المفكر والأديب والكاتب والسياسي والقاضي سالم عبيد النعمان في ذمة الخلود

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المفكر والأديب والكاتب والسياسي والقاضي
سالم عبيد النعمان في ذمة الخلود

شبكة البصرة

د. عمر الكبيسي

تعرفت على هذه الشخصية الوطنية المتقدة وعيا وحكمة وحيوية بالرغم من تقدمه بالعمر عام 2001 وتعلقت بأراءه ونقديته وازدادت هذه العلاقة بعد احتلال العراق عام 2003 وكان من ضمن الشخصيات الوطنية التي حضرت ندوة (ما العمل؟) بعد الاحتلال مباشرة و وقعت بيان رفضه والعمل على الخلاص منه وخلال طيلة هذه الفترة وحتى رحيله لم يكن المرحوم سالم عبيد النعمان بعيدا عني رغم محنة الهجرة والاغتراب، وقد تشرفت في عمان بمهمة متابعة حالته الصحية وإجراء تداخل جراحي له قبل عامين كما حضي الاخوة في عمان بلقاءه والاستماع الى اراءه وانطباعاته عن الوضع العراقي في جلسات متكرره بداري وحين انتقل الى شمال الوطن لأسباب أمنية كان لي به عدة اتصالات نتداول بها أزمات العراق ودور المحتلين بالأحداث والصراع السياسي.

لقد وقف سالم عبيد النعمان بعد الاحتلال الغادر موقفا وطنيا مؤكدا على دور الحركة الوطنية بضرورة الوحدة والتوافق لإزالة آثاره والحفاظ على وحدة العراق وقاوم بشدة عروض المشاركة بعملية الاحتلال السياسية أو احتواء شخوصها لموقفه الرافض لنتائجها وأخطارها مستلهما دروسه من خبرته السياسية ,افكاره الوطنية التي استلهمها لعقود من زمن نضاله الطويل منذ نعومة أضفاره وتأثره وصلته الوثيقة بجعفر ابو التمن وبجماعة الأهالي في ثلاثينات القرن الماضي ومن ثم كشيوعي واكب وزامل فهد في مسيرته وسجنه في الأربعينيات وكشخصية وطنية مستقلة وقضائية واديب ومفكر في الخمسينات فيما تبقى من مسيرته ولحين الاحتلال حين جاهر بموقفه الوطني وإصراره على البقاء في داخل العراق كرمز وطني غيور مرهف بحب العراق و وحدة كيانه واستقلاله وتحريره حيث كان مجلسه حافلا بحضور وطني متميز بسداد الرأي والفكر وكان رحمه الله شديد التمسك بدور المقاومة الوطنية والممانعة من أجل التحرير والخلاص.

ولد الفقيد سالم عبيد النعمان في مدينة عانه بالأنبار في العقد الثاني من القرن المنصرم واكمل دراسته في كلية الحقوق وعمل مهنيا في الخمسينات كقاضٍ موسوم بالنزاهة والخبرة في محاكم العراق ومحكمة التمييز قبل احالته على التقاعد عام 1982. لقد اهدى لي الفقيد كتابه الموسوم (الحزب الشيوعي العراقي بقيادة فهد) بإهداء احببت أن اذكره كما كتبه بخطه الجميل في 18 آب 2009 تأكيدا لموقفه الوطني والقومي الثابت الذي فارقنا عليه، بالنص التالي (الأخ العزيز الدكتور البارع المبدع والمناضل الوطني والقومي الأستاذ عمر الكبيسي ذكرى صداقة ومودة أخوية معهودة مع فائق الاحترام).

فارقنا المرحوم سالم عبيد النعمان وهو في العقد التاسع من العمر يوم الأربعاء 22 شباط 2012 في أحد مستشفيات أربيل وقد أوصى بدفنه فيها إصراراً منه على التمسك بوحدة الأرض والعراق ونبذه لنزعات التقسيم والعرقية والطائفية بعد ان كان حريصا على إصدار مؤلفين له أرخ فيهما مسيرة الحزب الشيوعي بقيادة فهد ومسيرة الحركة الوطنية للفترة من 1900 لغاية 1958.

رحم الله الفقيد برحمته الواسعة والهم اولاده وعائلته وذويه وزملاؤه بالصبر والسلوان وبفقده فقد العراق رمزا وطنيا ومفكرا وأديبا وقاضيا من رموزه الساطعة والنقية بالمسيرة الوطنية الناصعة.

عمان في 25 شباط 2012.

شبكة البصرة

السبت 3 ربيع الثاني 1433 / 25 شباط 2012

بسم الله الرحمن الرحيم

الموت يغيب المفكر والأديب والكاتب والسياسي والقاضي المرحوم سالم عبيد

عائلة ومحبو المرحوم الأنسان الرائع والطبيب المبدع المفكر والأديب والكاتب والسياسي والقاضي المرحوم سالم عبيد السامي المقـام والجزيل الأحترام المحترمون .

الأعزاء في عـائلة ال ... عبيد الموقرة المحترمون .

الأعزاء في الأسرة الثقافية والقضائية والسياسية العراقية المبجلة المحترمون .

العراق والمهجر

سلام من الله ورحمة ...

* الموت نقـاد على أكفه ...... يختـار منهـــا الجيـاد *

* حكم المنية في البرية جـار ..... مـا هذه الدنيـــا بدار قرار *

يكاد لا يمر يوم منذ الأحتلال المقيت دون أن نسمع خبرا مؤلمـا عن فقدان شخصيـات عراقية كبيرة ساهمت في نهضة العراق وتقدمه في مختلف المجـالات والنواحي ، أمـا اختطـافـا وقتلا ، أو رحيلا مبكرا بسبب المـأسـاة التي يعيش في ظلـهـا شعبنـا المغلوب على أمره في ظل الأحتلال الآثم وأعوانه ، وامـا وفاة طبيعية وبصمت رهيب وكـأنه لا يوجد وسائل اعلام في العراق الجديد إ وا أسفـاه عليك يـا عراق يـا موطن الحضارة ، ومنـارة العلم ، ومربض الأسود ، وارض الخصوبة ، وبلاد مـا بين النهرين دجلة والفرات ، وهـا هو ابن العراق البار المفكر والأديب والكاتب والسياسي والقاضي المرحوم سالم عبيد علمـا من اعلام الأدب والقضاء والثقافة والسياسة في العراق يغادرنـا الى الاخدار السماوية بعد مسيرة طويلة في الحياة عامرة بالعطـاء .
ببالغ الأسى ومزيد الأسف تلقينـا نبـأ وفـاة الأخ العزيز المفكر والأديب والكاتب والسياسي والقاضي المرحوم سالم عبيد الذي كان علما من أعلام العراق في مجالات عديدة لسنوات طويلة ,

نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الأليم سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الكبير الغالي برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنـاته ويلهمكم ويلهمـنا جميل الصبر والسلوان ، ذارعين الأكف مبتهلين اليه تعالى ان لا يري اي من ابنـاء شعبنـا اي مكروه ويحفظهم من كل سوء ، انه سميع مجيب .

ان القلم يعجز عن كتابة العبارات المناسبة لأن الحـادث جلل والمصاب أليم جدا .

نرجوا من الرب الأله القدير ان يسبغ نعمه السمـاوية على وطننـا الحبيب ليسود في ربوعه الأمن والأستقرار ويعيش فيه شعبنـا الكريم عيشة حرة كريمة تليق به كونه صاحب أول وأعرق حضارة عرفهـا الأنسان في التاريخ ، كمـا نتمنى ان يكون هذا المصاب خـاتمة أحزان العائلة الموقرة .

وانـا لله وانـا اليه راجعون

شركاء أحزانكم

المتــالمون معكم

أبو فرات والعائلة

وأسرة البيت الآرامي العراقي

ميونـــيخ ــ ألمـانيــــا