فرشت الحكومة البريطانية السجاد الأحمر امس لاستقبال مجرم الحرب بنيامين نتنياهو في تحد لاكثر من مئة الف مواطن طالبوا باعتقاله ومحاكمته على قتل أكثر من 500 طفل بين 2100 فلسطيني أغلبهم مدنيون اثناء العدوان على غزة، وقبلهم وبعدهم كثيرون. وتجاهل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون رسالة من مجموعة من البرلمانيين ورؤساء النقابات البريطانية أكدوا فيها «ضرورة عدم استقبال نتنياهو في بريطانيا، بسبب جرائم حرب ارتكبها» .وشددت على ضرورة تحميل نتنياهو المسؤولية عن جرائم الحرب التي ارتكبها، مضيفةً «يجب على رئيس الوزراء البريطاني عدم استقبال نتنياهو مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي، والحصار على قطاع غزة»، ودعت كاميرون إلى فرض عقوبات عاجلة، وتطبيق حظر توريد أسلحة إلى إسرائيل، إلى حين إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وكان السفير البريطاني في اسرائيل اعلن عن تطمينات بتمتع نتنياهو بحصانة قانونية من الملاحقة اثناء زيارته، ما يمثل ادانة للقضاء في بلد يزعم انه من المدافعين عن حقوق الانسان. وكانت الحكومة البريطانية نجحت في تغيير القوانين ذات الشأن بعد ان اصدرت محكمة بريطانية في عام 2009 مذكرة اعتقال بحق وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في اتهامات بجرائم حرب لكنها سحبتها عندما وجدت أنها ألغت زيارة مقررة إلى بريطانيا. وبأي مقياس يصعب على المراقب تفهم اسباب اصرار كاميرون على استقبال هكذا مجرم حرب في الوقت الذي يشعر حلفاء كثيرون لاسرائيل في اوروبا والولايات المتحدة بالاشمئزاز والغضب تجاه سياساته الاجرامية. ومن المؤسف ان زيارة نتنياهو للندن وسط حفاوة رسمية، ستوجه الرسالة الخطأ في التوقيت الخطأ الى ملايين المسلمين حول العالم الذين سيشعرون ان هناك معايير غربية مزدوجة تتعلق بحقوق الانسان عندما يتعلق الامر بهم. هكذا رسالة لا يمكن الا ان تخدم اهداف التنظيمات الارهابية والمتطرفة واجنداتها التي تؤسس خطابها العدمي على انه لا سبيل لمواجهة العنف الذي لا يميز بين اطفال ونساء وشيوخ ومدنيين وعسكريين الا بعنف مشابه. وفي محاولة لاحتواء العاصفة، استبق نتنياهو زيارته بتصريحات طلب فيها عدم الضغط على اسرائيل زاعما «إن على أوروبا أن تعتبر إسرائيل شريكا في التصدي للمتشددين الإسلاميين الذين ينتمون للعصور الوسطى» بدلا من انتقاد سياستها تجاه الفلسطينيين. وكالعادة فان هذا المجرم يكذب كما يتنفس، اذ ان الحقيقة الواضحة للجميع هي ان حكومته جديرة بتصدر قائمة الارهاب في كل العصور، كما ان الجماعات الارهابية تضرب في العديد من البلاد في الشرق الاوسط باستثناء اسرائيل التي اصبحت المستفيد الاكبر من انتشار الارهاب في المنطقة. والاهم ان اسرائيل بقيادة نتنياهو تمثل عاملا مهما في انتشار العنف والارهاب، بل انه من المستحيل الحديث عن استراتيجية شاملة لتحقيق الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب في المنطقة دون انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي هو احد اشكال ارهاب الدولة ضد الفلسطينيين. وبالطبع سيحاول نتنياهو كذلك تحذير كاميرون من تعزيز علاقاته مع ايران، خاصة بعد اعادة فتح السفارة البريطانية في طهران مؤخرا، بل وربما استعداء الاوروبيين عليها بعد ان فشل في عرقلة الاتفاق النووي في الكونغرس. وقد يعيد ترديد تصريحات من نوع ان «خطر ايران يفوق خطر داعش». الا انه من المستبعد ان يجد اذانا صاغية بعد ان ادت سياساته الارهابية الى تحويل اسرائيل الى عبء حقيقي حتى بالنسبة الى اقرب حلفائها. ويبدو ان لندن تعتبر انها برأت ذمتها تجاه الفلسطينيين بعد ان وافق البرلمان البريطاني على الاعتراف بفلسطين كدولة- وهو اجراء غير ملزم لكنه رسالة رمزية- لكنها بذلك تختار ان تدفن رأسها في الرمال فيما تحذر الامم المتحدة من خطر «كارثة انسانية قد تجعل القطاع مكانا غير صالح للحياة فيه» ناهيك عن استمرار الجرائم المروعة في الضفة، ومن احدثها حرق عائلة الدوابشة وهم نيام في منزلهم قرب نابلس. وتأتي الزيارة بعد يومين فقط من استشهاد والدة الطفل علي الدوابشة، فيما مازال المستوطنون الارهابيون طلقاء رغم تعهدات شريكهم نتنياهو بالقبض عليهم. ومن المفترض ان يتظاهر رئيس وزراء بريطانيا وهو يصافح يدي نتنياهو الغارقتين في الدماء انه يصدق اكاذيب هذا المجرم ومفادها ان اسرائيل بكافة اجهزتها الامنية الرهيبة عاجزة عن اعتقال مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة ضد الانسانية. فاي عار عليك يا سيد كاميرون. رأي القدس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
متاهة عبث جديدة تجد فلسطين نفسها فيها ثانية، هذا الوطن الصغير/الكبير الذي لا تنقصه المتاهات ولا ينقصه العبث. مرة أخرى نجد أنفسنا غارقين في مستنقع، لا الاحتلال الصهيوني دفعنا إلى وحلة ولا الإمبريالية العالمية! «حماس» تنفي والوثائق تؤكد، والمتنازع عليه هذه المرة الشهيد الذي وصفته قبل أشهر في تقديمي لكتاب الدكتور محمد عبدالقادر (غسان كنفاني.. جذور العبقرية وتجلياتها الإبداعية) قائلا: إنه الظاهرة التي مرت في حياتنا كشهاب وعاشت في قلوبنا كشمس. يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة بتنا فيها نختلف على معنى الشّهاب ومعنى الشمس، في وطن مطارد بالظلام منذ أكثر من مئة عام، ومتشبث بخيط النور بين ليل صهيوني مطبق، وليل عربي رسمي بات يكرّس قواه لدفع هذا الوطن إلى قلب الظلام أكثر فأكثر. ليست القضية في ظنّي قائمة في مسألة تغيير اسم مدرسة غسان كنفاني لكي تحمل اسم السفينة مرمرة، مع أهمية ودلالة هذا، كما أن القضية ليست في إبقاء اسم غسان فوق بوابة تلك المدرسة وأختام إدارتها. إن المسألة في الحياة الفلسطينية تتعدى هذا الأمر بكثير إذا ما طرحنا الأمر على النحو التالي: لنفترض أن «حماس» لم تغيّر اسم المدرسة، ولنفترض أننا نصدق نفيها للأمر جملة وتفصيلا، فهل هذا هو جوهر المسألة فعلا أم أن الأمور باتت، فلسطينيا، أعقد من هذا بكثير، وعلى جميع المستويات التي تمس تنظيمات وأحزاب هذا الوطن الصغير/الكبير كلها. هل نحن نعيش حالة صحية، بحيث يمكن أن تقوم «حماس» بإطلاق اسم غسان كنفاني على مدرسة لو لم يكن هذا حاصلا؟! هنا يمكن أن نصل إلى الجواب الذي سيوضح لنا حقيقة الوضع الفلسطيني. فالاختبار ليس نفي تغيير الاسم، بل هو افتتاح مراكز جديدة يمكن أن تحمل اسم غسان وسواه من كبار مثقفينا، هذا هو اختبار «حماس»، كما هو اختبار (فتح) في الضفة، واختبار «الشعبية» و»الديمقراطية» في أسماء أخرى ومؤسسات أو قاعات (تملكها) لم تطلق عليها أسماء بعد. ولنفكر بصوت عال ووضوح أشد سطوعا، وأظن أن علينا أن نفعل ذلك كلنا، لأن الوضع الفلسطيني، الذي يسكن ضمير كل إنسان حي في هذا العالم، لم يعد يحتمل مواصلة سفح دم فلسطين ودم أبنائها من المبدعــــين والأسرى والمصابين والشهداء؛ فحتى الشهداء يتواصل إطلاق النار على شواهد قبورهم، وجعل هذه القبور أكثر عمقا لضمان عدم عودتهم وليس الأسرى فقط! لقد استنفرت «الجبهة الشعبية» لاستنكار ما قامت به «حماس»، وهذه المهمة في اعتقادي هي مهمة كل التنظيمات وكل الكتاب وكل قراء غسان كنفاني الذين دقوا جدران الخزان ولم يتوقفوا عن فعل ذلك. والأمر برمته بحاجة إلى صحوة فلسطينية أكثر جرأة وشفافية، لأن غسان كنفاني هو لكل الشعب الفلسطيني، وعنوان واضح لأشواق روح هذا الشعب للحرية، هو وكل كاتب حقيقي آخر. في رام الله، يجري احتكار اسم محمود درويش، لا من السلطة وحدها، بل من مجموعة صغيرة تعتقد أن محمود درويش مِلْكِيِّة خاصة لها، لا يجوز الاقتراب منه، أو المساس به؛ وفي اعتقادي أن ذلك ترك أثرا سلبيا على محمود درويش لدى أطياف سياسية واجتماعية وثقافية إلى حد بعيد، في وقت يحق فيه لكل إنسان مؤمن بقضية فلسطين، حيثما كان على وجه الأرض، أن يُسائل محمود وغسان ومعين بسيسو وسميح القاسم وكل الراحلين وأولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة، أن يسائلهم سياسيا وثقافيا وإنسانيا، محبا ومنتقدا. إن إقامة متحف باسم محمود درويش أمر رائع، وهو متحف يليق بهذا الاسم، لكن فلسطين ستكون أجمل وأروع وأعظم وأغنى، لو أن من حرصوا على إقامة هذا المتحف، قد عملوا أيضا على إقامة متاحف أخرى، في مدن فلسطينية أخرى، كما قلت قبل عامين في محاضرة لي في متحف درويش، متاحف تحمل اسم غسان كنفاني، وإبراهيم طوقان، وفدوى طوقان، وأبي سلمى، وإميل حبيبي، وجبرا إبراهيم جبرا، وإدوارد سعيد، ومعين بسيسو وسميح القاسم وتوفيق زياد، وإسماعيل شموط، وناجي العلي، وعارف العارف ومحمد عزة دروزة وأكرم زعيتر وراشد حسين… ويمكن أن نستمر في ذكر الأسماء، ففلسطين أنجبت وأعطت البشرية أسماء لامعة تستحق أن تكون خبز يومنا وشمسه. نحن إذاً في وضع لا نحسد عليه أبدا، سلطة في غزة لا يمكن أن تفكر بإطلاق اسم غسان أو سواه على أي قاعة مهما كانت صغيرة! وسلطة في رام الله تفعل الشيء ذاته في اختصار فلسطين في اسم واحد، معتقدة بأنها بذلك تخدم فلسطين، والحقيقة أنها تفقرها وتسخِّفها وتُقلل من قيمتها أيضا. هكذا سنجد أن الهجمة التي شُنت على اسم محمود درويش من قبل أئمة الجوامع في الجزء الفلسطيني الغالي الذي احتُّل عام النكبة، هي صورة أخرى لما يحدث في الضفة وغزة، كما لو أن الخراب إذا أصاب لا يترك حبة تفاح سليمة في صندوق هذه القضية الحزينة، بغضّ النظر عن مدى مجابهة تلك الإجراءات. مهزلة عابثة، ترفع يافطاتها في كل مكان يجد تنظيم ما فيه موطئ قدم، لا موطئ روح، أو موطئ مستقبل لفلسطين، يافطات تعيد لنا ذلك القول البغيض: شهداؤنا في الجنة، وشهداؤكم في النار! أو: شهداؤنا في الجنة، وقتلاكم في النار! ففي وقت يحتكر فيه طرف شرف الجنّة ويحتكر طرف آخر خلود الدنيا! تبدو فلسطين في الحقيقة أشبه بذلك الطفل الذي تنازعت أمومته امرأتان، وحين أمر القاضي بشطر الطفل نصفين، صرخت الأم الحقيقية، في حين أن شرف هذه القضية يوجب علينا أن نصرخ، لا لأن أحدا شطر أولادنا فقط، بل يتوجب علينا أن نصرخ رافضين أي ضرر يمكن أن يلحق بأي طفل من أطفالنا، وليس الوطن وحسب. إن كل احتكار حزبيّ للرموز هو تمهيد لإقصائهم من وعينا وضميرنا، ولا يتعلق هذا الأمر بحماس في غزة، ولا بفتح في رام الله، لأن المسألة أعمق من تغيير اسم أو تثبيت بقائه. من المحزن أننا لم نسمع استنكارا لأي تنظيم آخر، بشأن استبدال اسم غسان بمرمرة، كما لو أن غسان لا يعني سوى الشعبية، وكما لو أن تلك التنظيمات الأخرى تقول: «فخار يكسر بعضه»، وهو فخار فعلا، لأن الواقع الفلسطيني سيظلّ مجرد فخار إذا واصل الاعتقاد أنه أكبر من فلسطين، ففلسطين هي التي تحمي «فتح» وتحمي «حماس» وأي تنظيم آخر، وحين تصل فلسطين إلى ذروة عنفوانها، كما حدث في ثورة 36 وانتفاضتها الحديثة، كانوا كلهم أصغر منها، ولحقوا بقطارها مهرولين، لكن هنالك من يصرّ على أن تكون فلسطين أصغر منه، بإصراره على إعدام شهداء لا يموتون، ومبدعين، سقطت إمبراطوريات لا أشباه سلطات، وتواصل حضورهم في الجمال والضمائر. إبراهيم نصر الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
حسب الساعة الجينية وفصيلة عرقي في فحص الـ «دي أن إيه» فإن جذوري تمتد إلى إقطاعيات التاج الألماني، الذي ينحدر من شجرة أول قياصرة الإمبراطورية الغربية الملك «شارلمان العظيم» أو ما يمكن أن نطلق عليه «شارل أبو بكر» في الخلطة الجينية لتلاقح الأنساب، أقول قولي هذا ونحن نشاهد أفواجا من السوريين يتدفقون عبر بحر إيجه بقوارب مطاطية متجهين نحو الشمال، من اليونان إلى هنغاريا مشيا على الأقدام أو عبر الحافلات والقطارات وصولا إلى ألمانيا، حيث تنتظرهم الجموع التي أضاءت لهم العتمة بالشموع ولافتات الترحيب وأطباق الحلوى والهدايا واللعب.. فهل أحمد الله على عرقي الألماني الدساس؟ أم أطلب الغفران من محمود درويش لأن اللاجئ السوري وسط كل اليافطات الأجنبية لم يعثر على لافتة إرشادية على الحدود العربية تحفظ ماء وجه القصيدة ولو بإمضاء صغير: سجل أنا عربي! الصورة ضحية القيامة أم أداتها؟ من أين بدأت القيامة التي قلبت كيان أوروبا وقرارات العالم الأول وغيرت المشهد السياسي المتعنت فقفزت عن حواجزه العنصرية وأسلاك قوانينه الشائكة؟ من صورة التقطتها المصورة التركية « نيلوفير ديمير» التي التقتها «وسيلة عولمي» على قناة «الجزيرة»، لتسألها عن سر أشهر صورة في العالم هزت عرش النبلاء البيض، ولم تهز للعرب قصبة، فكيف عثرت الجثة على الكاميرا؟ قالت ديمير إنها كانت مناوبة على شاطئ بودروم في السادسة صباحا لتلتقط صورا لمهاجرين باكستانيين في قوارب تنهال إلى الشاطئ حين رأت كتلة صغيرة بحجم ملاك نائم، اكتشفت أنه جثة، اقتربت منه وهي تصوب العدسة باتجاه صرخته الصامتة، لتغمز عين الكاميرا بدمعة حارقة ! ما الذي كان بإمكان مصورة أن تفعله حين ترى مشهدا كهذا؟ ثم لو لم تكن مهنتها التصوير هل كان سيكون من حقها أن تلتقط الصورة وتنشرها؟ وإن كان للصورة هذا الأثر في قلب المعادلات السياسية وإثارة الرأي العام العالمي، فلم يعتبر البعض أن في نشرها استغلالا أو تداولا غير شرعي يهين قدسية الموتى ويخل بحرمة الموت؟ «ديمير» لم تتوقع هذه الضجة، ولكنها أرادت حسب ما صرحت به في اللقاء، أن توصل للعالم رسالة إنسانية تفتح من خلالها بابا لكل لاجئ وطريقا لرحلة الأمل، غير أن السؤال الأهم لعولمي كان في سر هذه الصورة تحديدا، بينما انتشرت صور كثيرة من قبل لأطفال خرجوا من تحت الأنقاض جثثا متفحمة، ولم تحرك في هذا العالم ساكنا، جاءت صورة إيلان، لتزلزل ضميرا مكمما لم يعتد أن يولي اهتماما لموتانا ولا لملائكتنا الشهيدة، فما الذي تغير يا الله ؟!! (تحذير: السؤال ليس احتجاجا على التعاطف بل استغرابا لمعياريته، مع حفظ حق الملاك السوري بالقيامة) ! المصورة التركية، وقفت حائرة أمام سؤال عولمي، لم تعرف لماذا قامت القيامة واندلعت النار في هشيم راكد، ولكنها أصرت على أن براءة هذا الطفل هي الصورة الحقيقية، وأن الملائكة حين تنام لا تصغي لضوضاء الآلهة… ولن أعتذر عن أي مونتاج صحافي أجريته هنا على مقابلة وسيلة عولمي ! طرقعة أصابع إعلامية كشفت صورة حنظلة السوري عورتين في عين كاميراتية واحدة، الأولى: أن العين العربية مهما التقطت من جثث لا تثير ما تثيره أية عين كاميراتية أخرى حول العالم! والثانية: أن المصورين والمراسلين الغربيين رافقوا اللاجئين السوريين في رحلة التخييم والمشي على الأقدام والصعود إلى متن القاطرات، حتى وصولهم إلى الأماكن التي أعدت لاستقبالهم أو البيوت التي تطوعت لإيوائهم، وهو ما عاينته بصفتي خلية نائمة في ملكوت «تويتر»، من خلال تغريدات توثيقية وتدوينية لأكبر مراسلي الصحافة الغربية، الذين واكبوا الحدث صورة بصورة وتغريدة بتغريدة، بينما انشغل صحافيونا بمهمتين يتيمتين: استيراد آخر الأخبار من الصحافة والتلفزة الغربية، أو الإنشغال بوصلات ردح بين محمود سعد، الذي ألقى اللوم على الرئيس الأسد في حين برأه إبراهيم عيسى متفننا في استعراض عسكري لجيش الدفاع الإعلامي الذي يقوده، والزبد يخرج من فمه والعرق يتصبب من حمالات بنطاله، أما قارئ فنجان «صدى البلد» أحمد موسى في حديثه مع والد الشهيد دعا اللاجئين لدخول مصر بسلام آمنين، فما كان من والد إيلان سوى أن يرد بصفعة ناعمة: مصر بلد فقير لا يستوعب الفقراء !! الصحافة الغربية اعترفت في المجمل، أن دولها شريكة في جريمة الحرب السورية، وأجبرتها على دفع الثمن وتسديد فاتورة الدياسبورا السورية، في ذات الحين الذي استهجنت فيه تقاعس دول الخليج عن القيام بهذا الدور، عملا بشريعة: (الأقربون أولى بالمعروف)، ولم تتوان الكثير من الأصوات العربية عن اجترار هذا الاستنكار لينتقل المشهد برمته من شاطئ بودروم التركي إلى شواطئ العراة العرب، ويلعب الإعلام العربي لعبة طرقعة الأصابع بحثا عن حرب بديلة وتمويه استعراضي لعضلات محشوة بالورق و»الشحبار»! افتقاره دول الخليج لسنة قانونية عربية لم ينكر عبد الرحمان الراشد في مقالته التي نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» عزلوية الجانب الخليجي وافتقاره لسنة قانونية تلبي متطلبات الظرف العربي الكارثي،لاعتبارات ديمغرافية، واحتياط قانوني بديل يستوعب ضحايا الحروب ليس كلاجئين إنما بعقود عمل وإقامات شرعية لا تتعامل معهم كمشردين بل كموظفين تضمهم كطاقات إيجابية منتجة وعاملة إلى خارطتها السكانية، في ذات الوقت الذي تدفع به مبالغ طائلة لدول أخرى كمصر والأردن ولبنان لتفتح حدودها للاجئين ولا تغلق في وجههم أبواب الرحمة والشفقة، فأين السؤال؟! لا أدري إلى أي مدى سيذكرك الإعتبار الديمغرافي هذا بما قاله نتنياهو لما اعتذر عن استقبال اللاجئين السوريين؟ ولكن هل هناك حقا من لجأ من السوريين إلى اسرائيل ولم يلجأ إلى الخليج؟ ثم إن كانت بعض الدول العربية تقاضت أجر إيوائها لهم وحين استقبلتهم مارست اضطهادا مضاعفا عليهم و»حملتهم جمايل» هل كانت لتطلق عليهم الرصاص لو لاذوا إليها قبل أن يتم ضخ الأموال الخليجية في أنابيبها البنكية؟ أين ذهبت تلك الأموال؟ لماذا يعيش اللاجئون في تلك الدول الحرمان والفقر والذل ولا ينعمون بهبات الخليج؟! ثم ما هي المأساة الحقيقة: أن يدفع الخليج ولا يؤوي؟ أم أن تتقاضى الدول العربية الأخرى ثمنا باهظا لإيواء لا يليق بالكلاب الضالة؟ من الذي يطبق الإسلام؟! مذيع على قناة «الفيحاء» العراقية طلب من العرب أن يستحوا، ويكفوا عن إثارة الشبهات حول المواقف الأوروبية المشرفة من اللاجئين السوريين، وكان يتحدث عن المستشارة الألمانية ميركل كطرزانة إنقاذ من هذا الغاب، ساخرا مما يروجه البعض حول استغلال أوروبا لشبابنا وطاقاتنا، قائلا «عيب عليكم خجلتوا العالم ما تستحون، نصف الشباب في المعتقلات والسجون، والآخر عاطل عن العمل، وما تبقى يعاني من أمية وانحراف وإدمان، فأي استغلال هذا الذي تتحدثون عنه»؟ ولا أدري ما دخل السيسي بحديث المذيع المصري محمد ناصر عن غرق الطفل السوري، حين استعرض دراسة نشرها موقع «مصراوي» تضع إيرلندا في المرتبة الأولى لتطبيق مبادئ الإسلام من حيث احترام حقوق الإنسان والإنجازات الاقتصادية، بينما تأتي السعودية في المرتبة 91 ومصر في المرتبة 128 أما اسرائيل فحازت على المرتبة رقم 27 ، لكنني سأحييه على استنكاره حين تساءل إن كان يمكننا بناء على هذه الدراسة أن نعتبر اسرائيل دولة إسلامية!؟ وائل الأبراشي الذي كان يزعق متهما أوروبا بمأساة سوريا لم يستطع أن يتأمل الوضع بعمق يليق بالحدث والخبرة والمعرفة، كما فعل الكاتب «ريك ليمان» في صحيفة الـ «نيويورك تايمز» حين استشهد بتعليق للحاخام الأكبر في هنغاريا «روبيرت فروليش» على صورة اللاجئين السوريين الذين رافقتهم الشرطة المجرية إلى القطارات وهي تعدهم بحرية تحت الرقابة العسكرية، وتحشدهم في مخيمات جمهورية التشيك بعد ترقيم أياديهم بأرقام تعريفية مع علامات لا يسهل محوها تماما كتلك الأوشام التي استخدمها النازيون في مراكز التخييم التي حشر فيها اللاجئون قبل أن يغادروا في القطارات برفقة العساكر، ليحرقوا في غرف الغاز السام، مؤكدا أنه يسمع أصداء لهولكست أخرى يستعر أوارها في هذا المشهد السوري… فماذا نقول للنجاشية ونحن نقبض على قلوبنا التي بلغت حناجر أقلامنا خوفا من مؤامرة ترانسفير متخفية بقناع خازنة الجنة؟ لن أنحاز للنتيجة الجينية في أول هذه المقالة، احتراما لسؤال وسيلة عولمي عن سر الصورة، ولكنني سأكتفي ببناء سفينة نوح الورقية قبالة نهر بردى… وأشرب قهوة الشهداء مع الله في جبل قاسيون، لأن فلسطين مقاطعة موعودة في إقليم «شامستان» ! كاتبة وشاعرة فلسطينية تقيم في لندن لينا أبو بكر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
القاهرة ـ «القدس العربي» : استمرت الصحف المصرية الصادرة أمس في الإلتزام بقرار النيابة العامة حظر النشر في قضيتي وزير الزراعة وحمدي الفخراني إلا ما يصدر عنها، كما نفى مصدر قضائي عدم صحة ما يتم تداوله من تورط أعداد من الوزراء في قضايا فساد. رغم أن زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم أخبرنا أمس في «المصري اليوم» أنه كان يسير في شارع مجلس الشعب الواقع فيه مبنى مجلس الوزراء فشاهد المبنى يتمايل واثنان من المارة أحدهما يقول للثاني: مش زلزال ولا حاجة ده الوزراء بيترعشوا جوه من ساعة ما اتقبض على وزير الزراعة. كما أبرزت الصحف بيانات الجيش عن الحملة التي بدأها فجر الإثنين الماضي تحت عنوان «حق الشهيد» بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب من الشرطة لتطهر شمال سيناء من الإرهابيين وأدت حتى مساء الثلاثاء إلى قتل العشرات منهم وهذه الحملة كما هو واضح ستستمر بهذا المعدل استعدادا لإعلان سيناء خالية من الإرهاب في احتفالات البلاد بذكرى انتصار حرب أكتوبر، والأهم أنه تم بدء هيئة قناة السويس في تنفيذ مشروعات شرق بورسعيد الواقعة في سيناء ودعوة الشركات الأجنبية لإقامة مناطق تخزين وصناعات فيها وطبعا لا بد من توفير الأمن الكامل لها وقام الجيش بالتعهد بعلاج أبناء شمال سيناء مجانا. لا يزال جانب كبير من الإهتمام الشعبي موجه إلى استعدادات العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ نهاية الشهر الحالي والحج وعيد الأضحى المبارك أعادة الله علينا مسلمين ومسيحيين بالخير واليمن والبركات وهل ستفي الحكومة بوعودها بتوفير اللحوم بأسعار رخيصة أم لا، كما تواصل بعض شركات الإنتاج الفني من الآن الاستعداد بمسلسلاتها في شهر رمضان المقبل، كما بدأت الأحزاب والقوى السياسية والأفراد الإستعدادات لانتخابات مجلس النواب. وإلى بعض مما عندنا: «الأخبار»: رئيس جامعة القاهرة طلع «دكر» وإلى الفساد والحكومة والوزراء التي قال عنها يوم الثلاثاء زميلنا في «الأخبار» خفيف الظل أحمد جلال في بروازه اليومي «صباح جديد»: «الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة طلع «دكر» على رأي أستاذنا عبد القادر محمد علي في مقاله الساخر «صباح النعناع» أول أمس. نصار فضح وزير التعليم العالي في أحد البرامج الفضائية يعني «على عينك يا تاجر واللي ما يشتري يتفرج»، وقال إن الوزير طالبه باستثناء شقيقة احدى المذيعات في التحويل للجامعة، لكنه رفض بالبلدي الموضوع ليس استثناء للضباط أو القضاة كما يدعي الوزير لكنه على مزاج معاليه رد يا معالي الوزير»! غيروا قبل أن يقال لكم أرحلوا وفي العدد نفسه أبدي زميله عاطف زيدان دهشته من طريقة اختيار الوزراء بقوله: «أكد الرئيس السيسي أكثر من مرة أننا نسابق الزمن لتعويض ما فاتنا ولعل معجزة إنشاء قناة السويس الثانية في عام واحد بدلا من ثلاث سنوات أكبر دليل على ذلك لا تحتمل ظروف الوطن وطموحات أبنائه إضاعة المزيد من الوقت في الصبر على الفاشلين كفانا ثلاثة عقود تحولت فيها دول مثل سنغافورة وأندونيسيا وكوريا الجنوبية والصين إلى نمور اقتصادية، بينما تراجعت مصر أو على أقل تقدير ظلت مكانها ثلاثين عاما حتى كاد التصلب والتجلط ينتشر في أوصالها وشرايينها بسبب نظام كان يؤمن رئيسه ببقاء الحال على ما هو عليه لدرجة أنه ترك مسؤولين في مناصبهم بينما كانت تتوافر معلومات حول انحرافاتهم، بل كان يتم التحقيق مع بعضهم في قضايا فساد «يا عالم يا هووووه» لقد قامت في مصر ثورتان ولا يمكن أن يقبل مواطن مصري أن يظل فكر مبارك هو السائد والمسيطر على حياتنا المسؤول الفاشل يمشي فالوطن ليس عزبة يمرح فيها الفاشلون والمحاسيب دونما حساب غيروا قبل أن يقال لكم أرحلوا». فضيحة شقيقة المذيعة ورئيس جامعة القاهرة واحتل قرار وزير التعليم العالي باستثناء أبناء ضباط الشرطة والجيش والقضاة من قواعد التحويل والضجة التي ثارت حوله وسرعة تدخل رئيس الوزراء لإلغائه بعد أن انفجرت المعركة علنا في الفضائيات عندما رفض رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار القرار وهاجم الوزير، وأكد أن وراء قراراه احدى المذيعات في التلفزيون، وقال زميلنا في جريدة «المقال» اليومية المستقلة هشام المياني في يوم الثلاثاء: «يؤكد نصار أن وزير التعليم العالي فعل فعلته الفاضحة هذه والمخالفة للدستور والقانون من أجل استثناء شقيقة مذيعة في «ماسبيرو» وزعها التنسيق إلى جامعة كفر الشيخ وهي تريد نقلها لجامعة القاهرة، ولما رفض نصار هذا لأنها لا تنطبق عليها شروط النقل الإداري توجهت إلى وزير التعليم العالي الذي بدوره حصل على التفويض بالاستثناءات من أجل شقيقتها أنها هددته بأنها ستأتي له بموافقة الوزير ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. ونجد المذيعة وأسمها قصواء الخلالي تعترف بهذا التهديد على الهواء مباشرة في اتصال بالبرنامج نفسه وفي اعتراف نصار كل هذا يجعلنا نتساءل عن من هي المذيعة و«بنت مين في مصر» من الآخر أو مسنودة على مين؟ لتكون بتلك القوة التي تهدد فيها بأنها ستأتي بموافقة رئيس الجمهورية نفسه على استثناء شقيقتها، فإذا بنا حسب ما كشفه نصار نجد وزير التعليم العالي يترك كل هموم وزارته وهموم جموع طلبة جامعات مصر، ويعقد اجتماعا مخصوصا لمجلس الجامعات من أجل الحصول على تفويض بالاستثناءات لاعتبارات قومية ولا يتورع أن يعترف في قلب الإجتماع المسجل وفقا لنصار أنه من أجل حالة شقيقة مذيعة ماسبيرو، ثم لماذا تم الصمت كل هذه المدة على تلك التفاصيل، رغم اشتعال نيران تلك الأزمة في ثوب رجال القضاء والجيش والشرطة نريد تحقيقا نزيها وشفافا في هذه القضية وهي أن تنتهي بالشهادة التاريخية التي قالها الدكتور نصار وفي تقديري أن حسم هذه الأزمة معلق في رقبة الرئيس عبد الفتاح السيسي فهو المسؤول أمام الشعب الذي انتخبه بأن يضرب مواطن الفساد وهذه الأزمة أيا كانت أسبابها هي فساد بين وضرب بالدستور والقانون في عرض الحائط وقصة أن الرئيس مشهود له بالنزاهة ولكن الوزراء أو من حوله يورطونه ويلوثون ثوبه لا تعنينا فهو المسؤول عن تنقية ثوبه من الفاسدين والمحاسبة هنا يجب أن لا تقتصر على الوزير فقط بل على كل من وافقوا على هذا التفويض ونفذوا أي قرارات للوزير بموجبه وهم يعلمون مخالفته القانون والدستور». قرارات الوزير الفرعونية وفي «اليوم السابع» قال زميلنا وصديقنا كرم جبر في اليوم ذاته: أولا: «زج الوزير بأبناء الضباط والقضاة متخيلا أنه يجامل الكبار ضاربا بأحكام المحكمة الدستورية العليا عرض الحائط لإصدارها أحكاما تاريخية سنة 1985 بإلغاء الاستثناءات بكل صورها وكأن الزمن يعود للوراء. ثانيا: «أساء الوزير لأبناء الشهداء عندما أراد توظيفهم لتمرير الإستثناءات دون أن يصدر قرارا محترما يرفع له الناس القبعة اعترافا بتضحياتهم. ثالثا: «استخدم فزاعة الإخوان لإرهاب معارضيه وألصق بهم تهما هم أبرياء منها.. رابعا: «لجأ للفظ مطاط هو «اعتبارات الأمن القومي» ليذيل بها قراراته الفرعونية. وعندما سأله أستاذ جامعي عن مفهومه قال «مش من حقك تعرف». «وفد»: باب الإستثناءات يا سادة هو بوابة جهنم وإذا تحولنا إلى «وفد» الثلاثاء سنجد زميلنا عصام العبيدي ينظر إلى صورة وزير التعليم العالي ويتنهد ثم يقول: «ولو تذكر وزيرنا مصير.. زميله وزير العدل الأسبق.. والذي أطاح به عامل النظافة من منصبه الوزاري.. بعد أن قال جملته الشهيرة «ﻻ مكان لابن عامل النظافة في القضاء».. ورغم أن هذا واقعاً.. نعيش فيه منذ زمن طويل.. إلا أن الوزير خانه التوفيق.. ونطق بعبارة تفتقد لكل مبادئ العدل والمساواة. - لا يفوتني أن أشكر الدكتور جابر نصار.. رئيس جامعة القاهرة.. عندما رفض بإصرار تنفيذ القرار الوزاري.. وقال بالبلدي «كده على جثتي». - حتى عندما عاتبه وزير التعليم العالي على عدم تنفيذه لقرار الوزير بشأن استثناء شقيقة مذيعة في التلفزيون المصري.. من شروط التحويل.. من جامعة كفر الشيخ إلى القاهرة.. رد على الوزير.. بكل حسم آسف.. هذا الطلب مخالف للقانون. - فباب الإستثناءات يا سادة هو بوابة جهنم.. التي تخرق كل شيء.. لقد بدأ القرار السري.. باستثناء أولاد القضاة والضباط شرطة وجيشا.. حتى وصل خلال أيام.. للمذيعين والمذيعات.. ولو صمتنا لامتد غدا لأولاد أعضاء البرلمان.. ورجال الأعمال.. ولتذهب لوائح وقوانين الجامعات للجحيم». تلقي رئيس الجامعة اتصالات من جهة سيادية أما «البوابة» فإنها نشرت تحقيقا لزميلنا موسى عبد الله قال فيه: «كشف مصدر مقرب من الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة أن اللغط الذي أثير بسبب ما حدث أمس الأول خلال برنامج «البيت بيتك» على فضائية «TEN» يرجع إلى تلقي الدكتور نصار اتصالات من جهة سيادية أكدت له أنهم لم يطلبوا استثناءات كانت مذيعة في التلفزيون المصري، طالبت نصار باستثناء شقيقتها من قواعد التوزيع الجغرافي، وتحويلها من جامعة كفر الشيخ إلى القاهرة، وأكدت المذيعة أن الوزير وعدها بالتحويل، لكن الدكتور نصار رفض الأمر واشترط نصار قرارا مكتوبا من الوزير للموافقة على التحويل، فردت المذيعة «لو عايز إمضاء من رئيس الجمهورية ها جيبه وأكد مصدر مطلع أن انسحاب رئيس جامعة القاهرة من البرنامج يرجع إلى تلقيه مكالمة من رئيس الوزراء، أكد له خلالها أن الأمر منته، ولا أساس للقرار، الدولة تحارب الفساد، وأنه كان لا بد من توضيح الأمر للرأي العام، حتى لا تحدث فتنة بين فئات الشعب». الرئيس وجه بتقديم وزير الزراعة استقالته ونتحول إلى «جمهورية» اليوم نفسه، حيث اتجه بنا زميلنا ضياء دندش إلى وجهة أخرى عندما صاح: «أصدر الرئيس توجيهاته ليقدم وزير الزراعة صلاح هلال استقالته إلى إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، وبعد خروجه من مجلس الوزراء بوقت قليل ألقى رجال الرقابة الإدارية القبض عليه ليتم الإعلان عن قضية فساد والتي ستجر وراءها عددا من المسؤولين، ولن تكون الأخيرة، بل بداية الإنذار بأن الدولة عادت وعلى كل من سيفكر في ارتكاب واقعة فساد أن يعلم أنه «رايح في ستين داهية» وبدون مجاملة فإن لسان حال المصريين يقول للرئيس السيسي «أفرم» يا ريس كلنا وراك حتى تتخلص البلد من الفاسدين والمفسدين». وهكذا أعادنا دندش إلى صاحب عبارة الفرم وهو الرئيس الراحل أنور السادات وأطلقها في مايو/آيار 1971 بعد استقالة عدد من الوزراء وإلقائه القبض عليهم واتهامهم بالتأمر عليه بأنه سيفرم وقامت مظاهرات مؤيدة له تطالبه بالفرم وكان السادات يتمتع بخفة ظل واضحة وله عبارة أخرى شهيرة وهي الديمقراطية لها أنياب وكان في بعض الأحيان عندما يقولها يبرز أسنانه. إجراء تعديل وزاري قد يكون شاملا خلال أيام اييه.. اييه أيام وذكريات كادت أن تنسينا الإشارة إلى قول زميلنا في «المقال» أحمد رمضان الديباوي: «المشكلة التي وقعت وتقع فيها حكومة محلب هي أن عددا من وزرائه ستطالهم المسؤولية وقد يتم استدعاؤهم إلى التحقيق وهي إشارة إلى غياب المعايير في اختيار الوزراء كما أنها إشارة إلى تعامي رئيس الوزراء عن تقارير الرقابة الإدارية التي تسبق اختيار أولئك الوزراء لذلك ستكون أولى الخطوات المتوقعة إجراء تعديل وزاري قد يكون شاملا خلال الأيام المقبلة وكذا ستبدأ الدولة في إجراءات الأراضي التي تم تخصيصها لرجال الأعمال وبعض الوزراء أو دفع فروق الأسعار بما يضمن عودة حقوق الدولة كاملة الأيام المقبلة بلا شك ستحمل مفاجآت تتري وستكشف أسماء ملء السمع والبصر وما يهمنا في ذك أن القيادة السياسية لا تتهاون في معاقبة كل مفسد مهما كان موقعه وهو ما يعطي أملا في الأفق ببوادر إصلاح وإن كانت جزئيا بعض الشئ لكنه سيكون بداية لانتشال مصر من بؤرة الفساد العفنة التي تقع فيها بفعل فاعل وهذا الفاعل هو سوء اختيار وزراء الحكومة والفشل الذريع في تحديد حزمة معايير أو توصيف وظيفي ينظم المهام المنوطة بهم وهذا ما نروم من الرئيس التدقيق فيه خلال الأيام المقبلة التي ستشهد حسب توقعنا تعديلا وزاريا محدودا». «الجمهورية»: رؤوس كبيرة كثيرة فاسدة قد أينعت وعودة مرة أخرى وأخيرة إلى «الجمهورية» الثلاثاء لنكون مع زميلنا محمد منازع الذي أثار قضية الدولة بقوله: «الوقائع أيضا تؤكد أن الدولة لا تتستر على أي فاسد ولا تحمي أي منحرف مهما كان موقعه، فسقوط هؤلاء لا يعيب الحكومة من قريب أو بعيد ولذلك ليس من الحكمة التعجل باتخاذ قرارات قبل التأكد من صحة الإجراءات وليس أدل على ذلك مما حدث مع وزير الزراعة الذي ألقي القبض عليه أمس في واحدة من قضايا الفساد وإحالته للنيابة للتحقيق مثل أي مجرم مهما كان ويترك الأمر لجهات التحقيق والاختصاص سقوط تلك الرؤوس أمر إيجابي وليس سلبيا لأنه يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح وأن الدولة تتعامل مع الجميع بالمساواة الكاملة مهما كانت مواقعهم لا فرق بين وزير وخفير بل هذا هو ما كنا نبغي حتى نقطع دابر الفساد والمفسدين أعتقد أن رؤوسا كبيرة كثيرة فاسدة قد أينعت وحان قطافها وستنال الجزاء الرادع والعادل بالقانون وليس بالاستقالة وترك المنصب فهذه الأخيرة وحدها لا تكفي». الدولة ورجال الأعمال ويجرنا ذلك إلى حقيقة الصراع أو حالة الترقب والشك السائدة منذ تولي السيسي السلطة بين الدولة وقطاع وليس كل رجال الأعمال الذين لا يستريحون إليه ويشكون في حقيقة ميوله ومشاعره نحوهم وأنه أقرب لأن يكون نموذج آخر معدل من عبد الناصر وهو أمر أظهره كثيرا، وذلك من خلال امتداحه له ولعهده علنا أكثر من مرة واعتباره كان المحاولة الثانية لبناء مصر بعد المحاولة الأولى لمحمد علي باشا وما يثير شكوك هذه الفئة من رجال الأعمال هو إصراره على تواجد الدولة في ملكية أكبر عدد من المشروعات بنسبة معينة أو مملوكة بالكامل لها وإسناد جزء كبير من تنفيذ مشروعاتها إلى شركات الدولة بما فيها القوات المسلحة حتى لا يذهب عائدها خارجها وهو على كل حال توجه يعلنه وينفذه لدرجة أنه عند زيارته لسنغافورة والاتفاق مع اكبر شركة في العالم لتحليه مياه البحر وتنقية مياه الصرف الصحي أصطحب معه رئيس هيئة قناة السويس ليوقع باسم الهيئة الاتفاق وأثناء زيارته للصين واجتماعه مع رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات أشار إلى مواقف لم يلتفت إليها كثيرون عندما ذكر بعد التزام نظام مبارك بتنفيذ اتفاق عام 2008 لإنشاء منطقة صناعية وتخزين للشركات الصينية وقال إن الوضع الآن تغير وإن الدولة ملتزمة بإعداد الأراضي التي ستقام عليها المشروعات الصينية وتوفير البنية الأساسية لها في ظرف سنة واحدة ولكنه اشترط شرطا ملفتا وهو أن تقدم المصانع الصينية للحكومة ماكينات كل مشروع والمطلوب توفيره بحيث تأتي كل شركة بعد سنة لتقوم بتركيب الماكينات وبشرط أخر هو تعديل بنود بعض الاتفاقات وكان يقصد أن تنفذ الشركات المصرية إعداد البنية الأساسية حتى لا تأتي الصين بعمالها وشركات مقاولاتها». «الأهرام»: عودة نموذج «الدولة التنموية» وقد سبق لزميلنا وصديقنا في «الأهرام» والمفكر السيد ياسين أن قال يوم الخميس قبل الماضي عن هذه الحقيقة: «النظام السياسي الجديد الذي ينبثق من ثورة 30 يونيو يعيد في الواقع صياغة دور الدولة ويفسح الطريق واسعا وعريضا لعودة نموذج «الدولة التنموية» التي رسختها ثورة يوليو/تموز 1952، باعتبار أن مهمتها الرئيسية هي التنمية الشاملة من خلال القيام بمشروعات قومية كبرى. وقد بدأ الرئيس «السيسي» هذا العصر التنموي الجديد في مصر بمشروع «قناة السويس الجديدة» التي اعتمد فيها لأول مرة فى تمويلها على الاكتتاب الشعبي الذي نجح نجاحا ساحقا، وعلى الإدارة الهندسية للقوات المسلحة في تنفيذه فى عام واحد وقد أعلن أيضا عن مشروع زراعة المليون ونصف المليون فدان، بالإضافة إلى مشروع بناء عاصمة جديدة. ويعني ذلك أن «الدولة التنموية» عادت بأقوى مما كانت حتى في الحقبة الناصرية، ولم تعد التنمية «إقطاعاً» للنظام الخاص كما فعلت الدولة في عهد «السادات» أو فى عصر «مبارك» والذي تزاوجت فيه السلطة مع الثروة مما أدى إلى استفحال الفساد وإفقار ملايين المصريين. «الأخبار» تحذر من زيادة العجز الإقتصادي لكن ذلك لم يعجب رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويريس لذلك قال يوم الأحد قبل الماضي في مقاله الأسبوعي في جريدة «الأخبار» بعد أن هاجم كثرة تدخل الدولة: «منطق في تحليل الاقتصاد المصري بسيط ومباشر لا يعتمد على أيديولوجية فهو مبني على حقائق رياضية لا مفر منها وخطواتها كالآتي: «الاقتصاد القومي يستطيع أن يستوعب عجزا في الموازنة العامة يتراوح بين 2 ٪ و4 ٪ من حجم الدخل القومي.. أي أننا نستطيع أن ننفق ما يزيد عن إيراداتنا بهذا القدر لأن اقتصادنا في الأحوال العادية سينمو بأكثر من هذا القدر وبالتالي لا ضرر ولكن الضرر كل الضرر يأتي إذا زاد العجز عن 4 ٪ من الدخل القومي لأن هذا سيولد تضخما وارتفاعا مستمرا ومزمنا في أسعار السلع والخدمات في الاقتصاد القومي وكلما زاد العجز زاد حجم الضغط على مستوى الأسعار وزادت الأسعار بطريقه عشوائية وغير منظمة المستثمر لا يقبل على الاستثمار إذا كانت الأسعار تتحرك بصفة مطردة وعشوائية وبالتالي تكون أثار التضخم إلى جانب تدهور توزيع الدخل في المجتمع على حساب الفقراء. ويتسبب الأثر الثاني في تقليص قدرة الاقتصاد على النمو وبالتالي زيادة البطالة وإعادة توزيع الدخل في غير صالح الفقراء وزيادة الفقر على الجميع لانخفاض قدرة الاقتصاد المصري على النمو لنتيجة الحتمية لما سبق هي انه لن يكون هناك نمو أو تنمية في المجتمع مادام العجز في الموازنة العامة يفوق الحدود الآمنة. فضيحة الاعتداء على مجمع عبدالناصر ولكن في عدد الأحد قبل الماضي قال زميلنا عبد القادر محمد علي وكأنه يرد على ساويريس في بروازه اليومي «صباح النعناع»: «منذ خمسين عاما افتتح الرئيس جمال عبد الناصر مجمعا استهلاكيا تابعا لشركة الأهرام للمجمعات لخدمة الأهالي في أحدى مناطق وسط القاهرة وظل المجمع يقوم بدوره في التخفيف عن محدودي الدخل حتى الأسبوع الماضي عندما قام هكسوس الحي باقتحامه ونزعوا عداد الكهرباء ثم قاموا بتشميعه فقد اكتشفوا بعد نصف قرن أنه يعمل بدون ترخيص من سوء هذا المجمع أنه ملك للشعب مالوش صاحب يعرف في الملاغية وكله نظر ومفهومية وفتح عينيك تاكل ملبن لو كان له صاحب أغمض هكسوس الحي أعينهم وسدوا أذانهم ونسوا موضوع الرخصة خمسون سنة أخرى». «الوطن» تهاجم النظرة السلبية تجاه رجال الأعمال ومن الهكسوس المصريين إلى غيرهم من الخواجات الذين قال عنهم يوم الثلاثاء قبل الماضي في «الوطن» زميلنا وصديقنا عماد الدين أديب: «في الغرب يحترمون صاحب العمل، وصاحب المال الذي يفكر ويبدع ويخطط ويبني وينفذ ويخاطر ويدير، طالما أنه يدفع حقوق العاملين ويدفع حق الدولة في الضريبة المستحقة في مصر لدينا رجال أعمال شرفاء فتحوا مصانع كبرى عمل فيها الآلاف، وبنو مدناً جديدة كانت عبارة عن صحراء قاحلة، ودخلوا في مجال استثمارات صعبة وغير مضمونة النتائج، وتحملوا كل مشاكل البيروقراطية ورسوم الضرائب والتأمينات والقضايا العمالية وشائعات الإعلام والتعريض بهم ليل نهار. ثقافة المجتمع في مصر، وموقف الإعلام في بلادنا، هما موقف عدائي وكاره لرجال الأعمال نحن نرى في كل من يملك المال أنه، بالضرورة، وبالتأكيد استغلالي، فاسد، يتاجر في الممنوعات كلامي هذا لا يعني أن كل رجال الأعمال ملائكة أو أنه لم يحدث في مصر زواج للمال بالسلطة، ولكن يعني أن هناك شرفاء منهم بنوا اقتصاد هذا الوطن المطلوب تطبيق قول الله تعالى: ««ولا تزر وازرة وزر أخرى» سواء بالخير أو الشر. نيوتن والضبعة وبالنسبة للصراع بين الدولة وبعض رجال الأعمال حول منطقة الضبعة في الساحل الشمالي التي ستقام عليها أول محطات نووية لتوليد الكهرباء وكانت قد دارت حولها منذ أسام حكم مبارك معارك بين الجيش والمخابرات ووزارة الكهرباء وهيئة الطاقة النووية وبين عدد من رجال الأعمال الذي أرادوا الاستيلاء على المكان لإقامة مشروعات سياحية عليه ورغم فشل محاولاتهم إلا أنهم جددوها بواسطة رجل الأعمال وصاحب جريدة «المصري اليوم» صلاح دياب الذي طالب بإلغاء المشروع أو دفعه جنوبا بمسافة عشرين كيلو مترا وشاركه الرأي رجل الأعمال سميح ساويريس الذي أرسل رسالة إلى نيوتن وهو الاسم الذي يوقع به صلاح عموده اليومي طالب بزق المحطة جنوبا لكن الأمانة تقتضي أن الجريدة فتحت صفحاتها للآراء الأخرى. الموقع الأنسب للمحطة النووية فنشرت تحقيقا يوم السبت قبل الماضي لزميلتنا الجميلة وفاء يحيى جاء فيه: «قال الدكتور علاء النهري، خبير الإستشعار من بعد بالهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا بالأمم المتحدة، إن صور الأقمار الصناعية أرسلت أحدث صورها لموقع إنشاء المحطة النووية في الضبعة، التي تم التقاطها الاثنين الماضي حددت بدقة الموقع بجميع حدوده، والتي تمتد بطول 15 كيلومترا على ساحل البحر المتوسط، وبعمق 3 كيلومترات أن الدراسات التي أجرتها الهيئات الخاصة بالاستشعار من بعد والمراكز البحثية المختلفة وإحدى الشركات الفرنسية أثبتت أن هذا الموقع هو الأنسب للمحطة النووية، لاعتبارات خاصة بالزلازل والأرصاد الجوية وحركة المياه الجوفية والتيارات البحرية والمد والجزر، بالإضافة إلى الدراسات السكانية إنه تم إجراء العديد من الدراسات للموقع من قبل الهيئات والمؤسسات والمراكز المصرية المتخصصة، وعلى فترات زمنية مختلفة، منها ما قامت به الهيئة القومية للاستشعار من بعد، بدءا من عام 2000، من دراسات خاصة بنوعية التربة والمجارى المائية السطحية والموارد المائية والجيولوجيا البحرية، وأثبتت تلك الدراسات التي أجريت صلاحية الموقع لإنشاء المحطة وفقا للدراسات، فإن المحطة تساعد فى توفير الطاقة اللازمة لاستصلاح واستزراع 4 ملايين فدان ضمن خطة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي بدأ التخطيط والعمل بها، وتساعد الطاقة الناتجة من المحطة النووية فى تحليه مياه البحر، والتي لا غنى عنها فى السنوات المقبلة لزراعة مساحات شاسعة من الحبوب بالساحل الشمالي الغربي. هل يعوض الغاز المكتشف عن المحطة النووية؟ والغريب في الأمر أن المحطة النووية أصبحت تشغل بال نيوتن وتهيمن عليه لدرجة انه ما أن أعلنت شركة أيني الإيطالية عن كشف الغاز الهائل في حقل الشروق في البحر الأبيض المتوسط حتى حاول إغراء الرئيس السيسي بالتخلي عن إنشاء المفاعلات بعد أن رزقه ربه وفيرا من الطاقة وقال يوم الجمعة الماضي: «بعد إعلان اكتشاف حقل «الشروق». فى المياه العميقة المصرية. ساورتني الشكوك بأن الرئيس كان يعلم بالخبر. لا أظن أبداً أنه كان ينتظر زيارة رئيس شركة «أيني» ليبشره بالكشف العظيم. لذلك تخرج من الورطة بذكاء وأناقة. لم يعد محتاجاً لهذا النوع من الطاقة. أولوياته تبدلت. بدلاً من دفع ثمن مفاعلين- بالإضافة إلى تبوير منطقة الضبعة- وبث الشكوك فى باقي الشاطئ. جاءه الفرج من حيث لا يحتسب. جاءته الطاقة تسعى إليه من داخل مياهه الإقليمية- لا يزال لديه شاطئ الضبعة ليستثمره ويقيم فوقه «دبي البحر الأبيض». بامتدادات داخل الصحراء. يصنع جزراً كما شاء- على شكل نخلة أو جميزة أو ما أراد. الشاطئ ليس مجرد المنطقة المحصورة بين البحر والطريق الأسفلت. البحر موجود ومعه الخيال والأرض ممتدة إلى ما لا نهاية. الخلاصة أن وضع مفاعلات فى هذه المنطقة كان محل خلاف. كل طرف يرى الصالح بطريقته ومن وجهة نظره جاء الحل من حيث لا ندرى ولا نحتسب. ويبدو أن نيوتن اعتقد أن تذكير السيسي بأغنية «يا نخلتين في العلالي يا بلحهم دوا» مع الاكتفاء بنخلة واحدة أو بشجرة الجميز الذي انتهى أمره من مدة وإنشاء جزر على شكلها أي أن لديه مشروعا جاهزا اعتقد أن ذلك كفيل بدفعه للتخلي عن المشروع خاصة أن الاتفاق لم يتم توقيعه أثناء زيارته لروسيا. عنصر الأمان في إنشاء المحطات النووية لكن نيوتن تعرض يوم الأحد لنهاية النخلة والجميزة عندما نشرت «الوطن» تحقيقا لزميلتنا الجميلة نادية الدكروري جاء فيه: «كشف الدكتور هاني خضر، المتحدث باسم البرنامج النووي المصري، أن عنصر الأمان في إنشاء المحطات النووية في الضبعة السبب الرئيسي لتأخير إعلان الشركة الفائزة من بين ثلاثة عروض من (روسيا – الصين – كوريا الجنوبية )، خاصة أن الجانب المصري يريد مستوى الأمان بالمحطات بدرجة عالية جداً، والتفاوض يسير بمنتهى الجدية والصرامة والوضوح أن التكنولوجيا النووية للدول الثلاث متعارف عليها عالمياً، إلا أن التفاوض بشأن العروض المقدمة يأخذ فى الاعتبار أموراً غير معلنة مثل نسبة الفائدة، وفترة سداد التمويل، موضحاً أن الوزارة ما زالت تجتمع مع الشركات المختلفة بشأن التفاوض على عروضها، بينها الشركة الروسية التي تجتمع مع وزارة الكهرباء الأسبوع المقبل، بجانب اجتماعات أخرى مع الجانب الصيني والكوري الجنوبي التي أبلغتهم الوزارة بملاحظات على عروضهم ليرجعوا إلى شركاتهم فى هذا الشأن، ما يجعل التفاوض مع الدول الثلاث فى مرحلة « الذهاب والعودة» وأن الاختيار من بينها سيتم طبقاً للمصلحة الوطنية بأقصى درجة، آخذين في الإعتبار المسائل التمويلية والفنية والأمنية». حسنين كروم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
رام الله ـ «القدس العربي»: دقت الساعة الخامسة عصراً بتوقيت فلسطين في ملعب فيصل الحسيني شمال القدس المحتلة. كان الجميع يتأهب وقوفاً لسماع النشيد الوطني الفلسطيني يُعزف لأول مرة للمنتخب الوطني لكرة القدم في مباراة بيتية رسمية على أرضه وبين جمهوره، فأنشده عشرون ألفاً بصوت واحد وسط رفرفة الإعلام الفلسطينية والإماراتية والجزائرية بشكل لافت. كانت هذه هي المباراة الأولى الرسمية لفلسطين على أرضها أمام المنتخب الإماراتي، الأول عربياً والثالث آسيوياً، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 ولكأس آسيا في العام الذي يليه، ضمن الجولة الرابعة لهذه المجموعة التي تضم أيضاً – إلى جانب فلسطين والإمارات – كلا من السعودية وماليزيا وتيمور الشرقية. ولم تمنع العاصفة الرملية العنيفة التي ضربت بلاد الشام الجماهير من الزحف إلى استاد الشهيد فيصل الحسيني. فقد نفدت تذاكر المباراة في وقت مبكر جداً بعد طرحها في الأسواق. ولم يتمكن الكثيرون من الحصول على تذاكر لمشاهدة المباراة من أرض الملعب. غير أن الآلاف شاهدوها في الساحات العامة في غزة ورام الله والكثير من المدن الفلسطينية، وآلاف أخرى تسمرت أمام شاشات التلفاز المنزلية بسبب العاصفة الرملية. وعجت المقاهي والمطاعم هي ايضا بروادها ممن أرادوا متابعة مباراة منتخبهم الوطني جماعة. وتحدثت «القدس العربي» إلى علي، الذي كان حاضراً في الاستاد ليصف شعوره من المدرجات، فقال: «كان شعورا رائعا كونك تلعب أول مباراة رسمية مع منتخب عربي على أرضك وبين جمهورك وفي القدس المحتلة وفي مكان لا يبعد عن المسجد الأقصى سوى بضعة كيلومترات». وأضاف أن الأجمل كان وجود منتخب فلسطيني قادر على مقارعة ثالث أفضل منتخب آسيوي وأفضل منتخب عربي وهو المنتخب الإماراتي والوقوف أمامه ندا قويا. الصورة الأجمل على الإطلاق رسمها الجمهور الذي قدم من كل فلسطين لتشجيع أبناء فلسطين من ام الرشراش حتى الناقورة وكان الجميع يهتف «الله …فدائي .. القدس عربية». ورغم حصول المنتخب الفلسطيني على نقطة واحدة من خلال تعادل سلبي أمام نظيره الإماراتي، فإن الجمهور الفلسطيني يأمل خيراً كون فلسطين ستستضيف ثلاثة لقاءات أخرى للمنتخب على أرض فلسطين أمام كل من السعودية وماليزيا وتيمور الشرقية من ذات المجموعة في هذه التصفيات ما قد يعطيها المزيد من النقاط والأمل للتأهل للمرحلة المقبلة. وكان لافتاً الاستقبال الجيد للمنتخب الضيف كما هو الحال بالنسبة للتنظيم الجيد، كونها أول مباراة رسمية لفلسطين على أرضها، وأيضاً في ما يتعلق بدخول الجمهور الفلسطيني إلى الملعب ومغادرته والانضباط الكامل خلال المباراة مقارنة بما جرى خلال مباراة السعودية وماليزيا على أرض الأخيرة في اليوم نفسه. ويحسب للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي يرأسه اللواء جبريل الرجوب، مقارعته للاحتلال الإسرائيلي داخل أروقة الفيفا من خلال فرض وتثبيت «الملعب البيتي» للمنتخب الفلسطيني على غرار بقية دول العالم وعدم لعب المنتخب الوطني لفلسطين خارج أرضه وحيداً بدون جمهور. وينتظر الجمهور الفلسطيني مباراة منتخب بلاده أمام السعودية بفارغ الصبر كونه انتظر طويلاً لوصول المنتخبات العربية إلى فلسطين وملاقاتها على أرضها وبين جمهورها وعلى أمل رد الاعتبار بعد الخسارة أمامها ذهاباً في السعودية في الوقت بدل الضائع. فادي أبو سعدى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
بغداد ـ «القدس العربي»: أقدمت ميليشيات على خطف مسؤولين حكوميين في منطقة البنوك شرق بغداد واقتادوهما إلى جهة مجهولة. وأكدت وزارة العدل العراقية، اختطاف الوكيل الإداري للوزارة عبد الكريم فارس من قبل مجهولين، فيما لفتت إلى أن عمليات البحث عنه لا تزال مستمرة. وذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة حيدر السعدي في بيان له، أن «مجهولين اختطفوا المدير العام للدائرة الإدارية والمالية والوكيل الإداري للوزارة وكالة عبد الكريم فارس السعدي»، منوها إلى أن «قيادة عمليات بغداد مستمرة بالبحث عن الجناة». وأكدت وزارة الداخلية أن مسلحين مجهولين اختطفوا وكيل وزير العدل شرقي بغداد، فيما أشارت إلى إفراج الخاطفين عن أربعة أشخاص كانوا برفقته. وأفادت مصادر أمنية أن مسلحين قاموا الثلاثاء بخطف وكيل وزير العدل العراقي عبد الكريم فارس ومدير قسم التحقيقات في الوزارة احمد الحسيني بعدما اعترضوا سيارتهما في شمال شرق بغداد. وقالت المصادر ان «مسلحين مجهولين ينتمون إلى الميليشيات ويستقلون ثلاث سيارات خطفوا وكيل وزير العدل»، موضحة أن اطلاق نار قد وقع عندما حاول السائق الإفلات منهم، وأصابوه بجروح، قبل ان يقتادوا الوكيل إلى جهة مجهولة. وتنتشر الميليشيات الشيعية في المنطقة التي حدثت فيها عملية الخطف ولها سيطرة كاملة عليها. وأضافت المصادر الأمنية أن مسؤولا آخر بالوزارة هو مدير التحقيقات احمد الحسيني وحارسين خطفوا أيضا. وهو ثاني مسؤول يتم اختطافه في بغداد خلال اسبوع. وكانت ميليشيات مسلحة قد قامت قبل اسبوع باختطاف 18 عاملا تركيا يعملون في مشروع انشاء ملعب رياضي شرق العاصمة، ولم يتم العثور عليهم حتى الآن أو معرفة مصيرهم، مع بروز مؤشرات بأن الجهة المسؤولة عن عملية خطفهم هي ميليشيا كتائب حزب الله الشيعية. وكانت كتلة اتحاد القوى العراقية البرلمانية، قد انتقدت تصاعد عمليات الاختطاف من قبل ميليشيات مسلحة وصفتها بالسائبة و الساعية إلى «تحويل الأنظار عن مطالب المتظاهرين ومنع رئيس الحكومة، من اتخاذ قرارات حقيقية وفاعلة لإحداث التغيير المنشود». وقال رئيس الكتلة النائب أحمد المساري، في بيان إن «عمليات الاختطاف تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية في بغداد مستهدفة علماء دين وشخصيات اجتماعية وشباباً من مكون بعينه، من قبل ميليشيات مسلحة تستقل سيارات رباعية الدفع″، عاداً أن «تصاعد جرائم الاختطاف يأتي متزامناً مع التظاهرات الغاضبة التي تشهدها بغداد وعدد من المحافظات احتجاجاً على تفشي ظاهرة الفساد المالي والإداري وتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية وانعدام الخدمات، وغياب إصلاحات حقيقية تستجيب لمطالب المتظاهرين المشروعة «. وتنتشر على نطاق واسع عمليات الخطف في بغداد والمحافظات، التي تنفذها عصابات لطلب الفدية، او ميليشيات لأسباب سياسية وطائفية. وضمن سياق الانفلات الأمني، اغتيل موظف حكومي في وزارة التربية في انفجار عبوة لاصقة في منطقة الغزالية غرب بغداد. وقال مصدر أمني حكومي «ان عبوة لاصقة كانت مثبتة تحت سيارة مدنية تعود لموظف في وزارة التربية انفجرت في منطقة الغزالية غربي بغداد، ما أدى إلى مقتله». كما قُتل أحد منتسبي وزارة الدفاع في هجوم مسلح للميليشيات في شارع القناة شمال بغداد عندما فتحوا النار من أسلحة رشاشة على سيارة يستقلها عنصر في جهاز مكافحة الإرهاب بسبب مشاركته بالهجوم على مقر للميليشيات التي خطفت العمال الأتراك التابع لوزارة الدفاع، أثناء مرورها في شارع القناة، شمالي بغداد، ما أسفر عن مقتله في الحال». ويشير المتابعون أن الميليشيات أخذت تفرض وجودها على حكومة حيدر العبادي من خلال ارتكاب عدة عمليات خطف وقتل واستيلاء على ممتلكات عامة وافتعال اشتباكات مع الأجهزة الأمنية، مستغلة انخراطها ضمن الحشد الشعبي الذي أنشأ بناء على فتوى المرجعية العليا في النجف. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
واشنطن ـ «القدس العربي»: من المتوقع ان يصوت مجلس النواب الأمريكي على قرار يرفض الاتفاق النووي مع إيران تزامنا مع الذكرى السنوية لهجمات 11 ايلول/ سبتمبر وفقا لقول رئيس لجنة قواعد المجلس النائب بيتي سيزين الذي أشار إلى انه من المقرر أن تستهلك المناقشات حول الصفقة اسبوعا كاملا في «الكابتول هيل»، وتتضمن خطة المناقشات في مجلس النواب بشأن الاتفاق الدولي للحد من البرنامج النووي الإيراني مراجعة لمدة 11 ساعة على الأقل على مدار ثلاثة أيام. ويأتى التصويت على اتفاق إيران والذي يعد من اهم التشريعات في العلاقات الدولية منذ سنوات طويلة في مجلس النواب بالتزامن مع الذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر من قبيل الصدفة ولكن هذا التوقيت قد يكون وسيلة لقادة الحزب الجمهوري المعارض للاتفاق للتأكيد على التهديد الإرهابي المحتمل من إيران وترسانتها النووية في البلاد، وقد حذر قادة الحزب من أن التصويت لم يبلغ مراحله النهائية حتى الآن ولكن يبدو أن نتيجة الرفض هي الأكثر ترجيجا. وستخصص 4 لجان في مجلس النواب هي لجنة السبل والوسائل ولجنة الخدمات المالية ولجنة الرقابة والإصلاح الحكومي والسلطة القضائية ساعتين للنقاش في حين ستخصص لجنة الشؤون الخارجية 3 ساعات للمناقشات المفتوحة. أما موعد تصويت مجلس الشيوخ على الاتفاق فهو غير واضح حتى الآن وسط خلافات بين زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل وزعيم الأقلية هاري ريد حول ما إذا كان هذا الإجراء يخضع لعتبة 60 صوتا علما أن ما مجموعه 41 من الديمقراطيين بمجلس الشيوخ قد اعلنوا عن تأييدهم الاتفاق مما يعنى القدرة على تعطيل قرار رفض الاتفاق ومنعه من المرور في المجلس على النقيض مما سيحدث في مجلس النواب. وطالب النائب بيتر روسكام في قرار مفاجئ بتاجيل تصويت مجلس النواب على الاتفاق النووي حتى تقدم ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نصوص ما يسمى بالصفقات الجانبية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووفقا لقواعد المجلس فإن اقتراح روسكام يجب ان يقابل باجراءات تشريعية اليوم الخميس ولكن من غير الواضح ما إذا كان هذا الاقتراح سيمضى قدما في مجلس النواب مع صعوبات في مجلس الشيوخ. وتباينت مواقف الكثير من الديمقراطيين والجمهوريين بشأن الاتفاق في اللحظات الحرجة الحاسمة قبل التصويت حيث اتضح أن السناتور بوب كيسي يتخذ موقفا مترددا من محاولة الديمقراطيين تعطيل قرار بعدم الموافقة على الاتفاق النووي في حين أعلنت السناتور ماريا كانتول دعمها للاتفاق في مجلس الشيوخ بالقول بأنها ستدعم أى شئ يمكن أن يحرك الصفقة إلى الأمام ولم يكن كيسي وحيدا في عدم الالتزام بمحاولات التعطيل حيث حافظ مارك وارنر وهايدي هيتكامب على صمت مطبق بشأن التصويت على اغلاق النقاش لقرار الرفض. وأعلن العالم الوحيد في الكونغرس دعمه الاتفاق النووي مع إيران وسط موجة دعم من الديمقراطيين، حيث قال النائب بيل فوستر الذي يحمل شهادة دكتوراة في الفيزياء أن درس الاتفاق بعناية فائقة بما في ذلك العيوب الضارة والمزايا التقنية وخرج بنتيجة ان الاتفاق يستحق التأييد مضيفا انه بعد وزن جميع الخيارات والنتائج المحتملة فانه من غير المحتمل ان تقوم إيران بتطوير سلاح نووي، وأكد بأن دعمه الاتفاق لم يأت من حالة من الثقة فقط بل عن طريق العلم. إلى ذلك، حذر نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني من ان صفقة أوباما مع إيران ستضع الولايات المتحدة في خطر مباشر من الدمار النووي قائلا بان ازالة القيود المفروضة على برنامج إيران للصواريخ البالستية ستمنحها الوسيلة لشن هجوم نووي على الاراضي الأمريكية. واشار إلى المبالغ الطائلة التى ستصل لإيران بعد رفع العقوبات وقال بانه يشعر بقلق بالغ من رفع القيود على مبيعات الاسلحة التقليدية ودعم طهران للجماعات الإرهابية كما اتهم أوباما بغض الطرف عن عواقب الصفقة من اجل تحقيق انجاز شخصي. ووفقا لقراءات عميقة تناولتها «القدس العربي» في أعداد سابقة بشأن مستقبل الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس فإنه من المتوقع تحقيق نجاح ساحق للرئيس الأمريكي باراك أوباما في تمرير الاتفاق رغم تصويت الرفض المتوقع لمجلس النواب سوءا عبر تعطيل قرار الرفض في مجلس الشيوخ أو إصدار قرار حق النقض « الفيتو» والذي من غير المتوقع القدرة على مواجهته في الكونغرس بناءا على الحسابات الحالية. تعهدت هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظا للفوز ببطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي الأمريكي في انتخابات الرئاسة المقبلة أمس الأربعاء بتنفيذ الاتفاق النووي مع إيران بدقة وبكبح جماح الطموحات الإقليمية للجمهورية الإسلامية إذا فازت بالانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016. وقال مسؤول كبير في حملة كلينتون الانتخابية إن وزيرة الخارجية السابقة ستؤكد ذلك في كلمة تلقيها أمام مركز أبحاث في واشنطن دعمها للاتفاق لكنها نبهت إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إتباع نهج يقوم على التشكك والتحقق تجاه إيران. ووفقا لمقتطفات من كلمتها المعدة سلفا ستقول كلينتون أمام معهد بروكينجز «أؤيد هذا الاتفاق. أدعمه في إطار استراتيجية أكبر تجاه إيران»، لكنها ستضيف أن تأييد الاتفاق ليس كافيا. وستقول أيضا «علينا أن نقول نعم.. نعم سنطبقه بقوة ويقظة». ومن المتوقع أن يبدأ الكونجرس الأمريكي التصويت هذا الأسبوع على إجراء بقيادة الجمهوريين لعرقلة الاتفاق الذي أبرم في تموز/يوليو بين إيران والقوى العالمية التي تريد منع الجمهورية الإسلامية من ام[/size]