الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61352مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: صيف تونس : عناق مع الفرح والفن والراحة السبت 31 يوليو 2010 - 22:27
'جانا الصيف والشط والجبايب'
صيف تونس: عناق مع الفرح والفن والراحة
في كل منطقة مهرجان، في كل حي مقهى وبيوت ساهرة، وعلى الشواطئ ينتعش المصطافون بنسيم المتوسط. ميدل ايست اونلاين تونس: خاص
يكتسي فصل الصيف طابعا خاصا في مدن "تونس الخضراء" وكافة جهاتها الغنية بالتراث العريق والآثار المبهجة التليدة، حيث تتعدد المناظر الطبيعية وتتنوع من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، فيمكن أن يجد السكان المحليون أو الزوار والسياح بكل يسر وأينما اتجهوا، البحر والغابات والجبال والرمال والواحات وشتى مواطن الراحة والاستجمام.
وزيادة على هذه الطبيعة الخصبة والغناء التي تنعم بها تونس، تحظى وريثة التاريخ القرطاجي الضارب في القدم بعادات وتقاليد واحتفالات شتى، إذ تتفرغ الأسر إلى إقامة مواكب الفرح والبهجة، أعراس وابتهاج بمواسم الحصاد و"القطوف الدانية"، ومسرة بنجاح الأبناء في الامتحانات والمناظرات.. وتتداخل فترات الاستجمام بقضاء العطل ورحلات الترفيه والفسحة.
ليالي تونس: سهرات فنية لا تنسى
البهجة والمتعة، ذلك ما يطبع صيف تونس 2010 ككل صيف كما درجت العادة ليشكل الصيف مجالا لإطلاق العنان لتعابير الفرح، فكثيرا ما تقصد العائلات مسارح الهواء الطلق لمشاهدة الحفلات الطربية والعروض الموسيقية والفرجوية ولا تكاد تخلو جهة من جهات تونس من مهرجان كبير وعريق.
وفضلا عن مهرجاني قرطاج الحمامات الدوليين اللذين يتضمن برنامجاهما سهرات لا تنسى يحييها نجوم الغناء والموسيقى، تزدحم ليالي تونس بعدة مهرجانات دولية ففي كل محافظة يوجد مهرجان مميز تنفرد به تلك الجهة.
وتختص مدينة تستور في الشمال الغربي ذات الطابع المعماري الأندلسي بمهرجان موسيقى المالوف وتتميز مدينة الجم في الوسط بمهرجان دولي للموسيقى السمفونية تزوره أشهر الفرق العالمية في هذا الصنف الراقي من الموسيقى.
أما مدينة طبرقة في أقصى الشمال التونسي فتنفرد لوحدها بمهرجان دولي لموسيقى الجاز والبلوز ومهرجان آخر لموسيقى "الراي" ذي الأصول الجزائرية وغير بعيد عن مدينة طبرقة توجد مهرجانات أخرى تحتفي بالموسيقى الشعبية التراثية على غرار مدينة الكاف ومدينة القصرين ارض السباسب ونبات الحلفاء الذي يستخرج منه الورق.
وفي عمق الصحراء والبوادي المطلة على الصحراء تزدهر مدن الجنوب وواحات الجريد بمهرجاناتها التي تحتفي بموسيقى وأهازيج الصحراء والبادية وتقام سباقات الإبل والخيول العربية الأصيلة وسباقات السلوقي "كلاب الصيد" وألعاب التسلية التراثية وغيرها من التظاهرات الاصيلة والباذخة.
مقاهي لا تغلق أبوابها.. وسهرات أسرية حول الشاي
لئن كان أغلب الرجال والشبان بالأخص يفضلون قضاء القسط الأكبر من سهراتهم في المقاهي لتبادل الحديث مع الأصدقاء والجلساء أو لعب الورق وتدخين "الشيشة" أو النارجيلة، فإن الكثير من التونسيين من يحبذ البقاء في بيوتهم للسمر مع عائلاتهم متحلقين حول كؤوس الشاي بالنعناع أو شرب "القهوة العربية" وأطباق الحلويات الرفيعة مثل "البقلاوة" التي يشتهر بها أهل العاصمة أو "المقروض" بمدينة القيروان أو مرطبات "كعك العنبر" الشهي الذي تجيد صنعه أنامل ربات بيوت مدينتي زغوان بالشمال أو صفاقس عاصمة الجنوب.
ونظرا إلى تعلق الرجال والشبان واليافعين بالسمر في ساحات المقاهي، نشأت في بعض مدن تونس عادة طريفة وهي أن المقاهي لا تغلق أبوابها ليلا وتظل مزدحمة بالحرفاء حتى مطلع الفجر ويمكن أن يجد الزائر هذه المقاهي الشهيرة في كل مكان جنوبا وشمالا فعلى سبيل المثال تسهر مقاهي سيدي بو سعيد ومقاهي الأحياء الراقية الناشئة حديثا بالعاصمة ومقاهي مدينة قليبة المطلة على بحر المتوسط وتبقى أبوابها مفتوحة حتى الصباح لتستقبل عشاق السمر أو ما يمكن أن نسميهم بالليليين كما يحلو للكاتب المغربي محمد شكري تسميتهم في رواياته وقصصه.
شواطئ للسباحة والمرح.. ومخيمات للاستجمام
هناك عدة أغاني يشدو بها التونسيون ابتهاجا بفصل الصيف وتقول إحدى هذه الأغاني التي يؤديها المطرب لطفي بوشناق "جانا الصيف والشط والجبايب" ومعناها "قدم الصيف والطقس الحار وعلينا ارتداء الملابس الفضفاضة (الجبة التونسية) والذهاب إلى البحر".
وتنقل هذه الأغنية بجلاء تعلق التونسيين بمياه البحر المنعشة التي تخفف عنهم حر الصيف ولهيب الشمس لذلك تحزم عديد العائلات حقائبها يوميا وتقصد الشواطئ الكثيرة التي تعج بها مدن تونس بينما تحبذ بعض الأسر إقامة مخيمات على الرمال بالقرب من المياه الزرقاء والأمواج.
كما تزدهر في فصل الصيف ظاهرة كراء المحلات والبيوت المؤثثة والمنتجعات القريبة من مياه البحر الأبيض المتوسط لقضاء عطلة مريحة واسترداد الأنفاس بعد قضاء أشهر عديدة من العمل والبذل.
وكثيرا ما يلتحق الشبان في فصل الصيف بالمخيمات الكشفية أو الشبابية بالقرى المعدة خصيصا للمصيف والترفيه واللعب بمحاذاة البحر أو في مخيمات جبلية تطل على البحر، وتتحول بعض الشواطئ الشاسعة الممتدة الرمال إلى ملاعب مميزة لممارسة كرة القدم أو كرة الطائرة الشاطئية، إذ تجرى من حين إلى آخر بطولات وطنية أو دولية في هذه الاختصاصات، فضلا عن رياضة السباحة الحرة في عرض البحر أو في البحيرات التي بدأت الجامعات الرياضية التونسية تقيمها بشكل متزايد.
شهر رمضان على الأبواب: رونق مضاعف للصيف
تزداد ملامح ابتهاج التونسيين بالصيف عندما تقترن بحلول شهر رمضان المعظم هذه السنة لتكتسي الاحتفالات طابعا مميزا، فإذا كان النهار يخصص للعمل والعبادة فإن الليل يكون مجالا لإقامة مواكب السهر وزيارة الأقارب والجلوس إلى الأصدقاء والأحبة حول أطباق فاخرة لأشهى الحلويات وألذ المشروبات والعصائر.
يتضاعف رونق صيف تونس 2010 بحلول الشهر الكريم فجلّ المدن التونسية تقيم مهرجانات رمضانية خاصة تتكثّف فيها الحفلات الموسيقية الصوفية والمسامرات الأدبية والمحاضرات القيمة التي يلقيها الأساتذة الجامعيون والباحثون الأكفاء.
وفي رمضان تأخذ المدن والقرى على السواء طابعا فريدا سيما عند إعلان ساعة الإفطار فيتم إطلاق فرقعات المدافع ويحتفي الأطفال بطريقتهم الخاصة بإعلان وقت الإفطار من خلال إعداد فرقعات تقليدية "البني بني" أو "الفوشيك" التي يصنعها الصغار بأنفسهم بجمع الكبريت من على أعواد الثقاب في قنينة حديدية، فيما لا تزال ظاهرة "البوطبيلة" أو "المسحراتي" - رغم تراجعها النسبي في بعض الجهات - الذي يتجول كل ليلة قبل وقت السحور لتنبيه الصائمين بموعد حلول الإمساك عن الأكل والشرب.