البيت الآرامي العراقي

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Welcome2
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Welcome2
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جون شمعون أل سوسو
مشرف مميز
مشرف مميز
جون شمعون أل سوسو


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Usuuus10
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 8-steps1a
الدولة : بلجيكا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1024
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
الابراج : الحمل

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Empty
مُساهمةموضوع: إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )   إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Icon_minitime1الأحد 2 أكتوبر 2011 - 13:27


 
ايشوع الشابي الرفيق والصديق

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 18320815_492496941141842_4597451455766347402_o

بقلم   :   بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى)

...في ذلك الزمن البعيد، قبل اكثر من خمسين عاماً، وفي قرانا الكلدانية بأعالي الوطن، كان التعلم يومذاك محصورا ضمن دائرة من أسبغ الله عليهم نعمه، وكان إكمال الدراسة الابتدائية وقفا على جماعة معينة، لأن أغلب مدارس القرى الصغيرة كانت أولية تتوقف صفوفها عند الرابع، لذلك ما أن يلم الصبية بالقراءة والكتابة حتى ينصرفوا الى الزراعة والى أعمال أخرى يشدون بها أزر ذويهم، ويضيفون الى جهدهم جهدا آخر يوفر للعائلة محصولا أكثر، ودخلا أفضل، وهكذا لم تكن تجد آنذاك سوى افراداً قلائل يواصلون دراستهم الأبتدائية ثم الثانوية في المدن القريبة من قراهم، وكان (ايشوع) واحدا من اولئك الذين نقلته عائلته ذات الدخل الوافر الى المدينة ليواصل فيها رحلة الدرس. ولم يكن هذا الفتى غريباً عني، فقد كنا على تقارب في العمر، وعلى شيء من المودة التي تربط الصبيان ببعضهم... في المدرسة كنا نلتقي كل يوم، وفي ساحتها نلهو ونمرح، وعلى مقاعدها الخشبية الصلبة نجلس، وفي بيادر القرية الفسيحة الخالية من الأدغال والأحجار، نلعب ما يلعبه الصبيان من العاب في بعضها خشونة وأذى (كالهوكي البلدي) ذي المضرب المتين والكرة الخشبية الثقيلة رغم صغرها، وفي البعض الآخر بساطة ونعومة (كالدعبل) الحجري الأملس الذي يجري مسرعاً على الثرى حين يوجهه صاحبه ليلامس (دعبل) زميله، او كنا في الليالي المقمرة حين يسفح البدر أشعته الفضية على القرية فيكسيها ضياء وجلالا، نجوب الدروب والازقة نذرعها جماعات، حتى اذا كلّت أقدامنا من السير، أنطرحنا ارضاً على ذلك التراب البارد نستعيد بعض نشاطنا لنعود الى دورنا مع سماع نداء الاهل لنا في تلك الأمسيات الصيفيات. وتوالت السنون وكبرنا على الطفولة ورحل ايشوع الى الموصل ليكمل الصفوف المنتهية من الدراسة الأبتدائية في مدرسة (شمعون الصفا) لطائفة الكلدان، فشعرت لفراقه بكثير من الأسى، واحسست أن شيئا عزيزا انسلخ مني، حتى اذا هيء لي أنا الآخر أن التحق به هناك بعد سنة، توطدت اواصر المحبة بيننا بشكل أفضل، ولا أدري هل هي خصاله الطيبة، وسجاياه الفاضلة، التي شدتني اليه منذ الصغر، أم ان قوة علوية أكبر من كلينا هي التي ربطت أحدنا بالآخر منذ باكورة العمر، وجعلتنا نسير على درب واحد، ونتصاهر في شبابنا وعائلة واحدة، لنرتبط بصلات رحم لا تفكنا، ولا تفرقنا بغير الموت.
في الموصل الحدباء وفي مدرسة (شمعون الصفا) في مستهل أربعينات القرن الماضي الذي طوي صفحته، تتلمذنا على أيدي أساتذة اجلاء غرسوا في نفوسنا حب العلم والفضيلة، ادوا رسالتهم في هذه الحياة ورحلوا عنها، كما سنرحل نحن ايضا عنها ذات يوم:

نزل الدنيا أناس قبلنا ..........        رحلوا عنها وخلوها لنا
ونزلناها كما قد نزلوا ...............         ونخليها لقوم بعدنا

اذكر منه على سبيل المثال المربي الفاضل الشماس (يوسف ميري) الذي كان يدرسنا اللغة العربية، وقد أغنى المكتبة الكلدانية بالعديد من المؤلفات الدينية التي لا تزال متداولة في مدارسنا وكنائسنا، والأستاذ (يعقوب رسام) الشقيق الأكبر للمرحوم الخوري افرام رسام الذي كان يعلمنا الانكليزية ولا زلت احفظ حتى اليوم شيئا من صيغ الفعل الثلاثة، والقس (عمانوئيل ددي) مطران الموصل بعد ذاك الذي كان يعلمنا الديانة ويأخذنا عصر كل يوم الى كنيسة القديسة مسكنته لنشارك في صلاة الرمش وغيرها كثيرين رحمهم الله وأثابهم على جهودهم... في الموصل كنا نمضي اوقات الدراسة معا، وكنا نجتمع بعدها في دارهم نهيء واجباتنا ونعد ما يراد منا، ثم نخرج قريبا من الدار لنلتقي في أزقة محلتي (الساعة والمياسة) زملاء احباء نلهو معهم، ونثرثر بما كان يثرثر به الصبيان يومذاك، حول الدروس والمعلمين والفرق المدرسية لألعاب كرة القدم والسلة والطائرة، وكانت الدار التي استضافته، وهي لعائلة المرحوم (رفو قزانجي)، غير بعيدة عن المدرسة، وعن كثب منها يرتفع برج ساعة الكنيسة التي كانت تشنف آذاننا بدقاتها المتناغمة، وقريبا منها ايضا ينتصب ناقوس كنيسة (القديسة مسكنته) الى جوار الكنيسة دار البطريركية الكلدانية، ومعهد (شمعون الصفا الكهنوتي) وفي الطرف الآخر من شارع (الفاروق) نظيره معهد (مار يوحنا الحبيب) للآباء الدومنيكان، وكان أبناء محلات (الساعة والمياسة والجولاق وشهر سوق وخزرج من مسلمين ومسيحيين) يعيشون على حب متواصل ووئام دائم، لايفرقهم مذهب ولا يشتتهم دين، بل تجمعهم الجيرة الطيبة، وحب الوطن، على الأحترام المتبادل وعبادة الله، وعلى محبة القريب والبر بالمحتاج، وما أحلى يومذاك أن ترى بين وقت وآخر كاهنا مسنا بثوبه الأسود الفضفاض يسعى الى كنيسته هنا، وراهبا شيخا بمسوحه البيض يقصد ديره هناك، وإماما وقورا بلحيته البيضاء كالثلج وجبته وعمامته، يوسع الخطى الى جامعه في ذلك الركن، والأطفال يفسحون لهم الدرب، وينحنون لهم بخشوع، والناس كل الناس تكبر الخالق الجبار حين تسمع المؤذن ينادي بأسم الله من منارته، وتقف بأحترام حين تقرع أجراس الكنائس مبشرة بالصلاة...ما اروع تلك الأيام، وما أعذب طعمها في افواهنا نحن أبناء ذلك الجيل الذين عشنا تلك المرحلة وتنعمنا بمباهجها في اولى مراحل عمرنا، ولا زلنا نتذكرها بكثير من الشوق والحنين... في الموصل الحدباء أم الربيعين تعرفنا آنذاك على زملاء طيبين منهم المرحوم الدكتور (أحسان رشيد ميرزا) وأخيه الصيدلي (لبيب ميرزا) و(الدكتور نوري يوسف ميري، واخيه الاستاذ مالك) والمرحومين (غانم رفو قزانجي واخيه كمال) والمرحوم (غانم سليم ميرزا، واخيه جرجيس) و(هادي يعقوب السماك) وغيرهم كثيرين، فقد كانت مدينة الموصل يومذاك صغيرة، نقطعها من محلة الخزرج وحتى محلة الميدان مشيا على الأقدام سالكين شارع نينوى الرئيسي الذي يفصلها الى قاطعين شمالي وجنوبي، من رأس الجادة غربا الى الجسر الحديدي شرقا، وكان هذا الشارع شريان الموصل، على جانبيه تتوزع عيادات الأطباء والصيدليات والمحلات التجارية والمقاهي وكان طلبة القرى يسكنون غرفا صغيرة لدى بعض العوائل المسيحية في محلات الساعة ومياسة وخزرج وشهر سوق وحوش الخان والميدان.

وتمضي الأيام فيلتحق (ايشوع) قبلي بالمتوسطة الشرقية، يقضي فيها عاما دراسيا كاملا، ثم في العام التالي يقطع دراسته ويدخل على حين غرة معهد (شمعون الصفا) الكهنوتي للكلدان، ولا أدري ان كانت تلك رغبته فهو لم يحدثني عنها أبدا، أم رغبة أهله وذويه الذين ألحوا عليه بذلك ليضيفوا بالكهنوت جاها آخر الى جاههم، ويضمنوا لعائلتهم كاهنا يرفع اسمها في القرية ويحفظ ذكرها، فلم يخلف لهم الفتى اليافع امنية ولا رد لهم مطلبا، بل انصاع لرغبتهم راضيا وحمل متاعه القليل وارتدى العباءة والسوتان السوداوين، ودخل عالم المعهد بعيدا عن صخب الحياة، ولم أعد أراه كل يوم وما صرت التقي به متى شئت، بل أصبحت أشاهده كلما استبد بي الشوق، مع رهط طويل من زملائه ساعيا بين المعهد وكنيسة القديسة مسكنته، لا يكلمني ولا أحادثه، ولكن نظراتنا كانت تلتقي على المودة. فتعبر عما يجيش في الصدور من المحبة، فترتوي نفوسنا الظمأى أما ان شئت زيارته في معهده، فلا بد من اجراءات قد تطول ولا تأتي بالمراد، فلم يعد امامنا والحالة هذه الاّ العطلة الصيفية، ننتظرها على أحر من الجمر لنقضي في قريتنا بعضا من فصول حياتنا التي نحت آنذاك منحىً متباعدا، فلعالم الكهنوت دنياه الخاصة، والحياة هناك فيها الكثير من الزهد والعبادة والتقشف والطاعة. وعاش ايشوع مع زملائه كخير تلميذ، وانكب على دروسه بشغف ولهفة، وتعود على النظم والتقاليد السائدة في المعهد، وتعرف على زملاء سبقوه بمراحل، كان شغفهم باللغة العربية كبيرا، وحبهم لآدابها وفصاحتها عظيما، فزرعوا في نفسه الرغبة في قراءة القديم والجديد منها، كما يبدو أن اساتذته ممن كانوا يحاضرون في العربية وبيانها وبديعها هم الاخر حركوا في اعماقه نزعة الأدب فكان الأب القس (يوسف كجه جي) رحمه الله واحدا من اولئك الضالعين في العربية وآدابها، فكان يلقي عليهم دروسا ساخنة في الشعر والنثر يتركهم بعدها نشوى برحيقها، يتبارون في حفظها وانشادها، كما كان المرحوم الأستاذ (نعوم الصائغ) شقيق المطران المرحوم (سليمان الصائغ) الأديب والمؤرخ رئيس تحرير مجلة (النجم) الموصلية ومؤلف كتاب تاريخ الموصل، كان الأستاذ نعوم هو الآخر من أقطاب الصرف والنحو، تولى تدريسهم قواعد اللغة العربية ومعانيها، فزرعوا في اعماقه تك البذرة الصالحة التي أنبتت فيما بعد نتاجه الأدبي، وكانت كتب النحو (لشرنوتي) و(فؤاد صروف) و(علي الجارم بك) تدرس لهم بكثافة، تدعمها دروس أخرى في الفلسفة، واللاهوت. وآداب اللغة الكلدانية، فتعينهم على توسيع مداركهم واغناء ثقافتهم، وكان (ايشوع) ينكب على تلك الكتب يغترف منها المزيد، ويسجل ما تعن له من افكار وخواطر على الورق، ملتمسا الرمز وسيلة للتعبير عن مشاعره وخلجات نفسه، فعرف بين زملائه بأسلوبه الجميل، وخطبه المفوهة في باحة المعهد اثناء الأعياد والمناسبات، ومن زملائه في المعهد يومذاك المطران (عمانوئيل دلي) المعاون البطريركي في السليمانية، والمرحوم الأب (روفائيل كانونا)، وكان الشابي يحمل معه خلال العطله الصيفية مجموعة من الكتب الأدبية (للرافعي، والزيات، والمنفلوطي، والعقاد، وطه حسين، وجبران، وميخائيل نعيمة، ومي زيادة، وغيرهم) فنلتقي كل يوم في دارهم أغلب الأحيان، او في بيتنا احيانا اخرى، لنمضي ظهيرات الصيف القائضة في قراءة والتهام تلك الكتب والوقوف بنفس الوقت على دوريات أخرى كانت تصلنا من مكتبات الموصل، مثل (سلسلة اقرأ وروايات الهلال لجرجي زيدان، ومجلة الرسالة لأحمد حسن الزيات، ومجلة الأديب اللبنانية لألبير ديب، ومجلة المختار من ريدرز دايجيست وغيرها من القصص الرائجة في الاربعينات)، ويستمر ايشوع في دراسته الكهنوتية، تصقله الايام، وتنضجه التجارب، وسنة بعد أخرى يزداد وعيا وتمكنا من مفردات اللغة، فتزداد مسودات خواطره وافكاره، لكن قيودا تعيقه عن نشر نتاجه، سوى شذرات تحملها جداريات المعهد ونشراته الداخلية... وتتوالى الأعوام عليه في المعهد حتى تنصرم سبعة منها. فيجد نفسه بعدها لا يستطيع المضي الى آخر المطاف في ذلك السبيل، وما دام منكباه لا يقويان على حمل تلك الرسالة الجسيمة، وما دام يخشى أن تتعثر خطواته ويكبو يوما وهو الفارس الأصيل الذي يأبى على نفسه الكبوة، ولكونه كان صريحا مع نفسه ومع الناس، لايريد لحياته أن تتسم بأزدواجية، فلا بد له أن يغير مسار حياته ويختار طريقا آخر، لكن كيف يواجه أهله برغبته تلك هو معقد آمالهم ؟ كيف يكاشفهم بما يريد فيهدم في نفوسهم كل الاماني التي بنوها طوال سني دراسته الكهنوتية؟ ظل طوال ذلك الصيف يقلب الأمور من كل جوانبها فلم يجد في غير أمه البارة الحنونة ملاذا، فبثها شجونه، وصارحها بمعاناته وناشدها أن تكون عونا له في الخروج من محنته، وحين تفهمت بأحاسيس الأم مشاعره وتلمست ما يكابده من قلق، ما خذلته، بل كانت الصدر الرحوم الذي القى عليه رأسه المثقل بالهموم، فتركها تتصرف مع والده واخوته الذين يكبرونه، وبما كانت تملك من حصافة ورجاحة عقل جعلت العاصفة تمر عليه بسلام، فخرج الى الدنيا الواسعة ثانية وهو على أبواب العشرين من العمر، سلاحه القلم، وزاده المعرفة، وفي القرية مكث أشهر غريبا بين أهله، بعدها أنطلق يجوب المدن بحثا عن عمل، حتى ألقى عصا الترحال في كركوك موظفا في احدى دوائرها الزراعية، فأرتدت اليه عافيته، واستعاد حيويته ومرحه، وهناك هو يعيش مع عائلة طيبة التقى رفيقة عمره، وصنو حياته، التي طالما ناداها وناجاها في كتاباته، فوضع أولى لبنات عشه الصغير، وفي رحلة العمل تنقل بين كركوك والموصل واربيل حتى استقر به المقام في بغداد، وكان خلال عمله الوظيفي قد تعرف على الرجل الفاضل، الأستاذ يوسف ناظر الذي كان يرأس احدى شعب مديريته فوجد منه كل العطف والمحبة والمساندة وظل يحفظ للأستاذ ناظر جميله معه طوال حياته و (ابو سعد - أمد الله في عمره) حاليا من أدباء المهجر المعاصرين يعيش في ولاية مشيكن، ويساهم في الكتابة بأسلوبه السلس في الكثير من الصحف والمجلات التي تصدر في هذه الديار. وقد كتب ايشوع خلال فترة حياته عددا من المقالات وشيئا من الشعر الحر، ودبج بعض القصص القصيرة، وترجم قليلا من الشعر الفرنسي، كان ينشرها في الصحف المحلية، مثل جريدة فتى العراق الموصلية والكرخ البغدادية، والغري النجفية ومجلة الخميلة الكويتية التي كان يصدرها القاص العراقي كارنيك جورج، وابان هذه الفترة الخصبة بالنتاج تعرف على بعض الأدباء اذكر منهم القاص البصري يوسف يعقوب حداد، والكاتب يعقوب افرام منصور، والصحفي والأديب حسين الكرخي، والناقد والباحث خيري امين العمري والناقد باسم عبد المجيد حمودي وكان الشابي عاشقا ولها لجبران خليل جبران تأثر باسلوبه وتابع نتاجه وجمع الكثير من دقائق حياته ودونها في كراسات اظنها لا تزال بين ايدي أهله، وفي بغداد العاصمة المدينة الصاخبة، شغلته متاعب الحياة، واضناه اللهاث وراء فرص افضل للعيش فنال منه الجهد والأعياء، وتوقف قلبه الكبير ذات مساء ربيعي من عام 1977، وهو لم يزل في منتصف العقد السادس من عمره وسكت البلبل الصداح الذي كان يغرد على افانين الحياة، وخمدت جذوة ذلك التوهج والتألق، وكما تعود الطيور المهاجرة الى اعشاشها في الأعالي مع حلول الربيع، عاد الشابي الى ما وراء الغمام ليواصل من هناك رحلة الازل... جاء مع الفجر ورجع عند الأصيل الذي طالما تغنى به، وبالطبيعة التي كانت تسحره وتخلب لبه، وتفتح قرائحه، ولو أمتد به العمر لصور بقلمه الكثير من روائع تراثنا، ونقل الينا مشاعر كبرى لا يعرفها الاّ من حمل روحا صافية...  رحم الله (أبا غيث)، كم كان حلو المعشر لطيف الملقى، نزيه النفس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جون شمعون أل سوسو
مشرف مميز
مشرف مميز
جون شمعون أل سوسو


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Usuuus10
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 8-steps1a
الدولة : بلجيكا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1024
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
الابراج : الحمل

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )   إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Icon_minitime1الأحد 2 أكتوبر 2011 - 14:05


126
رحمك الله واسكنك فسيح جناته يا أبا غيث .. فقد كنت حقاً أديبا ً عالماً كاتبا ً ومعلما ً استاذاً وأبا ً فاخرا ً وقبل كل شي كنت انساناً بمعنى الكلمة هذا ما أعرفـه عنك من خلال صِلـة القرابـة والأهل والأفاضل كبارنا .
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى هكذا قدوة، قدوة الخير والبركة .. ويكفينا فخرا ً بـه لكونـه ممّن تأثّر بالأديب والفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران وكان شغوف بفكره وأدبـه و باسلوبه وكذلك فدوى طوقان وميخائيل نعيمة، ومي زيادة وآخرون من فطاحلة زمانه وزماننا والأدب البيروتي الراقي بشكل عــام وحتى أبنائـه ومن أسماهم من أقاربـه بأسماء شعراء وأدباء وأسماء لامعـة لم ينطفئ بريقها حتى بمماتهم ومماته ؛ نعـم كان فكر نير وخلق راقي ومُحب رائـع من روائـع أم النبعين الكُثر الكِرام .
علينا وعلى أجيالنا أن نثمن ونوقر نخبنا ويجب أن نكرس جهودنا في إبراز مكانـة أدبائنا وكتابنا وشعرائنا وفنانينا ومفكرينا بصورة يستحقونها وتستحقها أقلامهم وأفكارهم وجهودهم ودورهم، الأحياء منهم والأموات على حد السواء ، لأنها جزء من ارثنا المعنوي الذي نجلـه ونوقره ونعتز و نفتخر بـه .

كُل الحب للفقيد الخالد المرحوم ايشوع بحو الشابي إن شاء الله مثواك مـع وبين الملائكة والقديسيين في ملكوت الرب

وأستاذنا الفاخر بهنان أفندي لك كل الحب والاحترام والتقدير .. مرة تلو المرة تغمرونا بمحبتكم و كرمكم أنت ومديرنا المؤرخ حبيب حنونا فلكما مني الشكر والتقدير والاعتزاز لوفائكما الكبير .. ولكلماتكم المؤثرة
دمتم بخير وصحة وسلامة .

يشرفني أن أهدي لكم هذة الصوة لنتذكر هذة العائلة الأبيـة الكريمة
يسعدني أن أتوسط زوجة وحفيد المرحوم ايشوع الشابي ؛ ومع هذا الجمع الخَيّر
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 13175070171

هديـة لأستاذنا الكبير بهنام سليمان متي آل قطا ( أبو سلوان )



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البيت الارامي العراقي
الادارة
الادارة
البيت الارامي العراقي


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Usuuus10
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 8-steps1a
الدولة : المانيا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 10368
تاريخ التسجيل : 07/10/2009

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )   إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Icon_minitime1الجمعة 24 مايو 2013 - 14:51

ايشوع الشابي وقصيدته " فصل الزروع "

مرت قبل ايام الذكرى 36 لرحيل احد اعمدة ادباء كرمليس الا وهو المرحوم ايشوع بحو الشابي (+ 5/1977) الذي ملات نتاجاته جرائد ومجلات عديدة منها : فتى العراق الموصلية، الكرخ البغدادية، الغري النجفية، الخميلة الكويتية، النور والتي كانت تصدرها اخوية قلب يسوع الاقدس الكلدانية والنجم الموصلية. وهذه قصيدته التي ترجمها من الفرنسية لفكتور هيكو :




تكبير الصورةتصغير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية.
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) DMRQr

المصدر :
من مواضيع المهندس
جورج تمو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Usuuus10
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60590
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )   إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Icon_minitime1الأحد 9 أكتوبر 2016 - 0:23

من أعلام كرمليس ايشوع بحو الزيدان
ايشوع بحو الشابي : ولد بكرمليس عام 1925 وانهى الابتدائية في مدرسة شمعون الصفا بالموصل ثم المتوسطة في الشرقية دخل معهد شمعون الصفا الكهنوتي للكلدان حيث تتلمذ على يد الاستاذ نعوم الصائغ رئيس تحرير مجلة النجم الموصلية ومولف كتاب تاريخ الموصل وكان لهذا المعلم التاثير الكبير على الشاب ايشوع بعد ذلك بنتاجه الادبي
كتب ايشوع الشابي الكثير من الخواطر والافكار ملتمسا الرمز وسيلة للتعبير من مشاعره وخلجات نفسه فعرف في المعهد باسلوب جميل وخطبه الرائعة اثناء الاعياد والمناسبات فازدادت خواطره وافكاره لكن قيود تعيقه عن نشر نتاجه فقط ما كان ينشر في جداريات المعهد ونشراته الداخلية ترك الدير لاتسباب الخلاف مع احد المسؤولين بالدير وهو على ابواب العشرينات من عمره
كتب خلال حياته القصيرة عددا من المقالات والشعر الحر ودبج بعض القصص القصيرة وترجم قليلا من الشعر الفرنسي كان ينشرها في الصحف المحلية مثل جريدة فتى العراق الموصلية والكرخ البغدادية والغري النجفية ومجلة الخميلة الكويتية التي كان يصدرها القاص العرقي كارنيك جورج
توفي عام 1977 حيث كان ابرز مثقفي كرمليس في اربعينيات القرن الماضي ونشر عنه عدد من المقالات في مجلة الفكر المسيحي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Usuuus10
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60590
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )   إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Icon_minitime1الإثنين 8 مايو 2017 - 21:56


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 18320815_492496941141842_4597451455766347402_o

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 18301762_492497001141836_3831719582967183080_n

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 18300902_492497047808498_2404540999900164247_n

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 18342476_492497101141826_9179461395676139230_n

Habeeb Matti Alshabi added 4 new photos.
20 hrs ·

قبل سنين وسنين وفي كرملش كان التعلم يومذاك محصورا ومن يكمل الابتدائية يعتبر من المتميزين لأن المدارس في القرى كانت اولية من الاول وتنتهي عند الرابع، معظم الاطفال لم يذهبوا او تركوا بعد الابتدائية وانصرفوا الى الزراعة واعمال اخرى ويوفرون للعائلة دخلا للعيش ولذلك لم تكن تجد آنذاك سوى افراداً قلائل يواصلون دراستهم الأبتدائية ثم الثانوية في الموصل وكان (عمي ايشوع) واحدا من اولئك الذين نقلته عائلتنا الى الموصل ليواصل فيها الدراسة وفي العطلة وفي قلة بربارة وكرمة دكتور وبيادر القرية يلعبون (كالهوكي البلدي) والكرة الخشبية الثقيلة والدعبل ويلعبون في الليالي المقمرة بأشعة القمر الفضية على القرية فيكسيها ضياء وجلالا يجوبون الازقة ويزورن الاصدقاء والاهل وتنتهي العطلة ويعود عمي ايشوع الى الموصل ليكمل الصفوف المنتهية من الدراسة الابتدائية في مدرسة - شمعون الصفا في الموصل درسوه أساتذة غرسوا في نفسه حب العلم والفضيلة منهم - يوسف ميري- مدرس اللغة العربية و- يعقوب رسام- معلم الانكليزية والقس (عمانوئيل ددي) مطران الموصل معلم الديانة ويأخذ الطلاب عصر كل يوم الى كنيسة القديسة مسكنتة للمشاركة في صلاة الرمش كان له زملاء احباء يلهو معهم وكانت الدار التي استضافته، وهي لعائلة المرحوم - رفو قزانجي- غير بعيدة عن المدرسة وقريبا منها يرتفع برج ساعة الكنيسة وقريبا منها ايضا ينتصب ناقوس كنيسة (القديسة مسكنتة) الى جوار الكنيسة دار البطريركية الكلدانية، ومعهد (شمعون الصفا الكهنوتي) وكان أبناء محلات (الساعة والمياسة والجولاق وشهر سوق وخزرج من مسلمين ومسيحيين) يعيشون على حب متواصل ووئام دائم، لايفرقهم مذهب ولا يشتتهم دين، بل تجمعهم الجيرة الطيبة، وحب الوطن، على الأحترام المتبادل وعبادة الله، وعلى محبة القريب ، وما أحلى يومذاك أن ترى بين وقت وآخر كاهنا مسنا وراهبا يقصد ديره هناك وإماما وقورا وتقف بأحترام حين تقرع أجراس الكنائس مبشرة بالصلاة...ما اروع تلك الأيام، وما أعذب طعمها في الموصل الحدباء أم الربيعين تعرف عمي ايشوع على زملاء طيبين منهم المرحوم الدكتور (أحسان رشيد ميرزا) وأخيه الصيدلي (لبيب ميرزا) و(الدكتور نوري يوسف ميري، واخيه الاستاذ مالك) والمرحومين (غانم رفو قزانجي واخيه كمال) وغيرهم كثيرين، فقد كانت مدينة الموصل يومذاك صغيرة، يقطعها من محلة الخزرج وحتى محلة الميدان مشيا على الأقدام سالكا شارع نينوى الرئيسي الذي يفصلها الى قاطعين شمالي وجنوبي، من رأس الجادة غربا الى الجسر الحديدي شرقا، وكان هذا الشارع شريان الموصل، على جانبيه تتوزع عيادات الأطباء والصيدليات والمحلات التجارية والمقاهي وكان طلبة القرى يسكنون غرفا صغيرة لدى بعض العوائل المسيحية في محلات الساعة ومياسة وخزرج وشهر سوق وحوش الخان والميدان.
وتمضي الأيام فيلتحق (عمي ايشوع) بالمتوسطة الشرقية، يقضي فيها عاما دراسيا كاملا وبعد عام قطع دراسته ودخل معهد (شمعون الصفا) الكهنوتي للكلدان، ودخل عالم المعهد بعيدا عن صخب الحياة، وعاش عمي ايشوع مع زملائه كخير تلميذ، وانكب على دروسه بشغف ولهفة، وتعود على النظم والتقاليد السائدة في المعهد، وتعرف على زملاء سبقوه بمراحل، كان شغفهم باللغة العربية كبيرا، وحبهم لآدابها وفصاحتها عظيما، فزرعوا في نفسه الرغبة في قراءة القديم والجديد منها، كما يبدو أن اساتذته ممن كانوا يحاضرون في العربية حركوا في اعماقه نزعة الأدب فكان الأب القس (يوسف كجه جي) واحدا من اولئك الضالعين في العربية وآدابها، فكان يلقي عليهم دروسا ساخنة في الشعر والنثر يتركهم بعدها نشوى برحيقها، يتبارون في حفظها وانشادها، كما كان المرحوم (نعوم الصائغ) الأديب والمؤرخ رئيس تحرير مجلة (النجم) الموصلية ومؤلف كتاب تاريخ الموصل، كان هو الآخر من أقطاب الصرف والنحو، تولى تدريسهم قواعد اللغة العربية ومعانيها، فزرعوا في اعماقه البذرة الصالحة التي أنبتت فيما بعد نتاجه الأدبي، وكانت كتب النحو تدرس لهم بكثافة تدعمها دروس في الفلسفة واللاهوت وآداب اللغة الكلدانية، فتعينهم على توسيع مداركهم واغناء ثقافتهم، وكان عمي ايشوع ينكب على تلك الكتب يغترف منها المزيد، ويسجل ما تعن له من افكار وخواطر على الورق، ملتمسا الرمز وسيلة للتعبير عن مشاعره وخلجات نفسه، فعرف بين زملائه بأسلوبه الجميل، وخطبه المفوهة في باحة المعهد اثناء الأعياد والمناسبات، ومن زملائه في المعهد يومذاك المطران - عمانوئيل دلي- المعاون البطريركي في السليمانية وكان عمي ايشوع الشابي يحمل معه خلال العطلة الصيفية مجموعة من الكتب الأدبية (للرافعي والمنفلوطي والعقاد وطه حسين وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومي زيادة
واستمرعمي ايشوع في دراسته الكهنوتية تصقله الايام وتنضجه التجارب وسنة و يزداد وعيا وتمكنا من مفردات اللغة فتزداد مسودات خواطره وافكاره وتتوالى الأعوام عليه في المعهد حتى تنصرم سبعة منها فيجد نفسه بعدها لا يستطيع المضي الى آخر المطاف في ذلك السبيل وما دام منكباه لا يقويان على حمل تلك الرسالة الجسيمة وما دام يخشى أن تتعثر خطواته ويكبو يوما وهو الفارس الأصيل الذي يأبى على نفسه الكبوة ولكونه كان صريحا مع نفسه ومع الناس لايريد لحياته أن تتسم بأزدواجية فلا بد له أن يغير مسار حياته ويختار طريقا آخر لكن كيف يواجه أهله برغبته تلك كيف يكاشفهم بما يريد فيهدم في نفوسهم كل الاماني التي بنوها طوال سني دراسته الكهنوتية؟ا فلم يجد في غير أمه البارة الحنونة ملاذا وصارحها بمعاناته وناشدها أن تكون عونا له في الخروج من محنته وحين تفهمت بأحاسيس الأم مشاعره وتلمست ما يكابده من قلق ما خذلته بل كانت الصدر الرحوم الذي القى عليه رأسه المثقل بالهموم، فتركها تتصرف مع والده واخوته الذين يكبرونه، وبما كانت تملك من حصافة ورجاحة عقل جعلت العاصفة تمر عليه بسلام، فخرج الى الدنيا الواسعة ثانية وهو على أبواب العشرين من العمر، سلاحه القلم، وزاده المعرفة، وفي القرية مكث أشهر بعدها أنطلق يجوب المدن بحثا عن عمل، حتى ألقى عصا الترحال في كركوك موظفا في احدى دوائرها فأرتدت اليه عافيته، واستعاد حيويته ومرحه، وهناك هو يعيش مع عائلة طيبة التقى رفيقة عمره رمزية ام غيث الحنون فوضع أولى لبنات عشه الصغير ولهما من الاحبة الاعزاء (( غيث وغدير ومي وندى وريم وفدوى )) وفي رحلة العمل تنقل بين كركوك وكان عمي ايشوع الشابي عاشقا لجبران خليل جبران تأثر باسلوبه وتابع نتاجه وجمع الكثير من دقائق حياته ودونها في كراسات، وفي بغداد العاصمة المدينة الصاخبة، شغلته متاعب الحياة، واضناه اللهاث وراء فرص افضل للعيش فنال منه الجهد والأعياء، وتوقف قلبه الكبير ذات مساء ربيعي من عام 1977، وهو لم يزل في منتصف العقد السادس من عمره وسكت البلبل الصداح الذي كان يغرد على افانين الحياة، وخمدت جذوة ذلك التوهج والتألق، وكما تعود الطيور المهاجرة الى اعشاشها في الأعالي مع حلول الربيع، عاد عمي ايشوع الشابي الى ما وراء الغمام ليواصل من هناك رحلة الازل رحم الله (أبا غيث)، كم كان حلو المعشر لطيف الملقى، نزيه النفس
ايشوع بحو الشابي : ولد بكرمليس عام 1925
وانتقل الى اعالي الفردوس عام 1977











الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Usuuus10
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60590
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )   إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Icon_minitime1الخميس 8 مارس 2018 - 22:40

* بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن ... والروح القدس ... الأله الواحد ... امين *

،، انــا هو القـيـامة ... والحق ... والحـيـاة ... من امن بي .. وان مـــات ... فسيحيـــا ،،

41 عام مضت بنهاراتها ولياليها في صيفها  القائض وخريفها المتقلب الجو وشتائها البار وربيعها المزدهر المعتدل المناخ  على رحيل الأخ العزيز الكاتب والاديب الاريب والانسان الطيب المحب الاستاذ ايشوع ال شابي أبي غيث الى الاخدار السماوية *


الاخت العزيزة السيدة الفاضلة أم غيث زوجة الراحل الكبير وأولادهما الاحباء وعائلاتهم الكريمة ,, المحترمون ,, .

محبو الفقيد الكبير وكافة ابنـاء شعبنا المبارك في الوطن الحبيب والمهجر ,, المحترمون ,, .

الأعزاء في عائلة ال شابي الكريمة ,, المحترمون ,, .

العراق والمهجر

سلام من الله ورحمة .....

* الموت نقـاد على أكفه يختار منهـــا الجيـاد *

حكم المنية في البرية جار ما هذه الحياة بدار قرار


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 365819670



إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 530233946

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Index.php?action=dlattach;topic=389655




إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 28959425_747652295434426_5934390779995750400_n


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 171152oiaga56vct
وبعد ...

41 عام  مضت بنهاراتها ولياليها في صيفها  القائض وخريفها المتقلب الجو وشتائها البار وربيعها المزدهر المعتدل المناخ  على رحيل الأخ العزيز والكاتب والاديب الاريب والانسان الطيب المحب الاستاذ أبي غيث الى الاخدار السماوية  *

 ولكنهـا في حسابات الحزن والأسى هي سنوات طوال عجاف بالنسبة لأسرته الكريمة ومحبيه لأن كل شئ يخصه في الكنيسة والبيت والمجتمع يذكرهم به ويجدد الحزن والألم في نفوسهم المتالمة اساسا بسبب رحيله المبكرغير المتوقع المؤلم .
لقد رحلت ايهـا العزيز بعد رحلة لم تدم طويلا في الحياة ولم تصل الى نهاية المشوار بنظر المحبين لك والعارفين مكانتك في المجتمع ولكنها زاخرة بالعطـاء حيث كنت كاتبا واديبا مقتدرا وكان قلمك لامعا بين الاقلام وأبا مثاليا وزوجا مخلصا وابنا بارا بوالديك ، وأبنا بارا للعراق العظيم , وعنصرا مفيدا ونافعا في المجتمع , وصديقا متواضعا وطيبا للكثيرين في الوطن الحبيب والمهجر الذي عملت فيه لسنوات ,  ورحيلك هذا قد ترك في نفوس كل الذين عرفوك عن كثب لوعة وفي قلوبهم غصة ، فكل مسافر يــا عزيزنــــا مهمــا طال بعـاده لا بد وانه الى اهله يؤوب ، ومـا من غـائب عن بيته الا وساعة يحن اليه فيعود ... ولكنك لم تعد ... ؟؟؟ وفضلت البقاء حيث رحلت .

كم انت قاس يـا موت لأنك تفرق بين الراعي الصالح ورعيته المؤمنة وبين الوالدين واولادهـما ، وبين الزوج وزوجته ، وبين الأخ واخيه واخته ، وبين الصديق وصديقه ، وبين الأستاذ وتلاميذه ، وبين الطبيب ومرضـاه ، وكم هي شديدة مرارة لحظات توديع الأحبة الوداع الأخير على الأهل والأصدقاء وخاصة حينما يكون الراحل رمزا كبيرا في العائلة والمجتمع ، فلولا نعمتي الأيمان والصبر اللتين اسبغهمـا الرب على بني البشر لمـات الأنسان من كربه ، فصبرا .. صبرا يـا احباء فهذه ارادة الخالق العظيم ولا راد لأرادته عز وجل ، فنم قرير العين في مثواك السرمدي يـا قرة اعيننـا ومهجة قلوبنـا وتـاج رؤوسنـا وانت في عليائك فاولادك وأبناء أسرتك الكبيرة ومحبيك الكرام سيسدون الفراغ الذي تركته لأنهم قد تربوا في مدرستك الكبيرة ونهلوا الكثير من خصالك الحميدة لسنوات طويلة وهم يحبونك كثيرا وقد سكنت في قلوبهم ومكانتك كبيرة لديهم , رحمك الله ايها الفقيد الغالي برحمته الواسعة واسكنك في فردوسه السماوي مع الملائكة والقديسين والأبرار والصديقين والهم أسرتك الكبيرة ومحبيك الصبر والسلوان .

شركاء احزانكم


ابو فرات والعائلة


وأسرة موقع

البيت الارامي العراقي

https://iraqiaramichouse.yoo7.com/portal

ميونيخ - المانيـا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Usuuus10
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60590
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )   إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Icon_minitime1الخميس 8 مارس 2018 - 22:45

بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن ... والروح القدس ... الأله الواحد ... امين .


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 27067286_721786781354311_9127892728720697194_n


روح المرحوم الاخ العزيز الكاتب والاديب الاستاذ ايشوع متي ال شابي الوالد الكريم وزوجته الأخت العزيزة  ام غيث الوالدة الكريمة وأولادهما الأعزاء وعائلاتهم الكريمة ,, المحترمون  ,, .

الأعزاء في عائلة ال شابي الكريمة ,, المحترمون ,, .


العراق والمهجر

تحية محبة وتقدير ...





إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) 365819670


إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق   - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى ) Index.php?action=dlattach;topic=389655



 37 عام مضت على فقدان المأسوف على شبابه ودماثة خلقه ولدكم الحبيب العزيز الشاب غيث في الحرب بين العراق وايران .


وبعد ...

37 عام مضت مضت على فقدان أبن الأخ العزيز ولدكم الحبيب المأسوف على شبابه غيث بنهاراتها ولياليها الثقيلة ولكنهـا في حسابات الحزن والأسى هي سنوات طوال بالنسبة لأسرته الكريمة ومحبيه لأن كل شئ يخصه في الكنيسة والبيت والمجتمع يذكرهم به ويجدد الحزن والألم في نفوسهم المتالمة اساسا بسبب فقدانه المـأساوي المؤسف .

لقد فقدت ايهـا العزيز بعد رحلة قصيرة في الحياة حافلة بالعطـاء وتركت الحزن والأسى لأسرتك الكريمة ومحبيك ، وفقدانك هذا قد ترك في نفوس كل الذين عرفوك عن كثب لوعة وفي قلوبهم غصة ، فكل مسافر يـا عزيزنا مهمــا طال بعـاده لا بد وانه الى اهله يؤوب ، ومـا من غـائب عن بيته الا وساعة يحن اليه فيعود ... ولكنك لم تعد لحد الان ولا زال الامل يراود اهلك ومحبيك بعودتك ... ؟؟؟


المحبون لكم
د . حنـاني ميـــــا والعائلة

واسرة موقع


البيت الآرامي العراقي

ميونيخ ــ المـانيــــا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إيشوع الشابي - الرفيق و الصديق - بقلم بهنام سليمان متي آل قطا (أبو ذكرى )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى شخصيات عرفتهـا I have known figures a forum-
انتقل الى: