أفاد شهود عيان بمناطق حدودية، الجمعة، بتجدد القصف المدفعي الإيراني لمناطق حدودية في قضاء بشدر التابع لمحافظة السليمانية، ما دفع بالمزيد من العوائل لإخلاء مساكنها، وسط أنباء عن قرب توغل الجيش الايراني في داخل الاراضي العراقية بحجة تعقب مسلحين اكراد معارضين.
وقال المواطن محمد حسين، 20 سنة من سكان قرية سوني التابعة لقضاء بشدر لـ"السومرية نيوز"، إن "العشرات من العوائل من سكنة القرية بدأت مغادرتها الأسبوع الجاري بعدما ترددت انباء عن قرب توغل الجيش الإيراني وشن هجوم بري على المنطقة بذريعة مطاردة عناصر حزب بيجاك المعارض".
وأضاف أن "المدفعية الإيرانية بدأت ومنذ نحو الرابعة من عصر الجمعة بقصف مكثف على محيط القرية ما أدى إلى هروب اكبر مجموعة من السكان باتجاه مناطق بعيدة".
وأوضح حسين "لم يعد في القرية سوى بعض الأفراد، ونحن نخشى أن يصل القصف إلى داخل القرية، لان القنابل تقع في محيطها"، لافتاً إلى أن "أيا من عناصر المعارضة الكردية لا تتواجد لا في داخل قرية سوني ولا بالقرب منها، ما يجعل من ذرائع الجيش الإيرانية بقصف المنطقة واهية وغير صحيحة".
من جانبه، قال مدير ناحية سنكسر بقضاء بشدر هيمن عبد الله إن "قصفاً مكثفا للمدفعية الإيرانية أخذت تشهده مناطق تابعة للناحية، دون معرفة حجم الخسائر التي تسبب بها، بسبب استمراره وعدم توقفه".
وطال القصف المدفعي الايراني ليوم الجمعة، قرى عديدة بينها "سوني، كوجار، زيوكه، نالي رش، ضمن قضاء بشدر في السليمانية.
وتشهد المناطق الحدودية العراقية مع تركيا وإيران منذ سنة 2007 هجمات بالمدفعية وغارات للطائرات الحربية التركية بذريعة ضرب عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجد في تلك المناطق منذ أكثر من 25 سنة، وحزب بيجاك المعارض لطهران، مما أسفر عن سقوط العشرات من المدنيين العراقيين وتهجير المئات من أهالي القرى.
وشهدت مدن وبلدات في كردستان العراق خلال الأيام الماضية تظاهرات واحتجاجات على القصف المدفعي والجوي لكل من إيران وتركيا، وقام متظاهرون بحرق العلم التركي في بلدة رانية، فيما منعت الشرطة تكرار عملية حرق العلم التركي بأربيل.
واعتبرت وزارة الخارجية العراقية، يوم 25 آب الماضي، أن استمرار اعتداءات الكويت وإيران وتركيا على العراق "سيسيء بشكل مباشر" للعلاقات الثنائية، مشيرة إلى أنها وجهت لها مذكرات احتجاج "شديدة" اللهجة تطالبها بإيقاف تلك الاعتداءات، فيما أكدت أن الحكومة العراقية ستتخذ موقفاً من تلك الدول في حال لم توقف اعتداءاتها.
وكان القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان رجح، الخميس (25 آب الماضي)، وجود اتفاق "سري" بين العراق وإيران من جهة، وأميركا وتركيا من جهة أخرى، بشأن عمليات قصف المناطق الشمالية، متهماً الحكومة العراقية بإعطاء الضوء الأخضر لتركيا وإيران لتنفيذ عمليات القصف.
كما شهدت العاصمة بغداد تظاهرتين الشهر الماضي، فقد احتشد المئات في ساحة التحرير، للمطالبة بردع القصف التركي والإيراني والتجاوز الكويتي على الحدود العراقية عبر ميناء مبارك، فيما تظاهر المئات من المواطنين وممثلي منظمات المجتمع المدني في محافظة دهوك، الأربعاء (2011/8/24)، احتجاجا على الهجمات التركية والإيرانية على إقليم كردستان، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقفها، فيما دعت منظمات مدنية حكومة وبرلمان الإقليم بالضغط على تركيا وإيران من خلال قطع العلاقات التجارية لوقف هجماتهما.
وكان حزب العمال الكردستاني أعلن، في 22 آب الماضي، عن تخليه عن سياسة الدفاع والتحول إلى السياسة الهجومية بسبب الهجوم المدفعي والصاروخي الذي يشنه الجيش التركي على مواقعه في المناطق الحدودية، مهدداً في الوقت نفسه بخوض حرب ضد الجيش والمؤسسات العسكرية التركية في عمق البلاد.
تجدد القصف الإيراني والعشرات يفرون من مناطق حدودية في محافظة السليمانية