولايته، وشهد انعقاد جنيف ـ2؛ فحسب؛ لكنه، في المقابل، يبدأ من افتراض صلاحية النقاط ذاتها التي تعثرت، أو يعيد إنتاجها، تماماً على مبدأ تدوير مادتها الخام صناعياً، ثمّ الاتكاء على منتوجها (الذي يريده أن يبدو جديداً، صالحاً، وناجعاً) لبلوغ النتائج ذاتها التي انتهت بالإبراهيمي، وقبله أنان، إلى استسلام تامّ برفع الذراعين. مدهش، إلى هذا، أنه يتغافل عن أفضل ما أنجزه أنان، واعتمد عليه الإبراهيمي، اي النقاط الستّ الشهيرة؛ رغم أنها باتت أشبه بمرجعية عليا، لأنها في الواقع تظلّ الوحيدة عملياً، لتذكير حلفاء النظام في مجلس الأمن الدولي بأنهم ذات يوم وافقوا على صيغة ما للحلّ، تتحدث عن مرحلة حكم انتقالية. فإذا صحّ أنّ النقطة الأولى في مشروع أنان، التي تنصّ على «الالتزام بالتعاون مع المبعوث في عملية سياسية تشمل كل الأطياف السورية لتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري وتهدئة مخاوفه»، كانت محلّ نزاع لأنّ منطوقها ينتهي إلى تفسيرات متناقضة حول مصير بشار الأسد، وصلاحيات مؤسسة الرئاسة خلال المرحلة الانتقالية؛ فإنّ النقطة الثانية تتناول «الالتزام بوقف القتال والتوصل بشكل عاجل إلى وقف فعال للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد». ألم تكن فكرة دي ميستورا عن الهدنة في حلب، أو «حلب أوّلاً» كما شاء البعض تصنيفها، تستكمل هذه النقطة الثانية، إذا لم تكن محض صياغة أخرى لمضمونها الحرفي؟ أليس تنفيذ هذه النقطة هو محور عمل المجموعة الأولى، والثالثة، وربما الرابعة أيضاً؛ في ما اقترحه دي ميستورا مؤخراً حول مهامّ المجموعات؟ والنقطة الثالثة، المرتبطة بهذه الثانية، والتي تنصّ على «ضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت الملائم لكل المناطق المتضررة من القتال، ولتحقيق هذه الغاية وكخطوات فورية قبول وتنفيذ وقف يومي للقتال لأسباب إنسانية»؛ أليست خلاصة عمل مجموعات دي ميستورا، ولجانه، كافة؟ وفي مستهلّ مهمته شاء دي ميستورا قلب المعادلة، أو المعادلات جمعاء، رأساً على عقب أحياناً؛ لإنه استقرّ على قراءة شخصية ـ لم يعلنها، مرّة واحدة، رغم الصخب الذي اكتنف تطبيقه لها في تحركاته ـ مفادها أنّ المسالة السورية ليست في الجوهر انتفاضة شعب ضدّ نظام استبدادي، لم يتورع عن استخدام أيّ سلاح، وكلّ سلاح، ضدّ الشعب؛ بل هي وجود منظمات إرهابية يتفق «المجتمع الدولي» على ضرورة محاربتها، من جهة؛ وأنّ انقسام سوريا أمر واقع على الأرض، من جهة ثانية، يجيز له التفاوض الانتقائي مع مَن يشاء، كيفما يشاء: النظام، القوى المسلحة بأطيافها كافة، المعارضات السياسية الداخلية والخارجية، ثمّ «المجتمع المدني»… كأطراف ذات استقلالية، ضمن الانقسامات، وفي ضوء معطيات الوزن على الأرض. بهذا المعنى، أيّ معنى ـ حسب قناعة دي ميستورا ـ في الحديث عن رحيل الأسد، أو حتى دوره وصلاحياته وموقعه، خلال المرحلة الانتقالية؟ واستطراداً، إذا ظلّ هذا السؤال ساري المفعول، ما الجدوى في إحياء نقاط أنان الستّ، أو مرجعيات جنيف ـ1 وجنيف ـ2، إذا كانت قد فشلت؟ أليس من الخير إعادة إنتاجها، حتى من باب اللعب في الوقت الضائع، والإيحاء بحضور «المجتمع الدولي» إياه، في اقتراح الحلول، وتعليق الآمال عليها، قبيل تحميل الأطراف مسؤولية فشلها؟ أكثر من هذا وذاك، ما فائدة الإصرار على أنّ المبعوث الأممي يمثّل جامعة الدول العربية أيضاً، ما دامت المرجعيات انقلبت هكذا، أو بلغت هذه الحال بعد فشل أنان والإبراهيمي، فباتت الجامعة العربية عبئاً يثقل كاهل دي ميستورا بدل أن يزوّده بسلطة تفاوض إضافية؟ وهكذا فإنّ خطة دي ميستورا لن تكون أفضل حظاً من خطط سلفَيْه، أولاً؛ ويصعب، ثانياً، أن تنفصل عن طبيعة الفعل، أو الفاعلية، التي ميّزت عمل منظمة الأمم المتحدة بصفة عامة. محتوم، بذلك، أن تبدأ أولى مظاهر التعثر، أو العرقلة المقصودة، من داخل اجتماعات مجلس الأمن الدولي ذاته؛ ثمّ تمرّ بالوقائع على الأرض (والتفاصيل كثيرة، لأنها ملاعب كلّ الأبالسة)؛ ولا تنتهي عند مساواة القاتل بالقتيل، والجلاد بالضحية؛ إذا وضع المرء جانباً أفانين المراوغة التي أتقنها النظام خلال تجارب سابقة، وسيمارس ما هو أخبث منها؛ فضلاً عن الإعلان المبكر، والتعليق الوحيد تقريباً على خطة دي ميستورا: لا انتخابات رئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة، لأنّ الأسد «منتخب» أصلاً، و»شرعي»! وإلى جانب مخاتلة النظام، التي ذاق مرارتها أنان والإبراهيمي قبل دي ميستورا، هنالك تلك النواة القاسية داخل حلقة الأسد الأضيق، والتي سوف تظلّ تعتمد شعار «الأسد، أو نحرق البلد»، ولن يوافقها أيّ «حلّ سياسي»، كيفما كان. وليس جديداً أن يتنبأ الكثيرون بأنّ أشغال دي ميستورا سوف تلقى مصير أشغال سلفَيه، ليس لأنّ أزمنة المعجزات قد انطوى، خاصة في عالم السياسة، وعلى امتداد تاريخ منظمة الأمم المتحدة ذاتها، وحين تكون الملفات مضرجة بدماء مئات الآلاف من الأبرياء، ومادّتها مئات الآلاف من المعتقلين والمفقودين والمغيبين، وملايين المشردين في أربع رياح الأرض، وانتفاضة شعب سدّد أبهظ الأثمان، فحسب؛ بل كذلك لأنّ الانطلاق من بقاء النظام المسؤول عن هذه الأهوال جميعها، إنما يضع العربة ـ وبالتالي المدفع والقاذفة وصاروخ الـ»سكود» والبرميل المتفجر، والسلاح الكيميائي… ـ أمام حصان الحلول. وأيّة خطة لا تبدأ من رحيل الأسد وحلقة السلطة الأضيق من حوله، وطيّ صفحة نظام «الحركة التصحيحية»، هي محض طبخ على نار كاذبة، لحصى المعجزات الزائفة. ٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس صبحي حديدي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61369مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: برلين أقرب للاجئين العرب من مكة؟ ونشرة القدس العربي اليومية الجمعة 4 سبتمبر 2015 - 16:08
القاهرة «القدس العربي» : «مصر.. مبارك» المانشيت الذي كان بمثابة نشيد قومي لمعظم الصحف في زمن المخلوع طيلة أعوامه الثلاثين بات يعود في الصحف القومية وبعض الجرائد والمواقع الخاصة ليعيد إلى الأذهان زمن إعلام الجواري والعبيد وصحافة المجاملات، التي ظلت تضيق على الناس مساحة الوعي، وتضيف للهواء مكوناُ رئيسياً ثالثاً جنباً إلى جنب مع النتروجين والأوكسجين ألا وهو النفاق.. مع كل زيارة كان يقوم بها المخلوع مبارك للخارج كانت الحكمة بحسب كتابه المقربين تهطل عليه ليخلعوا عليه من الصفات ما لم يحصل عليه ارسطو في زمانه.. الأجواء نفسها تقريباً عادت تخيم على الساحة من جديد، فكلما حطت طائرة الرئاسة في عاصمة وصفت الزيارة بالتاريخية والنتائج بالمبهرة وجدول الأعمال بالأسطوري، ومن الطبيعي أن تكون نهاية الرحلة مثمرة بأنهار الخير التي على الشعب أن يعد نفسه للسباحة فيها. بالأمس تحدثت الصحف عن زيارة الرئيس لسنغافورة، ذلك البلد الصغير الذي بات معجزة اقتصاديه ليشير كتاب الصحف القومية الذين يدينون للنظام برواتبهم ومكافأتهم السخية وسياراتهم وقصورهم الفارهة أن مصر قاب قوسين او أدنى من اللحاق بنادي الدول السبع للكبار، وبالطبع يسعد أي وطني غيور على وطنه أن يرى هذا الإنجاز على أرض الواقع، وليس فقط عبر تصريحات نجوم الـ«توك شو». وفي صحف الأمس، كما كان الثناء على الرئيس ونظامه مكثفاً جاء الهجوم عليه حاداً، خاصة من صحف الجنوب الفقيرة، غير أن القضية التي شغلت حيزاً كبيراً بجانب رحلات الرئيس قضية الطالبة مريم التي حصلت على صفر في مختلف المواد في امتحانات الثانوية، وهي القضية التي تداخلت فيها شؤون السياسة بأمور التعليم والوحدة الوطنية بالفتنة الطائفيه فاختلط الحابل بالنابل، وبينما الجماهير ما زالت مشغولة بأزمة ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتردي الخدمات العامة والطفلة بطلة مصر في الجمباز، التي تركت في أحد المستشفيات حتى خرجت الديدان من فمها جاء المانشيت الرئيسي لـ«الجمهورية».. التنين الصيني يفتح زراعيه للمارد المصري. وإلى التفاصيل: لماذا يكرهون الإخوان أكثر من إسرائيل؟ البداية ساخنة كصيف القاهرة، حيث يوجه حلمي قاعود نيران مدفعيته الثقيلة ضد النظام وكتيبته الإعلاميه: «يوم كان العسكر يقتلون الأبرياء، ويسيل دمهم أنهارا في «الحرس الجمهوري» و«رابعة» و«النهضة» و«المنصة» و«رمسيس» وغيرها، كان جمهور الإنقلاب يغني في نشوة تفوق الشماتة والمكايدة «تسلم الأيادي» و «إحنا شعب وإنتو شعب، لينا رب وليكم رب». هبط الإنحطاط الخلقي والسلوكي والحضاري إلى أدنى دركه من دركات التوحش، التي عرفها الشعب المصري». يتابع قاعود هجومه في صحيفة «الشعب»: «لم يتعفر وجه كاتب من مثقفي السلطة حياء وخجلا، فيكتب كلمة يحث فيها قطعان العبيد على التخلي عن هذا السلوك المشين، الذي يتعارض مع الأخلاق والدين والعادات والتقاليد التي تشبع بها الشعب المصري العريق! لكنك تجد كاتبا أو مثقفا مثل عمرو الشوبكي يعلن الحرب الصليبية على الإخوان المسلمين لأنه قرأ بعض التعليقات الإلكترونية على وفاة الممثل نور الشريف لم تعجبه، فأسند إلى الإخوان جميعا تهمة الشماتة في موت الممثل المذكور، كما اتهمهم بأنهم لا يراعون حرمة الموت، ولا يخضعون لموضوعات المجتمع، ويكرهون الشعب، فيتمنون هزيمة المنتخب الوطني، ويكرهون الفنانين والأدباء والشعراء، ويشمتون في أي حادث أو مصيبة تحل بالشعب المصري. ويخصص الشوبكي مقالا بأكمله في جريدة «المصري اليوم» ليكيل السباب للإخوان أو بمعنى أدق للمسلمين متناسيا أن آلة الكراهية الإنقلابية وصلت إلى حد تقنين المكارثية والعنصرية والدعوة إلى حرق المسلمين في محارق هتلرية: لم يحاول الشوبكي أن يكون رجلا منهجيا فيسأل نفسه: لماذا يفعلون ذلك على فرض صحة كلامه؟ لقد اكتفى بالتزوير وقلب الحقائق ليثبت ولاءه الثقافي للسلطة. هذا التزوير وقلب الحقائق بحسب قاعود يقوم على أساس تعليقات قرأها الشوبكي في الفضاء الإلكتروني، لا يعرف أحد صاحبها بدقة. الحل .. انتخابات ديمقراطية ونبقى مع مزيد من المعارك ضد النظام وهاهو حسام السندنهوري يهاجم جيوش النظام الإعلامية، إعلام الإنقلاب يطبل ويزمر للسيسي و يلهي الشعب الغلبان عن الكارثة التي تنتظرة. ويؤكد أن إستمرار السيسي أو رحيله باتا يشكلان خطراً على الأمن القومي المصري. ولكن بحسب السندنهوني في «الشعب» فإن أخف الضررين هو رحيله مع الإعداد لمرحلة ما بعد الرحيل حتى لا نفاجأ بفراغ سياسي في البلاد. وعلى القوى السياسة الفاعلة أن تتأهب وتستعد لمرحلة ما بعد الرحيل. مثل تشكيل مجلس رئاسي ترأسة قيادة مدنية ويضم من بين جنباته ممثلين من حميع طوائف وفئات الشعب المصري ليقود البلاد، فيما بعد الرحيل، ويجهز لإنتخابات رئاسية حرة، يشارك فيها كل من يريد أن يشارك دون خوف أو إضطهاد. وأن يحترم الجميع نتائج هذه الإنتخابات مهما كانت وأن يكون التغيير عبر صناديق الإنتخاب وفقاً للمسار الديمقراطي. أخشى ما أخشاه في أن تكون الفترة الحالية هي مرحلة السكون الذي يسبق العاصفة، لذلك فإن الوقت كالسيف إن لم تقطعه يقطعك فعلينا أن نستبق الأحداث والأيام حتى نكون مستعدين لما ستسفر عنه الأيام. «العشق الحرام» بين نور و«6 أبريل» ونتحول للحرب على خصوم النظام الحاكم ويقوده عبد الفتاح عبد المنعم في «اليوم السابع»: بين أيمن نور وتنظيم «6 إبريل» أسرار وحكايات، بعضها يخجل كلا الطرفين من ذكره، ولن يدونها نور وأعضاء هذه الحركة الشيطانية في مذكراتهم، لأن أحداثها يخجل كلا الطرفين من ذكرها، والسبب أنها كانت صفقات لبيع الوطن، وهي الصفقات التي تسببت في انهيار شعبيه نور وكراهية الجميع لأعضاء حركة 6 إبريل، ووصفها بأنها حركة شيطانية، ولأن أيمن نور هرب وترك مصر بعد انهيار حليفه الإستراتيجي في تخريب مصر وهم الإخوان، فإن أيمن نور ذهب إليهم في تركيا الآن ليقوم بدور «المحلل» بعد الإنهيار الجزئي للتنظيم الدولي في الخارج، والمطلوب من أيمن نور أن يغسل سمعة الإخوان في تركيا وأوروبا باعتباره وجها ليبراليا، ولهذا فإنني لا أستبعد أن تكون الأموال التي ساهم بها أيمن نور للمشاركة في إحياء قناة «الشرق» الإخوانية مرة أخرى بعد أن أصيبت بالشلل الكامل هي أموال إخوانية تم تقديمها لأيمن نور لكي يقوم بغسلها في هذه القناة المشبوهة، وهو الدور القذر الذي كان عبد الفتاح يتمنى ألا يلعبه أيمن نور، خاصة أن هذا يجعله في خدمة الإخوان، ويؤكد أن العشق الحرام بين نور و«6 إبريل» تجدد مرة أخرى بعد أن اجتمعوا على هدف واحد، بحسب الكاتب وهو محاولة إعادة إشعال الشارع بمظاهرات فئوية. كلنا قتلنا الطفل السوري السؤال الذي يتردد على الشفاه عن ذلك الطفل السوري الذي عثر عليه غريقاً وأذهلت صوره العالم، حيث يتساءل بشانة أحمد رفعت في «فيتو« من المسؤول عن قتله وعن مأساة سوريا وشعبها الحبيب الشقيق الغارق الغريق الشريد المشرد الهارب المهرب القاتل القتيل الذبيح المذبوح؟! يجيب قتلوه رجال الشيطان ممن غلبت خلافاتهم الشخصية مصالح أمتهم، فمولوا ودعموا ودربوا واشتروا السلاح، ونقلوا جنود الباطل إلى أرض الحق.. فدمروها وخربوها وحرقوها وأفسدوا فيها.. وقتلوا الطفل من دعموا من موّل ودرب ونقل الجنود واشترى السلاح وصدقوا إعلامه وروجوا لأكاذيبه ونقلوها للناس بكل وقاحة وبكل وسائل الكذب المتاحة.. قتل الطفل السوري سياسيو الغبرة ممن توهموا سقوطا سريعا لنظام قائم على أمل علاقات جديدة مع نظام جديد.. وقتله سياسيو السبوبات ممن على رؤوسهم بطحات التمويل ممن توهموا أنها ثورة وأوهموا من معهم ومن خلفهم أنها كذلك ثم استفاقوا بعد فوات الأوان.. قتله من أفهموا الناس أن العروبة كفر والوحدة شرك والقومية جاهلية، فأفقدوا الأمة مناعتها فأكلونا أعداؤنا بلدا بعد آخر! حقل الغاز يزعج الإخوان ومع مزيد من الهجوم على الإخوان الذين يراهم كرم جبر في «اليوم السابع» أكثر حزنا وغما ونكدا من إسرائيل، بعد اكتشاف حقل الغاز الجديد «الشروق» يضيف كرم «الغل يملأ قلوبهم لأن العلي القدير كافأ المصريين على صبرهم، وكانوا يتمنون زوال النعمة والفقر والجوع والخراب، حتى يتاجروا كعادتهم بالمشاكل والأزمات، وينتعشوا بأوجاع الناس ومعاناتهم، وظهر المحلل المعجزة حاتم عزام، ممتطيا حصانا من ورق وممسكا سيفا من خشب، وينفث سمومه وأحقاده التي لا تأكل إلا صاحبها، مستعرضا الجهل والضحالة، زاعما أن الإكتشاف يفتقد للشفافية في إعلان شروط التعاقد، وتفاصيل شراكة الإنتاج مع إيني الإيطالية، وأن مصر تتنازل عن حقول غاز مصرية عملاقة لقبرص وإسرائيل.. يتساءل الكاتب ساخراً: إزاي يا سي عزام؟ هو كده على قد علامه وخبرته. كلام لا يستحق الرد لأن التعتيم والتضليل والخداع والخيانة، هي مفردات حكم أهله وعشيرته، وليس نظام الحكم الوطني الحالي، الذي أنقذ البلاد من مصير أسود من الليل البهيم، وحافظ على أرض مصر ومياهها الإقليمية، ليكون كنز الغاز الجديد ملكية خالصة لمصر ولا ينازعها فيه أحد، كنز حقيقي يغنينا عن استيراد الغاز، وأزمات الشتاء والصيف، ويوفر احتياجات محطات الكهرباء والمشروعات الجديدة، ويسمح بتصدير كميات كبيرة، وقدر بعض الخبراء إنتاجه بما لا يقل عن 100 مليار دولار وهو ما يعني على حد رأي جبر هدية من السماء ومنحة من العلي القدير، تستحق أن نسجد لله ونصلى شكرا. «كل ما تكون مزنوق اتهم الإخوان» أصبح توجيه أي تهمة للإخوان هو البديل المريح للنظام ولكثير من المتورطين في جرائمه وهو ما يشير إليه الكاتب الصحافى فهمي هويدي: «إضراب العشرات من العاملين في مديرية أمن الشرقية عن العمل وإغلاقهم أبواب ستة مراكز وأقسام للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والمالية. ورغم أن الظاهرة ليست جديدة لا من حيث أصداء الإضراب ولا من حيث طبيعة الداعين إليه والمشاركين فيه. وأضاف الكاتب في صحيفة «الشروق» أن مصدرا أمنيا لم يفته أن يلفت الانتباه إلى أن أفرادا من جماعة الإخوان لهم دورهم في تحريض أمناء الشرطة على الإضراب. لم ينتبه المصدر المذكور إلى خطورة دلالة اختراق عناصر الإخوان للشرطة ذلك أن الخبر إذا صح فهو يعني أن الجماعة، رغم اعتقال أكثر من 40 ألفا من أعضائها ورغم الضربات القاصمة التي وجهت إليها في العامين الأخيرين ما زالت قادرة على الوصول إلى معاقل الأمن. واضاف الكاتب أن ذلك يأتي بعد أن ادعى الإعلامي الذي جرى توقيفه تنفيذا لحكم بحبسه ستة أشهر في قضية نفقة رفعتها ضده طليقته أن الإخوان وراء حبسه. وشاعت التهمة حتى سخرت منها واحدة من المدونات في واقعة أخرى، حين تم القبض على سيدة قدمت «كليبا إباحيا» واتهمت بالترويج للفجور. ولكن المدونة خلصت إلى أن التهمة الحقيقية التي بسببها تم توقيف صاحبة الكليب الإباحي هي لا بد أن تكون بسبب انتمائها إلى جماعة الإخوان! الشاهد بحسب الكاتب أن كل من يريد أن يداري مشكلة أو فضيحة من أي نوع أصبح يغطي موقفه بحكاية الإخوان. فإذا انقطع التيار الكهربائي أو تأخرت القطارات في مواعيدها أو شحت أنابيب البوتاغاز في أي مدينة أو قرية. فإن الإخوان يصبحون السبب»! هؤلاء يريدون إفشال وزير الداخلية وإلى تداعيات الاحتجاجات في المؤسسات الشرطية، كما يشير إليها أحمد فايق في «الفجر»: «مجموعة من أمناء الشرطة يحتجون في مديرية أمن الشرقية، يحتجزون مفتش الداخلية قبلها بيوم، يقفون في إضراب مسلح في محافظات مختلفة، حالة من الغضب الشعبي تجاه تصرفات أمناء الشرطة، فيديوهات يتم تداولها لأمناء شرطة يتقاضون رشاوى، مطالب بتطبيق قانون التظاهر عليهم، معلومات كاذبة عن اشتباكات مسلحة بين المضربين وقوات الأمن المركزي، أحاديث عن إصابات، مطالب غير منطقية لأمناء الشرطة، مقارنات بين رواتب الجيش والشرطة تهدف للوقيعة بين الطرفين، لقد كادت أن تنفجر مصر في ليلة واحدة، ولا يمكن أن نقرأ المشهد الذي حدث إلا في سياق أكثر شمولا». ويؤكد فايق «أن هناك أطرافا تريد إفشال مشروع وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، الرجل الذي نجح في تحقيق مطالب ثورتين في ثلاثة أشهر وفي هدوء ودون ضجيج، هناك أطراف تريد لداخلية حبيب العادلي أن تستمر من خلال تفجير ملف أمناء الشرطة في وجه الوزير القوي، اللواء مجدي عبد الغفار طوال هذه الأزمة بدا ثابتا قويا لا يخضع لابتزاز أحد، أرسل 12 سيارة أمن مركزي مدرعة و4 فرق فض شغب، كان لديه استعداد أن يكمل السيناريو للنهاية، بشرط ألا تهتز صورة الدولة على يد أي مطلب فئوي حتى لو كان أمين شرطة». ويؤكد أحمد أنه من السهل عليك أن تطالب بحبس أمناء الشرطة المضربين والاشتباك معهم، لكنك لو جلست مكان مجدي عبد الغفار في هذه الأزمة لن تفعل هذا، فتطبيق هذه القاعدة هو تفجير لمصر. عندما قال محلب لمريم: إنت بنتي لا أحد يعرف ما إذا كان المهندس إبراهيم محلب عنده إبنة أم لا، ولكن ما يهم سليمان جودة في «المصري اليوم»، أن رئيس الوزراء عندما استقبل الطالبة مريم ملاك قد وعدها بأنه سوف يعاملها كأنها ابنته. ومريم، كما يعرف المتابعون لحكايتها، كانت قد دخلت امتحان الثانوية العامة هذا العام، ثم فوجئت عند إعلان النتيجة بحصولها على صفر في جميع المواد، ماعدا اللغة العربية، التي حصلت فيها على درجة ونصف الدرجة، رغم أنها، فيما سبق من دراستها، كانت متفوقة باستمرار! وطوال أكثر من شهر، لم يفلح أحد في حل مشكلة البنت، بمن في ذلك وزير التعليم نفسه، ولم يكن هناك مفر، في النهاية، سوى أن يتدخل رئيس الوزراء شخصياً، ويستقبلها، ويعطيها وعداً بأنه سوف يعاملها كابنته، إلى أن تجد مشكلتها حلاً. ويرى الكاتب أن وصول المشكلة إلى مكتب رئيس الوزراء معناه أن كل الذين تصدوا لها، أو كان عليهم أن يتصدوا لها، قبل رئيس الحكومة، إنما هم مسؤولون فاشلون، وأن عليهم أن يغادروا مواقعهم على الفور، وألا يمهلهم محلب يوماً واحداً، ولا يعطيهم أي فرصة أخرى! القضية الأكبر، في قصة مريم وفق الكاتب هي قضية القانون العادل في البلد، وهل يجري تطبيقه، والأخذ به فعلاً، أم أن المسألة في حاجة إلى نظرة جادة، بل نظرة جذرية، منك، ومن كل مسؤول في الدولة. قضية مريم لعب بالإمن القومي وإلى وجهة نظر أخرى في القضية يعبر عنه محمد أبو الفضل في «الأهرام»: «سواء أسدل الستار على مسرحية الطالبة مريم بعد ثبوت كذبها، أو أصر المؤلفون على استمرار عرض فصول أخرى، وإدخال تعديلات جديدة على السيناريو والحوار، ففي كل الأحوال هناك مجموعة مهمة من الحقائق كشفتها هذه المهزلة، وأكدت أن هناك قطاعا كبيرا، من المواطنين والمسؤولين والسياسيين والإعلاميين، فقد صوابه تماما، واندفع وراء مزايدات رخيصة، جريا وراء أهداف خبيثة. لم يراع المنتمون إلى هذا القطاع، حرمات الوطن الأساسية، ولا طبيعة المرحلة السياسية، وتعمد بعضهم الصعود إلى الهاوية، بسبب الخسة والجهل المطبق، والسعي وراء المصالح الشخصية، وتجاهلوا حجم الجريمة التي ارتكبوها، بفعل الانجرار وراء طالبة محبطة أو مريضة، وجدت ضالتها في أضواء الإعلام التي سلطت عليها، كأنها تبحث عن غنيمة، ولم يتمعنوا في سيول التصريحات التيى صدرت عن الطالبة وفريقها، وما بها من تناقضات، كما أنهم تجنبوا الإنصات لصوت القانون، حتى عندما ثبت عدم صحة الادعاءات التي ساقتها الطالبة، القضية خطيرة، كما يرى الكاتب لأنها كانت دليلا جديدا على فقدان الثقة في أجهزة الدولة، فمع أن وزارة التربية والتعليم استخدمت الوسائل القانونية والعلمية، وتصرفت بحكمة تحسد عليها، واستجابت للابتزاز أحيانا، غير أنها ما زالت متهمة في نظر كثيرين، ومع أن الطالبة ومن لف لفها تصرفوا بحماقة كبيرة. فليذهب الحلم النووي إلى الجحيم أي «حلم نووي» هذا الذي لا نمتلك وقوده، وتحيرنا نفاياته يتساءل محمد المخزنجي في «المصري اليوم»: «أخطاره لدينا تفوق مثيلاتها لدى غيرنا، وهو باهظ تكاليف الإنشاء والتشغيل والترميم، وكهرباؤه أغلى سعرا، ثم- وهذا هو المسكوت عنه- لا تنتهى همومه مع انتهاء أجله؛ فعملية تفكيكه وتطهير موقعه تستهلك سنوات وتكاليف تنوء بها دول كبرى. ويشدد الكاتب على إنها مقامرة تُسدِّد خسائرَها المُرجَّحة أجيالُ المستقبل. وهذا موقف لا أخلاقى ينبغى أن يلفت ضمائرنا وعقولنا إلى بدائل أفضل تناسب أحوالنا، دون أن يعني ذلك توقف البحث في العلوم والتقنيات النووية المهمة للطب والزراعة والصناعة وغيرها، وحتى في مجال الطاقة الذي يمثل الاندماج النووي- لا الإنشطار- حلما مستقبليا كبيرا واعداً، يعمل عليه نوويو العالم بمثابرة ودأب، وبينهم الهنود الذين حققوا بادرة أمل في ساحته منذ أسابيع قليلة. فلماذا نصر على تزيين الكوابيس القديمة لتبدو أحلاما جديدة؟! ويثق المخزنجي بأن الروس من أفضل الفيزيائيين في العالم، وقد طوروا تقنياتهم وتصميماتهم بعد تشيرنوبل ليصيروا من أفضل بُناة المحطات النووية عالية الأمان في كل الدنيا، إلا أنني استقبلت بارتياح أنباء عدم الاتفاق النهائي مع روسيا لبناء أول مفاعل نووي في مصر وتزويده بالوقود، وربما التكفل بنفاياته المشعة على غرار ما فعلوه مع الإيرانيين في مفاعل بوشهر. ولارتياح الكاتب أسبابٌ تستند إلى انتقادات جدية لهذه المفاعلات الخطرة والمكلفة والآفلة، عرضت منها الكثير فيما كتبت وسأعرض الآن المزيد. وإذا كان هذا موقفي تجاه الروس الذين أثق بأنهم أفضل وأصدق من غيرهم معنا، فمن باب أولى أن أكون رافضا لغيرهم في توريطنا فيما يسمى «الحلم النووي». الذي أراه حزمة كوابيس؛ لأسباب عديدة، بعضها معروف، وبعضها مسكوت عنه. إلغاء غزوات الرسول من المناهج التعليمية ومن الانفرادات الصحافية ذلك التقرير الذي نشرته «الشعب» التي اتهمت الحكومة بتشويه المنظومة التعليمية لتخرجها عن مسارها ليغلب عليها الكثير من الغش والتزوير في الكثير من الأحداث الإسلامية المهمة، وفي هذا المضمار فتح الباب على مصراعيه أمام الأقباط بحذف الكثير من الدروس الإسلامية بحجة أنها تؤذي مشاعرهم. وقد رفضت وزارة التربية والتعليم مطالب عدد كبير من معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية بإعادة النظر في منهج التاريج لطلاب الصف الثاني الثانوي العام، والذي جاء بعنوان «مصر والحضارة الإسلامية»، بعدما اكتشفوا أن المنهج يشوه التاريخ الإسلامي؛ حيث قام بحذف غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام، فضلاً عن إلغاء باب الحروب الصليبية، بدعوى أن الغزوات والحروب الصليبية تؤذي مشاعر الطلاب الأقباط الذين يدرسون في الشعبة الأدبية. كما شمل المنهج عن أخطاء وتحريف تواريخ المعارك والحروب، في المعارك الإسلامية الكبرى مثل اليرموك، وفتح مصر، وتاريخ فتح باب المقدس؛ حيث ذكر الكتاب في صفحته رقم 61 أن الفتح تم عام 15 هجرية سنة 636 ميلادية في حين أن الصواب هو 16 هجرية عام 637 ميلادية، وحدد الكتاب في صفحته رقم 63 والتي تحدثت عن فتح مصر أن تاريخ الفتح هو 21 هجرية، في حين أن الأصح هو 20 هجرية عام 641 ميلادية. والغريب كما تراه الصحيفه أن محب الرافعي وزير التربية والتعليم رغم هذه الأخطاء الفادحة قام بتكليف قطاع الكتب في الوزارة بإعادة طباعة مقرر التاريخ كما هو، وأسند طباعته لعدد من المؤسسات الصحافية، حتى تتضامن معه في حال مواجهة معلمي التاريخ وأولياء الأمور الغاضبين من تشويه التاريخ الإسلامي. المثقفون في حاجة للوعي من المؤكد أن السبيل الوحيد لنهوض أي وطن يبدأ بتقوية جدران الثقافة والفكر والمعرفة على أسس متينة وراسخة تهتم بالمفيد وتتجاهل الغث والرخيص وهو الرأي الذي يتبناه ايضاً مرسي عطاالله في «الأهرام»: «الحديث عن تقوية جدران الثقافة والفكر والمعرفة يحتاج إلى نخب ثقافية تدرك أهمية دورها في بناء حوائط الصد والحماية تجاه كل ما هو دخيل على أفكارنا ومعتقداتنا دون أن يجيء ذلك على حساب الحق والضرورة في استمرار الانفتاح على العالم وتوسيع مساحة الإطلال على ما يجري خارج حدودنا لكي نأخذ منه ما يتفق مع مصالحنا ولا يتعارض مع خصوصيتنا وهويتنا الذاتية وشخصيتنا المستقلة. يتحدث مرسي عن الحاجة إلى دور فاعل للنخب الثقافية التي شغلت نفسها في السنوات الأخيرة بمعارك وأزمات وصراعات حول المواقع والمناصب الثقافية أدت إلى انشغال الرأي العام وبلبلتة بزوابع عاصفة أسهمت في غرس وتغذية سلوكيات التراشق وتبادل الاتهامات. لقد كان حريا بهذه النخب الثقافية أن تستوعب دروس السنوات الأخيرة وما حملته رياحها الباردة والساخنة من بذور الفتنة والانقسام لتدمير وتفكيك الدولة الوطنية حتى يمكن قولبة المنطقة كلها في قالب واحد تحت رايات التغريب والأمركة وباسم استحقاقات الإصلاح والتغيير التي لم تكن سوى قناع لإخفاء المقاصد الحقيقية لمن يروجون للفوضي الهدامة منذ سنوات واختلقوا لها مسمى الربيع العربي! وفي ظن الكاتب أن الأمة لن تفيق من غفلتها إلا إذا أفاق المثقفون من حالة الغيبوبة التي جذبتهم باتجاه إثارة الزوابع الذاتية بدلا من العمل علي إعادة الاعتبار للفكر الصحيح والثقافة المستنيرة. لماذا لم يكتب أديب نوبل سيرته؟ سؤال وجيه يطرحه عمار علي حسن في «الأهرام»: «ربما وجد نجيب محفوظ، الذي نمر في هذه الأيام بالذكرى التاسعة لرحيله، على الشاطئ الآخر من عمره أن مسيرته الحياتية موزعة بنسب متفاوتة على أعماله، مواقف وحالات ورؤى ومشاهد وأشواق وظنون، فآثر ألا يعيد نفسه في سيرة سافرة، لم تكن لتضيف إليه كثيراً، لا سيما أن من طالبوه بتسجيل أيامه لم يقصدوا أن يركز على تاريخه الفني والإبداعي، بل أسراره الشخصية وحياته الخاصة، التي هي ملك له، لا يجوز لأحد أن يسترق لها السمع، أو يمد إليها بصره، لا سيما أن أديبنا العربي الكبير كان كتوماً حيال ما يجري في بيته، حتى أن المصريين لم يعرفوا اسمي ابنتيه واسم زوجته إلا بعد أن حصل على جائزة نوبل عام 1988، وهو في السابعة والسبعين. لم يشأ «محفوظ» أن يكتب سيرته الذاتية وكان يسوق دوماً مبررات قوية جعلته يحجم عن هذا العمل، الذي آتاه أدباء ومفكرون وعلماء كثر، تبدأ بإيثار السلامة، وهي سمة معروفة عنه، وصفة ملتصقة بذاته، يضيف عمار: كان «محفوظ» يرى أن سيرته الذاتية موزعة بين سطور قصصه ورواياته، لا تغفلها عين بصيرة ولا عقل متوقد، فأحياناً يكون «محفوظ» شخصاً بعينه من شخصيات الرواية، مثلما هي الحال بالنسبة لـ«كمال عبدالجواد» في الثلاثية، والتي اعترف كاتبها نفسه بأنه أقرب شخصية إليه. جهة أمنيه تفحص مرشحي البرلمان ومن التقارير التي انفردت بها «المصري اليوم» قيام أجهزة سيادية قامت بمراجعة القوائم الانتخابية للأحزاب والتحالفات، واعترضت على بعض المرشحين على قوائم حزب النور السلفي، وهو ما اضطر الحزب لاستبدال من تم الاعتراض عليهم بآخرين. وكشفت مصادر داخل «النور» أن الحزب يواجه مشكلات في اختيار مرشحيه بمحافظات الصعيد بسبب رفض العائلات الكبيرة الدفع بأبنائها على قوائمه خشية انجرافهم نحو الأفكار المتطرفة، كما كشفت المصادر عن تلقى ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، تهديدات شفهية من عائلات في محافظتي قنا وسوهاج، حذرته خلالها من إصرار «النور» على الاختيار من بين أبنائها للترشح باسمه، الأمر الذي سيؤدي إلى «بحور دماء في بلدانهم». من جانب آخر، طالبت لجنة شؤون الأحزاب النائب العام بالتحقيق في اعتبار عدد من الأحزاب الدينية «كيانات إرهابية». وقالت اللجنة إنها تلقت خطاباً من المكتب الفنى للنائب العام في 7 مايو/آيار الماضى مرفقاً به صور عرائض تتهم تلك الأحزاب بالتورط في عمليات إرهابية، وتهدد الأمن القومى. نجل الحويني يكذب حزب النور نفى هيثم الحويني – نجل الداعية السلفي أبو اسحق الحويني – ما روجته بعض الاحزاب عن دعمه لمواقفها السياسية او الانتخابية . وبحسب عدة صحف منها «المصريون» و«اليوم السابع» قال هيثم الحويني في تدوينة: «نسب بعض الناس مقولة للشيخ أبي إسحاق الحويني بأن السلفية قد حماها الله بسبب موقفهم من الأحداث. وأضاف: قد أثير هذا الكلام من قبل ونفى الشيخ ما نسب إليه في حينه واليوم أُعيد نشر هذا الكلام القديم مرة أخرى لاستخدام اسم الشيخ لأغراض سياسية وكأن الشيخ لم ينف وكأنهم لا يعلمون ولا يتعلمون «بحسب وصفه» وأردف: «فنرجو من هؤلاء القوم أن يتقوا الله ولا يروجون للشائعات وأن يعلموا أنهم موقوفون بين يدي الله يحاسبون ما خطته أيديهم «بحسب قوله» وكان حزب النور قد نشر بعض البنرات التي تؤكد تأييد الحويني لموقفهم وهو ما نفاه نجله تماماً. وفي سياق متصل من المقرر عود ة الشيخ أبو إسحاق الحويني، الداعية الإسلامي، ظهر اليوم إلى القاهرة عائدة من قطر بعد رحلة علاجية منذ ما يقرب من 4 شهور. وكانت الصفحة الرسمية للشيخ فوزي السعيد – الداعية السلفي – كشفت في مايو/آيار الماضي أن الشيخ ابو إسحق الحويني قد سافر إلى قطر من أجل تلقي العلاج . وقالت الصفحة في تدوينة نقلاً عن الداعية السلفي سعيد العربي: الشيخ الفاضل المبجل ابو اسحاق الحويني.. في حالة مرضية شديدة.. حاده.. خطيرة.. تتلخص في فشل كلوي.. وتليف كبدي متفش .. وسكر.. والتهبات في اطرافه.. وقد سافر قطر للعلاج.. وما اخبركم بذلك.. إلا لنسدد ديننا الذى في اعناقنا.. لانه أحد علماء الأمة بحق.. وله علينا حق انزاله منزلته والدعاء له ومعرفة حقه كأحد علماء الدنيا.. في زماننا… اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقما.. ولا تسؤنا فيه ولا تفجعنا.. يسر بدوائه وعجل بشفائه.. واجعل مصابه في حسناته…آمين…والحمد لله رب العالمين… «بحسب قوله». مأساة لاعبة جمباز ماتت بسبب الإهمال كشفت ياسمين معالي، أخصائية نفسية ومرافقة للطفلة جنة الله لاعبة الجمباز في المستشفى الذي تعالج فيه، إنها توفيت داخل مستشفى شهير بالدقي بعد تعرضها للإهمال الطبي. وأضافت معالي في مداخلة هاتفية مع وائل الإبراشي في برنامج «العاشرة مساء» نقلتها معظم صحف القاهرة عبر مواققعها أن أسرة «جنة الله» كانوا يعتزمون نقلها إلى مستشفى أخرى بعد الإهمال الذين لمسوه في الرعاية الخاصة بالمستشفى، مضيفة «كانوا بيتعاملوا مع البنت أنها ميتة، ديدان خرجت من فمها نتيجة الإهمال ووجود صراصير وذباب بالرعاية، وبيقولوا خلاص هي ميتة في ديدان بتخرج منها، وكأنها حاجة من عند ربنا مش هم السبب فيها». وتابعت «البنت أصيبت بتوقف في المخ منذ 4 أيام ما جعل أعضاء جسدها تموت عضواً تلو الآخر». ومن جانبه، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، إن الوزارة تحقق في الشكوى التي تقدم بها أهل الطفلة جنة الله بطلة مصر في «الجمباز» يتهموا فيه أحد المستشفيات الخاصة بالإهمال الطبي في الرعاية المركزة التي كانت ترقد فيها ابنتهم، وأنهم عثروا على بعض يرقات ديدان داخل فمها. حسام عبد البصير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
غزة ـ «القدس العربي»: لا يزال الغموض يكتنف عملية تسليم عائلة فلسطينية من قطاع غزة، تضم رجالا ونساء وأطفالا أنفسهم لقوات الاحتلال عند إحدى النقاط الحدودية جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي صعدت فيه إسرائيل عسكريا مجددا بعودة المقاتلات الحربية لشن غارة جوية استهدفت موقعا تستخدمه كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.وذلك قبل أن تنفذ القوات البرية عملية توغل على الحدود الشرقية للقطاع غزة. وفي حادثة لم تسجل من قبل هربت عائلة فلسطينية مكونة من أكثر من عشرة أفراد، من قطاع غزة، عبر إحدى بوابات السياج الفاصل شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، إلى الجانب الإسرائيلي. وتفيد المعلومات المتوفرة أن العائلة المكونة من 11 فردا سلمت نفسها بأفرادها، الليلة قبل الماضية، لجيش الاحتلال على الشريط الحدودي دون معرفة أسباب ذلك. وحسب شهود من المنطقة فقد فرت العائلة من المنطقة الحدودية حتى وصلت إلى إحدى البوابات العسكرية الإسرائيلية مقابل منطقة الفراحين شرق خان يونس. وكانت العائلة وقت خروجها ووصولها إلى المنطقة الأمنية العازلة بين قطاع غزة وحدود إسرائيل ترفع الرايات البيضاء. وأشار الشهود وهم من سكان المنطقة، أن الجنود فتحوا البوابة واستقبلوهم ونقلوهم على الفور إلى مكان آخر. وذكر موقع «المجد الأمني» المقرب من أجهزة أمن حماس تفاصيل عملية التسلل. وقال إنها كانت لعائلتين فلسطينيتين، في حدث يعد الأول من نوعه. وقال الموقع إن أمن المقاومة لاحظ اقتراب مجموعة مكونة من تسعة أشخاص هم رجلان وامرأتان ومجموعة أطفال، من السياج الحدودي الفاصل في منطقة الفراحين، فسارع عنصران من أمن المقاومة تجاههم لاعتراض طريقهم. وعند محاولة منعهم من الوصول من الحدود اقترب جنود الاحتلال من السياج وهددوا رجلا الأمن بإطلاق النار اتجاههما إن لم يتراجعا للخلف ويفسحا الطريق للعائلتين. ولم يكن يعرف سبب تسلل العائلتين في البداية، وحسب ما ذكر الموقع فإن قوات الاحتلال كانت توجه العائلتين عبر هاتفٍ نقال يحمله رجل منهم ويتواصل بشكل مباشر مع الجيش حتى وصولهم فتحة جاهزة في السياج أعدها الجيش مسبقا لدخول المجموعة. وجرى تصوير العملية بشكل كامل، ونشرت عدة مواقع صورا لأفراد العائلة وهم يجتازون السياج الحدودي. وأكد مصدر أمني أن الفارين هم عائلتان، ودخلتا إسرائيل بالتنسيق مع ذويهما من العملاء الهاربين إلى إسرائيل منذ فترة طويلة، وأن قوات الاحتلال نقلتهم بسيارات مدنية بيضاء اللون إلى جهة مجهولة في الأراضي المحتلة. واستبعد المصدر الأمني أن يتكرر هذا التسلل، مؤكداً أن أجهزة أمن المقاومة تتابع وتراقب المناطق الحدودية بشكل دائم، وأنها استطاعت تصوير الحدث الذي حصل بشكل كامل. ويعيش في إسرائيل عدد من العملاء الذين فروا من غزة، لكنهم يعيشون حياة ذل وتفتقر لأدنى مقومات الحياة العادية. ولم تسجل من قبل حوادث مشابهة بأن خرجت عوائل من غزة فرارا إلى إسرائيل، غير أن الأشهر الماضية التي أعقبت الحرب الأخيرة، شهدت تسلل شبان من القطاع إلى إسرائيل بغرض العمل هناك، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية. وقبل الحادثة بساعات كانت قوات الاحتلال قد أعلنت عن إصابة أحد الشبان الذين تسللوا من شمال غزة إلى منطقة زكيم القريبة من الحدود. وتمنع أجهزة أمن حماس في غزة عمليات التهريب هذه، لما لها من مخاطر أمنية قد تصب في صالح الاحتلال. إلى ذلك شنت مقاتلة حربية غارة جوية فجر أمس على موقع تابع لكتائب القسام، شمال غزة، وأطلقت صاروخين على موقع يسمى «فلسطين». وأحدثت الغارة أضرارا مادية في المكان، دون أن تتسبب في وقوع خسائر في الأرواح. وقال ناطق باسم جيش الاحتلال إن سلاح الجو أغار على موقع عسكري تابع لحركة حماس، ردا على إطلاق عدة عيارات نارية باتجاه بلدة «نتيف هعتسرا» القريبة من الحدود. وسبق الغارة أن نشرت إسرائيل صورا تظهر ضررا ماديا أصاب أحد المنازل، جراء إطلاق الأعيرة النارية المزعومة من جهة قطاع غزة. وتقع هذه البلدة في غلاف غزة من الجهة الشرقية. وزعمت إسرائيل أن الحادثة أدت إلى تضرر ثلاثة منازل، الأمر الذي اضطر سكان البلدة إلى أخذ احتياطاتهم والابتعاد عن النوافذ»قبل أن تصل إلى المكان قوة من الجيش للتحقيق في الواقعة». ووقت الحادثة قال بيان لجيش الاحتلال إن العملية ربما تكون ناجمة عن تدريبات تجريها حركة حماس في موقع عسكري، أقامته عقب الحرب الأخيرة. وطالب رئيس مجلس ساحل «أشكلون» الإقليمي حكومة بلاده باتخاذ إجراءات مستعجلة لزيادة الأمن في المنطقة القريبة من القطاع. وفي غزة لم تعلن أي جهة عسكرية مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار تجاه البلدة الإسرائيلية. وتوغلت عدة آليات عسكرية مصفحة بشكل محدود شرق دير البلح وسط القطاع، ترافق عددا من الجرافات التي شرعت بأعمال تمشيط وتجريف. ولم يبلغ خلال عملية التوغل هذه التي اعتاد عليها سكان المناطق الشرقية عن وقوع إصابات. وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال بشن هجمات وعمليات توغل على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، التي تقيم في عمقها منطقة أمنية عازلة. وتخالف هذه التوغلات وكذلك عمليات مهاجمة الصيادين اليومية خلال العمل اتفاق التهدئة المبرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية الصيف الماضي. ونص الاتفاق الذي أنهى الحرب بعد51 يوما، على وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين. أشرف الهور [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
دمشق ـ «القدس العربي»: كافح النظام السوري الاعتصامات التي خرجت في محافظة السويداء جنوب سوريا، والتي حملت شعار «خنقتونا» بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات عن المدينة، بهدف عزلها عن العالم الخارجي، عقب اقتحام مئات المحتجين من أبناء المدينة لبناء المحافظة احتجاجا على انقطاع الخدمات والغلاء المعيشي الكبير الذي يعانونه. عزل المدينة عن العالم الخارجي، بحسب ما أكده ناشطوها، جاء بسبب مطالبهم لحكومة الأسد بالقضاء على الفساد، وعمليات التهريب التي تمارسها أجهزة المخابرات التي تدير المدينة، مستغلين الأوضاع الأمنية في المحافظة، كما أشارت المصادر إلى استمرارية التظاهرات فيها حتى تحقيق مطالبهم. كما طالب المحتجون نظام الأسد بتحسين إنتاج مادة «الخبز» في الأفران، إضافة إلى إيقاف عملية تهريب مادة «الدقيق» المخصصة للمدينة، والتي تنشط في الأسواق الحرة أو «السوداء»، وارتفاع وسوء إنتاجها في الأفران المنتشرة في المحافظة. الاعتصام أمام بناء محافظة السويداء بحسب منسقي الحملة، كان سلميا، رفعوا من خلاله لافتات احتوت على مطالبهم، ورفع العلم السوري التابع للنظام، واصفين هذه الأفعال بأنها تدل على «الرقي ووعي المتظاهرين» من أبناء المحافظة على حد وصفهم، معيدين ذلك إلى حاجتهم بعدم «استغلال الاعتصام من قبل بعض المندسين الذين يبحثون عن هذه الاعتصامات لتمرير أفكارهم وأعمالهم التي تهدف إلى الفتنة». مسؤولو حملة «خنقتونا» كانوا قد أعلنوا عن ضرورة عزل غالبية المسؤولين الممثلين للنظام في المحافظة، وخاصة محافظها، ومدراء شركات الكهرباء والمياه، وقادة أفرعها الأمنية، إضافة إلى أمين فرع «حزب البعث»، بعد اتهامهم بالعمل والسعي إلى تهجير أبناء الجبل، بعد ممارسة الضغوط المعيشية عليهم، وفقدان أدنى مقومات الحياة فيها. النظام السوري في إطار حملته لمنع تمدد الاعتصامات عمل على نشر عناصره وقواته بشكل مكثف في المدينة، بسبب عزم المتظاهرين للاعتصام مجددا فيها، في حين أدان الموالون للحملة والمشاركون في الاحتجاجات قيام بعض من أسموهم بـ»المندسين» بتكسير زجاج مبنى المحافظة في السويداء، متهمين من قام بأعمال التكسير بالانتماء إلى بعض «الجهات المغرضة»، موضحين أن هذه الأعمال هدفها هي خلق نقاط تماس مباشرة مع قوات النظام وتطورها تدريجيا خلال أيام الاعتصام، على حد وصف ال[/size]