للمرة الأولى يخرج فيها تنظيم "داعش" بإصدار مرئي يظهر وبصورة علنية عمليات نقل وتهريب المقاتلين العرب والأجانب إلى سوريا والعراق عبر مطارات تركيا، التي ظلت حدودها معبرا رئيسيا لتغذية الفصائل المقاتلة في سوريا دون استثناء، سواء تنظيم "داعش" أو "جبهة النصرة" وغير ذلك من الجماعات الأصولية المتطرفة.
وردا على مشاهد تدافع آلاف المهاجرين السوريين هربا إلى الحدود الأوروبية جاء الإصدار "ويستبدل قوما غيركم"، ليظهر فيه التنظيم مفاخرا بعمليات نقل المقاتلين عبر أحد المطارات التركية الدولية والذي لا يبعد سوى أميال قليلة عن سوريا في مدينة "هتاي".
وكما جاء في التسجيل المرئي الذي بثه التنظيم مؤخرا عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فإن "كل الرحلات صورناها سرا، وهي تضم رجالا من عدة بلدان تنشط فيها تنظيمات جهادية، فلماذا هم هنا".
أشار التسجيل إلى تواجد اثنين من موريتانيا، و4 أشخاص من ليبيا يحملون حقائبهم، وآخرون من مصر والسعودية ومن مدينة "ليستر" البريطانية.
ولم يكتف معد التقرير بالإشارة إلى بوابة العبور التركية، وإنما كشف أيضا عن آلية عمل المهربين، وتلقف السياح القادمين من مختلف دول العالم لنقلهم عبر سماسرة التهريب إلى داخل الأراضي السورية استعدادا لفرزهم على الجماعات المقاتلة في داخل سوريا والعراق.
وكما جاء في التسجيل المصور: "معظم المسافرين يسرعون صوب سيارات بانتظارهم إلى جانب تواجد حشود من مختلف دول العالم، لتبدأ رحلتهم مع المهرب عبر طريق محاط بمنازل آمنة" حتى حين تسليم "المقاتلين" إلى الطرف السوري.
يأتي هذا الإصدار المرئي الحديث لتنظيم "داعش" رغم إعلان اسطنبول مؤخرا انضمامها لقوات التحالف لضرب التنظيم في كل من سوريا والعراق، رغم تحفظها لسنوات منذ بدء الأحداث في سوريا.
وذلك بفتح قاعدة "أنجرليك" الجوية التابعة لحلف الشمال الأطلسي أمام التحالف الدولي لقتال "داعش" بقيادة الولايات المتحدة بهدف دفع جهود القضاء على التنظيم في كل من سوريا والعراق، والذي جاء ردا على التفجير الذي وقع في مدينة "سوروج" الحدودية القريبة من مدينة كوباني السورية.
"هاتاي" هي إحدى المحافظات التركية عاصمتها مدينة "أنطاكية"، ويبلغ عدد سكانها 1,253,726 نسمة، تقع في أقصى الجنوب التركي، ونظرا لتاريخها وديمغرافيتها، تتعرض هاتاي للمستجدات في سوريا بصورة أكثر مباشرة من المحافظات التركية الأخرى. فبالإضافة إلى سكانها من ذوي الأصول التركية، فهي موطن للعرب العلويين (من نفس الأصول الدينية لنظام الأسد)، والعرب السنة، والأكراد، والشركس، والأرمن، والمسيحيين العرب.
كانت تعرف "هاتاي" قديما بلواء اسكندرون، حين اقتطع اللواء من سوريا وقت الانتداب الفرنسي على سوريا حتى ضمه إلى تركيا، ومع فصل الإقليم حسب قرار عصبة الأمم كان عدد سكان اللواء 220 ألف نسمة، 105 آلاف منهم من العرب، وتوزع الباقون حينها على العرق التركي (85 ألفًا) والكردي (25 ألفًا) والأرمني (5 آلاف) حاليا، يسكن الإقليم حوالي مليون نسمة.