قرر الرئيس الامريكي باراك اوباما أمس تجاوز التقاليد البروتوكولية المتبعة، وخرج بنفسه ليستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز عند ابواب البيت الأبيض، في اشارة واضحة الى الاهمية الاستثنائية التي توليها ادارته للزيارة التي تعد الاولى من نوعها منذ وراثة العاهل السعودي للعرش في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي. وكان الملك اعتذر عن عدم حضور القمة الخليجية الامريكية التي انعقدت في كامب ديفيد في شهر ايار/ مايو الماضي، وكان السبب الرسمي الذي أعلن حينئذ هو انه «كان مشغولا بالإشراف على تقديم المساعدات الانسانية للشعب اليمني». اما الحقيقة فهي ان الملك كان مستاء من التوصل الى الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية. وحسب تقارير اخبارية فإن وفدا كبيرا يرافق الملك سلمان في زيارته ما استدعى حجز فندق «فور سيزونس» شديد الفخامة بالكامل لسكنهم، بالإضافة الى فرش مساحات واسعة بالسجاد الاحمر احتفاء، ما يدل على ان الاهتمام بالزيارة ليس من جانب واحد. وتتزامن زيارة العاهل السعودي مع تحقيق اوباما انتصارا سياسيا مهما اذ نجح في تأمين تأييد كاف للاتفاق النووي في مجلس الشيوخ، وهكذا أصبح الاتفاق الذي لقي تأييدا فاترا من السعودية «واقعا ينبغي التعامل معه»، اذ لم يعد هناك مجال لإثناء اوباما عن اعادة النظر او تغيير حرف واحد فيه. وعلى الرغم من كل ما أريق من حبر حول «التوتر» في العلاقات، ومعنى الرغبة السعودية القوية في تعزيز التعاون الشامل مع روسيا، إلا ان الحقيقة تبقى ان ثمة علاقة استراتيجية قديمة تربط بين واشنطن والرياض. وربما لا يتعلق بوضع «أسس استراتيجية للعلاقة» كما نقلت تقارير عربية عن مصادر امريكية، ولكن بتصحيح تلك الأسس بغرض تقويتها، بما يتناسب مع التحديات الهائلة والمعطيات الجديدة في الاقليم، سواء من جهة العلاقة مع «إيران النووية»، او تصاعد التهديد الارهابي داخل السعودية وبعض الدول الخليجية. ومن المهم ملاحظة ان هذه القمة السعودية الامريكية هي الأولى من نوعها ايضا بعد أن أعلن اوباما في مناسبتين منفصلتين ان «التهديد الحقيقي الذي تواجهه السعودية ودول الخليج انما هو تهديد داخلي». لكن اوباما لم يتوان عن ابتزاز القلق الخليجي من إيران عندما اعلن في قمة كامب ديفيد ان واشنطن تنوي تزويد تلك الدول بترسانة ضخمة وحديثة من الاسلحة الدفاعية، بينها حائط من الصواريخ البالستية لأول مرة، وفرقاطتان حربيتان بحريتان تقوم شركة لوكهيد مارتن ببنائهما حاليا ويزيد ثمنهما عن المليار دولار. ومن الأسئلة الاهم في هذا اللقاء ان كان اوباما سيقدم للملك حقا تطمينات امنية واقليمية أكثر من تلك التي حملها بالفعل وزير خارجيته جون كيري الى الرياض وباقي العواصم الخليجية، وأهمها بيع المزيد من الاسلحة، رغم أن هذا يعد مكافأة لواشنطن أكثر منه للحلفاء الخليجيين في رأي البعض؟ ومن حق المراقب العربي ان يخشى ان المبالغة الامريكية في الاحتفاء بالعاهل السعودي قد تكون وسيلة دبلوماسية للإجابة بالنفي، ثم عمل الشيء الوحيد الذي تجيده واشنطن عندما يتعلق الأمر بذلك الجزء من العالم الا وهو بيع مزيد من الاسلحة. صحيح ان واشنطن تحتاج بشدة الى استمرار تدفق النفط السعودي بحرية الى الاسواق العالمية رغم الانخفاض الكبير في الاسعار لمساعدة الاقتصاد الامريكي على التعافي، الا ان هذا الهدف نفسه يمنع اوباما من التصعيد مع ايران. ومع فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق او سوريا، قد لا يكون بمقدورها ان تقوم بعمل افضل في مواجهته في السعودية او الكويت. وبالطبع لن تقتصر مشاعر المرارة السعودية في هذا اللقاء على الاتفاق النووي وتبعاته المحتملة، بل ستمتد الى الوضع في سوريا حيث تعتبر الرياض ان الفشل المريع للإدارة الامريكية في مواجهة نظام بشار الأسد ساهم في بقائه في السلطة حتى الآن. ومن غير الوارد هنا ايضا ان يحصل جديد، خاصة ان أوباما، وهو على اعتاب عامه الاخير في البيت الأبيض، ليس سوى «بطة عرجاء»، ناهيك عن انه، وباعترافه، لا يملك استراتيجية متماسكة للتعامل مع الوضع هناك. وسيكون اليمن حاضرا بلا شك مع قلق امريكي حقيقي بسبب الوضع الانساني الكارثي بعد اكثر من خمسة شهور من القصف دون بارقة امل على حل سياسي. فهل لدى اوباما ما يقدمه حقا سواء للسعودية او العرب؟ رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
هل ثمة كهارب سحرية ملونة تسري عبر شعراء مبدعين إلى مناخات الأرواح المرهفة وتشعلها بضوء شبيه بضوء القمر كما يراه العشاق لا علماء «ناسا»؟ لعل ذلك يحدث حقا حينما تمس العصا السحرية لشاعر كبير كنزار قباني قلوب محبيه وقرائه من الشعراء السريين الذين لم تتح لهم فرصة الإعلان عن حقيقتهم الشعرية الداخلية.. أو قرّروا ممارسة شعريتهم (حياتيا) وسريّا. أقول هذا لأنني تأثرت حقا ببريد القراء الذي وصلني تعليقا على مقالي في ذكرى رحيل الشاعر نزار قباني.. فقد جذبتني بعض الرسائل وقررت أنني لست محايدة معها، كأن العصا السحرية للشعر التي حملها نزار قباني مست أبجدية القراء، فرَقّت حروفهم وارتدت عقودا من النجوم ودفء القلب. وذلك جميل. اللآلئ في رسالة د. عبدالواحد لؤلؤة أبدأ برسالة ورقية استثنائية حقا جاءت من «كمبردج» المدينة الجامعية البريطانية الشهيرة وصلتني من الشاعر العراقي والأستاذ الجامعي الباحث المعروف عبدالواحد لؤلؤة.. وأفرحني أنها بخط يده الواضح الأنيق ووصلت إلى «القدس العربي» بالبريد وتكرم الزميل كريم العفنان بإرسالها إلى وكري الباريسي، حيث أقيم منذ أكثر من ربع قرن في شرنقة الأشواق إلى الوطن العربي الذي يمزق نفسه بأنيابه الخاصة. وستكون لي وقفة أخرى مطولة مع ما جاء في رسالته التي يحرك كل سطر فيها سكينا في لحم الأحزان العربية، أما اليوم فستقتصر وقفتي معه على الجانب منها الذي يخص نزار فقد كانت له صلة شخصية به وبأسرته: جيران بلقيس الرائعة زوجة نزار، ثم انها صلة لا أجهل مدى عمقها لأنني أعرف أن قريبي نزار كان من عشاق الروائح العطرية للأزهار، ولعل «العمة أم معتز» والدته، غرستها فيه منذ الطفولة.. وحتى اليوم كشامية ما زلت أثمل كنزار برائحة ياسمينة دمشقية، حتى لو كانت مجففة تبعث لي بها في رسالة، صديقة شامية.. وأثمل بفوح ذكرى عطرها. يكتب لي الشاعر المرهف عبدالواحد لؤلؤة: «في السبعينات، يوم «الأحداث» في لبنان، جاء نزار مع أسرته الصغيرة إلى بغداد ليقيم في دار أهل بلقيس على بعد خمس دقائق بالسيارة عن دارنا في حي الجامعة. وكنا نجتمع دائما في دارنا بحضور المرحومين جبرا إبراهيم جبرا وعبدالرحمن منيف، ويا لها من أيام ما تزال تحتفظ بأول يوم دخل نزار دارنا والمسافة بين البوابة ومدخل الدار 24 مترا تحاذيها حديقة عامرة. لدى نزول نزار من السيارة رأيت وجهه طافحا بالبهجة، يتنفس عميقا ويسأل: شو هالعطر الغريب؟ وأنا أعرف غرامه بالياسمين الدمشقي من «بوابة الصالحية» فصاعدا. فقلت له: هذا «رازقي» ياسمين عراقي على فل! فقال لي: وكيف نحصل على شجيرة منه لحديقة بلقيس؟ الشعراء ودفء القلب الشاعر عبدالواحد لؤلؤة قال لنزار: «أنا أحملها إليكم في الغد».. كما ذكر في رسالته. وهكذا فعل! لن أتساءل: ترى أين صارت تلك الشتلة الياسمينية العتيقة المترعة بالفل البغدادي فالحرائق تحاول التهام كل جميل في عالمنا العتيق، والربيع العربي كاد يصير لبوة ولدت فأرا وإلى وقفة أخرى مطولة مع رسالة الدكتور لؤلؤة فهي لؤلؤة أحزان وذكريات شامية عراقية. ولعل العصا السحرية للإبداع الشعري لنزار مست كل من عَلّق على مقالي عنه في ذكراه وفي كلماتهم حول نزار انتصبت الحروف في سطور، ولكن من ضوء في حب روح قصائد نزار والدفاع عن مدلولها.. وهذا نادر لطالما افتقده نزار من بعض نقاده خلال حياته. أفانين كبة ـ كندا تدفقت شعرا حين قالت عن نزار: «نزل إلى الشارع وكتب بلغة شعرية يفهمها كل الناس.. كتب عن أوجاعنا وآلامنا نحن العرب وعن المهازل العربية.. وكتب عن الحبيبة وكذلك عن المرأة الموؤودة». بولنوار قويدر من الجزائر سطر وقد مسته عصا الشعر: «أعود لسيد الشعراء في العصر الحديث مع احترامي للآخرين.. فنقول إنه أظهر حقيقة (الذكورية) عند الرجل بمفهومها الإيجابي وليس العكس، بدليل أن نزار قباني ذَكَرٌ في تكوينه الجيني، وروحه أنثى الصباغيات» أي أن نزار ببساطة يؤمن بأن المرأة إنسان أيضا وليست دمية جنسية تُهدى وتسبى. أورتيغا منعم (السلفادور ـ فلسطين) مسته أيضا يد الشعر حيث تحدث عن «نسائم بردى بعبق ياسمينة دمشقية» تهب في أواخر شهر الربيع من كل عام».. متحدثا بعمق شاعري جارح عن «نسائم لا وصف لها في كل الكتب وقصائد الشعراء، رائحة الياسمين الممزوجة بهواء من ضفاف بردى».. وهي نسائم ما تزال تهب في قلبي. نزار المبدع «فياغرا» شعرية للآخر الأديب محمد طاهات (العضو في رابطة الكتاب الأردنيين) يقول «ومعي كل عربي أبيّ حر: متى ينتهي حزن دمشق وحزن بغداد وحزن صنعاء وحزن بنغازي وحزن القاهرة» وبوسعي أن أضيف إلى أحزانه بنودا أخرى.. ولكن ما كتبه بإبداع يكفي ويزيد. والقارئ أحمد العربي مسته أيضا فياغرا الشعر النزارية وكتب «ماذا أرسم وماذا أكتب في مخيلتي.. بريشتي، بحبري، بقلمي لتترجمه أحاسيسي في مساء اختلط فيه عالمي وألمي وشوقي» ويا عزيزي أحمد العربي القلم عكاز وليس حبل نجاة، ولا نجاة لأحد من أحزانه ومخاوفه «التي لا تعبر إلا عن عشرة في المئة من فكره» كما يقول أحمد اسماعيل وهذا صحيح حتى الثمالة. ويقول المرهف عمرو ـ سلطنة عُمان إن المبدع لا يموت… وتبقى الكلمة، ويرحل الجسد وتبقى الأفكار» و»الأوراق تحترق والكلمات تبقى».. وكلمات نزار بقيت وأخذت عمرو إلى «أضيق زقاق في حواري دمشق المدينة اللامنسية» وألهمت الشعر للكثير من الأحباء الأبجديين لنزار. وإلى اللقاء قريبا مع بريد القراء في حقول أخرى. غادة السمان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
سليم عزوز كدت أن أبدأ هذه الزاوية بعبارة: «يا حول الله»، لولا أنني تذكرت أنني فعلتها من قبل، ولم ترق العبارة لبعض الفقهاء الجدد، فتركوا ما كتبته وأمسكوا فيها باعتبارها تنم عن خلل في العقيدة، مع أنها دعاء دارج في مصر ويعني «يا قوة الله»، لكن على ما يبدو أن المشكلة في أنها «لم ترد». وفي قناة «الجزيرة» يستخدم محمد كريشان عبارة «بحول الله»! قديماً وفي بلدتنا بصعيد مصر، وأيام المد الديني في عهد الرئيس السادات، دخل رجل المسجد فوجد شاباً من هؤلاء يتوضأ، فقال له الدعاء المتوارث: «زمزم». والرد: «جمعاً»، لكن الفتى قال له: «لم ترد»، فرد الرجل بعصبية: «وهي قلة الأدب التي وردت»؟!. إذ اعتبر في إحراج الشاب له أمام الناس مما يدخل في باب «سوء الأدب» الذي لم يرد به نص! حسناً أنني تذكرت الجدل السابق قبل التورط في كتابة «يا حول الله» فندخل في «لت وفت» يصرف الإنتباه عما جاء في المقال. أقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»! ففي الأسبوع الماضي، صدر حكم بحبس صحافيي «الجزيرة» الإنكليزية بثلاث سنوات لكل منهم، بينما أحدهم وهو «محمد باهر»، أضيف له ستة شهور إضافية، لأنهم في ساعة القبض عليه عثروا معه على رصاصات فارغة، ولأول مرة أعرف أن وجود الرصاص الفارغ يدين حامله، ويبدو أنه من نوع الرصاص الذي يمثل إدانة لجهات بعينها، وفي إحدى تجليات ثورة يناير، كان هذا «الفارغ» مع كثيرين ووصل لدور الصحف والقنوات الفضائية والجهر بحيازته، وتم به تحدي المجلس العسكري عندما نفى إطلاق الرصاص على المتظاهرين في ميدان التحرير فجراً، وعند المواجهة بهذه الفوارغ اعترف ووعد بالتحقيق ولم يفعل، وأظن أنه قد آن الأوان ليعترف عبد الفتاح السيسي، ليس فقط على الجهة التي أطلقت الرصاص، ولكن على من أصدر لهم الإذن بذلك، لا سيما وأنه من الشائع إعلامياً أن الجيش حمى الثورة! «لا حول ولا قوة إلا بالله»، ليست في مواجهة هذا الموقف، ولكن لا بد أن تقال عندما يسجن محمد فهمي بالسجن ثلاث سنوات، رغم كل ما فعله، ورغم شهادة نجيب ساويرس بأنه كان في ميدان التحرير محتفلاً بالبيان العسكري يوم 3 يوليو، وهي الإحتفالات التي صاحبت بيان السيسي بالإنقلاب على الرئيس الشرعي للبلاد! لا يعلم نجيب ساويرس، لأنه كان يحتفل مع المحتفلين بأن قناة «الجزيرة» كانت وقت اقتحام قوات الأمن لمكتبها من القاهرة تبث من ميدان التحرير وليس من رابعة، وكان اثنان من مؤيدي الإنقلاب هناك على الهواء مباشرة: حسن نافعة وعبد الخالق فاروق، وكانت تدير الحوار منحازة للانقلاب كما تبين بعد استقالتها والتحاقها بإحدى القنوات الخاصة «نوران سلام»! لعن «الجزيرة» على السبحة لقد صدر الحكم بسجن محمد فهمي، مع أنه تنازل عن جنسيته المصرية وتمسك بالكندية، وبعد أن لعن قناة «الجزيرة» «على السبحة» وقبل الأكل وبعده. وقد عبرت زوجته بعد صدور الحكم عما جعلني أقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وفي الواقع أنني قلت: «يا حول الله»! الزوجة الثكلى وقد فوجئت بالحكم أعلنت أن زوجها «وقف جنب البلد»، و»هاجم الإخوان، وهاجم «الجزيرة»، وفي الآخر أخذ ثلاث سنوات سجن». كما قالت إن زوجها مطلوب للإخوان وللمخابرات القطرية. ولا أعرف أين طلباه، إلا إذا كان الأمر مرتبط بالوحي، الذي نزل على المحامية أمل علم الدين، التي بثت روح الطمأنينة في موكلها محمد فهمي والسيدة قرينته، وكان فهمي قد قدم للمحكمة في كامل أناقته ليحتفل بالبراءة ويهتف: «يحيا العدل تسقط «الجزيرة» العميلة»! وقد قضى الفترة الماضية ينتقل من قناة لقناة، ومن صحيفة إلى صحيفة متهماً «الجزيرة» بالعداء لمصر، وأنها غررت به عندما أخبرته أنها تمتلك التراخيص القانونية اللازمة ثم تبين له أن هذا ليس صحيحاً، ونفى أن تكون قد دفعت أتعاب هيئة الدفاع عنه. وذلك في الوقت الذي كانت تدفع له نفقات إقامته لمدة سبعة شهور، في إقامة خمس نجوم بمستشفى «السلام الدولي»، ولم يثبت عليه مرض بعد الإفراج عنه على ذمة القضية، على نحو كاشف بأن إقامته فيها كانت مجاملة من السلطة دفعت «الجزيرة» فاتورتها! كما دفعت له أتعاب المحامين، الذين اختارهم بنفسه، وفي الوقت الذي كان يهاجم «الجزيرة» كان يتقاضى راتبه منها! أزمة محمد فهمي كاشفة عن حكم الأجهزة الأمنية لمصر، وعن تنازع الاختصاص بين هذه الأجهزة، والمعنى أنه يمكن للمرء أن يكون منسقاً مع جهاز، فيدخل جهاز آخر على الخط، فيتعامل مع من ينسقون مع الجهاز المنافس على أنهم أعداء وإن شاركوا في 30 يونيو، ولعنوا «الجزيرة» دبر كل صلاة! «فرش الملاية» وعندما التحق فهمي بالعمل في «الجزيرة» الانكليزية من مكتب القاهرة لم يكن هذا في ظروف طبيعية، إذ كانت الحملة الأمنية على «الجزيرة» بما في ذلك «الجزيرة أطفال» على أشدها متناغمة مع الحملة الإعلامية، وكثيراً ما شاهدنا لميس الحديدي وهي «تفرش الملايا» وتحول برنامجها إلى «وصلة ردح» ضد «الجزيرة» وقطر التي تكيد لمصر كيداً وتتآمر عليها في جنح الليل «البهيم الأليلي»! كما التحق فهمي بالعمل فيها ووزيرة إعلام الإنقلاب البائسة درية شرف الدين تعلن أن من يظهر على شاشة قناة «الجزيرة» ليس مرحباً به في مصر، وليس مصرياً، باعتبارها حاملة «كشوف المواليد» تعرف المصري من غيره! والالتحاق بالعمل في «الجزيرة» في هذا الوقت لا بد وأن يكون قد تم بتنسيق مع جهة أمنية، ولهذا فقد كان مكتب القناة ليس في مغارات «علي بابا» أو في كهف بصحراء النقب ولكن في فندق الماريوت الشهير، وكل الفنادق هي في قبضة الأجهزة الأمنية، والفندق يتولى أليا إبلاغ الجهاز الأمني المختص بأسماء النزلاء، فما بالنا لو كان النزلاء يتبعون لقناة «الجزيرة»، واستأجروا مكتباً لفترة طويلة ولم يكونوا ضيوفاً عابرين لقاعة الجمنازيوم في الفندق! في أيام المخلوع مبارك، كان من يعملون بالعمل العام يعلمون أن الجهة الأمنية المختصة هي جهاز مباحث أمن الدولة، الذي كان صاحب الحل والعقد، والذي كان ضباطه وفي مواجهة استقواء مستجد على الساحة بالأجهزة الأمنية الأخرى يقولون نحن من يعمل على الأرض، ولكن بعد الإنقلاب تغير المشهد تماماً، وهو تغير كان له ضحايا ممن ظنوا أن عودة نظام مبارك بعد الإنقلاب العسكري تعني أن كل الأمور ستعود كما كانت، ومن كان على الأرض سيعود إليها وتظل الأجهزة الأخرى محلقة بعيداً في المجال الجوي. تعريف الصحافي اللافت هو ما نطق به القاضي في تعريفه لقضية صحافيي «الجزيرة»، بقوله: «والمعروفة إعلاميا بخلية الماريوت»، وهي سنة استنها القاضي «شعبان الشامي» في أحكامه في القضايا التي نظرها باستدعاء الأوصاف التي أطلقتها وسائل الإعلام. والأصل أن القاضي ليس مشغولاً بما يُنشر، وهو منبت الصلة بكل المؤثرات من هذا النوع، وإلا وقع المنشور تحت طائلة القانون الذي يجرم التأثير في القضاء. هذا فضلا عن أن وصف «خلية الماريوت» يمثل إدانة قبل صدور الأحكام ويعني أن صحافيي «الجزيرة» هم خلية في الأصل، وهو وصف يطلق على من يمارسون الإرهاب، والأعمال الإجرامية. لقد راعني استدعاء قانون نقابة الصحافيين المصريين على لسان القاضي، ولأن حيثيات الحكم لم تصدر حتى كتابة هذه السطور، فلا أعرف إن كان ذكره قاصراً على البيان الذي ألقاه القاضي أم أنه جزء من الحيثيات، لأن خطورة هذا في أنه سيمثل عبئاً على ممارسة العمل الصحافي في مصر بمقتضى النظرة الضيقة في قانون النقابة في ما يختص بتعريف الصحافي. في مصر فإن اصطلاح الإعلامي أكثر شمولية، فهو يشمل الذين يعملون في الصحافة المطبوعة، والتلفزيون أو الراديو، وقديماً كان من يعملون في الأخير أكثر تشدداً في وصف أنفسهم بالإذاعيين تعالياً على المذيعين في التلفزيون، لكن شيوع كلمة «الإعلامي» جعل الأجيال الجديدة لا تميل إلى التخندق حول كلمة «إذاعي». وعندما تبنى الإذاعي شفيع شلبي فكرة انشاء نقابة لهم كان يصر على ضرورة أن تحمل اسم الإذاعيين وليس الإعلاميين! البيضة أم الدجاجة؟! خارج مصر فإن «الصحافي» هو الأكثر شمولية وهو كل من يعمل في وسيلة إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية، ولهذا فجماعة الجزيرة «صحافيون»، وبقانون نقابة الصحافيين 76 لسنة 1970 (آخر قانون وقعه عبد الناصر ثم مات) فإنهم منتحلو صفة «صحافي»، وهو أمر مجرم وعقوبته الحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين! ومعلوم أن القانون يحتوي على تناقض، عندما يعرف الصحافي بأنه عضو نقابة الصحافيين، ثم يشترط للقيد في النقابة أن يكون المتقدم صحافياً محترفاً، له عمل صحافي منشور (البيضة أم الدجاجة.. أيهما قبل الآخر؟). وفي الأساس فإن نقابة الصحافيين تشترط لعضويتها العمل في الصحافة المطبوعة، ولا تقبل من يعملون في المجال التلفزيوني أو من هم معينون في اتحاد الإذاعة والتلفزيون. ومقدمو البرامج ومراسلو الفضائيات الأعضاء في النقابة عضويتهم سابقة على عملهم هذا، مما يضعنا أمام إشكالية أخرى فهل الإعداد والتقديم التلفزيوني مهنة أخرى ولا يجوز للصحافيين قانوناً أن يمارسوا مهنة أخرى، أم مهنة مماثلة وبالتالي لا يجوز حرمان من يعملون فيها فقط من عضوية النقابة؟! بعيداً عن كل هذا فقد نسب للمتهمين أنهم بثوا فيلماً هدد الأمن القومي المصري، مع أن جلسات فض الأحراز تحولت إلى جلسة ترويح عن النفوس العابسة فهي تحتوى على أغان، وأحد المتهمين تبين أن من هواياته الغناء في الحمام والتسجيل لنفسه! كنت أتمنى نسخة من هذا الفيلم الذي مثل جسم الجريمة، لكي أقف من خلال مشاهدته على مفهوم «الأمن القومي المصري» بعد أن شاع استخدامه في الآونة الأخيرة، دون تحديد المقصود به، وهو الذي يمكن أن يضار بفيلم.. مجرد فيلم. فنفسي قبل رقودي على رجاء القيامة أن أعرف ما هو «الأمن القومي المصري» الذي يهدده فيلم تلفزيوني؟ ٭ صحافي من مصر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
بما أننا مقبلون على ثورات أكثر عمقاً وانتشاراً وربما عنفاً، لا بد من التعلم من التجربة الأولى التي فشلت في نواح كثيرة. والسبب أنها أغفلت الجانب الأهم من الثورات، ألا وهو الجانب الاقتصادي. ولا عيب في هذه الحالة أن نطالب الثوار العرب القادمين أن يتعلموا من الانقلابات العسكرية العربية القديمة التي قامت تحت يافطات ثورية. لا بد أن يتعلموا أن أول ما فعله الجنرالات الذين وصلوا إلى السلطة في العراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها كانت السيطرة قبل كل شيء على موارد البلاد وثرواتها واقتصادها. فالاقتصاد هو عصب الحياة والسياسة في كل العالم. ومن يعتقد أن الثورة مجرد انقلاب على نظام قديم وإسقاطه دون وضع اليد فوراً على الحياة الاقتصادية فهو مغفل. عندما وصل حزب البعث إلى السلطة في سوريا رفع فوراً شعارات اشتراكية واقتصادية لا تخطئها عين، لأنه يعرف تمام المعرفة أن الأمور لن تستتب له إلا إذا وضع يده على مقاليد السلطة الاقتصادية بعد العسكرية. وصدقوني لا قيمة للسلطة العسكرية إذا لم تهيمن فوراً على الجانب الاقتصادي في البلاد. وإذا لم تفعل ذلك، فإن حيتان الاقتصاد في أي بلد يمكن أن يُسقطوا أي نظام مهما كان متوحشاً عسكرياً وأمنياً. لهذا السبب وجدنا البعثيين في سوريا ينادون فوراً بتأميم الأراضي والمصانع والمرافق الاقتصادية الكبرى. وقد غلفوا شعاراتهم السلطوية المفضوحة بغلاف اشتراكي كي يبرروا الهيمنة على القطاع الاقتصادي وتجريد أصحاب الثروات في البلاد من قوتهم. صحيح أن آخر ما كان يهم النظام السوري تحقيق الاشتراكية والعدالة الاجتماعية في سوريا، إلا أنه نجح في اللعب على وتر التوزيع العادل للثروات. وكلنا يتذكر الأغنية الشهيرة التي كانت شعاراً لبرنامج الفلاحين في الإذاعة السورية:» الأرض للي يفلح ويعمل بها، إللي حرثها بقوة زنودو». طبعاً لقد كان الهدف من هذه الشعارات تقريب الشعب من النظام وإشعاره بأن النظام جاء لينصف الناس اقتصادياً، وليحررهم من قبضة المتحكمين برقابهم اقتصادياً من إقطاعيين وأصحاب رؤوس أموال وعائلات متنفذة. وقد تطور الحكم في سوريا فيما بعد ليصبح تحالفاً بين أصحاب المال والعسكر والأمن. وشاهدنا الأمر نفسه في مصر بعد ثورة يوليو، حيث سمعنا كثيراً عن عمليات التأميم التي لحقت بالاقتصاد المصري في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. ولا زالت بعض العائلات المصرية الإقطاعية والبرجوازية الشهيرة تشتم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتى هذه اللحظة، لأنه وضع يده على ممتلكاتها، ووضعها تحت تصرف النظام الجديد. هل كان نظام البعث وعبد الناصر أن يحكما في سوريا ومصر لفترة طويلة لولا وضع الاقتصاد تحت جناح الأنظمة الجديدة؟ بالطبع لا. لقد كان الاقتصاد السلاح الأقوى في يد الانقلابيين أينما حلوا. وإذا كان الانقلابيون قد حللوا لأنفسهم السيطرة على الاقتصاد لتثبيت حكمهم، فلا بأس أبداً أن يفعل الثوار الشيء نفسه في أي ثورات قادمة، خاصة وأن النظام الحاكم الحقيقي في البلدان العربية وغيرها ليس فقط الجيش والأمن، بل حلفاؤهم أصحاب المال والثروات والممسكون بزمام الحياة الاقتصادية في البلاد. هل شاهدتم ماذا حصل في مصر وتونس؟ انتخب الشعب نظامين جديدين. لكن الطبقة الاقتصادية في كلا البلدين شعرت بأنها مهددة، فبدأت منذ اليوم الأول للثورات تعمل على إحباطها وإفشالها وإعادة الأمور إلى المربع الأول. لاحظنا خلال المرحلة الانتقالية وخلال فترة الرئيس محمد مرسي كيف أن حيتان الاقتصاد حوّلوا البلد إلى جهنم اقتصادي، فانهار الاقتصاد، وتدهورت الحياة المعيشية، وراح الناس يتحسرون على النظام السابق بعد أن وجدوا أن حياتهم الاقتصادية أصبحت بائسة جداً دون أن يعلموا أن الانهيار الاقتصادي ليس نتيجة الانتقال إلى حكم جديد، بل لأن أرباب الاقتصاد المتحالفين مع الدولة العميقة هم من وضع العصي في عجلات النظام الجديد كي يفشله، ويجعل الناس تنقلب عليه. إنهم كانوا ساذجين جداً في ثورات الربيع العربي الأخيرة، وقد نجحوا نجاحاً باهراً في تأليب الشعب على القيادة الجديدة، لا بل إن كثيرين باركوا الانقلاب العسكري على النظام. وقد حدث الأمر نفسه في تونس، حيث لعب هوامير الاقتصاد المتحالفون مع نظام بن علي دوراً هاماً في إحباط الحكومة الجديدة وإخراجها من السلطة تحت تأثير الفشل الاقتصادي. لم تستطع حكومة النهضة، كمثيلتها في مصر، في تحقيق أي تقدم حقيقي على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، لأن مقاليد الاقتصاد كانت كلها في أيدي الحرس القديم المتحالف من النظامين الساقطين. وكان هؤلاء يعملون على إفشال الثورة منذ البداية اقتصادياً من خلال تحويل حياة الناس إلى جحيم وجعلهم يكفرون بالثورة وبالأنظمة الجديدة. صحيح أن النظامين الجديدين في مصر وتونس اقترفا الكثير من الأخطاء، وفشلا في إدارة الكثير من الملفات، لكن يجب ألا ننسى أن حيتان الاقتصاد لعبوا دوراً مهماً في تثوير الناس وجعلهم ينقلبون على الأنظمة الجديدة. ونجحوا. فلا تنسوا أن نابليون قال ذات يوماً: «إن الجيوش تزحف على بطونها». يعني أن معيشة الناس هي التي تحركها. وبالتالي، فإن أي نظام يستطيع أن يحرك الناس من خلال التحكم بلقمة عيشها ومعيشتها. هل كانت الثورات في بلاد الربيع العربي أن تتعثر بهذا الشكل، وبأن يعود الفلول إلى السلطة في أكثر من مكان لو أن الثوار انتبهوا إلى الجانب الاقتصادي؟ بالطبع لا. طبعاً لا ندعو أبداً إلى تأميم الاقتصاد كما فعل البعثيون والناصريون، فهذا مستحيل في عالم الاقتصاد الحديث المربوط بالاقتصاد العالمي. لكن لا بد لأي ثورة أن تحكم سيطرتها على الوضع الاقتصادي بالطريقة التي تراها مناسبة كي لا تقع فريسة لضباع المال والأعمال. ليتعلم الثوار القادمون من تجربة أسلافهم، وليعلموا أن لا قيمة لإسقاط أي رئيس أو حتى السيطرة على الجيش والأمن قبل السيطرة على مقاليد الاقتصاد والثروة. ٭ كاتب وإعلامي سوري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د. فيصل القاسم[/size]
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: هل لدى أوباما ما يقدمه حقا للعاهل السعودي؟ ونشرة القدس العربي اليومية السبت 5 سبتمبر 2015 - 15:18
بما أننا مقبلون على ثورات أكثر عمقاً وانتشاراً وربما عنفاً، لا بد من التعلم من التجربة الأولى التي فشلت في نواح كثيرة. والسبب أنها أغفلت الجانب الأهم من الثورات، ألا وهو الجانب الاقتصادي. ولا عيب في هذه الحالة أن نطالب الثوار العرب القادمين أن يتعلموا من الانقلابات العسكرية العربية القديمة التي قامت تحت يافطات ثورية. لا بد أن يتعلموا أن أول ما فعله الجنرالات الذين وصلوا إلى السلطة في العراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها كانت السيطرة قبل كل شيء على موارد البلاد وثرواتها واقتصادها. فالاقتصاد هو عصب الحياة والسياسة في كل العالم. ومن يعتقد أن الثورة مجرد انقلاب على نظام قديم وإسقاطه دون وضع اليد فوراً على الحياة الاقتصادية فهو مغفل. عندما وصل حزب البعث إلى السلطة في سوريا رفع فوراً شعارات اشتراكية واقتصادية لا تخطئها عين، لأنه يعرف تمام المعرفة أن الأمور لن تستتب له إلا إذا وضع يده على مقاليد السلطة الاقتصادية بعد العسكرية. وصدقوني لا قيمة للسلطة العسكرية إذا لم تهيمن فوراً على الجانب الاقتصادي في البلاد. وإذا لم تفعل ذلك، فإن حيتان الاقتصاد في أي بلد يمكن أن يُسقطوا أي نظام مهما كان متوحشاً عسكرياً وأمنياً. لهذا السبب وجدنا البعثيين في سوريا ينادون فوراً بتأميم الأراضي والمصانع والمرافق الاقتصادية الكبرى. وقد غلفوا شعاراتهم السلطوية المفضوحة بغلاف اشتراكي كي يبرروا الهيمنة على القطاع الاقتصادي وتجريد أصحاب الثروات في البلاد من قوتهم. صحيح أن آخر ما كان يهم النظام السوري تحقيق الاشتراكية والعدالة الاجتماعية في سوريا، إلا أنه نجح في اللعب على وتر التوزيع العادل للثروات. وكلنا يتذكر الأغنية الشهيرة التي كانت شعاراً لبرنامج الفلاحين في الإذاعة السورية:» الأرض للي يفلح ويعمل بها، إللي حرثها بقوة زنودو». طبعاً لقد كان الهدف من هذه الشعارات تقريب الشعب من النظام وإشعاره بأن النظام جاء لينصف الناس اقتصادياً، وليحررهم من قبضة المتحكمين برقابهم اقتصادياً من إقطاعيين وأصحاب رؤوس أموال وعائلات متنفذة. وقد تطور الحكم في سوريا فيما بعد ليصبح تحالفاً بين أصحاب المال والعسكر والأمن. وشاهدنا الأمر نفسه في مصر بعد ثورة يوليو، حيث سمعنا كثيراً عن عمليات التأميم التي لحقت بالاقتصاد المصري في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. ولا زالت بعض العائلات المصرية الإقطاعية والبرجوازية الشهيرة تشتم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتى هذه اللحظة، لأنه وضع يده على ممتلكاتها، ووضعها تحت تصرف النظام الجديد. هل كان نظام البعث وعبد الناصر أن يحكما في سوريا ومصر لفترة طويلة لولا وضع الاقتصاد تحت جناح الأنظمة الجديدة؟ بالطبع لا. لقد كان الاقتصاد السلاح الأقوى في يد الانقلابيين أينما حلوا. وإذا كان الانقلابيون قد حللوا لأنفسهم السيطرة على الاقتصاد لتثبيت حكمهم، فلا بأس أبداً أن يفعل الثوار الشيء نفسه في أي ثورات قادمة، خاصة وأن النظام الحاكم الحقيقي في البلدان العربية وغيرها ليس فقط الجيش والأمن، بل حلفاؤهم أصحاب المال والثروات والممسكون بزمام الحياة الاقتصادية في البلاد. هل شاهدتم ماذا حصل في مصر وتونس؟ انتخب الشعب نظامين جديدين. لكن الطبقة الاقتصادية في كلا البلدين شعرت بأنها مهددة، فبدأت منذ اليوم الأول للثورات تعمل على إحباطها وإفشالها وإعادة الأمور إلى المربع الأول. لاحظنا خلال المرحلة الانتقالية وخلال فترة الرئيس محمد مرسي كيف أن حيتان الاقتصاد حوّلوا البلد إلى جهنم اقتصادي، فانهار الاقتصاد، وتدهورت الحياة المعيشية، وراح الناس يتحسرون على النظام السابق بعد أن وجدوا أن حياتهم الاقتصادية أصبحت بائسة جداً دون أن يعلموا أن الانهيار الاقتصادي ليس نتيجة الانتقال إلى حكم جديد، بل لأن أرباب الاقتصاد المتحالفين مع الدولة العميقة هم من وضع العصي في عجلات النظام الجديد كي يفشله، ويجعل الناس تنقلب عليه. إنهم كانوا ساذجين جداً في ثورات الربيع العربي الأخيرة، وقد نجحوا نجاحاً باهراً في تأليب الشعب على القيادة الجديدة، لا بل إن كثيرين باركوا الانقلاب العسكري على النظام. وقد حدث الأمر نفسه في تونس، حيث لعب هوامير الاقتصاد المتحالفون مع نظام بن علي دوراً هاماً في إحباط الحكومة الجديدة وإخراجها من السلطة تحت تأثير الفشل الاقتصادي. لم تستطع حكومة النهضة، كمثيلتها في مصر، في تحقيق أي تقدم حقيقي على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، لأن مقاليد الاقتصاد كانت كلها في أيدي الحرس القديم المتحالف من النظامين الساقطين. وكان هؤلاء يعملون على إفشال الثورة منذ البداية اقتصادياً من خلال تحويل حياة الناس إلى جحيم وجعلهم يكفرون بالثورة وبالأنظمة الجديدة. صحيح أن النظامين الجديدين في مصر وتونس اقترفا الكثير من الأخطاء، وفشلا في إدارة الكثير من الملفات، لكن يجب ألا ننسى أن حيتان الاقتصاد لعبوا دوراً مهماً في تثوير الناس وجعلهم ينقلبون على الأنظمة الجديدة. ونجحوا. فلا تنسوا أن نابليون قال ذات يوماً: «إن الجيوش تزحف على بطونها». يعني أن معيشة الناس هي التي تحركها. وبالتالي، فإن أي نظام يستطيع أن يحرك الناس من خلال التحكم بلقمة عيشها ومعيشتها. هل كانت الثورات في بلاد الربيع العربي أن تتعثر بهذا الشكل، وبأن يعود الفلول إلى السلطة في أكثر من مكان لو أن الثوار انتبهوا إلى الجانب الاقتصادي؟ بالطبع لا. طبعاً لا ندعو أبداً إلى تأميم الاقتصاد كما فعل البعثيون والناصريون، فهذا مستحيل في عالم الاقتصاد الحديث المربوط بالاقتصاد العالمي. لكن لا بد لأي ثورة أن تحكم سيطرتها على الوضع الاقتصادي بالطريقة التي تراها مناسبة كي لا تقع فريسة لضباع المال والأعمال. ليتعلم الثوار القادمون من تجربة أسلافهم، وليعلموا أن لا قيمة لإسقاط أي رئيس أو حتى السيطرة على الجيش والأمن قبل السيطرة على مقاليد الاقتصاد والثروة. ٭ كاتب وإعلامي سوري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د. فيصل القاسم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
القاهرة ـ «القدس العربي» ـ: يوماً يعد يوم يزداد عدد الكتاب الذين يرون أن النظام يفقد رشده إذا ما قرر الإستمرار في طريق المواجهة مع قوى المعارضة للنهاية، خاصة مع تحول رموز من أنصار معسكر 30 يونيو نحو فريق المعارضين لسياسات النظام، بعد أن بدأ الحلم الأمني واللجوء لقوانين استثنائية يقلصان مساحات الحرية وهما بضاعة الحكومة الوحيده التي ستروج لها وتنتجها للنهاية، وفيما يشعر أنصار السيسي بالقلق لإرتفاع أصوات المعارضة في الفترة الأخيره يشعر تيار المعارضة بشيء من السلوى والثقة لأنهم وجدوا أخيراً من يشاركهم النقد للنظام ورموزه. وفي صحف الأمس تواترت وتيرة النقد للنظام بشكل لافت بسبب عودة سياسات زمن مبارك التي ملأت الأرض جوراً وانتهت بخروج الملايين مطالبين بسقوطه، فهل يتكرر السيناريو مجدداً؟ هذا ما يراهن عليه خصوم الرئيس وفي القلب منهم الإخوان ومن والاهم. وفي صحف أمس استمر الترويج لرحلات الرئيس لسنغافورة والصين وحرص كتابها على الإغداق على السيسي بوابل من الثناء لجهوده المستمرة وحرصه على أن يخلص مصر من أزمتها الإقتصادية الخانقة التي خلفها مبارك ولصوصه: «المصري اليوم»: «يرضيك يا سيسي ابن الفقير يتغرز في الطين» البداية ساخرة ومؤلمة تكشف أن الظلم يتسع بطول البلاد وعرضها، حيث يتساءل حمدي رزق في «المصري اليوم» عن سر انحراف حكومة المهندس إبراهيم محلب عن الطريق الصحيح، قائلا «هو ليه وزراء حكومة محلب ماشيين عوج، ماشيين مشي بطال»، في إشارة لقرار وزير التعليم العالي الدكتور علي عبدالخالق بشأن استثناء أبناء القضاة وضباط الشرطة من التحويلات. وقال رزق: «وزير التعليم العالي عبدالخالق أفندي يفقأ العيون بإصبعه، يعترف بأن ما يثار حول التحويلات أمر طبيعي يحدث كل عام، ويتم قبول بعض التحويلات لأسباب طبية، بلجنة طبية، وأيضا الطالب الذي يتم نقل ولي أمره من وظيفته مثلما يحدث مع القضاة والشرطة والجيش!!». وأضاف «كفى حكاً الأنوف، لجان طبية وعديناها، وماذا عن لجان أولاد القضاة والشرطة والقوات المسلحة، هل هؤلاء على رأسهم ريشة، يعني لو موظف طلعان روحه وتم نقله من وظيفته في أسيوط إلى القاهرة، هل سيحظى ابنه بالفرصة نفسها؟ لماذا الإصرار على مجاملة هذه الهيئات الثلاث وأولادهم وأحفادهم؟». وتوجه «رزق» للرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا «سيادة الرئيس لقد اتسع الخرق على الراتق، نفر من وزراء محلب يخربون ثقة الناس في عدالتكم، هؤلاء هم الطابور الخامس فعلا، تصريح الوزير خطير، يشرعن الإستثناءات، خطير ما تسرب أخيرا عن استثناءات لأبناء الكبار، واستنكفها المجلس القومي لحقوق الإنسان». وتابع «الوزير يرى أن ما يثار حول حظوظ أبناء الكبار طبيعيا، خليهم يتسلوا، متى كانت الإستثناءات توصف بالطبيعية، وما القصد من استثناء أبناء الكبار وحذر رزق من أن هذه الإستثناءات العلنية تصدم الرأي العام، قائلا «هذا الوزير يرتكب جناية قومي». استياء واسع بسبب تدليل القضاة ونبقى مع حالة التمييز التي تحظى بها بعض الفئات، وبحسب تقرير لـ«الشعب» أثار إعلان وزارة العدل الذي قضى بزيادة في الميزانية للقضاة قدرت بـ 70 مليون جنيه غضب موظفي الدولة الذين ينادون بالحياة الكريمة فقط، ووقف قانون استعباد الموظف «الخدمة المدنية». وكانت المكافأة الجديدة التي أقرها مجلس القضاء الأعلى، برئاسة المستشار أحمد جمال الدين عبداللطيف وقدرها 5 آلاف جنيه لكل قاض؛ تحت مسمى مكافأة جهود إضافية للقضاة» قد أثارت موجةً من الغضب العارم بين العاملين في قطاعات الدولة المختلفة؛ حيث تأتي في الوقت الذي تتزايد فيها المطالب الفئوية للعاملين بالدولة لزيادة رواتبهم في ظل تجاهل حكومي واسع. وتأتي زيادة رواتب القضاة في ظل موجة عارمة من الإحتجاجات الواسعة في قطاعات الدولة المختلفة ضد قانون «الخدمة المدنية» والذي يؤثر بالسلب على الموظفين والعاملين بالدولة، كما تأتي في ظل رفض الدولة لمطالبات أمناء الشرطة بزيادة رواتبهم. وبحسب مراقبين فإن المكافأة الجديدة التي أعلن عن صرفها للقضاة تحت مسمى «بدل مجهود» والزيادات الخمس التي أقرها السيسي خلال عامه الأول في السلطة للعسكريين، تؤكد المحاباة لطبقات معينة في المجتمع في حين أن شعاره المعروف «مفيش ماعنديش» يكون الرد الطبيعي على أي مطالب بزيادات لأي فئات مجتمعية أخرى. واعتمد مجلس القضاء الأعلى أمس مكافأة قدرها 70 مليون جنيه لكل القضاة وأعضاء النيابة العامة، تصرف بقيمة 5 آلاف جنيه لكل قاض؛ تحت مسمى مكافأة جهود إضافية للقضاة»، ويبلغ عدد القضاة وأعضاء النيابة العامة أكثر من 14 ألف قاض وعضو نيابة، ليصبح المبلغ الإجمالي للمكافأة 70 مليون جنيه، على أن تصرف أول سبتمبر/أيلول من ميزانية مجلس القضاء الأعلى». العثور على نقطة ضوء يتطلب مزيداً من الصبر وإلى مزيد من النقد للنظام وهذه المرة على لسان محمد سيف الدولة الذي يرى أنه حين يواجه الناس نظاما مستبدا باطشا ينتهك الدستور والقوانين، ويصادر الحقوق والحريات، ويقضي على العدالة ويؤمم الحياة السياسية ويحظر المعارضة ويطاردها، ويعتقل من يريد منها، وينشر أجواء من الشك والتخوين والتحريض والكراهية، ويحكم قبضة الأمنية على كل شيء ويتابع الكاتب في «الشعب»: حين يشعر الناس بالعجز ولا يعرفون ماذا يفعلون في مواجهة كل ذلك، بعد أن تم تجريدهم من كل أدوات الرأي والتعبير فانهم يبحثون في تاريخهم القريب عن محن مشابهة علهم يجدون فيها دروسا أو مخارج لمحنتهم ومحنة البلد الحزينة. وكذلك حين يضرب داء الصمت قطاعات واسعة من المفكرين والمثقفين والسياسيين والنخب، فيصمتون عن آلة البطش والإستبداد بل ويباركونها احيانا.فانه قد يكون من المفيد تذكيرهم بمحنهم الشخصية حين كانوا هم الضحايا ونزلاء السجون. ويتذكر الكاتب أنه في مثل هذه الأيام منذ 34 سنة، عاشت مصر محنة «اعتقالات سبتمبر» الشهيرة، حين انطلقت قوات الأمن وسيارات الترحيلات لتعتقل آلاف المصريين وتشحنهم الى السجون. بررها السادات حينها بأن هناك فئات مخربة تهدد الوحدة الوطنية والسلام الإجتماعي و سلامة الوطن مما يستوجب اتخاذ تدابير استثنائية لإنقاذ البلاد.. ولكن في الحالتين؛ في 1981 و 2015، وفقاً للكاتب فإن الحظر شمل كل فصائل المعارضة الحقيقية أياً كان انتماءاتها السياسية او الفكرية.بدليل سجن عشرات من الشباب الذين شاركوا في 30 يونيو، بالإضافة الى ما تتعرض له المعارضة المدنية، والخلاصة انه في الحالتين، نحن بصدد «استبداد الدولة» وبكل ما تملكه من امكانيات ومؤسسات وأدوات للسيطرة والقمع، وبكل ما تروجه من مبررات وذرائع، في مواجهة معارضة سياسية محاصرة». «النور» يصلح ما بين المسيحيات والسلفيين «أيتها الأخت السافرة المتبرجة الكاشفة المتنمصة المستوشمة المستوصلة، هنيئاً لك ولأخواتك. فقد عفا عنكن أصحاب الرضا والسماح. وألَّف الله بين قلوبكن وقلوب السلفيين». بهذه الكلمات يبدأ عادل نعمان هجومه على حزب النور السلفي متابعاً في «الوطن»: أبشروا، ستتجمل قوائم النور وتتزين بحواجب المتنمصات منكن، وبشفاه الساحرات الممتلئات الدافئات، وبالشعر الحريري الغجري للفاتنات المستوصلات، وبعيون الكواحل منكن والمستوشمات. سيجوب جمالكن القرى والمدن على قوائم النور، يحمل الخير والفلاح، والتقى والورع إلى أهالي المعمورة، ويبعث البهجة في نفوس الفقراء والمساكين. أيها المواطن المسيحي القبطي النصراني الذمي الكتابي المعاهد، لقد عفا عنك حزب النور الإسلامي الليبرالي الاشتراكي المسيحي اليميني الجديد يسمح للمرأة المحجبة وغير المحجبة ولإخواننا من الأقباط بالانضمام إلى قوائم حزب النور. هذا المرسوم بفتوى قد جاءنا كما يشير الكاتب على لسان قائد السرب السيد برهامي، وأفتانا فضيلته أنها مراعاة للمصالح والمفاسد. ويرى جنابه أن المسألة فيها اجتهاد فقهي، وليس هناك نص قاطع من القرآن والسنة يحرم ذلك، وسمّاها الليونة الفقهية.» يتابع نعمان: «يستند السادة الأفاضل من المتحولين دائماً إلى فتوى الألباني وبن باز وبن عثيمين في أن المشاركة في الإنتخابات مباحة إذا كانت فيها ثمرة مرجوة من ذلك (الفتوى خاصة بدخول الإنتخابات فقط ولا صلة للمتبرجات أو النصارى!!)». قمع الأنظمة وغياب رحمة الشعوب سبب المأساة ونبقى مع مأساة أسرة الطفل إيلان حيث يرى عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» أن ما جرى يحدث يوميا لمئات الآلاف من اللاجئين العرب، خصوصا السوريين، لكن الصورة المأساوية للطفل غريقا على الشاطئ ووجهه غارز في الرمال قلبت العالم رأسا على عقب وهنا تتجلى بعض إيجابيات وسائل الإعلام، والسؤال: ماذا فعلنا نحن كعرب لهؤلاء المهاجرين؟ يضيف عماد: كثير من المواطنين العرب الذين يتحدثون الآن عن الرحمة والإنسانية، لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء التعاطف مع مآسي اللاجئين في بلدانهم العربية، بل شاركوا فعلا بالصمت على الكثير من الانتهاكات ضدهم. ثالثا: بعضنا ينتقد أوروبا لأنها تحاول منع وصول المهاجرين إليها، وننسى أن بعض البلدان الأوروبية كانت أكثر رحمة بالمهاجرين منا نحن العرب والمسلمين، حيث يحلو لبعض متطرفينا وصف أوروبا بالقارة «المسيحية الكافرة»! ورأينا بعض المهاجرين يرفعون صور المستشارة الألمانية انغيلا ميركل لأنها سمحت باستضافة بعض المهاجرين. الأهم من ذلك، نحن ننسى سبب المشكلة الجوهري الذي جعل العرب إن لم يموتوا قصفا بالبراميل المتفجرة والغاز السام والشوي والحرق في بلدانهم، يموتون غرقا في مياه البحر المتوسط أو على الحدود وداخل شاحنات نقل الفراخ في دول شرق أوروبا. ويرى الكاتب أن استبداد الأنظمة سبب جوهري للمأساة حينما عجزت حتى عن إقامة الدولة الوطنية القطرية، قبل أن نلوم الأوروبيين، وقبل أن نتعاطف مع اللاجئين بالكلام فقط، علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا فعل كل شخص وكل تيار أو حزب أو مؤسسة أو دولة لمساعدة اللاجئين عمليا لمنع أسباب المأساة أو على الأقل لمنع تكرارها؟!! الرئيس عاد منتصراً من الصين زيارة الرئيس السيسي للصين وقبلها روسيا وسنغافورة تؤكد حسب وصف محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام» أن القيادة السياسية تسير على طريق واضح وفي عملية إعادة البناء على المستوى الداخلي ووضع مصر على خريطة الدول الناشئة من خلال توطيد أركان التعاون والشراكات مع الدول الأكثر تقدماً، وتنويع خيارات التعاون واحد من أهداف السياسة الخارجية للرئيس السيسي التي تجني ثمار العمل الدؤوب والجاد على مدى الشهور الماضية والتي تقوم على عودة مصر إلى الساحتين الدولية والإقليمية سياسيا واقتصاديا وعدم الإنسلاخ عن قضايا الشرق الأوسط التي تحتاج استعادة الدور المركزي لمصر أكثر من أي وقت مضى بعد أن غرقت شعوب المنطقة في صراعات ومآس عظيمة فيما قاد الشعب المصري، مدعوما بجيشه، واحدة من أشجع عمليات التغيير يقف العالم لها احتراما اليوم رغم ما شابها من إرهاب وعنف من جماعات دموية إلى جانب نخب سياسية ومال سياسي يسعى للسلطة ولا يعنيها مستقبل أمة أو مصير شعب». أضاف علام: «يعود الرئيس السيسي من رحلته الآسيوية ظافرا بدعم عواصم كبرى لمشروع التحديث والتنمية ووضع مصر على خريطة الإستثمارات العالمية وحريصا أشد الحرص على التماسك والوحدة الداخلية التي تمهد الطريق لمزيد من النجاحات في المستقبل. في روسيا والصين وسنغافورة، ظهرت مقومات المستقبل التي نعول عليها للنقلة النوعية التي نرضاها للأجيال الجديدة ولعل اهتمام الدول التي زارها الرئيس بتطوير العلاقات مع القاهرة يمثل قوة دافعة لمواصلة العمل والإصرار على برنامج إصلاح يرضي طموحاتنا ويؤكد أننا على الطريق الصحيح». التوجه شرقا صفعة للهيمنة الأمريكية ونبقى مع آثار زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا، ثم أندونيسيا وسنغافورة حيث يرى جمال زهران أن هذه الخطوة تمثل صفعة للهيمنة الامريكية، متسائلاً: كيف يمكن لهذا التوجه شرقا أن ينجح، وما هي ضمانات النجاح؟ وهل تترك الأمور للمصادفة أم يحتاج الأمر لتخطيط وجهود ضخمة تصل الى تكوين مجلس استشاري للتخطيط للسياسية الخارجية المصرية يدعم الرئيس ووزير خارجيته لتحقيق الفعالية والضمانات؟ وكيف سيتم التعامل مع المحاولات والمؤامرات الغربية لإجهاض هذا التوجه؟ وماهي آليات الغرب لتحقيق أغراضه وإعادة مصر الى حظيرة «التبعية السياسية» لأمريكا وهل هناك دول إقليمية تتظاهر بدعم مصر، ولكنها تهدف إلى حصارها وعدم تمكينها من الانطلاق؟ وكيف يتم التعامل مع ذلك»؟ وعلى الجانب الآخر يتساءل زهران في «الأهرام»: «هل هناك متطلبات داخلية وخارجية على وجه الخصوص لحماية هذا التوجه»؟ وأرى أن تغييرات اقتصادية بتغليب العام على الخاص وزيادة مساحة دور الدولة في الاقتصاد، وإزاحة وزراء يدعمون اتجاه التبعية، والإقتصاد الحر، والإنطلاق نحو مشروعات صناعية ومدن صناعية بدلا من خيارات المدن والعقارات الوهمية، وغير ذلك كثير يمكن الحديث عنه تفصيلاً، كما أن اعادة النظر في السياسة المصرية تجاه قضايا المنطقة أمر مهم وضروري وأرى البدء بعودة السفير المصري لسوريا فوراً، وكل هذا من شأنه دعم هذا الخيار نحو الشرق. وأخيراً فان السياسة الخارجية الناجحة تبدأ من سياسات داخلية. رسالة الربيع العربي لم تصل بعد لم تكن رسالة الربيع العربي في موجته الأولى معنية بإسلاميين ولا ليبراليين ولا يساريين؛ بل كانت معنية وفق ما يشير مصطفى النجار في «الشروق» بقطاعات من الشعب شعرت أنها بعيدة عن الحياة الآدمية وأنها تستحق أن تعيش مثل باقي البشر الذين يحيون حياة كريمة يشعرون فيها بإنسانيتهم، كان النداء الأول إنسانيا قبل أن يكون سياسيا لذا دوي رنينه بين الأقطار العربية التي اندلعت فيها التظاهرات المطالبة بتغيير نمط هذه الحياة بالكامل. وبحسب الكاتب فقد فاجأ الربيع العربي الجميع فقد كان مباغتا وعفويا للدرجة التي يعجز معها عن التفسير أو التحليل وكما أُسقط في يد الانظمة الحاكمة كانت هناك صدمة بالغة في الدوائر الغربية التي تجمد رد فعلها في الايام الاولى قبل أن تستوعب أن هناك موجة تغيير قد شبت نيرانها في هذه المنطقة من العالم التي كانوا يقولون عنها إنها لا يمكن أن تثور! ويرى الكاتب انه ليس عيبا أن نعترف أن الربيع العربي لم يكن مشروعا متكاملا يحمل رؤية ونموذجا كاملا لبناء الدولة الحديثة وإدارتها، لكنه كان البداية لأن يدرك الناس أن هناك خللا جما يهدد حياتهم ومستقبل أبنائهم يتمثل في الفساد السياسي وسوء الادارة وانعدام الكفاءة وسيادة العشوائية وانتشار الخرافة، ورغم انحسار الموجة الأولى للربيع العربي فإن أسبابها ما زالت حاضرة بقوة بل وتتفاقم يوما بعد يوم مع استمرار فشل الانظمة واعتقادها أنها استطاعت إخماد موجات هذا الربيع إلى الأبد». هل يتحالف الإخوان مع فلول مبارك؟ وننتقل بالمعارك الصحافيه ضد الإخوان والفلول، حيث يرى نصر القفاص في «اليوم السابع» أن طرفي لعبة كلا الطرفين يستعيدان قدرتهما على المصالحة والاتفاق، لأجل استئناف لعبة الشد والجذب من جديد.. ويتجلى ذلك قبل انطلاق انتخابات مجلس النواب، وقد تمكن كل طرف من جمع وتجميع أشلائه للخروج بأكبر قدر من المكاسب وأقل نسبة خسائر. الصورة التي تشع انتصارات يبدو في خلفيتها ما يجعلني أخاف لمجرد اقترابي من مسؤولين معظمهم يتفق في السر على مكامن الخطورة.. لكنهم يعلنون الارتياح الكاذب والباهت!! والمؤسف أن المخلصين والفاهمين والصادقين والواعين.. إما يعجزون عن التعبير.. أو يتكلمون تحت ضغط الخوف فيقولون كلاما غامضا.. والأغلبية تنسحب إلى الصمت والانكفاء على الذات.. ويعتقد الكاتب أن تشكيل ما يسمى بقائمة «في حب مصر» للانتخابات البرلمانية يعكس كل المعاني التي تضغطني المساحة لكي أتحدث عنها باختصار.. فهذا ميدان يستجمع فيه كل من يريد تحقيق مكسب سريع قدراته.. وكل منهم على حد رأي الكاتب يلعب بأوراقه الشخصية في غيبة الحرص على المصلحة العامة والوطن.. لذلك أعتقد أن تشكيل مثل هذه القائمة سيعكس جهلا وغباء منقطع النظير.. في حالة الإعتقاد بأنها ستجمع بفعل عوامل التعرية!! وإما أنها ستعبر عن ذكاء ومهارات استثنائية في حالة تقديمها قربانا، ولتكون برهانا على نزاهة الانتخابات بأن تسقط ونباهي أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بأن من اعتقد في أنها تمثل الدولة قد خسر رهانه، وتهاوت أكاذيبه لنكسب أرباحا ضئيلة..». معركة تجسيد الأنبياء تشتعل من جديد هل يجوز تجسيد الأنبياء على الشاشة وفي الدراما..أم لا؟! سؤال يتردد بقوة حالياً استدعى انتباه ناجح ابراهيم في «المصري اليوم»: «الحقيقة أننا أمام رأيين شهيرين إزاء هذه المسألة ظاهرهما التناقض وحقيقتهما التكامل.. وسبب الخلاف هو غياب النص قطعي الدلالة من القرآن أو السنة الذي يبيح ذلك أو يحرمه. أولا: رأى فقهاء الشيعة: وهو يذهب في معظمه إلى جواز ذلك استنادا إلى أن الأصل في الأشياء الحياتية غير التعبدية هو الإباحة.. وأن الحظر لا بد له من دليل وما دام الدليل غير موجود فالإباحة هي الحكم.. إلا أن الإخلال بقداسة الرسل أو تشويههم أو تشويه رسالتهم أو تحريفها عن طريق الدراما قد يحول هذه الإباحة إلى الحرمة.. ويستندون أيضا إلى أنه ما دامت هذه الدراما تساهم في نشر رسالة هؤلاء الأنبياء وتحيي ذكرهم وتذكر برسالتهم السامية وترفع قدرهم.. ولا يكون فيها ما يسيء إليهم أو يشينهم.. فإن هذه الدراما والتجسيد يصبان في الإباحة إن لم يكن الندب والوجوب.أما الرأي الآخر فيرى حرمة تجسيد الأنبياء على الشاشة في أي عمل درامي يظهرهم بأشخاصهم..وهذا ما استقر عليه رأى معظم فقهاء أهل السنة.. ولم أعلم لهم في ذلك مخالفاً، وعلة التحريم عندهم تتمثل في عدة نقاط منها: إن تجسيد الأنبياء على الشاشة ينتقص من قدسيتهم ويخدش مكانتهم.. وخاصة إذا قام بدورهم ممثل معروف بإنحراف سلوكه أو فساد أخلاقه..أو مثل قبله أو بعده أدوار الفجور والعري والإدمان والخمر.. فأنبياء الله جميعاً عليهم الصلاة والسلام ليسوا بشراً عاديين مثل غيرهم.. ولكنهم موصولون بالوحي الإلهي.. وقد اصطفاهم الله تعالى على العالمين لعلة تبليغ الرسالة وإيصال الأمانة.. وتجسيدهم على الشاشة قد يضر بهذه القداسة والاصطفاء». الفن المصري خطر على صحة المشاهدين ونصل بالمعارك الصحافية للساحة الفنية، حيث يهاجم تامر ممتاز السينما والدراما التلفزيونية والمسرحية: «عندما تقول إن الفن المصري قد وصل إلى أدنى درجاته لا يقتنع بكلماتك الكثير بل ويقولون إنه يحقق عوائد كبيرة ولتنظر إلى السينما التي تعرض هذه الأفلام وكيف يجني المنتجون الملايين وهذا مؤشر واضح ودليل صريح على قوة صناعة السينما في مصر. إلا أن الواقع مختلف كثيرا فاستيراد الأفلام المصرية من الدول العربية لم يعد موجودا ولا مسلسلاتنا لأن العالم بدأ يرى نتائج استيراد الأفلام المصرية التي تدخل كل بيت وتغير أخلاق أولادهم وتعلمهم رقصات جديدة بصورة مؤذية ويعلمونهم كيف يلوحون بالسكاكين والمطاوي وخروج بعض الألفاظ الجديدة التي يتعلموها (هيتعمل معاه الجلاشة – ده ماشي شمال – نفض له – اهبشه) وغيرها من الألفاظ التي لا يمكن ذكرها هنا والتي لم نكن نسمعها إلا أنها الآن أصبحت..عادي. المشكلة كما يشير إليها الكاتب في فيتو أن هذا الضوء الأحمر لم ننتبه إليه إلى الآن وعليه لم يعد هناك إيراد للفن المصري إلا من المواطنين وأغلب رواد السينما أصبحوا غير ما كانوا عليه في الماضي عندما كانت هناك الأفلام التي تخاطب العقل عن هذه التي تخاطب الغريزة والبلطجة الصريحة. الجيل الجديد لا شك أنه يعاني من الإحباط والقهر لأن القانون الذي يحكمه هو قانون الغاب وهو ماتكرس له الدراما ليظهر الأثر السيئ في الواقع». مثقفون تحت الطلب لطالما سمعنا المحاضرات والندوات في النوادي والمسارح والجامعات، وقرأنا في الكتب والصحف والمجلات عن الدور العظيم الذي يؤديه المثقف في تنوير الشعب، والأخذ بيد الجمهور نحو الوعي الذي يمنح الشعب حصانة ضد الإستغلال والإستغفال أيا كان نوع هذا الاستغلال والاستغفال … الاستغلال والاستغفال السياسي … الديني … الفكري ….إلخ . وقد صدق مجدي مغيرة مثل آخرين كما يشير في موقع «إخوان أون لاين»، هذا الوهم سنواتٍ طوالٍ .. أكبرنا دور المثقفين، ومنحناهم ثقتنا، والتهمنا كتبهم ومقالاتهم التهاما، وافتخرنا بهم أمام كل من نقابله من أبناء الشعوب الأخرى . ويتساءل الكاتب، وكيف لا نفتخر بهم وهم الذين أناروا لنا طريق حياتنا، وفتحوا أعيننا على كل جديد ومفيد، ومرَّنوا عقولنا على التفكير الناقد، ودرَّبوا ألسنتنا على الحديث بالكلام الهادف، وارتقوا بمشاعرنا حتى صارت مشاعر مرهفة تنفر من الظلم، وتستبشع الاستغلال، وترفض الاستغفال، وتنادي بالحق والحرية والعدل والمساواة دون أن تخشى ظالماً أو تهاب طاغية أو سفاحاً .إلا أننا وجدنا عند المواقف الفاصلة والانعطافات الكبرى في حياة أمتنا، وجدنا الكثير من هؤلاء – وأستثني منهم قلة قليلة – على غير ما ظنناهم وعرفناهم، حيث اكتشفنا أن كتبهم ونظرياتهم وقصائدهم ورواياتهم ومقالاتهم ومحاوراتهم ومحاضراتهم ما هي إلا أقنعة مزيفة يرتدونها للتجمل أحيانا، وللخداع والتزييف أحيانا، ولأكل العيش أحيانا أخرى» . بطلة الجمباز ميته من 10 أيام دون علم المستشفى قال الدكتور صابر غنيم، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص في وزارة الصحة، إن لجنة طبية متخصصة توجهت، للتفتيش على المستشفى الشهير بمنطقة الدقي، الذي شهد واقعة وفاة الطفلة جنة الله ياسر، بطلة مصر في الجمباز، وإن التقرير النهائي للجنة، التي تضم أطباء متخصصين، سيصدر الأحد المقبل. وأضاف أن اللجنة قررت استدعاء الأطباء المعالجين للحالة للاستماع إليهم، وأن الطفلة وصلت المستشفى الخاص في حالة متدهورة جداً عقب نقلها من الرعاية المركزة بمستشفى الدمرداش، حيث كانت تعاني نزيفاً بالمخ والبطن وكسراً بالحوض، وكانت متوفاة إكلينيكيا. وبحسب «المصري اليوم» قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم الوزارة: «الحالة تم نقلها للمستشفى الخاص بالجيزة بناء على طلب أهلها، للوصول لمستوى خدمة أفضل، حيث كانت حالتها سيئة للغاية، ووفقاً للتقارير الطبية فإن الوضع الصحي للطفلة لم يتغير سواء قبل نقلها للمستشفى الخاص أو بعده». أضاف: «الطفلة متوفاة إكلينيكياً منذ 23 أغسطس/آب الماضى، عقب وقوع الحادث، حيث دخلت في غيبوبة عميقة نتيجة نزيف بالمخ والبطن وحال ثبوت إهمال من جانب المستشفى سيتم على الفور إغلاق العناية المركزة به، وتحويل القضية للنيابة ولجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء». من جانبه، تساءل والد الطفلة: «لماذا استمر المستشفى في علاجها لمدة 8 أيام وهي متوفاة؟»، وحمّل المستشفى مسؤولية وفاة ابنته. «شوكان» المنسي في زنزانته اسمه محمود أبو زيد شوكان مصور صحافي، تم القبض عليه في أحداث فض «رابعة العدوية»، ولم يطلق سراحه حتى الآن، يتم تجديد حبسه ولا ينظر للأوراق والشهادات التي تثبت أنه مصور صحافي، الأمر الذي استمر على هذا المنوال حتى بعد تجاوز مدة الحبس الاحتياطي المحددة في القانون.. البديل تلقي الضوء على ذلك الشاب المصور الصحافي الذي ما زال في عشرينيات عمره احترف التصوير، وبدأّ بالتدريب في جريدة «الأهرام المسائي» بالإسكندرية وهو ما زال طالبًا، عمل بعدد من الصحف الأجنبية، ومنها وكالة «ديموتكس» التي أرسلت خطابًا للسلطات المصرية تؤكد فيه أن «شوكان» كان يغطي الأحداث لصالح الوكالة وليس مشاركًا فيها. ورغم أن تجاوز شوكان المدة القانونية للحبس الإحتياطي (سنتان) يوجب إخلاء سبيله، وذلك حسبما ينص القانون، حتى يتم تحديد جلسات المحاكمة، إلا أن قصة «أبو زيد» مستمرة في ظل التعنت ضده وعدم إعطائه حقه في كونه صحافيا، مما أدى إلى تقديم نقابة الصحافيين عددًا من البلاغات إلى النائب العام؛ للإفراج عنه، ولكن التجاهل كان مصيرها. وقال كريم عبد الراضي، الناشط الحقوقي، عضو فريق الدفاع عن المصور الصحافي محمود أبو زيد شوكان: «تقدمت هيئة الدفاع بمذكرة لمحكمة استئناف القاهرة للإفراج عن موكلهم لحين تحديد دائرة وميعاد لأولى جلسات محاكمته، بعد التأكد من إحالة أوراق القضية لمحكمة الاستئناف، خاصة أن شوكان قضى مدة الحبس الاحتياطي المقدرة بسنتين وفقاً للقانون، وإخلاء سبيله أصبح وجوبيًّا، ومن الطبيعي خروجه». وكشف عبد الراضي أن المحامين لم يطلعوا على أوراق القضية أو أمر الإحالة للمحاكمة. لا يليق بأمناء الشرطة التظاهر ما يرجوه الكاتب بسيوني الحلواني في «الجمهورية» أن يبلغ راتبه راتب أمين شرطه الذي يطالبه وزملاؤه الكف عن التظاهر، واصفاً إياهم بأنهم وطنيون مخلصون لبلدهم أن يواصلوا التضحيات وأن يعبروا عن مطالبهم بهدوء، لأن ظروف البلاد الاقتصادية الآن لا تتحمل مطالب فئوية جديدة بعد أن أهدرت الحكومات الإنتقالية بعد ثورة يناير ما تبقى في خزينة الدولة واحتياطها النقدي في تلبية مطالب فئوية قضت على الأنفاس الأخيرة في الاقتصاد المصري وجعلته يوشك على الإفلاس لولا المساعدات العربية التي أنقذته من الانهيار خاصة بعد ثورة 30 يونيو. وتابع الكاتب: أريد من أفراد الشرطة أن يواصلوا الصبر بعض الوقت، خاصة أن الحكومة تقدر مطالبهم والوزارة تسعى إلى تحسين أحوالهم المعيشية وبعض مطالبهم تحتاج إلى تعديلات تشريعية وبعضها يحتاج إلى اعتمادات مالية ضخمة تعجز الحكومة في وضعها الحالي عن الاستجابة لها كما تعجز عن الإستجابة لمطالب واحتياجات ضرورية لفئات كثيرة في المجتمع. يا أبطال الشرطة من أفراد وضباط..الشعب كله يقدر تضحياتكم ويقدر إخلاصكم ويضم صوته إلى صوتكم للمطالبة بتحسين أحوالكم.. لكن صبراً جميلاً والخير قادم وأسهم مصر في ارتفاع سياسياً واقتصادياً والعالم كله يدعم استقرارها. انظروا يا أبطال الشرطة إلى الظروف الصعبة التي تعيشها دول مجاورة كانت مستقرة وتعيش في رغد من العيش حتى وقت قريب فتحول غناها واستقرارها إلى فقر وفوضى وعجز عن تدبير لقمة العيش. مصر بكم في طريقها إلى الأفضل.. فكونوا رجالاً أوفياء مخلصين للوطن قادرين على تحقيق استقراره الأمني كما تعودنا دائماً منكم وأفشلوا مخططات أعداء الوطن الذين يحرضون على التظاهر واستعادة الفوضى». حسام عبد البصير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
دمشق ـ «القدس العربي»: صرح معاون الرئيس التنفيذي لدى حكومة أفغانستان محمد محقق رسميا بأن العشرات من اللاجئين الأفغان الشيعة لدى حكومة طهران قد تم زجهم في الحرب السورية، وتعبئتهم ضمن ألوية للمشاركة في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، بهدف الدفاع عما أسماه «المقدسات والمراقد الشيعية» في سوريا، تحت شعار «الواجب الديني للدفاع المقدس عن حضرة زينب». وفقا لتقارير إعلامية فارسية فإن المسؤول الأفغاني محمد محقق أكد الأنباء الواردة من الناشطين السوريين والتي تتحدث عن تواجد أعداد كبيرة من الأفغان الشيعة، اللاجئين لدى إيران والمعبأين تحت قيادة لواء «فاطميون» أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني للقتال في سوريا، سيما بعد توثيق مقتل العشرات منهم، وأسر عدد آخر عقب مواجهات مع الثوار على جبهات مختلفة، وهو الأمر الذي يتنافى مع تصريحات بشار الأسد، خلال خطابه الأخير في شهر تموز – يوليو من العام الحالي، أمام الموالين له في دمشق، حيث أكد عدم مشاركة القوات الإيرانية في العمليات العسكرية على الأرضي السورية، مشيرا أن دعم طهران اقتصر على اللوجستي. وكانت قد وجهت قوات الحرس الثوري الإيراني أيضا، تكذيبا علنيا مباشرا لما ورد في خطاب بشار الأسد، عندما أعلنت في اليوم التالي من خطابه مقتل مجموعة من مقاتـليها ممن قضوا على يد تنظيم «الـدولة الإسـلامية» في مديـنة تـدمر وسـط سـوريا. وتؤكد مصادر مطلعة على الدور البارز للقوات الإيرانية والأفغانية والباكستانية وغيرهم في معظم جبهات سوريا، والتي تبلغ قرابة 340 جبهة على امتداد الرقعة السورية، ولكن اللافت هو أعداد القتلى الإيرانيين الذين تنعيهم حكومة طهران بين كل وقت وحين، ويتم تشييعهم بحضور رسمي، من المقاتلين التابعين للواء «فاطميون»، ولواء «زينبيون» الذي يضم الميليشيات الشـيعية من الأفغان والباكستانيين لدى إيران، بالإضافة إلى عناصر من «فيلق القدس» وقوات «الباسيج»، وغيرها من القوات التابعة للحرس الثوري الإيـراني. وبذلك اتهم ايرانيون معارضون نظام الحكم في طهران، بتعبئة اللاجئين الشيعة من دول الجوار، وتجنيدهم ضمن فيالق وألوية، واستهلاكهم للقتال بالنيابة عن قوات النظام السوري، في الحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري المعارض لحكمه، حيث يستغل النظامان الإيراني والسوري مقدسات الشيعة، للتحشيد الطائفي والتعبئة في صفوف هذه الميليشيات، وإيهامهم بأنها حرب للدفاع عن المراقد، بحسب مصدر فارسي معارض. ووثق المصدر عشرات الجثث التي تعود بأصحابها لمقاتلين تابعين لكل من القوات البرية الإيرانية من «سرايا عاشوراء» التابعة للحرس الثوري الإيراني، و»فيلق القدس»، ولواء «زينبيون»، ولواء « فاطميون»، وأكد أن أغلبهم من المهاجرين واللاجئين الفقراء الشيعة، الذين يتم إغراؤهم بالمكافآت والمكاسب المالية مستغلة المخابرات الإيرانية بذلك سوء أحولهم المعيشية، فتعرض عليهم تراخيص الإقامة في إيران لكل شخص يذهب إلى القتال في سوريا. وفي المقابل أعلنت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية أن ما لا يقل عن 400 مقاتل إيراني وأفغاني لقوا مصرعهم في سوريا منذ اندلاع الحرب فيها، حيث تأخذ محافظة خراسان شمال شرق إيران الصدارة بأعداد القتلى بين شبانها ويبلغ عددهم 79 قتيلا أغلبهم من اللاجئين الأفغان من سكان مدينة مشهد، المتطوعين ضمن لواء «فاطميون». هبة محمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
عمان ـ «القدس العربي»: المساجلة السريعة التي شهدتها صفحات التفاعل الأردنية نهاية الأسبوع بين قياديين أحدهما يساري والثاني إسلامي، حول قانون الانتخاب الجديد، تعكس إلى حد معقول منسوب التوجس في الحياة السياسية الأردنية عندما يتعلق الأمر بصدمة الجميع من الإعلان الغامض عن رحيل قانون الصوت الواحد. عضو مجلس الأعيان والقيادي الأبرز في تيارات اليسار بسام حدادين امتدح القانون ووصفه بأنه قانون «انتخاب يساري» ملمحا لجماعة الإخوان المسلمين «غيرالمرخصة» فعالجه المهندس أحمد أبو غنيمة الناشط النقابي البارز بعبارة مختصرة يقول فيها «.. قانون يساري… إن عدتم عدنا». يسارية القانون الجديد إشارة تلمح للمهندس الأبرز في السياق وهو وزير التنمية السياسية والبرلمانية اليساري خالد الكلالدة الرمز الأهم خلف الظل لمسألة إقناع مؤسسة القرار بإلغاء الصوت الواحد وأبو غنيمة أظهر رغم انشغاله بعزاء والده المؤسس في الإخوان المسلمين زياد أبو غنيمة جرعة من الحماس للدفاع عن الجماعة موجها خطابه لحدادين ولآخرين وهو يقول: في رقبتي بيعتان واحدة للجماعة والثانية لوالدي رحمه الله. جنازة أبو غنيمة الأب كانت قد شهدت حضورا شعبيا كبيرا وغير مسبوق بعد تشييع مماثل لجنازة الشيخ عبدالمنعم أبو زنط الشهر الماضي. هذاالنمط من التلاسن الناعم بين نشطاء إسلاميين وآخرين يساريين برز وسط حالة الارتباك التي أنتجها قانون الانتخاب الجديد في الحياة العامة والسياسية. بالنسبة لبرلماني مسيس، من حجم محمد حجوج، مستوى الإرباك مبرر وسط القوى السياسية والحزبية المحلية فإلغاء الصوت الواحد هذه المرة تم بقرار سياسي ومن دون حراك أو ضغط شعبي وفي توقيت أمني بامتياز إقليميا وسط توقعات معاكسة. جرعة الارتباك بدت ظاهرة للعيان فقد امتدح القيادي في الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة القانون بمجر[/size]