موسكو تحذّر الدول الخليجية من دعم المتطرفين !
الأربعاء 07 ـ 10 ـ 2015
نبّهت روسيا دول الخليج العربية في خطاب سري من نتائج وخيمة في حالة ما إذا أقدمت على تزويد المعارضة السورية بمضادات للطيران ،
وحذرتها من مغبة تكرار سيناريو أفغانستان من تجنيد المتطرفين ، ويدور في الأوساط السياسية في موسكو تحذيراً
وجهته وزارة الدفاع الروسية الى الدول الخليج وهي [ قطر والسعودية والبحرين ] من مغبّة تسليح المعارضة السورية بأسلحة حديثة
ضد الطائرات الروسية ، وقد يكون التوجيه قد حصل عبر خطابات وصلت الى الملحقين العسكريين في سفارات الدول الخليجية في موسكو ،
ونبّهت موسكو الدول الثلاث من خطورة تفويت أسلحة متطورة الى المعارضة ، فالرد سيكون قاسيا ،
وتتخوف موسكو من إستغلال دول غربية الحملة العسكرية التي تشنها ضد الإرهابيين في الأراضي السورية وتزوّدهم عبر
دول الخليج بأسلحة مضادة للطيران لاختبار مدى إعتراضها للطائرات المقاتلة الروسية ،
وكانت الدول الغربية قد جربت هذا التكتيك في حرب أفغانستان ضـدّ الاتحاد السوفياتي ،
وعانى منه الجيش الأحمر حينئذ ، وتتخذ روسيا إجراءات ردعية وآحتياطية في آن واحد ،
فقد قررت فرض طوق بحري في السواحل السورية بدعم من سفن حربية صينية متواجدة في المنطقة ومنها حاملة للطائرات ،
والإجراء الثاني هو تكثيف دوريات جوية مع الحدود السورية - التركية ويتعدى الى خرق المجال الجوي التركي
في رسالة واضحة لأنقرة بالإحجام عن تمرير أسلحة للمعارضة ، وليس من باب الصدفة قيام الطائرات الجوية الروسية
بخرق الأجواء التركية مرّتين أمس الاثنين واليوم الثلاثاء ، وعسكريا ، عندما يتكرر ما يبدو أنه خطـأ ،
يصحب خطابا سياسيا وعسكريا واضحا ، وإذا كان سلاح الجو التركي لم يتسامح السنة الماضية مع طائرة سورية
خرقت أجواءه عن طريق الخطأ ، فهو يقف عاجزا أمام طائرات روسيا، وتدرك حكومة طيب رجب أردوغان ،
أنّ كل محاولة فتح النار على طائرة روسية سيكون الرد بالمثل خاصة في ظل التفوق الجوي الروسي ،
ومن جهة أخرى ، لا يمكن إستبعاد التصعيد الإيراني ضد السعودية هذه الأيام والذي يلقى ترحيبا في الصحافة الروسية
أنْ يكون مرده ليس مقتصراً على فاجعة حجاج منى ، بل كذلك الضغط على آل سعود في الرياض لتجنب
أيّ مغامرة غير محمودة العواقب بدعم المعارضة السورية أو مسلحين كما قامت به في الماضي ،
وكانت السعودية تصدر بيانات ضد الرئيس بشار الأسد وتطالب بإسقاطه ولو بقوة السلاح ،
وبمجرد التدخل العسكري الروسي خفت نبرتها كثيرا ولم تعد تهدد بتحريك الجامعة العربية وتنظيمات إقليمية ضد دمشق ،
وتشن الصحافة الروسية اليوم حملة ضد قرار ما يُسمى " علماء " سعوديين الذين وقّعوا على بيان
يدعون فيه للقتال ضد روسيا بسبب تدخلها العسكري في سوريا ، وتطالب أصوات الكرملين بممارسة ضغوطات عسكرية
على الرياض ، ونقلت جريدة “ أخبار روسيا ” تصريحات لمفتي الاسلام في روسيا
أنّ “ تدخل روسيا واضح وهو يستهدف الإرهابيين وليس السنة ،
وعلى علماء السعودية فهم ذلك ، والابتعاد عن الخطأ ” .