جاسم المطير :لا اشجار ولا ظلال للمسلمين بغير العلمانية.
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61339مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: جاسم المطير :لا اشجار ولا ظلال للمسلمين بغير العلمانية. الجمعة 11 سبتمبر 2015 - 3:38
جاسم المطير :لا اشجار ولا ظلال للمسلمين بغير العلمانية.
09/09/2015
تطل هذه الايام على اراضي وشواطئ بعض البلدان الاوربية كثرة من المواطنين السوريين والعراقيين ،الهاربين من جحيم المعاناة الناتجة عن الحروب الطائفية ومن انماط الحكم التسلطي . مئات الآلاف اجتازوا المخاض الجهنمي الصعب6 ،في سوريا والعراق ، متوجهين نحو شعابٍ قاسية، كي يقدموا طلبات اللجوء والعيش في احدى البلدان الاوربية، التي يطل فيها الانسان، كل يوم ، على شموس الحرية والكرامة والديمقراطية. شبّان وشيوخ وعجائز واطفال يلقون بأنفسهم في جُبّ المخاطر البحرية ، تاركين عنوة دار ابائهم واجدادهم ودروب اسلافهم ،الذين ساهموا في الماضي القديم بخلق التاريخ الانساني . بعض الناس المهاجرين تجاوز أمواج البحار وسلاسل الجبال والرياح الباردة للوصول إلى مراكز اللجوء في النمسا والمانيا وغيرها . لكن البعض الاخر مات في طريقه وهو يحاول عبور أمواج البحر في غمار الفزع من هيجان داعشي وغيره. مات الكثير، منهم الطفل السوري (ايلان) من مدينة (كوباني) ، الذي انداح بدفعٍ من موجةٍ بحريةٍ هائجةٍ للعودة الى الارض الحدودية التركية على شاطئ (بدروم) متوسداً بقعة صغيرة من ارض رفضت مغادرته بلا موت. يا لآلام الهجرة من مهد الطفولة، يا للمنفى حيث يتنفس المهاجر هواءً نقياً مليئاً بجراح الصدور. مات (ايلان) بعد غفوة أمه على موجة بحرية غادرة، مات من دون ان يلملم وجهه الى السماء، مات من دون القدرة على وداع أخيه وأبيه، مات بسكينةٍ لم تعرف معنى الاستشهاد، مات لكي يحيا اخرون. ارتعشت عيون الناس في القارة الأوربية ،كلها، لموتٍ لم يمهل طفلاً بريئاً كان أبواه يحلمان بتحقيق حلم الإطلال الحقيقي على الدنيا الانسانية، لكي ينال أبنهما حقه في العيش تحت ظلال زهور بلا اشواك، تحت ظلال حرية بلا عذاب وتعذيب. مرت هذه الصورة امام عيني انجيلا ميركل رئيسة وزراء المانيا، تحطم قلبها فبكت، تعلمت، في لحظة بكائها، ان الاسوار السخيمة بوجه اللجوء ينبغي ان تتحطم. كانت انجيلا ميركل اثيرة حين هبت من داخلها دفعة قوية لتحطيم قيود (اتفاقية دبلن) حول تقييد اللاجئين بشروط فوق طاقتهم . حطمت الرئيسة الالمانية بقرارها الفوري تلك الجدران المتحجرة في تلك الاتفاقية . عدّلت الموقف الالماني خلال ساعة واحدة.. أزالت عائقاً جدياً امام اللاجئين الى المانيا. صارت (المبادئ الإنسانية) أعلى من نصوص ( الاتفاقيات الرأسمالية) ثم قالت بسرور : تعالوا ايها المهاجرون الى العائلة الانسانية الالمانية . تعالوا يا ابناء الامهات المفقودات والمغتصبات.. تعالوا يا ابناء الشهداء والقتلى ، تعالوا يا أخوة شهداء سبايكر، تعالوا يا ضحايا تنظيم الدولة الاسلامية الارهابية(داعش)، تعالوا يا ابناء المسجونين والمعذبين ، تعالوا ايها الاباء.. تعالوا هنا حيث لكم في بلادنا الف شقيق. ترى لماذا تولد الانسانية الاوربية من جديد..؟ لماذا تتخمر الانسانية في بلداننا العربية وتزهر في البلدان الديمقراطية الأوربية..؟ ترى من اي قرون قديمة اقبل على العرب حكامهم ..؟ لماذا يخلقون بلاداً تعسة ليس فيها انسانية. ليس في المانيا فقط ظهرت انسانية الانسان متجسدة في سياسة انجيلا ميركل ، بل أن فم بابا الفاتيكان ارتجف متألماً، يوم امس ، من حال المهاجرين المضطرين الى مغادرة اوطانهم حتى وجد طيبة ندائه الى كل اتباعه المسيحيين في الكنائس والاديرة والبيوت في كل أوربا ان يفتحوا الابواب لاستقبال اللاجئين وإيواءهم في اماكن آمنة، دافئة ،واقتسام لقمة الخبز معهم الى حين قيام الحكومات الاوربية بواجبها..! كما أن الاسقف الكاثوليكي الأعلى في بلدية برلين الجديد قدّم في مجلس وزراء برلين الحاكم ولاءه للدولة (العلمانية) و(الدستور الديمقراطي) رغم انه بدرجة وزير خاضع لدولة الفاتيكان لأن العلمانية هي حل إنساني رفيع. اذا كنا نرى بأم اعيننا أن انسانية الحكام العرب قد وُضعت في توابيت صغيرة فأن الانسانية الاوربية لدى زعماءها وابناء شعوبها قد اتمت رسالتها الانسانية ترحيبا باللاجئين بعد نزولهم من رحاب القطارات في محطات ألمانية مليئة بالمستقبلين حاملي الزهور وهم يرحبون بالقادمين من الدول الاسلامية التي يتربع على سلطاتها الحاكمة رجال ادعياء لا همّ لهم غير توجيه انواع العذاب لشعوبهم. مع الأسف الشديد أن احزاب بلادنا الحاكمة قبل عام 2003 وبعده غارقون في اعماق مستنقعات الفساد المالي والاداري. يقومون بصياغة هيكل عظمي مشوّه للدولة العراقية ، بشكل وحشي مخيف، يدفع شبابنا إلى ركوب أمواج البحار للبحث عن الحرية والكرامة والانسانية ، التي لا يجدونها الا في الايقاع الاخضر في الدول الاوربية العلمانية . يا حكام بلادنا لن يرحم التاريخ كل من لا يعمل من اجل توفير رغيف نور وصحن من الكرامة الوفيرة لكل مواطن في بلاد الرافدين المحرومة من صفاء الديمقراطية العلمانية التي تحتاجها نوارس الحياة البيضاء . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في
جاسم المطير :لا اشجار ولا ظلال للمسلمين بغير العلمانية.