الشورجة ، أحد اسواق بغداد القديمة والمشهورة منذ العصر
العباسي، وتمثل اليوم قلب العاصمة التجاري والاقتصادي أيضا المعروف بتشابك متاجره
وأسواقه وأزقته، وتحول اليوم الى معلم سياحي يقصده السواح لما له من طابع تراثي
يعكس واقع المجتمع منذ العصر العباسي.Elaph وسيم باسم/ بغداد:
لا تقتصر السياحة في العراق
على المعالم التاريخية والمراكز الدينية ، بل تشمل وجهات أخرى هي مزيج من السياحة و
التبضّع والاقتراب اكثر من الحياة اليومية الشعبية التي يزورها الناس ، اذ ان فلسفة
السياحة الحديثة تركّز على جعل هذه الفعالية تلقائية تمس واقع الشعوب التي يزورها
السائح للإطلاع عن كثب على حركة الناس اليومية وعاداتهم وتقاليدهم. وإحدى المعالم
التجارية التي تجذب الزائرين الى مدينة بغداد ، منطقة الشورجة ، احد اسواق بغداد
القديمة والمشهورة منذ العصر العباسي، وتمثل اليوم قلب العاصمة التجاري والاقتصادي
المعروف بتشابك متاجره وأسواقه وأزقته ، والذي يمزج بين عبق التاريخ ، والفعاليات
التجارية العصرية الممزوجة بصراخ الباعة الذي لا يهدأ وضجيج الحركة .
أسواق
تاريخية
ومنذ الخمسينيات اشتهرت
بغداد بجذبها الزائرين ، من مختلف الجنسيات الذين يتجولون في أسواق لها جذور
تاريخية في أغلبها منذ تأسيسها العام 145 هـ ( 710 م ) ، على ضفاف نهر دجلة واستمر
بناؤها خمسة أعوام ، وهي في أغلبها أسواق تخصصية تتبدل وتتلائم حسب الظروف
وتقلباتها في المجال الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والسياسي. واهم ما يثير دهشة
الزائر في جولاته في بغداد وجود الأسواق التخصصية التي تحمل ملامح بغداد التاريخية
منذ تأسيسها الى الآن.
معالم
تاريخية
ويتوقع الزائر وهو يبدأ
جولته في السوق ازدحاما كبيرا وحركة تجارية، وبضائع متنوعة المصادر والمناشيء ،
مثلما يمكنه شراء الهدايا الثمينة . كما يلمح الزائر ايضا سواح من جنسيات مختلفة
تتمتع بالتجول في السوق . ويقول التركي محمد ازل وهو أحد العاملين في العراق ضمن
شركة تركية ان دهشته تتمثل في حفاظ السوق على تلقائيته ومعالمه التاريخية حيث
الدروب والأزقة الضيقة وطريقة عرض البضائع الكلاسيكية.
بينما ترى سهيلة حميد
القادمة من مدينة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) للتبضع ان رائحة التوابل الذكية
ونكهة المكان تذكرها بأيام بغداد الخوالي . وفي جانب من السوق يلمح المتاجر التي
تعرض المصوغات والمصنوعات والأنسجة والشموع التي تجمع بين التراث
والمعاصرة.
أسواق
تخصّصية
يمتد السوق بطريقة ملتوية
عبر أزقة ضيقة يغطيها سقف ، من شارع الكفاح حتى شارع الرشيد عند جامع مرجان ، حيث
هناك حمام الشورجة وخان الدجاج وسوق التمر وسوق الغزل وسوق العطارين وعلاوي
الشورجة. ومن المشاهد الشعبية التي تثير إعجاب المتجولين والمتبضعين في السوق ،
ازدحام السوق بحركة العتّالين والحمالين من الصبية وكبار السن أيضا ، إضافة الى
الباعة المتجولين وهم يخترقون أزقة السوق وحاراته التي تمثل كل واحدة منها سوقا
تخصصيا فهناك ركن باعة الصابون ، وسوق التوابل ، وجانب متخصّصّ في بيع القرطاسية،
وآخر للزجاجيات و قسم آخر يبيع العصائر والمكسرات ، وحارة ضيقة أخرى لبيع مستلزمات
التدخين من سجائر وتبغ .
وما ان ينتهي السائح من
زيارة السوق حتى يمكنه من التمتع من مشاهدة أعرق المعالم التاريخية الواقعة في طرف
الشورجة من جهة شارع الرشيد وهو جامع مرجان ، اضافة الى معالم تاريخية تقع في نفس
المنطقة منها كنيسة مريم العذراء ، وجامع الخلفاء ، وجامع النخلة ، وجامع النوبجي .
وينصح سعد احمد وهو أحد أبناء المنطقة ولديه اهتمامات في تاريخ بغداد بزيارة سوق
الغزل بجانب الشورجة. وسوق الغزل ، مكان مخصص للتجارة يحوي على محال صغيرة لبيع
الحيوانات والطيور على اختلاف أنواعها ، إضافة الى الحبوب و البقوليات .ولا ينسى
الزائر أيضا القيام بجولة في شارع الرشيد أهم معالم بغداد في الوقت الحاضر وتأسس
عام 1920.