الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: ما هو عيد البشارة وما هي مميزاته؟ الثلاثاء 26 مارس 2013 - 11:37
ما هو عيد البشارة وما هي مميزاته؟
السبت 23 آذار 2013،
بشرها الملاك جبرائيل... فصارت "والدة الاله"
"ودخل إليها الملاك وقال: السلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك مباركة أنت في النساء... لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمة عند اللّه وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع المسيح... (لو 1: 28 ـ 33)". بهذه العبارة بشر الملاك جبرائيل مريم بحبلها الذي أعطت من خلاله الطبيعة البشرية لكلمة الله.
هذه البشارة هي أعظم حدث في التاريخ، وهي بداية الاعياد المسيحية، فلولا البشارة وتجسد السيد المسيح من خلال العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك يسمى عيد بشارة مريم العذراء بـ"رأس الأعياد" أو"نبع الأعياد".
ما هو عيد البشارة وما هي مميزاته؟
عيد البشارة كغيره من الاعياد الدينية أصبح عيدا وطنيا رسميا، يحتفل به المسيحيون في 25 آذار من كل عام بالقداديس والمسيرات والتساعيات على مدى تسعة أيام قبل العيد، وهي بمثابة نعم خاصة يأخذها المؤمنون، حسب ما أشار الاب رالف طنجر.
وأوضح الخوري طنجر أن "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أعلن عن تأجيل الاحتفال بعيد البشارة هذه السنة أسبوعا لأنه صادف في أسبوع آلام المسيح"، وقال: "سنحتفل بالعيد هذه السنة الاثنين 1 نيسان أو ما يسمى باثنين تهنئة العذراء".
"عيد الانتقال"، "مولد العذراء"، "عيد الحبل بلا دنس"، "و "عيد البشارة"، كلها أعياد للعذراء مريم، إلا ان عيد البشارة هو من أهم أعيادها لأنه "عيد تجسد يسوع المسيح بأحشاء مريم العذراء"، وهو ليس فقط للمسيحيين بل أصبح عيدا للمسلمين أيضا، فمريم العذراء "نقطة التقاء بين الطائفتين"، هذا ما أكده الاب رالف طنجر، الذي شدد على ان "العذراء اتت لتجمع أولادها كلهم، ففي ظهوراتها هي دائما تتوجه إلى المسيحيين والمسلمين".
رسالة "عيد البشارة" إلى اللبنانيين
لوالدة الإله رسائل عديدة وجهتها ولا تزال في كل المناسبات إلى المسيحيين، وهي لطالما خصت
اللبنانيين بصلواتها مسيحيين كانوا أو مسلمين، إذ أوضح الاب طنجر أن "رسالة العذراء في عيد البشارة هذه السنة إلى اللبنانيين هي ان يأخذوا العذراء مثالا لهم للحوار بين بعضهم"، مشددا على أنّ "لبنان بلد محبوب لدى العذراء فهناك العديد من اللبنانيين الذين يشهدون على ظهورات العذراء".
وأكد طنجر "ضرورة تلبية نداء العذراء مريم، خاصة المسيحيين في بلاد الشرق، فهي تدعو إلى السلام والتوبة والصلاة، وتدخلاتها ملحّة وطارئة ويجب سماعها"، وقال: "الدور المسيحي كبير بالنسبة للمسيحيين في الشرق".
إذا، في هذا اليوم المبارك تترنم الرتب الملائكية بألحان التسابيح والفرح، ويضيء نور البشارة على المؤمنين، وتتحقق نبوءة داوود المرنم "لتفرح السموات وتبتهج الأرض"... فـ"العذراء أم ألله صارت".
البشرى السارّة "للإنسانية جمعاء" عيدٌ وطني يتوحد حوله اللبنانيون كل سنة
الإثنين 25 آذار 2013، مارسيل عيراني -
"ها أنا أمة الرب. فليكن لي بحسب قولك" (لو 1- 38). بهذه الكلمات التي لفظتها عذراء منذ أكثر من ألفي سنة اتحدت الإرادة الإلهية بالإرادة البشرية، وحول هذه الكلمات يتوحد اليوم مسيحيو لبنان ومسلموه ليتغنّوا بذكرى بشارة الملاك: "ستحبلين وتلدين ابناً وتدعين اسمه يسوع" (لو 1 -31).
ورغم الإنقسامات والأزمات، المعيشية منها والسياسية والأمنية، التي يشهدها لبنان، فإن الخامس والعشرين من شهر آذار يبقى يوماً مميزاً كونه أصبح يوماً وطنياً بامتياز يجدد فيه أبناء الوطن رفضهم لكل ما يفرّقهم.
بشرى للإنسانية
يصف أمين سرّ الليتورجيا في الكنيسة المارونية الأب هاني مطر عيد البشارة بأنه "من أهم الأعياد المسيحية، ففيه نتذكّر بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء بحبلها الإلهي، وقبول العذراء لمشيئة الله"، ويقول: "بهذا العيد إذاً بدأ الخلاص، لأنه من خلال "نعم" مريم بدأ سرّ التجسّد".
وفي هذا الإطار، يشرح خادم رعية سيدة البشارة للروم الأرثوذكس الأب جورج ديماس أن عيد البشارة يبشّر بالمصالحة بين الله والإنسان الذي لن يبقى عاصياً، وبه أصبحت العذراء والدة الله، "فهي ولدته في الجسد أما هو فموجود منذ الأزل، مولود غير مخلوق، وبمشيئة الله صارت هي العرش السماوي".
ويقول: "الرب أراد أن يتجسد ليخلصنا والعذراء أرادت أن تقبل بإرادة الله، إذاً، الله يفي بعهده للإنسان والإنسان يقول: أنا أريد أن أطيعك"، ويشير إلى أن الإحتفال بهذا العيد في 25 آذار بدأ منذ القرن الرابع.
وإنطلاقاً من ذلك، يوضح الأب مطر أنه لهذا السبب، وفي هذا اليوم من كل عام، يقوم عدد كبير من الناشطين حول العالم بمسيرات تدعم الحياة وترفض قتل الأجنّة أي الإجهاض وكل ما يتناقض مع حق كل إنسان بالحياة منذ اللحظة الأولى للحمل وحتى الموت الطبيعي، مذكراً بأن "كل جنين هو إنسان كامل، وإذا كنا لا نفكّر بهذه الطريقة نكون وكأننا نقول أيضاً أن يسوع لم يكن شيئاً عندما تجسّد في أحشاء مريم العذراء ولا يكون حينها لعيد البشارة أي معنى".
ولكن أهمية بشارة الملاك للعذراء لا تقتصر على الطوائف المسيحية، فهي "بشرى للإنسانية جمعاء"، وفق ما يؤكد الشيخ حسين الخشن، موضحاً أن "يوم البشارة يعني للمسلمين الشيء الكثير لأنه اليوم الذي بشّرت الملائكة مريم بالمولود الجديد الذي سيغيّر العالم على صورة المحبّة والرحمة".
ويلفت إلى أنه، في القرآن الكريم، يوجد سورة كاملة باسم مريم، تؤكد مسألة البشارة، وفي بعض آيات هذه السورة هنالك حديث مفصّل عن هذا الأمر. وفي أكثر من مكان في القرآن الكريم، يتم التأكيد على احترام مريم ووليدها ويؤكد هذه البشارة، كما ظهر في الآية 45 من سورة آل عمران: "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ".
بين البشرى السارة والآلام
لكن هذه الذكرى السارة تقع هذا العام مع بداية أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية التي تتبع للتقويم الغربي، مما دفع
بعض الطوائف الكاثوليكية إلى نقل الإحتفال الليتورجي بهذا العيد إلى يوم آخر. "فعندما نبدأ أسبوع الآلام"، وفق ما يؤكد الأب مطر، "نسعى كمسيحيين لئلاّ نعيش ما يمكنه أن يتناقض مع إتحادنا بآلام المسيح لأننا في هذا الأسبوع نشارك الرب بآلامه الخلاصية ونستذكرها، وبالتالي، فإن عيد البشارة عيد كبير، والإحتفال به يتناقض مع التفكير بالآلام"، مشيراً إلى أن الكنيسة المارونية، وإنطلاقاً مما ذُكر، ارتأت نقل الإحتفال بالعيد إلى إثنين القيامة، الّذي هو أساساً عيد تهنئة العذراء بقيامة المسيح من بين الأموات، فيمكن الإحتفال بالعيدين معاً".
هذه الخطوة يثمّنها خادم رعية سيدة البشارة الأرثوذكسية الأب ديماس، قائلاً: "حسناً فعلت الكنيسة المارونية بنقل العيد إلى يوم إثنين الفصح لأنه عيد فرح ولا يجوز أن يكون في أسبوع الآلام، رغم كوننا في الآلام نعيش في انتظار بهجة القيامة".
ويشرح أن "عيد البشارة يصادف دائماً في فترة الصوم لدى الكنيسة الأرثوذكسية، لذلك يبتهج الصائمون ويأكلون السمك"، لافتاً إلى أن "رعية سيدة البشارة في الأشرفية، لا تقيم احتفالات بمعنى "الهيصة" بل تجتمع كرعية واحدة حول مائدة غداء".
... يبقى عيداً وطنيا
الدولة اللبنانية، ورغم قيام الكنائس ذات الطقس الغربي بنقل العيد، أبقت عليه في 25 آذار. ويرى الأب مطر أنه "بالنسبة للدولة، يبقى 25 آذار يوماً وطنياً، وبالنسبة للموارنة، يمكنه أن يشكل هذا العام فرصة لكي يدخلوا بشكل أعمق في أسبوع الآلام وفي سرّ الآلام، أما إثنين القيامة الذي سيتم الإحتفال به في هذا العام بعيد البشارة أيضاً، فهو على كل حال عيد رسميّ".
ويقول: "هو عيد يجمع كل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، لأن العذراء هي أم أيضاً، وكما نقول في العاميّة: "الأمّ بتلمّ"، وهي تجمعنا حولها كأبناء لها"، معبراً عن أمله في أن "يبعد هذا العيد عن بلادنا الشرّ، فهنالك من يرسم لنا مخططات "غريبة عجيبة" وقد تكون إستقالة الحكومة شيء من هذا المخطط... فنأمل أن يبعد هذا العيد عنا أشباح كل هذه المخططات عن بلادنا لكي نعيش فعلاً ما يريده الرب منا: أن نعيش بسلام".
هذا الأمل يشدد عليه أيضاً الشيخ الخشن، داعياً اللبنانيين لأن "يستلهموا من هذا اليوم، فيكونوا دعاة خير وحاملي بشارة سارة"، مشيراً إلى أن "النبي محمد ينادي المسلمين قائلاً: بشرّوا ولا تنسّروا، أي إن الدين هو للبشرى والحياة والرحمة وليس للقتل والموت والذبح والعصبية".
ويتوجه للمسيحيين "الذين يحملون الحب للمسيح" بالقول : "تعالوا لنتعاون ونتلاقى ونتحاور لكي لا تفصل بيننا بعض الإختلافات، فالإختلاف حق بين البشر، فدعونا نلتقي على قيم المسيح لننشر الخير بالعالم في مواجهة من يريدون الظلم". أما المسلمين "الذين يلتقون مع المسيحيين على تقديس المسيح ووالدته" فيدعوهم لأن "يستلهموا من يوم البشارة هذا من الدعوة الطيبة التي حملها المسيح والنبي محمد إلى العالم، لأن النبي ليس داعي قتل وذبح، فقد قالها هو "إنما أنا رحمة مهداة".
هي إذاً العذراء والأم، وهي التي تتحدث عنها آيات العهد القديم والإنجيل المقدس والقرآن الكريم... تحت كنفها وفي ظل حمايتها يجتمع هذا الفسيفساء اللبناني الجميل.
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الثلاثاء 26 مارس 2013 - 11:37
